نجحت مظاهرة أمس "جمعة الغضب ~ فيينا" أيما نجاح؛ فقد توافدت إليها من عدة مناطق خارج العاصمة؛ شرايين حياة تغذيها وتقويها والتحمت جميعاً في محيط إنساني متدفق بمشاعر الحب والإخلاص والوفاء لقضية عادلة لترسل العديد من الرسائل لعدة جهات في وقت واحد، وكما أخبر المسؤول الأمنى أنه قد شارك فيها ما يقرب من 15 الف ناشط .
مسيرة "جمعة الغضب ~ فيينا" تلاحمت فيها القوى التركية والبوسنية والعربية والأوربية تحت شعار واحد : " رفض القرصنة الصهيونية " و "كسر الحصار عن قطاع غزة" و "معاملة الشعب في غزة وفلسطين - بل في العالم أجمع - معاملة إنسانية بشرية" فهم جميعاً يحتاجون ما نحتاجه نحن من مأكل ومشرب وملبس وتطبيب وتعليم بل ولترفيه وقضاء أوقات سعيدة في المنتزهات، وليس جلوس القرفصاء تحت القذف المدفعي بقنابله الساقطة فوق رؤوس العُزل من الأطفال والنساء أو الانبطاح على سطح سفينة "الحرية" أمام قراصنة البحر المتوسط.
جمعة "الغضب ~ فيينا" أظهرت رأياً عاماً يحمله نسيج المجتمع المدني من كافة طوائفه : فرجالنا ونساءنا وشبيبتنا بل ورياض الأطفال ونشطاء محبي السلام والحرية خرجنَّا جميعاً في تظاهرة سلمية تعلن عن الحق الطبيعي للإنسان بصفته البشرية، فالشببيةُ وخاصةً فتيات الأقلية بملابسهنَّ الزاهية ذات الألوان المعبرة كأخضر النماء أو أحمر الدماء الزكية خرجنَّ (خرجوا) ليرسموا صورة بجوار الدانوب الأزرق تعبر عن الرغبة الحقيقة للحياة بسلام والعيش بحرية : فاحداهنَّ لفت على عودها الطري علم دولة فلسطين لتعلن انطباعاً عند الكثيرين :" إن فلسطين ردائي ووشحائي وقضية فلسطين تملك زمام قلبي وفؤادي وضميري"، وآخرى تعتصب على رأسها في رفعة وكبرياء راية السلام، وثالثة ترفع راية العُقاب؛ السوداء؛ راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سماء صافية كسماء الإسلام، ورابعة أوربية من أصول نمساوية تحمل العلم الفلسطيني مرابعة مع زملاءها.
وما أثر في ضميري شخصياً وببالغ التأثير في وجداني : رؤيتي لعجوز تركي مسن أخبرني عنه رفيقي البوسنوي؛ يحمل علم فلسطين بيمناه يرفعه إلى سماء العزة وفي يسراه يتكوع على عجازه ليُثَبِت قضيته في ارض الكرامة، وقدماه لا تستطيعان حمله، وخجلتُ من نفسي إذ اسير فقط وأحمل بعض قصصات الورق وقلم رصاص، كأني بلا هوية أو دون إنتماء.

