ترجمة خطابات متبادلة بين المودودى ويهودية أسلمت ..(مريم جميلة)

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

ترجمة خطابات متبادلة بين المودودى ويهودية أسلمت ..(مريم جميلة)

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 22

الموضوع: ترجمة خطابات متبادلة بين المودودى ويهودية أسلمت ..(مريم جميلة)

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    115
    آخر نشاط
    12-12-2007
    على الساعة
    01:36 AM

    افتراضي

    الخطاب (17)


    نيويورك فى 25 يناير 1962 (19 شعبان 1381)

    عزيزى مولانا مودودى
    السلام عليكم ورحمة الله

    أشكرك على خطابك الدسم ثقافيا فى 16 ديسمبر ، والذى أجهدت فيه نفسك فى الرد على كل أسئلتى بشكل وافر .
    منذ عدة أسابيع مضت ، حضر "ظفر الله خان" ليعطى محاضرة خاصة بمسجدنا هنا فى نيويورك . وقد كنت خططت لأحضر المحاضرة ولكنى تراجعت فى آخر لحظة ، فلم أستسغ لنفسى الحضور . كما لاشك أنك تعرف جيدا أن "ظفر الله خان" هو أحد القادة المرموقين فى الأحمدية . ومن بين الفرعين ، أعتقد أن فرع لاهور هو الخطر عن المجموعة الرئيسية فى "ربوة Rabwah" . القاديانيون يتكلمون بصراحة على أن "ميرزا غلام" هو نبى ، والمسلمون يرفضون ذلك ويعتبرونهم كفارا ، وأنهم بذلك قد خرجوا عن ملة الإسلام . وأحمدية لاهور تحاول أن تظهر بأنها متمسكة بالدين الحنيف ، ولكنها تعمل فى السر وبالمخادعة على نشر بدعها . على ما أظن فظفر الله خان ينتمى إلى المجموعة الأخيرة . وبالرغم من أنه يتظاهر بأنه متمسك بالإسلام الصحيح ، ولكن حقيقته ظهرت حينما رفض أن يشارك فى صلاة الجنازة ، كممثل رسمى للحكومة ، على جثمان "قايد عزام Qaid - e - Azam" وذلك لمجرد أن الإمام لم يكن قديانيا .
    وفى مكتبة صغيرة بنيويرك متخصصة فى الكتب الشرقية وجدت بها كتب مطبوعة فى باكستان ، وقد عثرت على كتيب عن الحركة القديانية بقلم الشيخ محمد أشرف من لاهور بعنوان ( باسم قداسته : شرح صريح وجسور عن قداسة "ميرزا غلام أحمد" ومطالبته بالنبوة ) بقلم ( فيونكس Phoenix ) وبمقدمة جيدة جدا بقلم "ظفر على خان" . يلقى هذا الكتاب أضواء على دراسة حياة الميرزا لم أقرأ مثله باللغة الإنجليزية ، وهو يحتوى على كم غزير من المقتطفات من كتاباته . وبعد أن قرأت عن حياته ، تعجبت كيف يمكن لعلماء نابغين مثل محمد على بلاهور أن يتقبلوا إدعاءاته الغريبة ما لم يكونوا قد قرروا اتباعه لمكاسب شخصية ومادية . لقد صعقت حينما وجدت ميرزا غلام أحمد تنقصه الحساسية الأخلاقية ، ومستواه الذهنى متوسط . لا شك فنظرتى إلى ميرزا غلام أحمد على أنه معتوه . "ففى تخيلاته (وبتعبير أدق ، هلوساته) فهى تؤكد له أن الله فى السماء يضعه فى مرتبة عظيمة ، وأنه سبحانه يدخر له أعلى الأوسمة ، وأنه ملك الآريين . وأنه هو "جاى سنغ بهادور Jai Singh Bahadur ( اسم سيخ يعنى الأسد المنتصر ) وأنه اللورد كريشنا . ومريم هى أحد أسمائه وصفته أو بالأحرى صفتها ، تبقى كبيرة مع عيسى لمدة ليست أكثر من عشرة أشهر . ( مداخلة : الترجمة صحيحة ، ولكنى لم أفهم المعنى ) . ويعتبر مولد المسيح ليس غير ميرزا نفسه "ص 191 - 192" . أليس هذا دليل على جنون الرجل ؟؟؟ لا أعرف لماذا فشل أقاربه فى معرفة ذلك ووضعوه فى الحجز ؟؟؟ لو كان ميرزا غلام أحمد قد وضع فى مستشقى الأمراض العقلية ، لم تكن له فرصة لنشر هلوساته ، ولم تكن أنت قد سجنت أثناء اضطرابات البنجاب عام 1953 ، ولم يكن صدر ضدك حكم بالإعدام . لو كان ميرزا غلام أحمد ما زال على قيد الحياة الآن ، لكانت أوهام العظمة والإضطهاد شخصت فورا من العالم الطبى بأنها من نوع الشيزوفرانيا - وجنون العظمة . كل سطر من كتباته تدل على مرضه . وكما كتب "فيونكس" : " غلام أحمد ، النبى ، كان مصابا بهوس الإضطهاد بشكل شديد . إدعاءاته تتواكب مع شعوره بالإضطهاد . فكلما زاد شعوره بالإضطهاد كلما ارتفعت أوهامه محلقة . المجانين يثابرون على أوهامهم كلما زاد هياجهم . لو أن المجتمع المسلم كان قد تركه وحيدا ونبذ إدعاءاته كحماقه ، لم يكن مرضه هذا قد وصل إلأى هذا الحد كما حدث (صفحات 185 - 186) " . فى النهاية ، فقد رأى فى أحد أحلامه ، بأنه فى الحقيقة هو الله القادر كما استنكر على أؤلئكم الذين يرفضون زعمه على أنه زائف . لم أجد ترجمات باللغة الإنجليزية للمجموعة الضخمة من كتب ميرزا غلام أحمد الت كتبها ، غير كتاب واحد بعنوان "تعاليم الإسلام" . أعتقد أنهم مدركون تماما كيف أن الناس ستسخر من هذه السخافات التى تنشر على أنها كشوفات أو وحى . كما أعتقد أن كتبه وبالذات كتاب "حقيقة الوحى" ، يجب أن تترجم لللأوردو واللغة الإنجليزية ليس لنشرها على الجمهور ، ولكن لنشرها على عالم الطب . عالم حقيقة الوحى ، هو فى منتهى الأهمية لطلبة علم النفس الغير طبيعى . علماء النفس يمكن لهم إعتباره كوثيقة قيمة على الفصام (schizophrenia) ، تعطى لهم تدريبا مهنيا مباشرا كيف يعمل الذهن المصاب بجنون العظمة . وفي ضوء ذلك ، فالهدف من دراسه كتب ميرزا غلام أحمد قد تساعد البحث العلمي في الأمراض العقلية .
    فى أحد الكتب التى أرسلتها لى فى الماضى ، شرحت كيف أن القوميين فى آسيا وإفريقيا يطبقون نفس نظم سادتهم الإستعماريين السابقين . والفرق الوحيد هو أن الأيدى قد تغيرت . لقد قتل مسلمون أبرياء نتيجة الفتنة التى قام بها غير المسلمين فى أليجاره ومدن أخرى بالهند ، وعرف ذلك فورا بالوطن . وكملحد ومؤمن عتيد بالإشتراكية ، فقد قام نهرو باتباع العقيدة المادية كأسياده السابقين . لم يتررد فى استخدام نفس طرق الإضطهاد التى كان يتبعها البريطانيين على رعاياه . إن لم يكن هو نفسه مذنبا بالتحريض على المذابح التى حدثت فى الهند ، فهو لم يفعل شيئا لوقفها ومعاقبة المسئولين عنها . فى القومية ذات الطابع الغربى ، فالأسس الموجهة لها هى كراهية الأقليات . من مبادئ القومية ، أن كل المواطنين يجب أن يكونوا من عنصر واحدا ولسانهم واحد ويسرى عليهم نفس القوانين ؛ لا يسمح بالإختلاف ، التشابه لابد أن يفرض بأى ثمن . وانتشرت هذه الأفكار فى كل أنحاء العالم بلا تدبر ، لقد شاهدنا هذا فى الإتحاد السوفيتى فى معاملة الدولة لغير الروس ، كما شاهدنا ذلك يحدث لليهود تحت حكم النازى ، وفى معاملة العرب بإسرائيل . والآن فهذه المأساة تحدث بالهند . أتعجب عما إذا كان نهرو قد تبنى نهج النازية والصهيونية فى معاملته للمسلمين بطردهم من ممتلكاتهم ، وتهجيرهم من بلادهم ، والأن يـُعـْمـِلُ فيهم القتل بأعداد كبيرة . وبمقارنة ذلك بالإسلام ، نجد العكس تماما ، فالإسلام يحمى الأقليات ويحمى حرية الإعتقاد للأديان والملل الأخرى ، ويسمح لهم بتطبيق ثقافتهم وقوانينهم دون إزعاج لهم .
