روض الرحمن



أَدُعوكَ ياربَّ الخلِيقَةِ شَـاكِيا مِن قَلبِي المُتهَـالِكِ المَكـسُورِ
قَد ضاقت الدُّنيَا عليَّ بأهلِـها فَغَدت كسِجنِ الآبِقِ المأسُـورِ
و تلظَّتِ النِّيرَانُ في صَدرٍ كوتـ ـهُ مَرارةُ التَّغرِيبِ والتَّهـجِيرِ
فَطفِقتُ أسألُ عن شِفاءِ سَقَامَتِي عَلِّي أُحيطُ بِبَلسَـمٍ لِفُـتُورِي
فَوجَدتُ في رَوضِ الإلهِ مقَاصِدِي و إقامَتِي.. و ريَاحَتِي وسُرُورِي
رَوضٌ تَدلَّى بالنَّـعِيمِ ثِمـارُها فهِي المِهَـادُ لِتـائِهٍ .. مَقهُورِ
أنغَامُهـا آيُ مِن الذِّكرِ الحَكِيـ ـمِ و ماؤُهَـا من كَوثرٍ مأثُورِ
شُـبَّانُها الأبرَارُ من رفَعُوا لِـوا ءَ العِزِّ يشـمَخُ لِلعُلا المَـنظُورِ
عُبَّادُها لايَنحَـنُون سِـوى لِربِّ الكـائِنَـات بِذِلَّة المَضـرُورِ
هامَاتُهُم تَعلُوا الرِّقابَ بِعِزَّةِ الـ إِسـلامِ لا بتَخَـايُلٍ و غُـرُورِ
قَد حَطَّموا الأقداحِ وانطَلَقُوا لِرفـ ـعِ منَـابِرٍ للعـِلمِ و التَّكـبِيرِ
إن صاحَ نادٍ للجِـهادِ رأيتَـَهُم خَلعُوا لبِاسَ الهُـونِ و التَّقـصِيرِ
وبنَـاتُها أحفـادُ خولةَ و البَـتُو لِ مشـاعِلٌ في ركبِنَا الميسُـورِ
أخلاقُهَا من مَنهـجِ العـدنانِ تَز كُوا في النّـُفُوسِ بعبقِهَا المـنثُورِ
فالزَم بِتِلكَ الدَّارِ واصحَب أهلَـهَا تَعِـشِ الحيَـاةَ بِعِزَّةٍ و حُـبُورِ
تَنعَم بِكُـلِّ قداسَـةٍ في رُوحِـهَا طُهرُ العقِيدةِ و التُّـقى المـأجُورِ
و اقطَع عـلائِقَ غُربةٍ سَـوداوَةٍ تَسـعد بأُخرَى في جِنانِ الحُورِ