سلسلة إثبات التحريف في كتاب النصارى

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

سلسلة إثبات التحريف في كتاب النصارى

صفحة 5 من 8 الأولىالأولى ... 4 5 6 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 80

الموضوع: سلسلة إثبات التحريف في كتاب النصارى

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    73
    آخر نشاط
    07-12-2009
    على الساعة
    05:30 PM

    افتراضي

    الله يجزاك الف خير

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    4,740
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-11-2016
    على الساعة
    05:52 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزمورد مشاهدة المشاركة
    الله يجزاك الف خير
    و اياكم

    جزاكم الله خير على المرور

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    132
    الدين
    المسيحية
    آخر نشاط
    08-09-2011
    على الساعة
    12:58 PM

    افتراضي

    يا صديق خوليو5‏
    لقد قرأت أطروحتك التي عرضتها عن الكتب المقدسة، وأثارت إعجابي.‏
    ولكنني وجدت فيها عدداً كبيراً مما أدعيه مغالطات، وأردت أن أعبر لك عنها.‏
    عساني أكون عند حسن ظنك، وأشكر لك سلفاً حسن متابعتك للآراء الخاصة التي أرسلها

    هذه الادّعاءات كلّها، التي أردتها أنت في أطروحتك الطويلة والغنية، ليست سوى تكرار لمن
    ‏ سبقك من المؤلّفين: "وأورد الإمام البخاري ، وفي التفسير المظهري، وفي كتاب الرد على الجهمية، ‏وفي كتاب الاعتصام، وقال الإمام الهمام فخر الدين الرازي قدس سره في‏‎ ‎كتابه المسمى بالمطالب ‏
    العالية، وقال الإمام القرطبي في كتابه المسمى بكتاب الإعلام، وقال العلامة المقريزي، وقال صاحب‏‎ ‎
    كشف الظنون، وقال صاحب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى، وغيرها ..." هذه ‏
    العبارات أنا أخذتها من أطروحتك التي أدليت بها، ولم آت بها من بيت أفكاري.‏

    ولكنّ هذه المراجع التي تستند إليها، قد تمّ الردّ عليهم سابقاً، فقد ردّ الأب يوسف درّة الحدّاد ‏
    ،كما ردّ عليها الأب خوّام، وكذلك الأب لويس شيخو وسواهم الكثير من المفكّرين المسيحيّين، ‏
    على كلّ هذه الادّعاءات الكاذبة، وأحيلك إلى قراءتها...‏

    ولكنّك أنت يا خوليو 5 لم تأت بشيء جديد، سوى أنّك أدليت بأقوال أولئك السلف، بل نقلتها ‏
    كما هي وكما أوردوها، من دون أن أرى تعليقك الجديد، ولم أجد شيئاً جديداً، سوى أنك
    ‏ تتبنّاها، وتؤيّدها، وهذا حقّ لك. فأنا قد اطّلعت على قسم كبير من هذه المراجع، كما اطّلعت
    ‏ على ردود المسيحيّين عليها، فهل تريد أن أكرّرها لك؟ وهل هذا هو الحوار الذي تريده؟ هل
    ‏ الحوار يقوم على الببّغائيّة؟ أم على الإبداع والبحث وإيجاد الجديد؟‏





    ومع ذلك فــ :‏
    ‏1ً – هناك خلاف كبير بين مفهومنا للكتاب المقدّس، وطريقة تأليفه، وطريقة الوحي والإلهام، ‏
    وطريقة التفسير، والكتابة، والترجمة؛ وبين مفهومكم أنتم للكتب المقدّسة. فأنتم تؤمنون أنّ ‏
    الكتب المقدّسة تهبط من السماء بحرفيّتها، وتهبط على الأنبياء، فيحفظونها، وينقلونها إلى البشر. ‏
    وهذه الرؤية هي رؤية قرآنيّة بحت. حيث ورد في القرآن الكريم ما يدعم هذه الرؤية من آيات ‏
    كثيرة، وأنت جدير بأن توردها كما حفظتها منذ صغرك، وأعتقد أنّك كنت شاطراً في ذلك.‏

    فيما نحن نختلف عنك كثيراً في هذه الرؤية، إذ لا نؤمن بكتب هبطت من السماء، بحرفيّتها.‏

    وبالتالي فلا نؤمن بأنّ هناك إنجيلاً لعيسى، وكتاباً لموسى. فهذه الرؤية لا تعنينا، ولا نوليها اهتماماً، ‏
    حتّى وإن كانت تحظى باهتمامكم، وتدافعون عنها وتتّخذونها مقياساً ثابتاً في تقويماتكم.‏

    بل نؤمن بأنّ الله يوحي للإنسان، بحسب لغته، وطريقة تفكيره، ونمط عيشه، وبيئته؛‏

    ودور الإنسان يقوم على تفسير هذا الوحي، أو كتابته، أو نقله إلى بني البشر.‏

    فلا مجال لحرفيّة الرسالة، بل الجوهر في الرسالة يقوم على مضمونها، ومحتواها وتحديد أفكارها. ‏
    وهذا لا يمنع من تأديتها حرفيّاً أحياناً.‏

    ثمّ إنّ التأكيد على حرفيّة الرسالة، نجد فيه تحديداً لهوّيّة الله. أفالله لا يجيد إلاّ اللغة العربيّة مثلاً؟ ألا ‏
    يوحي باللغة السيريلنكيّة؟ أو باللغة الصينيّة؟ أو باللغة الإنكليزيّة؟ أوتراه عاجزاً عن فهم تلك ‏
    اللغات؟
    لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ. (متى 10: 28)

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    132
    الدين
    المسيحية
    آخر نشاط
    08-09-2011
    على الساعة
    12:58 PM

    افتراضي

    لذا لا يمكن حصر الأمر بالحرف وحده، لأنّنا بذلك ننتقص من الألوهة التي نجلّها وننزّهها.‏


    هذا لا يعني أنّ الكتاب المقدّس محرّف. على الإطلاق.‏

    بل على العكس، عندما يقوم النبيّ أو الرسول بنقل الرسالة أو النبوّة أو الإعلان الإلهيّ، ينقلها ‏
    بالمقدار الذي يمكنه استيعابها.‏