    تفسيرك لماذا الإسلام لا يبيح الصور كان منطقيا وواضحا جدا . فأن دائما أعتقد أن هناك علاقة حميمة بين الفن الجيد والإيمان . وبالنسبة لى ، فمسجد بن طولون بالقاهرة ، ومسجد قرطبة ، ومساجد استامبول وأشباه ذلك فى العالم الإسلامى ، وآيات القرآن الكريم التى تزين حوائطها ، والسجاجيد ، والنسيج ، والأوانى الفخارية ، والأعمل الزجاجية ، كلها تحمل تعابير ملموسة من القيم الإسلامية . ألم يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم "أن الله جميل يحب الجمال ؟؟" . أيام انتعاش الحضارة الإسلامية ، لم يكن الفن يكنز بالمتاحف ، بل كان جزءا متكاملا حتى فى حياة المسلم البسيط . الفن لم يصبح الآن له مكان فى حياة الرجل الغربى . الملابس الغربية ، وحتى أحدث الأثاث ، هو من أكثر الأشياء إزعاجا رأيتها . مدعو "الموضوعية" أو "التجريد" فى الرسم ، صرعة أيامنا هذه ، يحاكون الصور الناتجة عن الإنفصام فى مستشفى الأمراض العقلية . ما تنطق به هذه الصور هو : "لا معتى للحياة ولا هدف . لا يوجد إله . كل شئ هو عبث وتافه" . لا أشك فى انحطاط الفن الحديث وتعلقه بما يسمى "فلسفة التغيير" . إذا استمر كل شئ على هذا المنوال ، فمن المنطق سيتبع ذلك عدم الإتزان فى أى شئ ؛ كل شئ سيصبح محددا بمكان واحد وزمن واحد ولن تكون هناك قيم ثابتة . الفن الراقى يجب أن يستند على الإيمان الضمنى فى مغراه الدائم وعلى الحقائق الجمالية . أعتقد أن الإنحراف فى الفن الحديث قد طال كل مجالات الثقافة الأخرى ، وذلك متفرع مباشرة من رفض القيم السامية . بدون مفهوم الحق المطلق ، ليس فى مقدور الإنسان تحقيق الفضيلة . كيف للمرء أن يحقق الكرامة والنبل فى الأخلاق إذا كان ما هو عزيز عليه اليوم ملغى غدا ؟؟؟
    القليل الذى قرأته عن "شاه ولى الله" حيرنى كثيرا . من ناحية قرأت أن كثيرا من العلماء فى شبه القارة الهندية - الباكستانية يضعونه فى المرتبة الثانية بعد الإمام أبو حامد العزالى . ومن جهة أخرى يقال بأن رائعته "حجة الله البليغة" تغذى الإلهام للحركة الغربية الحديثة ، وذلك بحثه على سيادة العقلانية ، كما أنه يشجع على ترجمة القرآن الكريم للغات أجنبية ( لقد ترجم بنفسه القرآن الكريم إلى اللغة الفارسية ) ، كما أنه يرفض كل ما يسمى عناصر "عربية" عن الإسلام على أنها كانت صالحة فقط لوقت معين وزمن معين ، ولمجتمع بدائى أيام محمد "عليه الصلاة والسلام" ، كما يقال عنه أنه رفض أيضا المدارس الفقهية الأربعة المعروفة ، ويريد أن يؤسس فقها جديدا صالح لاحتياجات الهند . كما يتردد بأنه يذكر أن الأمور الروحية فى الكتاب والسنة هى فقط الملزمة أما بقية الأمور التى تغطى مظاهر الحياة الدنيا ، فهى تصلح فقط للعرب فى القرن السابع . والآن هذا الذى لم أستطع استيعابه : شاه ولى الله عاش قبل تسلط الإستعمار البريطانى . وبالنسبة للقليل الذى قرأته عنه ، كانت فلسفته تضع القواعد وتزود التبريرات لهؤلاء الذين يسمون المسلمون التبريريون "Apologetics" والذين أتوا بعده . هل هو الذى شكل أفكاره بشكل منفرد ، أم أن هناك تأثيرات خارجية عليه ؟؟؟ .. فى كتابه "الفكر الدينى" للسيد أحمد خان ، والذى نشر حديثا بواسطة معهد الثقافة الإسلامية بلاهور ، يقول بشير أحمد دار ، بأن السيد أحمد خان ، بصفة مستمرة كان يشير إلى مقتطفات من كلام شاه ولى الله مقرا بوجهات نظره .
    تبريرات سير سيد أحمد خان ، بترت تعاليم الإسلام المتعارف عليها ، وكان لها تأثير حاد على "سيد أمير على" وكذلك مولانا "أبو الكلام آزاد" . حتى العلامة "إٌقبال" لم يهرب بالكلية من هذا التأثير ، والذى ظهر فى كتابه "تنقيح الفكر الدينى فى الإسلام" .
    أعرف أن العلامة إقبال من أكبر الشعراء المسلمين فى القرن العشرين ، وقد ترجمت بعض أعماله للغة الإنجليزية ، وهى جد ملهمة ، ولكن ماذا بالضبط موقفه ؟؟؟ بعض العلماء يصرون على أنه كان من العصرانيين وندا لهم ، ولتدعيم هذا الرأى ، اقتبسوا بغزارة من كتابه "تنقيح الفكر الدينى فى الإسلام" ، والذى يحاول ترجمة العقيدة الإسلامية حسب المعايير المختلفة للفلاسفة الأوروبيين المعاصرين ، ويمدح بحماس التجارب الكيميائية بتركيا . بينما فى أشعاره باللغة الأوردية والفارسية ينتقد الثقافة الأوروبية ومؤسسيها بشدة قاسية ، ويعنف هؤلاء المسلمين الذين نبذو موروثاتهم وقلدوا الغرب . ليس شكا منى أو سخرية ، كيف يجب أن يكون المجدد ، فالعلامة إقبال يكتب فى المواضيع الإسلامية بالنقاء ونبل الشعور . وما لا أفهمه عنه ، هو لماذا هذا هو يتناقض مع نفسه فى مواضع كثيرة ؟؟؟ لا أعتقد أنه كان منافقا ؛ فنبرات صوته كانت شديدة الإخلاص فى هذا المجال . إذا ما هو تفسير ذلك ؟؟؟
    كما أود أن تذكر لى شيئا عن مولانا "أبو الكلام آزاد" (1888-1958) ، حيث أنه يوجد فقط كتاب واحد عنه مترجم للغة الإنجليزية ، بقلم بروفيسير "همايون كبير Humayun Kabir" ، والذى عثرت عليه فى المكتبة العمومية بنيويورك ، لكنه ليس كافيا . كل ما أعرفه عنه أنه كان مكافحا للحرية مقرب من مهاتما غاندى ، ورئيسا لحزب المؤتمر لما يقرب من عقدين ، ثم بعد استقلال الهند ، وشغل منصب وزير التعليم حتى وفاته . كما أنى قرأت ايضا بانه كان عالما متمكنا فى النثر باللغة الاوردية ، وكتب تعليقات مثيرة للجدل عن القرآن الكريم . وللأسف ، لا شيء من كتاباته متوفرة في الترجمة الانكليزيه .
    وسأكون ممتنة جدا لإلقاء الضوء على المواضيع التي أثيرت في هذه الرسالة .

    أختك فى الإسلام
    مريم جميلة



    يتبع

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    115
    آخر نشاط
    12-12-2007
    على الساعة
    01:36 AM

    افتراضي

    الخطاب (18)


    عزيزتى مريم جميلة
    السلام عليكم ورحمة الله

    شكرا على خطابك فى 25 يناير
    وجهة نظرك عن "ميرزا غلام أحمد" هى صحيحة بالكلية . وحتى لمجرد المناقشة ، لو افترضنا أن نبى سيظهر بعد محمد "صلى الله عليه وسلم" ... بالرغم من أن هذه الفرضية تخالف ما جاء بالقرآن الكريم والسنة النبوية ... لو تفكرنا على مهل ، كيف لرجل مثل هذا ، بأخلاقه المتدنية ، وعقله المشوش ، أن يتوج نبيا ، وبذلك نفهم بسهولة مدى الإمتهان لتصور معنى النبوة فى أيامنا هذه . معظم الكتب التى كتبت بواسطة هذا المدعى ، ليس فقط أنها لم تترجم إلأى اللغة الإنجليزية ، بل إن أتباعه لم يتجرؤأ على إعادة طبعها باللغة الأوردية . تتداول كتبه بحرص وسرية ، لأن أتباعه يعرفون مدى سخافتها والنفور منها . (( مداخلة : وهذا تعليق من الأزهر الشريف ، يؤكد فتوى سابقة له ، بأن القاديانية ليست من الإسلام (أنقر بالماوس على)):::

    الأزهر : القديانبة ليست من الإسلام


    لقد رسمت صورة حقيقية عن الأحمدية والقديانية بربوة ، ولكن انطباعاتك خاطئة عن السيد ظفر الله خان وأنه ينتمى إلى مجموعة لاهور . فهو من المؤكد قديانى ، ويعتقد أن الميرزا نبى .
    ما ذكرتيه عن الحكومة الهندية وموف المسلمين منها صحيح . وعموما فلنقل ، بأن القادة السياسيون فى أفريقيا وآسيا ، هم يحبون الحرية بمفهوم أنهم لا يرغبون فى أن تتحكم فيهم قوى أجنبية . ولكن من منطلق آخر من ناحية الفكر والسلوك ، فهم عبيد مخلصون لأسيادهم السابقين ويتتبعون خطاهم بلا تغيير . القليل منهم يمتلكون الحرية والعقل الشجاع .روح نهرو هى روح إنجليزية كاملة . هو هندى فى مظهره الخارجى فقط .
    بالنسبة لشاه ولى الله ، فهو عظيم ، وعالم مسلم حقيقى أولا وأخيرا . لا أستطيع القول بأنى أتفق معه كلية وفى كل لكمة بذكرها ، ولكن مما لا شك فهو باع فى الحديث الشريف وفقيه . وله أيادى فى نشر معلومات عن الحديث بشبه القارة الهندية ، ويدين له الكثير من العلماء فى نشر معلومات عن حديث رسول الله . ويقوم من يسمون أنفسهم بالمجددين فى الإسلام ، نظرا لسلطته ومكانته العلمية ، باستقطاع بعض الفقرات من سياقها وتحريفها لتتفق مع أغراضهم . كل كتبه منشورة باللغة العربية أو الفارسية ، وأى شخص مطلع علي أفكاره يعلم جيدا عدم أمانة هؤلاء القوم . إنهم يضعون تركيبات غريبة ووهمية على كلماته ، ويحاولن التنقيب عن أفكار ليستموجودة فى كلامه . فشاه ولى الله ، لم يؤيد مطلقا مبدأ "سيادة العقلنة" كما أنه لم يطالب بتنحية "العناصر العربية" من الإسلام . لقد كان مقدرا للمذاهب الأربعة فى الفقه ، ولم يكن يسعى لإنشاء "مدرسة جديدة فى الفقه" لتحل مكان المدارس السابقة . على كل حال ، فهو قد رأى الجمود والتناحر بين المدارس المختلفة ، فعبر عن رغبته فى أنشاء مذهب فقهى مستنتج من هذه المذاهب ، وبالأخص المذهبين الحنفى والشافعى ، ولكنه لم يبتعد أكثر من هذا .
    لا أنكر أن العلامة إقبال قد انتقد الغرب باقتدار ، وأدى خدمة كبيرة للإسلام خصوصا فى شعره . وكن لسوء الحظ ، كما أشرت أنت فى ، فكتاباته لا تخلو من التناقض . أولا ، إقبال كان يمر دائما بمراحل مختلفة لتطوره الذهنى خلال فترات حياته ، وفقط فى أواخر حياته استطاع أن يبلور مفاهيمه الصحيحة للإسلام . فى أوائل حياته اختلطت مفاهيم دخيلة وتأثيرات حرة مع العقيدة الإسلامية . ثانيا ، وخلال فترة طويلة من حياته ، بدلا من أن يكون مسلما متمسكا بصرامة لعالمية الإسلام ، كانت هناك دائما مسحة من "القومية الإسلامية" عنده ، لم يستطع الفرار منها . وذلك قد كان السبب فى أنه لم يدين القادة المسلمين والمفكرين الذين يريدون تحديث الإسلام . وفى بعض الأحيان ، حينما تتغشاه ملكة الشعر ، يذهب إلى أقصى الحدود فى تدعيم العقلانيين بل يؤيد أيضا نشاطهم الغير إسلامى . ثالثا ، يجب أن تضعى فى الإعتبار العوامل التاريخية والسياسية التى أدت إلى بقاء التعاطف العميق بين تركيا ومسلمى الهند - باكستان ، فبعد فترة الإستعباد من الإستعمار البريطانى ، ارتبط هؤلاء المسلمون وجدانيا بهذا الملاذ الأخير لعظمتهم المتلاشية ، ودافعوا عنها بكل الطرق . وكمكافأة لما فعله كمال أتاتورك لإنقاذ هذه الدولة المسلمة المترنحة ، فقد كان العلماء والمفكرين المسلمين على استعداد للتغاضى عن توجهات كمال أتاتورك الغير إسلامية وبيانته وأعماله الكافرة . نتيجة لهذه الذهنية والخلفية التعاطفية ، فقد كان إقبال حتى عام 1930 ، يعطى المبررات والتوضيحات لما يفعله أتاتورك من تغيير محاولا أن يجد موقع قدم له فى النظام الإسلامى . ولكن أخيرا ، فصبر الشعراء نفذ ، وبدأ إقبال فى إدانة التوجهات الكمالية علنا .
    مولانا أبو الكلام آزاد ، حتى عام 1921 كان متحمسا للنهضة الإسلامية وحركة الخلافة . ولكنه بعد ذلك انقلب إنقلابا كليا فى أفكاره وتصرفاته ، حتى أن كثيرا من الناس بدؤا فى فرك أعينهم ليتأكدوا ، عما إذا كان هذا هو نفس آزاد أو أنه قد مسخ إلى شخص جديد ولد معه . أبو الكلام آزاد الآن 100% ذو قومية هندية ويجعجع مناديا بقضية القومية الهندية التى تجمع بين المسلمين وغيرهم . وقد تبنى ما يسمى "بوحدة الأديان" ، المفهوم الذى طرحه بعض الفلاسفة الهنود والغربيين تطويرا للنظرية الداروينية . ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح فى تفسيره للقرآن الكريم .
    الإسلام يصقل فينا الروحانية ، والتذوق الجمالى ، الذى يمكننا من اجتناب المكروه ، وفعل كل ما هو جميل . الإلحاد والمادية على العكس ، تفسد أذواق الرجال وتجعلهم يعشقون ويمجدون كل ما هو قبيح . ولهذا فتحت تعويذة الحضارة المادية ، فى كل المجالات من الفن والأدب نرى الإنحطاط قد خيم فيها .
    الآن ، أبعث بسلامى وتمنياتى الطيبة
    أخوك فى الإسلام
    أبو الأعلى



    يتبع

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    115
    آخر نشاط
    12-12-2007
    على الساعة
    01:36 AM

    افتراضي

    الخطاب (19)


