كيف تـرقوا بأنفسكم


الحمد لله حمدا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وأصحابه وأتباعه وأحبابه وسلم تسليما كثيرا ، اللهم اجعلنا من عبادك النافعين المتقين الصالحين المصلحين

موضوعنا هو تطوير الإنسان لذاته، وهنا أتسائل: هل نحن في حاجة لأن نطور نفسنا لو أحنا ممتازين ولا نحتاج شيء آخر ؟ هل أنت راضون عن انفسكم ؟ هل أنتم راضون عن عملكم ، مستواكم العلمي ، العقائدي ، الروحي أو العبادى ، علاقاتكم مع الناس ، هل أنت راضى عن معاملتك للناس أو مستواك الأخلاقي ؟

هل أنتم راضون عن تعاملك مع أهلكم مع زوجاتكم مع زملاؤكم في العمل مع جيرانكم وأرحامكم ؟ ماذا استفدنا من طول ما سمعنا من محاضرات وخطب ؟ هل طبقناها أو على الأقل جربناها على أنفسنا ؟ أن الإجابة كانت لا ، اسألوا نفسكم لماذا لا نتغير إذن !!

لماذا نرى ناس يبذلون جهدا كبيرا ويخفقون، طلاب يذاكرون ويرسبون، ناس تعالج ولا تشفى ؟ قد يكون قول بعض الناس دائما والله هذا قدري.. ودائما نعلق فشلنا على شماعة القدر.. يجب أن لا نعلق فشلنا على القدر . فأن القدر يصح في المصائب وليس في المعايب .

ولكل من هذة الاسئله أجوبه تعود إلى أسباب داخليه مكنونه في داخل شخصياتنا.. نحن في داخلنا بواعث النجاح أو الفشل، عوامل التفوق والازدهار كما في أنفسنا عوامل الفشل والدمار.

فما هي إذن تركيبة هذا الإنسان اللي عامل مشاكل لنفسه ؟ فكلنا يعلم كل شيء عن العالم الخارجي وللأسف لا نعرف الكثير عن أنفسنا الداخلية.. فمثلا واحد يعرف كل شيء عن الموبايلات أو الكومبيوترات أو السيارات، ولم يحاول مرة استكشاف نفسه الداخلية. وعندما يجهل نفسه ويمارس عليها عمليه وأد لا شعورية، ويعيش في أقواله وأفعاله حياة تعيسة سوداء هي من صنع يده ...قل هو من عند أنفسكم .. سبحان الله.. ولا بنبئك مثل خبير

إذن، ماهية الإنسان ؟ اجمع العلماء أن الإنسان مكون من 3 عناصر:

فكر ومحله العقل
روح / شعور ومحله القلب
عمل ومحله الجوارح

هذا هو تكوين كل إنسان خلقه الله ، هذة أيضا هي الحقيقة التي وصل إليها ابن القيم منذ 7 قرون. اسمعوا ماذا قال:

" اعلم أن الخطرات والوساوس تؤدى إلى متعلقاتها. فيأخذها الفكر فيؤدى بها إلى التذكر، ويأخذها التذكر فيؤدى بها إلى الإرادة في القلب، فتأخذها الإرادة إلى العمل، فتستحكم فتصير عادة "..

سبحا ن الله هذا القول الحكيم والفهم السليم اقر به العلماء اليوم ونحن نعلمه منذ طويل الأزل.. نعلمه ولا ندركه و لا نعمل به!!

فكروا كيف انتم، كيف أن اى عمل يبدأ بخاطرة تنطلق إلى الإرادة في القلب تصبح عملا تقوم به الجوارح، ثم يمارسها الإنسان فتصبح عاده... أليس هذا الواقع !؟ إذن نحن كتل من العادات، مضبوط ؟ اعتدنا عليها منذ زمن طويل وهى نتاج ما تلقينا من معلومات وقيم وخبرات صاغت شخصياتنا أثناء حياتنا من مجتمعاتنا، الأسرة، المدرسة، الأصدقاء، الاقارب، الأزواج... الخ. وإذا لم ندرك ما الذي ينبغي أن يكون عليه الإنسان الصحيح، فسنبرمج أفكارنا كما صاغها لنا الآخرين بدون استخدام القوى الموجودة بنا والموجودة في أرادتنا التي حبانا الله لنا.

وإذا ما أدركنا ما هو المكون الصحيح للإنسان نستطيع أن نمسح اى شوائب قابعة على مكونات أنفسنا مما هو مغاير للطبيعي الذي يجب أن تكون عليه... سبحان الله ، هذا قول نجده يتعلق بقول الله
((( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )))

نحد أحيانا إنسان طيب وخير ولكن في نفسه شيء تجاه احد من إخوانه المسلمين. هذا الشيء الذي يضمره في نفسه هو شعوره الذي يصبح تصرفات ثم أعمال ثم عادات ثم يستحكم فيصير كلما شاف هذا الشخص قال أعوذ بالله مثلا، أو كان تقول مش كنا افتكرنا مليون جنيه أو اى تعليق من التعليقات إياها السلبية التي تعرفها كلنا. وهذا اكبر دليل على أن المشاعر تؤثر على السلوك.. لذا يجب أن نعود إلى ديننا إلى عقيدتنا التي هي نابعة من كتاب الله السوي الحكيم الذي يناسب الفطرة التي فطر الله الناس عليها. اى انحراف عن منهج الكتاب والسنة إذن يجب أن يقوم، تمسح زى ما بتمسح شريط الكاسيت وغيرها من الأشياء التي تمحى. إذا ما فعلت هذا ستجد نفسك تعيش في سلام وراحة بال وطمأنينة مع نفسك أولا ثم البيئة المحيطة بنــا..

فمثلا نجد آبـاء يسيئون فهم أبنائهم ويقولون هم يريدون أن يسببوا لنا الإزعاج مع أن الأطفال ليس لهم إرادة، ومطالبهم ومشاعرهم كلها لحظيه أو وقتيه، تذهب مجرد الحصول على المتعة أو اللعبة، ولكن رغم هذا تجدهم يتذمرون منهم ويقسون عليهم وتستاء العلاقة لتكون رواسب سلبية داخل الآباء والأبناء.. إذا ما فهم الآباء هذه الحقائق وتعاملوا مع أولادهم على هذا الأساس وتم إرشادهم إلى طريقة الفهم الصحيحة فستجد حياتهم تغير معناها وتغيرت إلى الأجمل والأسعد مما يصلح نفوسهم ويجعلهم محبين للحياة متفائلين.

بينما على النقيض انظر إلى الشخص المصلح المحب السوي السلوك نجد مشاعره محبه ولا ترى منه شيء من التسلط أو الغلظة.. علينا أن نتصور مثلا كيف كانت حياة الأنبياء.. أنهم رغم ما لا قوه من أذى وإعراض وتعذيب واتهامات وتشويه وتشكيك إلا أنهم لأنهم كانوا محبين للناس يشفقون عليهم كنت تجد منهم من يقول " رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ".. وهكذا تكون الشخصية السوية الصحيحة المؤمنة المحيه..
وإذا كان هناك اى شيء غير ذلك فاعلم أن هناك خلل يجب أن يقوّم.

أنتم بحول الله تستطيعوا أن تغيروا واقع حياتكم: علاقاتكم مع الناس، مع الأهل مع الزوجة مع اى شخص أن كان..

هناك شيء اسمه " القاتل الصامت " هل سمعتم عنه ؟! هذا هو الإنسان نفسه، خاطرته وكل ما شرحه ابن القيم يكشف و يفسر ويفهم كيف يتكون لدينا الشعور الذي يحول إلى تصرفات.. إذا كان سلبيا فهو حتما مهلك نفسه. فكل إنسان لنفسه إما معتقها أو موبقها ..

هل تعلم أن كل إنسان يحدث نفسه 8000 كلمه في الساعة الواحدة ؟ ترى ماذا يقول لنفسه وماذا يجول في خاطره؟ إن حديثكم مع أنفسكم هو جزء من طريقة صياغتكم لشخصياتكم.. فإذا قال شخص ما في نفسه سأكون محبا للناس مساعدا لهم على فهم وعمل الخيرات سيكون ذلك وسيساعد من حوله لتنتهي المشاكل من محيطه ويكون أفضل، وأما أن حدث نفسه بأن الناس ليس فيهم فائدة ويبدأ دائما بالشكوى بدون مسببات وكثرة التأفف ستكون حياته وفقا لما صاغه بنفسه.

