بسم الله الرحمن الرحيم
يقول رسول الله صلى الله عليه فيما يرويه عن ربه عز وجل : «أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه» رواه أبو داوود والحاكم وابن حبان.
ويقول رواية عن الله تعالى : «أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني. فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي. وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم. وإن أتاني يمشي أتينه هرولة» رواه الشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجة.
جل الله ! ما أعظم كرمه ورحمته بنا. يعرض علينا صحبته وأن يكون معنا، وأن نتقرب إليه ليتقرب إلينا، وأن نسير إليه ليسارع إلينا.
جل الله ! ما يعي هذا ويعمل عليه إلا عبد نور الله بصيرته، فعلم أن وعد الله حق، وأحيى الله قلبه، فخرج من بين أموات القلوب الغافلين عن الله. وما يحيي القلوب إلا ذكره سبحانه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت» رواه البخاري ومسلم، غير أنه قال : «مثل البيت الذي يذكر الله فيه…».
آثار ذكر الله فيك إحياء قلبك. وآثاره في مجتمع الغفلة والفتنة أن يسري شفاء ذكر الله في الحسم المريض. تذكر الله في ملإ عندما تؤذن للصلاة، وعندما ترفع شعار التوحيد بين المتنكرين لدينهم، وعندما تدعو هذا وذاك وهذه الجماعة وتلك إلى الله تحاضر، وتحاج وتخاصم في الله. كله ذكر.
والورد المواظب عليه بآداب الذاكر، ومنها الطهارة واستقبال القبلة والحضور القلبي، منه تأتي القوة التي تحملك إلى محافل الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله.