غالبا ما ينسب الفتح إلى قائد الجيش الإسلامي إذا كتب الله للمسلمين الظفر في تاريخ الجهاد الإسلامي المبارك، أوإلى السلطان الذي تم ذلك في عهده. إلا أن هناك حقيقة مخبوءة بين ثنايا التاريخ لابد من إبرازها، لأن قادة الجيوش الإسلامية حاشا الصحابة ليسوا كلهم في مستوى الإعتداد ونسب الفتوحات إليهم، كما أن السلاطين والملوك ما كانوا كلهم على دين وخلق ومنهاج يرفعهم إلى شرف نعتهم بالفاتحين.

الحقيقة المخبوءة أنّ هناك سرّاً في كل فتح إسلامي، وهوسر واحد لا يتعدد بتعدد الفتوحات، ولكن يكمن فيها كمون الروح في الجسد. فإذا كان بين الحق الإسلامي الخالص والباطل الجاهلي فَيْصَلاً تاريخيا مشهودا هوالعهد النبوي والخلافة الراشدة المهدية، فإن ما بعد ذلك كان فتنة انقلبت فيها الخلافة بعَدْلِها وشُوراها وإحسانها إلى مُلك عضُوض ظالم ومستبد ومنافق.

والفتنة كما وصفها سيدنا حذيفة رضي الله عنه: "إختلاط الحق بالباطل"، فكما أنه إبان الحق الإسلامي الخالص ـ عهدَيْ النبوة والخلافة على منهاج النبوة ـ كانت فتوحات، فكذلك إبان العهدالفتنوي ـ عهد الملك العاض ـ فتح المسلمون وظفروا، غير أن الفتح في هذا العهدالفتنوي اختلط فيه الحق بالباطل، وامتزجت فيه روح الإسلام بكدورات الجاهلية. فكيف كان ذلك؟ وكيف نميز بين الحق والباطل في هذا الأمر؟

إذا بحثنا في هاتين النقطتين سنعثر على سر الفتوحات الإسلامية المظفرة، ذلك السر الذي بدونه لا يكون فتح ولا نصر ولا تمكن في الأرض.

فتوح بعد الإنكسار التاريخي
ما ميز العهدين النبوي والراشدي ـ في هذا الجانب ـ أن القادة الفاتحين تشرفوا بنور الصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفازوا بالتزكيتين القرآنية والنبوية، أمثال سعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح والقعقاع بن عمرووغيرهم من الأبطال الحقيقيين. لذلك كانت أخلاقهم وبطولاتهم الجهادية على مستوى واحد من العلووالسمو، وغالبا ما توِّجت مسيرتهم بالاستشهاد، ولم يمت على فراش المرض منهم إلا القليل.

لكن بعد الإنكسار التاريخي ـ وهوإنتقال الخلافة إلى مُلك ـ ظهر قادة جدد وفاتحون وراءهم ملوك صنعوهم لدولهم، يخدمون المُلْك ولا يخدمون النبوة والخلافة، يساندون الدولة ولايسندون الدعوة، أمثال زياد بن أبيه ويزيد بن المهلب والحجاج بن يوسف وأبي مسلم الخولاني

إن ملوك بني أمية وبني العباس نزعوا الحكم بالسيف والقتل، فكان سيفهم أولا على الأمة، وما يميزهم عن الملك الجبري الذي يمثله حكام المسلمين في زمن الضياع الذي نعيشه، هوأنهم رفعوا السيف في وجه الفرس والروم والصين وغيرها من أمم الشرك أيضا، فيما كان حكام الجبر يد الجاهلية الغربية على المسلمين وحسب.

فقد فتحت في عهدهم بلدان وبلدان، واتسعت رقعة الدولة الإسلامية حتى عُدَّ ذلك في مناقبهم، واستحق عليه قادتهم من أمثال الحجاج المبير الشكر والتقدير، وتناسى المقدرون الشاكرون أن هؤلاء قد جبيت إليهم من تلك الفتوح ثمرات كل شيء، واستأثروا بالمال العام لأنفسهم، وملأوا بلاطاتهم بجواري الروم والفرس، وجنوا من الجهاد جنى طبيعيا في اتباع الشهوات وتقوية سلطان الدولة على الدعوة.

