العلامة القرضاوي زاره في جنوب إفريقيا ودعا إلى دعم أنشطته...مركز النور ينظم معرضاً إسلامياً بالتعاون مع "فنار" خلال كأس العالم

8 / 5 / 2010 م

عباسي: نسعى لإنشاء كلية للغة العربية لطلاب دول الجنوب الإفريقي

معظم الدعم يأتينا من محسنين قطريين عن طريق منظمة الدعوة الإسلامية

المسلمون في جنوب إفريقيا يتمتعون بحرية العبادة وكافة الحقوق الاجتماعية



عبدالله مهران:

أشاد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالجهود الكبيرة، التي يقوم بها مركز النور التعليمي الإسلامي في جنوب إفريقيا في تأهيل الدعاة وتعليم اللغة العربية وتحفيظ القرآن والمساهمة في حل المشكلات الاجتماعية وكفالة الأيتام ومساعدة الأسر الفقيرة ليس في جنوب إفريقيا فقط بل في دول الجنوب الإفريقي عامة.

وقال د. القرضاوي إنه زار المركز خلال زيارته الأخيرة لجنوب إفريقيا، والتقى مسؤوليه، وعلى رأسهم الشيخ محمد هلال رئيس المركز، ومعاونيه الذين وصفهم العلامة القرضاوي بأنهم من المعروفين له والموثوق بدينهم وأمانتهم وحسن فهمهم للإسلام وحماسهم للعمل له.

وأشار العلامة القرضاوي في نص تزكية للمركز والقائمين عليه إلى أن القائمين على المركز استطاعوا بتوفيق من الله تعالى هداية 3000 شخص من غير المسلمين إلى الإسلام وتخريج 50 داعية إفريقي حتى يقوموا بدعوة قومهم، كما ساهموا في أن يحفظ 22 طالبا القرآن الكريم كاملا.

وأضاف العلامة القرضاوي أن مركز النور التعليمي بجنوب إفريقيا يقوم بكفالة 550 طالب علم يتولى نفقات تعليمهم وإقامتهم، كما أن له فروعا في كل من ناميبيا وموزمبيق ومدغشقر.

ودعا العلامة القرضاوي كل راغب في مثوبة الله تعالى إلى دعم هذا المركز الذي وصفه بأنه يسد ثغرة من ثغور الإسلام في دعوة الأفارقة إلى دين الله.

وقد التقت "الشرق" السيد حسين عباسي مدير مركز النور الإسلامي التعليمي الذي يزور الدوحة حاليا بدعوة من منظمة الدعوة الإسلامية للتعرف عن كثب على مركز النور وما يقدمه من خدمات للمسلمين هناك والمشاريع التي يعتزم طرحها من خلال منظمة الدعوة الإسلامية على محسني قطر لتمويلها ودعمها.

في بداية حديثه أكد السيد حسين عباسي أن الجالية المسلمة في جنوب إفريقيا البالغ عددها ما يقارب 3 ملايين نسمة تتمتع بحقوق اجتماعية كبيرة، خاصة حقوق ممارسة العبادة بحرية تامة، كما أنهم يشاركون في معظم الأنشطة الرسمية، حيث تحظى الجالية المسلمة باحترام كبير من قبل المجتمع الجنوب إفريقي.

وقال عباسي إن حرية العبادة مكفولة لأتباع الدين الإسلامي بصورة كبيرة، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين في أيام الجمع وفي الصلوات العادية، كما أن أول أيام العيد يعد إجازة رسمية للمسلمين على مستوى البلاد، فضلا عن أن المظاهر الرمضانية التي تعم المناطق التي تقطنها الجالية المسلمة تماثل المظاهر الموجودة في معظم الدول العربية، خاصة في موائد إفطار الصائم، حيث يفطر الجميع في المسجد وكل يأخذ ما يستطيعه إلى المسجد في صورة تظهر تكافل المجتمع المسلم بكافة أطيافه وتشكيلاته.

وأشار السيد حسين عباسي إلى أن بلدية كيب تاون، التي يقع بها مقر مركز النور الإسلامي قامت بمنح المركز قطعة أرض بمساحة 1200 متر مربع لإنشاء مركز للمهتدين الجدد بعد أن رأت تحسنا كبيرا على سلوك مجموعة من الشباب الذين كانوا يصنفون على أنهم من أصحاب السلوك الإجرامي والشاذ، وعندما علمت البلدية أن تحولهم إلى السلوك القويم جاء بفضل اعتناقهم الإسلام دعت مركز النور لافتتاح المزيد من مراكز المهتدين الجدد.

وردا على سؤال عن أهم المحفزات التي تجعل غير المسلم يقدم على اعتناق الإسلام، قال حسين عباسي إن مبادئ الإخوة وعدم التفرقة بين ابيض أو أسود في الإسلام والعلاقات الطيبة بين المسلمين وجيرانهم تعد أكبر المحفزات لإقبال غير المسلمين على اعتناق الإسلام عن رضا وقناعة تامة.

