كتب محمد عطية (المصريون): : بتاريخ 6 - 5 - 2007

أعربت المخابرات الإسرائيلية عن مخاوفها إزاء مشروع إنشاء الجسر الذي يربط بين مصر والسعودية، الذي سيتم البدء فيه خلال الأسبوع المقبل‏، ويبلغ طوله‏50‏ كيلومترًا بتكلفة ثلاثة مليارات دولار، ويستغرق تنفيذه ثلاث سنوات‏.

جاء ذلك في تقرير نشره الموقع الاستخباري "ديبكا"، قال فيه استنادًا إلى ما دعاها بمصادر خاصة، إن الحكومة الإسرائيلية لم يردها إخطار حول هذا المشروع من قبل مصر أو السعودية، رغم عواقبه على الحركة البحرية للسفن الإسرائيلية من وإلى ميناء "إيلات".
وأشار الموقع إلى أنه ورغم عواقب المشروع الوخيمة على الوضع الاقتصادي والاستراتيجي والعسكري والجيولوجي لدولة إسرائيل في خليج العقبة إلا أن المسئولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين ليس لديهم أية معلومات بشأنه.

ومن المقرر أن يضع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في الأسبوع المقبل حجر أساس المشروع، الذي سيربط بين رأس حميد بمنطقة تبوك في شمالي السعودية‏,‏ ومدينة شرم الشيخ المصرية عبر جزيرة تيران‏.‏

وأوضح الموقع أن من تداعيات هذا المشروع "تدمير" دور ميناء إيلات في نقل النفط، بالإضافة إلى أنبوب النفط الممتد من مدينة عسقلان لإيلات اللذين يعتبران الركيزة الوحيدة لتجارة النفط الإسرائيلية، حيث أن شبكة الأنابيب النفطية التي ستقام تحت الجسر الجديد ستكون البديل المتميز.

وأشار الموقع الاستخباري إلى عدد من "النتائج المخيفة" المترتبة لهذا المشروع على أمن إسرائيل، منها تحول شرم الشيخ إلى نقطة اتصال بين أفريقيا وشبه الجزيرة العربية؛ "فتصبح بذلك "ماربيلا" أخرى أو أبو ظبي الشرق الأوسط".

ولفت إلى ما سيترتب على ذلك من مكانة تجارية وسياسية ستتبوأها المنطقة بعد تنفيذ المشروع فيما تتعلق بتسهيل الانتقال لرجال الأعمال والمواطنين والحجاج العرب بين العالم العربي بأقل التكاليف، مما سيزيح إيلات من على خارطة السياحة العالمية.
فيما أشارت المخابرات الإسرائيلية إلى تخوفها من المشروع الذي سيتيح نقلا سريعا لوحدات عسكرية سعودية لشبة جزيرة سيناء وتمركزها على امتداد الحدود الجنوبية الإسرائيلية، وإغلاق مضيق تيران أمام حركة السفن الحربية الإسرائيلية وشاحنات النفط التي تتبع ميناء إيلات.

كما ألمح إلى إمكانية تفجر صراع مسلح على خلفية هذا المشروع الضخم، قائلاً في صيغة تهديدية إنه " في عام 1967 أعلنت إسرائيل الحرب الستة أيام حينما أغلق عبد الناصر مضيق تيران أمام حركة السفن الإسرائيلية بواسطة وضع متاريس مدفعية في منطقة شرم الشيخ".
وعلل ذلك بأن استثمارات المشروع ستتطلب بناء قوات عسكرية جديدة لتدافع عن هذه المشروعات عبر وضع وحدات مدرعات وقوات جوية سعودية ترابط في تبوك من ناحية وقوات مدرعات وأسطول في شرم الشيخ من الناحية الأخرى.

وقارن الموقع الإسرائيلي بين رجال الأعمال والسياسيين الإسرائيليين الذين يستثمرون أموالهم في مانهاتن وموسكو وبوخارست فيما لا يفيد صالح الدولة الإسرائيلية، والبلاد العربية التي تقوم ببناء مشاريع استراتيجية تعزز من قدراتها الاقتصادية والعسكرية.
وضرب المثل على ذلك باستثمارات السعودية في هذا المشروع التي قدرت بثلاثة مليارات دولار ما اعتبره تناميا للإمكانيات الاستراتيجية العسكرية والاقتصادية للمملكة مقابل الجمود الاستراتيجي العسكري والاقتصادي المطلق داخل إسرائيل والتي برغم قدرتها المالية لم تستثمر دولارا واحدا في مشروع يفيد إسرائيل خلال الـ 17 عامًا الأخيرة، كما جاء في التقرير.

ومن المتوقع أن يسهم الجسر في إيقاف نزيف الدم علي طريق الحج البري بين مصر والسعودية، بالإضافة إلى تأمينه راحة أكبر لعشرات آلاف الحجاج والمعتمرين من ناحية اختصار الوقت الذي تستغرق الرحلة حاليا.

كما يتوقع أن يساهم الجسر الجديد في الحد من استخدام العبارات، ما سيقلل من المخاطر إلى تتعرض لها العمالة المصرية المتنقلة بين البلدين.


http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=33943&Page=1