يقتل أمثال قتيبة بن مسلم إذا شمت منه رائحة الولاء للدعوة ويستراح منهم، ويستبدلون بمُخلصي الدولة من القادة الميدانيين ويسجن موسى بن نصير فاتح إفريقية والأندلس على يد سليمان بن عبد الملك للسبب نفسه ولكونه لم يبعث له بكل مغانم الفتح العظيم، ويصادر ماله ويقتل ولده ويعرض به ويشرد، وهكذا تمت تصفية جهاز الدولة العسكري من ذوي الأيمان والمروءة، وجيئ بحراس الدولة الذين يسبحون بحمد "الخليفة"، ويبذلون الجهد في تقوية سلطانه.

هذه سيرتهم في مغانم الفتوح والله أعلم بنواياهم وبواعثهم، ولكن الأجدر أن نذكر أن الباعث الملوكي إمتزج بأهداف تقوية الأمة ونشر الإسلام، لأن جمهور الأمة ـ وهوالذي يشكل الجيش الإسلامي الفاتح ـ كانوا متحركين بباعث النصر أوالشهادة لإعلاء كلمة الله، وهو الباعث نفسه في عهدي النبوة والخلافة الراشدة.وما ركز ه في روح الجيش الإسلامي هوالحضور القوي للعلماء العاملين والصوفية المجاهدين، الذين كانوا يمثلون الدعوة المتغلغلة في الأمة عن طريق التربية والتعليم في المسجد والزاوية والرباط.

أنظر كيف اختلط الحق بالباطل حتى رأى المستشرقون في فتوحات ما بعد الإنكسار التاريخي توسعا إمبراطوريا لدول تعاقبت على حكم المسلمين، حتى عدوا النبوة حُكما هاشميا في سياق الحكم الأموي والعباسي والسلجوقي والعثماني ...

في الأمر حق وباطل، حق مثلته الدعوة السارية في الجيش الإسلامي الفاتح، يغنم فوق حظ من المغنم وجود المآذن في البلدان المفتوحة، وفيه باطل "قائد" و"حاكم"، شوش باعثه على الباعث العام، وكدر سمته الخاص على السمت العام، فأخذ المستشرقون الخاص ـ بسوء نية ـ وعمموه على القوة الإسلامية في عهد الملك العاض.

يستطيع المستشرقون وغيرهم أن يقرأوا في التاريخ المكتوب بأيدينا أنه كان في دار الرشيد من الجواري والحظايا وخدمهن وخدم زوجته وأخواته أربعة آلاف جارية[1] ويستطيعون أن يقرأوا كيف كان عبد الملك بن مروان يرسل إلى مبيره الحجاج أن ينتقي له أحسن الجواري ويبعث بهم إلى قصره بدمشق وعدادهن ثلاثون جارية[2].

وروى بن كثير: "وذكر ابن عساكر في تاريخه: أن عمر بن عبد العزيز كان يعجبه جارية من جواري زوجته فاطمة بنت عبد الملك، فكان سألها إياها إما بيعا أو هبة، فكانت تأبى عليه ذلك، فلما ولي الخلافة ألبستها وطيبتها وأهدتها إليه ووهبتها منه، فلما أخلتها به أعرض عنها، فتعرضت له فصدف عنها، فقالت له: يا سيدي فأين ما كان يظهر لي من محبتك إياي؟ فقال: والله إن محبتك لباقية كما هي، ولكن لا حاجة لي في النساء، فقد جاءني أمر شغلني عنك وعن غيرك، ثم سألها عن أصلها ومن أين جلبوها، فقالت: يا أمير المؤمنين إن أبي أصاب جناية ببلاد المغرب فصادره موسى بن نصير فأخذت في الجناية، وبعث بي إلى الوليد فوهبني الوليد إلى أخته فاطمة زوجتك، فأهدتني إليك.

فقال عمر: إنا لله وإنا إليه راجعون، كدنا والله نفتضح ونهلك، ثم أمر بردها مكرمة إلى بلادها وأهلها" [3].

كان عمر بن عبد العزيز يقيم منهاج النبوة في حكمه، وكانت مدة حكمه نشازا في الحكم العضوض الذي ينحى الخط الكسروي والقيصري، لذا تراه عامل الجارية تلك المعاملة وشنع على من سبقه ذلك الصنيع الفظيع، أين هذا من رسالة عمه عبد الملك إلى الحجاج يأمره أن يبعث إليه بثلاثين جارية: عشراً من النجائب، وعشراً من قعد النكاح، وعشراً من ذوات الأحلام؟

سلوك عمر سلوك راشدي يعود بنا إلى صفحة رائعة من صفحات جهاد الصحابة المجيدة، وهو ما رواه صاحب فتوح الشام أن الصحابة لما فتحوا ديار بكر عرضت عليهم الغنائم فبينما هم كذلك إلى أن عرضت عليهم جارية رومية تخجل الشمس منها وعليها زي الملوك فأطرق المسلمون إلى الأرض يستعملون الأدب مع الله في قوله: ﴿ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم﴾ .

ذلك لنعلم أن تاريخ الملك العضوض تاريخ فتنوي يحتاج إلى فرز ما هوحق عما هو باطل، وهو موضوع محض يحتاج إلى تخصيصه بالبحث، وما يهم في هذه المقالة أن ظفر المسلمين في فتوحاتهم لم يكن نتيجة عزم الملوك ولا حنكة قادة الجيوش، وإنما يعود إلى الروح الإيمانية التي لا تقاومها النفوس الحريصة على الحياة الدنيا، روح رجال الله في عهدي النبوة والخلافة الراشدة، وكان بطل الإسلام خالد يدرك هذه الحقيقة فيكتب إلى قائد الفرس هرمز: "أما بعد فأسلم تسلم أو أعقد لنفسك وقومك الذمة وأقرر بالجزية وإلا فلا تلومن إلا نفسك فقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة" .

فرق كبير بين هذه الروح وروح أحد قادة الأمويين، أعني يزيد بن المهلب القائل: والله للحياة أحب من الموت، ولثناء حسن أحب إلي من الحياة، ولو أنني أعطيت ما لم يعطه أحد لأحببت أن يكون لي أذن أسمع بها غداً ما يقال في إذا أنا مت كريماً.

أبمثل هذا فتحت جرجان وطبرستان؟ والعجب أن يزيد هذا نصب راية العداء ضد بني أمية في الأخير، مدعيا الدعوة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسيرة العدل العمرية، فقال الحسن البصري للناس: كلما نعر كلب أو ديك تبعتموه.

قال ابن كثير ينبه على سر فتوح بني أمية:

"فكانت سوق الجهاد قائمة في بني أمية ليس لهم شغل إلا ذلك، قد علت كلمة الاسلام في مشارق الارض ومغاربها، وبرها وبحرها، وقد أذلوا الكفر وأهله، وامتلات قلوب المشركين من المسلمين رعبا، لا يتوجه المسلمون إلى قطر من الاقطار إلا أخذوه، وكان في عساكرهم وجيوشهم في الغزو الصالحون والأولياء والعلماء من كبار التابعين، في كل جيش منهم شرذمة عظيمة ينصر الله بهم دينه" [4].

إمامة التقوى
لئن تقدمت الدولة على الدعوة في عصور الحكم الأسري تقود المعسكر الإسلامي صورة وشكلا، فإن الدعوة متمثلة في العلماء الخاشعين فقهاء وصوفية قادت المعسكر لبا ومضمونا، وصحب الناس أنوارهم وازدانوا بتربيتهم المثلى، وكانوا مصدر الإشعاع الروحي الذي حلت طاقته في كل فرد من المجاهدين، وهذه هي إمامة التقوى التي لا تشترط رتبة سلطانية بقدر ما تشترط الشهادة بالقسط سواء كان الشاهد الحاضر بمواقفه في المقدمة أم في الوسط أم في الخلف .

