القاهرة -أعلن البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ان ما تردده بعض العناصر المتشددة فى الداخل والخارج عن اضطهاد الاقباط هو أكذوبة ومحض افتراء ولايعكس حقيقة السماحة والاخاء الذين هما جزء أصيل من طبيعة ومكونات الشخصية المصرية

وقال ان النظام فى مصر يصون الوحدة الوطنية ويعمل لحمايتها وان كانت هناك اخطاء فهى اخطاء فردية وسلوكية

جاء ذلك خلال لقاء البابا شنودة اعضاء نادى ليونز مصر برئاسة هانى عزيز وبحضور الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الاوقاف والدكتور احمد درويش وزير التنمية الادارية والوزيرين السابقين احمد العماوى وممدوح البلتاجى وعدد كبير من الفنانين والاعلاميين واعضاء نوادى ليونز وروتارى والانرويل

وقال البابا شنودة انه لاتراجع عن قرار منع سفر الاقباط الى القدس الا ان القرار له بعض الاستثناءات مثل تسيير بعض الامور الخاصة هناك حيث وافق على سفر بعض المقاولين الى هناك وقال البابا انه يسمح ايضا لبعض رجال الدين الذين يتولون شئون الممتلكات القبطية بالسفر الى هناك كما سمح خلال اللقاء لطالبة فى الجامعة الامريكية بالسفر مع مجموعتها الدراسية فى مهمة تعليمية هناك

وحول التعديلات الدستورية قال البابا شنودة ان هذا الامر لايشغلنا كرجال دين والاهم فى نظرنا هو الروح العامة السائدة وليس نصوص الدستور أو القانون ،مشيرا الى وجود بلاد ليس بها نصوص دستور وانما يحكمها العرف مثل بريطانيا، وأضاف أن أي مواد فى الدستور او القانون يمكن ان تطبق بروح طيبة فتؤدى الى نتائج ايجابية والعكس صحيح فيمكن اساءة تطبيق بعض النصوص الجيدة

وأكد أنه يعارض دخول رجال الدين للاشتغال بالعمل السياسى ولكن هذا الامر لا يحرمهم من ابداء رأيهم فى الامور السياسية والتوجه الى صناديق الاقتراع مثلهم مثل كل المواطنين

ودعا البابا شنودة المعارضة السياسية فى مصر الى أن تكون معارضة منطق وليس معارضة عنف مشيرا الى ان المعارضة جزء اصيل فى اى نظام بشرط ان تكون معارضة للبناء وليس للهدم

وقد القى البابا شنودة فى بداية اللقاء محاضرة عن مغزى ومعانى قيمة الحرية مشيرا الى أنها جزء أصيل فى الدين بشرط أن تكون خاضعة لضوابط هامة منها احترام حريات الاخرين وحماية النفس البشرية وقبل ذلك احترام الوصايا الالهيةمن جانبه أكد الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الاوقاف ان التعديلات الدستورية الجديدة تركز على ترسيخ مبدأ المواطنة مشيرا الى هذا المبدأ معاش بالفعل على مدى
حقب طويلة بين المسلمين والاقباط

واشار الى المسلمين والاقباط خاضا معا كفاحا مشتركا ضد الاحتلال الاجنبى وسالت الدماء دون تفرقة فى حروب كثيرة ابرزها ملحمة اكتوبر 73 على ارض سيناء المجيدة، وقال ان بعض العناصر المتطرفة من الجانبين تحاول ان تعكر صفو هذه المسيرة ولكن سيظل الوطن فى قلوبنا مؤكدا ان الاختلاف فى العقيدة لم يكن فى يوم من الايام باعثا على الصراع والكراهية

وأكد أن المسلمين والمسيحيين يعملون معا من اجل صالح وطنهم وان الديان للديان ولوشاء ربك لوحد الاديان مؤكدا ان الظواهر الغريبة ستنتهى ولن يبقى الا الاصول الجميلة والجذور العميقة للشعب المصرى

وشدد على أنه لاتناقض بين وجود المادة الثانية من الدستور وارساء مبدأ المواطنة مشيرا الى ان اى محاولات للوقيعة فى هذا الصدد ستفشل، وقال ان الرحمة والتسامح هو جوهر الديانتين الاسلامية والمسيحية وان الاسلام يحترم المخالفين معه فى العقيدة ويصون حرياتهم ويكفل لهم ممارسة شعائرهم

http://www.masrawy.com/News/2007/Egy.../19/pope1.aspx