مرة ثالثة: عيب يا دكتور منيس
كلام يوحنا مملوء بالمجاز، قلّما تخلو فقرة لا يحتاج فيها إلى تفسير. مثال ذلك ما جاء في الرؤيا 12 :1-7 [1وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا، 2وَهِيَ حُبْلَى تَصْرُخُ مُتَمَخِّضَةً وَمُتَوَجِّعَةً لِتَلِدَ. 3وَظَهَرَتْ آيَةٌ أُخْرَى فِي السَّمَاءِ: هُوَذَا تِنِّينٌ عَظِيمٌ أَحْمَرُ، لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ سَبْعَةُ تِيجَانٍ. 4وَذَنَبُهُ يَجُرُّ ثُلْثَ نُجُومِ السَّمَاءِ فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ. وَالتِّنِّينُ وَقَفَ أَمَامَ الْمَرْأَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَلِدَ، حَتَّى يَبْتَلِعَ وَلَدَهَا مَتَى وَلَدَتْ. 5فَوَلَدَتِ ابْنًا ذَكَرًا عَتِيدًا أَنْ يَرْعَى جَمِيعَ الأُمَمِ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ. وَاخْتُطِفَ وَلَدُهَا إِلَى اللهِ وَإِلَى عَرْشِهِ، 6وَالْمَرْأَةُ هَرَبَتْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ لَهَا مَوْضِعٌ مُعَدٌّ مِنَ اللهِ لِكَيْ يَعُولُوهَا هُنَاكَ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا.7وَحَدَثَتْ حَرْبٌ فِي السَّمَاءِ: مِيخَائِيلُ وَمَلاَئِكَتُهُ حَارَبُوا التِّنِّينَ، وَحَارَبَ التِّنِّينُ وَمَلاَئِكَتُهُ].
وللأهمية نورد رد الدكتور منيس:
وللرد نقول:
(1) هذه كتابة نبوية تُفَسَّر بمقارنتها بغيرها من أقوال الكتاب المقدس، فيظهر أن المرأة ترمز إلى شعب الله، أي الكنيسة التي تُشبَّه بعروس، والمسيح بعريس. وهي متوشحة بشمس برّ المسيح، وتضيء بأشعته. فيُنسب إليها بِرُّ المسيح بالإيمان به.
(2) ( وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا ) يرمز إلى العالم، فهي تقف عليه ولكنها فوقه، يعني أن آمالها وأعمالها رفيعة سماوية وليست أرضية فانية.
(3) ( وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا )يعني أنها متمسكة بتعاليم الإنجيل كما علمها الإثنى عشر رسولاً، وهذه التعاليم هي تاج مجد كل مؤمن.
(4) قوله ( تَصْرُخُ مُتَمَخِّضَةً وَمُتَوَجِّعَةً لِتَلِدَ ) يعني أنها متألمة من ابتعاد الناس عن المسيح، وتتمنّى أن تلد ذرّية له بهداية الخطاة من الظلمة إلى نور الهدى.
(5) (هُوَذَا تِنِّينٌ عَظِيمٌ أَحْمَرُ )عدو الكنيسة، وهو مملكة روما الوثنية، التي كانت ترسم على ألويتها صورة تنين، ووصفها النبي أيضاً بتنين عظيم إشارة إلى شدة البأس، وعبّر عن قسوته بأن لونه أحمر.
(6) ( سَبْعَةُ رُؤُوسٍ ) يرمز إلى مدينة روما الوثنية المبنية على سبعة جبال.
(7) ( وَعَشَرَةُ قُرُونٍ ) هي أقسام هذه المملكة العشرة، فإن أوغسطس قيصر قسمها إلى عشرة أقسام.
(8) ( وَعَلَى رُؤُوسِهِ سَبْعَةُ تِيجَانٍ ) هم سبعة ملوك، وقد فسر الرسول ذلك كما في (17 :10).
(9) (4وَذَنَبُهُ يَجُرُّ ثُلْثَ نُجُومِ السَّمَاءِ فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ ) يرمز إلى اضطهاده للمسيحيين.
(10) ( وَالتِّنِّينُ وَقَفَ أَمَامَ الْمَرْأَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَلِدَ، حَتَّى يَبْتَلِعَ وَلَدَهَا مَتَى وَلَدَتْ ) يعني أنه بذل الجهد في منع نمو المسيحية، وحاول استئصالها.
(11) (5فَوَلَدَتِ ابْنًا ذَكَرًا ) ظنَّه البعض قسطنطين، الذي أوقف الاضطهادات التي حلّت بشعب الله، وجعل الديانة المسيحية ديانة مملكته. وقال آخرون إنه يرمز إلى شعب الله الحقيقي، فإنهم يرعون جميع الأمم بعصا من حديد، ويدينون العالم بتعاليمهم وقدوتهم وسيرتهم.
(12) حصلت عناية بهذا الولد، فإنه اختُطِف إلى الله وإلى عرشه، فصار تحت حمايته القوية. وقد كانت الديانة المسيحية تحت عناية الله العظيم من مبدأ الأمر.
(13) (6وَالْمَرْأَةُ هَرَبَتْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ لَهَا مَوْضِعٌ مُعَدٌّ مِنَ اللهِ لِكَيْ يَعُولُوهَا هُنَاكَ ) هو أن الله حفظ الكنيسة وقت اضطهاداتها، وتكفّل بسلامتها، وكانت شدائدها هذه لمدة من الزمن.
فالمسيحيون يقارنون أقوال الكتاب ببعضه ويفسرونها. ولا ينكر أن سفر الرؤيا استعمل في أقوال النبوات استعارات وتشبيهات، غير أنها مفسَّرة في الكتاب المقدس، كما قلنا إن سفر الرؤيا 404 آية، 275 آية منها مقتبسة من العهد القديم..
لماذا لم تكمل يا دكتور باقي النص هُنَاكَ.
حيث أنه بعد كلمة هُنَاكَ
نجد
[ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا.7وَحَدَثَتْ حَرْبٌ فِي السَّمَاءِ: مِيخَائِيلُ وَمَلاَئِكَتُهُ حَارَبُوا التِّنِّينَ، وَحَارَبَ التِّنِّينُ وَمَلاَئِكَتُهُ].
وبالله عليك هل أنت مقتنع بهذا التفسير الساذج..
وماذا عن التفاسير الأخرى الصادرة عن الكنيسة الإنجيلية والتي لها تفاسير أخرى ومنها أن المقصود بـ ( سَبْعَةُ رُؤُوسٍ )بأنها رؤساء السبعة دول الصناعية الكبرى؟..أو سبعة من رؤساء أمريكا قبل بوش.

فبهذا يؤمن الأصوليون الإنجيليون ، بل يؤمن سبعة من رؤساء أمريكا قبل بوش ويؤمن بها بوش ولو مجاملة . حيث ذكر بالتفصيل ترجمة هذه النبوءة في كتابي [" جريس هالسيل " - النبوءة والسياسة – وكتاب"البعد الديني في السياسة الأمريكية"]
وينقل كتاب ( البعد الديني ) عن الرئيس كارتر أنه قال :( لقد آمن سبعة رؤساء أمريكيين ، وجسدوا هذا الإيمان في ضمير وأخلاق ودين ومعتقدات الشعب الأمريكي نفسه . لقد شكل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية مهاجرون طليعيون ونحن نتقاسم تراث التوراة ) البعد الديني في السياسة الأمريكية .ص 76
فأنا لن أخوض في التأويلات الباطلة، ولكن السؤال..
هل أنت مقتنع بذلك يا دكتور..وما هو ردك على الرئيس كارتر..