    عزيزى مولانا المودودى
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    منذ أأن أصبح جواز سفرك لا يصلح للبلاد الإفريقية والعربية ، وخصوصا عندما ذكرت بأن "ميان توفل محمد" قبض عليه وسجن ، وأنا قلقة على سلامتك . إذا تأخر على ردك شهرا أو أكثر ، أبدأ فى القلق عليك ، هل أنت مريض ، لا سمح الله ، أو أنك شاركت ناشرك نفس المصير . أنا أهتم جدا براحتك كما لو كنت من أشد الناس قربا إلى ، بالرغم من أننا لم نلتقى وجها لوجه . وأنا أدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظك من كل سوء .
    لا شك أنك قد تكون متعجبا من ترددى فى سرعة قبول عرضك الكريم بتوفير العون والمساعدة إذا أنا وافت للحضور إلى لاهور . حقيقة الأمر أنى لا أستجمع الشجاعة لقطع الروابط العائلية وطرح ماضى ورائى نهائيا ، واالتقدم للمجهول . ولهذا فكل مرة تجدد فيها عرضك أتحاشاه ، على أمل أن تتحسن الأوضاع هنا إلى الأفضل . والآن أعرف بأننى كنت أخدع نفسى .
    وباختصار ، فملخص موقفى هو ، أنى فى وضع عضال يائس . ولا أستطيع العيش فى هذا المجتمع . وبما أنه ليس لدى خبرة عملية تذكر ، ولا مؤهلات أو اهتمامات تجارية ، ولا تدريبات متخصصة أو مهارات مهنية ولا دبلوما من إحدى الكليات - وفوق كل ذلك ، وصمة أننى قضيت أكثر من سنتين فى مستشفى عقلى ، من مارس 1957 إلى إبريل 1959 . لا أمل عندى فى الحصول على وسيلة للكسب ، منتجة ، وشريفة ، ومفيدة تتناسب مع حساسيتى البالغة .
    حيثما ذهبت للبحث عن عمل ، فأقابل فى وكالات التوظيف بنظرة باردة روتينية . مهمة هذه الوكالات هى حجب أؤلئكم الغير مرغوب فيهم ، والذين يدعون .. من وجهة نظرهم .. بأنهم لا قيمة تجارية لهم على الإطلاق . أبى رجل المبيعات ، وأمى التى تعتبر سيدة أعمل اجتماعية محترمة ، ينوون التقاعد العام القادم ، وبعدها سيشعرون بأنهم مضطرون لتخفيض نفقاتهم ، ويعملون على قطع المعونة المالية عنى . والأسواء من ذلك ، أنهم يريدون الإنتقال من مسكنهم ذو الأربع غرف والذى عاشوا فيهمنذ سبتمبر 1939 ، ويبيعون كل أمتعتهم وأثاثهم ليقضوا بقية حياتهم فى السياحة من بلد لآخر ، حتى يدركهم المرض أو الموت . وبما أن والدى يدركون بوضوح ،لماذا لا يمكننا العيش سويا فى سلام ووفاق ، فهم لن يسمحوا لى بمرافقتهم . وحتى لو سمحوا لى بالعيش معهم ، فأنا لن أكون سعيدة ومحبطة للعيش بطريقتهم ، والتى لا تتنازل عن التنتع بالأمور الدنيوية ، والتى تظهر لى بأنها سطحية جدا وفارغة ولا معنى لها . والآن أشد من ذى قبل ، وبعد خروجى من المستشفى منذ ثلاث سنوات ، فالتهديد الثابت الذى يواجهنى ، أنه إن لم أجد عملا يريحنى قبل تقاعد أبوى ، وتبديد لوازم المنزل ، فسأكون مرغمة على الإعتماد على الصدقة من الإعانة التى تصرفها المدينة للعاطلين ، أو أن أواجه الظروف الكئيبة المتوقعة لإلتزامات المعيشة . إعادة التأهيل غير ممكنة . لن أجد أى موقع فى هذا المجتممع . بدون معونة أبوى لن أستطيع العيش هنا يوما واحدا كمواطنة حرة . قد أفضل الموت على أن أعيش شبه ميتة ذليلة بائسة . أعترف بصراحة ، أنه لولا إيمانى بالإسلام لكنت قد انتحرت منذ سنوات مضت . بعد أن تحاشيت عرضك لى لفترة طويلة ، هل أكون متأخرة إذا قبلته الآن ؟؟؟
    أختك فى الإسلام
    مريم جميلة


    الخطاب (20)


    لاهور فى 31 مارس 1962 (مداخلة : لاحظ تاريخ هذا الخطاب وسرعة استجابة المودودى لطلب مريم جميلة) .

    عزيزتى مريم جميلة
    السلام عليكم ورحمة الله
    شكرا لخطابك المحرر فى مارس 22 ، والذى عبرت فيه قلقك على صحتى وسلامتى . هذا هو الشعور الطبيعى المتبادل بين الأخوة المسلمين . وبحمد الله سبحانه فأنا فى أمان وسلم . أنا مؤمن بأن الإنسان الذى يثق بالله ويعمل مخلصا له ، يتمتع بعبادته وهدايته وحمايته . خلال الثلاثين سنة الماضية لم يحدث لى انزعاج ولو للحظة واحدة بخصوص سلامتى أو فكرت لاتخاذ الإحتياط لها .
    كل ما فكرت فيه فهو الحقيقة ، وكل ما أردده فهو بلا إلتباس وأعمل من أجله إلى النهاية . وهؤلاء الذين لا يريدون منى ذلك ، فعلوا المستحيل ليبعدونى عن طريقهم ، ولكن كل مؤامراتهم لم تفلح وفى الحقيقة كانت مفيدة لدعوتى . وأتمنى أن يشملنى الله برعايته كما شملنى من قبل وأن يحبط كيد الأعداء مستقبلا .
    أقدر كثيرا الصعوبات والمشاكل التى تواجهينها . لم أكن آمل كثيرا فى مستقبلك بأمريكا . وهذا هو السبب فى أنى ذكرت لك منذ البداية بأن تهاجرى لبلد مسلم وأفضل لك باكستان . وقد كنت أفكر فيما لو أنك حضرت لباكستان فقد كنت سأسعد بذلك وأجهز لك ملاذا آمنا فى بيتى . وفى نفس الوقت فقد كنت ستقابلين شباب من المسلمين الأتقياء . وإذا وجد أحد منهم يناسبك فربما كنت ترتبطين كزوج لك وتعملون سويا على الدعوة للإسلام هنا بباكستان . ولكن عندما شعرت بأنك لا ترغبين فى تحقيق هذه الفكرة وتفضلين البقاء فى أمريكا ، فأهملت الموضوع .
    والآن حينما تأملت مشاكلك ، فأنا أجدد عرضى لك . ونظرا للتعقيدات بالنسبة لتبادل العملات ، فلا أستطيع المساعدة ماليا وأنت فى أمريكا . ولذلك أقترح عليك أن تسرعى فى الحضور قبل أن تسوء أحوالك المالية أكثر من ذلك . وحينما تكونين هنا بإذن الله فلن تقلقى على مستقبلك .
    وأود منك أن تطلعى أبويك عن وضعك الجديد بصورة كاملة . وأن تذكرى لهم بصعوبة استمرار حياتك بعد تقاعدهم وأن راحتك ستكون باكستان . كما تبلغيهم بأن الرجل الذى عرض عليك هذا الأمر المصيرى هو قريب من أعماركم ، وسيكون مستعدا لتقديم النصح كما سيكون على أتم استعداد ليتحمل على عاتقه أية مسئوليات إذا قبلت نصائحه . وإذا وثقت أنت وآبائك به ، بإذن الله ، لن تذهب ثقتكم هباء ولن تخدعوا .
    أخوك فى الإسلام
    أبو الأعلى


    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الوهاب ; 04-09-2007 الساعة 11:47 PM

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    115
    آخر نشاط
    12-12-2007
    على الساعة
    01:36 AM

    افتراضي

    الخطاب (21)


    نيويورك فى 7 أبريل 1962

    عزيزى مولانا المودودى

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لقد استلمت خطابك المسجل المحرر فى 31 مارس ، وأقبل دعوتك لى ، وسأتبع كل نصائحك بامتنان .
    بينما كنت أتكلم مع أحد الشبان فى المسجد ، قال لى بأنه خلال مناقشة مع مولانا ظفر الرحمن أنصارى القادرى ، رئيس الإتحاد الفيدرالى العالمى للبعثات الإسلامية بكراتشى أثناء زيارته لأمريكا ، أن من المفروض أن (يكون المتحول للإسلام حالته العقلية رقم 1) . وقد كان رد فعلى الأولى ، أن هذا أفظع تقرير سمعته ، وذكرت له . أنى قد ارتكبت أخطاء فى حياتى وأعترف بأنى فعلت أشياء حمقاء ، ولكن اعتناقى للإسلام ، هو أكثر الأشياء إيجابية فى حياتى ، وأكثر الأشياء فاعلية وعقلانية فى كل تصرفاتى . كما أنى مقتنعة دون أدنى شك ، بأن الإسلام هو الدواء الناجع للصحة النفسية . على كل حال ، فقد تكون نظرة مولانا صحيحة من وجهة النظر أن التحول للإسلام من اليهودية أو النصرانية ، بمعنى أن الإنتقالَ مِنْ اليهوديةِ أَو المسيحيةِ إلى الإسلامِ يَعْنىِ لا شيءَ أقل مِنْ الإنتقالَ مِنْ الحضارة الغربيِة إلى الحضارةِ الإسلاميةِ وتبني قلبيا لطريقةِ حياة مختلفةِ كليّةً ، وهجر أفراد محترمون ناجحون سعداء جداً مثل الأبويّنِ ، الأخوة ، العمّات ، الأعمام وأبناء الأعمام ، والإفتقارُ إلى أيّ حافز ، ناهيك عن الاستعداد لتقديم التضحيات الشخصيه لرفض المعتقدات والانشطه التى كانت عزيزة عليك سابقا ، وذلك في مقابل شيئ غريب على كل ما كان معروفا لديك في السابق أو من ذوي الخبرة . فقط الشخص الغير سعيد إلى أبعد الحدود أو على الأقل الغير راض عن طريقة حياته ، هو المستعد للخضوع لهذا التغير الجذرى . ولهذا ، فلو لم أكن قد مررت بهذه الثورة العاطفية وعدم التوازن الحاد ، ما كان لى أن أبذل هذا المجهود لأصل إلى فلسفة مقنعة للحياة . لو كانت الطبيعة قد حبتنى ما حبت به أفراد عائلتى الآخرين ، ما كانت لتكون لى قضية أو سبب لأشك فى صلاحية وسلامة مجتمعنا ، ولمرت الأمور تماما كما يحدث لأبوى وأختى . ومن هذا ترى ، أنه سبحانه وتعالى يهيئ لعباده فى النهاية ، ما هو أفضل ، وما تحسبه لعنة فهو فى الحقيقة نعمة .
    حماسى للعيش فى لاهور ، راجع لأنه فى العشر أو العشرين سنة الماضية ما حدث من حظر جماعة الإخوان المسلمين ، وما حدث من علمنة وتأميم لجامعة الأزهر ، جعلنى أفضل لاهور لأنها أصبحت بديلا عن القاهرة كمركز ثقافى إسلامى . كذلك فإنى أفضل لاهور لأنى أعتقد أن كثيرا من المؤلفات الإسلامية تنشر فيها ويمكن الحصول عليها بسهولة . ويخيل إلى أن كثيرا من الكتب الإسلامية تصدر بلاهور أكثر من أى بلد إسلامى آخر . وإذا حدث نتيجة تقاعسى أو إهمالى أنى لم أحصل على تفوق فى الدراسات الإسلامية ، ففى هذه الحالة لا ألومن إلا نفسى .
    أرجو منك مخاطبة والدى لتشرح لهما كل شئ . وأحد الأسباب التى قد تجعلهم يعارضون مخططاتنا ، وذلك ككل الأوربيون ، أنهم يعتقدون أنه ليس هناك شئ عند المسلمين إلا إحتقار النساء ، وحجبهم معزولين كأثاث المنزل ، وأنه فى باكستان فالنساء يعملن معاملة سيئة وينكرون عليهن حقوقهن اشخصية .
    مرة ثانيةً هَلْ لي أَنْ أُبلغُك إمتنانَي العميق َ. وبفضل من الله ورحمته ، فلم يتركنى وحيدة معزولة فى كفاحى . بارك الله فيكم .

    أختك فى الإسلام
    مريم جميلة



    يتبع

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    115
    آخر نشاط
    12-12-2007
    على الساعة
    01:36 AM

    افتراضي

    الخطاب (22)


    عزيزتى مريم جميلة

    السلام عليكم ورحمة الله

    استلمت أمس ، خطابك المحرر فى 7 أبريل وأن سعيد بقبولك نصيحتى واستعدادك للحضور لباكستان . أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يوفقك للخير وما هو أفضل لصالحك .
    أفضل لك السفر بالبحر لأنه أرخص ويمكنك اصطحاب كثير من أمتعتك . ستصلين إلى ميناء كراتشى ومن هناك تستقلين القطار إلى لاهور . كثير من القطارات السريعة تسير بين البلدين والرحلة تستغرق حوالى 22 ساعة . بعد إتمام الإجراءات فى القنصلية الباكستانية فى نيويورك ، أن تخبرى فورا "شودرى غلام محمد" فى العنوان التالى : 23 ستراشن رود ، كراتشى - 1 ، وذلك عن ميعاد تحرك باخرتك ، واسمها ، واسم الشركة ، واليوم المحتمل أن تصل فيه للميناء بكراتشى . أنا أكتب له الآن خطابا أطلب منه لقاءك بكراتشى ، وأن يقدم لك كل التسهيلات لرحلتك ‘لى لاهور ، وأن يرسل لى برقية بخصوص وصولك . وحين وصولك للاهور فسأكون أنا شخصيا ، أو سكرتيرى "مالك غلام على" ، فى استقبالك ويرافقك لمنزلى . ومن الأفضل أن يكون حضورك ليس متأخرا عن الأسبوع الثالث من حزيران ، حيث أنى سأسافر لإفريقا فى منتصف تموز . فى حالة حضورك ثلاثة أسابيع قبل مغادرتى ، فآمل أن يتم فى هذه الفترة التعارف بينك وبين عائلتى ، وأن تشعرين بأنك فى منزلك ، حتى لا أكون قلقا أثناء سفرى .
    أعتقد أنه من المستحسن أن أذكر بعض النقاط ، التى قد تساعدك فى التأقلم النفسى والطبيعى فى البيئة الجديدة عليك . كما لاشك تعرفين ، بأن طريقة معيشتنا ، وظروفنا الإجتماعية تختلف كثيرا عن تلك بأمريكا . نفتقر هنا لكثير من المرافق ووسائل الراحة التى اعتاد عليها الأمريكان ، وهذا شئ مسلم به . كذذلك حاجز اللغة سيكون متعبا إلى حد ما . ولهذه الأسباب ، فالأشهر الأولى من وجودك بباكستان ، ستكون متعبة وتشكل عبئا ما على أعصابك . ما لم يكن لديك الصبر وتكونى مصممة بحزم على تقبل الحياة وفقا لظروفنا ونمط معيشتنا وأن تندمجى بين اخوتك المسلمين هنا ، فأنك قد تجدين صعوبة بالغة في التوفيق بين ذاتك والحياة الجديدة فى مواجهة الصعوبات التي لا مفر منها في المرحلة الاولى . وبالرغم من أنى سأبذل كل جهدى لتوفير احتياجاتك وتسهيل الأمور عليك ، فتعاونك االدؤب معنا ضرورى .
    لى أختان هما قريبتان من عمرك . أختى ذات الثالثة والعشرون من العمر "حميرة" تدرس لدرجة الماجستير فى الأدب الإنجليزى ، والثنية ذات التسعة عشر سنة ، فى مرحلة البكالوريوس فى الفن الإقتصادى . أتمنى أن يكن أصدقاء لك ، ويعلموك اللغة الأردية ، وفى المقابل يستفيدون من حماس متحولة جديدة للإسلام . وبما أن اللغة الإنجليزية لدى زوجتى ضعيفة ، فقد يكون ذلك حائلا بينكن للتقارب فى البداية ، وأرجو أن تتعلمى اللغة الأردية خلال شهرين أو ثلاثة ليتم التفاهم بينكما . وبعد تعلمك للأردية ، فسيكون تعلمك للغة العربية سهلا ، حيث أن هاتين اللغتين تشتركان فى مفردات كثيرة .
    وبخصوص زواجك ، فسأترك الموضوع كاملا لتقديرك ، ولن يكون هناك أى ضغط من ناحيتى . وإذا فكرت فى الحياة الزوجية ، فسأساعدك فى اختيار الزوج الصالح والمناسب لك . ومن ناحيتى ، فأنا أرحب بك عضوا فى عائلتى بصفة دائمة . وأنا أدعوك لتشاركينى ضيافتى لك بنفس الروح التى حدثت من سكان المدينة المنورة الذين قدموا دعواتهم للمرهقين والمضطهدين من اخوتهم من أهل مكة ، وأن تشعرين أنت بما كان يشعر به المهاجرون ، وتعلمى أن أخوة الإسلام أكثر ثباتا وقوة من علاقة القرابة والدم .
    هناك سبب آخر لتأجيل قرارك بالنسبة للزواج فى الوقت الحاضر . فحينما تعيشين فى منزلى ، فزوجتى ستعطيعك تدريبا عمليا كيف تتصرف المرأة المسلمة فى بيتها ، وكيف تدير شئون منزلها ، وهذه معلومات لا يستغنى عنها . قد لا تكونى سعيدة بالإرتباط برجل غربى ، ولكن بالطبع تريدين الزواج من رجل باكستانى مسلم . ولكى تنجحى فى هذا الإرتباط ، فمن الضرورى أن تتعلمى طرق المعاشرة فى العائلات المسلمة .
    ويجب أن تلاحظى حقيقة أنك حينما تصلين لاهور هذا الجزء من بلادنا سيكون الطقس فى منتهى الحرارة . حرارة الصيف فى حزيران وتموز وآب ، تصل إلى أعلى الدرجات ، فالحرارة بالتهار قد تصل إلى 100 درجة فهرنهيت . ومنازلنا ليست مكيفة ولكننا نستخدم مراوح كهربائية . فى النهاية ستعتادين على مناخنا القارى ، ولكن يجب أن تستعدى لأول هجمة مناخية تقابلينها .
    ويسعدني ان باكستان والقنصلية العامة فى نيويورك قد عرضت المساعدة في ترتيب تسهيلات العبور . يجب عليك التأكد من القنصلية عن الفترة المسموح لكى البقاء فيها بباكستان ، وطريقة الحصول على الإقامة فى الوقت المناسب . وأنصحك ألا تغيرى جنسيتك الآن . وإنه من الأفضل أن تبقى بجواز سفرك الأمريكى لمدة مناسبة .
    يجب أن تحملى معك متعلقاتك المناسب ، والأشياء التى يسهل عليك حملها . وبالنسبة للرسوم الجمركية الباهظة ، فالمنتجات الأجنبية مكلفة جدا ولا تقارن بما فى أمريكا . لهذا لا تتركى شيئا تحتاجينه وراءك بفرضية أنه يمكنك تعويضه هنا بباكستان بسهولة .
    سأكتب خطابا منفصلا لوالديك . وأفضل أن تقدمينى بنفسك لهم ، وتريهم بعضا من خطاباتى لك ، حتى يمكنهم سهولة استيعاب خطابى الحالى لهم .
    أخوك فى الإسلام
    أبو الأعلى
    لاهور 18 أبريل 1962

    يتبع

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    10:58 PM

    افتراضي

    والله يا استاذ ابو عبد الوهاب انت معلوماتك هى الثروة بحق لمن القى السمع وهو شهيد

    قرأت اول فقرة واول رسالة
    وسأتابع ان شاء الله
    فقد اخذت نسخة مما تنشر

    انت فعلا تقوم بعمل حيوى هام

    جعله الله فى ميزان حسناتك وكتب لك ولنا حسن الخاتمة
    اللهم تقبل من عبدك ابو عبد الوهاب

    تحية واحترام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    115
    آخر نشاط
    12-12-2007
    على الساعة
    01:36 AM

    افتراضي

    ابنتى الفاضلة / نسيبة بنت كعب


    بارك الله فيك


    الخطابان الباقيان ، هما بين المودودى ووالدى مريم جميلة ، ثم سأنشر بعده خطاب منها لأبويها بعد عشرين سنة من إقامتها بباكستان ، تدعوهم فيه إلى الإسلام .


    فدعواتك لى أن يوفقنى الله سبحانه وتعالى على إكمال المهمة .

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    10:58 PM

    افتراضي

    السلام عليكم

    الكبير ابو عبد الوهاب .... رعاه الله

    اولا ادعو الله العظيم رب العرش العظيم ان يعينك على اتمام ما شرعت فى ترجمته
    وان يعينك على ترجمة كل ما يفيد الاسلام والمسلمين


    وليتك تضع لنا فى ملف مرفق الرسائل الاصلية بلغتها

    تحياتى واحترامي الكبيرين لعلم جليل لا يقوم به الا اولو العزم اتباع المرسلين
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    115
    آخر نشاط
    12-12-2007
    على الساعة
    01:36 AM

    افتراضي

    [B]
    الخطاب (23)


    الأعزاء السيد ماركوس والسيدة ماركوس

    أعطى لنفسى حرية تحرير هذا الخطاب لكم من باكستان . والوسيط بينى وبينكم هو ابنتكم العزيزة ، الآنسة مارجريت ماركوس ، والتى كانت تراسلنى تقريبا منذ سنة ونصف . بالإختصار فسأشرح الأسباب التى دعتنى لكتابى هذا لكما .
    أعتقد بأنكما تعلمان بأن ابنتكما قد درست الإسلام لعدة سنوات ، وحتى قبل اعتناقه رسميا ، فقد بدأت فى كتابة مقالات دفاعا عنه . وفي وقت لاحق ، بعد دراسة متانيه والمداولات الواجبه ، أعربت رسميا عن عزمها على الدخول في حظيره الاسلام وقبول الإيمان به طريقا لحياتها . وبما أنى تابع متواضع للإسلام ، وقد قضيت كل حياتى فى تعزيز كل قضاياه ، فاهتماماتنا المشتركة أوصلتنا للتعارف الوثيق فيما بيننا .
    وما قد ذكرته لى من الصعوبات الحالية التى تلاقيها ، جعلتنى أشعر بأن ليس لها مستقبلا فى أمريكا . وأعتقد أنها ل بقيت بأمريكا فى هذه الظروف ، فستتدمر حياتها كلية . ، لهذا فقد نصحتها ، مخلصا ، بأن تحاول العيش فى بلد مسلم ، وإن هى فضلت المجئ لباكستان ، فهى مرحب بها فى منزلى كمأوى لها ، ليس كضيفة مؤقتة ، ولكن كعضو دائم بالأسرة . أحمل لها احتراما كبيرا لما تحمله من صفات وقيم ، وأتمنى رعايتها كشخص عزيز على وقريب منى كأى شخص أرتبط به رباط الدم . وبهذه الروح ، فقد دعوتها للحضور لمنزلى وأن تعيش معنا كعضو من العائلة . وهى مستعدة لقبول دعوتى لها ، ولكنها مترددة للحضور مالم يأذن لها أبواها الأعزاء ويباركوا هذه الخطوة .
    هذا هو السبب فى تحريرى خطابى هذا لكما .
    وإذا كنتم علمتم أى شئ مسبقا عنى ، فلن يكون هناك شئ إضافى أذكره لكما . وبما أننى شخص غريب لكما ، فلا أملك إلا أن أؤكد لكما أن تضعوا ثقتكم فى وأن تكونوا فى غاية الإطمئنان بهذا الخصوص . من الطبيعى أن يكون تجاوبكم الأولى هو أنكما لا تفضلون هجرتها من أمريكا إلى بلد شرقى ، ولكن إذا تعمقتما أكثر فى الموضوع ، واضعين صالح ابنتيكما فى الحسبان ، أتمنى أن تتفقا معى بأن هذا هو الحل الوحيد للخروج من المأزق الذى تجد هى فيه نفسها .
    وباكستان لها ، هى أفضل البلدان الإسلامية لأن اللغة الإنجليزية هى لغة المخاطبة والفهم ، كما أن المتحولون للإسلام لهم تقدير كبير بها . وأما بالنسبة لى ، فيمكنكم سؤال الآنسة مارجريت عنى . وأنا على يقين بأن أبنائى وزوجتى سيرحبون بها ككفء لهم ، وربما أكثر ويعوضوها عن أسرتها الأمريكية . وأتمنى من الله ألا يكون لديكما سبب فى القلق عليها .

    مع أطيب التحيات
    المخلص لكما
    أبو الأعلى


    يتبع

    الخطاب (24)


    عزيزى المودودى

    أشكر لك خطابك الكريم المحرر فى 18 أبريل ، والذى فيه دعوة لابنتى ، مارجريت ، لتعيش معك فى منزلك . فأنا وزوجتى قد تأثرنا بعمق من كرمك لعرض ضيافتك لها .
    فمنذ اعتناقها للإسلام من عام مضى ، خصوصا وأنها متحمسة له ، فيبدو أن وجودها بمجتمعنا يشكل لها صعوبات عملية . تتطلع مارجريت لقبول دعوتك لها ، ونحن كوالديها ، مستعدين أن نعطيها رضانا عن ذلك ، بالرغم من أن هذا يعنى أنها ستعيش فى مكان بعيد عنا . خصوصا وبالنظر إلى الإندفاع الذى أبدته ، فنأمل أن يتيح لها هذا الفرصة لأن تعيش سعيدة ويكون هناك معنى لحياتها .
    الذهاب إلى بلد مختلف فى الثقافة لاشك يحتاج مزيدا من الصبر أثناء فترة التأقلم . وبالنظر إلى العطف والتفاهم الذى أبديته فى خطاباتك معها ، وحماس مارجريت ، فأنا مقتنع بأن دخولها فى حياة عائلتك سيكون ناجحا .
    ويسعدنى أن ألاحظ فى خطابك لمارجريت نصيحتها بخصوص تغيير جنسيتها وزواجها . وإنطلاقا من أبوتى ، أتمنى أن تتخذ خطوات مستقرة بعد إقامتها بباكستان فترة مناسبة .
    ستذهب لبلدك مع مباركتنا ، وسنستمر فى متابعة سعادتها ، ولذلك فلتأخذ حريتك للكتابة لى فى أى وقت عن أحوالها .
    تشاركنى السيدة ماركوس أن ننقل لك ولزوجتك وأبناءك امتنانا القلبى .

    المخلص جدا
    هاربرت س. ماركوس




    انتهت الخطابات بين المودودى مريم جميلة وعائلتها

    ويتبع آخر خطاب من مريم جميلة لوالديها بعد عشرين سنة من إقامتها بباكستان
    [/
    /B]t]


    كنت قد ترجمت هذا الخطاب لأحد الإخوة الكرام ، لينشره فى كتاب يعده لمثل هذه القصص ، وقد استأذنته بنشره لكم ، فأذن لى مشكورا ... وذلك لأهمية هذا الخطاب الذى صدر من ابنة محبة لوالديها ، وتخشى عليهم البقاء على الكفر ، فالفرصة أمامهم تضيق ، وهى تتمنى لهم كل الخير .


    خطاب مفتوح لوالدى بقلم مريم جميلة

    ( 1 )


    كتبت مريم جميلة ... يهودية مشهورة اعتنقت الإسلام ... هذا الخطاب المفتوح لوالديها ]

    أبى وأمى الأعزاء أعيش الآن بباكستان منذ أكثر من عشرين عاما ، خلالها اكتسبتم عائلة إضافية جديدة محبوبة ، لا شك أنها أضافت سعادة لسعادتكم . لقد بلغتم عمرا ناضجا ، والحمد لله ، فقد عشتما طويلا بصحة جيدة ، أكثر مما توقعت . كما أنكما قد قرأتما كل مؤلفاتى وكتبى عن الإسلام التى أرسلتها لكما ، بعقلية متفتحة وذهن واسع الإدراك . لهذا لستم فى حاجة لأية مقدمة للموضوع الذى أريد أن أناقشه معكما الآن ، وكل ما سأقوله لن يكون غريبا عنكما . أتسآل ، هل تدركون كم أنتم محظوظون جدا ؟ بما أنكما تتمتعون بصحة معقولة ، وأنكما قادرين للإعتناء بأنفسكما ، ويمكنكما الإستمرار بالتمتع بحياة طيبة . وهل فكرتما فى إحدى المرات ، فى الإيمان المأساوى لمئات الآلاف من كبار السن الآخرين الأمريكان ، ضحايا الأمراض المزمنة ، والوهن ، الذين يتزاحمون على المستشفيات ، وبيوت التمريض ( والتى هى فى الحقيقة تعتبر مخازن للجثث ) ، وبيوت المسنين ، وعنابر مؤسسات الأمراض العقلية ؟ وهل فكرتما كذلك ، فى العدد الهائل للكبار الأرامل الذين يعيشون فى غرف قذرة ، فى رعب دائم من هجمات متوقعة ، أو سرقات ، من الشباب الجانح الذى يفترس الضعفاء وكبار السن ، دون وازع أو خوف من العقاب ؟ سوء معاملة الكبار هى نتاج مباشر ، لعدم وجود الأسرة التى تحميهم . هل أختكم الكبيرة عمتى ، روزالين ، التى تعيش فى حماية أسرة متحابة ، عطوفة ، ومنزل سعيد ، هل فكرت كم هى محظوظة بالنسبة لمثيلاتها الأمريكيات اللاتى لا ينلن وضعها ؟ لابد أن تعرفوا أن المجتمع الذى نشأتما فيه ، وقضيتما كل حياتكما فيه ، يتفكك ، وعلى حافة الإنهيار . الواقع أن الإنحدار هذا كان واضحا منذ الحرب العالمية الأولى ، الفوضى الأخلاقية فى غياب أية قيم محترمة ، أو معايير ثابتة للأخلاق والسلوك ، والهوس الجنسى الفاسد وانتشاره فى وسائل الإعلام الترفيهية ، سوء معاملة الكبار فى السن ، معدلات الطلاق التى فى ارتفاع متزايد بين الأجيال الحديثة ، والزواج الدائم والسعيد أصبح نادرا ، الإعتداء على الأطفال ، تلوث البيئة ، استنزاف الموارد النادرة وذات القيمة ، الأوبئة التناسلية ، الإضطرابات العقلية ، إدمان المخدرات والكحوليات ، الإنتحار كعنصر متقدم فى أسباب الوفيات ، الجريمة ، التخريب ، الفساد الحكومى ، واحتقار القانون بصفة عامة ... وكل ذلك له سبب !!! السبب فى ذلك هو فشل العلمانية ، والمادية ، وغياب القيم الأخلاقية ، وتجاوز التعاليم الإلهية ، والقيم الأخلاقية . العمل فى التحليل النهائى ، يعتمد على العقيدة والمبدأ ، فالمقاصد إذا كانت خاطئة ، لابد للعمل أن يقاسى . لا شك أن قراءة هذه الملاحظات ستصيبكما بالإزعاج . ستحتجون بما أنكما لستما لاهوتيين ، ولا فلاسفة ، ولا علماء اجتماع ، فلماذا تضايقينا بمثل هذه الأمور " العميقة " ، فى حين أنها لا تقع فى دائرة اهتماماتنا المباشرة ؟ وفوق كل هذا فنحن سعداء بحياتنا وقانعين بها كما هى . أنتما تريدان فقط الإستمتاع بحياتكما الآن ، تعيشا كليا فى الحاضر ، وتقبلا ما تجئ به الأيام . إذا كانت الحياة رحلة ، فلا يعتبر ذلك تهورا فى أن نبحث عن الراحة والسعادة ، ولا نفكر فى نهاية هذه الرحلة ؟ لماذا ولدنا ؟ ما معنى الغرض من الحياة ، ولماذا سنموت ، وماذا سيحدث لكل منا بعد الموت ؟؟؟ أبى ، لقد ذكرت لى عدة مرات ، أنك لن تقبل الدين التقليدى ، لأنك مقتنع بأن الدين يتعارض مع العلم !!! فالعلم والتكنولوجيا ، قد زودتنا بمعلومات عن طبيعة العالم ، وأتاح لنا الراحة الوفيرة والرفاهية ، زاد من كفاءة محاربة الأمراض وعلاجها ... نعم ، ولكن العلم لا يمكنه أن يبين لنا ماهية الحياة وماذا بعد الموث ... العلم يقول لنا فقط " كيف " ولكنه لا يستطيع أن يقول لنا " لماذا " ؟ هل للعلم أن يقول لنا ما هو الخطأ من الصواب ؟ ما هو الجميل وما هو القبيح ؟ ولمن نتجه فى أعمالنا ؟ ... الدين هو الذى يجيب عن ذلك .



    ( 2 )


    ما يحدث اليوم لأمريكا ، هو تكرار لما حدث للإمبراطورية الرومانية فى مراحلها الأخيرة للسقوط . المفكرون يعلمون أن العلمانية ، لا تصلح لتكون الأساس السليم لنظامنا الإجتماعى . وهم يبحثون بقلق فى اتجاهات آخرى ليجدوا الحل ، ولكنهم ما زالوا لم يجدوا هذا الحل . هذا الهم ، لا يحمله فقط قليل من علماء الإجتماع ، بل إن الأمرض الناتجة عن التفكك تؤثر عليك وعلى وعلى كل شخص آخر منا . فى مراحلها الحرجة ، تبنت الإمبراطورية الرومانية القديمة النصرانية كمنقذ لها ، ومن ثم سيطرت الكنيسة على أوروبا لأكثر من ألف سنة . وقد أدى هذا إلى وضع حد لكثير من الفساد الإجتماعى والروحى للبشر . ولكن للحظ العاثر ، أثناء أعتماد مفاهيم أخرى للحياة ، فقد خلطت الكنيسة بين النصرانية والوثنية والعلمانية ، وتبنت كهانة ولاهوتية لم تصمد أمام عهد النهضة والتقدم العلمى والثورة الفرنسية العلمانية . وبينما هجر النصرانيون الأوروبيون والأمريكان ، كنائسهم وبيعهم ، أرسلت الإرساليات الإستعمارية والمستغلة ، لتنصير الناس فى آسيا وإفريقيا . بعد النصرانية ، فاليهودية هى ثانى دين فى أمريكا ، وهى التى تسيطر سياسيا ، واقتصاديا ، وتهيمن على الميديا . ولكن اليهودية كانت دوما ضيقة الأفق وعشائرية ولا ترحب بمعتنقين جدد . لم تكن فى وقت من الأقات دينا عالميا . وقد كانت الحركة الصهيونية التي أدّتْ إلى مؤسسةِ دولة إسرائيلِ، هى التعبيرُ العلمانيُ للقوميةِ والقبليّةِ اليهوديةِ . الأعمال الوحشية المخيفة التى ترتكبها إسرائيل فى فلسطين المحتلة ، والعدوان الغير مبرر على لبنان المجاورة ، ومحاولة الإبادة الجماعية لعرب فلسطين وحرمانهم من كل حقوقهم الإنسانية والسياسية ، هى انتيجة المنطقية للنظرة الضيقة التى تتملك اليهود . وهذا أيضا السبب فى أن الأحبار الأورثوذوكس ، لا يرفضون الإعتقاد بأن ما تقوم به إسرائيل لا يجوز إنتقاده وأنها لا تخطئ أبدا ، ويدعمونها فى كل ما تفعل . فهذه الأخلاقيات والتصرفات الواضحة تبطل تماما أن تكون اليهودية هى دين المستقبل . يشكل المسلمون الدين الثالث بأمريكا ، وعدلات من يعتنقوه فى زايد سريع اليوم . لم يبقى الإسلام محصورا فى الأماكن البعيد بالصحارى والأحراش الإفريقية ، بل ظهر الآن كذلك على الساحة المريكية . هناك الآن ثلاثة ملايين مسلم فى أمريكا ، وهذا العدد فى تزايد سريع . هناك آلاف من الطلبة الممتازين من المسلمين يدرسون بجامعات أمريكا ، مدربين تدريبا عاليا ، ويعملون فى شتى المجالات . وفى العقدين الماضيين ، هناك الآلاف من المواطنين من كل المستويات ، الذين اعتنقوا الإسلام . فى البداية ، كان معظم من اعتنقوا الإسلام هم من السود ، الذين وجدوا فيه ، الكرامة ، الشرف ، إحترام الذات ، والأخوة العرقية كما فعل مالكولم اكس ، ولكنه فى السنين الحديثة ، دخل الإسلام أكثر وأكثر من البيض ذوى الأصول الأوريية ، باحثين عن التوجيه فى كل أمور حياتهم المضطربة السابقة ، مضحين بالكثير نتيجة اعتناقهم له ، ومتحملين المشاق فى سبيل ذلك . قليل منهم هم من المحظوظين ، مثلى ، الذين لهم آباء متفهمين ومحبين مثلكم . كثير من النوع الآخر ، قاسوا من الإحتكاك بذويهم الغير مسلمين . الكنائس وعابد اليهود مهجورة فى أ]امنا هذه ، فى حين أن المساجد والمراكز الإسلامية ، مليئة بروادها من المسلمين ، مزدهرة فى كثير من المدن الأمريكية الهامة ، وتجتذب أعدادا متزايدة كل يوم . معظم المسلمين الجدد فى أميركا من الشباب النابه والمتعلم جيدا . ما هو الذى جذب هؤلاء الشباب الأمريكى للإسلام ؟؟؟ الأمريكان اليوم ، شبابا وشيوخا ، يبحثون بإصرار عن الهداية الحقة . لقد ذاقوا المرارة مما يسمى بالحرية الشخصية ، والفرص التى يتمتعون بها دون وازع من ضمير بالنسبة للآخرين ، ولا معنى لها فى الحقيقة إلا تدمير المجتمع . العلمانية والمادية ، لا حيلة لهما لتقديم حلول لبناء القيم الأخلاقية للأمريكان ، على مستوى الفرد أو المجتمع . وكذلك ، فالنصرانية واليهودية لم تستطيعا ذلك أيضا ، ولهذا يتجه الكل إلى الإسلام . كمسلمون جدد ، يجدون فى الإسلام ضالتهم ، ويجدون الصدق ، والراحة النفسية ، والحياة الأمينة . وللمسلمين ، فإن الموت ليس نهاية كل شئ . ويتطلعون لآخرة كلها نعيم مقيم ، وسعادة دائمة . هذه التوجيهات موجودة فى القرآن الكريم ، وفى أعمال وأحاديث محمد عليه الصلاة والسلام ، وهذه التعليمات والتوجيهات ، ليست لأناس يعيشون فى زاوية بعيدة من العالم ، ولكنها للبشرية كلها . ستجد فى الإسلام الحلول لجميع المشاكل ، من اقتصادية ، واجتماعية ، والسياسية التى تواجهنا الحين فى الغرب . بالإضافة ، فالإسلام ليس باردا ، وبعيدا ، وغير شخصى . المسلمون عندهم إيمان راسخ بالله سبحانه وتعالى ، ليس فقط فى أنه الخلق ، والقيوم ، والذى يحكم العالم ، بل بأن الله هو المحب للمؤمنين وهو الذى يخرجهم من الظلمات إلى النور ، وكما هو مذكور فى القرآن الكريم ، أقرب إليهم من حبل الوريد . وبما أن القرآن الكريم ، وحى من عند الله ، وقد وعد الله بحفظه ، فلم يحدث ، ولن يحدث ، أن يتطرق إليه تبديل أو تحريف . وبما أنه كامل بكمال الله ، فلن يدعى أحد بأنه يمكن له تحسينه ، أو مراجعة نصوصه ، أو إعادة تشكيله . وبما أن محمد عليه الصلاة والسلام هو آخر الرسل ، قتوجيهاته لن تعلو عليها توجيهات أخرى . القرآن والسنة ، موجهة إلى كل العالم وفى كل الأوقات ، فى الشرق وفى الغرب . وبما أنها لكل زمان ومكان ، فلن يطرأ عليها أى إلغاء ، أو أن تصبح غير صالحة لعهد ما . يا أبوى ، لقد أصبحتم فى سن متقدمة ، وما بقى من عمركما إلا القليل . ولكن ما زال أمامكما متسعا من الوقت . إذا كان قراركما إيجابيا ، فستربطون بالتى تحبكم كل الحب فى باكسنان ، ليس فقط بوشيجة الدم ، بل أيضا برابطة الدين . وسيستمر حبنا هذا الموجود بالدنيا ، بل سنلتقى سويا فى الآخرة متحابين أيضا . وإذا كان قراركما سلبيا ، فسأخاف عليكما ، من أن هذه السعادة والراحة والحياة الرغدة ، المؤقته ، ستنتهى فى وقت قصير . وحالما يأتى أمر الله وتنتهى الحياة ، فسيكون الوقت متأخر للأسف أو الإعتذار . العقاب سيكون شديدا ولا مأوى من العذاب ولا هروب . وأنا كابنتكم المحبة الشفوقة ، تريد أن تنقذكم من هذا المصير ، ولكن القرار يقع كلية عليكما ، لكما كل الحرية للقبول أو الرفض : مستقبلكم يعتمد على قراريكما الآن .
    كل حبى و تمنياتى لكما الطيبة ،

    ابنتكم المخلصة مريم جميلة
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الوهاب ; 02-12-2007 الساعة 10:14 PM

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    2,339
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    24-04-2014
    على الساعة
    12:19 AM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    من لا يعرف مريم جميلة ؟

    رائع ما قمت به أخي الفاضل

    ثبت الله أجرك عنه وجعله في ميزان حسناتك

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك أينما كنتم وجزاكم خيرا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

ترجمة خطابات متبادلة بين المودودى ويهودية أسلمت ..(مريم جميلة)

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كيف أسلمت إيفون ريدلي؟؟
    بواسطة دفاع في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25-07-2009, 06:20 PM
  2. مريم جميلة .. من الغى إلى الرشد (منقول) !!!
    بواسطة أبو عبد الوهاب في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-12-2007, 01:23 AM
  3. أسلمن بعد 11/9 نصرانية ويهودية
    بواسطة muad في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-03-2007, 05:35 PM
  4. الرد على موضوع (خطابات للمسلمين) لموقع النادي العربي
    بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-05-2006, 01:01 AM
  5. ترجمة كتاب القيامة بالجسد للقديس جاستن مارتر - ترجمة محمود مختار أباشيخ
    بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-01-2006, 04:19 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

ترجمة خطابات متبادلة بين المودودى ويهودية أسلمت ..(مريم جميلة)

ترجمة خطابات متبادلة بين المودودى ويهودية أسلمت ..(مريم جميلة)