مبادىء المعاملات والآداب من القرآن الكريم - سلسلة متجددة : بقلم صابر عباس

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

مبادىء المعاملات والآداب من القرآن الكريم - سلسلة متجددة : بقلم صابر عباس

صفحة 8 من 19 الأولىالأولى ... 7 8 9 18 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 71 إلى 80 من 184

الموضوع: مبادىء المعاملات والآداب من القرآن الكريم - سلسلة متجددة : بقلم صابر عباس

  1. #71
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مع الجزء الحادي والعشرون
    ( 1 )
    وبعض أيات من سورة العنكبوت

    مبدأ الحوار مع أهل الكتاب


    وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ -46

    وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إلا الْكَافِرُونَ -47

    وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ -48

    بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا الظَّالِمُونَ -49

    إن دعوة الله التي حملها نوح - عليه السلام - والرسل بعده حتى وصلت إلى خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم, لهي دعوة واحدة من عند إله واحد , ذات هدف واحد , هو رد البشرية الضالة إلى ربها , وهدايتها إلى طريقه , وتربيتها بمنهاجه .
    وكل جيل من أجيال المؤمنين هو حلقة في تلك السلسلة الطويلة الممتدة على مدار القرون .
    وعليه جاء مبدأ حوار أهل الكتاب بالحكمة, والنهي عن مجادلة أهل الكتاب إلا بالحسنى ; لبيان حكمة مجيء الرسالة الجديدة , والكشف عما بينها وبين الرسالات قبلها من صلة , والإقناع بضرورة الأخذ بالصورة الأخيرة من صور دعوة الله , الموافقة لما قبلها من الدعوات , المكملة لها وفق حكمة الله وعلمه بحاجة البشر . . ( إلا الذين ظلموا منهم ) فانحرفوا عن التوحيد .
    فمجادلة أهل الكتاب بالحسنى مقصورة على من لم يظلم منهم ولم يعتدي علينا , ولم ينحرف عن دين الله . وعن التوحيد الخالص الذي جاءت به جميع الرسالات .
    وقولوا:آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم , و إلهنا وإلهكم واحد , ونحن له مسلمون . .
    فنحن نؤمن بالله خالق الكون الواحد الأحد, فإذن لا حاجة إلى الشقاق والنزاع , والجدل والنقاش . وكلهم يؤمنون بإله واحد , والمسلمون يؤمنون بما أنزل إليهم وما أنزل إلى من قبلهم , وهو في صميمه واحد , والمنهج الإلهي متصل الحلقات .

    وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إلا الْكَافِرُونَ -47

    ******
    وهذا الإسلوب أي المجادلة بالتي هي أحسن تؤتي ثمارها بشكل عجيب وإليكم هذا المثال ( المصدر الموسوعة الحرة )

    (يوسف إستس) ولد 1944 م. هو أمريكي تحول إلى الإسلام، واسمه قبل إسلامه هو جوسيف إدوارد إستس أو جوزيف إيستس، ولد في الولايات المتحدة ونشأ في أسرة بروتستانتية مسيحية وأصبح قسيسا.
    حصل على شهادة ماجستير في الفنون سنة 1974م وشهادة الدكتوراة في علم اللاهوت.
    فبعد تعامله مع شخص مسلم مصري اسمه محمد, اعتنق (يوسف إستس) الإسلام سنة1991 م هو وزوجه ووالده وزوجة والده، ثم تعلَّم بعدها اللغة العربية والدراسات الإسلامية من سنة 1991 م إلى سنة 1998 م في مصر والمغرب وتركيا.
    ويعمل في مجال الدعوة في الولايات المتحدة وله أشرطة ومحاضرات بالإنكليزية.

    *****
    ويقول يوسف إستس:
    من خلال مدة شهرين تقريباً قضاها مسلم مصري مع أسرتنا وفي بيتنا اكتشفنا من وجوده وطريقة حياته ومعيشته ونظامه ومن خلال مناقشتنا له أموراً جديدة علينا, لم نكن نعلمها عن المسلمين وليست عندنا كنصارى...!

    *****
    ففي ذات يوم قال لي والدي : إنه سيأتي إلينا رجل من مصر قد نقيم معه تجارة في مجال بيع السلع المختلفة. ففرحت في نفسي وقلت : سوف نتوسع في تجارتنا وتصبح تجارة دولية تمتد إلى أرض ذلك الضخم أعني (أبا الهول) ! ثم قال لي والدي : لكنني أريد أن أخبرك أن هذا الرجل الذي سيأتينا مسلم وهو رجل أعمال. فقلت منزعجاً : مسلم !! لا.. لن أتقابل معه. فقال والدي : لابد أن تقابله. فقلت : لا.. أبداً...
    وأصرّ والدي على رأيه بأن أقابل ذلك المصري المسلم.. ثم تنازلت أنا عن إصراري لأني كنت أسكن مع والدي في منزله.. وخشيت أن أسبب مشكلة فلا أستطيع البقاء عنده.
    ومع ذلك لما حضر موعد اللقاء لبست قبعة مكتوب عليها : " عيسى هو الرب " وعلقت صليباً كبيراً في حزامي، وأمسكت بنسخة من الكتاب المقدس في يدي وحضرت إلى طاولة اللقاء بهذه الصورة، ثم تطرقنا في الحديث عن ديانته وتهجمت على الإسلام والمسلمين حسب الصورة المشوهة التي كانت لدي، وكان هو هادئاً جداً وامتص حماسي واندفاعي , ثم دعاه والدي للإقامة عندنا في المنزل، وكان المنزل يحويني أنا وزوجتي ووالدي ثم جاء هذا المصري واستضفنا كذلك قسيساً آخر لكنه يتبع المذهب الكاثوليكي.
    فصرنا نحن الخمسة.. أربعة من علماء ودعاة النصارى ومسلم مصري واحد.. أنا ووالدي من المذهب البروتستانتي النصراني ومعنا قسيس كاثوليكي المذهب وزوجتي كانت من مذهب متعصب له جانب من الصهيونية، وللمعلومية والدي قرأ الإنجيل منذ صغره وصار داعياً ذو منصب معترفا به في الكنيسة، والقسيس الكاثوليكي له خبرة 12 عاماً في دعوته في القارتين الأمريكيتين، وزوجتي كانت تتبع مذهب الإنجيليين الجدد الذي له ميول صهيونية، وأنا نفسي درست الإنجيل والمذاهب النصرانية واخترت بعضاً منها أثناء حياتي وانتهيت من حصولي على شهادة الدكتوراة في العلوم اللاهوتية.
    وكنا نحن النصارى في البيت يحمل كل منا نسخة مختلفة من الكتاب المقدس ونتناقش عن الاختلافات في العقيدة النصرانية وفي الأناجيل المختلفة على مائدة مستديرة، والمسلم يجلس معنا ويتعجب من اختلاف كتبنا.. فقد كان مع والدي في تلك الفترة نسخة الملك جيمس وكانت معي نسخة الريفازد إيديشن (المُراجع والمكتوب من جديد) التي تقول: إن في نسخة الملك جيمس الكثير من الأغلاط والطوام الكبيرة !! حيث أن النصارى لما رؤوا كثرة الأخطاء في نسخة الملك جيمس اضطروا إلى كتابته من جديد وتصحيح ما رأوه من أغلاط كبيرة، والإنجيل الثالث مع زوجتي هو نسخة القسيس المعاصر جيمي سواقرت،
    أما القسيس الكاثوليكي فكانت لديه نسخة أخرى لمذهبه فيها 73 سفراً، أما الإنجيل في مذهبنا ففيه 66 سفراً، وكل الأناجيل مختلفة وفي داخلها اختلافات كثيرة.

    قال يوسف إستس : فسألنا المسلم المصري وكان اسمه (محمد) : كم نسخة مختلفة من القرآن عندكم ؟ فقال : ليس لدينا إلا نسخة واحدة، والقرآن موجود كما أنزل بلغته العربية منذ أكثر من 1400 سنة !. فكان هذا الجواب كالصاعقة لنا !