    فإذا كان هذا الرسول أو النبيّ أو المختار لا يجيد القراءة والكتابة، قد تكون الرسالة في مثل هذه ‏
    الحال، بسيطة أكثر منها في حالة أخرى. ولا تكون أكثر تعقيداً، ليسهل عليه حفظها ونقلها ‏
    بأمانة.‏

    في حين إذا كان هذا الرسول أو النبيّ أو المختار يتمتّع بمستوى علم أو كتابة أو قراءة أكثر من ‏
    سواه، فعندئذ قد يكون مدى الاستيعاب لديه أكثر، وعندئذ تكون الرسالة أكثر اتّساعاً وشموليّة.‏

    ليس ادّعائي هذا سوى انعكاس لرؤيتي البسيطة في الإيمان الذي أدّعي ممارسته، أعكس رأيي ‏
    الخاصّ في ذلك.‏

    ‏2ً – يا عزيزي خوليو 5، أنت أوردت دراسات أدبيّة، وانتقادات تحليليّة، وعلميّة، وتاريخيّة؛ قد ‏
    قام بها علماء اختصاصيّون في هذا الشأن. إذ سمحوا لذواتهم أن يجروا تشريحاً كاملاً للكتاب ‏
    المقدّس، برمّته. في عهديه القديم والجديد. وقاموا بدراسته كما تجري الدراسة لكتاب أرسطو ‏
    مثلاً، أو أفلاطون، أو هيرقليطس أو سواهم من المؤلّفين القدماء، فوضعوه أمام أعينهم، ووصلوا ‏
    إلى نتائج مذهلة.‏



    وهذه الدراسات تقوم على ربط ما يرد في الكتاب المقدّس مع ما قبله من كتب وحضارات، ومع ‏
    ما ورد في كتب أخرى قد يتمّ العثور عليها في نفس الفترة، ومقارنتها مع طريقة العيش والتفكير ‏
    السائدة. وقد أعطوا نتائج مذهلة، بحيث إنّهم تأكّدوا أكثر أنّ تلك الكتب المقدّسة، العهد الجديد ‏
    والقديم، قد حافظت على نقائها وعلى صحّة ما ورد فيها منذ ألفي سنة، منذ نشوئها، إلى اليوم. ‏
    لذلك وردت أطروحتك طويلة جداّ.ً‏

    وهذا ينفي كلّ ادعاءاتك وادّعاءات الآخرين في توجيه تهمة التحريف إليها.‏

    فأنتم أخذتم مقاطع أو أجزاء تَمّتْ دراستها، ومقارنتها مع حضارات أخرى،
    أخذتم مقاطع وأجزاء تمّ نقدها والتعليق عليها، وتوجيه احتمالات التحريف فيها

    أخذتم مقاطع وأجزاء من الدراسات تمّ التعمّق في صحّة نسبتها إلى مصدرها واحتمالات سندها أو ‏
    عدمه،

    أخذتم مقاطع وأجزاء من تلك الدراسات تمّ تشريحها وتفنيد محتوياتها كلمة بكلمة، وحرفاً بحرف، ‏

    مع العلم أنّ تلك الدراسات، بمعظمها إن لم نقل كلّها، قد أخذت أوقاتاً كثيرة، ومجالات واسعة ‏
    من المساحات الفكريّة. وأنتم كنتم تعلّقون على مجتزءات، أو مقاطع منها. فيما كان الأجدر أن ‏
    تأخذوا نتيجة تلك الأبحاث، ليكون لديكم فكرة شاملة عن البحث. فيتم تأكيده أو عدم التأكيد. ‏
    وهكذا تكون أطروحتكم علميّة، لا انتقائيّة، أو مزاجيّة.‏


    ‏3ً – يا صديق خوليو5، إنّ المعيار الذي تستندون إليه في تهمة التحريف، هو القرآن الكريم: ‏
    لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ. (متى 10: 28)

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    132
    الدين
    المسيحية
    آخر نشاط
    08-09-2011
    على الساعة
    12:58 PM

    افتراضي

    ‏"بل حكمهما وحكم سائر الكتب من العهد‎ ‎العتيق أنّ كل رواية من رواياتها إن صدَّقها القرآن فهي مقبولة يقيناً، ‏
    وإن كذّبها‎ ‎القرآن فهي مردودة يقيناً، وإن كان القرآن ساكتاً عن التصديق والتكذيب فنسكت عنه‎ ‎فلا نصدق ‏
    ولا نكذب،" وهذا المعيار وحده لا يكفي لكون اتّهامكم علميّاً وموضوعيّاً.‏

    وما أتيتَ على ذكره من تلك المصادر المسيحيّة، لايدعم حجّتك، بمقدار ما يدعم الحجّة ‏
    المعاكسة. لأنّ تلك الدراسات كانت لدعم الكتاب المقدّس، ولم تكن لتهدمه. فقد سمحت ‏
    الكنيسة للقيام بتلك الدراسات حرصاً منها لإزالة الشكوك من بعض رؤوس العلماء والمفكّرين. ‏
    ولم تكن أبداً من أجل ما تدّعون أنتم الحرص عليه.‏

    بل إنّ ما تنتقونه منها، لا يصبّ أبداً في مصلحة التهمة التي توجّهونها إلى الكتاب المقدّس. بل
    ‏ يسيء إليكم بأنّكم بعيدون عن البحث العلميّ، وبأنّكم لا تجيدونه وفق قواعده التي نتعارف ‏
    عليها اليوم.‏

    ‏4ً – يا عزيزي خوليو5، أنتم لم تسمحوا، شرعيّاً، حتّى الآن بترجمة القرآن من اللغة العربيّة،
    ‏ خوفاً من تحريفه، وخوفاً من فقدانه رونقه الأدبيّ، الذي لايستطيع أحد أن يفقهه إلاّ بعد إتقانه ‏
    اللغة العربيّة. وأمّا المحاولات التي يقوم بها بعضهم فهي محاولات فرديّة، وتبقى محاولات ليس إلاّ.‏

    فهل تجرؤون على الإقدام على، مثلما سمحت به الكنيسة في الكتب المقدّسة، إجراء دراسات ‏
    حول تلك الأنواع من الدراسات النقديّة والأدبيّة على القرآن الكريم؟

