إليك أيها القارئ الكريم و أيتها القارئة الكريمة ، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و الصلاة و السلام على أسيادنا الأنبياء جميعاً و على خاتمهم الكريم .
لقد أحببت أن أكتب التالي رداً على المواقع النصرانية في اقتباسها آيات من القرآن الكريم و جعلها وسيلة لإقناع النصارى بأن القرآن الكريم يقرّ بأن المسيحية دين صحيح – بالرغم من توافر الشروح و التفاسير لآيات الله عز و جل – لكن النصارى يوهمون أصحاب الرؤوس الخالية من العقول و التفكير و متبعي القانون التالي ( لا يجب عليك أن تفهم بل يجب أن تقتنع و انتهى ) .
يقول تعالى : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ }آل عمران70
أولاً و قبل البدء أحب أن أهدي عملي المتواضع لقداسة البابا الشهير "شنودة" (بمعنى القداسة الخاص بالمسيحية) .
ثانياً نستعرض بعض النصوص بخصوص هذا الموضوع ، المنقول من موقع كنيسة "الأنبا تكلا هيمانوت" :
- يقول القرآن: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ" ( النحل : 43 و الأنبياء : 7 ) . و هنا يدعو القرآن أهل قريش أن يسألوا أهل الكتاب "أهل الذكر" إن كانوا لا يعلمون ، أي كالمرجع لهم في أحوال عمل الله في الكون ، بقوله لهم : "فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ" (النحل:43) .
و يؤكد الكاتب في الأعلى أن أهل الذكر هم أهل الكتاب من خلال الاستشهاد بأقوال العلماء المسلمين من أمثال : الطبري و الزمخشري و الطبرسي و الرازي و القرطبي و الشوكاني و و و ....
و نحن المسلمين لا ننكر هذا بل نحن موافقين عليه في أن أهل الذكر هم أهل الكتاب (التوراة و الزبور و الإنجيل) . يتابع حضرته و يقول :
وهكذا أجمع المفسرون على أن أهل الذكر هم أهل الكتاب ، التوراة و الإنجيل الذي يجب الرجوع إليهم في مسائل و أمور العلوم و الكتب السماوية .
فإذا كان الأمر هكذا و القرآن يعتبر التوراة و الإنجيل هما الذكر الصحيح و يطلب من القرشيين أن يرجعوا إليهم ويسألونهم فيما يختص بما جاء فيها ، فهل كان هذا الذكر محرفاً ؟ والإجابة المنطقية مستحيل !! (طبعاً السيد يقول {القرآن يعتبر أو يقول القرآن} لأن حضرته ينكر أصله الإلهي) .
المهم أن كثير من المواقع النصرانية تقول أن القرآن يعترف بصحة المسيحية .
و الآن و بعد تجاوز زمن إغلاق العقل و إبعاده عن التفسير المنطقي ، ننتقل إلى البيان و الحق لكي لا نكون مثل (الذين لا يجب ذكرهم) .
1- يقولون أن أهل الذكر هم أهل الكتاب أي أهل التوراة و الزبور و الإنجيل ، و طالما أن في الآية الكريمة التالية : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر 9 جاءت كلمة الذكر ، فهذا يعني أنها تشمل أيضاً التوراة و الزبور و الإنجيل مع القرآن فلذلك أين المانع في أن يكون الكتاب المقدس محفوظاً من الله ؟؟ و نقول لو كان عندكم ذرة عقل للتفكير لما قلتم شيئاً .
كثيرة هي الآيات التي جاءت فيها كلمة الفرقان في كتاب الله الأخير ، و أنتم و نحن نعرف أن الفرقان لها معنى أصلي و هو ما يتعلق بالتفرقة بين الحق و الباطل ، و لكن المعنى العام لهذه الكلمة هو القرآن (الفرقان هو القرآن) تبعاً لما أنزل الله في كتابه المحكم : {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً } الفرقان 1 .
و جاءت الكلمة هذه في القرآن أيضاً في الآيات التالية :
{وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }البقرة53 .
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ }الأنبياء 48 .
