الوحدة التركية الاسلامية

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الوحدة التركية الاسلامية

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الوحدة التركية الاسلامية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,600
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    29-11-2014
    على الساعة
    04:10 PM

    افتراضي الوحدة التركية الاسلامية



    الدكتور هارون يحيي



    الوحدة التركية - الإسلامية هي اتحاد حب واتحاد مودة واتحاد قلـوب. أساس هذا الاتحاد هو الحب والتضحية، وحب التعاون والمساعدة، هو اتحـاد مرحمة وتسامح وتفاهم وتـوافق؛ مع احترام الإنسان باعتـباره إنسانا. وهدف الاتحاد هوالوصول إلى أعلى ذروة في التقنية والعلوم والفنون. ولن يقتصر التعانق مع النور بتأسيس هذا الاتحاد على المجتمع التركي والإسلامي فحسب بل سوف يمتد شعاعه إلى العالم بأسره .

    لن تكون الوحدة التركية- الإسلامية اتحـادا متعسفا، مـعسرًا ولا بيروقراطيا. ولن يرتكز هذا الاتحاد على مفهوم مفاده: أنه على الجميع الانقياد إلينا ولتكن البقية الباقية تبعا لنا وعبيدا. ولن يكون هذا الاتحاد مبعث عداوة أو انتقام، ولن يكون عنصر تهديد، بل سيكون عنصرا مؤسسا للسلام العالمي. وبهذا الاتحاد سوف يتمكن أتباع جميع الأديان ممارسة واجباتهم الدينية التي يريدونها، والقيام بزيارة الأماكن التي تعتبر مقدسة في ديانتهم، وسوف يصبح مال كل شخص وروحه وعرضه وشرفـه مصانا في ظل هذا الاتحاد.

    حتى الملحدون والذين لا يدينون بأي دين سوف يعيشون بسلام في ظل هذا الاتحاد، وسوف يتمكنون من التعبير عن آرائهم وأفكارهم .
    وبتأسيس الوحدة التركية –الإسلامية سوف تهنأ أمريكا وأوروبا والصين وروسيا وإسرائيل، وباختصار سوف يـرتاح العالم كله. وسوف تزول مشكلة الإرهاب، وسوف يتم الوصول إلى مصادر المواد الخام والاستفادة منها، وسوف يكون من الممكن حماية النظام الاجتماعي والاقتصادي ويـزول الصدام الثقافـي، ولن تضطر أمريكا إلى إرسال جنودها إلى مسافات تبعد عنها آلاف الكيلومترات، وسوف لن تعيش إسرائيل مختـفية وراء الجدران، ولن يعـترض دول الاتحاد الأوروبي أي عائق من العوائق الاقتصادية، كما أن روسيا لن تشعر بأية هواجس أمنية ولن تضيق الصين ذرعًا بالحصول على المواد الخام.
    إن من أهم خصائص الوحدة التركية- الإسلامية احتضانها بكل محبة وشفقة لليهود والنصارى والأرمن و الأورثوذوكس، وإبداء الاحترام لأديانهم وعقائدهم، باعتبارهم إخوة مع اتباع سياسات تحرص على وحدة ترابهم وأمن أرواحهم والمحافظة على تراثهم وتأمين رفاههم.

    *- أهمية جغـرافية الوحدة التركية –الإسلامية.

    *- الوحدة ستكسب العالم الإسلامي-التركي قوة فعالة.

    *ـ في الوحدة التركية – الإسلامية: احترام لكل الآراء والأفكار.

    *- الوحدة التركية- الإسلامية سوف تحيي التجارة وتقوي الاقتصاد.

    *- نموذج النهضة للوحدة التركية-الإسلامية.

    *- في الوحدة التركية –الإسلاميـة: سوف يتم إجراء تقييم مفيد للاستفادة من الموارد الطبيعية.

    *- وضع موارد الطاقة تحت الحماية.

    *- تسريع التنمية المشتركة في إطار الوحدة التركية- الإسلامية.

    *- الوحدة التركية –الإسلامية: ذو رؤى منفتحة.

    *- بعد إنشاء الوحدة التركية-الإسلامية سوف تنخفض مصاريف الدفاع بالنسبة إلى أمريكا وأوروبا.

    *- سوف تنخفض ميزانية الدفاع التي يخصصها العالم الغربي للشرق الأوسط.

    *- سوف يسود العالم مع هذه الوحدة راحة واطمئنان كاملان.

    *- هذا بالإظافة إلى المحاسن التي تـأتي مع انتشار نور السلام.

    *- سوف تنهض الوحدة التركية –الإسلامية بتنمية العلوم والفنون، وسوف يبني هذا الاتحاد حضارة شامخة.

    *- سوف تتاح فرص تبليغ محاسن الأخلاق الإسلامية.

    *- في الوحدة التركية- الإسلامية: سوف يكون الاختلاف بين الناس عامل ثراء وغنى.

    *- سوف تكون الوحدة التركية- الإسلامية مصدر إنتاج وإبداع في سبيل العثور على حلول لكافة المشاكل.

    اللهم اجمع جميع المسلمين تحت راية الاتحاد والتعاون.



    اللهم حقق ذلك في أقرب وقت يارب العالمين. اللهم عجل بظهـور المهديّ، وعجل بظهور عيسى عليه السلام. اللّهم أزل الفتن والفسـاد من الأرض إزالة كاملة، واكشف للعالم كله جمال عدالة المسلمين وجمال أخلاقهـم. اللّهم وحد إخواننا اليهود وإخواننا المسيحيين على الأخوة والأمن والسلام. اللهم ألهم المسلمين اتباع طريق هذه الوحدة وطريق هذا التعاون. اللهم وفقهم لكي يزيلوا ما بينهم من الخلاف، ويعملوا ليل نهار لإصلاح الشقاق الذي بينهم ويجتمعوا على التعاون والخير بكل صدق وإخلاص. اللّهم امنح إخواننا الفلسطينيين ثواب الشهداء، ووفقهم للشهادة في سبيلك، واشف مرضاهم وامنحهم القـوة والصبر والشجاعة. اللهم ردّ كيد الظالمين واطمس على بصائرهم وبصرهم و عقولهم وقلوبهم وقوتهم وألسنتهم، وأزل كيدهم. اللهم عليك بالصهاينة الملحدين والماسونيّين الملحدين، اللهم قنا ظلمهم. اللهم اقسم لجميع المسلمين معيشة هنيّة في جو من الوحدة والتعاون والأخوة والأمن والسعادة. لقد دخلنا بحول الله وقوته هذا العصر المبارك، وهذه المرحلة المباركة. فنحن في شهر محرم بإذن الله، اللهم اجعل هذا الشهر مباركًا واقسم لنا نصيبا من بركته. اللهم لا تبعدنا عن أخلاق القرآن الكريم، وهَـبْ جميع المسلمين البركة والأمن والشجاعة والوسطية وامنحهم القدرة على تحمل الآلام، وزينهم بالشجاعة وجمال الأخلاق يارب العالمين
    صفحة الأحاديث النبوية

    http://www.facebook.com/pages/الاحاد...01747446575326

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,600
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    29-11-2014
    على الساعة
    04:10 PM

