الى كل مؤيدين احداث لندن , أهديى لهم هذه المقالة " تفجيرات لندن بين العقل والعاطفة"

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

لمسات بيانية الجديد 10 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على مقطع خالد بلكين : الوحي المكتوم المنهج و النظرية ج 29 (اشاعة حول النبي محمد) » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | قالوا : ماذا لو صافحت المرأة الرجل ؟ » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | () الزوجة الصالحة كنز الرجل () » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | مغني راب أميركي يعتنق الإسلام بكاليفورنيا » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الإعجاز في القول بطلوع الشمس من مغربها » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | لمسات بيانية الجديد 8 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنهما بعمر السادسة و دخوله عليها في التاسعة » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | المصلوب بذرة ( الله ) ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الى كل مؤيدين احداث لندن , أهديى لهم هذه المقالة " تفجيرات لندن بين العقل والعاطفة"

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الى كل مؤيدين احداث لندن , أهديى لهم هذه المقالة " تفجيرات لندن بين العقل والعاطفة"

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    997
    آخر نشاط
    29-04-2011
    على الساعة
    09:04 PM

    افتراضي الى كل مؤيدين احداث لندن , أهديى لهم هذه المقالة " تفجيرات لندن بين العقل والعاطفة"

    بقلم عبدالله بن عبدالرحمن النديم
    "...فرحةُ بعضِ المسلمينَ بما حصلَ وأنّهُ جاءَ ردّاً لاعتبارِ العراقيينَ وغيرِهم ، سيجعلُهم في حماسةِ ذلكَ يغفلونَ عن السيناريوهاتِ المُعدّةِ سلفاً لأعمالِ قمعٍ واستبدادٍ باتتْ قرارتُها ساريةَ المفعولِ ، وتعليقِ الديمقراطيّةِ إلى أجلٍ غيرٍ مُسمّى ..."
    تبقى الدولُ الكُبرى هادئةً وادعةً ما لم تُصبْ بضربةٍ في داخلِها ، فإنَّ ذلك يُفقدُها صوابَها ، ويحوّلها إلى قوّةٍ كاسرةٍ لخصومِها ، هذا ما قالهُ أحدُ الرؤساءِ الأمريكيينَ السابقينَ عن أمريكا ، وهو ما تحتذيهِ الآنَ الدولُ العُظمى .


    لسانُ حالِ رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن ضرباتِ لندنَ هو : حبيبٌ أتى على فاقةٍ ، ولم آمرْ بها وقد سرّتني جداً وما ساءتني ، وهذا ما قد يدفعهُ إلى الإسراعِ في تطبيقِ الأنظمةِ الاستثنائيةِ لمحاربةِ الإرهابِ ، وقد بدأتْ قبلهُ دولٌ أخرى في ذلك ، كانَ على رأسِها الولاياتُ المُتحدةُ الأمريكيّةُ حينَ سنّتْ قوانينَ وشرائعَ غايةً في الدناءةِ لتصفيةِ الحركاتِ والجماعاتِ والشخصيّاتِ الإسلاميّةِ في أمريكا ، بحُجّةِ الحربِ على الإرهابِ ، وما كانَ لبلير أن يخرجَ عن عباءةِ أمريكا وهو خادمها الطيّعُ .


    وبلغَ من صلفِ وزيرِ العدلِ الأمريكيِّ السابق جون آشكروفتْ أنّهُ صرّحَ تصريحاً فظيعاً قالَ فيهِ : لقد شرعنا أنظمةً بعد أحداثِ 11/9 تسمحُ لنا باعتقالِ من يبصقُ في الشارعِ بتهمةِ القضاءِ على الإرهابِ ، وهذا ما يفتحُ البابَ أمامَ نقاشٍ طويلٍ قد لا ينتهي إلا بعد عقودٍ من الزمنِ ، حولَ الجهاتِ المغذّيةِ للجماعاتِ الإرهابيّةِ ، أو من يقفُ وراءها ، لأنَّ النتائجَ دائماً في صفِّ الدولِ المُستهدفةِ ، وتبقى المجموعاتُ المنفذّةُ مجرّدَ أشخاصٍ يَفنونَ ويتبخّرونَ بانتهاءِ العمليّةِ ، لتبدأ فيما بعدُ لعبةُ العليّاتِ المعقّدةِ وتصفيةِ الحساباتِ وتوزيعِ الأرباحِ ذاتِ الأرقامِ الفلكيّةِ .