و من الآيتان السابقتان نجد كلمة الفرقان و التي لا تعني القرآن لأن الكل يعلم أن القرآن لسيد الأنام عليه الصلاة و السلام ، أما التوراة فهي لموسى النبي عليه السلام ، فهل الآيات الثلاث السابقة تعني القرآن الكريم فقط ؟؟. (عادتكم دائمة و لن تنسوها "الكيل بمكيالين") .
أيضاً من كتابكم و بنفس السبيل نجد مثلاً كلمة "كتاب" في الجمل التالية :
{هذَا كِتَابُ مَوَالِيدِ آدَمَ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ} (1:5) تكوين . نجد كتاب أيضاً في :
{كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ} (1:1) متّى .
فهل هذا يعني أن الكتابين مشتملان مع بعضهما ؟؟ .
و بنفس الطريقة مع القرآن الكريم الذي يفحمكم .
و أيضاً جاء ذكر "يعقوب" النبي عليه السلام ، و "يعقوب" الحواري :
{فَحَقَدَ عِيسُو عَلَى يَعْقُوبَ مِنْ أَجْلِ الْبَرَكَةِ الَّتِي بَارَكَهُ بِهَا أَبُوهُ} (27:41) تكوين .
هل يعقوب هو يعقوب الحواري ؟ طبعاً لا ! إنها سهلة جداً لماذا لا تفهموها ؟
أما بخصوص تفسير الآية الكريمة في سورة الحجر الآية التاسعة ، اقرءوا و عودوا للحق يا نصارى ! .
نحن المسلمون لا نفعل كما تفعلون ، تنتزعون الآية من سياقها و تقولون هذا دليلنا و هذا برهاننا ، هل هذا أسلوب منطقي عقلي هل تريدون منا أن نقول لكم في سفر التكوين :
{كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الأَرْضِ وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ عَلَى الأَرْضِ وَلاَ كَانَ إِنْسَانٌ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ} (5:2) ، و قد ذكر السفرُ مسبقاً التالي : {أَخْرَجَتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا كَجِنْسِهِ وَشَجَرًا يَعْمَلُ ثَمَرًا بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ} (12:1) . هل من المنطق أن نقول لكم هذا تناقض دون أن ننظر إلى الجملة الفاصلة بينهما التالية : {هذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ يَوْمَ عَمِلَ الرَّبُّ الإِلهُ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ} (4:2) أي أن السفر شرح لنا (دون النظر لأخطائه) أولاً كيف خُلق الكون ثم الشرح بالتفصيل .
الآن لننتقل إلى الآيات المنزلة و منها التالية : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} لنقرأ معاً قول الحق :
بسم الله الرحمن الرحيم
الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ {1} رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ {2} ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ {3} وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ {4} مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ {5} وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ {6} لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ {7} مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ {8} إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {9}.
نحن نرى الآن و من السياق أن "الذكر" شملت القرآن الكريم فقط لا غير ، ثم كيف يناقض الله نفسه و يقول بأن التوراة و الزبور و الإنجيل محرفان ثم يقول بحفظهما ؟ حاشا لله أن يناقض نفسه .
في الآية السادسة نجد الله يقول : (و قالوا) أي كفار مكة للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم (الذي نزل عليه الذكر) أي الذي نزل عليه القرآن و ليس الإنجيل أو غيره ، القرآن نزل على طه ، ثم يتابعون و يقولون (لو أتيتنا بملائكة من الله تعالى حتى نصدقك) من هذا نجد خطابهم أيضاً للنبي عليه الصلاة ، ثم يقول الله أنه هو منزل القرآن و هو الذي يحفظه .
هيا هل لديكم تفسير آخر ؟ يا لكم من أذكياء ! و كيف لا و أنتم مغلقين عقلكم ! ، افهموا عقيدة التثليث التي لم ترد في كتابكم ثم تعالوا و افهموا كتابنا !.
2 – يقول أهل الكتاب عن هذه الآية الكريمة : {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً }مريم33 ، أنها دليل على أن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام صُلِب ، و مات من أجلهم .
و أكرر الآية الكريمة : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ } .
مع أنها واضحة و بينة من الآية الكريمة التالية أنه لم يمت و لم يصلب : {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }النساء157 .