    افتراضي

    دعوة إلى "الاتحاد التركي-الإسلامي"
    سيجلب "الاتحاد التركي- الإسلامي" ، بإذن الله تعالى، خلال القرن الواحد والعشرين السلام والأمن اللذين ينشدهما العالم. وسيقوم هذا الاتحاد على أساس المحبة والأخوة والرحمة والتسامح والتعاون. وهو يهدف إلى توفير الرفاه الاقتصادي والحياة الديمقراطية والعدالة. وهذا الاتحاد الذي يسمى "الاتحاد التركي- الإسلامي" سيسمو بالقيم المعنوية وينهض بالعلوم والتكنولوجيا والمعرفة إلى أعلى المستويات.
    هذه الاتحاد الذي سيبنى على المحبة والأخوة والأخلاق الإسلامية سيجمع تحت سقف واحد أناسًا يتكلمون لغة واحدة ويدينون بالدين نفسه، لكنه أيضًا سيحتضن أصحاب اللغات والديانات المختلفة. وأفضل صورة تظهر فيها هذه الوحدة نراها جليًا في الدولة العثمانية التي نُعتبر نحن ورثتها.
    ففي ذلك العهد كان العثماني اليهودي أو الأرمني في جيشه لا يقوم بأي فعل من شأنه أن يمس بعبادة أصحاب الديات الأخرى، كما لم يكن يتعرض لأماكن عبادتهم بأي سوء. وقد بين القرآن الكريم وهو الكتاب المقدس في الإسلام بأنه يجوز مؤاكلة أهل الكتاب ويجوز كذلك التزوج من نسائهم، ولم ير أي بأس من معاشرتهم ومخالطتهم. وطبقت الدولة العثمانية هذه القيم بكل صرامة، وبالإضافة إلى ذلك كان لكل فرد الحرية في أن ينتسب إلى الجهة التي يريدها. ولذلك عاشت هذه الوحدة زمنًا طويلاً.
    ويتعين علينا هنا أن نشير إلى أن ما نبينه في هذه المجلة، لا يعني على وجه الإطلاق بعث الدولة العثمانية من جديد، بل هو اتحاد على غرار الاتحاد الأوروبي الذي يجمع مجموعة من الدول. وهذا الاتحاد يحافظ على نظامها الإداري وحدودها، وفي الوقت نفسه يكون قائما على المحبة والأخوة.
    يمكن أن نشبه "الاتحاد التركي –الإسلامي" بالعائلة الواحدة، وفي داخل هذه العائلة يكون كل فرد حرًا. بإمكانه أن يتصرف كما يشاء، ويتخذ القرارات التي يريدها، غير أن كل فرد يتعامل إزاء كبير العائلة بمحبة واحترام شديدين. وفي حالة حدوث أي خلاف أو نزاع يتم اللجوء إلى كبير العائلة ويؤخذ رأيه ومشورته. هذا هو الاتحاد الذي سيقوم، وهذه هي الروح التي يجب أن يتميز بها.

    فالمهم هو أن تسود القيم التي كانت موجودة لدى الشعب العثماني وكذلك لدى الدولة العثمانية، بمعنى أن يعيش الناس في أخوة وصداقة، وأن يسود مناخ جديد ملؤه السلام والثقة.
    لقد كشفت لنا الإدارة العثمانية وتجربتها في هذا المجال أنه بالإمكان توفير الأمن والسلم في الأماكن التي تسود فيها التوترات عندما تكون هناك رغبة في ذلك. ولا شك أن هذا التعاون الصادق ستمتد ثمراته لتشمل أراضي مباركة مثل الشرق الأوسط والقوقاز والبلقان وآسيا الوسطى ووسط أفريقيا وشمالها والشرق الأقصى. وبذلك تتأسس وحدة إقتصادية وثقافية وسياسية قوية.

    سيساهم "الاتحاد التركي- الإسلامي" أكثر في توثيق العلاقات بين الدول الإسلامية وأوروبا. وسيتمكن كل طرف من حل الصعوبات التي تعترضه في علاقته بالطرف الآخر بكل سهولة. هذا البناء الذي يُبنى على أساس المحبة يجعل كل طرف يحفظ حق الطرف الآخر ويراعي مصالحه ويحميها. وعلى هذا النحو ترقى الدول الأعضاء في هذا الاتحاد إلى مستوى كبير من الرفاهية، وكذلك بقية دول العالم.
    وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الاتحاد ستكون له علاقات سليمة وبناءة مع المنظمات العالمية الموجودة في الوقت الراهن مثل الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي والدول الصناعية الثمانية. وعلى هذا النحو، فإن "الاتحاد التركي-الإسلامي" سينهض بوظيفة لا تقوم بها أية مجموعة أو منظمة أخرى.
    وعند الحديث عن تأسيس "الاتحاد التركي –الإسلامي" من الضروري التأكيد جيدا على الجانب "المعنوي" في هذا الموضوع. فـ"الاتحاد التركي –الإسلامي" يتمثل في وحدة القلوب. هو ليس اتحادا "شكليًا"، بل اتحاد "حقيقي".
    إن الوحدة التي تجمع العالم التركي- الإسلامي على أساس المحبة والأخوة تقع مسؤولية ريادتها اليوم على الجمهورية التركية مثلما كان الأمر في الماضي. وهذه المهمة لا تنبع من الادعاء بأن لتركيا الأفضلية أو القيادة. إن هذه المهمة السامية نتيجة طبيعية لما لتركيا من تجربة تاريخية، وللخصائص التي تميزها من التواضع وحب الخدمة وإدراك المسؤولية والرغبة في خدمة المسلمين.
    فهذ الخطوات باتجاه تأسيس هذا الاتحاد ستلقى القبول من قبل دول المنطقة، ذلك لأن "الاتحاد التركي- الإسلامي" سيزيح التخلف من المنطقة ويقضي على الفقر والجهل، وبدل الدماء والدموع الآلام سيجلب السلام والرفاه والعلم والمعرفة والسعادة ويوفر كل ما من شأنه أن يجعل المستقبل جميلاً.
    وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الوحدة سوف تشمل أكثر الحضارات تقدمًا في العالم وأغنى الأراضي من حيث الثروات والثقافة، فهي وحدة تفرض نفسها على القرن الواحد والعشرين.
    ولذلك، ومن أجل تحقيق هذه الغايات السامية ونشر السلام والأمن في العالم فمن الضروري على الجميع أن يبذلوا كل ما في وسعهم من جهود من أجل إنجاح هذه المساعي الخيرة.
    إن العالم في حاجة ماسة إلى هذا الاتحاد لكي يسود السلام والأمن والمحبة والأخوة.
    صفحة الأحاديث النبوية