مثال طالب يشعر انه بليد في الإنجليزية مثلا ويظل يقول أنا مش راح افهم ودائما يبشر نفسه بأنه سيرسب، وتجده يزيد الحواجز النفسية تجاه تعلمه للإنجليزية ويستمر في الرسوب، أما إذا ما صححت له مفاهيمه بأنه إنسان سوى، طالما ليست فيه إعاقات في الفهم فهو بأمكانه أن ينجح، وتشرح له أن الله خلق النفس البشرية والعقل بطاقات هائلة، ولكن الإنسان يجهلها أو لم يحاول أن يبحث في داخل نفسه عن مواطن القوة والنواحي التعويضية، سيتجاوب معك ويبدأ بالبحث والتفكير وتخطى هذة الحواجز النفسية ليبدأ رحلة استعادة الثقة في قدراته وانه قادر وسيبنى نفسه على أساس متين. ستجده يشعر بالتفاؤل لأنه اكتشف انه قادر وان هذا من ضمن مكونات نفسه فيدرك نعم الله عليه فيشكر..فيريده الله فينجح ويتفوق في هذه المادة التي كان في الأصل متخوفا منها . ونحن سمعنا كثيرا من الأمثال الشعبية في هذا السياق مثل " اللي يخاف من العفريت يطلع له ".

ما حدث هو الإنسان برمج نفسه على إيحاءات سلبية، توهمها وصدقها وأصبحت جزء من حياته..

إليكم هذة القصة الطريفة: خطه عملها احد الأخوة في موظف كثير الشكوى من أن إذا الساعة حانت الخامسة مساءا لا زم يا خد راحة ويطلع يشرب كوب من الشاي لأنه إذا لم يشر ب الشاي جاء له صداع.. فقام صاحبنا بتقديم الساعة الموجودة على الحائط ساعة بدون أن يدرى هذا المتوهم بالصداع.. وانشغلوا في الحديث عن العمل ونقاش.. وقد جلس المتوهم مقابل الساعة. حتى إذا جاءت الخامسة بدأ يقول عندي صداع واشعر أنى لازم آخذ راحة الآن لشرب الشاي.. ضحك الجميع لنجاح الخطة، فهو قد برمج نفسه على الساعة بأن يأتي له الصداع في الوقت ده وبدأ يشعر بإيحاءات الصداع. بينما في الواقع الساعة كانت مازالت الرابعة. فأثبت له بالتجربة أن ما يشعر به من صداع هو مجرد إيحاءات واوهام وليس الحقيقة.

أن اشد الأضرار ر علينا هو كيفية ظننا بأنفسنا.. روافد الظنون السيئة بالنفس كثيرة ويزينها لك الشيطان فتصدقها وتعيشها.. فما هي نظرتك لذاتك.. هل آنت تحب نفسك.. آم لا ؟ وما تظن أن معطيك الله مثلا ؟ في الحديث القدسي بين الله " أنا عند ظن عبدي بي فليظن عبدي ما شاء " حديث قدسي

فمن الناس من يظن إن الله لن يعطيه ويشك في الاستجابة لدعائه مع إن الله كفل إجابة كل الدعوات.. وذلك لسوء ظنه بنفسه مثلا.. كأن يقول ده إنا كلى مساوىء وذنوب ما اعتقد أن يستجيب الله لي.. لا يأخى.. طالما انك مؤمن ولا تشك في كلام الله فسيعطيك.. تأكد انه سيجيبك.. إما عاجلا أو آجلا أو أن يدفع عنك البلاء..

إن أفكارنا ومعتقداتنا هي من عند أنفسنا وهى التي تؤثر بالدرجة الأولى في ما سنصبح عليه.. فمن الناس من يظن أن الناس حوله أشرار متآمرين وان حظه سيء.. ولكن الحقيقة إن هذا التفسير والمنطق ما هو إلا تبرير ليسوغ لنفسه فشله في حياته... ولذا ما تظن بنفسك وتقتنع به يحدد ما ستصير عليه وتكون في هذه الحياة..