    وعلى العموم.. لما كنا نجلس في بيتنا نحن النصارى الأربعة المتدينين مع المسلم المصري (محمد) ونناقش مسائل الاعتقاد حرصنا أن ندعو هذا المسلم إلى النصرانية بعدة طرق..
    فكان جوابه محدداً بقوله : أنا مستعد أن أتبع دينكم إذا كان عندكم في دينكم شيء أفضل من الذي عندي في ديني. قلنا : بالطبع يوجد عندنا. فقال المسلم : أنا مستعد إذا أثبتم لي ذلك بالبرهان والدليل.
    فقلت له : الدين عندنا لم يرتبط بالبرهان والاستدلال والعقلانية.. إنه عندنا شيء مسلّم وهو مجرد اعتقاد محض ! فكيف نثبته لك بالبرهان والدليل ؟!..
    فقال المسلم : لكن الإسلام دين عقيدة وبرهان ودليل وعقل ووحي من السماء. فقلت له : إذا كان عندكم الاعتماد على جانب البرهان والاستدلال فإني أحب أن أستفيد منك وأن أتعلم منك هذا وأعرفه.
    ثم لما تطرقنا لمسألة التثليث.. وكل منا قرأ ما في نسخته ولم نجد شيئاً واضحاً.. سألنا الأخ (محمد) : ما هو اعتقادكم في الإله في الإسلام. فقال :
    (قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد)،
    تلاها بالعربية ثم ترجم لنا معانيها.. وكأن صوته حين تلاها بالعربية دخل في قلبي حينها.. وكأن صوته لا زال يرن صداه في أذني ولاأزال أتذكره.. أما معناها فلا يوجد أوضح ولا أفضل ولا أقوى ولا أوجز ولا أشمل منه إطلاقاً. فكان هذا الأمر مثل المفاجأة القوية لنا.. مع ما كنا نعيش فيه من ضلالات وتناقضات في هذا الشأن وغيره.

    ****
    ثم طلب القسيس الكاثولكي من الأخ (محمد) أن يصطحبه معه ليرى صلاة المسلمين في المسجد، فأخذه معه وذهب به مرتين إلى أحد المراكز الإسلامية فرأى وضوء المسلمين وصلاتهم وبقي ينظر إليهم ثم عادا إلى المنزل.
    وتوجهنا بسؤالنا للقسيس الكاثوليكي : أي أنواع الموسيقى يستخدمونها أثناء الصلاة ؟ فقال : ولا واحدة. فقلنا متعجبين : يعبدون ربهم ويصلون بدون موسيقى ؟!! فقال القسيس الكاثوليكي : نعم، وأنا أشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله. وأعلن إسلامه.

    *****
    فقلت له : لماذا أسلمت.. ءأنت متيقن مما تفعله ؟ قلت له ذلك وأنا في نفسي أحترق وأتمنى أني أسلمت قبله حتى لا يسبقني لما هو أفضل.
    وصعدت أنا وزوجتي إلى الأعلى.. فقالت لي : أظن أني لن أستمر بعلاقتي معك طويلاً. فقلت لها : لماذا ؟ هل تظنين أني سأسلم ؟ قالت : لا. بل لأني أنا التي سوف تسلم ! فقلت لها : وأنا أيضاً في الحقيقة أريد أن أسلم.
    قال : فخرجت من باب البيت وخررت على الأرض ساجداً تجاه القبلة وقلت : يا إلهي.. اهدني. وشعرت مباشرة بانشراح صدري للإسلام.. ثم دخلت البيت.. وأعلنت إسلامي.

    يقول يوسف إستس : فأرى أن إسلامنا جميعاً كان بفضل الله ثم بالقدوة الحسنة في ذلك المسلم الذي كان حسن الدعوة وكان قبل ذلك حسن التعامل، وكما يقال عندنا : لا تقل لي.. ولكن أرني.

    ****
    كان إسلام الشيخ يوسف وأسرته عام 1991م، وتوفي والده في شهر ذي القعدة عام 1422هـ، وكان الشيخ يوسف مع كبر سنه يحضر أباه الطاعن في السن المُقعد على الكرسي المتحرك إلى الصلاة ويضعه في الصف ليحضر صلاة الجماعة (مشهد مؤثر جداً مع كونهما داعيين للنصرانية سابقاً). ولا يكاد يمر يوم إلا ويسلم على يديه الكثير، ولا يكتفي الشيخ بتلقين الشهادة فحسب بل يتابع المسلمين الجدد ويعلمهم أمور دينهم، حتى أنه يتكلف السفر لهم أحياناً، وله عدة أشرطة مرئية لمحاضرات عن حقيقة الإسلام ، وعن التعريف الواضح بالإسلام، وعن فهم الإسلام.. وغيرها.

    ******
    فهل أدركنا الأن معنى الآية الكريمة ؟ وأنها تؤتي ثمارها عبر العصور المختلفة والأماكن المختلفة , وبهذا الفهم لدين الرحمة والتسامح إنتشر الإسلام في ربوع الأرض.

    وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ -46

    ********

    وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  2. #72
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مع الجزء الحادي والعشرون
    ( 2 )
    وبعض أيات من سورة الروم

    وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ - 20 وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ – 21

    والناس يعرفون تلك المشاعر للمودة والرحمة بين الزوجين وتدفع خطاهم وتحرك نشاطهم . ولكنهم قلما يتذكرون يد الله التي خلقت لهم من أنفسهم أزواجا , وأودعت نفوسهم هذه العواطف والمشاعر النبيلة, وجعلت في تلك الصلة سكنا للنفس والعصب , وراحة للجسم والقلب , واستقرارا للحياة والمعاش , وأنسا للأرواح والضمائر , واطمئنانا للرجل والمرأة على السواء .

    وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً

    وقد كانت المودة والرحمة من أهم المبادئ في المعاملات الإسلامية , فمن المعلوم أن تلك المبادئ تنعكس على كل المجتمع الإيماني والكل يسعد بها ..
    فالرجل إن كان سعيدا في بيته انعكس ذلك على سلوكه بين الناس في الشارع وفي العمل , فتراه مهذبا مبتسما عطوفا متعاونا بين زملاءه يعامل من تحت يده من العاملين برحمة مع عدم التفريط.
    أما إذا رأيت شخصا عابس الوجه جبارا نكدا ظالما لمن تحت يديه من العاملين , فيكون غالبا ما يعاني في بيته من عدم المودة والرحمة.
    وكذلك المرأة إن كانت سعيدة في بيتها إنعكس ذلك بالضرورة على سلوكها بين أبناءها وجيرانها وزملاءها في العمل .

    ولذلك جعل الله تعالى المودة والرحمة هي أساس بناء الأسرة المؤمنة.

    وبذلك يتفرغ الإنسان للتفكر في متطلبات الحياة والتقرب إلى الله بعمل الصالحات وأداء الفرائض دون الإنشغال في مشاكل تافهة يصنعها الشيطان للتفريق بين الأسر وشل حركة الحياة في المجتمع الإيماني.
    ولذلك تجد الآيات التالية تحض على التفكر والتعلم والتدبر في ملكوت السماوات والأرض .

    وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ – 22

    والعَالِمُون هم أهل العلم الذين يفهمون العبر ويتدبرون الآيات. والآيات في ذلك كثيرة: فمن آيات خلق السماوات والأرض وما فيهما، أن ذلك دال على عظمة سلطان اللّه وكمال اقتداره الذي أوجد هذه المخلوقات العظيمة، وكمال حكمته لما فيها من الإتقان وسعة علمه، لأن الخالق لا بد أن يعلم ما خلقه ﴿ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ ﴾-الملك .. ، وأنه وحده الذي يستحق أن يعبد ويوحد لأنه المنفرد بالخلق فيجب أن يفرد بالعبادة، فكل هذه أدلة عقلية نبه اللّه العقول إليها وأمرها بالتفكر فيها واستخراج العبرة منها.
    ﴿ واخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ﴾ على كثرتكم وتباينكم مع أن الأصل واحد ومخارج الحروف واحدة، ومع ذلك لا تجد صوتين متفقين من كل وجه ولا لونين متشابهين من كل وجه إلا وتجد من الفرق بين ذلك ما به يحصل التمييز. وهذا دال على كمال قدرته، ونفوذ مشيئته.

    وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ – 23

    أي: سماع تدبر وتعقل للمعاني والآيات في ذلك.
    واقتضت حكمة الله تعالى أن يكون هناك وقت للراحة والسكون ليستريحوا به ويستجموا وانتشارهم في وقت أخر ، لمصالحهم الدينية والدنيوية ولا يتم ذلك إلا بتعاقب الليل والنهار عليهم، والمنفرد بذلك هو المستحق للعبادة.

    وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ – 24

    أي: ومن آياته أن ينزل عليكم المطر الذي تحيا به البلاد والعباد ويريكم قبل نزوله مقدماته من الرعد والبرق الذي يُخَاف ويُطْمَع فيه.
    ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ دلالة واضحة على عموم إحسانه وسعة علمه وكمال إتقانه، وعظيم حكمته وأنه يحيي الموتى كما أحيا الأرض بعد موتها.
    ﴿لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ أي: لهم عقول تعقل بها ما تسمعه وتراه وتحفظه، وتستدل به عل ما جعل دليلا عليه.

    ********

    وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  3. #73
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مع الجزء الحادي والعشرون
    ( 3 )
    وبعض أيات من سورة الروم

    مبدأ عدم التفرق في الدين الواحد

    فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ - 30
    مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ – 31
    مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ – 32

    وفي الحديث الشريف, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من مولود إلا يولد على الفطرة .
    ثم يقول : اقرؤا : فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم .
    الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2658
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    *******
    فالإنسان - دون تدخل من عوامل خارجية تؤثر على معتقداته -يدرك أن له خالق صنعه على أحسن حال . ويتطلع الإنسان للتقرب إلى خالقه ولكنه لا يعرف كيف يكون ذلك . فمن رحمة الله تعالى علينا أن بعث الرسل لتبين لنا الطريق إلى الله تعالى , واكتملت الرسالات بالرسالة الخاتمة رسالة الإسلام التي نزلت على قلب خاتم الرسل الكرام وخير الأنام النبي الأعظم محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى اله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
    ورسالة الإسلام واضحة المعالم ليلها كنهارها تجمع القلوب ولا تفرقهم.
    وقد حاول الشيطان التفرقة بين المسلمين دوما ومنذ بداية الإسلام ,
    وقد ورد في الحديث رواية جابر بن عبد الله أنه قال:
    كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة . فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار . فقال الأنصاري : يا للأنصار ! وقال المهاجري : يا للمهاجرين ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم . " ما بال دعوى الجاهلية ؟ " قالوا : يا رسول الله ! كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار . فقال " دعوها . فإنها منتنة "
    الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2584
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    وقال تعالى في سورة ال عمران :

    وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ - 103

    ********

    فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ - 30 مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ – 31 مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ – 32

    يقول السعدي في تفسيره:
    يأمر تعالى بالإخلاص له في جميع الأحوال وإقامة دينه فقال: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ ﴾ أي: وجهه إلى الدين الذي هو الإسلام والإيمان والإحسان بأن تتوجه بقلبك وقصدك وبدنك إلى إقامة شرائع الدين الظاهرة كالصلاة والزكاة والصوم والحج ونحوها.
    وشرائعه الباطنة كالمحبة والخوف والرجاء والإنابة، والإحسان في الشرائع الظاهرة والباطنة بأن تعبد اللّه فيها كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
    وخص اللّه إقامة الوجه لأن إقبال الوجه تبع لإقبال القلب ويترتب على الأمرين سَعْيُ البدن ولهذا قال: ﴿ حَنِيفًا ﴾ أي: مقبلا على اللّه في ذلك معرضا عما سواه.
    وهذا الأمر هو ﴿ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾ ووضع في عقولهم حسنها واستقباح غيرها، فإن جميع أحكام الشرع الظاهرة والباطنة قد وضع اللّه في قلوب الخلق كلهم، الميل إليها، فوضع في قلوبهم محبة الحق وإيثار الحق وهذا حقيقة الفطرة.
    ومن خرج عن هذا الأصل فلعارض عرض لفطرته أفسدها كما قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"
    ﴿ لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ﴾ أي: لا أحد يبدل خلق اللّه فيجعل المخلوق على غير الوضع الذي وضعه اللّه، ﴿ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ﴾ أي: الطريق المستقيم الموصل إلى اللّه وإلى كرامته، فإن من أقام وجهه للدين حنيفا فإنه سالك الصراط المستقيم في جميع شرائعه وطرقه، ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾ فلا يتعرفون الدين القيم وإن عرفوه لم يسلكوه.
    ﴿ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ ﴾ وهذا تفسير لإقامة الوجه للدين، فإن الإنابة إنابة القلب وانجذاب دواعيه لمرضاة اللّه تعالى.
    ويلزم من ذلك حمل البدن بمقتضى ما في القلب فشمل ذلك العبادات الظاهرة والباطنة، ولا يتم ذلك إلا بترك المعاصي الظاهرة والباطنة فلذلك قال: ﴿ وَاتَّقُوهُ ﴾ فهذا يشمل فعل المأمورات وترك المنهيات.
    وخص من المأمورات الصلاة لكونها تدعو إلى الإنابة والتقوى لقوله تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾-45 العنكبوت فهذا إعانتها على التقوى.
    ثم قال: ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ فهذا حثها على الإنابة.
    وخص من المنهيات أصلها والذي لا يقبل معه عمل وهو الشرك فقال: ﴿ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ لكون الشرك مضادا للإنابة التي روحها الإخلاص من كل وجه.
    ثم ذكر حالة المشركين مهجنا لها ومقبحا فقال: ﴿ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ ﴾ مع أن الدين واحد وهو إخلاص العبادة للّه وحده وهؤلاء المشركون فرقوه، منهم من يعبد الأوثان والأصنام. ومنهم من يعبد الشمس والقمر، ومنهم من يعبد الأولياء والصالحين ومنهم يهود ومنهم نصارى.
    ولهذا قال: ﴿ وَكَانُوا شِيَعًا ﴾ أي: كل فرقة من فرق الشرك تألفت وتعصبت على نصر ما معها من الباطل ومنابذة غيرهم ومحاربتهم.
    ﴿ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ ﴾ من العلوم المخالفة لعلوم الرسل ﴿ فَرِحُونَ ﴾ به يحكمون لأنفسهم بأنه الحق وأن غيرهم على باطل، وفي هذا تحذير للمسلمين من تشتتهم وتفرقهم فرقا كل فريق يتعصب لما معه من حق وباطل، فيكونون مشابهين بذلك للمشركين في التفرق, بل الدين واحد والرسول واحد والإله واحد.
    وأكثر الأمور الدينية وقع فيها الإجماع بين العلماء والأئمة، والأخوة الإيمانية قد عقدها اللّه وربطها أتم ربط، فما بال ذلك كله يُلْغَى ويُبْنَى التفرق والشقاق بين المسلمين على مسائل خفية أو فروع خلافية يضلل بها بعضهم بعضا، ويتميز بها بعضهم عن بعض؟
    فهل هذا إلا من أكبر نزغات الشيطان وأعظم مقاصده التي كاد بها للمسلمين؟

    *****
    قد نختلف في بعض الآراء ولكن في إطار علمي وهذا إثراء للمعرفة,
    مثل علماء المدارس الفقهية كالمدرسة الحنفية والمدرسة الشافعية , كل بحسب فهمه للنص الذي يتسع للإجتهاد والذي يحتمل وجوه عديدة , وفي ذلك مرونة لصلاحية الشريعة لكل زمان ومكان , وداعى إلى توحيد كلمة الأمة لا فرقتها.
    وإن من أفضل الجهاد الأن السعي في جمع كلمة المسلمين وإزالة ما بينهم من الشقاق .

    *********
    وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  4. #74
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    مع الجزء الحادي والعشرون
    ( 4 )
    وبعض أيات من سورة الروم

    مبدأ التكافل

    فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ - 38 وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ – 39

    لقد كفل الإسلام حق الجميع في العيش الكريم ولذلك فرض زكاة المال على الأغنياء لترد على الفقراء وتوزع عليهم بصفة حقهم في ذلك المال الذي وهبه الله تعالى للأغنياء ليقوموا بإنفاقه على المشاريع التي تخدم الجميع . ويكون عونا في التنمية والرعاية الصحية عبر بناء المستشفيات , والتطور العلمي ببناء المدارس والجامعات ..
    وبذلك ندرك قيمة المال الحقيقية ..