    http://www.facebook.com/pages/الاحاد...01747446575326

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,600
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    29-11-2014
    على الساعة
    04:10 PM

    افتراضي

    أهمية الاتحاد بالنسبة إلى العالم الإسلامي
    عندما نلقـي اليوم نظـرة على العالم الإسلامي نـلاحظ أن التفرق من أكبر مشاكل العالم الإسلامي. وفي الوقت الذي تجتمع فيه جميع الدول الأوروبية تقريبا تحت سقف "الاتحاد الأوروبي" في المجال السياسي والاقتصادي والثقافي، فإن المسلمين لم يتمكنوا من بناء وحدة على النحو المطلوب. فلا يوجد تضامن وتكافل حقيقيبين الدول الإسلامية، كما أنه لا يوجد التعاون والتضامن المطلوب بين المذاهب الإسلامية والجماعات والطـرق الصوفية والحركات الفكرية والمنظمات المختلفة. الوضع على هذا النحو في حين أن الله تعالى أمر المسلمين جميعا بأن يعيشوا ويتحركوا ضمن وحدة روحية واحدة. وقد أخبر القـرآن الكريم بأن المسلمين "كَالبُنْيـَانِ المَرْصُوصِ" (سورة الصف: 4) ثم أمر بقوله: "وَاعْتَـصِمُوا بِحَبْـلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَـفَرَّقُوا..." (سورة آلعمران: 103).

    كما أخبرنا الله تعالى بأن المسلمين إذا لم يتوحدوا فسوف يضعفوا وتضيع قوتهم:" وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" (الأنفال: 46).

    فهذه الآية الكريمة تبين أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت المسلمين محرومين من القوة اللازمة في العالم اليوم: وهي عدم الانضواء تحت لواء الوحدة. فلو أن جميع المسلمين توحـدوا؛ لمكّنهم الله تعالى من تحقيق النجاح في كثير من المجالات مثل تحقيق النهضة في البلاد الإسلامية وتحقـيق الإعمـار والإنشاء، ومـد يد العون والمساعدة للمظلومين من المسلمين والنضال الفكري المطلوب لحمايتهم والدفاع عنهم، وتبليغ الأخلاق الإسلامية والتبشير بها في كافة أنحاء العالم على أحسن وجه، وتصويب التيارات الإرهابية الضالة التي تظهر هنا وهناك باسم الإسلام، وتسجيل عدد من النجاحات النافعة للإنسنية كافة في المجالات العلمية والصناعية والثقافية.
    وبعبـارة العالم المسلم الكبير بديع الزمان سعيد النورسي فإن أكبر خطر على العالم الإسلامي هو "الجهل والفـقر والاختلاف". ويمكن الانتصار على هذه الأخطار الثلاثة بواسطة "الصناعة والمعرفة والوحدة" (ديوان حربـي عرفي، ص. 15)، ولعل الاتحاد أهم هذه العناصر جميعا، لأنه بواسطة الاتفاق والاتحاد يتمكن جميع المسلمين من توحيد "صناعتهم ومعارفهم"، بمعنى جميع إمكانياتهم ومعلوماتهم فيقدمون للإسلام أعظم الخدمات.


    منطق الاتحاد:التـوحّد على أسس الإيمان
    من أوكد الأشياء التي يتعين القيام بها من أجل تحقيق الوحدة بين المسلمين إزالة المفاهيم الخاطئة التي تقف حجر عثرة أمام هذه الغاية. ويأتي في مقدمة هذه الذهنيات الخاطئة أن المسلم عندما ينظر إلى مسلم آخر لا يرى نقاط الالتقاء معه بل يرى فقط نقاط الاختلاف. بينما تحتم الأخلاق الإسلامية على المسلمين أنه لا ينسوا حقيقة كونهم إخوة مهما كثرت الاختلافات بينهم. فمهما كان العرق ومهما كانت اللغة ومهما كان المذهب فجميع المسلمين إخوة.
    فجميع السلمين في العالم؛ يؤمنين بالله ويعترفون بالقرآن ويسيرون على نهج النبي عليه الصلاة والسلام ، وعندما يصلون يتوجهون إلى القبلة نفسها، ويأملون أن يلقـوا الجزاء الحسن في الآخرة.فإله جميع المسلمين واحد وكتابهم هو الكتاب نفسه ونبيهم نفسه وقبلتهم نفسها.
    ومثلما عبر عن ذكر بديع الزمان سعيد النورسي فجميع المسلمين "خالقهم واحد، ورازقهم واحد ونبيهم واحد ودينهم واحد وقبلتهم واحدة وكتابهم واحد" (المكتوبات، ص. 243).

    وبالإظافة إلى ذلك، فإن كل مسلم يرفض المنكرات مثل القتل والسرقة والتحايل (سختكارلق) والشذوذ الجنسي ويقاومها، وفي الوقت نفسه يدافع عن القيم الأخلاقية السامية نفسها.

    إزاء جميع نقاط الالتقـاء والتوافـق هذه من الضروري عدم تهويل الاختلافات والفروق التي قد توجد في بعض المسائل الأخرى بل يتعين التغاضـي عنها. إن اتباع المسلمين لمذاهب مختلفة أو انبثاقهم من ملل وأعراق متباينة أو تبنّيهم لرؤى سياسية واجتماعية مختلفة في بعض القضايا أو انضواؤهم ضمن جماعات مختلف بعضها عن بعض، أو اتباعهم لطرق وسبل مختلفة في خدمة الإسلام لا يقف أبدا حائلا أمام توحدهم وتضامنهم.
    وتبعا لذلك، فبدلا من التركيز على عناصر الاختلاف بين المسلمين من الضروري الوقوف عند عناصر الإيمان الأساسية التي تؤكد وحدتهم. وبدلا من تركيز اهتمام المسلمين في كتاباتهم ومقالاتهم ومحاوراتهم، بل حتى في تفكيرهم على الاختلافات الحاصلة بينهم وبين بقية المسلمين، يتعين إيلاء الاهتمام الأكبـر للأسس الإيمانية المشتركة. فعند نظر المسلم إلى أخيه المسلم عليه في المقام الأول أن يذكر ويتذكر حقيقة أن الشخص الذي يقف أمامه عينيه إنما هو شخص مسلم.

