يعني موضوع قيامة الرب يسوع هو من الاهمية للعقيدة المسيحية لمجموعة أسباب مذكورة في رسالة بولس الاولى الى أهل كورنثوس والسبب هو تسائلات لأهلها عن قيامة يسوع.
إصحاح كامل في رسالته الى أهل كورنثوس عنوانه قيامة يسوع وهو يذكر في 15:12(وَلَكِنْ إِنْ كَانَ الْمَسِيحُ يُكْرَزُ بِهِ أَنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ فَكَيْفَ يَقُولُ قَوْمٌ بَيْنَكُمْ إِنْ لَيْسَ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ؟) وهو يعطي سبب طرحه هذا في 15:14(وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضاً إِيمَانُكُمْ) وتكون النتيجة 15:15(وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضاً شُهُودَ زُورٍ لِلَّهِ لأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ - إِنْ كَانَ الْمَوْتَى لاَ يَقُومُونَ) وأيضا في 15:17(وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ).
إن السؤال هنا عن الحالة التي سوف يبعث بها الميت وقد أجاب عنها بولس في نفس الاصحاح 42 و43 هَكَذَا أَيْضاً قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ: يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ.
يُزْرَعُ فِي هَوَانٍ وَيُقَامُ فِي مَجْدٍ. يُزْرَعُ فِي ضُعْفٍ وَيُقَامُ فِي قُوَّةٍ.
إن بولس يعطي السبب في لقيامة الاموات بهذه الصورة يذكره بولس في 15:50(فَأَقُولُ هَذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْماً وَدَماً لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ)
إن جيمي سواجرت يقول في مناظرته مع الشيخ أحمد ديدات عن الصلب أن قيامة يسوع كانت بلحم وعظام بدون دم حيث أن دمه سكب على الصليب لفداء البشرية وهذا الكلام مردود عليه من كلام بولس الرسول نفسه.
إن يسوع ايضا أكد على هذا الكلام في إنجيل متى الإصحاح 22 حين تكلم يسوع عن قصة الامرأة والسبعة إخوة وختم القصة بالعبرة من القصة في 22:30(لأَنَّهُمْ فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللَّهِ فِي السَّمَاءِ)
إن المبعوثين من الموت ليس لهم حاجات دنيوية مثل الأكل والشرب والجنس فهم في بعثهم كالملائكة لهم أجسام نورانية.
إن أول استبشارات قصة قيامة يسوع التي يستعين بها النصارى هي قصة المريمات وهي فضيحة بكل المقاييس والمعايير, إن شهادة المريمات لو عرضت على محكمة محايدة لما قبلتها ولم تعتمد حيث أن الاختلافات فيها تطال كل تفاصيلها ومفاصلها.
1-وقت الزيارة
متى28:1( وَبَعْدَ السَّبْتِ عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ)
مرقس16:1(وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ حَنُوطاً لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ)
لوقا24:1(ثُمَّ فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَوَّلَ الْفَجْرِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي أَعْدَدْنَهُ وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ)
يوحنا20:1(وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِراً وَالظّلاَمُ بَاقٍ. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعاً عَنِ الْقَبْرِ)
سؤال للنصارى:إذا كان كاتب إنجيل يوحنا هو تلميذ المسيح وهو يهودي فكيف تكون زيارة مريم للقبر قبل إنتهاء السبت المقدس؟
هل إنتهكت مريم السبت المقدس عند اليهود فلماذا لم ترجم حسب قانون موسى؟
كيف يجهل كاتب الانجيل ابسط موضوع عند اليهود وهو تقسيم الاسبوع اليهودي وهو أول أيام الاسبوع بعد السبت المقدس الذي لا يبدأ الا عند شروق الشمس؟
2-رؤية المريمات
متى28:2(ملاك)
مرقس16:5(شاب)
لوقا24:4(رجلان)
يوحنا20:12(ملاكين)
3-الحجر
متى28:2(دحرجه الملاك)
مرقس16:4(المدحرج مجهول)
لوقا24:2(الحجر مدحرج)
يوحنا20:1(الحجر مدحرج)
4-أول لقاء بعد القيامة
متى28:16(الجليل)
مرقس 16:7(المفر وض الجليل) مكان اللقاء الفعلي(القدس)
لوقا 24:33(أورشليم)
يوحنا(أورشليم)
5-إخبار المريمات للتلاميذ بعد الرؤيا في القبر
متى 28:8 (إخبرتا التلاميذ الاحد عشر)
مرقس 16:8(لم يخبرن أحدا من التلاميذ)
لوقا 24:9(التلاميذ الاحد عشر)
يوحنا20:2(سمعان بطرس والتلميذ الآخر الذي يسوع يحبه)
تناقض بين كتبة الأناجيل بعضهم لبعض في كل تفاصيل قيامة يسوع والمفروض حسب قانون الايمان المسيحي والانجيل أنهم كتبوا أناجيلهم مسوقين بالروح القدس.
