الحروب الصلبية من كتاب قصة الحضارة :لمؤرخ ول ديورانت - شهد شاهدآ من اهلها

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الحروب الصلبية من كتاب قصة الحضارة :لمؤرخ ول ديورانت - شهد شاهدآ من اهلها

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 27

الموضوع: الحروب الصلبية من كتاب قصة الحضارة :لمؤرخ ول ديورانت - شهد شاهدآ من اهلها

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    30
    آخر نشاط
    08-10-2008
    على الساعة
    07:03 PM

    افتراضي

    شكراً لك اخي الكريم على هذا الموضوع

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    997
    آخر نشاط
    29-04-2011
    على الساعة
    08:04 PM

    افتراضي

    وأصبح بوهمند من ذلك الحين أمير أنطاكية باعترفا بفضله , وكان يمتلك هذا الاقليم ظاهر الامر بوصفه اميرآ اقطاعيا خاضعا لأكسيوس , لكنه فى الواقع كان يحكمه بصفته حاكما مستقلا ; وقال زعماء الصلبيين ان عجز أليكيوس عن ان يخف لمعونتهم قد احلهم يمين الولاء التى اقسموها له , وقضى اولئك الزعماء ستة اشهر أعادوا فيها تنظيم قواهم وجددوا نشاطهم , ثم زحفوا بجيوشهم على أورشيلم وبعد حروب دامت ثلاث سنين ,نقص فيها عددهم الى أثنا عشرة الف من المحاربين , وقفوا فى اليوم السابع من شهر يونيه 1099 م وهم مبتهجون متعبون أمام أسوار المدنية ,وكان من سخريات التاريخ ان الأتراك الذيم جاؤا ليقاتلوهم قد اخرجوا من المدنية قبل ذلك بعام وكان مخرجهم هم الفاطمين .

    وعرض الخليفة الفاطمى على الصليبين أن يعقد معهم الصلح مشترطا على نفسه أن يؤمن الحجاج المسيحين القادمين الى اورشيلم والذين يأتونها للعبادة , ولكن بوهمند وجد فرى طلبا للتسليم بغير قيد او شرط , وقامت حامية الفاطمين المكونة من الف رجل الحصار مدة أربعين يومآ , فلما حل اليوم الخامس عشر من شهر يوليه قاد جدفرى وتانكرد رجالهما وتسلقوا أسوار المدنية ,وتم للصلبيين الفوز بغرضهم بعد ان لاقوا فى سبيله الامرين .

    وفى هذا يقول القس ريمند الاجيلى شاهد عيان :-
    ".. وشاهدنا أشياء عجيبة , اذ قطعت رؤؤس عدد كبير من المسلمين وقتل غيرهم رميا بالسهام , او ارغموا على ان يلقوا أنفسهم من فوق الابراج , وظل بعضهم الاخر يعذبون أيام , ثم احرقوا فى النار , وكنت ترى فى الشوراع أكوام من الرؤؤس والايدى والاقدام , وكان الانسان أينما سار فوق جواده يسير بين جثث الرجال والخيل . <19>

    ويروى غيره من المعاصرين تفاصيل أدق من هذه وأوفى ; يقولون أن النساء كن يقتلن بالسيوف والحراب , والاطفال الرضع يختطفون بأرجلهم من اثداء أمهاتهم <20>. ويقذف بهم من فوق الاسوار , او تهشم رؤؤسهم بدقها بعمود , وذبح السبعون ألفا من المسلمين الذين بقوا فى المدنية , اما اليهود الذين ظلوا احياء فقد سيقوا بهم الى كنيس لهم , وأشعلت فيهم النار وهم احياء , واحتشد المنتصرون فى كنيسة الضريح المقدس , وكانوا يعتقدون أن مغارة فيها احتوت فى يوم ما المسيح المصلوب , وفيها أخذ كل منهم يعانق الاخر أبتهاجا بالنصر , وبتحرير المدنية ,ويحمدون الرحمن الرحيم على ما نالوا من فوز ! .

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    997
    آخر نشاط
    29-04-2011
    على الساعة
    08:04 PM

    افتراضي الفصل الثالث :: مملكة اورشليم 1099-1143

    أختير جدفرى البويونى الذى اعترف له اخر الامر بالتقوى والصلاح المنقطعى النظير حاكما على دمشق على ان يلقب بهذا اللقب المتواضع ,وهو" حامى حمى الضريح المقدس ". ولم يدع الحاكم الجديد أنه خاضع لألكيسيوس لان الحكم البيزنطى لهذه المدينة كان قد انقضى منذو 465 عاما , ولهذا اصبحت مملكة أورشليم اللاتينة من يوم انشائها دولة مستقلة كاملة السيادة , وحرم فيها المذهب الأورثوكسى الشرقى , وفر البطريق اليونانى الى قبرص , وقبلت أبرشيات المملكة الجديدة الشعائر اللاتينة , والمطران الأيطالى والحكم البابوى .

    وبعد فأن ثمن السيادة هو القدرة على الدفاع عنها , وهذا هو الثمن الذى كان على المحررين العظام أن يؤده , فقد وصل الى عسقلان بعد اسبوعين من هذا التحرير جيش من المصريين يهدف الى استعادة المدنية المقدسة فى أديان كثيرة . وهزم جدفرى هذا الجيش القادم , ولكنه مات بعد سنة واحدة من هذه المعركة سنة 1100م وخلفه أخوه بولدين وهو اقل منه كفاية- تولى من سنة 1100 الى 1118م- وأتخذ لنفسه لقب أسمى من لقبه وهو لقب الملك.

    وشملت المملكة الجديدة فى عهد الملك فلك fulk كونت أنجو -1131 _1143 – الجزء الأكبر من فلسطين وسوريا , ولكن المسلمين ظلوا مالكين حلب , ودمشق , وحمص , وقسمت المملكة أربع أمارات أقطاعية , تتركز على التوالى حول أورشليم , وأنطاكية والرها , وطرابلس ; ثم جزئت كل أمارة الى أقطاعيات تكاد كل منها تكون مستقلة عن الأخرى , وكان سادتها المتحاسدون يشنون حربا بعضهم على بعض , ويسكون العملة , ويحاكون الملوك المستقلين فى هذه وغيرها من الشئون , وكان الاشراف هم الذين يختارون الملك , وتقيده سلطة الكنيسة دينية لا سلطان عليها لغير البابا نفسه , وكان مما أضعف سلطان الملك غير هذا أنه اسلم عدة ثغور : يافا وصور , وعكا , وبيروت , وعسقلان – الى البندقية , وجنوى وبيزا , نظير ما تقدمه للمملكة الجديدة عن معونة حربية وما تحمله لها بطريق البحر من مؤن .

    أما تنظيم المملكة وقوانينها فكانت تضعها المحاكم العليا فى أورشليم – وكان هذا أحدى النتائج المنطقية للحكم الاقطاعى من الوجهة القانونية . وأدعى الاشراف ملكية الارض جميعها وأنزلوا ملاكها السابقين –
    سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين – منزلة أرقاء الأرض . وفرض عليهم واجبات أقطاعية أشد قسوة مما كان منها وقتئذ فى أوربا , حتى اخذ سكان البلاد المسيحيون ينظرون بعين الحسرة الى حكم المسلمين ويعدونه من العصور الذهبية التى مرت بالبلاد < 21>.

    وكان فى المملكة الناشئة كثير من أسباب الضغف , ولكنها كانت تتلقى معونة فذة من نظام الرهبان الحربيين , ذلك أن تجار أملفى amalfi كانوا قد حصلوا من المسلمين منذو عام 1048 م على أذن ببناء مستشفى فى بيت المقدس لايواء الفقراء أو المرضى من الحجاج , ثم نظم ريمند دوبى Raymond du puy موظفى هذا العهد تنظيما جديدآ فجعلهم هيئة دينية تكرس من حياتها للعفة والفقر والطاعة , وحماية المسيحين فى فلسطنين بالدفاع عنهم دفاعا عسكريا , ومن ثم أصبح الفرسان فرسان المستشفى القديس يوحنا من أنبل الهيئات الخيرية فى العالم المسيحى .

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    10:58 PM

    افتراضي

    وبعديـــن .....

    مازلت اتابع


    سلام

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    300
    آخر نشاط
    03-10-2012
    على الساعة
    04:11 PM

    افتراضي

    احييك يا أخ بهاء
    و انا من المتابعين لهذا الموضوع بشغف
    التعديل الأخير تم بواسطة wela ; 03-09-2005 الساعة 02:34 AM

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    997
    آخر نشاط
    29-04-2011
    على الساعة
    08:04 PM

    افتراضي

    وحدث حوالى ذلك الوقت نفسه سنة 1119م ان نذر هيودو بايان hugh de payans وثمانية أخرون من فرسان المعبد الصلبين أنفسهم للرهبنة , وخدمة المسيحيين العسكرية , وان حصلوا من بولدين الثانى على مسكن لهم بالقرب من الموضع الذى كان فيه هيكل سليمان وسرعان ما أطلق عليهم أسم فرسان المعبد , ووضع لهم القجيس برنار نظاما صارما , لم يطيعوه امدآ طويلا; وكان مما أثنى عليهم به أنهم " أكثر الناس علما بفن الحرب " وامرهم " ألا يغتسلوا ألا نادرا وان يقصوا شعر رؤسهم <22>.

    وكتب برنار الى فرسان المعبد يقول "ان المسيحى الذى يقتل غير المؤمن فى الحرب المقدسة , أن يثق بما سينال من هذا الثواب أذا قتل هو نفسه . وان المسيحى ليبتجه بموت الكافر لان المسيح يتبهج أيضا بموته . <23>; ومن الواجب على الناس أن يقتلوا وهم مرتاحوا الضمير أذا كانوا يريدون النصر فى الحروب , وكان الواحد من فرسان المستشفى يلبس مئزرآ أسود على كمه صليب أسود . أم الواحد من فرسان المعبد فكان يلبس مئزرآ أبيض على حرملته صليب أحمر , وكانت كلتا الطائفتين تكره الاخرى كراهة مبعثة الدين .

    وانقل فرسان المستشفى وفرسان المعبد من تمريض المرضى الى الهجوم على حصون المسلمين ; ومع ان فرسان المعبد لم يكونوا يزيدون عن 300 . وان فرسان المستشفى كانوا حوالى 1180<23>, فقد كان لهم جميعا شأنآ ظاهرآ فى معارك الحروب الصليبية , وذاعت شهرتهم الحربية وقامت الطائفتان بحملة لجمع الاموال , فتوالت عليهم الأعانات من الكنيسة والدولة , ومن الاغنياء والفقراء على السواء ; فلم يحل الرقن الثالث عشر حتى كانت كلتهما تمتلك فى أروبا ضياعا واسعة تشمل أديرة , وقرى , وبلدان.

    وأدهشت كلتاهما المسيحين والمسلمين بما أنشاءت من الحصون الواسعة فى بلاد الشام , حيث كانوا يستمعتون بالترف مجتمعين , وسط متاعب الحروب وكدها , مه انهم قد نذروا انفسهم فرادى للفقر .<25>. وفى عام 1190 أنشأ المان فلسطين طائفة الفرسان التيوتون بمعونة عدد قليل من الألمان فى بلادهم الأصلية , وشادوا لهم مستشفى قرب عكا. وعاد معظم الصلبيين الى أوربا بعد أستيلائهم على بين المقدس , فنقص بذلك عدد الرجال الذين تعتمد عليهم الحكومة المذعزعة الأركان نقصا يعرضها للخطر الشديد .

    ووفد على البلاد كثيرون من الحجاج ولكن قلما بقى قيها عدد منهم للقتال , وكان الروم فى الشمال يترقبون فرصة تتاح لهم لاستعادة انطاكية والرها وغيرهم من المدن التى كانوا يدعون أنها مدن بيزنطية ; واخذ المسلمون فى الشرق ينشطون ويضمون صفوفهم بتأثير النداءات الأسلامية والغارات المسيحية وكان لاجئون المسلمون الفارون من فلسطين يقصون عليهم الحوداث المفصلة المحزنة التى أعقبت سقوط المدينة فى أيدى المسيحين , وأقتحمت هذه الجموع مسجد بغداد العظيم وأهابت بالجيوش الاسلامية أن تحرر بيت المقدس وقبة الصخرة المقدسة من أيدى الكفرة الأنجاس <26>.

    وكان الخليفة عاجزآ لا يستطيع تلبية النداء , وكن عماد الدين زنكى أمير الموصل الذى ولد عبدى رقيقآ لبى الدعوة , وزحف جيشه الحسن القيادة فى عام 1144م . وأنتزع من المسيحين المعقل الخارجى الشرقى , وبعد أشهر قليلة أستعاد الرها وضمها الى حظيرة الأسلام , وأغتيل زنكى وخلفة أبنه نور الدين , وكان يماثله فى شجاعته , ويفوقه فى قدرته . وكانت هذه الحوداث التى أثارت أوربا ودفعتها الى الحرب الصلبية الثانية .

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    997
    آخر نشاط
    29-04-2011
    على الساعة
    08:04 PM

    افتراضي الفصل الرابع :الحرب الصلبيبة الثانية : 1146-1148

    وأستغاث القديس برنار بالبابا يوجنيوس الثالث لينادى مرةأخرى بحمل السلاح . وكان يوجنيوس وقتئذ فى صراع مع الخارجين على الدين فى روما نفسها ,

    فطلب الى برنار أن يقوم هو نفسه بالدعوى , وكانت هذه فكرة سديدة ,لان القديس كأن أعظم شأنا من الرجل الذى نصبه هو بابا ,فلما أن خرج من صومعته فى كليرفو clairvaux ليدو الفرنسين الى الحرب خفتت أصوات الشك التى كانت مستكنة فى صدور المؤمنين , وزالت المخاوف التى نشرتها القصص التى كانت تروى عن الحرب الصلبيبة الأولى .

    واتخذ بانار سبيله مباشرة الى الملك لويس السابع وأقنعه بأن يحمل الصليب , ثم وقف والملك الى جانبه وأخذ وأخذ يخطب الجمع الحاشد فى فيرلازى vezelay 1146م ; ولم يكد يتم خطبته حتى تطوع الجمع كله لحمل السلاح , وتبين ان ما كان كان معدال من الصلبان لا يكفيهم ,

    فمزق برنار مئزره ليصنع منه ما يحتاجه من الشارات , وكتب الى البابا يقول ان " المدائن والحصون قد خلت من مكانها , ولم يبق ألا رجل واحد لكل سبع نساء وترى فى مكان أرامل لأزواج لا يزالون أحياء " .

    ولم ان ضم أليه فرنسا على هذا النحو أنتقل الى ألمانيا , وأستطاع بحماسته وفصاحة لسانه ان يقنع الامبراطور كنراد الثانى بأن الحرب الصلبيبة هى القضية الوحيدة التى يستطاع بها توحيد حزبى الجلف guelf والهنستو فن hohenstaufen اللذين كان نزعهما يمزق الدولة تمزيقا وأنضوى كثيرون من النبلاء تحت لواء كنراد , من بينهم الشاب فردريك frederick of swabfa الذى أصبح فيما بعد برباسا barbarossa

    والذى مات فى الحرب الصلبيبة الثالثة . وبدأ كنراد والألمان فى سيرهما فى يوم عيد الفصح من عام 1147م , وتبعهما الفرنسيون فى يوم عيد العنصرة , وكانوا يسيرون فى حذر مسافة منهم , لأنهم لم يكونوا واثقين أيهما
    أشد عداء لهم : الألمان او الأتراك .

    واكن الألمان أيضا يشعرون بمثل هذه الحيرة بين الأتراك واليونان ; وبلغ من كثرة المدن بيزنطية التى نهبت فى طريق الزاحفين أن أغلقت كثير منها أبوابها فى وجوههم , ولم تقدم لهم ألا قليلا من المؤن أنزلتها فى سلات من فوق الأسوار , وعرض عليهم مانول كمنينوس manuel comnenus

    أمبراطور الرومان فى ذلك الوقت فى رقة ولطف أن تعبر الجيوش النبيلة مضيق الهلسبنت عند ستوس sestos , وبدل أن تخترق القسطنطية , ولكن كنراد ولويس رفضا هذا العرض .

    وقامت طائفة فى مجلس لويس تدعوه الى الأستيلاء على القسطنطية وضمها الى فرنسا , ولكنه لم يستجيب لهذه الدعوة , على انه لا يبعد أن تكون أنباؤها قد ترامت الى اليونان ;هذا الى ان هؤلاء قد توجسوا خيفة من قامة فرسان الغرب ودروعهم , وان سرتهم حاشتيهم النسائية , فقد كانت

    أليانور المتعبة تصاحب زوجها لويس التاسع , وكان الشعراء يصحبون الملكة , ونبلاء فلاندرز وطلوشه يصطحبون معهم ازواجهم , وكانت وسائل النقل التى مع الفرنسيين مثقلة بالحقائب والصناديق الميئة بالثياب ومواد التجميل , يراد بها الحفاظ على جمال هذه السيدات فى الجواء وفى صروف الحرب والدهر .

    وعجل مانويل بنقل الجيشين فى مضيق البسفور , وامد اليونان بالنقود المخفضة القديمة ليتعاملوا بها
    مع الصلبيين , وكثيرآ ما أدى نقص المؤن فى اسية وأرتفاع الأثمان التى يطالب بها اليونان , الى النزاع بين المنقذين ومن يريدون أنقاذهم من أعدائهم , وكان مما أحزن فردريك ذا اللحية الصهباء أنه أضطر الى ان يسفك بسيفه دماء المسيحيين ليستطيع ملاقاة " الكفار".

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    997
    آخر نشاط
    29-04-2011
    على الساعة
    08:04 PM

    افتراضي

    وأصر كنراد على ان يسير فى نفس الطريق الذى سارت فيه الحملة الصلبيية الاولى ,مخالفا بذلك نصيحة مانويل , وتخبط الألمان فى سيرهم على الرغم من مرشديهم , او لعل ذلك كان بفعل مرشديهم ,فاجتازوا بطاحا بعد بطاح خالية من مواد الطعام , ووقعوا فى كمين بعد كمين نصبه لهم المسلمين , ودب فى قلوبهم الياس لكثرة من هلك منهم .

    والتقى جيش كنراد عند دور ليوم , حيث هزمت الحملة الاولى جيش قلج أرسلان , بقوة المسلمين الرئيسية ,ومنى فيها بهزيمة ساحقة ,لم ينج فيها من جيش المسيحين أكثر من واحد لكل عشرة , وخدع الجيش الفرنسى الذى كان متأخرآ وراء الالمان بمسافة طويلة بما جاءه من أخبار عن انتصار الألمان , فتقدم فى غير حذر , وقضى على الكثيرين من رجاله الجوع وهجمات المسلمين ,

    ولما وصل الى اضاليا أخذ لويس يساوم رؤساءه بحارة السفن اليونانية على نقل جيشه بطريق البحر الى طرسوس أو انطاكية للمسيحين , وطالب أولئك الرؤساء بأجور باهظة عن كل شخص تحمله السفينة ,فقبل لويس وطائفة من النبلاء ,وأليانور وسرب من السيدات الأنتقال , وتركوا بقية الجيش فى أضاليا , وانقضت جيوش المسلمين على المدينة وقتلوا كل ما فيها تقربيا من الجنود الفرنسيين سنة 1148م.

    ووصل لويس الى بيت المقدس ومعه النساء وليس معه الجيش ,كما وصل أليها كنراد بفلول الجيش الذى غادر راتسبون ,وحشد الملكان من هذه الفلول وممن كان فى العاصمة من الجنود جيشا مرتحلا , وزحف به على دمشق , وكانت قيادته موزعة بين كنراد ,ولويس , وبولدوين الثالث سنة "1143-1163" .

    وشجر النزاع فى أثناء الحصار بين النبلاء على الطائفة التى تحكم المدينة بعد سقوطها , وتسرب عمال المسلمين الى الجيش المسيحى و ورشوا بعض الزعماء بالمال فجعلوهم يقعدون بلا عمل , او ينسحبون من الميدان <27>.

    ولما ان ترامت الأنباء بان أميرى حلب والموصل يزحفان بجيش كبير لفك الحصار عن دمشق تغلب دعاة انسحاب , فانقسم الجيش المسيحى الى جماعات قليلة فرت الى انطاكية او عكا , او بيت المقدس ... وهزم كنراد وأصيب بالمرض ورجع مسربلا بالعار الى ألمانيا ,وعادت أليانور وعاد معظم الفرسان الفرنسيين الى فرنسا , اما لويس فقد بقى فى فلسطين عاما أخر يحج فيه الى الأضرحة المقدسة .

    وأرتاعت أوربا لما اصيب به الحملة الصليبية الثانية من أخفاق شنيع , واخذ الناس يتسألون كيف يرضى الله أن يذل المدافعون عن دينه هذا الأذلال الفظيع المنقطع النظير , وشرع النقاد يهاجمون القديس برنار ويصفونه بانه خيالى متهور , يرسل الناس ليلاقوا حتفهم , وقام فى اماكن متفرقة بعض المتشككة الجريئين يجادلون فى القواعد الأساسية
    للدين المسيحى , ورد عليهم برنار بقوله ان أساليب الله سبحانه لا تدركها عقول البشر , وان الوبال الذى حل بالمسيحيين ربما كان عقابا بهم على ما أرتكبوا من الذنوب ,

    ولكن الشكوك الفلسفية التى أشاعها أبلار abelaed المتوفى عام 1142م أخذت من ذلك الوقت تجد من يعبر عنها حتى بين جمهرة الشعب نفسه , وسرعان ما خبت جذوة التحمس للحرب الصلبييية وتأهب عصر الأيمان ليدافع عن نفسه بالسيف تارة , والنار تضد الأديان الغربية او عدم الأيمان بالأديان على على الاطلاق .

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    997
    آخر نشاط
    29-04-2011
    على الساعة
    08:04 PM

    افتراضي الفصل الخامس

    " صلاح الدين ".

    وكانت حضارة جديدة عجيبة قد نشأت فى سوريا وفلسطين المسيحيتن ذلك ان الاوربيين الذين استوطوا هذين البلدين منذ عام 1099 قد تزينوا شيئا فشيئا بالزى الشرقى , فلبسوا العمامة والقفطان
    اللذين يؤائمان مناخ تلك البلاد ذات الشمس والرمال , وزاد أتصالهم بمن يعيشون فى تلك المملكة من المسلمين , فقل بذلك ما بين الجنسيين من تنافر وعداء , فأخذ التجار المسلمون يدخلون
    بكامل حريتهم البلدان المسيحية ويبعون أهلها بضاعتهم , وكان المرضى من المسيحيين يفضلون الأطباء المسليمين واليهود على الاطباء المسيحين <28>.

    واجاز رجال الدين المسيحيون الى المسلمين ان يؤموا المساجد للعبادة , واخد المسلمون يعلمون أبنائهم القران فى المدراس الأسلامية القائمة فى أنطاكية وطرابلس المسيحيتن ,
    وتعهدت الدول الاسلامية والمسيحية بأن تضمن سلامة التجار والمسافرين الذين ينتقلون من احداهما الى الاخرى , واذ كان الصليبون لم يأتوا معهم ألا بعدد قليل من زوجاتهم فقد أنخذ
    كثيرون ممن اقاموا منهم فى الدول المسيحية لهم زوجات سوريات , وسرعان ما كون أبناء هذا الزواج المختلط عنصرآ كبيرآ من سكان الدول الجديدة وأصبحت اللغة العربية لغة
    التخاطب اليومى العامة للسكان , وعقد الأمراء المسيحين احلافا مع الامراء المسلمين ضد منافسيهم من المسيحين , كما كان الامراء المسلمون يستعيونا فى بعض الاحيان بالمشركين فى
    شئون السياسة والحرب , ونمت صلات المودة الشخصية بين المسيحين والمسليمين , وقد وصف الرحالى ابن الجبير الذى طاف بسوريا المسيحية فى عام 1183 بنى دينه المسلمون بأنهم ينعمون
    بالرخاء ويلقون معاملة حسنة على يد الفرنجة وكان مما ساءه ان يرى عكا غاصة بالخنازير والصلبان , تفوح منها رائحة الأروبين الكريهة , ولكنه يأمل ان يتحضر المسيحيون بالحضارة التى
    وفدوا عليها والتى هى أرقى من حضارتهم <29>.

    وظلت ممكلة اورشليم اللاتينة فى سنى السلم الاربعين التى اعقبت الحملة الصلبية الثانية تمزقها المنزعات الداخلية على حين ان أعدائها المسليمن كانوا يسيرون بخطى حثيثة نحو الوحدة , فقد مد
    نور الدين سلطانه من حلب الى دمشق "1175م", ولما مات أخضع صلاح الدين لسطانه مصر وسوريا الأسلامية "1175م";ونشر تجار جنوى ,والبندقية , وبيزا الاضطراب فى الثغور
    الشرقية بمنافساتهم القاتلة . وفى اورشليم أخذ الفرسان يتنازعون لاستيلاء على العرش , ولما استطاع جاى ده لوزينان ان يشق اليه طريق بالختل "1186م", واستاءت لذلك طبقة الأشراف
    حتى قال اخوه جودفرى "ان يكن جاى هذا ملكا , فانا خليق بى ان أكون ألها ".

    ونصب ريجلند مير شاتيون reginald of chatillon نفسه اميرآ مستقلا فى قلعة الكراك العظيمة وراء نهر الاردن , على حدود بلاد العرب ,وكثيرآ ما خرق أتفاق
    الهدنة المعقود بين الملك الالتينى وصلاح الدين , واعلن عزمه على غزو بلاد العرب ويهدم قبر النبى -صلى الله عليه وسلم - فى المدينة , ويدك ابنية الكعبة فى مكة <20>.وابحرت قواته
    الصغيرة المؤلفة من الفرسان المغامرين قى البحر الاحمر وأتجهت نحو المدينة ; ولكن سرية مصرية باغتتها , وقتلتها عن اخرها الا عدد قليلا فروا مع ريجلند وبعض الاسرى الذين سيقوا الى مكة
    ,وذبحوا يوم عيد النحر "1183م".

    وكان صلاح الدين فى هذه الأثناء قد قنع بشن بعض الغارات الصغيرة على فلسطين , فلما رأى ما فعله ريجلند ثارت حميته الدينية , فأخذ ينظم من جديد جيشه الذى فتح به دمشق , والتقى بقوات
    المملكة اللاتينة فى معركة غير حاسمة عند مرج ابن عامر ذى الشهرة التاريخية "1183م", ثم هاجم ريجلند عندالكراك بعد بضعة اشهر من ذلك الوقت , ولكنه لم يستطع دخول القلعة الحصينة ,
    وفى عام 1185 م وقع فى المملكة اللاتينة هدنة تدوم أربع سنين ; ولكن ريجلند مل فترة السلم الطويلة , فاعترض فى عام 1186م قافلة للمسلمين ونهب كثيرآ من متاعها واسر عددآ من افرادها
    , ومنهم اخت صلاح الدين وقال ريجلند " اذا كانوا يثقون بمحمد -صلى الله عليه وسلم - فليأت محمد -عليه السلام - لينقذهم ". ولم يأت محمد -صلى الله عليه وسلم ;
    ولكن صلاح الدين بارت ثائرته واعلن الجهاد على المسيحين , وأقسم ليقلن ريجلند بيده .

    ونشبت المعركة الفاصلة فى الحروب الصلبية كلها عند حطين بالقرب من طبرية فى اليوم الرابع من شهر يوليه سنة 187 . وكان صلاح الدين ملما بمعالم الارض فأختار لجيوشه الاماكن المشرفة
    على ابار الماء ; ودخل المسيحين ميدان المعركة يلهثون من الظمأ بعد ان أخترقوا السهول فى حر الصيف المحرق وأنتهز المسلمون فرصة هبوب الرياح نحو معسكر الصلبيين فأشعلوا النار فى البرية
    وحملت الرياح الدخان فزاد من متاعب الصليبين , وفى هذا الاضطراب الاعمى أنفصل مشاة الفرنجة عن فرنسانهم , وقتلوا عن اخرهم ;وبعد ان ظل الفرسان يقاتلون قتال اليأئيسن ضد السلاح
    والدخان , والظمأ خروا منهوكى القوى , فقتل منهم من قتل وأسر الباقون , ولم تظهر جيوش المسلمين شيئا من الرأفة بفرسان المعبد او المستشفى وأمر صلاح الدين ان يؤتى بالملك جاى
    والدوق ريجلند , فلما أقبلا عليه قدم الشراب الى الملك دليلا على انه قد عفى عنه , اما ريجلند ,فقد خيره بالأسلام بين الموت والأيمان برسالة محمد -صلى الله عليه وسلم - فلما رفض قتله
    وكان مما غنمه المسليمن فى هذه المعركة الصليب الذى كان النصارى يتخذونه علمآ لهم فى المعركة , ويحمله احد الاساقفة , وقد أرسله صلاح الدين الى الخليفة فى بغداد ولما رأى صلاح الدين
    انه لم يبق أمامه جيش يخشى بأسه , زحف لتحرير عكا, واطلق فيها سراح أربعة الاف اسير من المسلمين وكأفا جنوده بما غنمه من ثروة هذا المرفأ الكثير المتاجر , وخضعت فلسطين كلها
    تقريبا لصلاح الدين وبقيت فى قبضة يده بضعة أشهر .

    ولما أقترب من بيت المقدس خرج اليه أعيانها يعرضون عليه الصلح , فقال لهم "أنه يعتقد كما يعتقدون فى ان هذه المدينة بيت الله "وانه لا يرضيه ان يحاصرها او يهاجمها , وعرض على
    أهلها ان تكون لهم الحرية الكالمة فى تحصينها , وان يزرعوا ما حولها من الارض الى ما بعد أسوراها بخمسة عشرة ميلا دون ان يقف احد فى سبيلهم ووعدهم بان يسد كل نقصهم من المال والطعام
    الى يوم العنصرة , فأذا حل هذا اليوم ورأوا ان هناك املا فى انقاذهم , كان لهم ان يحتفظون بالمدينة , ويقاوموا المحاصرين مقاومة غير شريفة , اما اذا لم يكن لهم أمل فى هذه المعونة
    فأن عليهم ان يستلموا من غير قتال , وتعهد فى هذه الحال ان يحافظ على أرواح السكان الأصلين النصارى وأموالهم ورفض المندبون هذا العرض , وقالوا أنهم لن يسلموا المدينة التى مات
    فيها المسيح منقذ الخلق <31>ولم يطل حصار المدينة أكثر من أثنى عشر يوما , ولماان أستلمت بعدها فرض صلاح الدين على أهلها فدية مقدراها عشرة قطع ذهب
    " سبعة واربعين ريال أمريكيا"عن كل رجل , وخمس قطع عن كل أمراة , وقطعة واحدة عن كل طفل , اما الفقراء أهلها البالغ من عددهم سبعة الاف فقد وعد بأطلاق سراحهم اذا ادوا
    اليه ثلاثي الف بيزانت" تقريبا مائتان وسبعون ريال امريكيا " التى بعث بها هنرى الثانى ملك أنجلترا الى فرسان المستشفى , وقبلت المدينة هذه الشروط " بالشكر والنحيب"على حد قول
    احد الاخباريين المسيحين , ولعل بعض العارفين من المسيحين قد وازنوا بين هذه الحوداث وبين ما جرى فى عام 1099.

    وطلب العادل أخو صلاح الدين ان يهدى اليه ألف عبد من الفقراء الذى بقوا نت غير فداء فلما اجيب الى طلبه اعتقهم جميعا ; وطلب بليان balian زعيم المقاومين المسيحين هدية مثلها ,
    وأجيب الى ما طلب , وأعتق الافا أخرين , وحذا حذوه المطران المسيحى وفعل ما فعله صاحبه ,وقال صلاح الدين "أن اخاه قد أدى الصدقة عن نفسه وان المطران وباليان قد ادى الصدقة عن
    أنفسهم , وأنه يفعل فعلتهم ,ثم اعتق كل من لم يستطيع ان يفدى نفسه من كبار السن " ويلوح أن نحو خمسة عشرة الفأ من المسيحين الاسرى بقوا بعدئذ من غير فداء فكانوا أرقاء , وكان ممن
    أفتدوا زوجات وبنات النبلاء الذين قتلوا و اسروا فى موقعة حطين , ورق قلب صلاح الدين لدموع أولئك النسوة والبنات فأطلق سراح من كان فى أسر المسلمين من أزواجهن وأبائهن " ومن بينهم
    جاى نفسه " اما " النساء والبنات اللائى قتل ازواجهم وأبائهن فقد زرع عليهن من ماله الخاص ما اطلق ألسنتهن بحمد الله على ما عاملنه به صلاح الدين من معاملة رحيمة لهم <32>.ذلك ما يقوله
    أرنول مولى باليان.

    واقسم النبلاء والملك الذين اطلق سراحهم ألا يحلموا السلاح ضده مرة أخرى , ولكنهم ما كادوا يشعرون بالزمن فى طرابلس وأنطاكية المسيحيتين حتى أحلهما حكم رجال الدين من يمنيهم المغلظة ;
    وأخذا يدبران الخطط للثأر من صلاح الدين <33>.وأجاز السلطان لليهود ان يعودا الى السكنى ببيت المقدس ,وأعطى المسيحين حق دخولها , على ان يكونوا غير مسلحين , وساعد حجاجهم
    وأمنهم على انفسهم وأموالهم <34>.وطهرت قبة الصخرة التى حولها المسيحين الى كنيسة بأن رشت بماء الورد , وأزيل منها الصليب الذهبى الذى كان يعلوها , بين تهليل المسلمين وأنين
    المسيحين , وسار صلاح الدين على رأسه جيشه لحصار عكا ولما وجدها أمنع من عقاب الجو سرح الجزء الاكبر من جنده وانسحب وهو مريض متعب الى دمشق "1188م "فى الخمسين
    من عمره .

    أنتهى الفصل الرابع

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    997
    آخر نشاط
    29-04-2011
    على الساعة
    08:04 PM

    افتراضي الفصل السادس

    الحملة الصليبية الثالثة

    1189- 1992



    وكان أحتفاظ المسيحيين بمدائن من صور أنطاكية , وطرابلس مما ترك فى قلوبهم أثارة من الامل , وكانت الأساطيل الأيطالية لا تزال تسيطر على مياه البحر المتوسط , ومتأهبة لنقل المحاربين
    الصلببيين اذا أدوا لها أجورها , وعاد وليم كبير أساقفة صور الى أوربا , وأخذ يروى فى الأجتماعات التى تعقد فى أيطاليا , وفرنسا وألمانيا قصة سقوط بيت المقدس , ولما قدم الى فرنسا
    وألمانيا قصة سقوط بيت المقدس , ولما قدم الى ألمانيا تأثر بدعوته فرديدرك بربرسا الى حد دفع الأمبراطور العظيم وهو فى سن السادسة والسبعيين الى الزحف بجيشه من فوره "1189م", وحياة
    العالم المسيحى كله وخلع عليه أسم موسى التانى الذى سيشق الطريق الى الأرض الموعودة . ولما عبر الجيش الجديد مضيق الهلسبنت عند غاليبولى , وأتخذ الى ارض فلسطنين طريقا جديدآ ,
    وكرر اخطاء الحملة الصلبية الأولى ومآسيها ; وأقتفت أثره العصابات التركية وأزعجته , وقطعت عنه المؤن , فمات مئات من رجاله جوعا , ومات فردريك ميتة غير شريفة اذا غرق فى
    نهر سالف الصغير فى قليقية "1190 م " , ولم ينج من جيشه الا جزء قليل أنضم الى حصار عكا .

    وكان رتشرد الاول " الانكتار " الملقب " قلب الأسد " قد توج من زمن قريب ملكا على أنجلترا وهو فى الحادية والثلاثين من عمره , فصمم هذا الملك على ان يجرب حظه مع المسلمين ;
    واذا كان يخشى ان يغير الفرنسيون فى أثناء غيابه الملاك الأنجليزية فى فرنسا , فقد أصر على ان يصاحبه ملك فليب أغسطس , ووافق الملك الفرنسى وكان وقتئذ شابا فى الحادية والعشرين
    من عمره , وتلقى الملكان الشابان الصليب من وليم كبير اساقفة صور بأحتفال مهيب فى فيزلاى وأبحر جيش رتشرد المؤلف من نرومان " لان الأنجليز لم يشترك منهم فى الحروب الصلبية الا القليل
    من مرسيليا , وأبحر جيش فيلب من جنوى على ان يلتقى الجيشان فى صقلية "1190 م " فلما ألتقيا فيها شجر النزاع بينهم وأستلما للهو وقضيا فى نزاعهما ولهوهما نصف عام .واغضب تانكرد
    ملك صقلية رتشرد , فأنتزع هذا منه مسينا " بأسرع مما يتطلبه من القس ترتيل صلاة السحر " ثم ردها اليه نظير أربعين الف أوقية من الذهب ;توفر له له المال بهذه الطريقة أبحر بجيشه
    فلسطين .

    وتحطمت بعض سفنه على ساحل جزيرة قبرص , وقبض حاكمها اليونانى على بحارة السفن وزجهم فى السجون فوق رتشرد عندها بعض الوقت , وفتح الجزيرة , وأعطاها الى جاى ده
    لوزينان ملك بيت المقدس المشرد , وبلغ عكا فى يونيه من عام 1191 م بعد عام من مغادرته فيزلاى , وكان فليب قد سبقه أليها . وكان حصار المسيحيين لعكا قد دام تسعة عشرة شهرآ ,
    وهلك فيه منهم عدة ألاف , ثم أستسلم المسلمون بعد أسابيع قليلة الى رتشرد .وطلب المنتصرون من المغلوبين مائتى ألف قطعة من الذهب " نحو 950,000 ريال أمريكى ", وأن يسلموا
    أليهم 1600 أسيرآ من صفوة أهل المدنية , وان يردوا اليهم الصليب الحق . ووعدهم أهل المدنية ان يجيبهم الى ما طلبوا ;وأيد صلاح الدين هذا الأتفاق , وسمح للمسلمين من سكان عكا
    ما عدا الألف والستمائة السالفى الذكر ان يغادروا المدينة ومعهم من المؤن ما يستطيعون حمله . ثم أصيب فليب أغسطس بالحمى فعاد الى فرنسا وترك وراءه قوة فرنسية مؤلفة من 10,500ث رجل
    , وأصبح رتشرد القائدالوحيد للحملة الصليبية الثالثة.



    وبدأت وقتئذ طائفة من الوقائع الفذة , وتعاقبت فيها الضربات والمعارك والمجاملات ;واظهر فيها الملك الأنجليزى والسلطان الكردى بعض ما تتصف به الحضارتان وديناهما من أنبل
    الصفات وأظرفها . وليس معنى هذا ان كل الرجليان كان من أولياء الله الصالحين , فقد كان فى وسع صلاح الدين ان يكيل بكل ما لديه من بأس الضربات المميتة لعدوه اذا بدأ له أهدافه الحربية
    تتطلب هذا; وكذلك سمح ريتشارد ذو النزعة الروائية الشعرية لنفسه أن يفعل ما لا يتفق مع حياته النبيلة . من ذلك ان لما تبأطا زعماء عكا المحاصرة فى تنفيذ شروط الاتفاق بينهم ,
    اما رتشرد ان تضرب رءوس 2,500 من الأسرى المسلمين أمام أسوار المدينة ليتنبه بذلك الأهلين الى وجوب الأسراع فى تنفيذ الشروط <35>; فلما بلغ هذا النبأ صلاح الدين , امر بأن يعدم
    كل من يقع بعدئذ فى الاسر اثناء المعارك مع الملك الأنجليزى . ثم بدل رتشرد نغمته , فعرض على ان ينهى الحروب الصلبية بان يزوج أخته للعادل أخو صلاح الدين , ولكن الكنيسة عارضت
    هذه الفكرة فتخللى رتشرد عنها .

    وايقن رتشرد ان صلاح الدين لن يصبر على الهزيمة , فأعاد تنظيم قوته , وتأهب للسير ميلا نحو الجنوب بمحاذاة البحر ليفك الحصار عن يافا التى كانت وقتئذ فى أيدى المسيحيين ويحاصورها
    المسلمين , ورفض كثيرآ من النبلاء ان يسيروا معه , وفضلوا ان يتخلفوا فى عكا , ويحكيوا الدسائس لاستيلاء على عرش فلسطين ,لانهم كانوا واثقين من رتشرد سيستولى عليها , وعاد
    الجنود الألمان الى بلادهم , وكثيرآ ما كان الفرنسيون يعصون أمر الملك الانجليزى ويفسدون علهي خططه الحربية ;كذلك لم يكن العامة مستعدين لبذل جهود جديدة فى سبيل فلسطين .

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

الحروب الصلبية من كتاب قصة الحضارة :لمؤرخ ول ديورانت - شهد شاهدآ من اهلها

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 07-07-2010, 08:24 PM
  2. رجع عهد الحروب الصلبية والتي تكون نهاية الدنيا ..؟
    بواسطة قاهر الكنيسة في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-05-2008, 10:33 PM
  3. من وصف الجنة ... اللهم اجعلنا من اهلها
    بواسطة islam62005 في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-03-2007, 02:37 AM
  4. وشهد شاهد من اهلها
    بواسطة احمد قدوج في المنتدى حقائق حول التوحيد و التثليث
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 14-03-2006, 11:45 PM
  5. انهيار نادية المصرية... و شهد شاهد من اهلها
    بواسطة end في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-11-2005, 02:31 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الحروب الصلبية من كتاب قصة الحضارة :لمؤرخ ول ديورانت - شهد شاهدآ من اهلها

الحروب الصلبية من كتاب قصة الحضارة :لمؤرخ ول ديورانت - شهد شاهدآ من اهلها