    ولعل وصية سليمان حلمي توناهان في هذا المقام تنـير لنا جميعًا الطريق: "لتكن وصيتي: لا تختلفوا، لا حذار من دعوى القومية. ولا تزيغوا في طريق من خالف منهج السنة".


    احترام ما يقوم به المسلمون الآخـرون من جهد
    إن البشرية اليوم تبحث عن مخـرج ومن المصير الذي تردت إليه، البشرية تنتظر طريقا يجلب إلى العالم السلام والطمأنينة والعدل. كشف هذا الطريق مسؤولية المجتمع الإسلامي، وعلى جميع المسلمين أن يتحركوا وفقا لهذا الوعـي. ذلك أنه نتيجة لما يقوم به المسلمون من لغات مختلفة وأعـراق مختلفة وجماعات مختلفة في كافة أنحاء العالم من أجل تبليغ رسالة الإسلام نرى أن أعداد المسلمين في الأرض تزداد كل يوم. لقد أخذت البشرية تتجه نحو الحق، وضمن هذه الأجواء فإن كل جهد لخدمة الإسلام يقوم به أي مؤمن يكون على درجة كبيرة جدا من الأهمية. قد تكون فيهم نقائص، وقد تصدر منهم أخطاء، ولكن هذه الأمور تزول مع مرور الوقت ويتم تفاديها. ولقد علمتنا الأخلاق القرآنية وأخـلاق النبي عليه الصلاة والسلام أن نعترف للمسلم بجهده وأن نشجعه حتى يبذل جهدًا أكبر.

    وفي هذا الخصوص، يتعين التنبيه إلى أن جهود المسلمين من أجل نشر أخلاق الإسلام والنضال الفكري ضد الفلسفات المناقضة للاخلاق الدينية قد تأخذ أشكالا مختلفة ويمكن أن تكون على قواعد مختلفة أيضا. فكل مسلم يمكن أن يكون قد اختار طريقة خاصة به، أو منهجا خاصا به وذلك وفقا لإمكانياته الخاصة ووفقا لكفاءاته وظروفه الخاصة كذلك. فالمسلمون بإمكانهم أن يقوم بأعمال في مجالات مختلفة مثل المجال العلمي والاقتصادي والفني والتعليمي وغير ذلك. فلا حرج من انتهاج طرق وأساليب مختلفة. لكن ليس من الإخلاص أن ينتقد المسلم أخاه المسلم فلا يعجبه شيء منه ولا يمتدح إلا نفسه. ولقد أوجز العالم الكبيـر بديع الزمان سعيد النورسي هذه الحقيقة على النحو التالي:

    "يمكن (للمسلم) أن يقول إن طريقي حـقّ، أو إنّ طريقـي أفضل، لكنه لا يستطيع أن يقول – وهـو يشيـر إلى أن طريق الآخرين على باطل أو سـيء- 'إن مسلكي وطريقي هو الأمثل ' ، أو 'إن مسلكي هو الأحسن " . (اللـمعات، ص. 140).

    أما ما يـرضي الله تعالى، فهو امتداح جهد الآخرين والثناء عليه. وحين يتم الالتزام بهذا السلوك فإن إحساس المحبة والأخوة بين المسلمين يقوى أكثر، وهذا من شأنه أن يشكل القاعدة المطلوبة التي تجعلهم يتحركون ويعملون ضمن وحدة متكاملة.
    قبول النقد برحابة صـدر

    لقد أخبر الله تعالى في القرآن الكريم أن المسلمين لا يصـرّون على الإثم وهم يعلمون:
    "... وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (سورة آل عمران: 135).

    إن المُـسلم يمكن أن يرتكب طوال حياته أنواع مختلفة من الخطايا، كما أنه يمكن أن يمـرّ عليه زمن يقع فيه في الذنوب. وعندما ينبهه أخـوه المسلم لما يرتكبه من خطأ، وما يقع فيه من موقف غير سليم يؤوب إلى الحق بسرعة ويرجع إلى الصواب. وبسبب ما ارتكبه من خطإ يطلب المغفرة من الله تعالى، ويرجو منه العفو والصفح. وبناء على ذلك، فإن من أهم خصائص المسلم مع أخيه المسلم أن ينصحه عند غفلته وينبهه إذا بدر منه خطأ أو انحراف. فهو بإذن الله يكون وسيلة لتوجيهه نحو الخير ونحو الفلاح. أما المسلم الذي لا يسمع النصيحة ولا يقبل الإرشاد فهو فاسد المزاج يتعين اجتنابه والحذر منه أشدّ الحذر. وقد ورد في إحدى آيات القرآن الكريم تصوير لحالة من يفر من قبول النصيحة : "فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى و َيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى" (سورة الأعلى: 9-11).

    وبناء على ذلك فإن على المسلمين أن يذكّـروا بعضهم بعضا في كل الأمور، وعليهم أن يذكروا لبعضهم البعض بدون تكلف ما يكون بينهم من تقصير أو خطإ. وما يتوجب على المسلم الذي يتلقى الموعظة أن يتقبل بصدر رحب ما يصدر في شأنه من نقد، كما أن عليه أن يفكر بصدرق وإخلاق في ما قيل له ويعتبر ذلك فرصة بالنسبة إليه حتى يعود إلى الخير ويستزيد من البـرّ. هذا هو ما يتعين على المسلم الذي يتحلى بأخلاق القرآن ويلتزم بمنهج السنة.
    وقد لفت الشيخ بديع الزمان سعيد النورسي الانتباه إلى هذا الموضوع، ووجه النصح لطلابه قائلا: "حتى لو جاء نقد لرسالة النور من القطب الأعظم، فإن طلاب رسالة النور لن يشكوا ولن يترددوا فيها، بل إنهم سوف يقبلون تلك الاعتراضات والانتقادات الصادرة عن القطب الأعظم بكل حرص واهتمام، ويتعرفون على مـدار الاعتراض في النقاط المحددة ويقبّـلون يده حتى يكسبوا احترامه" (بيوك تاريخجه حياة، ص. 287).