قال تعالى يثني على دعاء المؤمنين الصالحين: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ . في تفسير بن كثير: وقوله: ﴿ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ قال ابن عباس، والحسن، وقتادة، والسدي، والربيع بن أنس: أئمة يقتدى بنا في الخير.[5]

الإمامة في التقوى موضوعها القلوب والأعمال، فهي تتجاوز مجرد إرشاد الناس باللسان، بل يتطلب قبول الناس بإمام التقوى أن يكون لقلبه مغناطيسية جاذبة يدعمها عمل شاهد، فإمام التقوى كما في الحكم العطائية هو من ينهضك حاله ويدلك على الله مقاله، والتقوى مصدرها القلب الصفي لقوله صلى الله عليه وسلم: "التقوى ها هنا" مشيرا إلى صدره الشريف ثلاثا -رواه مسلم عن أبي هريرة-. فهي بذلك عطاء رباني لأهل الله قال القرطبي: "وكان القشيري أبو القاسم شيخ الصوفية يقول: الإمامة بالدعاء لا بالدعوى، يعني بتوفيق الله وتيسيره ومنته لا بما يدعيه كل أحد لنفسه" .

وقال إبراهيم النخعي: "لم يطلبوا الرياسة بل بأن يكونوا قدوة في الدين" .

على الواجهة نجد أن السلطان الفلاني والقائد الفلاني فتح على يديه في المعركة الفلانية، ويتلقى القارئ والسامع الخبر وكأن موهبة الزعيم هي التي فعلت فعلها، والحقيقة أن في قلب الجيش أئمة التقوى ـ كما أشار إلى ذلك بن كثير ـ ينصر الله بهم دينه ويعلي بهم كلمته، وفي ما يلي صور من هذه الحقيقة المخبوءة:

قال الأصمعي: "لما صاف قتيبة بن مسلم الترك وهاله أمرهم، سأل عن محمد ابن واسع، فقيل: هو ذاك في الميمنة ينضنض بأصبعه نحو السماء، قال: تلك الاصبع أحب الي من مئة ألف سيف!" [6]

ومحمد بن واسع من الأبدال رجال الله، كان من العلماء وقراء القرآن[7].

ويروي بن عساكر في تاريخ دمشق عن قائد من أمراء بني أمية هو العباس بن الوليد بن عبد الملك كيف استنصر على الروم في إحدى المعارك بأهل الله قال لولي الله العالم بن محيريز: يا ابن محيريز أين الذين كانوا يلتمسون الشهادة نادهم يأتوك قال: يا أهل القرآن يا اهل القرآن فأتوه سراعا فاقتتلوا قتالا شديدا، فهزم الروم شر هزيمة.

ـ روى بن الجوزي في صفة الصفوة: "قال الجنيد: قال لي محمد السمين كنت في وقت من الأوقات أعمل على الشوق وكنت أجد من ذلك شيئا أني به مشتغل فخرجت إلى الغزو وهذه الحالة حالي وغزا الناس وغزوت معهم، فكثر العدو على المسلمين وتقاربوا والتقوا ولزم المسلمين من ذلك خوف لكثرة الروم، قال محمد: فرأيت نفسي في ذلك الموطن وقد لحقها روع فاشتد ذلك علي وجعلت أوبخ نفسي وألومها وأؤنبها، وأقول لها كذابة تدعين الشوق فلما جاء الموطن الذي يؤمل في مثله الخروج إضطربت وتغيرت فأنا أوبخها إذا وقع لي أنزل إلى النهر فأغتسل فخلعت ثيابي واتزرت ودخلت النهر فأغتسلت وخرجت وقد اشتدت لي عزيمة لا أدري ما هي فخرجت بقوة تلك العزيمة ولبست ثيابي وأخذت سلاحي ودنوت من الصفوف وحملت بقوة تلك العزيمة حملة وأنا لا أدري كيف أنا فخرقت صفوف المسلمين وصفوف الروم حتى صرت من ورائهم ثم كبرت تكبيرة فسمع الروم تكبيرا فظنوا أن كمينا قد خرج عليهم من ورائهم فولوا وحمل عليهم المسلمون فقتل من الروم بسبب تكبيرتي تلك نحو أربعة آلاف وجعل الله عز وجل ذلك سببا للفتح والنصر" [8].