    وأنا أجيبك: لا! إنّكم لا تسمحون بالقيام بذلك. بل وتكفّرون مَن يقوم بها، وتنعتونه بأنّه يمسّ ‏
    كلام الله، وينجّسه ويدنّسه، وتهدرون دمه، وتجعلونه زنديقاً.‏

    فهل دراسات الإنسان تنجّس كلام الله؟ أفكلام الله هشّ إلى هذه الدرجة، حتّى يتنجّس من أفكار ‏
    البشر؟ ألا يستطيع الله أن يحفظه من ذلك الدنس؟‏

    ‏5ً – يا خوليو5، يقول أيضاً صاحبك فخر الدين الرازي الذي اعتمدت على رأيه: "لأن القول ‏
    بالأب والابن‎ ‎والتثليث أفجع أنواع الكفر وأفحش أقسام الجهل، ومثل هذا لا يليق بأجهل الناس فضلاً‏‎ ‎عن ‏
    الرسول المعظم المعصوم، فعلمنا أنه ما كانت دعوته ألبتة إلى هذا الدين الخبيث،‎ ‎وإنما كانت دعوته إلى التوحيد
    ‏ والتنزيه، ثم إن تلك الدعوة ما ظهرت ألبتة، بل بقيت‏‎ ‎مطوية غير مروية". هذا المعيار الذي يخالف القرآن،
    ‏ هو ما تتبنونه في انتقاداتكم. فحيث إن القول بالتثليث ينقده القرآن، تقومون أنتم على نقده.‏

    ولكن ماذا لو كنتم تفهمون أقوال القرآن فهماً خاطئاً؟ وهل تجرؤون على القول إنّكم تدعون ‏أيضاً لا تخطئون في فهم القرآن، أو في طريقة تفسيره؟ وهل تفسيره معصوم أيضاً؟ وهل تطال ‏العصمة مفسّري القرآن الكريم، بالقدر نفسه الذي تطال فيه الرسول؟ فإذا كان الرسول معصوماً ‏في لحظة نقله الوحي والإهام، فهل من الضروريّ أن يكون المفسّرون معصومين كما الرسول؟

    وأنا هنا لأقول لك: إنّ القرآن يكفّر القائلين بالتثليث، وهذا قول صحيح. لا بل أنا أؤيّده.‏

    ولكن أي تثليث يكفره القرآن الكريم؟ والجواب هو واضح: "وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم ‏
    أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله؟" (المائدة 116). فالتثليث الذي يرذله القرآن ‏
    قائم على الثلاثة : الله، عيسى، مريم.‏

    وهذا التثليث أيضاً لا نؤمن به نحن المسيحيّين. بل ونكفره، وقد اعتبرت الكنيسة أنّ المريمانيّين، ‏
    وهم القائلون بهذا التثليث هم هراطقة. ورفضت انتماءهم إلى المسيحيّة. فلماذا تنسب إلينا ما‏
    ‏ ننكره ونرفضه؟‏

    إنّما نحن نؤمن بإله واحد. ولا نؤمن بثلاثة آلهة.‏
    لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ. (متى 10: 28)

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    132
    الدين
    المسيحية
    آخر نشاط
    08-09-2011
    على الساعة
    12:58 PM

    افتراضي

    ‏6ً – أنت يا خوليو 5 تتبنى هذا القول: "وذلك‎ ‎أن له عند النصارى أربعَ نسخ مجموعة في مصحف ‏
    واحد، أحدها لإنجيل متى، والثاني‎ ‎لمارقوس، والثالث للوقا والرابع ليوحنا، قد ألّفه كل من هؤلاء الأربعة إنجيلاً ‏
    على‎ ‎حسب دعوته في بلاده، وهي مختلفة اختلافاً كثيراً حتى في صفات المسيح عليه السلام‎ ‎وأيام دعوته، ووقت ‏
    الصلب بزعمهم وفي نسبه أيضاً." وأنا بدوري لا أستطيع أن أمنعك من الأخذ به، أو آمرك به. بل لك ‏
    الحرّيّة في ذلك. وهذا أمر مفروغ منه.‏

    ولكن ما الضير في أن يكون للكتاب المقدّس أربع نسخ؟ هل وجود أربع نسخ دليل على ‏
    التحريف؟

    لا أعتقد بل هو تأكيد على كلّ الأمور التي نؤمن بها نحن المسيحيّين. خصوصاً وأنّ كُـتّـاب
    ‏ هذه النسخ جميعاً معاصرون للسيّد المسيح، فيوحنّا الإنجيليّ، ومتّى الإنجيليّ كانا من الحواريّين. ‏
    فيما مرقس ولوقا كانا من تلاميذ الحواريّين. وإذا كان هناك اختلاف في الروايات التي يتلوها ‏
    لوقا، مثلاً، عن رواية متى مثلاً، فلأنّ شخصيّة لوقا تختلف عن شخصيّة متى، وعن يوحنّا ومرقس. ‏
    وكلّ واحد يكتب وفق شخصيّته، ويضع الأمور التي أوحاها له الله، بالمقدار الذي يستوعبه من ‏
    هذا الوحي.‏

    ‏7ً – "...‏‎ ‎للعهد العتيق عند أهل الكتاب ثلاث نسخ (الأولى) العبرانية وهي المعتبرة عند اليهود،... والثانية ‏
    النسخة اليونانية، وهي التي كانت معتبرة عن‎ ‎المسيحيين إلى القرن الخامس عشر ... والثالثة النسخة السامرية، ‏
    وهي المعتبرة عند السامريين...". يا صديقي نحن المسيحيّين نستطيع أن نميّز هذه النسخ أكثر ممّا أنت ‏
    تميّز بينها. ونعلم ما فيها أكثر ممّا أنت تدّعي معرفته. وإذا لحق بها التحريف فهذا أمر آخر.‏

    إذا كنت تعتبر التحريف بالترجمة، فالترجمة وحدها هي تحريف عن النصّ الأصليّ. ولا يمكن للعالم ‏
    والعارف بهذه الأصول، أن يوجّه تهمة التحريف بسبب الترجمة. وإذا سقط في الترجمة شيء من ‏
    التحريف أو الخطأ، فيمكن تصحيحه، لأنّ النصّ الأصليّ لا يزال موجوداً، والنسخة التي ‏