    من الضـروري أن يكون نقد المسلم لأخـيه المـسلم بأسلوب متسامح وبناء، ويجب لا يُـنسى أبدا أن الغاية الحقيقية هي - بإذن الله تعالى- خدمة الإسلام بطريقة أفضل وتمثيل أخلاق الإسلام بأفضـل صورة ممكنة.

    آداب الحديث والاستشارة
    إن الحوار الذي ينشأ بين المسلمين من من أهم المناسبات التي يمكن أن يُظهروا فيها طريقتهم في الحديث ومحاسـن أخـلاقهم.

    على المسلمين أن ينـأوا بأنفسهم عن المواضيع الخلافية عندما تجمعهم المناسبات للحديث والنقاش حول موضوع معين، وعليهم أن يركزوا حديثهم ونقاشهم بخصوص المسائل التي تقوم عليها الأسس الإيمانية باعتبارها أساس الوحدة. ومن المتعين أن يتخذ القرآن الكريم وسنة النبي عليه الصلاة والسلام هما القاعدة و الأساس، وعلى المسلمين أن يتحـلوا بالتواضع والاحترام وحسن الأدب. وبدل أن يصرّ الفرد المسلم على إقناع الآخرين برأيه عليه أن يسعى لفهم فـكر الآخرين والاستفادة منهم ويجعل ذلك مبدأ في تعامله. أما من يطلب المديح لنفسه باستمرار فقد يلحق الضرر بما بين المسلمين من تعاون. وبدل ذلك السلوك من الضروري انتهاج الأسلوب الذي يركز على توجيه الشكر لله تعالى ومدح النبي عليه الصلاة والسلام وتثمين أخلاق المسلمين الآخرين والثناء عليهم.
    يتيعن ألا ننسى أنّ من أهم خصائص الإسلام حسن الأخلاق، وهذه الأخلاق الحسنة تتجلى من خلال جمال سلوك الإنسان و كلامه. فبدل أن يكـثر الفرد من نصح الآخرين عليه أن يحسن الاستماع إلى نصائح الآخرين؛ وبدل أن يكثر من انتقاد الآخرين عليه أن يتقـبل النقد والتوجيه؛ وعليه أن يحسن الثناء بدلا من كثـرة القدح والذم؛ وعليه أن ينتبه لما فيهم من خصائص طيبة بدلا من التركيز على تقصيرهم وعيوبهم.
    ومن الأمور التي تكتسـي أهمية بالغة الثناء على ما يقدمه الآخرون من خدمة وتقديم الدعم لهم معنويا.
    و يمكن أن نقدم على مثل هذا الوعي عددا من النماذج؛

    فما أعظم الخدمة التي قدمها بديـع الزمان سعيد النورسي للإسلام؛ فقد كانت رسائل النور التي ألفها وسيلة لهداية الملايين من الناس، بل وما يزالون يهتدون بنورها في أرجاء كثيرة من العالم. كما أنه بفكـره العميق وبصيرته الثاقبة استطاع أن يدمّـر الفلسفات الإلحادية ويبددها، وقد أبدى صبرا وجلدا عظيمين في مواجهة ما يلاقيه من أذى في هذا الطريق.

    كما أن عبد الكريم الأرواسي قد أسدى للمسلمين خدمات جليلة بفضل المركـز العلمي الذي أسسه، وكان هذا المركـز طريقا ووسيلة لاهتداء الكثير من الناس ومعرفتهم طريق الحق.

    وقد بذل سليمان حلمي طوناهـان جهودا جبارة من أجـل خدمة الإسلام وغـرس القـرآن في القلوب. والسبيل الذي فتحه وسار عليه المسلمون ما يزال مليئا بنفس الحماس والشوق.

    كما أن محمد زائد كوتكـو خدم الإسلام خمات جليلة. وهناك عدد كبير من الناس استفادوا من تعليمه الروحي والمعنـوي فزاد إيمانهم وسمت أخلاقهم.
    وهناك عدد كبير آخر من العلماء والقادة لم نذكر أسماءهم هنا بينما هم قد خدموا الإسلام خدمات جليلة. وهناك عدد كبيـر من الناس ساروا على أثرهم فهم يواصلون ما بدأوه بكل جد وعزم وشوق، وهم لا يدخرون أي جهد في نشـر الأخلاق القرآنية في كافة أنحاء العالم.

    إن العالم الإسلامي، بإذن الله تعالى، ينتظـره مستقبل زاهـر ومشرق. وحتى يتأسس هذا المستقبل المشرق بسرعة من الضروري جدا ترسيخ وتأكيد روح التعاون والوحدة والأخوة التي تمثل أساس الأخـلاق الإسلامية. وقد كشف نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام الطريق الذي ينبغي على المسلمين السير فيه فقال: " تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تظلـوا أبدا كتاب الله وسنتي". والذي يتوجب علينا عمله الالتزام بهذا الطريق وعدم الغفلة عما أمرنا الله تعالى به: " وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" (سورة آل عمران: 103).


    يتبع
    صفحة الأحاديث النبوية

    http://www.facebook.com/pages/الاحاد...01747446575326

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,600
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    29-11-2014
    على الساعة
    04:10 PM

    افتراضي

    الحـل الوحيد للسلام في الشرق الأوسط والعالم: الوحدة الإسلامية بزعامة تركيا

    التاريخ يثبت أن الإسلام هو النظام العقائدي الوحيد الذي عـرض على منطقة الشرق الأوسط إدارة عادلة ومتسامحة ورحيمة.

    إن منطقة الشرق الأوسط كانت خلال القرن العشرين الذي ودعناه المنطقة الأكثر دموية والأقل أمنا، كما أن هذه المنطقة نفسها ما تزال اليوم تسبح في الدموع والدماء. ففي اللحظات التي تقرأ خلالها هذه السطور يبقى الشرق الأوسط مسرحا لصراعات واشتباكات. فما حدث من تطورات خلال الشهر الماضي أعطى انطباعا بأن حربا على الأبواب سوف تجرف إليها المنطقة بأسرها. والحقيقة أن منطقة الشرق الأوسط لم تكن على هذا النحو لفترة امتدت وقتا طويلا. بل على العكس من ذلك تماما، فعندما كان المسلمون يعيشون تحت سقف واحد في ظل الوحدة، مرت عليهم مرحلة استمرت لقرون تميزت بالاستقرار والسّـلام والأمن. ويرجع الفضل في الاستقرار الذي نعم فيه الشرق الأوسط والذي استمر حتى القرن العشرين، إلى أن أخلاق الإسلام هي التي كانت سائدة والمسلمون كانوا أمة واحدة متضامنين.

