بسم الله الرحمن الرحيم
سدد الله رميك أخي سعد وسلمت يمينك

في الحقيقة أصبح من النادر ان نجد مقال يحتوي على البحث العلمي والجدية والحكمة في الطرح فضلاً عن مثابرة كاتب الموضوع على خط الأدب والحوار الهادف كما هي مواضيع أخونا سعد حفظه الله وجعل عمله خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى .

يعلم الله أني لا أجامل ولكن أنصح الإخوة بالتعلم من أسلوب أخينا سعد من تحري للدقة والتوثيق وأهم من هذا هو مثابرته وصبره على ألا ينحو أي موضوع من مواضيعه منحى السخرية أو الاستهزاء بل الالتزام بالخلق الإسلامي والصبر على من يحاوره .

أما عن قول أخينا الفاضل :


اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود علي حسن صالح مشاهدة المشاركة
أريد ادلة على ان الناس في زمن يسوع كانو يعرفون انه اله من خلال المعجزات التي قام بها فإذا لم يعرفه الناس في ذلك الوقت أنه اله فلماذ لم يقل لهم انا الله

متى كان الله تثبت ألوهيته بفعل المعجزات ؟؟ لا يفعل المعجزات إلا البشر ولذلك سُميت معجزة لأن فاعلها في العادة لا يقدر قرنائه من البشر على فعلها وليس من الطبيعي أن يفعل المعجزات أمثاله وبالتالي تضاف إليه صفة أخرى بالإضافة إلى بشريته (( أنه يفعل المعجزات )) وكما تلاحظ ففعله للمعجزات لم ينفي عنه صفة البشرية وإلا فإن لم يكن بشر فلا يعتبر ما فعله معجزة ,, .

إذاً فأقصى ما يمكن قوله أن المعجزات تُثبت بشرية فاعلها ولا تنفيها عنه أبداً , تُضاف إليه صفة أخرى إن فعل المعجزات ولكنه يبقى بشراً تلك الصفة تكون أنه رسول أو نبي .

وبالتالي فإن من طبيعة الله أن يفعل ما نعرفه نحن بالمعجزات وهذا لا يضيف شيئ لله ولا يثبت شئ له لم نعرفه عن الله من قبل سبحانه وتعالى .

أما سؤالك إذا لم يعرفه الناس أنه إله في ذلك الوقت فلماذا لم يقل لهم أنه الله ؟؟؟

فهذا سؤال فيه كلام كثير وإن سمح لي أخي سعد أجيبك عليه وأبين الرد عليه كما يلي :

إسمع يا رعاك الله الأمر غاية في البساطة ومن يخالف هذا يخدع نفسه ويغيب عقله .

ثبت عندك هذه النقطة واحفظها جيداً

لو كان المسيح هو الله وأن الله ظهر في الجسد فلابد من أمرين لا ثالث لهما ولا مفر من أحدهما وبيانهما هكذا :

إن كان الله هو المسيح فيكون أن الناس عرفوا أنه الله أو لم يعرفوا .

فإن عرفوا فكيف لم يؤمنوا ؟؟؟ وكيف أنكروه وضربوه وأهانوه وبصقوا في وجهة وقتلوه شر قتلة على الصليب ( كما تروي كتبهم ) ؟؟ إن هذا مُنكر جداً ولا يقبله عقل سليم , بل إن الواقع كما ترى في كتبهم أنهم حتى لم يصدقوا أنه نبي فكيف بدعوى أنه إله ؟؟

فإن لم يعرفوا أنه الله .... فكيف يكون ظهور الله أقل من ظهور أحد خلقه ؟؟؟
أعني أن الشياطين أو الجن إذا ظهرت في جسد إنسان فلا شك أن الناس يعرفون أن هذا الإنسان فيه جن أو شياطين ويكون هذا من أوضح الأشياء ظهوراً فيعلم الناس أن المتحدث ليس هو الإنسان وما يأتي منه ليس من عاداته أو طبيعة فعله ولا ينكر هذا عاقل أو يختلف فيه إثنان إلا إن كان أحدهما ودع عقله .

فإن كان ظهور جان أو شيطان أو أياً كان في جسد الإنسان يستدعي بالضرورة أن يعرف الناس هذا بلا لبس أو شك وكل هؤلاء ( الجن والشياطين ... إلخ ) هم من خلق ,, فكيف بظهور الله نفسه في جسد إنسان ؟؟ ألا يستدعي ذلك من باب أولى أن يعرف الناس أن هذا هو الله ؟؟؟

هل يكون ظهور الله أقل من ظهور أحد أو بعض خلقه ؟؟؟

إن هذا أمر منكر وغير معقول بل ترفضه العقول .... فتأمل .


إذاً نفهم مما مضى أن ظهور الله ونزوله على الأرض سبحانه وتعالى بصورة ما يستدعي بالضرورة أن يعرف الناس هذا بلا لبس ولا شك .

فإن كان هذا لم يحدث _ أي أنهم لم يعرفوا أنه الله بالبديهة _ فبكل تأكيد ليس هو الله وحتى إن قال لهم أنا الله فلا يجب تصديقه إذ أنه لم يظهر بالبديهة أنه الله .

أعلم أنه ربما تكون هذه الكلمات صعبة الفهم ولكن هذا ما استطعت التعبير والبيان به راجياً الله أن يكون من المفهوم .

سأفتح موضوع جديد أوضح فيه هذا الأمر بإسهاب وتقبل تحياتي .
خطاب المصري .