    تُـتَـرجَم لا تلغي النسخة الأصليّة. ونحن نملك الأصيل والمترجم، في مكتبتنا التي نحتفظ فيها ‏
    بالمخطوطات القديمة. ويمكنك أخذ الإذن من ذوي الشأن للاطّلاع عليها، والقيام بالدراسة التي ‏
    ترتئيها إذا كنت من ذوي الاختصاص. حتىّ لا تعبث بها الأيادي.‏

    ونحن لا ننكر أنّ التحريف قد وقع بعضه على العهد القديم، ونعلم مكامنه. وعرفنا ‏
    تواريخه، من خلال تلك الدراسات التي قام بها ذوو الاختصاص، من خلال النقد
    ‏ والتحليل التاريخيّ والعلميّ لهذه النسخ. ونعلم أين ومتى وقعت تلك التحريفات
    ‏ والتزويرات.‏

    ولذا فالآيات التي وردت في الشاهد الأوّل والثاني من أطروحتك، والتي تختصّ بعدد السنوات، ‏
    فهناك عوامل كثيرة، باتت معروفة، تغيّرت ويمكنك مراجعة دراسة مواضيع الأعداد ومدلولاتها، ‏
    والسنوات وعدد أشهرها التي تتغيّر من جيل إلى جيل. وهذا لا نأخذه دليلاً على التحريف. بل
    هناك أمور جوهريّة، تهمّ الإنسان أكثر من مجموع الأشهر أو السنوات. وهذه الأمور في اعتقادي، ‏
    وهذا رأي خاصّ بي، وأنا أقول هنا في اعتقادي، حتّى لا تقوم بالتعميم كعادتك، هي التي تتعلّق ‏
    بعلاقتي أنا بالخالق الذي وهبني الحياة، علاقة العبادة والصلاة والصوم و... وهذه أعتبرها أكثر
    ‏ أهمّيّة من أمور أخرى كعدد السنوات والأشهر والأيّام، ومن أمور الأمكنة أيضاً كما ورد في ‏
    الشواهد اللاحقة عندما ذكرت جبل جرزيم و,,,‏

    والجدير بالذكر أنّ شواهدك اللاحقة التي ذكرتَها، كلّها مأخوذة من كتب مسيحيّة، أو يهوديّة، ‏
    قامت بدراسات وتحليلات على الكتاب المقدّس، فقمتَ أنت بأخذ ما يتوافق مع أطروحتك،
    ‏ وأهملت ما يتعارض معها...‏
    لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ. (متى 10: 28)

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    132
    الدين
    المسيحية
    آخر نشاط
    08-09-2011
    على الساعة
    12:58 PM

    افتراضي

    ‏8ً - وأمّا العهد الجديد، الإنجيل المقدّس، فهو كتاب العقائد المسيحيّة، الذي كتب أسفاره متّى، ‏
    ومرقس، ولوقا، ويوحنّا، وبولس، وبطرس، ويهوذا أخو الربّ، ويعقوب أخو الربّ. يحوي 27 ‏
    سفراً مختلفة الحجم. وضعت كلّها باليونانيّة، ولم تجر عادة أن يطلق عليها عبارة "العهد الجديد" إلاّ ‏
    في القرن الثاني الميلاديّ. اعتبرها المسيحيّون زمناً طويلاً كتابهم المقدّس إلى جانب الكتاب المقدّس ‏
    العهد القديم، الذي كان الأوحد لديهم.‏

    يعود الأمر برمّته إلى اللاهوتيّين المسيحيّين الأوّلين، الذين ارتأوا ما ذهب إليه بولس الرسول، وهو ‏
    أنّ تلك النصوص، نصوص العهد الجديد، تحتوي على أحكام عهد جديد، تحدّد عباراته العلاقات
    ‏ بين الله وشعبه في المرحلة الأخيرة من تاريخ الخلاص. وأدّى بالمسيحيّين الكلام إلى اعتبار المجموعة ‏
    المسمّاة بالعهد القديم أنها تحتوي على أحكام العهد الموسويّ، الذي جدّده السيّد المسيح وتخطّاه. ‏
    وهذا تأكيد لقولك في أطروحتك:‏
    ‏"يقر النصارى بأن الأناجيل كتبت على يد تلاميذ المسيح وتلاميذهم،‏‎ ‎فكيف أضحت
    ‏ كتابات بعض البشر‏‎ ‎مقدسة ؟ تبنت‎ ‎الكنيسة في مجمع الفاتيكان المنعقد عام 1869‏
    ‏– 1870م قراراً يقول عن أسفار الكتاب‎ ‎المقدس بعهديه " كتبت بإلهام من الروح ‏
    القدس، مؤلفها الله، وأعطيت هكذا‎ ‎للكنيسة‎".‎

    هذا الإقرار الذي عرضته ملوّناً، ليس نتيجة لاتّهاماتكم التي تتباهون بها، بل هو من صلب إيماننا، ‏
    فهذا هو إيماننا، نعرضه أمام الجميع، ونفتخر به، وقد صدقت حين قلت: ” وصلت أسفار ‏
    العهد‎ ‎الجديد إلينا عبر آلاف المخطوطات التي يفتخر النصارى بكثرتها، ويرون في ‏
    هذه الكثرة‎ ‎دليلاً ساطعاً على حفظ كلمة الله التي سجلها تلاميذ المسيح‎.‎‏" فنحن هكذا ‏
    وبكل بساطة وصراحة نفتخر بها، ونعتبرها دليلاً ساطعاً على أنّ العهد الجديد لم يجر عليه أيّ ‏
    تعديل أو تحوير أو تحريف. فلا حاجة لأن تطلق مثل هذه المواقف التي تتبهور بها.‏

    ثمّ إنّ هذا القرار يعود إلى سنة 325 م في مجمع مدينة نيقية، بعد مرور مرحلة الاضطهاد الكبير ‏