إن موضوع المريمات يحوي نقطة مهمة وإن لم تلفت نظر الكثيرين وقد توقفت عندها طويلا وهي سؤال عن سبب حمل مريم المجدلية الحنوط لتعطير يسوع بعد دفنه؟
هل كانت عادة اليهود تحنيط الميت بعد دفنه بثلاثة أيام؟
إذا كانت كذالك فلماذا لم تفعل مريم نفسها ذالك مع اليعازر أخوها وقد أخبرت يسوع حين جاء الى بيتها وسأل عن مكان القبر أنه منتن كما في يوحنا 11:39(قَالَ يَسُوعُ: «ارْفَعُوا الْحَجَرَ». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا أُخْتُ الْمَيْتِ: «يَا سَيِّدُ قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ)
وقد سألت نفسي العديد من المتخصصين العرب والاجانب عن هذا الموضوع فأجابوني بأنه ليس من عادة اليهود تطييب الميت وتعطيره بعد دفنه وهذا يكون قبل الدفن كما حصل مع يسوع نفسه.
تسائلت تسائلا بريئا بقي دون إجابة الى الآن وهو: هل كانت مريم المجدلية تعلم بأن يسوع لم يصلب
أو أنه لم يمت على الصليب وأخذت له العطر للإحتفال بنجاته وسلامته؟
نتكلم الآن لنرد على من يدعون أن التلاميذ كانوا يعرفون بقيامة يسوع رب المجد المتجسد ووعده للكتبة والفريسيين بمعجزة يونان.
يسجل إنجيل لوقا 24:45(حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ) حيث أن التلاميذ لم يكونوا يعرفون شيئا عن قيامة يسوع فلندع جانبا الصلب والالغاز الأخرى التي كلمهم بها وخصوصا عن صلبه وقيامته.
إن المعني بالكتب هو العهد القديم حيث هناك مايدعي المسيحيون مئات النبوئات عن صلب وقيامة يسوع المسيح ولم تكن المعني بها رسائل بولس حيث انها لم تتكلم بالتفاصيل عن هذه المواضيع.
يسجل يوحنا في 20:9 نفس الكلام حيث يقول(لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ)
يحق لنا التسائل هنا عن كتبة الاناجيل وكيفوا كتبوا أناجيلهم وعم مدى فهمهم لكلام المسيح وكتب العهد القديم ونبوئاتها رغم محدودية تعليمهم وحرفهم البسيطة التي يمتهنونها لكسب العيش.
وقد وعد يسوع الفريسيين والصدوقيين بمعجزة يونان ولكن حتى في هذه النقطة هناك تناقض بين كتبة الاناجيل حيث يسجل متى 39:12-40 وفي 16:4 ولوقا 11:29 بينما ينفي في مرقس 11:8-12 أن يعطي اليهود أية آية(فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ: «لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هَذَا الْجِيلُ آيَةً) بينما لم يذكر يوحنا عنها شيئا وكأنها لا تعنيه.
إن متى في 12:40 يسجل ماهية آية يونان(لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ)
لكن السؤال: هل حقق المسيح نبوئته في آية يونان؟
الجواب: الثابت حسب المراجع الانجيلية وعلماء المسيحية أنه قبض عليه ليلة الجمعة أي في منتصف الليل وطبعا هذا له مبرراته نختصرها بخوف اليهود من القبض عليه نهارا وثورة أنصاره وأتباعه عليهم قبل أن يثبتوا عليه تهمتهم المزيفة.
تمت له محاكمة مزيفة أمام قيافا كما في متى 26:57 بينما يذكر إنجيل يوحنا أنهم أتوا به الى حنان حما قيافا كما في يوحنا 18:13 فحتى هذه الجزيئية البسيطة فيها تناقض.
عرض يسوع في الصباح على بيلاطس البنطي الوالي الروماني الذي لم يجد عليه شيئا فأرسله الى هيرودس الذي هو لم يجد عليه شيئا فأعاده الى بيلاطس الى آخر القصة أنه صلب حوالي الساعة الثالثة عصرا.
حسب ما ذكر يوحنا في 19:31(ثُمَّ إِذْ كَانَ اسْتِعْدَادٌ فَلِكَيْ لاَ تَبْقَى الأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ لأَنَّ يَوْمَ ذَلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيماً سَأَلَ الْيَهُودُ بِيلاَطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَيُرْفَعُوا)
إن هذه من تعليمات العهد القديم كي لا يخالفوا أمر الرب ويبقوا شيئا معلقا على شجرة كما في تثنية 21:23(فَلا تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلى الخَشَبَةِ بَل تَدْفِنُهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ لأَنَّ المُعَلقَ مَلعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلا تُنَجِّسْ أَرْضَكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً)
كان هناك إستعجال لمحاكمة يسوع وصلبه ثم كان هناك إستعجال لإنزاله من على الصليب لسبب قدوم السبت المقدس وتكفينه ودفنه وهو ماتم وأخذ وقتا طويلا بسبب إجرائات الدفن عند اليهود من تعطير وتطييب ولف في الاكفان فكان دفنه مساء الجمعة.
نعد الايام والليالي الآن:
ليلة الجمعة, نهار السبت وليلة السبت
القبر كان فارغا صباح الاحد
المسيح كان في القبر يوم وليلتين فإذا لم تتحقق معجزة يونان وهي أصلا مشكوك فيها بصراحة حيث لم يتفق عليه كتبة الاناجيل.
هناك تسائل آخر متعلق بعملية القيامة وهو التناقض في عدد التلاميذ الذين شاهدوا المسيح في أول ظهور لهم مجتمعين حيث نلاحظ في متى 28:16(وَأَمَّا الأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذاً فَانْطَلَقُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى الْجَبَلِ حَيْثُ أَمَرَهُمْ يَسُوعُ) ومرقس 16:14(أَخِيراً ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ وَهُمْ مُتَّكِئُونَ وَوَبَّخَ عَدَمَ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا الَّذِينَ نَظَرُوهُ قَدْ قَامَ) ولوقا 24:33(فَقَامَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَرَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَوَجَدَا الأَحَدَ عَشَرَ مُجْتَمِعِينَ هُمْ وَالَّذِينَ مَعَهُمْ) و24:36(وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهَذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسَطِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ)
إن يوحنا له رأي مختلف حيث ذكر في 20:24(أَمَّا تُومَا أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ.)
هناك بعض المفسرين يردون العدد اثني عشر الى متياس المذكور في سفر أعمال الرسل ليخفوا التناقض الحاصل في أعداد مع العلم بموضوع موت أو انتحار يهوذا الخائن.
لكن إنتخاب متياس لم يكن الا بعد إرتفاع يسوع عنهم كما في أعمال 1:9(وَلَمَّا قَالَ هَذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ) وإنتهاء مرحلة ظهوراته للتلاميذ ولنا الحق أن نسأل كاتب إنجيل يوحنا أيا كانت هويته:من أين أتى بالعدد 12 تلميذ؟
نكمل في يوحنا 20:26(وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تلاَمِيذُهُ أَيْضاً دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ: سلاَمٌ لَكُمْ)
هل ظهر يسوع لأحد عشر تلميذا أم عشرة تلاميذ أم اثنتي عشر تلميذا؟
ونرى هنا من إنجيل يوحنا كذبتين تم دسهما دسا ويظن أنه تمت إضافتهما لاحقا من قبل النساخ لغاية في نفس يعقوب والاولى مذكورة في لوقا 24:34(وَهُمْ يَقُولُونَ إِنَّ الرَّبَّ قَامَ بِالْحَقِيقَةِ وَظَهَرَ لِسِمْعَانَ) وهذا يناقض لوقا 24:12(فَقَامَ بُطْرُسُ وَرَكَضَ إِلَى الْقَبْرِ فَانْحَنَى وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً وَحْدَهَا فَمَضَى مُتَعَجِّباً فِي نَفْسِهِ مِمَّا كَانَ) بأن بطرس لم يرى شيئا حين نظر في القبر المفتوح بل رأى الاكفان فقط.
الكذبة الثانية موجودة في يوحنا 20:30(وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ) حيث أن يسوع قال في يوحنا 18:20(أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ) حيث أنه تناقض صريح وواضح لأن يسوع قال أنه كان يعلم كل شيئ في العلن وليس سرا للتلاميذ وفي الخفاء.
سوف نتكلم الآن عن حال يسوع حين قيامته المزعومة حيث ذكر في لوقا 36:24-43(وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهَذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسَطِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!»
فَجَزِعُوا وَخَافُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ نَظَرُوا رُوحاً.
فَقَالَ لَهُمْ: مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟
اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي
وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ
وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ وَمُتَعَجِّبُونَ قَالَ لَهُمْ: «أَعِنْدَكُمْ هَهُنَا طَعَامٌ؟»
فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ.
فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ)
إنهم جزعوا لاتهم ظنوا أنهم شاهدوا روحا فهم كما ذكرت من قبل في أكثر من موضع أنهم ماكانوا يعرفون الكتب أنه سوف يصلب ويقوم من بين الاموات فهم لم يكونوا شهودا على عملية الصلب وكانوا مختبئين خوفا من القبض عليهم وتعليقهم مثل معلمهم على الصليب.
قال لهم يسوع جسوني ثم ليثبت لهم أنه ليس شبحا فقد سألهم عن شيئ يؤكل فأعطوه سمك مشوي وشهد عسل(بعض الاناجيل لم تذكر شهد العسل) فأكل قدامهم.
إن الاموات حين يبعثون يكونون كالملائكة فهم لا يكونون في حاجة الى الماديات الحياتية التي نقصها يتسبب في فناء الشخص كالطعام والشراب وهذا ماأراد يسوع أن يثبته لتلاميذه.
نقطة أخرى مهمة عن قيامة يسوع وهي بالرجوع الى رسالة بولس الاولى الى أهل كورنثيوس 42:15-43(هَكَذَا أَيْضاً قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ: يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ
يُزْرَعُ فِي هَوَانٍ وَيُقَامُ فِي مَجْدٍ. يُزْرَعُ فِي ضُعْفٍ وَيُقَامُ فِي قُوَّةٍ)
المسيح قبل تعليقه على الصليب كما يزعمون حيث تم جلده وإهانته والبصق عليه وعلق على الصليب في حالة يرثى لها من الهوان والضعف والفساد ولكننا تقرأ في إنجيل يوحنا أن توما الشكاك قال في يوحنا 20:25( فَقَالَ لَهُ التّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ لاَ أُومِنْ) وقد آمن بعد أن وضع يده وتحسس الجروح كما في يوحنا 20:27(ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً)
إن هذا يناقض ماقيل في رسالة بولس الاولى الى أهل كورنثيوس من بعث يسوع بجروحة وضعفه وأيضا يناقض إنجيل متى 28:9(وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ) والغريبة أن كليهما يناقض إنجيل لوقا 24:5(وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ قَالاَ لَهُنَّ: «لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟) حيث أن الكلمة حي وليس مقام من الاموات وهناك فرق كبير فالحي لم يمت وليس مبعوثا من قبره.
هناك نقطة لا يجوز التكلم عن قيامة يسوع بدون المرور عليها وهي موضوع سرقة جثة يسوع كما جائت وتفرد بها متى في متى 63:27-66(قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذَلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ.
فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ لِئَلَّا يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى!»
فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «عِنْدَكُمْ حُرَّاسٌ. اذْهَبُوا وَاضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُونَ».
فَمَضَوْا وَضَبَطُوا الْقَبْرَ بِالْحُرَّاسِ وَخَتَمُوا الْحَجَرَ)
إن كل ماقيل عن الاضافات التي تمت في نهايات الاناجيل عن قيامة يسوع تدعم هذه القصة إبتدائا من إصحاح متى 28 ويوحنا 20 ومرقس 16 حيث كانت هذه الاضافات لإثبات قيامة يسوع لانه بدونها لا إيمان لهم كما ذكر بولس.
إن هذه الاضافات جاءت من قبل كتاب الاناجيل لتبرير عدم وجود جثة في القبر حيث أن الجثة تم سرقتها من الحراس ودفنها في مكان مجهول ربما في حقل الدم الذي تم شرائه من أموال خيانة يهوذا لمعلمه.
السؤال هنا المتعلق بموضوع القبر الفارغ ودحرجة الحجر في وجود كل تلك الحراسات والتناقضات التي رأيناها فيمن دحرج الحجر لا تترك مجالا للشك لدي على الاقل بأنه تمت سرقة الجثمان من قبل روئساء الكهنة بل ودفعوا رشوة للحراس كما هو مذكور في متى 12:28-14(فَاجْتَمَعُوا مَعَ الشُّيُوخِ وَتَشَاوَرُوا وَأَعْطَوُا الْعَسْكَرَ فِضَّةً كَثِيرَةً
قَائِلِينَ: «قُولُوا إِنَّ تَلاَمِيذَهُ أَتَوْا لَيْلاً وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نِيَامٌ.
وَإِذَا سُمِعَ ذَلِكَ عِنْدَ الْوَالِي فَنَحْنُ نَسْتَعْطِفُهُ وَنَجْعَلُكُمْ مُطْمَئِنِّينَ)
مثل ما جاء في المثل إتغدا فيه قبل ما يتعشا بيك وهذا مافعلوا فقد سرقوا الجثمان وخبئوه حتى لا يفعل التلاميذ ذالك ويدعون قيامته واذا إدعوا فسوف يظهرون الجثمان للناس لتكذيبهم ونحن نعلم أن أغلب الاناجيل قد كتبت فترة طويلة بعد عملية الصلب والقيامة حيث تناست أو نست الناس قصة سرقة الجثمان وبهذا مرر كتاب الاناجيل كلامهم المزيف عن قيامة وبعث يسوع.
آتي الآن الى ختام الطلام وهو إصحاح كامل مضاف الى إنجيل يوحنا تفرد به عن باقي الاناجيل وهو متعلق بظهورات يسوع للتلاميذ غير مذكورة في الاناجيل الاخرى والتي تثبت موضوع آخر أن يوحنا أصلا لم يكتب إنجيله وهو الموضوع الذي لن أناقشه هنا ونفرد له موضوعا منفصلا إن شاء الله.
الكذبة التي تثبت تدليس الكاتب موجودة في 21:7 (فَقَالَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ: هُوَ الرَّبُّ. فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبُّ اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَاناً وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ)
رغم كل الظهورات التي كانت في الاناجيل جميعا وحتى إنجيل يوحنا لا يتعرف تلاميذ المسيح عليه عند البحيرة وأيضا ليزيد مدلس هذا الاصحاح الطين بلة يذكر أن بطرس كان يصيد السمك مع التلاميذ عريانا ولا أدري إن كان بقية التلاميذ عراة حيث أن الاناجيل لم تذكر ذالك فلن أقوله.
أنا لا أدري قصة العري في العهد الجديد والتي تبدا بتعرية المسيح ثم الباسه رداء قرمزي وتعريته مرة أخرى وإلباسه ردائه العادي ثم صلبه عريانا ولذالك كان النساء تبعد عن موضوع الصلب وقد ذكر الانبا رافائيل من الكنيسة القبطية في مصر ذالك في تسجيل موجود على شبكة الانترنت وفي اليوتيوب أيضا يمكن التأكد منه.
نسأل الله أن يهدي بهذا الكلام من عباده من يشاء ويعتق رقابهم من النار والله الموفق.