الأطفال في سن الرابعة تنتهي لديهم ثورة العاطفة وتبدأ ثورة مؤقتة من نوع آخر ، ثورة هامة للطفل ومتعبة للوالدين ، تبدأ ثورة الحركة عند الأطفال في سن الرابعة. من بعد ما كان الطفل يزعج والديه بخوفه وبكائه أصبح الطفل يزعجهم بحركته وعناده ، ومن بعد ما كان الطفل يزعجهم بعدم ثقته في حب الآخرين له بتوتره وقلقه أصبح الطفل يزعجهم بحركته وعدم سيطرتهم عليه.

كيف نتعامل مع ثورة الأطفال في سن الرابعة وما سماتها ؟

- تحتاج منا شخصية الطفل الثائرة في هذه المرحلة الصعبة إلى الرضا بها وتقبلها رغم عيوبها مع بعض الإجراءات التي نقوم بها ، وهي في النهاية مرحلة مؤقتة ستتغير تلقائياً وقريباً وبدون استهلاك الأعصاب ، وتحمل ما يخالف في المدة المؤقتة.
- الطفل في سن الرابعة ثائر حركياً يضرب ويتعارك و يرمي الأشياء ويكسر الأشياء وقد يهرب من المعاقبة.
- يكون الطفل في هذه المرحلة ثائر عاطفياً تجدينه يضحك ضحكات عالية بدون سبب ثم يبدلها بثورات غضب.
- ثائر الطفل لغوياً يلفظ الألفاظ النابية التي لقطها في سن الثلاث سنوات وقبلها ، الآن تخرج لا تعلمي من أين أتى بها يمكن يردد ألفاظ سب ويتعمد تكراراها ويقولها عناداً فغالباً يستلفت الطفل سمع والديه بهذه الكلمات.
- يمكن نزع الفتيل بعدم تحقيق ما يتمناه الطفل من لفت الأسماع والأنظار ، بل كأن الطفل لم يقل شيء ونغير الموضوع مع استغلال أقرب عمل جيد يقوم به الطفل لإعطائه الشكر والثناء والاهتمام ، فنشبع حاجة الطفل للاهتمام به مع ربط هذا الاهتمام بالصواب ليس بالخطأ.
- إلى جانب ثورة الطفل الحركية واللفظية يكون ثائراً في علاقاته مع من حوله ، يعاند أباه وأمه ويستهين بأوامرهم وتوجيهاتهم وعقوبتهم ، وقد يلزم الأمر التشديد لكن مع توفير اهتمام أكبرللطفل عندما يفعل الصواب بدون ما نقع في الرشوة ، مثلاً نرشيه بالخروج معنا إذا ما ضرب إخوانه، إنما نكافئه بدون وعود مسبقة.
- لكن هناك ميزة رائعة ومهمة جداً في الطفل في سن الرابعة هي ثقته في نفسه وفي استقلاله وأن له إرادة ، هذه الثورة المؤقتة في سلوك الطفل هي ولادة الثقة في نفسه ومظاهر تعامله الجديد معها لذلك يحتاج هذه الثورة المؤقتة كما نحتاج نحن للإرادة والثقة في أنفسنا ، نعم نهذب هذه الثورة لكن ما نقمعها ؛ لأن الحزم الزائد سيؤدي إلى مزيد من العناد وتتأكد هذه الصفة عند الطفل.
- يقول محمد كامل عبد الصمد في كتابه (طفلك الصغير هل هو مشكلة): "الآباء الذين يبالغون في الحزم والأمر والنهي قد يثبتون في نفس الطفل أسلوب العناد والتحدي لإثبات ذاته".
- مقابلة بعض مواقف الطفل المزعجة بهدوء قدر ما تقدرون وبعد ما يهدأ الطفل وينتهي الموقف نبدأ نناقشه بلطف ، ترونه يخجل ويستحي من نفسه ، أحياناً تكفي النتائج الطبيعية لأخطاء الطفل كعقوبة له ، مثلاً الطفل عاندك وأصر عند الخروج أن يلبس شتوي في يوم حا ر، ننبه الطفل في البداية ، وإذا أصر أن يلبسه ، اترك الحر يلقنه الدرس نيابة عنك سيستفيد الطفل من هذه التجربة ربما أكثر من كلام.
- وقد ذكر الدكتور شحاتة محروس في أشرطته الرائعة (طفلك من الميلاد حتى ست سنوات) أساليب التعامل مع أمثلة أخرى من العناد ، ويمكن الرجوع إلى تفاصيل أكثر في أساليب ضبط الطفل في هذا العمر وغيره في كتاب (كيف تعالج متاعبك من سلوك ولدك) للدكتور محمد الحجار ، وكتاب (حاول أن تروضني) وهو من إصدارات مكتبة جرير، وكتاب (انضباط الأطفال) للدكتور بري برازلتون.
- في كثير من الأحيان عندما يعاند الطفل ويصمم على شيء ، هو يتشبه بأبيه وأمه لما يصممون على فعل الذين يريدون بدون توضيح أو إقناع ، وهذا خلاف هدي النبي _صلى الله عليه وسلم_ الذي كان يوضح للطفل ويبرر له.
- يمكن تخفيف عناد الطفل في سن الرابعة بإعطائه مساحة أكبر من الحرية وتقريب الألعاب الهادئة كألعاب الذكاء التعليمية والقصص.

على أي حال نتوقع هدوء هذه الثورة في سن الأربع سنوات ونصف تقريباً وربما تنتهي مدة التمرد وثورة السلوك قبل ذلك إذا أحسنا التعامل معها ، وما تسببنا في إطالتنا بسوء تكيفنا مع هذه المرحلة ، إذن سن الرابعة هو المتوسط المتوقع لمرحلة ثورة الطفل السلوكية أو مرحلة التمرد والعناد وهي مرحلة مؤقتة طبيعية وهامة للطفل رغم صعوبتها.



م.ن




منقول