    الذي دام طيلة ثلاثة قرون، ولاتزال امتداداته حتّى يومنا هذا، فيما أنت ادّعيت أنّه حدث سنة ‏
    ‏1869، وهذا إجحاف كبير بحقّك أنت، قبل أن يكون بحقّ البحث الموضوعيّ والعلميّ الذي‏
    ‏ تدّعيه وتتلطّى بخياله. ولكن ما العيب في أمر تاريخية هذه الكتب، فأنت ادعيت تقول: إن سبب ‏
    فقدان السند عندنا وقوع المصائب والفتن على المسيحيين إلى مدة ثلاثمائة‎ ‎وثلاث عشرة ‏
    سنة "، ويعتبره رحمة الله الهندي تفسيراً مقبولاً لا يقيلهم من إحضار‎ ‎سند هذه الكتب، ‏
    فمثل هذه المسائل لا تقبل من طريق الظن والتخمين‎.‎‏ وهل نسيت يا صديقي أهمّيّة النقل ‏
    الشفويّ لتلك التعاليم التي تداولها المسيحيّون على طيلة تلك الفترة؟ أم إنّك تقبل بها لدى ‏
    عرضك لكتاب آخر، للقرآن الكريم مثلاً، وترفضها على غيره من الكتب؟ أفلا تعلم أنّ القرآن
    ‏ الكريم كان متداولاً طيلة فترة ثلاثة قرون في صدور النّاس؟ قبل أن يجمع في كتاب واحد على
    ‏ عهد عثمان الخليفة الراشديّ؟ أم أنّك تريد الكيل بمكيالين؟

    ودراستك المعمّقة عن المخطوطات التي عرضتها على الموقع، هي مسروقة من دراسات ذوي ‏
    الاختصاص، أخذت منها ما يحلو لك، وعلّقت عليه بطريقتك المعهودة، والتي لا تبتعد عن ‏
    السخافة والسطحيّة، ولا ترتبط بالواقع بأيّ رباط.‏

    ‏"إن مقتبسات آباء الكنيسة من العهد‎ ‎الجديد والتي تغطي كله تقريباً تظهر أكثر من
    ‏ مائة وخمسين ألف من الاختلافات بين‏‎ ‎النصوص" لم أعلم سبب وضعك هذه الجملة ‏
    بالخط العريض وعلى مقياس 32؟ ولم أفهم الغاية من ذلك، مع أن مقياس الخط كان مقروءاً ‏
    وواضحاً، ولا حاجة لتكبيره. وعلى كل حال هذه صارت موضة دارجة في عصرنا، وطريقة ‏
    للتعامل والدعاية والترويج.‏

    أما الأمر في الاختلافات التي ذكرتها يا صديقي والتي بلغت 150000 اختلافاً، بالرجوع إلى‏
    ‏ دائرة المعارف وإلى العالم البروتستانتي، وقد أتيت على ذكر الأمثلة:‏



    ‏" نعلم أن شهادته حق‎ " ‎من زيادة النساخ؛
    ‏" وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم " ( يوحنا 19/34 – 36)،‎ ‎فالجملة الأخيرة أراد الناسخ من خلالها ‏التأكيد والتنبيه على صدق يوحنا، وهي ليست‎ ‎من كتابته
    ‏"فيفهم من هذه المقدمة أمور، منها: أن‎ ‎إنجيله خطاب شخصي، وأنه دوّنه بدافع شخصي، وأن له مراجع نقل ‏عنها بتدقيق، وأن‎ ‎كثيرين كتبوا غيره، ولم يذكر لوقا في مقدمته شيئاً عن إلهام إلهي ألهمه الكتابة أو‏‎ ‎وحي ‏من روح القدس نزل عليه‎.‎‏"‏
    ‏"فكيف عرف النصارى ما جهله أصحاب الشأن ؟ لا دليل في‎ ‎الأناجيل على إلهامية أحد منهم، إلا ما ادعاه ‏بولس لنفسه"‏

    أنت تقول إنّ هذه العبارات هي من زيادة النسّاخ، أو رسائل شخصيّة، فكيف تصير كتباً موحى ‏
    بها؟

    ولكن هل تلغي الكتابات الشخصيّة وحي الله للإنسان؟

    وأمّا فيما يخصّ الزيادة التي فعلها النسّاخ، فهي معروفة لدينا، ويمكننا أن نحتاط لها، وبما أنّها لا ‏
    تسيء إلى الوحي بل تكمّله فهي تبقى ضمن حدود المعقول، لأنّها لم تبدّل في الجوهر، ولا في ‏
    المضمون.‏

    ولكن تكمن المشكلة في عدم تحديد كيفيّة الزيادة ومكانها، وعندئذ تكون المصيبة أكثر هولاً. فإذا ‏
    أخذنا مثلاً عقيدة الثالوث الأقدس، واكتشفنا أنّها من زيادة أحد النسّاخ، فهنا تكمن المشكلة، ‏
    وعندئذ يصير التحريف مودياً إلى كارثة في الإيمان، وهذا لم يحدث لدينا.‏

    ولكن لا في بعض الإيضاحات التفصيليّة التي يمكن بها وبدونها أن يسير النصّ، وتبقى العقيدة. ‏
    وهذا واضح لدينا، ويعرفه جميع الناس، وليس مخفيّاً، بل تجده مكتوباً في كلّ الكتب الروحيّة التي
    ‏ لدينا، ويعرفه جميع الباحثين، ولا يرون فيه مشكلة في إعلان العقيدة، ولا يتناقض معها.‏

    على العكس تماماً من موقفكم، الذي تضخّمون فيه مثل هذه الإجراءات، وتعلّقون عليها، نافين ‏
    لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ. (متى 10: 28)

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    132
    الدين
    المسيحية
    آخر نشاط
    08-09-2011
    على الساعة
    12:58 PM

    افتراضي

    كلّ ما ورد فيها. وكأنّنا في أيّام أحد الولاة الفاطميّين، الذين يضربون بعرض الحائط كلّ ما يقدّم
    ‏ إليهم بسبب عيب ما. نازعين على أنفسهم صفات التصرّف الإلهيّ، ومدّعين أنّهم المحامون عن ‏
    الوحي، وناسبين لذواتهم كلّ الصفات الإلهيّة، من متوكّل إلى معتصم إلى ناطق بالله... وكان ‏
    ناقصاً لأحدهم أن يتّخذ لنفسه هذا الاسم "الناطق باسم الله" ولكن لحسن الحظّ ربّما لم يأخذه
    ‏ أحد منهم. والعلم عند الله.‏