هناك فارق بين أن ترسل رسالة لجهة ما، وبين أن تتأكد من وصول الرسالة إلى المرسل إليه؛ لذا وجد في نظام البريد العالمي ما نسميه رسالة "بعلم الوصول" أي أن المرسل إليه استلم الرسالة بالفعل. المظاهرة بحجمها وكثافتها والاستعداد لها ووجود لجنة إعداد ومن ثَمَّ إدارتها؛ تدل على أهمية الرسالة، والإجتماعات المتتالية والتي لم تنقطع منذ قرصنة الكيان الصهيوني على سفن الحرية وحتى صباح يوم المسيرة تدل بصورة واضحة للمراقب أن الرسالة أرسلت بطريقة صحيحة وأنها عرفت طريقها؛ بيَّد أنه توجد بعض النقاط ينبغي مراجعتها
:
أولاً : الإعلام العالمي/ العربي
أظهر حدثَ القرصنة لحظة وقوعها، والإعلام عموماً يعمد إلى إرسال رسائل ومن أهمها توعية الناس وإطلاعهم على ما يجري في العالم، وهذا مايكون بشكل غير مباشر إعدادا لرأي عام لقبول فكرة ما أو رفضها، وقد يعمل على تجيش المشاعر والأحاسيس (الغضب/ الفرح) ولاينتهي دور الإعلام عند هذا الحد بل يعمل أحياناً كثيرة على إجراء استطلاع لرأي من تابعوه ليتحسس مؤشر نبض الشارع تجاه القضايا المطروحة وخاصة قضايا الساعة، والإعلام الغربي خاصة قد يتعمد إظهار صورة معينة نتيجة سيطرة رأس المال على أجهزته وإن لم يستطع أن يخفي الصورة الحقيقية، وفي المقابل توجد قضايا ولها أهلها (مثال : قطاع غزة وأهلها ومن يمثل القضية ومن يتبناها مِن غيرنا: وهي – قضية فلسطين - صارت قضية عالمية ليست محلية أو إقليمية أو دولية )؛ هؤلاء لا يملكون في يدهم آلة الإعلام وإن استعانوا بها، وهذا القطاع العريض يجب أن يعمل على عين بصيرة أقصد أهل القضية ومن يتبناها -وإن لم يكونوا من أهلها-، فالإعلام بوسائله المتعددة والحديثة عامل نجاح قوي لإيصال ما تريد اللجنة أن توصله، فكيف تعاملت اللجنة مع الإعلام!، فهذه نقطة إستيضاح.
كما وتوجد فئة تستثمر الحدث بكل وسائل الإعلام المتاحة والقدرات المتوفرة (مثال: حكومة تركيا) فتعلن عن رأيها للعالم أجمع دون خوف أو وجل، أو فئة تحفر لنفسها حفرة كقبر موحش (مثال: النظم ********* وتختبئ فيها كنعامة الصحراء، وآخرى تعلن رأيها للجمهور لذر الرماد في العيون دون أن تفعل شيئا ذي قيمة (مثال: حكومات بعض الدول الغربية) وثالثة ترتعش كرعشة المحتضر (مثال: الرعشة الكويتية تجاه مبادرة السلام الأميرية/ ********* وآخرى تحمل عواطف ومشاعر ولا تلتمس الطريق الصحيح لتسير فيه (مثال : العامة والكافة) . وذكاء اللجنة وقدرتها على التعاطي مع الحدث يكمن في وضع هذه اللوحة – مع تناقضاتها - أمامها للتعامل مع مفرداتها كما ينبغي!.


حَدَثُ القرصنة الصهيونية أظهر من جديد الوجه القبيح للكيان الإسرائيلي وهذا ليس بمستغرب أو مستحدث فمن البداية وهذا ديدنه وأخلاقه ولم يأتي بجديد، لكن في المقابل لا يصح أن نستخدم الوسائل القديمة مع أحداث جديدة بل اعتماد وسائل متطورة، ولهذا ينبغي النظر للقضية الجديدة بعقلية وذهنية تناسب الجديد :
فكلماتي – هذه - موجهة إلى لجنة إعداد ومراقبة المسيرة ومَنْ على مستواها، وفي تقديري أن عمل اللجنة الموقرة -وجزاها الله خيراً عنا- لم ينتهي بعد فالخطوة الضرورية الآن والملحة إيجاد آليات متابعة لردود الفعل وحصد الثمار.
واستسمح أعضاء اللجنة بالتفكير معهم بصوت مسموع إذ أرى التالي
:
1.) عقد جلسة هادئة – مع فنجان شاي تركي - لمراجعة ما تم فعله والتحضير لما ينبغي القيام به بناءًا على الواقع الحالي،
2.) تُصدر اللجنة تقريراً كرؤوس أقلام عما جرى منذ يوم الإثنين 31 مايو وحتى لحظة إنتهاء المسيرة يوم "جمعة الغضب"، وهذا يرسل لرؤساء التجمعات الموقعة على البيان الصادر، فحقٌ لها على اللجنة أن تعرف ما جرى. بعد أن تستمع لشهود عيان عما جرى قبل/ إثناء وبعد المسيرة .
يحمل التقرير في طياته عرض موجز لــ:
أ.) الصعوبات/ السلبيات التي واجهت المسيرة لتلافيها في المستقبل – إذا وجدت- ،
ب.) الإيجابيات واستثمارها،
ت.) الإقتراب من العناصر الجديدة الفاعلة والتي تملك طاقةً وقدرة على القيام بأعمال، فتوضع في اجندتها،
ج.) الخطوات العملية التي سوف تُتخذ لتفعيل البيان الذي صدرَ وتحويله إلى أعمال وليس فقط قطرات حبر على ورق،
د.) ومَنْ سيتحمل مسؤليتها.