و أكرر هل يناقض الله نفسه ؟ أكيد حتى الملحد يقول لا ! و حاشا له أن يناقض نفسه ! .
و طبعاً نحن نعلم أن كل شخص يولد ثم يموت ثم يبعث في يوم القيامة .
و طبعاً المسيح عليه السلام لم يقتل و لم يصلب أبداً ! و كيف لا و الرحمن أخبرنا بذلك ؟ .
3 - {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }المائدة82 .
يقول النصارى عن الآية السابقة أنها تصفهم هم بأنهم يعبدون الله و فيهم مودة و حب للمسلمين ، و هذا واضح تماماً من مواقعكم و تصرفاتكم .
هل تعرفون من النصارى الذين يقصدهم الله الخالق الواحد ؟
النصارى الذين يعرفون أن الإسلام حق من الله و لا يرفضون الدخول إليه ، و لا يرمون الشبهات هنا و هنا ، مثل نصارى الحبشة عندما تُلِيَت عليهم سورة يس و أسلموا مباشرة .
طبعاً منكم من لا يخلو من هذه الصفات لأنه يتحرى و يبحث عن الحق و يدخل الإسلام ليفعل التالي : {لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) } آل عمران ، أما الآخرون يعرفون أنه الحق من ربهم و يصرون على عبادة العباد مثل عيسى و مريم و جبريل عليهم السلام ، أولئك الذين قال الحق فيهم : {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }المائدة17، {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }المائدة72 ، {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }المائدة73 .
هل ثقفتم الآن من يقصد الله تعالى منكم ؟ النصارى الحقيقيين و ليسوا المسيحيين ! .
4 - {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }المائدة46 .
يقولون عن الآية المذكورة أنها تدل على حفظ التوراة و سلامتها من التحريف .
و نحن نقول : هل قال الله "وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِ الْأَنْبِيَاءِ بِعِيْسَى بْنُ مَرْيَمَ مُصَدِّقَاً لِمَا مَعَكُمْ مِنَ التَّوْرَاةِ" ؟ أم قال {مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ} ؟ لما بين يديه : قبله .
و طبعاً نحن نعلم أن عيسى بن مريم عليه السلام أتى مكملاً لشريعة الله المنزلة على موسى عليه السلام ، و بما أن شريعة عيسى مكملة لشريعة موسى عليهما السلام فهذا يعني أن الله آتاه التوراة له و أنزل عليه الإنجيل .
و الكل يعلم أن اليهود بعد موت كل نبي عليه السلام ، يحرفون التوراة التي صححها الله و أعطاها لأنبيائه ، و من هنا نجد أن التوراة كانت محرفة قبل بعثة عيسى عليه السلام ، و علمه الله تعالى إياها مع الحكمة و نزل عليه الإنجيل {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ }آل عمران48 .
التوراة التي بين يدي عيسى المسيح عليه السلام الشريفتين كانت صحيحة و أنزلت من قبل عيسى عليه السلام و ليست الصحيحة هي التي بين أيدينا الآن .
{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }الصف6 ، تؤمنون بـ " مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ " و لا تؤمنون بـ " مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ " ، و طبعاً هنا أيضاً نفس الكلام .
6 - {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }المائدة68 ، يقولون فيها أنهم يحكمون بما جاء في التوراة و نقول لهم :
• الآية تقول لستم على شيء حتى تقيموا التوراة و الإنجيل و ما أنزل إليكم و هو القرآن فهل أنتم تقيموه الآن ؟ أكيد لا ، و لو كانت التوراة المحرفة هي المقصودة هل أنتم تقيمونها ؟ هل تختنون الذكور ؟ هل تمنعون أنفسكم عن اللحم النجس ؟ ماذا جاء في رسالة السيد المتواضع "بولس" (لأنه قال بغبائه) : {إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الْإِنْسَانَ لَا يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوْسِ بَلْ بِإِيْمَانِ يَسُوْعُ الْمَسِيْحِ} الناموس هو التوراة و الكل يعلم .
