السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم و أطيب الصلاة و أتم التسليم على الحبيب المصطفى محمد خاتم المرسلين و بعد،
يطالعنا الأخوة الباحثين و العلماء بما يظنوا أنه خدمة للدين و ردا" على شبهات المفسدين و من ذلك الاصرار على الخلط بين اسمي عيسى و يسوع و استخدامهما للدلالة على شخص واحد هو نبي الله عيسى بن مريم. و في ذلك خطأ جسيم يتضح من خلال ما سيلي بيانه:
ان اسم عيسى على خلاف ما ذكر الأقدمين هو كلمة عربية أصيلة تعني الابل الشقراء و يسميها العرب العيس و في ذلك قول المعري:
وما كان حادي العيس في غربة النوى علي كحادي النجم حين قلاه
و قول ابن قلاقس
يا حادي العيس قف بها سحرا ... فحي رسم الكثيب من كثب
و رسول الله عيسى بن مريم لم يكن أول من يحمل هذا الاسم فابن سيدنا اسحق عليه السلام الاكبر اسمه عيسى و بالعبرية القديمة المشتقة من العربية هو عيسو و اللفظ مازال مستخدم من قبل الكثيرين من ابناء مناطق مختلفة في الدول العربية و هو لفظ الالف بنهاية الكلمة بواو. و معنى عيسو بالعبرية هو نفس المعنى العربي، و سمى سيدنا اسحق ابنه عيسو لان شعره كان اشقر و منفوش مثل شعر الابل و جاء شقيقه التوأم ممسك بعقبه فسماه يعقوب. و السؤال المهم هل تترجم عيسى الى يسوع بأي لغة، الجواب مع الاحترام لمن امضى وقته لكتابة كتاب كامل عن هذا الموضوع، لا يمكن ترجمة اسم من لغة الى لغة اخرى اذا كان الاسم في اللغة الثانية موجود فيها و له معنى آخر، للايضاح أولا فان يسوع بالعربية هي لفظ لكلمة يشوع بالآرامية و العبرية و تعني المنقذ، و بالتالي القول بأن عيسى التي تعني الابل الشقراء بالعربية تترجم الى يشوع التي تعني المنقذ بالآرامية فيه شطط كبير سيما و أن العبرية تعرف نفس الكلمة الآرامية و نفس الكلمة العربية يعني عيسو بالعبرية ليست هي يشوع بالعبرية، و هذا الشطط امتد حتى ليخالف الترجمة اليونانية و الانكليزية وفق ما يلي:
Yĕhōšuă‘, Joshua أو Yēšûă بالعبرية و الآرامية تترجم الى اليونانية Yehoshua و هي نفس Jesus بالانكليزية.
و عليه فالواضح أن استخدام اسم Jesus و تعني المخلص و هي صفة اطلقت على الشخص الذي تم صلبه، لقيامه بتخليص أتباعه من ذنوبهم، و الاسم أصلا مرتبط بحادثة الصلب، هو أمر لا يمكن أن يستقيم لا مع ترجمة اسم عيسى و لا مع انكار الاسلام لحادثة صلب عيسى. و استمرار المسلمين بالخلط بين اسمي عيسى و يسوع لا يمكن أن يقود الى أي تفاهم، فالاسمين مختلفين و هما لشخصين مختلفين كما سيلي بيانه مستقبلا ان شاء الله