    الحديثُ عن تفجيراتِ لندنَ هو نفسُ الحديثِ المكرورِ عن أحداثِ نيويورك ، هناكَ تمّتْ عملياتٌ مفاجئةٌ ، عاشَ العالمُ بعدها على حمّى الحربِ الإرهابِ ، وامتدتْ هذه الحمّى لتنالَ وتطالَ من كلِّ ما هو إسلاميٌّ في أمريكا ، حتّى خرجتْ مؤسّسةُ راند — ذاتِ التأييدِ الكبيرِ في البنتاغون - مناديةً بوجوبِ ضربِ المملكةِ لكونِها معقلَ الإرهابِ ، وخرجَ من السيناتوراتِ الأمريكان من نادى باحتلالِ مكّةَ وضربِ الكعبةِ ، وجرتْ محاكماتٌ مارثونيّةٌ - أعادت للأذهان محاكمَ التفتيشِ - للدعاةِ إلى اللهِ وللشبابِ المسلمِ — آخرها محاكماتُ الشيخ علي التميمي والأخ حميدان التركي فرّجَ اللهُ عنهما - ، وكانتِ التهمُ مضحكةً والشهاداتُ والذممُ مشتراةً باعترافِ الشهودِ أنفسهم مُقابلَ تخفيفِ الأحكامِ ضدّهم وعلى مرأى ومسمعٍ من القضاةِ والمُحلّفينَ ، وأصدروا أحكامهم كأنَّ شيئاً لم يكنْ !! ، ونتجَ عن ذلكَ أحكامٌ خرافيّةٌ بالسجنِ إلى مددٍ لم تسبقْ لها نظائرُ في تأريخِ أمريكا الحديثِ .


    ولو لم يكنْ من وحْي تلكَ التداعياتِ إلا إزالةُ حكومتينِ عريقتينِ ومن ثمَّ الزجُّ بخيرةِ شبابِ الأمّةِ في معتقلاتٍ أشبهَ بحظائرِ الغنمِ في غوانتنامو ، وتصفيةُ الحركاتِ الإسلاميّةِ الفعّالةِ بما فيها الحركاتُ المُجاهدةُ والجمعياتُ الخيريّةُ ، ومُلاحقةُ الدعاةِ وأهلِ العلمِ وإصدارُ مذكراتِ توقيفٍ خاصّةٍ بهم ، واستعمارُ القيمِ والمفاهيمِ الشرعيّةِ وتغييرِ معانيها ، وتفعيلُ ما باتَ يُعرفُ بالإسلامِ السكوني — وهو التديّنُ الساكنُ الذي لا يرتبطُ بالواقعِ أو يتفاعلُ مع الأحداثِ - ، وتقويةُ نفوذِ العلمانيينَ والعصرانيينَ ودعاةِ التغريبِ وتحريرِ المرأةِ في البلادِ الإسلاميّةِ ودعمهم بالمالِ والغطاءِ القانونيِّ ، هذا غيرَ التدخّلِ السافرِ في الشئونِ الداخليّةِ للدولِ المُسلمةِ ، والنّيلِ من قيمها ومقدّساتِها وفرضِ التغييراتِ عليها بالقوّةِ ، لو لم يكنْ من وحْي تلكَ التداعياتِ إلا هذا لكفى ! ، فكيفَ والعالمُ يشهدُ تمرّداً لا مثيلَ لهُ لإمبراطوريةٍ تحكمُ العالمَ بسياسةِ الحديدِ والنّارِ ، جرّأها على ذلك افتعالُها لبعضِ الصراعاتِ هنا وهناكَ وتسهيلُها لبعضِ العملياتِ على أراضيها .


