بسم الله الرحمن الرحيم


عندما قال بولس :
ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا ادان انا بعد كخاطئ"

هل صادقا كان بولس أم كاذبا ؟


برأيي أن بولس يهودي خارج عن اليهودية بأمر واحد .....
هو جعل اليهودية من ديانة مغلقة لتصبح ديانة منفتحة ( تبشيرية ) ....
هو يهودي مؤمن باله العهد القديم .....
لكنه أراد لغير اليهود ان يمجدوا الهه ....
فماذا عساه يفعل .... ؟
كيف يكون صادقا في جلب الناس باتجاه الهه ليمجدوه عبر كذبة يحبونها .... ؟

ان مبدأ الواسطة بين الله والبشر هو ما اعتمد عليه بولس .....
لا يمكن الوصول الى الله الا بالمسيح .....
لكن ....
كيف يجعلهم يحبون الابحار الى الله عبر مركبه الجديد ؟
يجب أن يحبون المركب .....
فصنع مركبه عبر كذبة كبيرة تستهويهم للركوب .....
كان ينظر الى جذب الجهة الاقوى بالعالم بناسها وحكامها .....
فصنع لهم اله .....
على شاكلة آلهة تعودوا عليها .....
الاله الذي تجسد بانسان .....
الذي جاء فاديا لهم .....
حتى يغفر لهم الهه ( اله العهد القديم ) .....

وهنا مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ....
ولأجل هذا قال بولس :
ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا ادان انا بعد كخاطئ" .

لطالما الاتجاه نحو اله العهد القديم الحق .....
بوسيلة جذب كاذبة وهي : المسيح الفادي .....
فلماذا يدان كخاطىء ..... ؟

لذا فان بولس عاش ومات وهو مدرك انه غير مخطىء .....
لأن كذبته التي اضلت الملايين برأيه كانت بالنهاية توصلهم الى الاله الحق ( اله العهد القديم ) .....

لقد كان يهوديا لكنه كان يهوديا على طراز حديث .....
يريد ان يجمع مواطنته مع يهوديته ....
مواطنته الرومانية ومعيشته الاجتماعية بين عادات وثقافات وفلسفات بلاد الرومان ....
وبين .... ديانته اليهودية الحق ....


أراد ان يكون رسولا اليهم .....
فسهل لهم الأمر ....
فاذا كان الختان مانعا .... ألغاه .....
كان مسايرا من اجل أن يكسب الجميع .....

نحن نعلم ان الديانة اليهودية مغلقة لا تبشير فيها .....
لكن الحياة التي عاشها شاؤول من دلال ومركز في ظل الرومان جعلته خليطا ....

لذا فقد قال :
ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا ادان انا بعد كخاطئ"

لماذا كذب بولس ؟
لأنه اراد ان يربح الذين أحبهم .... لقد احب بولس الرومان وحياتهم وثقافتهم وروح ايمانهم .... لذا عرف كيف يدخل لهم من كذبة سيجدونها جميلة .... لتجذبهم الى عامل مشترك .... لتجذبهم لالهه الحق .... اله العهد القديم .....

كل ما ادعاه بولس من ظهور المسيح له على طريق دمشق وتنصيبه رسولا هي كذبة .... لكنها لأجل توجيههم الى اله العهد القديم حين اوهمهم أنه بذل ابنه (على الطريقة الرومانية ) من أجل أنه أحبهم ليأتوا اليه ....

ولاجل هذا لم يتخلى بولس عن فكرة الوحدانية ....
لأن الحقيقة أن الاله الذي يدعو له هو واحد ....
وليس المسيح سوى واسطة ....
فجعله اله ابن .... للآب الذي هو اله العهد القديم .....
وكأنه جعل اله الرومان خاضع لألهه ....
فحقق خليطا ومزيجا يناسب وضعه .....
فهو اليهودي والمواطن الروماني بنفس الوقت .....

وحيث أنه لا يمكن الجمع بين الاله الحق والعقيدة الوثنية .....
فان ذلك الجمع لن يتحقق الا بكذبة .....
ولهذا قال ليقنع نفسه بأنه على حق :
ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا ادان انا بعد كخاطئ"

لذا فكان اله العهد الجديد يقول :
ذاك ارسلني .....
ذاك خافوه .....
ابي اعظم مني .....
دون التطرق لناسوت ولاهوت .....

وبنظر بولس ان الوثنيين عندما يؤمنون بالابن المرسل من الاله الآب .....
فانهم يكونون تحت الحق ....
لطالما الآب هو الذي بذل وهو مصدر الابن ....
فلا مانع ان يكون الابن كذبة لا يدان عليها كخاطىء .....
لأنه جعل الابن من الآب الذي هو الحق .....

وبعد فهم هذا التحليل الذي فتح به بولس اليهودية المنغلقة على نفسها عبر كذبة ....
يمكننا ان نفهم معنى قوله الذي يقنع به نفسه قبل ان يقنعنا :

ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا ادان انا بعد كخاطئ"

على العموم ....
هذه آخر تحليلاتي حول امكانية أن تكون هذه حقيقة بولس ....
لأنه حين ينسب لنفسه الكذب ويبرره بنفس الوقت ....
فان هذا يجعلنا ندرك أنه ارتكب خطيئة لأجل أمر ليس هو خطيئة في النهاية .....
واستطاع ان يجعل اله العهد القديم الها عالميا .....
يجمع الرومان الذين احبهم بولس جامعا ايضا ثقافاتهم الوثنية .....
ويحولهم باتجاه الاله الحق ( اله العهد القديم ) الذي أبرز لهم انه احبهم بعدما كان غير ملتفت الا لشعبه الذين بلا شك نقموا عليه وعلى الساعة التي اصبح بها شاؤول مواطنا رومانيا ليعقد هذه المزاوجة بين الحق الذي كان ملكهم وبين الباطل الذي أحبه الرومان !



ودمتم ،،،،،،




أطيب الامنيات من نجم ثاقب .