    إن المسلمين خلال الـ1400 عام الماضية لم يجلبوا للشّرق الأوسط سوى الوحدة والتعاون والسـلام والأمن. أما المحاولات التي تم بذلها في المراحل اللاحقة وحتى اليوم من أجل إحلال السلام في المنطقة فقد انتهت جميعها بالفشل. وسوف نتناول في هذه الأسطر بعض النماذج التاريخية حول هذه الحقيقة.

    الـسلام والعـدل اللّذان جلبهما عمر رضي الله عنه لفلسطين

    لقد كانت أكبر نقطة تحول في تاريخ فلسطين فتحها من قبل الجيوش الإسلامية في عام 637 م. لقد كان هذا الفتح يعني إحلال السلام والأمن لفلسطين بعد أن كانت، طوال قرون مسرحا للحروب والنفي والسطو والقتل. وقد كانت تتناوب على حكمها عقائد مختلفة كلما جاءت واحدة أنست بوحشيّتها ما سبقها. فلقد كان الحكم الإسلامي بداية لعصر جديد يمكن أن تعيش في ظله المجتمعات المختلفة مع بعضها البعض في فلسطين. وقد فُتحت فلسطين من قبل الخليفة الثاني بعد رسول الله صلى الله عليه سلم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وبعد دخول عمر رضي الله عنه إلى القدس كانت العدالة التي عامل بها المجتمعات المختلفة ورحمته بهم وشفقته عليهم مؤشـرًا على بداية مرحلة جديدة.

    مع قدوم المسلمين جاءت "الحضـارة" إلى القدس وإلى فلسطين كلّـها. وقد حلت الاخلاق الإسلامية بعدلها وثقافتها المعتدلة محلّ ثقافات أخرى لا تحترم قيم بعضها البعض، ولا تولي أهمية لقداستها. ولقد نعمت فلسطين بعد فتحها من قبل عمر رضي الله عنه لمدة قرون بالأمن والسّـلام. ولم يجبر المسلمون أحدًا على اعتناق الإسلام ولم يكرهوه عليه بالقوة، فبعض الناس من غير المسلمين لاحظ بنفسه أن الدين الإسلامـي هو الدين الحق فدخل فيه بكل رضا وطواعية.

    عدالة صلاح الدين الأيوبي في فـترة الحملات الصليبية

    لقد اتخذت الجيوش الصليبية من القدس عاصمة لها، وأسست مملكة لاتينية تمتد من فلسطين إلى أنطاكيا. بيد أن حكم الصليبيين في فلسطين لم يدم طويلا. فقد قام صلاح الدين الأيوبي بتوحيد الإمارات الإسلامية وألحق الهزيمة بجميع الجيوش الصليبية في معركة حطيـن في عام 1187م. وبعد معركة حطين مباشرة دخل صلاح الدين الأيوبي إلى القدس وأنقذ المدينة التي ظلت تحت سيطرة الصليبين لمدة 88 عاما. فبعد أن سيطر الصليبيون على المدينة قبل 88 عاما عمدوا إلى قتل جميع المسلمين، ولهذا السبب كانوا يخشون أن يفعل بهم صلاح الدين الأيوبي الأمر نفسه في هـذه المـرّة. إلا أن صلاح الدين لم يلحق الأذى بـأيّ من سكان المدينة. وقد تحدث المؤرخ الإنكليـزي كارن أرمسترونـغ عن فتح المسلمين الثاني للقدس فقال: " في الثاني من أكتوبر عام 1187م دخل صـلاح الـدّين وجيشه إلى القدس فاتحين؛ وسوف تبقى مدينة إسلامية طوال الـ800 عام القادمة... وقد أوفـى صلاح الدين بوعده الذي أعطاه للمسيحيين (بأن لا يقتّـلهم) وأخذ المدينة وفق القيم الإسلامية السامية". (كارن أرمستـرونغ، الحرب المقدسة، ص. 185). وهذه الحقيقة تأكدت أكثر طوال سبعة قرون كاملة بعد صلاح الدين االأيوبي، وخصوصا في العـهد العثماني.

    الحكم العادل للخلفاء العثمانيين

    في عام 1514 م فتح السلطان ياووز القدس وما حولها ، وبذلك بدأ الحكم العثماني في القدس واستمر لمدة 400 عام. ومثلما هو الشأن في بقية الولايات العثمانية فقد جلبت الإدارة الجديدة الأمن والاستقرار للقدس كذلك.

    لا شك أن توافق الحكم الذي أقامه العثمانيون في منطقة الشرق الأوسط خلال هذه الفترات مع الأخلاق القرآنية كان حقيقة في غاية الأهمية. والكثير من المؤرخين وعلماء السياسة يؤكدون على ذلك. ومن بين هؤلاء البـروفيسور الدكتور إدوارد سعيد الخبير المعروف في شؤون الشرق الأوسط. فالمعروف أن هذا الرجل ينحدر من عائلة مسيحية، وقد أنجز أعمالا كثيرة في الجامعات الأمريكية، وفي إحدى اللقاءات التي أجريت معه اقترح تطبيق النموذج العثماني من أجل إحلال سلام دائم في منطقة الشّـرق الأوسط. وفي ذلك اللقاء كان تعليق إدوارد سعيد كالآتي: "إن النظام الذي أقامه وطبقه العثمانيون يبدو أكثر إنسانية من النظام الذي نعيش فيه اليوم". (18. 08. 2000، صحيفة هاآرتز؛ MiddleEast.org ، أغسطس 2000).


    مصدر العدالة في الإسلام: الأخلاق القرآنية
    إن السبب الأساس الذي دفع الامبراطورية العثمانية والدول الإسلامية الأخرى إلى تأسيس إدارات عادلة وإنسانية هو كون القرآن الكريم أمر بإنشاء حكومات على هذا النحو. فالذي جعل سيدنا عمر رضي الله عنه، وكذلك صلاح الدين الأيوبي والسلاطين العثمانيين وكثيرا من الحكام المسلمين يتميزون بالرحمة والعدل والقوة فـي الحق (وهي صفات محل احترام و تقدير اليوم من قبل الغربيين) هو أن هؤلاء كانوا مخلصين لما جاء في القرآن الكريم من أوامـر. وهذه بعـض الأوامـر التي تشكل أسـاس مفـهوم الإدارة المنسجم مع أخـلاق الإسلام:

    " إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً" (سورة النساء: 58).