    أما إذا إنحصرت المنفعة في الزيادة الربوية عبر إقراض الفقراء فسوف تزداد الفجوة بين الفقراء والأغنياء وتنتهي إلى كارثة كما نرى في واقعنا المعاصر.
    وما دام المال مال الله , أعطاه رزقا لبعض عباده , فالله صاحب المال الأول قد وهبه لفئات من عباده , يؤديها إليهم من يضع يده على ذلك المال . ومن ثم سماها حقا . ويذكر هنا من هذه الفئات ( ذا القربى والمسكين وابن السبيل )

    وهذا هو أساس النظرية الإسلامية في المال .
    وإلى هذا الأساس ترجع جميع التفريعات في النظرية الاقتصادية للإسلام . فما دام المال مال الله , فهو خاضع إذن لكل ما يقرره الله بشأنه بوصفه المالك الأول , سواء في طريقة تملكه أو في طريقة تنميته , أو في طريقة إنفاقه . وليس واضع اليد حرا في أن يفعل به ما يشاء .
    وهو هنا يوجه أصحاب المال الذين اختارهم ليكونوا أمناء عليه إلى خير الطرق للتنمية والفلاح . وهي إيتاء ذي القربى والمسكين وابن السبيل , والإنفاق بصفة عامة في سبيل الله: ( ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون ).
    هذه هي الوسيلة المضمونة لمضاعفة المال:إعطاؤه بلا مقابل وبلا انتظار رد ولا عوض من الناس . إنما هي إرادة وجه الله .
    أليس هو الذي يبسط الرزق ويقدر ? أليس هو الذي يعطي الناس ويمنع ?
    فهو الذي يضاعف إذن للمنفقين ابتغاء وجهه ; وهو الذي ينقص مال المرابين الذين يبتغون وجوه الناس . . ذلك حساب الدنيا , وهناك حساب الآخرة وفيه أضعاف مضاعفة . فهي التجارة الرابحة هنا وهناك !
    أما إذا حدث سوء تصرف في المال بأن ينفق بتبذير في الملذات ويحرم منه الفقراء العاملون والمقعدون فسوف يظهر الفساد بين المجتمع ولذلك أتت الآية رقم 41 مبينة ذلك بوضوح.

    ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ – 41

    فظهور الفساد هكذا واستعلاؤه لا يتم عبثا , ولا يقع مصادفة ; إنما هو تدبير الله وسنته . . ( ليذيقهم بعض الذي عملوا ) من الشر والفساد , حينما يكتوون بناره , ويتألمون لما يصيبهم منه: ( لعلهم يرجعون ) فيعزمون على مقاومة الفساد , ويرجعون إلى الله وإلى العمل الصالح وإلى المنهج القويم .

    *******

    وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  5. #75
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مع الجزء الحادي والعشرون
    ( 5 )
    وبعض أيات من سورة لقمان

    مبدأ الإيمان المقترن بالعمل الصالح

    لا إيمان لمن لا أمان له, ولا إسلام لمن لا يسلم الناس من لسانه ويده, والمتتبع لهذه السلسلة يدرك مدى الإرتباط القوي بين قواعد السلوك الأخلاقي والمعاملات والأداب وبين الإيمان , ولأهمية هذا الأمر تأكد كثيرا في سور القرآن العظيم , ومنها صدر سور لقمان.

    الم -1 تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ -2 هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِين - 3 الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَة وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ – 4 أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ – 5

    والكتاب الحكيم الذي تضمن كل هذه التعاليم الربانية , يبين أنها هدى ورحمة للمحسنين , وأهم ما يميزهم أنهم يقيمون الصلاة , قال تعالى: فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا – 103 النساء وتفعيل أوقاتها بحيث لا تضيع بحجة وقت العمل... فقد لوحظ إن الذين يضيعون الصلاة هم أول من أضاعوا العمل..

    وأوقات الصلاة موزعة توزيعا لا يضر بالعمل بل لتنشيط الإنسان ليتهيأ للعمل. فالأوقات هي البكور للعمل وكسب الرزق وأوقات الراحة ثم أوقات التفاعل مع قضايا الحياة المختلفة.

    ونبدأ بصلاة الفجر حيث ينتهي الإنسان من أدائها حوالي الخامسة صباحا , ولو بدأ العمل بعدها لكان هناك ثمان ساعات للعمل المتواصل دون أنقطاع من صلاة مفروضة, وبعد العمل الجاد طيلة ثماني ساعات أو سبع ساعات ( حسب قانون العمل لكل بلد ) نذهب نستريح بصلاة الظهر, ففي الحديث ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بلال أقم الصلاة , أرحنا بها – المصدر : صحيح الجامع ) .. وبعد صلاة الظهر يكون في العادة تناول وجبة الغداء ثم القيلولة وهي فترة قليلة للنوم يستعيد فيها الإنسان نشاطه ويستعد لصلاة العصر وبعد العصر يقوم الإنسان بنشاطات مختلفة منها التحصيل العلمي بالقراءة , ومنها نشاطات رياضية , ومنها القيام بالزيارات العائلية , ومنها التسوق , ومنها المشاركات في الندوات الثقافية .
    وإذا إلتزمنا بذلك لشجعنا الناس على أداء فريضة الفجر في موعدها وشجعنا على النشاط في العمل المبكر حيث البركة وتوفير الطاقة الكهربية حيث نستغل إشراق الصباح ,
    وفي حالة العمل الليلي فبعد صلاة العشاء حتى الفجر قرابة ثمان ساعات متواصلة لا يقطعها وقت لصلاة مفروضة .

    وهكذا نجد أن مواقيت الصلاة جاءت محكمة وبدقة بحيث بإلتزامها تستقيم أموار الحياة كلها ..وفي ضياعها ضياع عمر الإنسان دون محصلة لنفسه تنفعه في الأخرة . وبماذا يفوز من كسب الدنيا وخسر الأخرة؟ لا شئ..

    هذا عن جانب الصلاة , أما عن جانب الزكاة فهي الأمان من الفقر , حيث لا يتهرب منها المؤمن كما يفعل المتهربون من الضرائب, بل يسعى لتقديمها إلى الجهة التي تجمعها ثم تعيد توزيعها على الفقراء والمساكين وبقية المصارف التي ذكرت في الآية 60 من سورة التوبة.
    يأخذها الفقير بكل عزة وكرامة فهذا حقه الذي شرعه الله له, و تقوم الدولة بتحديد تلك المعاشات بحيث تتناسب والحد المطلوب للحياة الكريمة , فهل أدركنا قيمة الفرائض في الإسلام . إنها منهاج الحياة كله , مستقيمة مع العقيدة , مستقيمة مع الفطرة , مستقيمة على الطريق إلى الخالق الواحد المدبر الخبير . .

    ******

    وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ – 6
    وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ – 7

    . وفي الجانب الآخر فريق من الناس يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم , ويتخذ تلك الآيات هزوا . وهؤلاء يعاجلهم بمؤثر نفسي مخيف مناسب لاستهزائهم بآيات الله: ( أولئك لهم عذاب مهين ).
    ولهو الحديث كل كلام يلهي القلب ويأكل الوقت , ولا يثمر خيرا ولا يؤتي حصيلة تليق بوظيفة الإنسان المستخلف في هذه الأرض لعمارتها بالخير والعدل والصلاح .
    والنص عام لتصوير نموذج من الناس موجود في كل زمان وفي كل مكان . وكثيرا ما نرى منهم اليوم .
    يشتريه بماله ويشتريه بوقته , ويشتريه بحياته . يبذل تلك الأثمان الغالية في لهو رخيص , يفني فيه عمره المحدود , الذي لا يعاد ولا يعود , يشتري هذا اللهو ( ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا ) فهو جاهل محجوب , لا يتصرف عن علم , ولا يرمي عن حكمة وهوسيىء النية والغاية , يريد ليضل عن سبيل الله . يضل نفسه ويضل غيره بهذا اللهو الذي ينفق فيه الحياة . وهو سيىء الأدب يتخذ سبيل الله هزوا , ويسخر من المنهج الذي رسمه الله للحياة وللناس .

    ****

    إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ – 8 خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ – 9

    وحيثما ذكر الجزاء في القرآن العظيم ذكر قبله العمل الصالح مع الإيمان . فطبيعة هذه العقيدة تقتضي ألا يظل الإيمان في القلب حقيقة مجردة راكدة معطلة مكنونة ; إنما هو حقيقة حية فاعلة متحركة , ما تكاد تستقر في القلب ويتم تمامها حتى تتحرك لتحقق ذاتها في العمل والحركة والسلوك ; ولتترجم عن طبيعتها بالآثار البارزة في عالم الواقع , المنبئة عما هو كائن منها في عالم الضمير .
    وهؤلاء الذين آمنوا وحققوا إيمانهم بالعمل الصالح ( لهم جنات النعيم خالدين فيها ) لهم هذه الجنات وهذا الخلود تحقيقا لوعد الله الحق . ( وعد الله حقا ) فقد بلغ من فضل الخالق على العباد أن يوجب على نفسه الإحسان إليهم جزاء إحسانهم لأنفسهم فهو الغني عن الجميع .
    ( وهو العزيز الحكيم ). . القادر على تحقيق وعده , الحكيم في الخلق والوعد والتحقيق .

    ********
    وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  6. #76
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مع الجزء الحادي والعشرون
    ( 6 )
    وبعض أيات من سورة لقمان


    وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ -12

    وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ -13

    وَوَصَّيْنَا الإنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ -14

    وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ -15

    يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ -16

    يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ -17

    وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ -18

    وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ -19

    إن سلوك أي إنسان هو انعكاس لما تلقاه من تربية في البيت والمدرسة والبيئة المحيطة به ,
    ومن هنا نلاحظ أهمية دور الأب في النصيحة لأولاده , حيث أنها نصيحة خالصة لوجه الله تعالى , مبرأة من كل شبهة .

    وتوصية الولد بالوالدين تتكرر في القرآن الكريم , وفي وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولم ترد توصية الوالدين بالولد إلا قليلا . ومعظمها في حالة الوأد - وهي حالة خاصة في ظروف خاصة .
    فالفطرة مدفوعة إلى رعاية الجيل الناشىء لضمان امتداد الحياة , كما يريدها الله ; وإن الوالدين ليبذلان لوليدهما من أجسامهما وأعصابهما وأعمارهما ومن كل ما يملكان من عزيز وغال , في غير تأفف ولا شكوى ; بل في غير انتباه ولا شعور بما يبذلان.... بل في نشاط وفرح وسرور كأنهما هما اللذان يأخذان .
    فأما الوليد فهو في حاجة إلى الوصية المكررة ليلتفت إلى الجيل المضحي المدبر المولي الذاهب في أدبار الحياة , بعدما سكب عصارة عمره وروحه وأعصابه للجيل المتجه إلى مستقبل الحياة .
    وما يملك الوليد وما يبلغ أن يعوض الوالدين بعض ما بذلاه , ولو وقف عمره عليهما . وهذه الصورة الموحية: ( حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين ) والأم بطبيعة الحال تحتمل النصيب الأوفر ; وتجود به في انعطاف أشد وأعمق وأحنى وأرفق . .
    روى الحافظ أبو بكر البزار في مسنده - بإسناده - عن بريد عن أبيه أن رجلا كان في الطواف حاملا أمه يطوف بها , فسأل النبي صلى الله عليه وسلم هل أديت حقها ? قال:" لا . ولا بزفرة واحدة " . هكذا . . ولا بزفرة . . في حمل أو في وضع , وهي تحمله وهنا على وهن .

    فيجب على الإنسان أن يتوجه إلى شكر الله المنعم الأول , وشكر الوالدين المنعمين التاليين ; ويربط بهذه الحقيقة حقيقة الآخرة: ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ )

    ولكن رابطة الوالدين بالوليد - على كل هذا الانعطاف وكل هذه الكرامة - إنما تأتي في ترتيبها بعد رابطة العقيدة .
    فبقية الوصية للإنسان في علاقته بوالديه: ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ). . فإلى هنا ويسقط واجب الطاعة , وتعلو رابطة العقيدة على كل رابطة .
    ولكن الاختلاف في العقيدة , لا يسقط حق الوالدين في المعاملة الطيبة والصحبة الكريمة: ( وصاحبهما في الدنيا معروفا ) فهي رحلة قصيرة على الأرض لا تؤثر في الحقيقة الأصيلة.
    ( واتبع سبيل من أناب إلي ) من المؤمنين ( ثم إلي مرجعكم ) بعد رحلة الأرض المحدودة ( فأنبئكم بما كنتم تعملون ) ...

    ( يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر , واصبر على ما أصابك . إن ذلك من عزم الأمور ). .
    وهذا هو طريق العقيدة المرسوم . . توحيد لله ودوام الصله به بإقامة الصلاة, وشعور برقابته , وتطلع إلى ما عنده , وثقة في عدله , وخشية من عقابه . ثم انتقال إلى دعوة الناس وإصلاح حالهم , وأمرهم بالمعروف , ونهيهم عن المنكر .
    ( واصبر على ما أصابك . إن ذلك من عزم الأمور ). . وعزم الأمور هو عدم التردد بعد العزم والتصميم على التزام طريق الخير .
    ( ولا تصعر خدك للناس , ولا تمش في الأرض مرحا . إن الله لا يحب كل مختال فخور . واقصد في مشيك , واغضض من صوتك . إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ) .

    والصعر داء يصيب الإبل فيلوي أعناقها . والأسلوب القرآني يختار هذا التعبير للتنفير من الحركة المشابهة لهذا المرض . حركة الكبر والازورار , وإمالة الخد للناس في تعال واستكبار .. فهذا مرض خطير.
    والمشي في الأرض مرحا هو المشي في تخايل ونفخة وقلة مبالاة بالناس . وهي حركة كريهة يمقتها الله ويمقتها الخلق . وهي تعبير عن شعور مريض بالذات , يتنفس في مشية الخيلاء . ( إن الله لا يحب كل مختال فخور ) .
    ( واغضض من صوتك ) والغض من الصوت فيه أدب وثقة بالنفس واطمئنان إلى صدق الحديث وقوته . وما يزعق أو يغلظ في الخطاب إلا سيء الأدب , أو شاك في قيمة قوله , أو قيمة شخصه ; يحاول إخفاء هذا الشك بالحدة والغلظة .

    نلاحظ هنا قيمة التربية في تشكيل الأجيال القوية بالآداب والأخلاق فهم عنوان لما يؤمنون به من مبادئ وقيم.

    *******

    وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  7. #77
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مع الجزء الحادي والعشرون
    ( 7 )
    وبعض أيات من سورة السجدة


    أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ – 18 أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ – 19 وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ – 20 وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ – 21 .

    وما يستوي المؤمنون والفاسقون في طبيعة ولا شعور ولا سلوك , حتى يستووا في الجزاء في الدنيا وفي الآخرة سواء . قال تعالى في سورة البقرة أية 99 ( وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلا الْفَاسِقُونَ )

    وفي اللغة : فسق فلان: خرج عن حجر الشرع، وذلك من قوله: فسق الرطب، إذا خرج عن قشره (وهذا قول الفراء. انظر تفسير الرازي 2/147)، وهو أعم من الكفر.
    والفسق يقع بالقليل من الذنوب وبالكثير، لكن تعورف فيما كان كثيرا، وأكثر ما يقال الفاسق لمن التزم حكم الشرع وأقر به، ثم أخل بجميع أحكامه أو ببعضه،
    وإذا قيل للكافر الأصلي: فاسق، فلأنه أخل بحكم ما ألزمه العقل واقتضته الفطرة، قال الله تعالى: ( ففسق عن أمر ربه ) الكهف/ 50 ... وقال الله تعالى : (ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) النور/55

    والمؤمنون مستقيمو الفطرة متجهون إلى الله , عاملون على منهاجه القويم . والفاسقون منحرفون شاردون مفسدون في الأرض لا يستقيمون على الطريق الواصل المتفق مع نهج الله للحياة , وقانونه الأصيل .

    أولا - فالمؤمن واسع الأفق لأنه يؤمن بالله خالق السماوات والأرض
    رب العالمين , فهو لا يستغرب شيئا بعد هذا الإيمان .
    بينما الفاسق ضيق الأفق فلا ينظر إلا للمادة ولا يتصور حياة في الأخرة , لا يرى إلا العدم .
    ثانيا - المؤمن عزيز النفس فهو يعلم أنه لا ضار ولا نافع إلا هو سبحانه,
    بينما المشرك والملحد والكافر يطأطئ رأسه لمخلوق مثله .
    ثالثا - المؤمن مع عزة نفسه متواضع لأنه يعلم أن الكبرياء لله تعالى وحده ,بينما ترى الفاسق متكبر بغير الحق .
    رابعا - المؤمن حريص على تزكية نفسه بالصالحات لأنه يعلم أن الإيمان
    ليس بالتمني ولكن بالعمل الصالح , فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره
    ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره .
    بينما الفاسق يمني نفسه بالأماني الكاذبة .
    خامسا - المؤمن لا يتسرب الى قلبه اليأس فهو يعلم أن الله له ملك السماوات والأرض , فهو يبذل الجهد متوكلا على الله الواحد الذي بيده خزائن السموات والأرض .
    بينما الفاسق سرعان مايتسرب اليأس إلي قلبه فتتحطم نفسيته وقد يقدم على الإنتحار .
    سادسا - المؤمن ثابت العزم قوي الإرادة ليقينه بأنه يعتمد على مالك الملك, وليس للفاسق هذا اليقين .
    سابعا - المؤمن لا يلوث نفسه بالطمع والدناءة وقبيح الأعمال ,
    لأنه يعلم أن الأمر كله لله يرزق من يشاء بغير حساب .
    بينما الفاسق عن الدين لا يعبأ من أي مصدر يحصل على المال .
    ثامنا - المؤمن يسير حياته وفق شريعة الله التي تحدد له الحلال والحرام
    فهو أمن في الدنيا والأخرة بإذن الله تعالى .
    بينما الفاسق منفلت لشهواته ورغباته لا يخاف إلا من الشرطي.

    فلا عجب إذن أن يختلف طريق المؤمنين والفاسقين في الآخرة , وأن يلقى كل منهما الجزاء الذي يناسب رصيده وما قدمت يداه .
    أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى - التي تؤويهم وتضمهم ( نزلا ) ينزلون فيه ويثوون , جزاء ( بما كانوا يعملون ). .
    ( وأما الذين فسقوا فمأواهم النار ). . يصيرون إليها ويأوون ( كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ) وهو مشهد فيه حركة المحاولة للفرار والدفع للنار . ( وقيل لهم: ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون ). فهو التقريع زيادة على الدفع والتعذيب .
    ذلك مصير الفاسقين في الآخرة . وليسوا مع هذا متروكين إلى ذلك الموعد . فالله يتوعدهم بالعذاب في هذه الدنيا قبل عذاب الآخرة: ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر). .
    وهنا تتجلى صفات الرحمة على العالمين حيث أن مظاهر العذاب التي تقع على الفاسقين في الدنيا قد تذكرهم بخالقهم ويعودوا إلى الطريق المستقيم ( لعلهم يرجعون ). . وتستيقظ فطرتهم , ويردهم ألم العذاب إلى الصواب . ولو فعلوا لما صاروا إلى مصير الفاسقين الذين رأيناه في مشهدهم الأليم في الأخرة .
    فأما إذا ذكروا بآيات ربهم فأعرضوا عنها وجاءهم العذاب الأدنى فلم يرجعوا ولم يعتبروا فإنهم إذن ظالمون ( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها ?) وإنهم إذن يستحقون الانتقام في الدنيا والآخرة: ( إنا من المجرمين منتقمون ) . . فالأنتقام والتهديد من الجبار المتكبر فهو الذي يتوعد هؤلاء الضعاف المساكين بالانتقام .


    إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ - 15
    تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ – 16
    فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ – 17

    ********

    وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  8. #78
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مع الجزء الحادي والعشرون
    ( 8 )
    وبعض أيات من سورة الأحزاب


    مازلنا مع مبادئ المعاملات والأداب والتي جسدها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21)

    ******

    يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً (1)
    وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (2)
    وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (3)

    فتقوى الله والشعور برقابته واستشعار جلاله هو الأساس لجميع المبادئ , وهو الحارس القائم في أعماق الضمير على التشريع والتنفيذ للمعاملات والأداب والأخلاق .
    ثم النهي عن طاعة الكافرين والمنافقين , واتباع توجيههم أو اقتراحهم , والاستماع إلى رأيهم أو تحريضهم: ( ولا تطع الكافرين والمنافقين ). فليس عند الكافرين والمنافقين ما يصلح لأمر العقيدة وليس عندهم إلا الفساد لإمور الدنيا والأخرة .
    ( واتبع ما يوحى إليك من ربك ). فهذه هي الجهة التي تأتي منها التوجيهات , وهذا هو المصدر الحقيق بالاتباع . رسالة الله تعالى التي تحمل الرحمة للعالمين.. ثم يبقى ذلك النهي قائما في كل بيئة وكل زمان , يحذر المؤمنين أن يتبعوا آراء الكافرين والمنافقين إطلاقا , وفي أمر العقيدة وأمر التشريع وأمر التنظيم الاجتماعي بصفة خاصة . ليبقى منهجهم خالصا لله , غير مشوب بتوجيه من سواه .

    ******

    مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)

    إنه قلب واحد , فلا بد له من منهج واحد يسير عليه . ولا بد له من تصور كلي واحد للحياة وللوجود يستمد منه . ولا بد له من ميزان واحد يزن به القيم , ويقوم به الأحداث والأشياء . وإلا تمزق وتفرق ونافق والتوى , ولم يستقم على اتجاه .
    ولا يملك الإنسان أن يستمد آدابه وأخلاقه من معين ; ويستمد شرائعه وقوانينه من معين آخر ; ويستمد أوضاعه الاجتماعية أو الاقتصادية من معين ثالث ; ويستمد فنونه وتصوراته من معين رابع . . فهذا الخليط لا يكون إنسانا سويا له قلب . إنما يكون شخوصا ليس لهم هوية واضحة يرفعون بها رؤسهم أما العالم.
    وصاحب العقيدة لا يملك أن تكون له عقيدة حقا , ثم يتجرد من مقتضياتها وقيمها الخاصة في موقف واحد من مواقف حياته كلها , صغيرا كان هذا الموقف أم كبيرا . لا يملك أن يقول كلمة , أو يتحرك حركة , أو ينوي نية . أو يتصور تصورا , غير محكوم في هذا كله بعقيدته - إن كانت هذه العقيدة حقيقة واقعة في كيانه - لأن الله لم يجعل له سوى قلب واحد , يخضع لناموس واحد , ويستمد من تصور واحد , ويزن بميزان واحد .

    وبعد هذا البيان في تعيين المنهج والطريق يأخذ في إبطال "عادة الظهار وعادة التبني" . ليقيم المجتمع على أساس الأسرة الواضح السليم المستقيم:

    ( وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ )

    كان الرجل في الجاهلية يقول لامرأته: أنت علي كظهر أمي . أي حرام محرمة كما تحرم علي أمي . ومن حينها يحرم عليه معاشرتها كزوجة ; ثم تبقى معلقة , لا هي مطلقة فتتزوج غيره , ولا هي زوجة فتحل له . وكان في هذا من القسوة ما فيه , وكان طرفا من سوء معاملة المرأة في الجاهلية والاستبداد بها .
    فإن قولة باللسان لا تغير الحقيقة الواقعة , وهي أن الأم أم , والزوجة زوجة ; ولا تتحول طبيعة العلاقة بكلمة ... ومن ثم لم يعد الظهار تحريما أبديا كتحريم الأم كما كان في الجاهلية .

    ( وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ )

    وكان هناك أبناء لهم آباء معروفون . ولكن كان الرجل يعجب بأحد هؤلاء فيأخذه لنفسه , ويتبناه , ويلحقه بنسبه , فيعرف بين الناس باسم الرجل الذي تبناه , ويدخل في أسرته . وكان هذا يقع بخاصة في السبي , حين يؤخذ الأطفال والفتيان في الحروب والغارات ; فمن شاء أن يلحق بنسبه واحدا من هؤلاء دعاه ابنه , وأطلق عليه اسمه , وعرف به , وصارت له حقوق البنوة وواجباتها .
    ومن هؤلاء زيد بن حارثة الكلبي . وهو من قبيلة عربية . سبي صغيرا في غارة أيام الجاهلية ; فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة - رضي الله عنها - فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم- وهبته له .
    ثم طلبه أبوه وعمه فخيره رسول الله صلى الله عليه وسلم - فاختار رسول الله صلى الله عليه وسلم - فأعتقه , وتبناه , وكانوا يقولون عنه : زيد بن محمد . وكان أول من آمن به من الموالي .

    فلما شرع الإسلام ينظم علاقات الأسرة على الأساس الطبيعي لها , ويحكم روابطها , ويجعلها صريحة لا خلط فيها ولا تشويه . . أبطل عادة التبني هذه وكل ما ترتب عليها في الجاهلية من عدم زواج مطلقة الأبن المتبنى وغيرها . ورد علاقة النسب إلى أسبابها الحقيقية . . علاقات الدم والأبوة والبنوة الواقعية . وقال: ( وما جعل أدعياءكم أبناءكم ). . ( ذلكم قولكم بأفواهكم ). . والكلام لا يغير واقعا , ولا ينشئ علاقة غير علاقة الدم.

    ( والله يقول الحق وهو يهدي السبيل )

    *******

    وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  9. #79
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مع الجزء الثاني والعشرون
    ( 1 )
    وبعض أيات من سورة الأحزاب

    إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا - 35

    إن الإنسان ليقرآ النص القرآني مئات المرات ; ثم يقف الموقف , أو يواجه الحادث , فإذا النص القرآني جديد , يوحي إليه بما لم يوح من قبل قط , ويجيب على السؤال الحائر , ويفتي في المشكلة المعقدة , ويكشف الطريق الخافي , ويرسم الاتجاه الصحيح لقلب المؤمن حيث اليقين الجازم في الأمر الذي يواجهه , وإلى الاطمئنان العميق .
    وليس ذلك لغير القرآن في قديم ولا حديث .

    ونلاحظ اليوم إتهامات لنا- ممن يجهلون الإسلام – بعدم المساواة والظلم للمرأة والقهر وتنحيتها في كثير من جوانب الحياة , ثم يلحون على نزع حجابها لأنه نوع من أنواع التسلط والقهر ضد المرأة ...!

    وحين نقرأ في رسالة الله ( القرآن العظيم ) نجد إجابات عن كل هذه الأسئلة وغيرها وكأنه ينزل علينا هذه الأيام .
    إن خطاب التكليف في الإسلام كان لعموم الإنسان سواء ذكر أو أنثى إلا في بعض الأيات التي إختصت النساء في الأمور الخاصة بهن مثل الرضاع والحجاب وغيرها.
    قال تعالى: وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلا وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ - 233 البقرة
    ففي الآية السابقة إشتمال على أحكام خاصة للنساء وأحكام خاصة للرجال , وذلك لإختلاف طبيعة دور كل من الرجل والمرأة في الحياة , أما فيما يتعلق بالأحكام المشتركة بين الرجل والمرأة فهي كثيرة ومنها آية الأحزاب التي معنا.

    إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا - 35

    قال السعدي في تفسيرة
    ولما كان حكمهن والرجال واحدًا، جعل الحكم مشتركًا، فقال: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ﴾ وهذا في الشرائع الظاهرة، إذا كانوا قائمين بها. ﴿ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ وهذا في الأمور الباطنة، من عقائد القلب وأعماله.
    ﴿ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ ﴾ أي: المطيعين للّه ولرسوله ﴿ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ ﴾ في مقالهم وفعالهم ﴿ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ ﴾ على الشدائد والمصائب ﴿ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ ﴾ في جميع أحوالهم،خصوصًا في عباداتهم، خصوصًا في صلواتهم، ﴿ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ ﴾ فرضًا ونفلاً ﴿ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ ﴾ شمل ذلك، الفرض والنفل. ﴿ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ ﴾ عن الزنا ومقدماته، . ﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ ﴾ أي: في أكثر الأوقات، خصوصًا أوقات الأوراد المقيدة، كالصباح والمساء، وأدبار الصلوات المكتوبات .
    ﴿ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً ﴾ أي: لهؤلاء الموصوفين بتلك الصفات الجميلة، والمناقب الجليلة، التي هي، ما بين اعتقادات، وأعمال قلوب، وأعمال جوارح، وأقوال لسان، ونفع متعد وقاصر، وما بين أفعال الخير، وترك الشر، الذي من قام بهن، فقد قام بالدين كله، ظاهره وباطنه، بالإسلام والإيمان والإحسان.
    فجازاهم على عملهم ﴿ ْمَغْفِرَةً ﴾ لذنوبهم، لأن الحسنات يذهبن السيئات. ﴿ وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ لا يقدر قدره، إلا الذي أعطاه، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، نسأل اللّه أن يجعلنا منهم.

    ******

    وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا - 36
    أي: لا ينبغي ولا يليق، ممن اتصف بالإيمان، إلا الإسراع في مرضاة اللّه ورسوله، والهرب من سخط اللّه ورسوله، وامتثال أمرهما، واجتناب نهيهما، فلا يليق بمؤمن ولا مؤمنة ﴿ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا ﴾ من الأمور، وحتَّما به وألزما به ﴿ أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ أي: الخيار، هل يفعلونه أم لا؟ بل يعلم المؤمن والمؤمنة، أن الرسول أولى به من نفسه، فلا يجعل بعض أهواء نفسه حجابًا بينه وبين أمر اللّه ورسوله.
    ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا ﴾ أي: بَيِّنًا، لأنه ترك الصراط المستقيم الموصلة إلى كرامة اللّه، إلى غيرها، من الطرق الموصلة للعذاب الأليم، فذكر أولاً السبب الموجب لعدم معارضته أمر اللّه ورسوله، وهو الإيمان، ثم ذكر المانع من ذلك، وهو التخويف بالضلال، الدال على العقوبة والنكال.
    ******
    نلاحظ مما سبق تساوي كل من الرجل والمرأة بالأحكام التي تقربنا من الله تعالى ..
    فأين التفرقة التي يزعمها أعداء الإسلام ؟
    ****
    أما عن حجاب المرأة لم يكن في يوم لتسلط الرجال بل كان عن عقيدة واقتناع إستجابة لأوامر الله تعالى .
    يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا - 59
    هذه الآية، التي تسمى آية الحجاب، أمر اللّه نبيه، أن يأمر النساء عمومًا، ويبدأ بزوجاته وبناته، لأنهن آكد من غيرهن، ولأن الآمر لغيره ينبغي أن يبدأ بأهله، قبل غيرهم كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ -6 التحريم
    أن ﴿ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ﴾ وهن اللاتي يكن فوق الثياب من ملحفة وخمار ورداء ونحوه، أي: يغطين بها، وجوههن وصدورهن.
    ثم ذكر حكمة ذلك، فقال: ﴿ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ﴾ دل على وجود أذية، إن لم يحتجبن، وذلك، لأنهن إذا لم يحتجبن، ربما ظن أنهن غير عفيفات، فيتعرض لهن من في قلبه مرض، فيؤذيهن، فالاحتجاب حاسم لمطامع الطامعين فيهن.
    ﴿ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ حيث غفر لكم ما سلف، ورحمكم، بأن بين لكم الأحكام، وأوضح الحلال والحرام، فهذا سد للباب من جهتهن.
    فإن الأمر بالحجاب ليس تسلط من الرجال كما يزعم الجاهلون ولكنه أمر من الله تعالى للمؤمنات حفاظا عليهن من الأعين المريضة , والمؤمنة تلبس حجابها بكل حرية بل تتحدى بذلك من يريدون لها التعري بدعوى الحرية .

    فالحرية الحقيقية هي الإلتزام بمبادئ الشريعة في المعاملات والأخلاق والأداب .

    *****

    وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  10. #80
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مع الجزء الثاني والعشرون
    ( 2 )
    وبعض أيات من سورة سبأ

    مازلنا مع مبادئ المعاملات والأداب والأخلاق في الإسلام والتي تتناسق مع الكون من حولنا , فهي الطريق المستقيم وصراط العزيز الحميد والمنهج الذي أراده الله تعالى للوجود ; واختاره للبشر ,
    وكل من وهبه الله العلم يدرك تلك الحقيقة .

    وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ – 6

    وقد ورد أن المقصود بالذين أوتوا العلم هم أهل الكتاب , الذين يعلمون من كتابهم أن هذا القرآن هو الحق , وأنه يقود إلى صراط العزيز الحميد .

    فالقاعدة المعروفة في القانون أن التشريع الجديد يلغي العمل بالتشريعات القديمة , وبهذا المنطق تسير كل قوانين الأرض .

    فالقرآن العظيم هو الكتاب الأخير المنزل من عند الله تعالى, فوجب العمل به كأخر تشريعات الله تعالى لأهل الأرض , وخاصة أنه تفرد على سائر الكتب بأنه معجز في بيانه ومعجز في آياته ومعجز في موضوعاته .

    جاء في الحديث: عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ستكون فتنة . قلت : فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله, فيه نبأ ما قبلكم, و خبر ما بعدكم, و حكم ما بينكم,
    هو بالفصل ليس بالهزل,
    من تركه من جبار قصمه الله, و من ابتغى الهدى في غيره أضله الله, وهو حبل الله المتين, وهو الذكر الحكيم,
    وهو الصراط المستقيم,
    وهو الذي لا تزيغ به الأهواء, و لا تلتبس به الألسن, و لا يخلق على كثرة الرد, و لا تنقضي عجائبه,
    من قال به صدق, ومن عمل به أجر, ومن حكم به عدل, ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم
    الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: ابن تيمية - المصدر: حقوق آل البيت - الصفحة أو الرقم: 22
    خلاصة الدرجة: مشهور

    ومجال الآية أكبر وأشمل . فالذين أوتوا العلم في أي زمان وفي أي مكان , من أي جيل ومن أي قبيل , يرون هذا متى صح علمهم واستقام .
    والقرآن كتاب مفتوح للأجيال . وفيه من الحق ما يكشف عن نفسه لكل ذي علم صحيح . وهو يكشف عن الحق المستكن في كيان هذا الوجود كله . وهو أصدق ترجمة وصفية لهذا الوجود وما فيه من حق أصيل .

    ( ويهدي إلى صراط العزيز الحميد ) .

    وصراط العزيز الحميد هو المنهج الذي أراده للوجود ; واختاره للبشر لينسق خطاهم مع خطى هذا الكون الذي يعيشون فيه . وهو الناموس الذي يهيمن على أقدار هذا الكون كله , بما فيه من الحياة البشرية التي لا تنفصل في أصلها ونشأتها , ولا في نظامها وحركتها عن هذا الكون وما فيه ومن فيه .
    يهدي إلى صراط العزيز الحميد بما ينشئه في إدراك المؤمن من تصور للوجود وروابطه وعلاقاته وقيمه ; ومكان هذا الإنسان منه , ودوره فيه ; وتعاون أجزاء هذا الكون من حوله - وهو معها - في تحقيق مشيئة الله وحكمته في خلقه ; وتناسق حركات الجميع وتوافقها في الاتجاه إلى باريء الوجود .
    ويهدي إلى صراط العزيز الحميد بتصحيح منهج التفكير , وإقامته على أسس سليمة , متفقة مع السنن الكونية على الفطرة البشرية ; بحيث يؤدي هذا المنهج بالفكر البشري إلى إدراك طبيعة هذا الكون وخواصه وقوانينه , والاستعانة بها , والتجاوب معها بلا عداء ولا اصطدام ولا تعويق .
    ويهدي إلى صراط العزيز الحميد بمنهجه التربوي الذي يعد الفرد للتجاوب والتناسق مع المجتمع البشري . ويعد المجتمع البشري للتجاوب والتناسق - أفراداً وجماعات - مع مجموعة الخلائق التي تعمر هذا الكون ! ويعد هذه الخلائق كلها للتجاوب والتناسق مع طبيعة الكون الذي تعيش فيه . . كل ذلك في بساطة ويسر ولين .

    ويهدي إلى صراط العزيز الحميد بما فيه من نظم وتشريعات مستقيمة مع فطرة الإنسان وظروف حياته ومعاشه الأصيلة , متناسقة مع القوانين الكلية التي تحكم بقية الأحياء , وسائر الخلائق ; فلا يشذ عنها الإنسان بنظمه وتشريعاته . وهو أمة من هذه الأمم في نطاق هذا الكون الكبير .
    إن هذا الكتاب هو الدليل إلى هذا الصراط . الدليل الذي وضعه خالق الإنسان وخالق الصراط , العارف بطبيعة هذا وذاك .
    قال تعالى: أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) الملك

    ( وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ )

    قال تعالى : الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ -121 البقرة

    طالعتنا الجزيرة نت السبت 15/6/1431 هـ - الموافق 29/5/2010 م

    آلاف البريطانيات يعتنقن الإسلام
    – المصدر – تايمز

    قالت ذي تايمز إن آلاف الشابات البريطانيات اللاتي يعشن في المملكة المتحدة قررن اعتناق الدين الإسلامي، وذلك في خضم الجدل الدائر الآن في أوروبا حول حظر ارتداء البرقع.
    وأضافت الصحيفة التي تصدر من لندن، في تقرير لها اليوم السبت، أن أعداد المهتديات إلى الإسلام في ازدياد، في وقت تقل فيه نسبة الذين يؤدون الصلوات كل أسبوع في كنيسة إنجلترا عن 2% من السكان.
    وتشكل النسوة اللاتي يؤدين الصلاة بمسجد لندن المركزي في حي ريجنتس بارك نحو ثلثي المسلمين الجدد تقريباً ممن نطقوا بالشهادتين, أعمار معظمهن تقل عن ثلاثين عاما.
    وتشير الإحصائيات التي تتناول أعداد من بدَّلوا دينهم، كما ورد في التعداد السكاني لعام 2001 بالمملكة المتحدة, إلى أن ما لا يقل عن ثلاثين ألف بريطاني اعتنقوا الإسلام.
    ويرى كفين برايس، من مركز دراسات سياسة الهجرة بجامعة سوانسي، أن هذا العدد ربما يقارب الآن خمسين ألف شخص أغلبهم من النساء.
    وتؤكد التحليلات الأساسية لتلك البيانات أن أعداد الفتيات المتعلمات تعليما جامعيا، واللاتي تتراوح أعمارهم بين العشرينات والثلاثينات، هن أكثر اعتناقا للإسلام.

    ********

    فلا يوجد على ظهر الأرض كتاب كالقرآن بالإسلوب الإلهي .
    حيث إشتماله كافة جوانب الحياة . بدءا بعقيدة التوحيد , وأسماء و صفات الجلال لله تعالى.
    وشريعة متكاملة صالحة لكل زمان ومكان , متكاملة بهذا المستوى الراقي تحقق العدل والأمان في المجتمعات الإنسانية.
    وجاء القرآن بدستور للأخلاق رفيع المستوى شهد له العالم, فدخلوا في دين الله أفواجا بسبب تلك الأخلاق.
    كما جاء بأخبار الأمم السابقة التي لايعرفها إلا متخصصون في علوم التاريخ ,
    واشتمل على أخبار الدار الأخرة , وبيان بدء الخلق . حيث لا يستطيع عقل بشري أن يخوض في ذلك الأمر.
    وبه إشارات لعلوم تم إكتشافها حديثا , ومازال عطاء القرآن متجدد في هذا المجال .
    ومع كل ذلك فالقرآن معجز في بيانه ونظمه وترتيب آياته .
    وقد أعجز العرب والعجم أن يأتوا بمثله .
    قال تعالى :
    قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا – 88 الإسراء

    *******

    وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ – 6

    ******

    وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

صفحة 8 من 19 الأولىالأولى ... 7 8 9 18 ... الأخيرةالأخيرة

مبادىء المعاملات والآداب من القرآن الكريم - سلسلة متجددة : بقلم صابر عباس

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سلسلة الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي من إذاعة القرآن الكريم
    بواسطة ابو ياسمين دمياطى في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-05-2013, 07:56 PM
  2. مشاهد حية للآخرة فى القرآن الكريم - سلسلة متجددة - بقلم أ.صابر عباس
    بواسطة بن الإسلام في المنتدى فى ظل أية وحديث
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 11-12-2011, 09:45 AM
  3. عقيدة التوحيد فى بناء الإنسان - بقلم صابر عباس
    بواسطة بن الإسلام في المنتدى العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 05-10-2011, 02:28 PM
  4. هذه هى زوجتى - سلسلة متجددة
    بواسطة بن الإسلام في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-11-2010, 11:51 PM
  5. هنا سلسلة فقه المعاملات الشيخ الدكتور على السالوس -
    بواسطة ابو ياسمين دمياطى في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-05-2010, 06:12 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

مبادىء المعاملات والآداب من القرآن الكريم - سلسلة متجددة : بقلم صابر عباس

مبادىء المعاملات والآداب من القرآن الكريم - سلسلة متجددة : بقلم صابر عباس