دعا إلى المشاركة في أساطيل الحرية القادمة..العودة يخطب بمسجد مولاي محمد



الكاتب: طرابلس/ (خاص) ليبيا اليوم
الجمعة 21 جمادى الآخرة 1431الموافق 04 يونيو 2010 م




نقلت قناة الجماهيرية الأولى والثانية وقناة ليبيا الرياضية شعائر صلاة الجمعة من مسجد مولاي محمد بطرابلس، وكان خطيبها الدكتور سلمان العودة مشرف عام مؤسسة الإسلام اليوم الذي يزور ليبيا بدعوة من الدكتور سيف الإسلام القذافي لإجراء ندوات علمية حول مراجعات الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة في عدة مدن ليبية، طرابلس،بنغازي، البيضاءن درنة، كما ذكرت عدة تقارير إعلامية .

وكان موضوع خطبة العودة عن أسطول الحرية المنطلق من المؤاني التركية صوب غزة حاملا مساعدات إنسانية بسبب الحصار الإسرائيلي والمصري عليها من عام 2007م، ايضا كان هذا الموضوع هو محور خطب الجمعة في كل أنحاء ليبيا بتوجيه من الهيئة العامة للأوقاف وشؤون الزكاة .

أشاد العودة في خطبته بأسطول الحرية كونه يعطي درسا أنه توجد لدينا فرص موجودة لرفع الظلم والحصار عن غزة، لكن - وعلى حد تعبيره - علينا التفتيش عن هذه الفرص مع شرفاء العالم والمشاركة الفاعلة والإيجابية فيها .

كما نوه، إلى دور الإعلام المصاحب للأسطول، حيث رافقته وسائل إعلام غربية وعربية استطاعت أن تعري القرصنة الإسرائلية، التي هاجمت أناس عزل فيهم الطفل الصغير والشيخ الكبير وهم يصلون الفجر عزلا، كما استطاع الإعلام الجديد وخاصة عبر الأنترنت واليوتيوب أن يجند كثيرا من الشباب الذين دونوا المجزرة أولا بأول وأوصلوها للعالم أجمع .

وقال العود، لقد حصلنا على تأييد عالمي واستنكار للمجزرة الصهيونية، ووصل الحد ببعض دول العالم إلى تجميد علاقاتها بإسرائيل، وربما علينا أن نستحي-يقول العودة- من الدور العربي الذي اكتفى بالشجب والتنديد فقط، ولم يستطع قطع علاقاته الدبلوماسية وتعاونه الاقتصادي مع إسرائيل، ولا تجميد مهزلة مفاوضات السلام، وذلك كله في ظل تعنت إسرائيلي مازال يواصل تغييره لديمغرافية القدس الشريف، ويواصل بناء المستوطنات .

وأضاف العودة، أن ما حدث لأسطول الحرية ليدل دلالة قاطعة على ما تعانيه إسرائيل من حالة اهتزاز داخلي وارتباك وضعف وهلع وضياع، فهذه الدولة التي تتشدق بالديمقراطية لاتستحق أن تكون حتى من دول العالم الثالث، فهذه الأسبا قد تكون أحد أهم تحلل دولة إسرائيل داخليا بعد أن عدمنا مقاومة عربية وإسلامية لها، فهناك أديب صهيوني - يقول العودة- اسمه عاموس قال، إن إسرائي تتعرض لحصار وعزلة أشد من الحصار الذي تتعرض له غزة، كما أن إسرائيل بعملها هذا ستصبح عبأ كبيرا على الولايات المتحدة، كما أننا اصبحنا دولة يتجاهلها العالم ويحاول أن يتجاوزها .

وشرح العودة ما اسماه بالتفاؤل الكبير من الخسائر الضخمة والعالمية التي تكبدتها إسرائيل بفضل العزلة الدولية،ممثلا على ذلك بالموقف التركي منها، حيث جمدت تركيا بعض الاتفاقيات التجارية والأمنية والاقتصادية، وهي من كانت حليفا استراتجيا لإسرائيل، وكما نتمنى-يقول العودة- أن تعيد الحكومة التركية النظر في تحالفها الاستراتيجي مع غسرائيل، وأن تقلصه إلى أبعد حد، على أن تجد في الدول العربية والإسلامية بديلا وحليفا، وقد سكنا في فندق-العودة- بليبيا بنته وأدرته شركات تركية، فلذا ندعوا الدول العربية والإسلامية إلى التكامل الاقتصادي والسياسي مع تركيا .