    فلفظة “نحو“ و “يظن” لا تصدران عن ملهم جازم بما يقول، وقد أزعجت‏‎ ‎هاتان العبارتان علماء الكنيسة، ‏

    وقد حذفها بعض المفكّرين من الكتب المقدّسة، ولكن تمّت إعادتها. فأين المشكلة في ذلك. بل ‏وهناك نصوص توضع لها شروحات في أسفل الكتب، وتعرض الآية كما وردت حرفيّاً، ويعرضون ‏
    سبب وضعها على الطريقة التي هي فيها على حالتها.‏

    ولكن هذا ليس تحريفاً، ياصديقي، إذ إنّ التحريف هو التبديل من دون الإشارة إلى الأساس، بغية ‏
    إخفاء أمر ما، يُـخاف من نتائجه العقائديّة، وهذا ما لم يحدث أيضاً ولن يحدث.‏


    عبارات لا يمكن أن تكون وحياً؛ أحداث مهمة لا يصح أن يذهل عنها الملهم؛ انكار المحققين لإلهامية كتبة ‏العهد‎ ‎الجديد؛ إبطال دعوى النبوة لكتبة العهد الجديد؛ أولاً :هل كتبة الأسفار أنبياء؟ ثانياً :معجزات التلاميذ لا ‏تصلح دليلاً على‎ ‎النبوة؛ ثالثاً : النبوة حسب الكتاب المقدس لا تقتضي العصمة من الكذب في‎ ‎البلاغ
    ‏ ‏
    في رأيي الخاصّ، إنّ هذه العناوين بدت كلّها نوعاً من الغوغائيّة والبروباغاندا التي اعتدنا عليها، ‏
    لدى تصوير أمر ما، وما ورد في محتواها أكثر سوءا وقبحاً منها، لأنّها فارغة من محتواها. وكذلك ‏
    كل العناوين النصوص التي تَلَتْ عن العهد الجديد، كلّها مأخوذة من دراسات أدبية ونقدية، ‏
    للعهد الجديد، وهي لم ترد في سياق الكلام الذي تأخذه نحو السلبيّة والتشكيك، بل تذهب بنا إلى ‏
    تأكيد صحّة الكتاب العهد الجديد، ونفي كلّ ما تذيعه عنه.‏


    وفي رأيي، إنّ القيم والمنطلقات التي أعتمدها لإيماني لا تتعارض مع ما ورد في الإنجيل المقدّس ‏
    الذي أومن به. وهذا يكفي للإيمان، الذي هو الإيمان بوجود الله.‏

    يا أخي، أنا أومن بالله، ومصدر هذا الإيمان هو الإنجيل المقدس، ألا يكفي هذا لتكفّ عن توجيه ‏
    الإساءة إلى الإنجيل؟ هل تريدني أن أعود إلى كتاب آخر لأومن بالله؟ وما الفائدة التي تجنيها أنت ‏
    في تلك الحال؟ ثمّ يا أخي هذا الإله الذي يرد في الإنجيل المقدّس، يعطيني صورة واضحة ومقبولة،
    ‏ ويرضي فضولي وحشريّتي العقليّة والروحيّة، فلماذا تريد أن تحرمني منها؟ وتريد أن تهديني إلى
    ‏ كتاب آخر، قمت أنا بقراءته، ولم أجد فيه ما يشفيني روحيّاً، أفتريد فرضه عليّ بالقوّة؟

    وعلى الرغم من كل ذلك، فالقرآن الكريم يقول عن الإنجيل المقدس أجمل الأقوال: "وقفّينا على
    ‏ أثرهم بعيسى ابن مريم مصدّقاً لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدّقاً لما ‏
    بين يده من التوراة وموعظة للمتّقين" (المائدة 46). ويقول في موضع آخر: "وإن من أهل ‏
    الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً ‏
    أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب" (آل عمران 199)، فالإنجيل لم يقع عليه ‏
    التحريف يا صديقي خوليو5 باعتراف القرآن نفسه، فمن هو هذا الذي يجرؤ على مخالفة القرآن ‏
    ويتّهم الإنجيل المقدّس بالتحريف أهو أنت يا خوليو5؟

    والتحدّي بالتحريف واضح في القرآن فهو يطال العهد القديم أو التوراة: " من الذين هادوا ‏
    يحرّفون الكلام عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليّاً بألسنتهم وطعناً ‏
    في الدين ولو أنّهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيراً لهم وأقْوَمَ ولكن لعنهم الله بكفرهم ‏
    فلا يؤمنون إلاّ قليلاً" (النساء 46)؛ "قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين" ( آل عمران ‏
    ‏93)، وكذلك الآية التي تقول: "وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا ‏
    تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون" (آل عمران 187).‏
    لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ. (متى 10: 28)

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    132
    الدين
    المسيحية
    آخر نشاط
    08-09-2011
    على الساعة
    12:58 PM

    افتراضي

    فيما الإنجيل لم يأت على تحدّيه ولا لمرّة واحدة، ولم يفكّر بتحدّيه، بل أمر القرآن المسلمين بأن ‏
    يجادلوا أهل الكتاب بالتي هي أحسن.‏

    فلا يمكنك أن تقحم الإنجيل المقدّس هكذا، إذ لا ينطبق عليه هذا الواقع أبداً. ولا تستطيع أنت ‏
    ولا أسلافك، أن توجّه مثل تلك التهمة إلى العهد الجديد، الذي هو الإنجيل المقدّس، وإلاّ فأنت ‏
    تخالف القرآن، الذي لم يتّهم ألإنجيل بشيء من هذا القبيل. وأنا أتحدّاك أن تأتي بالآية التي ‏
    يتّهم فيها القرآن الكريم، الإنجيل المقدّس بهذه التهمة.‏