    لا أريدُ أن أستغرقَ في التعاطي والانسياقِ وراءَ نظريّةِ المؤامرةِ ، ولكنَّ هناكَ حدّاً أدنى من الحقائقِ مُتفقاً عليهِ بينَ العقلاءِ ، وهو أنَّ الرابحَ من الأحداثِ كالمُتسبّبِ فيها ، وسواءً فعلها وسهّلَ لها ، أو كانَ مُفاجَئاً بها ، إلا أنّهُ أفادَ منها وجيّرها لخدمةِ مصالحهِ المتعطّلةِ ، والتي كانتْ تنتظرُ زلّةً مثلَ هذه ليجهزَ حينها على خصومهِ ومناوئيهِ ويقومَ بتصفيتهم تِباعاً دون أن يجدَ أدنى غضاضةٍ ، ولهذا فإنَّ الفاعلَ ولو قصدَ المناوئةَ إلا أنّهُ صارَ سيفاً في خاصرةِ أمّتهِ يطعنُها بهِ العدوُّ الخارجيُّ ، وعادَ عملهُ وبالاً على الأمّةِ .


    الملفاتُ السرّيةُ القذرةُ لوكالةِ المُخابراتِ الأمريكيّةِ وللموسادِ تكشفُ عن حقائقَ مغيّبةٍ عن الجمهورِ ، مفادُها أنَّ تلكَ الأجهزةَ لا تتوانى عن التضحيةِ ببعضِ مصالحِها وقيَمها بل وحتّى شعبِها لتحقّقَ عائداً أكبرَ ، والأخلاقُ في الغربِ تمَّ تفريغُها من قيمها الحقّةِ لتبقى أموراً محكومةً بالمنفعةِ والفائدةِ ، كما هو رأي دُعاةِ المنهجِ الوضعي ، ولهذا نجدُ سلوكيّاتٍ قذرةً لدى عملاءِ ورجالِ تلكَ الأجهزةِ ، من قتلٍ وتصفيةٍ واغتيالٍ واتجارٍ بالمخدراتِ وتعاونٍ مع أبشعِ الأنظمةِ الشموليّةِ ديكتاتوريّةً وقمعاً ومع المافيا وتشجيعِ الدعارةِ وإغراءِ المُخبرينَ بالنساءِ والمالِ ، ومن أقلِّ تلكَ الأمورِ خسّةً هو الغضُّ المتعمدُ للطرفِ عن ضرباتٍ مُبيّتةً للعدوِّ — وربّما المُشاركةُ في إعدادِها - لتحقيقِ مكاسبَ أعظمَ ، ولعلَّ أحداثَ بيرل هاربر ونيويورك شاهداتٌ على ذلك .


    ولمن أرادَ المزيدَ فلْيُراجعْ كتاب : التحالفِ الأسودِ : وكالةُ الاستخباراتِ المركزيّةِ والمُخدّراتُ والصحافةُ ، من تأليفِ الكسندر كوكبرن و جيفري سانت كلير ، ففيهِ العديدُ من الوثائقِ والتقاريرِ المروّعةِ لطريقةِ عملِ تلكَ الأجهزةِ الإجراميّةِ .


    دائماً يحولُ دونَ الوقوفِ على الحقيقةِ أمرانِ : كثرةُ المعطياتِ ممّا يجعلُ أمرَ تحليلِها شاقّاً على مُتتبعي المعلوماتِ وراصديها ، وقلّةُ المعلوماتِ وشحّةُ مصادرِها ، ويزيدُ الأمورَ غموضاً الحديثُ العاطفيُّ عن الأحداثِ وتغييبُ العقلِ والقراءةِ الاستشرافيّةِ بفعلِ الحديثِ الارتجاليِّ أو الانفعاليِّ وهو ما يتناسبُ مع مستوى الجرائدِ والصحفِ ولا يجدُ له مكاناً في الخطابِ العقلانيِّ المُستبصرِ .