كما قال، لقد سمعنا عن أسطول الحرية 2،3، والتي ستنطلق إلى غزة من تركيا،كما سمعنا ان السفن الحربية التركية ستقوم بحماية هذه الأساطيل التي تنطلق من مياهها، كما أنني أدعوا أبنائي وبناتي في طول العالم الإسلامي وعرضه إلى أن يكونوا مشاركين بها، فنريد أن نقرأ أخبارا عن أسماء من السعودية ومن ليبيا ومن تونس والمغرب وغيرها من البلدان العربية مشاركة بأسطول الحرية، قد يعتبر البعض هذا مغامرة، لكنني أقول لا، فهؤلاء أناس لا يحملون سلاحا، وإنما يحملون قلوبا ازعجها هذا الصمت والتجاهل لمعاناة إنسانية كبيرة في غزة، فلو فرضنا ان ما بغزة هم حيوانات تعاني قلة الطعام والدواء، لكانت كارثة إنسانية، فما بالنا باخوة لنا في العقيدة والعروبة، لقد اجمع العالم واجمعنا معه على أن احداث 11 سبتمبر مدانة، لكن ما باله لا يدين ولا يشجب مأساة أهل غزة؟

كما أضاف العودة، لقد حملت إلينا الأنباء خبر إسلام رجل انجليزي في الثالثة والستين من عمره، زار تركيا وتجول بمساجدها، وزار مسجد السلطان أحمد، واستشعر عبق التاريخ، وقال ، لابد ان أكون مسلما، واختار سفينة مرمرة ضمن أسطول الحرية، وأعلن إسلامه من خلالها، وهذا يؤكد أنه بيننا وبين شرفاء العالم روابط مشتركة .

كما حملت إلينا الأخبار- العودة- فتح الحكومة المصرية لمعبر رفح إلى أجل غير مسمى، ونحن نثمن هذه الخطوة، لأنه لا يجوز في أي شريعة او عرف أو أخلاق، أن نشارك العدو حاصره لأبنائنا وشعبنا بغزة، ولذا نطالب بأن يكون معبر رفح مفتوحا إلى الأبد، لا أن يتحول هذا الفتح إلى فوضى، ولكن بأن يكون معبرا لمرور المؤن والحاجات الأساسية لغزة .

كما أشار إلى التحرك صوب المصالحة الفلسطينة الداخلية بعد ضرب أسطول الحرية بين غزة ورام لله ، وقال يجب إجراء مصالحة حقيقة مبنية على نسيان الماضي، وفتح صفحة جديدة ، ولا يمكن أن تنتج هذه المصالحة ثمارها إلا إذا كانت مبنية على الشفافية والصدق والاستعداد الكامل للمضي بها إلى نهايتها .

وحكى العودة عن ربان السفينة اليوناني الذي رفض تلقي العلاج داخل إسرائيل بعد إصابته من قبل جنود الصهاينة، وهي حالة ضرورة ولا يلام عليها، ولكنه ارتفع فوق هذه الضرورة، كما أن العديد رفض الإدلاء بأية معلومات للصهاينة ورفض أن يتجاوب معها، وهذا موقف يدل على الاستعلاء، كما يدل على أن القوة ليست كل شيء، فماذا فعلت القوة والرؤوس النووية للاتحاد السوفيتي بعد أن فقد روحه الداخلية .

كما دعا العودة النساء العربيات والمسلمات للمشاركة في مثل هذه الأعمال، وتحدث عن إمراة من ايرلندا يظنها حاصلة على جائزة نوبل كانت مشاركة في أسطول الحرية، وأخبر عن مرأة عربية عضوة بالكنيست الإسرائيلي كانت مشارمة بالطول، وعندما عادت شجبت ونددت، فشوش عليها الإسرائيلون، وهددوها بسحب جنسيتها، فردت عليهم بالقول أنا اكرهكم .

وختم العودة خطبته أن في طيات هذه المحنة العديد من الإشراقات والمنح التي ربما تكون مؤشرا جديدا على نوع جديد من المقاومة تحاول أن تستحضر المشترك الإنساني بين شعوب وأشراف وأحرار العالم، بعد أن زال الكثير من اللبس حول حقوق الشعب الفلسطيني والتي كانت تتزعمها آلة إعلامية أمريكية ضخمة مضللة .



للاستماع إلى الخطبة, انقر هنا



صور من مسجد مولاي محمد بطرابلس










المصدر: موقع الإسلام اليوم