    فالإقحام عادة درج عليها كثيرون، وخصوصاً عند التكلّم عن اليهود، وشعب اليهود، وتاريخ ‏
    اليهود، وأرض اليهود، وأنبياء اليهود، تراهم يقحمون وراء كلمة اليهود كلمة "النصارى". ‏
    وحتّى أقدس الكتب التي لديكم لم تسلم من هذا الإقحام المجحف. وهذه العمليّة في الإقحام تعتبر ‏
    قمّة التحريف، الذي وقع فيه معظم الكتب لديكم. وقد تَمّت معرفة القصد منها، لدى دراستنا ‏
    التاريخيّة والواقعيّة لها، ومقارنتها مع المجريات التي كانت ترافقها، ونتائجها التي لا نزال نعاني منها ‏
    حتّى الآن. فجعلت عدداً كبيراً من المفكّرين المسلمين أسرى لهذا الإقحام، وأنت واحد منهم، لا ‏
    تستطيعون الخروج منه، ولا فكّه عنكم.‏

    إذاً فانتبه من المغالاة في توجيه التهم، فلا يجدر بك أن تفعل ما يوصف بالخبط عشواء في توزيع ‏
    التهم جزافاً، ذات اليمين وذات الشمال. فلا تتهم الإنجيل المقدس بهذه التهمة، احتراماً للقرآن‏
    ‏ على الأقل، إن لم نقل إنصافاً للعلم والعلماء.‏

    وإذا كنت تريد المزيد عن معرفة العهد الجديد، وأصول كتابته، فهناك الكثير الكثير، الغريب ‏
    والجديد والجميل لتعرفه، وتتمتّع به متعة روحيّة، وليس متعة مادّيّة بالمفهوم الذي يفهمه ‏
    السطحيّون والسفهاء، بمطالعته والتفاعل معه، لأنّه كلمة الحياة، والحقّ، ولأنّه السراط المستقيم ‏
    الذي يبحث عنه بنو البشر، ليصلوا إلى الحقيقة والسلام المنشودين.‏


    ‏9ً - إنّك أوردت القول التالي للقرطبيّ:‏
    ‏ "فظهر من هذا البحث أن الإنجيل المدّعى لم يُنقل تواتراً ولم يقم دليلٌ على‎ ‎عصمة ناقليه فإذاً يجوز الغلط والسهو ‏على ناقليه، فلا يحصل العلم بشيء منه ولا غلبة‎ ‎الظن فلا يُلْتفتُ إليه ولا يُعَوَّل في الاحتجاج عليه، وهذا كاف في ‏رده وبيان قبول‎ ‎تحريفه، وعدم الثقة بمضمونه"‏

    هذا القول يقـيّـم فيه القرطبيّ وفق وعياره الذي يسير بموجبه، أقوال الحواريّين، حواريي ‏
    عيسى، ويطلق عليه حكم عدم التّعويل في الاحتجاج عليه.‏

    هل للقرطبيّ وغيره أن يقيّموا الناس؟ ومَن من الناس، الحواريّين؟ وهل هو وسواه مؤهّلون لهذا ‏
    التقويم؟ وما هي المقوّمات التي تؤهّله وسواه للقيام بذلك؟ ومن الذي فوّضه هو وغيره على ‏
    الأمر؟


    ‏10ً – وتقول أيضاً: "هل كان بولس رسولاً؟ أهمية بولس في الفكر النصراني؛ أولاً: بولس وسيرته ‏وأهميته كما في الكتاب المقدس والمصادر‎ ‎المسيحية؛ ثانياً : بعض الملامح في شخصية بولس كما وردت ‏في‎ ‎رسائله< ثالثاً: بولس الرسول."‏

    وأمّا موضوع بولس الرسول يا عزيزي، فهو الموضوع الذي يعترض عليه اليهود من قبلكم،
    ‏ بسبب هدايته في طريق إلى دمشق لقتل المسيحيّين فيها. فوضعوا بولس نصب أعينهم، وقاموا ‏
    بحملتهم على تشويه كلّ كلمة نطق بها، وهذا الأمر سيبقى "حصرماً" ـ إذا جاز التعبير ـ في‏
    ‏ فكرهم ومعتقداتهم إلى يوم القيامة، ففي نظرهم الرسول بولس أو شاول، خائن ويستحقّ القتل. ‏
    ولكنّهم لم يستطيعوا قتله مباشرة كما قتلوا الربّ، بل بقوا وراء قتله وانتقامهم منه حتّى كان لهم ‏
    ذلك، فأسلموه إلى الرومان الذين قطعوا رأسه.‏



    وللأسف هناك من يجاريهم في رغبتهم، فيسيء إلى بولس الرسول بالطريقة التي أنت أوردت ‏
    أطروحتك فيها. إذ خصّصت لبولس تلك العناوين، التي لا هدف من ورائها سوى الإساءة إليه،
    ‏ وتشويه كلّ رسائله.‏

    وفي المقابل، فنحن نؤمن بتعاليم بولس الرسول، نؤمن أنّها الترجمة الحقيقيّة للتعاليم التي عاشها ‏
    السيّد المسيح في رسالته الخلاصيّة، وما إلى هنالك من أمور وأمور ممّا لا يحبّه قلبك ولا عقلك. ‏
    فهو الذي وضع للمسيحيّة شريعتها وشرح تلك الشريعة، وسكبها في قالبه الذي نفهمه ونعيشه، ‏
    وأضفى عليها ثوب الروح وخوذة الوقاية ودرع الدفاع المتين. وأكتفي بهذا القدر.‏


    وفي الختام
    أنا يا صديقي، أومن بالإنجيل المقدّس، كما هو الآن في وضعه. فعلى الرغم من كلّ تلك ‏
    الادّعاءات ونظريّات التشويه، التي يتعرّض إليها الكتاب المقدّس، أعتقد أنّه وحده الذي لم تطله ‏
    يد التزوير والتحريف، من دون سواه من الكتب الأخرى، التي طالتها يد التحوير، والحرق، ‏
    والتنقيط، وغيرها...‏

    ومع ذلك، فإنّ الله الذي أعبده، والذي أنا أحبّه، قادر على أن يحفظ هذا الكتاب المقدّس من كلّ ‏
    ما تدّعيه أنت ومصادرك. وقادر على الحفاظ على رونقه ونضارته. فهو كلام إلهيّ، والكلام ‏
    الإلهيّ قويّ وفعّال ومحيٍ، أي يهب الحياة. وليس كلاماً بشريّاً، مصفوفاً بقوالب شعريّة وقواف ‏
    منمّقة.‏