ثانياً : تقوم اللجنة بالتعاطي مع ردود فعل الحدث محلياً؛ أقصد جمهورية النمسا، وهذا ينقسم إلى تعاطي شعبي وآخر سياسي.
السياسي منه :
1.) البرلمان النمساوي أصدر بياناً، يجب على اللجنة أن تحصل على نسخة منه وترسله إلى أعضاء التجمعات التي وقعت على بيان اللجنة لتأخذ رأياً فيه وترسل رسالة رد على بيان الحكومة، ثم متابعة ردود الأفعال،
2.) الرسالة/ البيان الذي وصل ظهر "جمعة غضب ~ فيينا" إلى مكتب المستشار النمساوي لم نسمع الرد عليها حتى الآن، واعلن خبر مفاده أن المستشار سيذهب في زيارة رسمية إلى الكيان الصهيوني الإسبوع القادم، وهذا الخبر إنْ صح؛ فما تصرف اللجنة! ، بل ما تصرف قوى السلام التي شاركت في المسيرة أو تعاطفت معها!!. هذه جزئية يجب أن تبحث وتناقش ويتخذ في حقها إجراء! (بعقلانية دهاة السياسة)
3.) رسائل تسلم إلى الآحزاب العاملة في الساحة السياسة لاطلاعها على تحركنا والهدف من مسيرتنا السلمية حتى لا يصطاد صائد في ماءٍ عكر!!
أما على المستوى الشعبي فهو بدوره ينقسم إلى قسمين :
الأول منه (التقسيم حسب الواقع والمنظور) عموم الشعب النمساوي المسالم والمحب للسلام والتعايش مع الآخر : المسيرة حُصرتْ في جزء ضئيل (لا يتعدى مئات الأمتار) من الشارع النمساوي العريض „RING“والواسع لمدينة كبيرة ثم انتهى مطافها في ميدان لا يسمع ما يجرى فيه أحد، والأصل أن تسير في أمهات شوارع العاصمة، وليس الإكتفاء بهذا القدر، فرصاص الكيان الصهيوني قتل أبرياء لا يحملون سوى طعام ودواء، ولا يضخ في عروقهم الدم العربي(!) [إذا كان الدم العربي صار رخيصاً] ولا يحملون الجينات العربية، إذا يجب أن نتعامل مع الحدث على قدره وليس على قدرنا نحن. هذه واحدة ،
أما الثانية فهي داخلية تخصنا نحن : فالتكبير ونداءات وشعارات باللغة التركية (مثلاً) تقزم المسيرة وتجعلها في عيون الغربي مسيرة قومية غريبة عن المجتمع - خاصة وغالبية المشاركين يحملون الجنسية النمساوية - لفئة تطالب بشئ غير مفهوم وتؤكد على تقوقع أقلية بين جدران لغتها الأم (التركية/ البوسنية/ *********.
ثالثاً : الإخراج الإعلامي :
كان ينبغي أن تنصب شاشة عريضة في عدة ميادين في مدينة فيينا العاصمة، تنقل مشاهد من المسيرة (الشاب العجوز حامل عجازه و العلم، فتاة الوشاح الفلسطيني) ومشاهد آخرى عن القرصنة الصهيونية للمارة (هذه مسألة تقنيات وقدرات مادية وإتصالات)، ولأن الآله العسكرية الجهنمية الصهيونية ما تركت براً أو بحراً أو جواً إلا وعاثت فيه فساداً ولن تتوقف في المستقبل طالما ليس هناك رادع قوي ضدها ويقف أمامها؛ لذا فيجب أن تنصب شاشات عرض كبيرة في ميادين بأمهات المدن النمساوية تظهر هذا الحدث على مستوى الجمهورية وليس فقط على مستوى المدينة العاصمة، فهناك العديد من المشاهد والمقاطع يجب إعادة رؤيتها أو على الأقل إظهارها لحظتها، وهذا يجرنا إلى مسألة الدعم المادي (وهذا شأن يخص اللجنة(*))، المقصود منها (شاشات العرض) إطلاع أكبر عدد من المواطنين الغربيين على الحدث بعيوننا نحن وليس بعيون الآخرين.