    "يَا أَيُّـهَا الَّذِينَ آمَـنُواْ كُـونُـواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُـهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَـى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْـرَبِينَ إِن يَكُـنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلـَى بِهِـمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَـوَى أَن تَعْـدِلُواْ وَإِن تَلْـوُواْ أَوْ تُعْـرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَـبِيراً" (سورة النساء: 135).

    إن التاريخ الإسلامي يزخـر بالكثير من الحكام العادلين المتواضعين المتميزين بالرحمة والحكمة، وهذا ينبع من الأخلاق الفاضلة التي أمر الله بها المسلمين في القرآن الكريم. فالحاكم المسلم، ولأنه يخشى الله تعالى، لا تفسده السلطة مهما كانت الإمكانيات التي يمتلكها، ولا تبعثه على الخيلاء أو التكبر أو الظـلم.


    كيف يمكن إحلال السلام في الشرق الأوسط؟

    على إثر انسحاب الدولة العثمانية من المنطقة فُـقد "السلام العثماني" الذي كان سائدا، وإلى حد اليوم ما يزال الوضع قاتما. لكن في الوقت الراهن يتعين قبل كل شيء إحلال السلام والأمن في فلسطين بصورة خاصة. فظروف الحياة هنا تزداد تعقدا مع مرور كل يوم جديد، كما أن حدة الأزمات التي تعانيها المنطقة آخذة في التفاقم باستمرار. فالسلام العادل لا يمكن أن يكون بحرمان شعب بأكلمه من جميع حقوقه وتعريضه للجوع والحرمان. والأهم من ذلك أن هذا السلام لا يمكن أبدًا أن يكـون سلاما حقيقيا مقبولاً. فهذا النوع من السلام لن يكون بمقدوره جلب الأمن والطمأنينة، بل على العكس من ذلك تماما إنما يقود إلى مزيد من الصراعات والفوضى. فكل من أخرج من أرضه وحرم من دياره لن يقبل بأي مخطط للسلام ما لم يكن قائما على العدل والمساواة ومراعاة حقوق الإنسان من جميع الجوانب.

    لا شك أن متابعتنا للوضع المتردي في المنطقة من خلال الصحف والتلفزيون، واستمرارنا في حياتنا اليومية بشكل عادي كأنّ شيئا لم يكن من دون أن نحرك ساكنا، يجعلنا أمـام مسؤولية كبيرة. وبناء على ذلك فإن المسؤولية الملقاة على عاتقنا تتركز أساسا في دعوة العالم كله إلى الإيمان بالله تعالى والالتزام بالأخلاق السامية التي جاء بها الدين، ومواجهة الإيديولوجيات التي تحارب الدين وتقف حجر عثرة أمام انتشار الأخلاق القرآنية، مواجهة فكرية علمية. ورجاؤنا المخلص نحن المسلمين أن يتوقف نزيف الدماء ويحـل السلام في منطقة الشرق الأوسط. وتحقيق السلام سوف يكون بإذن الله تعالى بقيادة حضرة المهدي بعد قيام الوحدة الإسلامية.


    حضرة المهدي سوف يكون سببا في إحلال السلام بالشرق الأوسط
    عند النظر في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام المتعلقة بآخر الزمان، فإن النقطة المشتركة التي تجلب الانتباه في هذه الأحاديث هي أن منطقة الشرق الشرق الأوسط سوف تعاني من الفوضى والفتن والحوادث الجسام إلى أن يظهر المهدي عليه السلام. ومن بين هذه الأحاديث المتعلقة بهذا الموضوع: " كلما سكنت فتنة في الشام اشتعلت أخرى. ولن تهدأ هذه الفتن حتى ينادي مناد من السماء فيقول: المهدي عليه السلام أميركم، المهدي عليه السلام خليفتكم". (مصطفى رشيد فليزي، رسالة خروج المهدي عليه السلام، ص. 63).

    يفـهم من الحديث أنه قبل ظهور المهدي عليه السلام، والذي سعيش في الوقت نفسه الذي يظهر فيه عيسى عليه السلام، تكون في الشام فتن واضطرابات وفوضى عارمـة. وكلمة الشام في اللغة العربية تأتي في معنى "الشِّمـال"، وفي القديم كانت هذه الكلمة تعني البلاد التي توجد في شمـال منطقة الحجاز (وهي المنطقة التي توجد فيها مكة والمدينة). وبالنظر إلى ذلك فإن هذا الحديث يشير إلى أن هذه الحوادث التي كانت تتراجع أحيانا وتزداد في أحيان أخرى، سوف تنتهي تماما مع ظهور حضرة المهدي عليه السلام. وبالإظافة إلى ذلك، فإنه مع ظهور المهدي عليه السلام سوف يلتف المسلمون حوله وتتأسس الوحدة الإسلامية، وبواسطتها- بإذن الله تعالى- سوف تُحل جميع المشاكل والقضايا (والله أعلم بالصواب).
    صفحة الأحاديث النبوية

    http://www.facebook.com/pages/الاحاد...01747446575326

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,600
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    29-11-2014
    على الساعة
    04:10 PM

    افتراضي

    الوحـدة الإسلامية أولاً
    لا شك أن تأسيسنا لدولة إسلامية واحدة سوف يمنحنا إمكانيات باهـرة. وكوننا دولة تركية ميزة تمكننا من إقامة حوار بين جميع الدول التركية الأخرى، والعيش تحت سقف واحد، سقف الوحدة التي تعتبر أمرًا فـي غاية الأهمية. وفي الوقت نفسه، فإن كوننا دولة إسلامية يسمح لنا بالتحرك بصورة مشتركة جنبا إلى جنب مع باقي الدول الإسلامية الأخرى وإيجاد الحلول العملية والدائمة للمشاكل المشركة. ونظرا لهاتين الميزتين فإن تركيا مرشحة، خلال العشريات القليلة القادمة لأن تكون في موقع استراتيجي متقدم جدا عما هي عليه اليوم، بل إنها يمكن أن تلعب دورا رياديّا وقياديا ضمن المحيط الدولـي الـذي توجد فيه.