    وأنا لا أدّعي أنّني مخوّل على الحفاظ عليه، بطريقة العنف والتهديد والتقتيل، بل هناك من يحفظه ‏
    سالماً من كلّ يد الغدر والتحوير والتزوير. فلا أسمح لنفسي أن أقوم بقتل أو تهديد كلّ من يريد ‏
    أن يمدّ يده على كلام الله. هذا أمر لا يرضى به الله، ولا أنبياؤه.‏
    لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ. (متى 10: 28)

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    132
    الدين
    المسيحية
    آخر نشاط
    08-09-2011
    على الساعة
    12:58 PM

    افتراضي

    والآن يا سادة
    خوليو5، وsa3d‏ وخالد، ومن يريد الدخول معكم أيضاً،

    بما أنكم لا تعترفون بالكتاب المقدس الذي أومن به، وبخاصة الإنجيل المقدس، ‏
    مع إصراري بأنه ليس كما تدعون. ‏
    وبما أنكم تعتبرونه محرفاً، إذ عبثت به الأيادي، ‏
    وقد أتحفنا ‏sa3d‏ بأطروحته التي علقت على بعض الأمور فيها.‏
    وبما أنكم مصرون على مناظرتي، كما يدعوني أحدكم.‏
    وبما أنكم تريدون معرفة أي الكتب هي الحقيقية
    فلذلك، أنا أطلب منكم، أن تتركوا كل كلمة كما هي في الردود، على الموقع
    من دون أن تحرفوا كلامي، ولا تجتزئوه ولا تقتطعوا منه، حفاظاً على الترابط الموضوعي‏
    ‏ وأنا سأحتفظ لدي بالردود التي أدلي بها لدي، أيضاً، للتأكد من مدى صحتها، إذا تعرضت للعبث.‏

    ‏1ً- تدّعون جميعاً أن الكتاب المقدس، العهد القديم، والعهد الجديد، الإنجيل، محرف:‏
    باعتراف موقعكم الالكتروني، بكل أبعاده، وبكل عناوينه، التي يفتخر بها، مع الرسومات المزوزقة. ‏
    وهي ( الكتب المقدسة) محرفة باعترافاتكم أنتم. وقد أدلى كل واحد منكم برأيه، وهو مسجل لدي بصراحة. ‏وهذا أيضاً لا يمكنكم إنكاره؟ أليس كذلك؟ هل تريدون أن أدلي بآراكم؟ أم نتركها لأنكم أكيدون منها؟
    ماذا؟ تريدون؟ أنا أنتظر جواباً منكم

    ‏2ً - لذا فأنا إن أتيت على ذكر نصوص من الكتاب المقدس، فلن تصدقوها
    ‏ لأنكم حكمتم عليها مسبقاً بأنها محرفة، اليس كذلك؟‏

    ولكن لن تتجرأوا على مثل هذا الادعاء بحق القرآن الكريم، ‏
    بل ستعترفون بما يأمركم به

    فالقرآن الكريم، في سورة البقرة يقول:‏
    ‏"الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته، أولئك يؤمنون به، ومن يكفر به فأولئك الخاسرون"‏

    ‏ وقد ورد في تفسير هذه الآية، يا أصدقاء المنتدى، للجلالين ما يلي:‏
    ‏"الذين آتيناهم"، مبتدأ
    ‏"يتلونه حق تلاوته"، أي يقرؤونه كما أنزل
    والخبر : "أولئك يؤمنون به": نزلت في جماعة جماعة قدمت من الحبشة وأسلموا
    ‏"ومن يكفر به": أي بالكتاب المؤتى بأن يحرفه
    ‏"فأولئك هم الخاسرون": لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم

    ‏ وأنا أريد أن أقول لكم، عن أي كتاب "الكتاب" يتكلم القرآن في هذه الآية؟
    أليس المقصود به الكتاب المقدس؟
    فكيف لا يتهمه بالتحريف؟ بل على العكس يؤكد أن قراءته تتم على ما أنزل به،‏
    أي من دون زيادة ولا نقصان، ولا تبديل ولا تغيير

    إذن فإن الكتاب المقدس، كان لا يزال سالماً من التحريف، على أقل تقدير في عهد ظهور القرآن‏
    ولو حدث تحريفه من قبل، لما كان هذا القول في القرآن قد ورد في هذه الطريق، وفي هذا الوضوح
    ‏ ‏
    وأما أنت وقد أتيت على اتهامه بالتحريف، فإنك لا تقل بمصيرك عن أولئك "الخاسرين"‏
    وهذا المصير يطلقه القرآن عليكم، مع أني لا أريده ولا أتمناه لكم، ‏
    والكلام لكم أيها القيمون على هذا المنتدى، والذين تحاورنني الآن.‏

    فمن أين أتيتم بهذه الأكذوبة الكبرى التي ملأتم بها موقعكم؟
    من أتيتم بتهمة التحريف، وألصقتموها بالكتاب المقدس؟

    فإن القرآن الكريم، ينفي هذا التحريف أفأنتم تخالفونه؟
    وهل تدعونني إلى التشبه بكم في المخالفة؟ ‏
    فأنتم أطلقتم لي باختيار القرآن الذي ينصف السيد المسيح، في إحدى المداخلات التي سأبحث عنها.‏
    أتريدونني أن أسايركم وأجاريكم في التعدي على القرآن الكريم؟
    أنا في انتظار ردكم

    ‏ وللحديث صلة






    ---------------------------
    لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ. (متى 10: 28)

صفحة 5 من 8 الأولىالأولى ... 4 5 6 ... الأخيرةالأخيرة

سلسلة إثبات التحريف في كتاب النصارى

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كتاب (البيان بما فى عقيدة النصارى من التحريف والبهتان)
    بواسطة المهدى في المنتدى منتديات الشيخ أيوب
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 16-08-2022, 11:21 PM
  2. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-06-2013, 07:13 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 31-05-2013, 04:58 PM
  4. في إثبات التحريف
    بواسطة محمد مصطفى في المنتدى منتديات الدعاة العامة
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 10-06-2007, 12:34 AM
  5. سلسلة محاضرات الدكتور شريف حول التحريف
    بواسطة الحاتمي في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-11-2006, 12:57 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

سلسلة إثبات التحريف في كتاب النصارى

سلسلة إثبات التحريف في كتاب النصارى