    أحداثُ لندنَ يجبُ أن تُستنكرَ ، وسواءً وقعَ الاستنكارُ لذاتِ الفعلِ ، لكونهِ فعلاً لا تقرّهُ الشريعةُ من استقصادِ الآمنينَ من غيرِ المُحاربينَ ، وسلوكِ مسلكِ الغدرِ ، وهو طبعٌ مشينٌ لا تقرّهُ الشريعةُ ولو كانَ على سبيلِ المقابلةِ ، لأنّهُ في ذاتهِ أمرٌ مُستقبحٌ وتنفرُ منهُ الطباعُ السليمةُ ، ولهذا لم يصفِ اللهُ — تباركَ وتعالى — ذاتهُ بهِ ، مع أنّهُ وصفَ نفسهُ بالمكرِ والاستهزاءِ والسخريّةِ على وجهِ المقابلةِ ، لكنّهُ لم يصفْ نفسهُ بالغدرِ مع معاملةِ عدوّهِ لأوليائهِ بهِ ، وذلك لأنَّ الغدرَ قبيحٌ على كلِّ حالاتهِ ، سواءً كانَ تحريمُ الفعلِ لذاتهِ ، أو لمآلاتهِ وعواقبهِ ، وهي كثيرةٌ جداً ولا تغيبُ عن الحصيفِ العاقلِ ، إلا أنّنا يجبُ أن نقفَ ضدّهُ وننبّهَ إلى خطورتهِ على مسيرةِ العملِ الإسلاميِّ المتنامي في أوروبا ، حيثُ تشهدُ أوروبا صحوةً إسلاميّةً قويّةً جداً وارتفاعاً في نسبةِ المسلمينَ المُتدينينَ ، كما أنَّ أوروبا مأوى لكثيرٍ من المسلمينَ الذين ضاقتْ بهم البلادُ الإسلاميّةُ ورفضتِ استقبالهم على أرضها .


    وفي مقابلِ هذا الاستنكارِ يجبُ على عقلاءِ البريطانيينَ أن ينتصفوا من رئيسِ وزراءهم وهو الذي زجَّ بهم وببلادِهم في حربٍ جائرةٍ ضدَّ الشعبِ العراقيَّ راحَ ضحيّتها عشراتُ الآلافِ من القتلى والجرحى والمشرّدينَ ، ولم تحملْ تلكَ الحربُ أيَّ معنى للعدالةِ والنّزاهةِ ، وهي القيَمُ التي جاءَ بليرُ ليؤكّدَ عليها بعدَ حدوثِ التفجيراتِ في لندنَ ! ليتذكّرَ هنا ما نسيهُ في العراقِ ، ويشربَ من ذاتِ الكأسِ المرّةِ التي أذاقها العراقيينَ .


    إنَّ أحداثَ لندنَ — بغضِّ النظرِ عن من وراءها - جاءتْ فرصةً سانحةً لحكومةِ بريطانيا لتصفّي من تبقى فيها من رموزِ الحركاتِ الإسلاميّةِ ، وكذلكَ الجماعاتِ المهاجرةِ ، والذين يعيشونَ وضعاً اجتماعياً لا نظيرَ لهُ ، خاصّةً لو علمنا أنَّ كثيراً منهم لو رجعَ لبلدهِ لما قوبلَ إلا بمقاصلِ الإعدامِ وأحكامِ السجنِ المؤبّدةِ ، ولا ننسى هنا ما نشرتهُ جريدةُ واشنطن بوست قبل أيامٍ ، من أنَّ وكالةِ المخابراتِ الأمريكيّةِ نسّقتْ مع المخابراتِ الإيطاليّةِ في خطفِ أحدِ أئمّةِ المساجدِ المصريينَ وتسليمهِ إلى مصرَ ، مع أنّهُ كانَ لاجئاً سياسياً فيها ، وهذا النقلُ يبيّنُ لنا مدى حرصِ أولئكَ الكفرةِ على تصفيةِ العاملينَ في المجالِ الإسلاميِّ ، حتى لو لم يجدوا المبرّرَ لتلكَ الفعلةِ الشنيعةِ ، وحتى لو سلكوا طريقةَ المجرمينَ في الخطفِ والسرقةِ والنّقلِ في طائرةٍ أمريكيّةٍ خاصّةٍ جاءتْ إلى مطارِ روما ، فكيفَ لو قُدّمَ لهم المبرّرُ على طبقٍ من الذهبِ ! .