تضاف جزئية : الإعلام المقروء : كالصحافة؛ مسألة ينبغي أن تبحث وتناقش بصورة غير الحالية فمَنْ يكتب منَّا (الأقلية بعمومها) هم ثلة بل يكاد يكون قلم يتناوب الأحداث مع قلم آخر، فينبغي علينا تحسس أقلام من لديه القدرة على الكتابة بلغة القوم (الألمانية)، فنكتب ونرسل، وهذه جزئية تحتاج بحث وتنظيم!.
رابعاً : إقليمياً :
ينقسم بدورة إلى قسمين؛ الأول منه أوروبياً/ غربياً(**) والثاني منطقة ما أطلق عليها الشرق الأوسط، ويمكننا أن نضيف مناطق آخرى ذات علاقة/ مصلحة ما وتريد أن تلعب دوراً سياسياً أو ما نسميه قوى ضغط!!!.
القسم الأول : ابن الأقلية، حامل جواز سفر منطقة اليورو يمكنه في يومٍ واحد زيارة العديد من دول المنطقة، ومن لديه خبره بسيطة في استخدام الحاسوب يمكنه في ثوان إطلاع العالم على ما يريد أن يكتبه، هذه الخصوصية تحسب علينا وليس لنا إذ لم نستثمرها بشكلها الصحيح؛ المبادرات الفردية أو التحرك العشوائي في مثل هذه الأحداث تحرك مشاعري عاطفي بمرور الوقت يضعف ويتلاشى؛ عمل اللجنة تنظيم وتفعيل هذا الحراك بشكل صحيح (هذه جزئية تحتاج لسقف عال من التنسيق، كما تحتاج لتوجيه من غرفة عمليات!)، فإرسال الوفود لمؤسسات رسمية أو منظمات حقوق الإنسان لها وقع مختلف عن إرسال بيانات عبر الشبكة العنكبوتية؛ هذه واحدة،
عند عمل اللجنة ومتابعتها للحدث، عليها أن تتعاون مع بقية نشطاء منطقة اليورو وتبادل المعلومات والخبرات ورفع مستوى التنسيق في الحدث الواحد بُعَيّد لحظة وقوعه، هذا ما نسمية "مكتب إتصالات، غرفة إدارة العمليات"، فالذي جرى في عواصم القارة الأوربية يجب إظهاره – هذا عمل لجنتنا - بثوبه القشيب، ثم نجمع كل الفاعليات ونرسل بيان واحد باسم التنظيمات الآخرى على مستوى القارة الأوربية أو من يريد التعاون معنا إلى المؤسسات والهيئات الرسمية [بيان فيينا وقعَ عليه أكثر من 106 هيئة/ منظمة/ جمعية/ مؤسسة، فما بالكَ لو وقعَ عليه بقية منظمات وهيئات المجتمع المدني في أمهات العواصم الأوربية، (عامل الحذر ينبغي أن يكون موجودا، وليس عامل الخوف والقلق) ] هذه الثانية،
المؤسسات الرسمية في منطقة اليورو وسرعة التعامل معها وإيصالها ما أوصلناه للمستشار دولة النمسا؛ أحد دول منطقة اليورو، ومتابعة ردود الأفعال، وهذه الثالثة،
الإبقاء على الخط الساخن مع تلك المؤسسات الرسمية والتجمعات الصديقة في منطقة اليورو، وهذه الرابعة.
القسم الثاني ما نسميه منطقة الشرق الأوسط، ونبدأُ بــ
1.) الدولة التركية؛ فمنذ تسلم الزعيم نجم الدين أربكان سدة الحكم خلعت عباءتها العلمانية الاتاتوركية المعلنة في الدستور لتتوشح ردائها الطبيعي لها، بيَّد أن لعبة السياسة لها أصولها ومَن لا يفهمها يقع في مأزق لا يحسد عليه فيجب تقوية حبل الصلة وإفتعال مناسبات لتزيد أواصر الصلة بيننا (!) وبين الحكومة التركية، هذه واحدة،
2.) التجمعات التركية ومن خلالهما – الحكومة ولتجمعات – نوجه الحديث مع الشعب التركي، (تركيا تصلح كمثال جيد في هذه المناسبة) وهذه الثانية. المفيد فيها أن اللجنة ستخاطب دون عناء البقية؛ إذ هو فقط تحصيل حاصل.
