العثور على اكبر واطول سراديب قلعة صلاح الدين الايوبي

اعلن المجلس الاعلى للاثار المصرية الاثنين العثور على اطول واكبر سرداب في قلعة صلاح الدين خلال القيام باستكمال مشروع الصرف الصحي في القلعة التي تعود لعصر المماليك.

وقال الامين العام للمجلس الاعلى للاثار زاهي حواس ان السرداب المكتشف "يصل بين قصر الابلق الذي يعتبر الاضخم من بين القصور المتبقية من عصر المماليك والقصور الجانبية التي تم تشيدها في عصر السلطان الناصر بن محمد قلاوون".

وكان الناصر شيد قصر الابلق في فترة حكمه الثالثة حيث تولى السلطة طفلا في عام 1293 ميلادية لمدة عام تم عزله بعده ليتولي الحكم ثانية عام 1298 الا ان الممالك اعادوا عزله في عام 1308 قبل ان يعود للسلطة للمرة الثالثة عام 1309 ليستمر في حكم مصر حتى عام 1341.

ووصف مدير عام قطاع الاثار الاسلامية والقبطية في المجلس عبد الله كامل الدهليز بانه كبير "يتسع لفارس يركب حصان ويبلغ طوله 150 مترا تنتهي عرضه متر ونصف المتر".

من جهته اشار مدير القلعة مصطفى حسن الى الى ان "السرداب يقع تحت سطح الارض بمعدل ما بين ثلاثة امتار وسبعة امتار بما يتلائم مع الموقع المقام عليه القلعة واختلاف ارتفاعات الهضبة المشيدة فوقها".

واضاف "لا نعرف ما اذا كان هذا السرداب ضمن الخرائط التي وضعها علماء الحملة الفرنسية للقلعة والتي يشير بعضها الى وجود مسارب تحت القلعة بما في ذلك وصفهم ل 14 صهريجا لتخزين المياه اصبحت معروفة بالنسبة للمجلس الاعلى واكبرها صهريج الكيخيا الذي يكفي حاجة عشرة الاف شخص من المياه لمدة تزيد عن العام.

ورجح حسن ان "تكون عمليات الردم التي قام بها محمد علي باشا في القلعة من اجل تشييد ابنيته الحديثة مسؤولة عن تدمير عدد من الدهاليز التي لم يكشف عنها بعد ولا يعرف عنها الكثير".

يشار الى ان الناصر بن قلاوون الذي شهدت البلاد في عهده ازدهارا غير مسبوق قام بتشييد العديد من المنشآت داخل القلعة وخارجها ابرزها مدرسته ومجموعته الموجودة في شارع المعز لدين الله الفاطمي والتي تعتبر من ابرز ملامح العمارة الاسلامية في القاهرة الفاطمية.

وقال المجلس الاعلى للاثار في بيان إن الدهليز الذي يعود الى عصر الملك الناصر محمد بن قلاوون كان مغطى بقبو برميلي الشكل ويقع فى المساحة الممتدة ما بين قصر الابلق والقصور الجانبية "ويعد من أهم دهاليز قلعة صلاح الدين الايوبي وهى من أهم الاثار الاسلامية فى مصر" وشرع صلاح الدين في بنائها عام 1176 ميلادية.

وكانت القلعة التي اقيمت على تل يطل على القاهرة رمزا ومقرا لحاكم مصر لعدة قرون وشهدت مذبحة شهيرة تخلص فيها محمد علي الذي يطلق عليه مؤسس مصر الحديثة من زعماء المماليك عام 1811. وتتابع اقامة المنشات فيها من مساجد وقصور وتحصينات مع تعاقب الملوك والسلاطين.

وأضاف البيان أن الدهليز يبلغ عرضه 150 سنتيمترا والجزء السفلي منه منحوت في الصخر.

وقال الامين العام للمجلس الاعلى للاثار زاهي حواس ان الكشف ربما يلقي الضوء على فترة تاريخية وحضارية وأثرية "من أزهى فترات التاريخ الاسلامي فى مصر."

وشيد الناصر محمد بن قلاوون القصر الابلق خلال فترة حكمه الثالثة التي استمرت بين عامي 1309 و1340 ميلادية حيث تولى الملك طفلا عام 1294 لمدة عامين وتم عزله ثم عاد الى الحكم مرة ثانية عام 1298 الى أن عزله المماليك عام 1308 قبل أن يعود للسلطة للمرة الثالثة التي استمرت أكثر من 30 عاما.

عن جريدة الأهرام المصرية