    إنَّ هذا العصرَ هو عصرُ سماسرةِ الحروبِ بلا مُدافعٍ ، والسياسةُ الرائجةُ هي سياسة الميكافيلليةِ دونَ اعتبارٍ للقيمِ ومراعاةٍ للضمائرِ .


    لا شكَّ أنَّ الأحداثَ السياسيّةَ مُتشابكةٌ بطريقةٍ معقّدةٍ ، وتشابُكها هذا يؤدّي إلى التسلسلِ السريعِ لأثرِ أي عملٍ جماعيّاً كانَ أو فرديّاً ، واتحادُ العالمِ وتضائلُ حدودهِ واقترابهِ بعجائبِ الأثيرِ يجعلُ الحدثَ قابلاً للتدويلِ ولو كانَ هامشياً لا يؤبهُ لمثلهِ ، وهذا ما يجعلُنا نوصي المسلمينَ بضرورةِ ضبطِ النفسِ والتحلّي بالصبرِ ، وعدمِ استعمالِ العنفِ والسلاحِ سواءً بالخروجِ على الحكوماتِ في داخلِ البلدانِ الإسلاميّةِ أو مع الدولِ الخارجيّةِ ، وتأثيمِ فاعلِ ذلكَ وضرورةِ كشفِ الخللِ الفكريِّ والمنهجيِّ لديهِ، فالعنفُ الداخليُّ يُشقّقُ البلادَ ويفتحُ البابَ أمامَ العدوِّ الخارجيِّ ليُنفّذَ ما يراهُ من مشاريعَ ويفرضَ ما يُريدُ من تغييراتٍ أو يوقعُ البلادَ في دوّامةٍ من الحربِ الأهليّةِ لا ينتهي طرفٌ منها حتّى يلوحَ آخرُ ، والعنفُ الخارجيُّ يجعلُ الحركاتِ الإسلاميّةَ على وشكِ التصفيةِ والمُلاحقةِ ، في الوقتِ الذي تبحثُ هي فيهِ عن مناخاتٍ آمنةٍ لمواصلةِ العملِ الدعوي والخيريِّ بعد نبذِ الكثيرِ من الدولِ لهم ، ويُفسدُ كذلكَ على الدعاةِ إلى اللهِ أعمالهم في دعوةِ النّاسِ إلى الإسلامِ بتشويهِ معالمهِ بأحداثِ العنفِ ، وقد راعى النبيُّ — صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ — جانبَ التشويهِ للإسلامِ فسدَّ منافذهُ ولو كانتْ في نفسِها محبوبةً للهِ تعالى ، لما في التجافي عنها من خيرٍ أعظمَ .


    وأمّا الجهادُ والمقاومةُ المشروعةُ ضدَّ المحتلِّ الأجنبيِّ فهذا لا يدخلُ في حديثي السابقِ ، لأنّهُ حقٌّ للشعوبِ إذا أرادتْ ذلك بإجماعِ الأعرافِ الدينيّةِ والدوليّةِ أن تُدافعَ عن أرضها وعرضها ضدَّ أي أجنبيٍّ يتدخلُ في شئونهم سواءً كانَ بالقوّةِ أو بالرأي ، ونصّتْ عليهِ اتفاقياتُ الأممِ المُتحدةِ وقراراتُ المؤتمرِ الإسلاميِّ ووزاراتِ الداخليّةِ العربِ .


    يجبُ على مفكّرينا وحكمائنا أن يتصدّوا لبيانِ هذه الأخطارِ ، وأن يكاشفوا الشبابَ المسلمَ المتحمّسَ بضرورةِ مراجعةِ العقلِ والتحلّي بالصبرِ وضبطِ النفسِ والانضواءِ تحتَ رايةِ الجماعةِ ، وتوحيدِ المرجعيّةِ ما أمكنَ ذلكَ ، وقد يتطلّبُ ذلكَ زمناً إلا أنّهُ سيؤتي ثمارهُ مع مرورِ الوقتِ إن شاء اللهُ تعالى ، لاسيّما حينَ يرى أولئكَ الأثرَ البالغَ لتهوّرِ بعضِ المسلمينَ ، وما يعقبهُ من حرجٍ وضيقٍ وعنتٍ لا مُبرّرَ لهُ ، والنّفوسُ إن وجدتِ الآنَ سلوةً في المغامرةِ وركوبِ الأخطارِ إلا أنّها لن تستديمَ ذلكَ ، وهذا مشاهدٌ لدى الحركاتِ اليساريّةِ التي كانت تستخدمُ العنفَ مطيّةً للوصولِ لأهدافها .


    فرحةُ بعضِ المسلمينَ بما حصلَ وأنّهُ جاءَ ردّاً لاعتبارِ العراقيينَ وغيرِهم ، سيجعلُهم في حماسةِ ذلكَ يغفلونَ عن السيناريوهاتِ المُعدّةِ سلفاً لأعمالِ قمعٍ واستبدادٍ باتتْ قرارتُها ساريةَ المفعولِ ، وتعليقِ الديمقراطيّةِ إلى أجلٍ غيرٍ مُسمّى بحُجةِ التصدّي لإرهابٍ تلظّى منهُ المُجتمعُ البريطانيُّ داخليّاً وهو الذي ظنَّ نفسهُ بمعزلٍ عنها لما يتملكهُ من مدخراتِ الحرّيةِ والديمقراطيّةِ وقوّةِ القضاءِ ، لتتحوّلَ الفرحةُ — لا قدّرَ اللهُ - إلى حزنٍ عميمٍ قد يطالُ إخواننا وأحبابنا من مسلمي لندنَ .


    وفقَ اللهُ الجميعَ لما فيهِ الخيرُ والصلاحُ ، وحمى البلادَ والعبادَ من الفسادِ والإفسادِ ، ووقى إخواننا المسلمينَ في بريطانيا وأوربا من تبعاتِ هذه الأحداثِ المؤلمةِ.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    997
    آخر نشاط
    29-04-2011
    على الساعة
    09:04 PM

    افتراضي

    هذا الموضوع نقلا موقع القلم , وهو موقع متميز أهديه لاصحاب الفكر الأسلامى المتحرر .
    اما اصحاب العقول المغلقة المظلمة , فلا أنصحهم بدخوله
    http://www.alqlm.com/index.cfm?metho...&contentID=165


    الحقيقة أنا فرحت جدآ عندما وجدت موقع أسلامى , ويتكلم بكل هذا التفتح . والثقافة الواسعة .
    بارك الله فى القائمين عليه , وجعله منبر من منابر الثقافة فى العالم الأسلامى

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    07:45 PM

    افتراضي

    شكراً لك اخي الكريم على هذا الموضوع

    ولكني مازلت متحفظ في ردودي على المواضيع السياسية مما فيها من كذب وخداع

    فالعالم أجمع ينسب الأعمال الإرهابية إلى إسلاميين بما فيهم الإسلاميين تأكيداً على المصادر الغربية

    فأصبح الأمر مقذذ ومقرف .

    فإن كان المتحدث مجنون فالمستمع يجب أن يكون أعقل منه

    أسبانيا بها جماعات إرهابية مسيحية ، وإنجلترا بها جماعات إرهابية مسيحية والأيرلنديين يريدون الإستقلال وبريطانيا تماطل فيهم والتاريخ لم يطوي صفحات هذه القصة .

    وتخرج عليه وكالات الأنباء وتقول إسلاميين قبل أي تحقيقات .