أما الجزء الثاني من هذا القسم فأقصد :
1.) منظومة الدول العربية الرسمية (وتضاف إليها المؤسسات الرسمية كجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي )، وهي – منظومة الدول العربية - أظهرت ضعفها أن لم يكن تواطئها مع الكيان الغاشم، لذلك فنحن على كل الأحوال نحتاج داخل لجنتنا فريقا من الحمائم وآخر من الصقور إذ أن الأول له دوره و (زبائنه!) والثاني كذلك، وعمل الصقور مع جزء من المنظومة العربية الرسمية لا يصلح أن يعمل مع الجزء الآخر، فمثلا ينبغي فضح وكشف أنظمة المنظومة العربية الرسمية (كمصر) وهذا دور الصقور وفي نفس الدولة يوجد دور للحمائم مع بعض القوى الفاعلة داخلها.
2.) التواصل الحي مع التجمعات على اختلاف تنوعها والموجودة داخل منطقة اليورو ومنطقة الشرق الأوسط.
3.) وينبغي أن ترسل اللجنة باسم التجمعات الموقعة على البيان رسالة عزاء و تضامن إلى أهالي الشهداء والجرحى.

ومن نافلة القول أن نؤكد أن ما قامت وتقوم به اللجنة عمل سياسي بامتياز، فإذا لم تكن على وعي تام بدورها، وواجبها وما ينبغي عليها أن تقوم به، والخارطة التي أمامها ومعرفة دقيقة بالقوى الفاعلة والقدرة الفائقة على تغيير بعض الأساليب والوسائل؛ فهي إذن لجنة طوارئ، يشكر الكاتب ما قامت به ونلتقي في مسيرة قادمة عند قرصنة جديد أو بعد لحظات من إسالة دماء زكية أو دمار شامل لمناطق يسكنها عُزل ليس فقط من السلاح ولكن من الطعام والدواء؛ بيَّد أنهم يملكون عقيدة قوية وإيمان صحيح، غير ما نملكه، فنحن – لحظتها - نملك فقط حناجر واهية وقلوب ضعيفة، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه، غير أن أعضاء هذه اللجنة لم يرتدوا المعاطف المناسبة لهم، فنرجو تسليمها لمن يصلح.
والله من وراء القصد!

محصلة هذا العرض :
إيجاد منظومة فاعلة تَجْمَعْ فاعليات الحركة تجاه حدث القرصنة كمنطلق لتوحيد الصف لإيجاد رأي عام عالمي؛ وليس رأياً إقليمياً أو محلياً؛ ليضغط على القوى الدولية المؤثرة في القرار (مثل أمريكا؛ وحق الفيتو في الأمم المتحدة) ليتم بالفعل رفع الحصار بالكامل؛ كخطوة في طريق الألف الميل، ماعدا ذلك فسيكون التحرك استثمار الأحداث لمصالح شخصية نفعية أو وجاهة في المحافل، أو كسب أصوات في معركة انتخابية، إذ أن البعض ينتفع من إبقاء الوضع على ما هو عليه دون إيجاد حل جذري للقضية.. وهذا الآخير ما أخشاه.
ملحوظة : ينبغي على لجنة المتابعة إسراع الخطى إذ على الأبواب مباريات كأس العالم ولحظتها سينسى العالم قرصنة الكيان الصهيوني – وهي لن تنتهي - ودماء الشهداء – وهي لن تجف ابداً -.
ــــ
(*) يفهم من هذا العرض أن هذه اللجنة تأخذ صفة الديمومة؛ والواقع يظهر لنا أن بعض اعمدتها متواجد دائما في مثل هذا النشاط، ويفضل أن أصحاب التجربة يضعون ساقاً في هذا العمل الجماهيري.
(**) بهذه الكيفية من العرض يظهر أننا نقف أمام مؤسسة/ هيئة تضلع بهذه المهمة، فوجودنا في الغرب يلزمنا أن ننظر بعيون اليوم إلى الغد.
(***) اللافت هنا أن منظمات المجتمع المدني صار لها في الآونة الآخيرة صوتا مسموعا في الهيئات العالمية كهيئة الأمم المتحدة، بل ومقعد دائم في اجتماعاتها)
ــــ


السبت 22 جمادى الآخرة 1431هـ ~ 05 يونيو 2010م