مثال.. الصلاة.. ما هو ظنك بالصلاة.. كيف تراها؟ منا من يراها على أنها عادة، أو تأدية فريضة يسقط التفريط فيها عنه، ومنا من يراها رياضة ومنا من يراها فرصة للدعاء عند الحاجة.. ولكن هل فكرتم مثلا في الصلاة على أنها عبادة روحانية جميلة تجمع كل ما قيل إلى جانب أنها تحدث نوع من الانسجام مع النفس وتعدل كل الشروخات التي في داخلنا، وهى لذة نفسيه وانس بالله وانشراح كبير في صدرونا وسبب لحل كل مشاكلنا وضوائقنا لأنها تقربنا من الله عز وجل الذي قال " إن تقرب لي باعا تقربت إليه ذراعا ".. إذا فكرتم في الصلاة من هذا المنطلق ستجدون لذة كبيرة وخشوع حقيقي وليس متصنع...

نحن اليوم نتاج ما أخذتنا إليه قناعتنا السابقة وسنكون إذا ما ستأخذنا إليه قناعتنا المستقبلية..

فانظروا إلى أنفسكم، ماذا تعتقد بان تكونوا ؟ وما هي معتقداتكم فهذا يؤثر على نتيجة شعوركم وسلوككم وتصرفاتكم وفي المحيط الذي تتفاعلون فيه.

إن جلوسكم مع إنسان يبث إيحاءات سلبية سيؤثر حتما عليك وعلى النقيض من ذلك أن جلوسك مع إنسان يبث إيحاءات ايجابية سيكون له وقع محفز وجيد فىانفسكم ويشحذ همتكم. كما أن الرسول " كان يحب الفأل ويكره الطيّرة" . انظروا ما اقره العلماء اليوم:

" لا يوجد إنسان ضعيف، ولكن يوجد إنسان يجهل ما في نفسه من مواطن القوه ".

فهناك من يجهل في نفسه مواطن القوه وفقط يستشعر الضعف ويترك الضعف بحاصرة بدون أن يحاول استنهاض مواطن القوه لتطغى على الضعف.. فمثلا هناك من ليست لديه القدرة على الحفظ و الصم ولكن موطن القوه عنده يتمثل في الفهم والتحليل وربط الاستنتاجات بالمواضيع نفسها، فتمكنه من استخدم هذه الخاصية في جعل الحفظ عنده سهلا. فعندما يجهل الإنسان مواضع القوه عنده يتكون لديه الشعور الخطأ الذي يبني عليه السلوك الخطأ والأفعال الخطأ التي تستحكم وتصبح عادات وطباع. كما يقول العلماء إذا لم يستخدم الناس أدمغتهم ألآن ربما يأتي وقت لا يجدون فيه دماغ يستخدمون، سيكون ضمر ومات.

يقول علماء المخ العالميين انه إذا جمعت كل العمليات التي تجريها شركات الاتصالات بالعالم مجتمعة وأوكلت الدماغ البشرى سوف لا يتعدى حجمها حجم حبه الفول من فصوص الدماغ.. لماذا... وماذا يعنى هذا ؟ يعنى أن لعقولنا قدرات عملاقة لقيام بعمليات معقدة مصنفة ومخزنه في أماكنها المخصصة تستدعى وقت الحاجة.

أرأيتم ما أودع الله في أدمغتنا ثم بعد ذلك نجى تقول الظروف، الناس، النحس، البيئة المحيطة... كفانا هراء ودعنا نبدأ رحلة البحث داخل أنفسنا لنستكشف مواطن القوة والضعف. لنزداد إيمانا وتقديرا لقدرة الخالق الجبارة التي أودعها بأماناتنا.

ويحضر ذهني الآن ما ذكر في سورة التين من محكم التنزيل، القرآن الكريم :start-ico إنا خلقنا الإنسان في أحسن تقويم كما أود أن أشارككم فيما فهمته الآن ولأول مره مما اسمع من سورة الصافات وبفهم مختلف، سبحان الله على هذة الخواطر التي تحضرني أثناء الكتابة لهذا المقال، علاقة الإيمان، والطيّره، وما هية ظننا بالله بكل ما كتبنا. اسمعوا وعوا ((( قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين، قالوا بل لم تكونوا مؤمنين، وما كان لنا عليكم من سلطان )))

وكذلك قوله تعالى عندما أنجى نوح وسبب النجاة من الكرب العظيم وحسن ظنه بالله وعدم الشك والارتياب :start-icoلقد نادانا نوح فلنعم المجيبون، ونجيناه وأهله من الكرب العظيم، وجعلنا ذريته هم الباقون وتركنا عليه في الآخرين سلام على نوح في العالمين أنا كذلك نجزى المحسنين انه من عبادنا المؤمنين ، وكذلك هو نفس السبب الذي نجا لأجله شيدنا إبراهيم عندما القوه في الجحيم لقوله تعالى
 :start-ico سلام على إبراهيم ،كذلك نجزى المحسنين ، انه من عبادنا المؤمنين وأيضا سيدنا الياس عندما استنكر على قومه أن كيف يدعون بعلا ويذرون أحسن الخالقين قال ((( سلام على ال ياسين ، إنا كذلك نجزى المحسنين ، انه من عبادنا المؤمنين )))

وعن حسن الظن بالله عندما نجى يونس من بطن الحوت وعندما وجد جميع الكائنات حوله في البحر تسبح فأيقن إن نجاته من عند الله فقط لقوله تعالى :start-ico  فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون .. فالطيرة شرك، وسوء الظن بالله تعطيل أو تشكيك في احد صفات الله وهو ليس من الايمان.. فقد روى عن ان الرسول أن رجل آتاه وبيده حلقه من صفر فسأله الرسول ما هذا ؟ قال من الوهن ؟ قال له " انزعها فأنها لا تزيدك إلا وهنا ، فانك إن مت وهى عليك ما أفلحت أبدا .. وكذلك إن علقت تميمة أو خرزة اعتقادا أنها ستحميك فتذكر قول الرسول" من تعلق تميمة فلا أتم الله له" . لأن هذا معتقد خاطىء يؤدى بالطبع إلى شعور خاطىء فيترجم إلى عمل خاطىء فيستحكم.. وقد جـاء الإسلام بالعقيدة الصحيحة متمما لها بالسنة النبوية ليصحح للناس كثيرا من الفكر الخاطىء الذي يؤدى إلى شعور خاطىء وفعل خاطىء يبعد الناس عن الله والإيمان الحق و ربما يهلكهم.

اما بالنسبة للشعور، إذا كان الأسان ذو شعور محب وقلب نظيف تجده يبث إشعاعات الحب في أي مكان يتواجد فيه.. وتكون نفسه مطمئنه، تجده راض عن نفسه وفى وفاق مع الناس الذين هم حوله يخفض لهم جناحه ويبعد عن النميمة والغل والحقد فيعيش سعادتي الدنيا والآخرة. فهو قد سعد بالطاعات وبالإيمان أثناء حياته وهذا الطريق يوصله إلى الجنة وهى السعادة المنشودة. إما الإنسان المبغض لنفسه والحاقد على الناس تجده يسلك مسالك الشر ولا يدعو لنفسه ولا لمن حوله بالهداية فيشقوا جميعا.. إن دعوتك لأخيك بالخير وهو للمسيء إليك، تجعل الشيطان لا يعيده إليك مرة أخرى.. إن تنظيف النفس له من الفوائد العظيمة التي هي اكبر بكثير مما نتصور.. فهي تنعكس علنا بالبركات والخيرات والراحة النفسية.

ولذا قال الله : إن من صفات عباد الرحمن :start-ico  الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالأيمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا انك رءوف رحيم

غيروا أساليب تعاملكم مع أولادكم مثلا و ستجدون نتائج مذهلة ومشاعر جميله، جربوا احضنوهم أو قبلوهم بدلا ما أن تضربوهم وراقبوا النتائج وتغيير سلوكهم للأحسن.. ذكر مر رجل على الرسول فوجده يقبل احد أحفادة. فأستغرب أتقبل هذا ؟ أنى لي 10 أولاد لم اقبل أحدا منهم قط. قال له الرسول وماذا اصنع إذا كان الله قد نزع الرحمة من قلبك! ولقد اخبرنا الرسول أن إذا أحببنا احد ان نعلمه لأن ذلك " أبقى للألفة واثبت في المودة " وان لا نتطير من احد فالرسول أكل مع رجل مجزوم وقال بسم الله وهو على قناعة وحسن ظن أن :start-ico  لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ولم يصبه شيء بأذن الله  قالوا إنا تطيرنا بكم قالوا طـائركم معكم أئن ذكرتم بل انتم قوم مسرفون .