ـ وروى عن حماد بن جعفر بن زيد أن أباه أخبره قال "خرجنا في غزاة إلى كابل وفي الجيش صلة بن أشيم فنزل الناس عند العتمة فقلت لأرمقن عمله فأنظر ما يذكر الناس من عبادته فصلى العتمة ثم اضطجع فالتمس غفلة الناس حتى قلت هدأت العيون وثب فدخل غيضة قريبا منه ودخلت في أثره فتوضأ ثم قام يصلى قال وجاء أسد حتى دنا منه قال فصعدت في شجرة قال فتراه التفت أوعده جرذا حتى سجد فقلت الآن يفترسه فجلس ثم سلم فقال أيها السبع اطلب الرزق من مكان آخر فولى وإن له لزئيرا تصدع الجبال منه فما زال كذلك فلما كان عند الصبح جلس فحمد الله عز وجل بمحامد لم أسمع بمثلها إلا ما شاء الله ثم قال اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار أو مثلى يجترئ أن يسألك الجنة ثم رجع فأصبح كأنه بات على الحشايا وأصبحت وبي من الفترة شيء الله به عليم قال فلما دنوا من أرض العدو قال الأمير لا يشذن أحد من العسكر قال فذهبت بغلته بثقلها فأخذ يصلي فقالوا له إن الناس قد ذهبوا فمضى ثم قال دعوني أصلي ركعتين فقالوا الناس قد ذهبوا قال إنهما خفيفتان قال فدعا ثم قال اللهم إني أقسم عليك أن ترد بغلتي وثقلها قال فجاءت حتى قامت بين يديه قال فلما لقينا العدو حمل هو وهشام بن عامر فصنعا بهم طعنا وضربا وقتلا فكسر ذلك العدو فقالوا رجلان من العرب صنعا بنا هذا فكيف لو قاتلونا فأعطوا المسلمين حاجتهم" [9].

وروى عن عبدة بن سليمان قال "كنا في سرية مع عبد الله بن المبارك في بلاد الروم فصادفنا العدو فلما التقى الصفان خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز فخرج إليه رجل فطارده ساعة فطعنه فقتله ثم آخر فقتله ثم دعا إلى البراز فخرج إليه رجل فطارده ساعة فطعنه فقتله فازدحم عليه الناس وكنت فيمن ازدحم عليه فإذا هو ملثم وجهه بكمه فأخذت بطرف كمه فمددته فإذا هو عبد الله بن المبارك" [10].

وهذا غيض من فيض، بإمكان كل باحث أن يقف على صور أخرى من هذه الحقيقة ومعرفة السر الكامن في الفتوحات الإسلامية المظفرة عبر عصور الشوكة الإسلامية من العصر الأموي إلى عصر الدولة العثمانية.

[1] البداية والنهاية، ج 1، ص 238.

[2] مروج الذهب، ج 1، ص 414.

[3] البداية والنهاية، ج 9، ص 224ـ225.

[4] البداية والنهاية، ص 1 4، ج 9.

[5] ص 13، ج6.

[6] الأعلام للزركلي، ج 7، ص 133.

[7] الحلية، ج 2 ـ صفة الصفوة، ج 3.

[8] ج 2، ص 399.

[9] صفة الصفوة، ص 217، ج 3.

[10] صفة الصفوة، ج 4، ص 144.