بسم الله الرحمن الرحيم
بؤساً للذين يحرفون فرض الجهاد في الإسلام من أجل ثمن بخس!

بتاريخ 27-28 آذار/مارس 2010م نَظَّم المركز العالمي للتجديد والترشيد (gcrg) بالتعاون مع مؤسسة كانوب للاستشارات التي مقرها إنجلترا وبرعاية من جامعة "أرتكلوا" في مدينة ماردين التركية مؤتمراً بعنوان "ماردين؛ بلد السلام" حضره نحو عشرين "عالماً" من العربية السعودية ومصر والأردن وغيرها من بلاد المسلمين، بالإضافة إلى بعض الأسماء من تركيا.

لقد كان تحريف "مفهوم الجهاد في الإسلام" عن موضعه هو الموضوع الرئيس للمؤتمر تحت مسمى إعادة تفسير "فتوى الجهاد" التي أصدرها شيخ الإسلام ابن تيمية قبل نحو 700 عام، والتي زعموا أن "التنظيمات الجهادية تستند إليها لإضفاء المشروعية على عملياتها". لقد كانت كافة كلمات المحاضرين تصب في رسالة واحدة هدفها من جانب إلصاق العمليات التفجيرية بالمسلمين وإظهارهم على أنهم "إرهابيون" وهي العمليات التي تقوم بها أميركا وإنجلترا الكافرتان في بلاد المسلمين لتبرير حربهم ضد الإرهاب" المزعومة، ومن الجانب الآخر إدانة المسلمين المخلصين الذين يقومون بعمليات جهادية بطولية نوعية ضد الكفار المحتلين. وعليه قام المحاضرون بإضفاء المشروعية على هجمة الغرب الكافر على بلاد المسلمين، وأدانوا العمليات التي يقوم بها المجاهدون المسلمون المتلبسون بفرض الجهاد الذي أوجبه الإسلام تجاه هؤلاء المحتلين. إن مما لا شك فيه أن الهدف الأساس من تنظيم هذا المؤتمر الذي تم بالتعاون مع مؤسسة مقرها إنجلترا الدولة المحتلة الكافرة هو العمل على تحريف أحكام الإسلام بعد أن انهزم الكفار مراراً وتكراراً في بلاد المسلمين التي يهاجمونها لاحتلالها بالرغم من أسلحتهم المتطورة المدججين بها أمام قبضة قليلة من المجاهدين المسلمين الذين يستمدون قوتهم وعزمهم من فرض الجهاد في الإسلام أي من العقيدة الإسلامية، وبعد أن أصبح المسلمون يتوقون إلى الخليفة الواحد الذي يتقون به ويجاهدون من ورائه.

إن مما هو غير طبيعي أن يقبل أشخاص يطلقُ عليهم وصف "علماء إسلام" أن يتحركوا كأدوات في مؤامرة الكفار هذه! ذلك أن علماء الأمة من السلف والخلف الذين لم يفقدوا وجهة النظر الإسلامية مجمعون على أن الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله هو ذروة سنام الإسلام وطريقه الأساس لحمل الإسلام للخارج. ولهذا فعلى "علماء الإسلام" الذين شاركوا في هذا المؤتمر أن يتذكروا أن الحياة الدنيا مآلها إلى الزوال وأن عذاب الآخرة أشد وأبقى، وأن يثوبوا إلى رشدهم ويتوبوا إلى الله عن صنيعهم الذي عمدوا من خلاله إلى تحريف فرض من فروض الإسلام الثابتة في الكتاب والسنة، وليستمعوا إلى قول الله سبحانه وتعالى: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ}.

مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير
في ولاية تركيـا
منقول