    فكان الفاعل إسلامي أو غير إسلامي فكل دولة تقع بها هذه الإنفجارات فلا تلومن إلا نفسها .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    997
    آخر نشاط
    29-04-2011
    على الساعة
    09:04 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيف البتار
    شكراً لك اخي الكريم على هذا الموضوع

    ولكني مازلت متحفظ في ردودي على المواضيع السياسية مما فيها من كذب وخداع

    فالعالم أجمع ينسب الأعمال الإرهابية إلى إسلاميين بما فيهم الإسلاميين تأكيداً على المصادر الغربية

    فأصبح الأمر مقذذ ومقرف .

    فإن كان المتحدث مجنون فالمستمع يجب أن يكون أعقل منه

    أسبانيا بها جماعات إرهابية مسيحية ، وإنجلترا بها جماعات إرهابية مسيحية والأيرلنديين يريدون الإستقلال وبريطانيا تماطل فيهم والتاريخ لم يطوي صفحات هذه القصة .

    وتخرج عليه وكالات الأنباء وتقول إسلاميين قبل أي تحقيقات .

    فكان الفاعل إسلامي أو غير إسلامي فكل دولة تقع بها هذه الإنفجارات فلا تلومن إلا نفسها .

    والله صدقت اخى سيف , وذكرتنى باحد الصحفيين عندما كتب عن حوار حدث معه عندما اتصل به احد محررى الاخبار من لندن يسأل عن صحة تاكيد تورط الشاب الذى كان يذأخذ الدكتورة
    فطلب منه الصحفى ان ينظر , واتصل بوزارة الدخلية , فأكدوا له ان هذا الكلام كذب . وان التحقيقات فلا مصر اثبتت ان أستاذ الجامعة ليس له أى علاقة بالتفجيرات .
    فعندما اخبر صحفى مصر , الصحفى الانجليزى " لم يعجبه الكلام , ووسأله متعجبا - لماذا تنكرون ان الارهاب يخرج من الاسلام - وان جميع المسملين ارهابين " واغلق السماعة ..

    فالتهمة جاهزة , والمجرمين معروفين.... وأصبحت حاجة تقرف ! والله المستعان

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    2,902
    آخر نشاط
    05-10-2007
    على الساعة
    06:07 AM

    افتراضي

    ماشاء الله عليك اخى الحبيب بهاء موقع تصفحته ممتاز,,,,, خبر قرأته الان فى البى بى سى مفادة ان رجل ذو ملامح عربيه تم قتله اول امس بعد التفجيرات الثانيه و صرح رئيس الشرطه فى العاصمه بوجود صله و ادله بين الرجل و التفجيرات. و الان يخرج علينا تصريح اخر باعتذار من مفوضيه الشرطه تبدى اسفها بعدما تبين عدم وجود صله نهائيا بين الرجل و التفجيرات.... و بالمناسبه قالت احد الشهود ان رجال الشرطه جروا خلف الرجل و عندما امسكوا به طرحوة ارضا و افرغ احدهم خمس رصاصات فى جسدة,, لاحظوا كلمه مطروح ارضا !!!!!!! لا حول ولا قوة الا بالله

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الى كل مؤيدين احداث لندن , أهديى لهم هذه المقالة " تفجيرات لندن بين العقل والعاطفة"

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سلسلة لماذا أنا مسلم"إجابة شافية عن سؤال صعب" الاصدار الاول ""الربانية""
    بواسطة خالد حربي في المنتدى حقائق حول التوحيد و التثليث
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 23-09-2015, 01:22 PM
  2. صدق أو لا تصدق !! """التوراة والإنجيل تجعل من المسيح ملعون """
    بواسطة mataboy في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 24-06-2013, 09:44 AM
  3. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 17-11-2010, 11:07 PM
  4. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-02-2007, 12:48 PM
  5. إمام لندن.!
    بواسطة nour_el_huda في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 13-10-2006, 09:29 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الى كل مؤيدين احداث لندن , أهديى لهم هذه المقالة " تفجيرات لندن بين العقل والعاطفة"

الى كل مؤيدين احداث لندن , أهديى لهم هذه المقالة " تفجيرات لندن بين العقل والعاطفة"