معرض دائم لفنار

وردا على سؤال عن أبرز الفعاليات التي يستعد لها المركز قال السيد حسين عباسي إن المونديال يعد أبرز الأحداث التي نستعد للمشاركة فيها بقوة، حيث ننوي وبالتعاون مع مركز قطر الثقافي الإسلامي فنار إقامة معرض دائم للتعريف بالإسلام ومبادئه السمحة في المناطق التي تقام فيها فعاليات المونديال الشهر المقبل.
وأشار عباسي إلى أنه التقى خلال زيارته للدوحة السيد محمد الغامدي مدير مركز فنار وناقش معه فكرة إقامة المعرض الدائم للتعريف بالإسلام خلال المونديال، حيث رحب الغامدي بالفكرة، معربا عن استعداد مركز فنار لتزويد مركز النور الإسلامي التعليمي بمعرض إسلامي متكامل يساهم في نشر الثقافة الإسلامية واستقطاب أكبر عدد ممكن من الجمهور المتابع لفعاليات المونديال.

وأشاد السيد حسين عباسي بالتعاون والحرص الكبير الذي أبداه مسؤولو مركز قطر الثقافي الإسلامي فنار في إقامة المعرض خلال فعاليات المونديال، مبينا أن مركز النور الإسلامي سوف يستمر في إقامة المعرض بصفة دائمة بعد انتهاء فعاليات المونديال، حيث سيخصص المركز مقرا دائما للمعرض في إحدى قاعاته لتعريف المترددين عليه على تعاليم الإسلام ومبادئه السمحة.

1000 متطوع

وقال حسين عباسي إن مركز النور اتخذ كافة الاستعدادات للمشاركة الدعوية في فعاليات المونديال، حيث سجل حوالي 1000 شاب متطوع لتنفيذ الفعاليات، التي سوف يشارك بها المركز في المونديال، مبينا أن هؤلاء الشباب سيتم توزيعهم على المدن الأربع، التي تشهد فعاليات كأس العالم، وستقوم كل مجموعة من هؤلاء المتطوعين بتوزيع الكتب والمطويات والإشراف على المعرض المقام للتعريف بالإسلام، فضلا عن المشاركة في تنظيم الندوات وورش العمل أثناء البطولة.

كلية للغة العربية

وردا على سؤال حول أهم المشاريع المستقبلية، التي يعتزم المركز إنشاءها، قال السيد حسين عباسي إن أحد المحسنين تبرع لنا بقطعة أرض مساحتها 7600 متر مربع لإقامة كلية للغة العربية والدراسات الإسلامية، حيث يدرس اللغة العربية في معهد إعداد الدعاة التابع للمركز حوالي 300 طالب، علما أن مدة الدراسة بالمعهد سنتان يؤهل الخريج بعدهما للالتحاق بالكلية لمدة 4 سنوات يحصل بعدها الدارس على شهادة الليسانس معتمدة من جامعة يونيسا بجنوب إفريقيا، التي لدينا علاقات تعاون أكاديمي معها.

وأشار السيد عباسي إلى أن تكلفة إنشاء الكلية تبلغ حوالي 220 ألف دولار أمريكي، وسوف نبدأ في تنفيذ مشروع الكلية حال توافر الدعم مباشرة، علما أن الكلية سوف تستقبل طلابا من نامبيا وملاوي وموزمبيق ومعظم الدول الناطقة باللغة الإنجليزية في الجنوب الإفريقي.

وأضاف عباسي أن هناك مشروعا وقفيا يعتزم المركز طرحه للمحسنين في دولة قطر وهوعبارة عن مشروع سكني يتكون من 17 وحدة سكنية يتم إنشاؤها على مساحة 4000 متر مربع بتكلفة تبلغ حوالي 2 مليون دولار.

وردا على كيفية تمويل مشاريعهم، قال حسين عباسي إن تمويل مشاريعنا يتم في معظمه بدعم المحسنين القطريين والخليجيين من خلال ما تقدمه منظمة الدعوة الإسلامية لمركزنا حيث توجد لدينا علاقات تعاون كبيرة معها، مشيرا إلى أن الجالية المسلمة في كيب تاون تبلغ حوالي 850 ألف نسمة يستفيد من خدمات المركز بصورة مباشرة حوالي 25 ألف نسمة.

جدير بالذكر أن مركز النور تأسس عام 2001 في كيب تاون بجنوب إفريقيا، ويهدف المركز للتعريف بالإسلام ونشره بين غير المسلمين، وإعداد مجموعة من الدعاة المحليين لتبليغ رسالة الإسلام ونشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية والعمل على تحفيظ القرآن الكريم والمساهمة في حل مشكلات المجتمع، اجتماعية وصحية وتعليمية، إضافة لتربية النشء على حب الدين والعمل له.

الموقع الرسمي لجريدة الشرق القطرية - 8 / 5 / 2010 م