• التوراة المقصودة في الآية هي المنزلة على سيدنا موسى عليه السلام ، و ليست المُخْتَرَعَة من قبل اليهود ، و الله يشهد في كتابه الحكيم في آيات كثيرة أن التوراة تحرّفت ، هل يعني هذا يريدكم أن تقيموا التوراة المحرفة ؟
لا تستشهدوا بالقرآن و تؤمنوا بالقليل و الباقي تقولون عنه ليس صحيحاً !
7 - {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }المائدة47 .
نكرر و نكرر و سنظل نكرر أين الإنجيل المنزل على الكريم ابن الكريمة الطاهرة ؟ اقرءوا :
• متّى (26-13) : الْحَقُّ أَقُوْلُ لَكُمْ حَيْثُمَا يُكَرَّزُ بِهَذَا الْإِنْجِيْلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ يُخْبَرُ أَيْضَاً بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَارَاً لَهَا .
• رومية (1-9) : فَإِنَّ اللهَ الَّذِيْ أَعْبُدُهُ بِرُوْحِيْ فِي إِنْجِيْلِ اِبْنِهِ شَاهِدٌ لِي كَيْفَ بِلَا اِنْقِطَاعٍ أَذْكُرُكُمْ .
• تسالونيكي الثانية (1-8) : فِيْ نَارِ لَهِيْبٍ مُعْطِيَاً نَقْمَةً لِلَّذِيْنَ لَا يَعْرِفُوْنَ اللهَ وَ الَّذِيْنَ لَا يُطِيْعُوْنَ إِنْجِيْلَ رَبَّنَا يَسُوْعُ الْمَسِيْحُ .
و نقول أيضاً ، أن عيسى عليه السلام بشّر بأحمد المصطفى عليه الصلاة و السلام {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }الصف6 .
و مما سبق نجد أن إنجيل عيسى عليه السلام يحتوي على بشارة أحمد عليه السلام و اسمه الكريم ، هل هذا في كتابكم ؟ أيضاً حتى بوجود التبشير به (بصفاته) في الأناجيل لماذا لا تؤمنون به و تقيمون الإنجيل ؟
8 - {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ }يس14 .
يقول أهل الكتاب المقدس : إن الاثنين هما شمعون و يوحنا و الثالث بولس و القرية أنطاكية .
و نحن نقول هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ، و نقول التالي :
هل بولس هو رسول من الله ؟ أم من المسيح عليه السلام ؟ حتى أنه ليس من المسيح عليه السلام لأنه لم يره قطّ .
و تقولون نعم إنه رسول من الله لأن المسيح هو الله ، و نقول اخرسوا لأنكم تقولون أن المسيح ابن الله و ليس الله (تعالى الله عما تقولون) .
نقول أيضاً اقرءوا التالي لتعرفوا من هم هؤلاء الرسل الثلاث :
قال الله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ، إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ، قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَانُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ، قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ، وَمَا عَلَيْنَا إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ، قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ، قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ، وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ، اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ، وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَانُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنقِذُونِي، إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ، إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِي، قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ، بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُكْرَمِينَ، وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ، إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ}.
ما الفرق بين القريتين ؟ هل هلكت أنطاكية بعد وصول رسلكم إليها ؟ إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ و لكن أنطاكية آمنت بالمسيح عليه السلام .
قال ابن كثير : ) وَقَدْ تَقَدَّمَ عَنْ كَثِير مِنْ السَّلَف أَنَّ هَذِهِ الْقَرْيَة هِيَ أَنْطَاكِيَّة وَأَنَّ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة كَانُوا رُسُلًا مِنْ عِنْد الْمَسِيح عِيسَى اِبْن مَرْيَم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ قَتَادَة وَغَيْره وَهُوَ الَّذِي لَمْ يُذْكَر عَنْ وَاحِد مِنْ مُتَأَخِّرِي الْمُفَسِّرِينَ غَيْره وَفِي ذَلِكَ نَظَر مِنْ وُجُوه " أَحَدهَا " أَنَّ ظَاهِر الْقِصَّة يَدُلّ عَلَى أَنَّ هَؤُلَاءِ كَانُوا رُسُل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لَا مِنْ جِهَة الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام كَمَا قَالَ تَعَالَى : " إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اِثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ - إِلَى أَنْ قَالُوا - رَبّنَا يَعْلَم إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغ الْمُبِين " وَلَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ مِنْ الْحَوَارِيِّينَ لَقَالُوا عِبَارَة تُنَاسِب أَنَّهُمْ مِنْ عِنْد الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم ثُمَّ لَوْ كَانُوا رُسُل الْمَسِيح لَمَا قَالُوا لَهُمْ " إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَر مِثْلنَا" الثَّانِي " أَنَّ أَهْل أَنْطَاكِيَّة آمَنُوا بِرُسُلِ الْمَسِيح إِلَيْهِمْ وَكَانُوا أَوَّل مَدِينَة آمَنَتْ بِالْمَسِيحِ وَلِهَذَا كَانَتْ عِنْد النَّصَارَى إِحْدَى الْمَدَائِن الْأَرْبَعَة اللَّاتِي فِيهِنَّ بَتَارِكَة وَهُنَّ الْقُدْس لِأَنَّهَا بَلَد الْمَسِيح وَأَنْطَاكِيَّة لِأَنَّهَا أَوَّل بَلْدَة آمَنَتْ بِالْمَسِيحِ عَنْ آخِر أَهْلهَا وَالْإِسْكَنْدَرِيَّة لِأَنَّ فِيهَا اِصْطَلَحُوا عَلَى اِتِّخَاذ الْبَتَارِكَة وَالْمَطَارِنَة وَالْأَسَاقِفَة وَالْقَسَاوِسَة وَالشَّمَامِسَة وَ الرَّهَابِين . ثُمَّ رُومِيَّة لِأَنَّهَا مَدِينَة الْمَلِك قُسْطَنْطِين الَّذِي نَصَرَ دِينهمْ وَأَوْطَدَهُ وَلَمَّا اِبْتَنَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة نَقَلُوا الْبَتْرَك مِنْ رُومِيَّة إِلَيْهَا كَمَا ذَكَرَهُ غَيْر وَاحِد مِمَّنْ ذَكَرَ تَوَارِيخهمْ كَسَعِيدِ بْن بِطْرِيق وَغَيْره مِنْ أَهْل الْكِتَاب وَالْمُسْلِمِينَ فَإِذَا تَقَرَّرَ أَنَّ أَنْطَاكِيَّة أَوَّل مَدِينَة آمَنَتْ فَأَهْل هَذِهِ الْقَرْيَة ذَكَرَ اللَّه تَعَالَى أَنَّهُمْ كَذَّبُوا رُسُله وَأَنَّهُ أَهْلَكَهُمْ بِصَيْحَةٍ وَاحِدَة أَخَمَدَتْهُمْ وَاَللَّه أَعْلَم . " الثَّالِث " أَنَّ قِصَّة أَنْطَاكِيَّة مَعَ الْحَوَارِيِّينَ أَصْحَاب الْمَسِيح بَعْد نُزُول التَّوْرَاة وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو سَعِيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَغَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف أَنَّ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَعْد إِنْزَاله التَّوْرَاة لَمْ يُهْلِك أُمَّة مِنْ الْأُمَم عَنْ آخِرهمْ بِعَذَابٍ يَبْعَثهُ عَلَيْهِمْ بَلْ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بَعْد ذَلِكَ بِقِتَالِ الْمُشْرِكِينَ ذَكَرُوهُ عِنْد قَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى :" وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَاب مِنْ بَعْد مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُون الْأُولَى " فَعَلَى هَذَا يَتَعَيَّن أَنَّ هَذِهِ الْقَرْيَة الْمَذْكُورَة فِي الْقُرْآن قَرْيَة أُخْرَى غَيْر أَنْطَاكِيَّة كَمَا أَطْلَقَ ذَلِكَ غَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف أَيْضًا أَوْ تَكُون أَنْطَاكِيَّة إِنْ كَانَ لَفْظهَا مَحْفُوظًا فِي هَذِهِ الْقِصَّة مَدِينَة أُخْرَى غَيْر هَذِهِ الْمَشْهُورَة الْمَعْرُوفَة فَإِنَّ هَذِهِ لَمْ يُعْرَف أَنَّهَا أُهْلِكَتْ لَا فِي الْمِلَّة النَّصْرَانِيَّة وَلَا قَبْل ذَلِكَ وَاَللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى أَعْلَم ( هل اقتنعتم أنهم ليسوا شمعون و يوحنا و بولس ؟
قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس وكعب و وهب ، إنهم قالوا :
وكان لها ملك اسمه إنطيخس بن إنطيخس، وكان يعبد الأصنام ، فبعث الله إليه ثلاثة من الرسل وهم صادق و مصدوق و شلوم فكذّبهم ، وهذا ظاهر أنهم رسل من الله عز وجل قال الله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلا} يعني لقومك يا محمد {أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ} يعني المدينة { إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ، إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} أي أيدناهما بثالث في الرّسالة {فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ} .