    وقد كنا تناولنا في الكتابات السابقة تأهل تركيا للعب دور قيادي وريادي، سواء ضمن الجمهوريات التركية أو حتى بالنسبة إلى الأتراك الموزعين في أنحاء متفرقة من العالم. غير أننا بالمقابل لم نتوقف عند إمكانية قيادة تركيا لوحدة تضم جميع الدول الإسلامية، فتجمع هذه الدول تحت سقف واحد وتكون لهم بنية مشتركة يتحركون على أساسها. وإذا شئتم، لتناول الآن الأسباب التي تجعل تشكيل مثل هذه البنية أمرا ضروريا، ولماذا تعتبر هذه الوحدة حاجة ماسة سواء بالنسبة إلى تركيا أو بالنسبة إلى باقي الدول الإسلامية الأخرى.


    لماذا الوحدة الإسلامية

    إن من بين الأهداف الرئيسة التي تجعل من الضروري قيام الوحدة الإسلامية، تشكيل سلطة مركزية تكون موجهة لعموم المسلمين. ولهذا السبب ينبغي أن يوجه هذا المركز خطابه إلى جميع المسلمين، وبعبارة ينبغي أن يكون قادرا على جمع كافة الاتجاهات والأفكار تحت مظلته. وعلى هذه الوحدة الإسلامية أن تتخذ من القيم والعقائد الإسلامية أساسا لها، وبالنسبة إلى الممارسة من الضروري أن تقابل الأفكار والاتجاهات المختلفة بتسامح ورحابة صدر، وعليها أن تنجح في تحويل هذه الاختلافات إلى عامل ثراء ثقافي. ويتعين ألا تصبح هذه الاختلافات عنصرا معرقلا في اتخاذ قرارات مشتركة و في الدفع بالفعاليات والنشاطات السياسية. ومن الضروري أن يكون هذا المركز هو مكان الحل لمشاكل جميع الدول الإسلامية، كما يتعين إزالة جميع أنواع الخلافات. وعندما يصبح العالم الإسلامي قادرا على حل مشاكله فيما بينه فإنه سوف يساعد في مرحلة لاحقة على إيجاد الحلول التي قد تواجهه في تعامله مع الحضارات الأخرى. وعلى هذا النحو يمكن لهذا المركز الذي يوحد ويجمع كافة الدول الإسلامية أن يصيغ سياسات مشتركة ويكون قادر على تطبيقها التطبيق الصحيح.


    ما هو شكل الوحدة الإسلامية
    إن منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 56 دولة إسلامية ، هي أكبر منظمة إسلامية من حيث عدد الدول المنضوية تحت سقفها ومن حيث التوزع الديمغرافي لتلك الدول. وإلى جانب هذه المنظمة، توجد منظمات أخرى إقليمية لدول إسلامية تجمع بينها الانتماء الجغرافي نفسه، وهناك بين هذه الدول تعاون تجاري وعسكري. وكل واحدة من هذه المنظمات تكتسي أهمية بالغـة وتقوم بنشاط مفيد. غيـر أنه من الضروري أن يكون للعالم الإسلامي صوت واحد يتكلم باسمه ويعبر عن قـراراته، يجب أن يكون له وحدة تعبر عنه وتصدر قرارت يلتزم بها الجميع. وهذه المنظمة لا تعبر عن منطقة جغرافية محددة بل تهتم بمشاكل جميع المسلمين وتبحث عن أفضل الحلول لها. ونشاطات هذه الوحدة تشمل المجال الاقتصدادي والعسكري والاجتماعـي. وبفضل هذه الوحدة سوف ينشأ بين الدول الإسلامية مناخ من الاتفاق والمصالحة، وسوف يتم تطوير جوانب التعاون والتضامن. وعلى هذا النحو تتأكد في البداية روح الثقة بين هذه الدول تحت سقف هذه الوحدة، ثم بعد ذلك يتم توسيع مجالات التعاون، وبالتالي تصل هذه الدول إلى مستوى عال من الرّخاء والازدهار. إن العالم الإسلامي في تطوره وتقدمه سوف يعمل ويتحرك تماما مثل أعضاء الجسم الواحد، وبالتالي يصبح من الممكن تطوير الاستراتيجيات التي تخدم مصالح المجتمعات الإسلامية.



    نموذج الاتـحاد الأوروبـي

    يمكن اتخاذ الاتحاد الأوروبي نموذجا ومثالا للوحدة الإسلامية. وميـزة الاتحاد الأوروبي أن كل دولة من الدول الأعضاء فيه تحافظ على سيادتها الوطنية وعلى نظامها السياسي الخاص بها وعلى آليات الدولة في التسيير، ولكن إلى جانب ذلك، فالاتحاد الأوروبي تم إنشاؤه وفق نظام من القيم يراعي "الثقافة الأوروبية" المشتركة. وفق هذا النظام من القيم هناك وحدة سياسية واقتصادية وثقافية بين الدول الأوروبية؛ هذه الوحدة يسيرها مركز قانوني وإداري واحد قادر على التحدث باسم جميع أعضاء هذه الدول.
    والأمر نفسه بالنسبة إلى الوحدة الإسلامية، ففي هذه البنية يجب أن تحافظ جميع الدول الأعضاء على استقلالها الوطني وعلى حدودها القومية، كما يجب أن تحمي حقوقها ومصالحاها الوطنية. لكن بالموازاة مع ذلك يجب أن تكون لهذه الدول المستقلة رؤية ضمن "ثقافية إسلامية" مشتركة، وانطلاقا من هذه الرؤية يتم تطوير سياسات مشتركة ، وتكوين مؤسسات لتنفيذ القرارات المتخذة. وليس الهدف إقامة وحدة عضوية بنيويّة، بل إقامة وحدة على أساس المنافع والسياسات المشتركة. ويجب أن تكون هذه الوحدة مساعدة على تنفيـذ تلك السياسات وتطبيقها في حيز الواقـع.
    صفحة الأحاديث النبوية

    http://www.facebook.com/pages/الاحاد...01747446575326

الوحدة التركية الاسلامية

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شعائر الاسلام و الوحدة الاسلامية
    بواسطة محمد القليط في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-11-2012, 07:00 PM
  2. مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 18-01-2012, 07:12 PM
  3. رد علي دعاة الوحدة الوطنية
    بواسطة ابو مهاب القعقاع ابن عمرو في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-03-2011, 12:35 AM
  4. بين العريفي والسيستاني والمتباكون على الوحدة الإسلامية
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-01-2010, 01:01 AM
  5. التوحيد والاتباع سبيل الوحدة والاجتماع
    بواسطة جمال البليدي في المنتدى العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-02-2007, 12:04 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الوحدة التركية الاسلامية

الوحدة التركية الاسلامية