الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين
وأصحابه الغر الميامين وعلى من سار على نهجهم الى يوم الدين .
أما بعد ....................
أليك أيها القارئ تتمت موضوع أثبات أن المسيح نبي الله ورسوله وليس بإله . وأرجو منك أيها المحب للعيسى عليه السلام وتدعي أنك من اتباعه التفكر بهذه النصوص واجعلها تخالط قلبك وأجعل عقلك يميز الحق من الباطل فخذ بقوة الحق وتمسك به واحبه أهله واجعلهم رفقتك الى الجنة وأنبذ الباطل وأهله وقل لهم هذا فراقٌ بيني وبينكم
فأن الحق وأهله أولى بالأتباع وان سلعة الله غالية وأن سلعته الجنة .

اولاً - تتمت نصوص إنجيل يوحنا:-

1 . 7 : 16 -18 . أجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني . إن شاء
أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله أم أتكلم أنا من نفسي . من
يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه . وأما من يطلب مجد الذي ارسله فهو صادق
وليس فيه ظلم .

اليس هذا النص واضح أنا عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله ؟ بل عيسى عليه
السلام يبن أنا التعاليم التي يأمرهم بها هي من الله وليس من نفسه .

2 . 9 : 4 . ينبغي ان اعمل أعمال الذي ارسلني .

3 . 11 : 49 . لأني لم أتكلم من نفسي لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية
ماذا أقول وبماذا أتكلم .
أي انه رسول الله ويتكلم بما أمره به الله .

4 . 17 : 3 . وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع
المسيح الذي أرسلته .
إله واحد لاشريك له ويسوع رسول الله هذا كلام يسوع ايها النصارى فمالكم
لاتؤمنون لما لاتأخذون بقوله يسوع يقول لكم إله واحد لاثالث ثلاثه .

5 . 17 : 25 . ايها الآب البار إن العالم لم يعرفك . اما أنا فعرفتك وهؤلآء عرفوا
أنك أنت أرسلتني .

ثانياً - نصوص من أعمال الرسل :-

1 . 2 :22 . يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب
وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضاً تعملون .

2 . 7 : 37 . هذا هو موسى الذي قال لبني إسرائيل نبياً مثلي سيقيم لكم الرب
إلهكم من إخوانكم . له تسمعون .

هذا النص نعده نحن المسلمون أنه من البشارات ببعثة النبي الخاتم محمد :salla-s:
وسأتطرق له في موضوع البشارات أن شاء الله تعالى . ولكن أنتم تدعون هذا النص
فعيسى وليكن كما تقولون . فهنا موسى عليه السلام يقول نبيناً مثلي . فلما تدعون
أنتم غير ذلك أنه إله أو أبن الله أوثالث ثلاثه وانه إله بلاهوته ورسول بناسوته وقد
بين شيخ الأسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه [الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح]فقال رحمه الله [ وقولهم إنه إله بلاهوته ورسول بناسوته . كلام باطل من وجوه .
منها : ان الذي كان يكلم الناس ’ إما ان يكون هو الله أو هو رسول الله ’ فان كان هو
الله ’ بطل كونه رسول الله ’ وأن كان هورسول الله بطل كونه هو الله . ولهذا لما كان
الذي كلم موسى - عليه السلام - من الشجرة هوالله لم تنطق الكتب بأنه رسول الله
وهذا وارد بأي وجه فسروا الاتحاد فإنه من المعلوم أن الناس كانوا يسمعون من المسيح كلاماً بصوته المعروف وصوته لم يختلف ولاحاله عند الكلام تغيرت كما يختلف الإنسان وحاله عند الكلام أذا حل فيه الجني ’ وإذا فارقه الجني ’ فإنه إذا تكلم على لسان المصروع ظهر الفرق بين ذلك المصروع وبين غيره من الناس با أختلف حال المصروع وحال كلامه وسمع منه كلام مايعلم يقيناً أنه لايعرفه وغاب عقله بحيث يظهر ذلك للحاضرين واختلف صوته ونغمته ’ فكيف بمن يكون رب العالمين هوالحال فيه المتحد به المتكلم بكلامه ؟ فأنه لابد أن يكون بين كلامه وصوته وكلام سائر البشر وصوتهم من الفرق أعظم من الفرق الذي بين المصروع وغير المصروع بما لانسبة بينهما .
يبين هذا : أن موسى لما سمع صوتاً خارقاً للعادة مخالفاً لما يعهد من الأصوات ’ ورأى من الآيات الخارقة والعجائب مايبين أن ذلك الذي سمعه لايقدر على التكلم به إلاالله ’ وأما المسيح فلم يكن كلامه وصوته مع طول عمره ’ وكلام سائر الناس فرق يدل على أنه نبي فضلاً على أنه إله ’ وإنما علم أنه نبي بأدلة منفصلة ولم يكن حاله يختلف مع أنهم يقولون : أن الاتحاد ملازم له من حين خلق ناسوته في بطن امه مريم وإلى الأبد لايفارق اللاهوت لذلك الناسوت أبداً وحينئذ فمن المعلوم أن خطابه للناس إن كان خطاب رب العالمين لم يكن هو رسوله ’ وإن كان خطاب رسوله لم يكن ذلك صوت رب العالمين .
الوجه الثاني : أن خطابه خطاب رسول ونبي ’ كما ثبت ذلك عنه في عامة المواضع .

الوجه الثالث : ان مصير الشيئين شيئاً واحداً مع بقائهما على حالهما بدون الاستحالة والاختلاط ممتنع في صريح العقل ’ وإنما المعقول مع الاتحاد أن يستحيلا ويختلطا كالماء مع الخمر واللبن ’ فإنهما إذا صار شيئاً واحداً ’ استحالا واختلطا .

الوجه الرابع : أنه مع الاتحاد يصير الشيئان شيئاً واحد ’ فيكون الإله هو الرسول والرسول هو الإله . إذا هذا هو هذا . وإن كان الإله غير الرسول فهما شيئان ومهما مثلوا به قولهم كتشبيههم ذلك بالنار في الحديد والروح في البدن . فإنه يدل على فساد قولهم ’ فإن الحديد متى طرق أو وضع في الماء ’ كان ذلك مصيباً للنار ’ وكذلك البدن إذا جاع أوصلب وتألم ’ كان ذلك الألم مصيباً للروح ’ فيلزم أن يكون رب العالمين قد أصابه ألم الجوع والعطش ’ وكذلك الضرب والصلب على قولهم وهذ شر من قول اليهود : أنه فقير وأنه بخيل ’ وأنه مسه اللغوب .] أنتهى كلامه رحمه الله ونقلته بأكمله
للفائده . والأن أيها الباحث عن الحق بعد ماتضح لك مما كتبتُ أن عيسى عيه السلام هو عبد الله ورسوله فما تنتظر قل لااله إلا الله محمد رسول الله لتنجوا من نار لضى قلها ولاتخف فأن الله سيحفظك بها . والحمد لله رب العالمين .