إذاً و مما سبق الأنبياء الثلاثة هم صادق و مصدوق و شلوم عليهم السلام .
9- {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }الفتح10.
يقولون أن الله تعالى له يد و ذلك بفهمهم العويص .
تفسير (يد الله فوق أيديهم) : أي أن الله سبحانه و تعالى يقف إلى جانب من يبايعون الحبيب عليه الصلاة و السلام و ليس كما فهمتم يا أذكياء و في الآية إثبات صفة اليد لله تعالى بما يليق به سبحانه , دون تشبيه ولا تكييف .
10- { أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ }الزمر56 .
يقولون هل الله له جنب ؟ نقول معنى جنب الله أي طاعته و شرح الآية :
اخضعوا لإلهكم وتوبوا إليه حتى لا تأسف نفس و تقول : يا حسرتي و كمدتي على ما ضيَّعت في الدنيا من الأعمال بما أمر الله به , وقصَّرت في طاعته و خضوعي له , و إن كنت في الدنيا لمن المستهزئين بأمر الله وكتابه ورسوله والمؤمنين به .
11- {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ }الدخان54 . يقول أصحاب الكتاب أن القرآن به كلام كهذا و بالتالي فلنعذر كتابهم لما جاء به من نشيد الأناشيد .
نقول هل غازل الله امرأة ؟ هل قال لها ما أجمل رجليك ؟ حاشا لله أن يقول جلاله كلاماً كهذا ، أما ما جاء في كتابنا الكريم فهو وصف للجنة التي سندخلها إذا حافظنا على إيماننا و إسلامنا و مما جاء "حور عين" أي نساء كبيرة أعينهن .
12- أخيراً نقول عن الآية التي ذكرت في الأعلى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } و هي تقول أنه يجب عليهم (كفار مكة) أيها النبي (صلى الله عليه و سلم) أن يسألوا أهل الكتاب إذا كان الرسل الذين أرسلوا إليهم ملائكة أم بشر .
و أيضاً : {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }يونس94 . تفسيرها التالي : فإن كنت أيها النبي في ارتياب من حقيقة ما أعلمناك به من القصص و الأنباء المشهورة فاسأل الذين أنزل إليهم الكتاب من قبلك من أهل التوراة و الإنجيل , فإن ذلك ثابت في كتبهم ، و لا يجب علينا انتزاع الآية هكذا من سياقها : ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ{90} آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ{91} فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ{92} وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُواْ حَتَّى جَاءهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ{93} فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ{94} ) ، إذاً هي قصة سيدنا موسى عليه السلام و نحن و أنتم موافقين على أن فرعون غرق في البحر الأحمر و نعرف القصة جيداً و معظمها موافق لما جاء في كتابكم و القرآن الكريم .
و كان لا يجب علي أن أقارن بين الحق (القرآن) و الباطل (العهدين القديم و الجديد).
شكراً يا بونا شنودة الذي دفعتني بأقوالك إلى مثل هذا البحث ، و الآن أقول من لديه أي تعليق فليتفضل ، و من لديه أي تصحيح فليصحح و من لديه من أمثال الأعلى فليذكره .
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المرسلين ****** تحياتي "الإسلام دين الأنبياء جميعاً" .