إن الطريقة التي نرى بها أنفسنا ونظن بها كيف نحن تحدد من نحن وما تأول إليه شخصياتنا.. ما بالك برجل عنده 60 سنه من وجهة نظرك.. إذا قلت لي انه شايب أو عجوز فذلك لأنك ترى انك ستكون هكذا، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرف انه قوى معتد بنفسه وعنده يقين بدعم ربه له فكان عند سن الثانية والستين يبدو كأنه شاب قوى واثق من نفسه ولم يظهر عليه اى من أشكال الكسل أو التراخي.

إذا أردت أن تكون ناجحا فصاحب الناجحين واعمل بإعمالهم.. عليك أن تبرمج عقلك وأوقاتك على هذا الأساس وان تبتعد عن لصوص الوقت وأولهم نفسك التي تحدثك 8000 كلمه في الساعة وتوحي لك إيحاءات سلبية ولا تسوف عمل اى شي ء فقد قال سفيان الثوري رحمه الله إن "سوف" جند من جنود إبليس..

إذا أردت أن تزدهر حياتك وترقى فاستمع وافهم هذة الأمور جيدا.. كن كما أوصانا الرسول عندما سأل الرسول عن اى الناس أفضل قال:" الصدوق اللسان الخميم القلب " أن النظيف القلب الذي يكنسها دائما ويمسح ما فيها من سلبيات ليكون نقى بالفطرة كما حلقه الله.

اصنعوا المعروف دائما صلوا من قطعكم ادعوا لمن ظلمكم استمروا في تقديم المعروف لمن أساء إليكم فقد كان أبو بكر يريد أن يقطع صدقة عن شخص أساء إليه وخاض في عرض ابنته عائشة في قصه حديث الإفك المشهورة فلم يستسيغ ذلك التصرف الرسول : ونزل قول الله تعالى مصدقا لهذا :start-ico  وليعفو ا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم قال أبو بكر حينها بلى أحب يا رسول الله ولم يقطع عنه الصدقة.. أحسنوا لجيرانكم وزملاؤكم، كونوا المتفائلين الباذلين وبعيدين عن السلبية وتضييع حسناتكم في النميمة والافتراء على الناس كنوا مؤمنين حفا تكونوا اعباد الناس، كنوا فنعين تكونوا اشكر الناس وأحب الناس.. أحسنوا مجاورة من جاوركم وكفوا آذاكم عن الناس تكونوا حقا مؤمنين.. تمنوا للناس الخير وحاولوا مساعدة الناس وقدموا لهم المساعدات دائما واحتسبوا الأجر، وأصلحوا سريرتكم مع الله يدعمكم ويكون لكم وليا نصيرا..

كونوا ايجابيين وسوف ينعكس ذلك على المحيطين بكم وسينقلب هذا إلى شعور ثم تصرفات ايجابية خيرة للجميع فترقوا ويرقى من حولكم..

ويسعدني أن اختم بقول السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، خريجة مدرسه الرسول " إذا تمنى أحدكم فليكثــر فإنما يسأل ربه " اى الكريم وأحسنوا الظن بالله.. افتحوا لنفسكم أبواب الخير لتجدوه.. أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء.. أن صنعكم المعروف يدفع عنكم البلاء أما الحقد والكراهية فتدمر كل ما تبنوا وينهك قواكم في البناء وإعادة البناء بدلا من استثمار ما تم بناءه بالفعل. ..

الم نخلق لنعمل لنستحق الجنة أو النار بأفعالنا. حبكم أو كرهكم لانفسكم يجعلكم تسعدون وتسلكون مسالك الخير ( الجنة ) أو تشقون فتسلكوا مسالك الشر ( النار ).. كل يعمل لنفسه فإما موثقها أو معتقها..

إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب