تعليق بسيط على الموضوع وارجو عدم الأزعاج ، أكتبها لانى رأيتها منتشرة فى المنتدى بشكل كبير فترى كما من الاخوة الافاضل وهو ليس بالقليل يوجه الدعوى للنصرانى بقوله ( يا أخى ) !

اخونا منين النصرانى ؟ الله أعلم !

وترى العجب فى الدعوى الموجهة الى النصرانى فما ان تقرأ الرسالة التى وجهها الاخ الفاضل الى النصرانى او الى اى من كان على غير ملة الأسلام فتراها مليئة بالعلم وياتى الأخ فيها بالخبايا من كتب القوم والتى لا يطلع عليها متفحص ممحص وهذا يدل على أنه بذل من الوقت الذى جعله يصل الى تلك المعلومات وهو بالكاد ليس بالقليل هذا فى الوقت الذى يغفل فيه الأخ الفاضل ان دعواه النصرانى باخى محرم وينافى قضية الولاء والبراء !

فهل وصلنا الى درجة اننا علمنا بخبايا كتب القوم وغلفنا على أصول ديننا حتى فى دعوة المخالف ، نجوب كتبهم بحثا عن ما يدينهم ونوجه لهم الحجج والبراهين التى تضحد معتقدهم وفى الوقت نفسه نجهل قضية خطيرة كتلك لا يحتاج الأمر للعلم بها إلا قراءة كتيب فى العقيدة لا يتعدى الصفحات .

يقول تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ" (الممتحنة: من الآية1) وقال "لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ" (المجادلة: من الآية22)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية معلقاً على هذه الآية:(أخبر الله أنك لا تجد مؤمناً يواد المحادين لله ورسوله، فإن نفس الإيمان ينافي مودته كما ينفي أحد الضدين الآخر، فإذا وجد الإيمان انتفى ضده، وهو موالاة أعداء الله) ، ويقول يقول الإمام ابن حجر العسقلاني عن هذه الآية: (البرُّ والصلة والإحسان لا يستلزم التوادد والتحابب المنهي عنه في قوله تعالى(لا تجد قوماً...) فإنها عامة في حق من قاتل ومن لم يقاتل)
وفى قوله "وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ" (القلم:9)، قال أبو المظفر السمعاني – رحمه الله-: وقوله: "وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ" أي: تضعف في أمرك فيضعفون، أو تلين لهم فيلينون)(11)، وذكر القرطبي – رحمه الله – على هذه الآية عدداً من الأقوال ثم قال: (قلت: كلها _إن شاء الله_ صحيحة على مقتضى اللغة والمعنى، فإن الدهان: اللين والمصانعة، وقيل: مجاملة العدو وممايلته، وقيل: المقاربة في الكلام والتليين في القول).


قال الشافعي رحمه الله في الأم 6/40:"جعل الأخوة بين المؤمنين وقطع ذلك بين المؤمنين والكافرين". وهذه الأخوة لا تثبت إلا لأهل الإيمان قال الله تعالى: ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ (التوبة: 11).
قال ابن تيمية في شرح العمدة ص73:"فعلق الأخوة في الدين على التوبة من الشرك وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والمعلق بالشرط ينعدم عند عدمه فمن لم يفعل ذلك فليس بأخ في الدين ومن ليس بأخ في الدين فهو كافر".

فهل وصل بنا الحد الى أن نتنصل من أهم قضيانا لدعوة الجورج ابوكارو الذى يعتقد فى أسلامنا ورسولنا كل ما هو مهين ، فأنا معك أن تدعوه وبالحسنى لكن لا يكون هذا بالتخلى عن واجبات فرضها علينا ديننا ومجرد التخلى بعنها يحرجنا على اصل من اصول الدين كالولاء والبراء .

فيا أخوة الخير هل وصل بنا الحال الى الحد الذى جعلنا نعلم بكتب وعقيدة القوم أكثر منه علما بكتبنا وعقائدنا ، والله لقد نجحوا فى مخططهم فقد ابعدوكم عن صلب القضية ، ابعدونا عن كتبنا حتى صرنا لا نعلم منها القليل واصبحنا علماء بكتبهم فبات الطريق خالى لزعزعة الإيمان بإلقاء الشبهات التى طالما أنها صادفت قلبا خاليا من علم يردها .

ولا حول ولا قوة إلا بالله .

ارجو أن أكون وفقت فى طرح القضية وأن راى أحد الأخوة أن فى كلامى عور فليردنى وبينى وبينه كتاب الله وسنة رسوله .