الإله المسطول(19) يلحس كلامه المقدس أمام الواقع المؤلم..!!!

ياسر الجرزاوي


- اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى ‍جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ." زكريا ٩:‏٩
--------------------------------
- «قُولُوا لاِبْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعاً رَاكِباً عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ».متي 21 - 5
- «لاَ تَخَافِي يَا ابْنَةَ صَِهْيَوْنَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي جَالِساً عَلَى جَحْشِ أَتَانٍ».يوحنا ح 12- 15
-------------------------------
النص الأول من العهد القديم .. والآخرين من الجديد .. ولاحظوا الاختلاف .. فقد تم حذف (عادل ومنصور) في إنجيل متى مما كرره من العهد القديم .. والمحترم يوحنا حذف الصفات الثلاث ( عادل ومنصور ووديع ) ولوقا ومرقص لم يذكرا النص القديم بالمرة وأشارا إليه علي استحياء بقولهم أنه وجد حماراً فركبه..!!!

وينصحني الأخوة المسيحيون بالعودة إلي التفاسير المسيحية قبل أن أشرع في إبداء رأيي.. ورغم عدم اقتناعي الكامل بالعودة إلي التفاسير الحرفية في النصوص حتى الإسلامي منها .. وأنه يجب إعمال العقل فيها وإيماني بأن التفكير فريضة.. إلا أنني رجعت إلي التفسير الشهير الذي جمعه تادرس يعقوب ملطي .. فلم أجد أي تفسير لوجود الأوصاف ( عادل ومنصور) في العهد القديم وكأن الكلمتان ليستا في النص .. كما أنهما سقطتا عمداً من نصوص الأناجيل وتفاسيرها..!!!!

فما هو السبب يا تري في لحس الكلام..؟؟؟؟

الإجابة الواقعية:
-------------
هي أن النصوص ما هي إلا سيرة غير مقدسة للأنبياء والرسل من وضع بشر يُخطيء ويصيب .. فأخطأ في العهد القديم ثم صحح الخطأ في العهد الجديد.. أو تنبأ في العهد القديم .. ثم عدَّل أحدهم النبؤة في العهد الجديد لتجاري الواقع..!!!

الإجابة المسيحية:
---------------
نظراً لأنني لن أجد إجابة مسيحية منطقية فسأتولي الرد نيابة عنهم بإعتبار أن المسيح إله كما يزعمون وكما أراه:
هي أن الذي أوحي بهذا النص قلد ذلك المسطول الذي تم القبض عليه وهو يشرب الحشيش فسأله الضابط: هل تشرب الحشيش..؟؟
قال: نعم وأُتاجر فيه أيضاً.
وحين عرضه علي النيابة سأله وكيل النيابة فأنكر.. فلما قال له لماذا اعترفت للضابط ..قال: لقد كنت مسطولاً..!!!

فهل يا تري كان الروح القدس الذي هو أحد الثلاثي .. مسطولاً عندما أوحي بالنص الأول القديم ولحس كلامه في النص الثاني الحديث..؟؟

أم أن كاتب النص الثاني اكتشف أن الحقيقة أنه لا عادل ولا منصور فأقر الواقع ولم يكذب..!!!

أم أن المسيح الوهمي الذي يدَّعون أنه إله هو الذي كان يوحي بنفسه وكان في النص الأول أو الثاني مسطولاً..؟؟؟










الإله المسطول (20) المسيح .. إله نتيجة كذبة ككذبة أشعب..!!!!


ياسر الجرزاوي


من المعروف أن اليهود هم قتلة الأنبياء ويُقال أن سيدنا موسي نفسه لم يسلم من القتل وأنه تم قتله ودفنه في مكان غير معروف.

ويبدوا أن الأخوة المسيحيون قد ملوا من قتل الأنبياء فأرادوا أن يتفوقوا علي اليهود فرأوا أن قتل الأنبياء شيء عادي وقديم.. فطوروا الفكرة إلي قتل الله نفسه..!!!!!

وللحقيقة فاليهود لم يكونوا يقتلون بلا سبب حتى ولو اخترعوا سبباً تافهاً .. فاتهموا السيد المسيح أنه يجدف بادعائه أنه ابناً لله رغم علمهم أنه لا يقول بذلك بالمعني الحرفي.. ولما كان المسيحيون مولعون بتطوير الأفكار.. فأقروا مقولة اليهود أن المسيح ابناً لله .. وذلك نكاية فيهم.. وحتى يجعلوا غيظ اليهود أكبر قالوا أنه قام من بين الأموات.. بمعني أنهم لم يتمكنوا من قتله وهو ما أيده القرآن بقوله ( وما قتلوه وما صلبوه )

وما يساعد البسطاء على الإيمان بعقيدة عودته من بين الأموات باعتباره إلهاً هو تواتر القول أن تلاميذ المسيح رأوه وتكلموا معه بعد حادثة الصلب وقبل الصعود.. ونحن المسلمون نؤمن بأنهم رأوه لأنه كان علي قيد الحياة.. نظراً لإيماننا أنهم لم يقتلوه لا علي الصليب ولا غير الصليب.

ولكن تعالوا لنر كيف دبر اليهود المكيدة لمحاولة قتل المسيح عليه السلام بتلفيق تهمة بشعة له ( إدعاء الألوهية )أمام الغوغاء .. و( ملك اليهود ) أمام الرومان.
---------------------------------------------
- «هُوَذَا تَلاَمِيذُكَ يَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي السَّبْتِ!». متى ح12-9
- ثُمَّ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى مَجْمَعِهِمْ 10وَإِذَا إِنْسَانٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ فَسَأَلُوهُ: «هَلْ يَحِلُّ الإِبْرَاءُ فِي السُّبُوتِ؟» لِكَيْ يَشْتَكُوا عَلَيْهِ. متي ح12
- فَلَمَّا خَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ تَشَاوَرُوا عَلَيْهِ لِكَيْ يُهْلِكُوهُ متي 12 – 14

بدأ اليهود بالمناوشة ( يشتكوا عليه ) أي يتهموه.. إنهم يبحثون له عن تهمة لائقة لقتله بيد الرومان لأن القتل محرم في شريعتهم.. لكنه كان يبهتهم بالردود المعروفة.
-----------------------------------------------

- حِينَئِذٍ ذَهَبَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. 16فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلاَمِيذَهُمْ مَعَ الْهِيرُودُسِيِّينَ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ. 17فَقُلْ لَنَا مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟». متى ح22

هكذا أرادوا أن يصطادوا له كلمة ضد نظام الحكم ( الرومان ) ولكنه خرج منها بذكاء.. والكل يعرف كيف خرج منها.

---------------------------------
- حِينَئِذٍ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ الَّذِي يُدْعَى قَيَافَا 4وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يُمْسِكُوا يَسُوعَ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُوهُ.متي 26

تتصاعد الأحداث ويجتمع كل الملأ حتى يمسكوه بتهمة لكنهم أجلوا القبض علية إلي ما بعد العيد حتى لا يحدث شغب في الشعب.

--------------------------------
«أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟» 64قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ». 65فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلاً: «قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ! 66مَاذَا تَرَوْنَ؟» فَأَجَابُوا: «إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ».متى 26

تم هذا بعد القبض عليه .. ومن يسأله هنا هو رئيس الكهنة ( رئيس السلطة الدينية ) وأتوا بشهود زور.. وينتهي المشهد بسؤال رئيس الكهنة له إن كان هو ابن الله.. ولو علمنا أن القضاة لم يكونوا من جهة محايدة ولا هم أهل قضاء.. بل هم أعداؤه .. ولم يكن هناك مراقبين ولا محامين ومهما دافع المسيح عن نفسه فلن يفيد.. خصوصاً أنهم اتهموه بتهمه تحتمل معنيين قصدوا منها معنى وهم يعلمون أن المسيح يقصد الآخر..لأن ابن الله تعني بلغتهم الدينية منذ أيام موسي بنوة روحية.. وابن الله شرحها القديس يوحنا أنها تعني المؤمن باسم الله وذلك في الإصحاح الأول- 12
مثال: يوجد أسماء عربية يمكن إطلاقها علي الجنسين.. مثل عصمت , حشمت, عزت, صباح, نجاح, فلاح...الخ.
ولو أنني أحمل أحد هذه الأسماء وتم اتهامي من محكمة مغرضة بتهمة إنتحال اسم أنثي ..ليكن مثلاً عصمت .. وسألني القاضي المغرض ..أأنت اسمك عصمت..؟؟
ونظراً لأن السلطة سلطتهم والحكم حكمهم.. قال السيد المسيح لرئيس الكهنة (أنت قلت)..والمعني واضح وبسيط أنه أنت الذي تقول لا أنا.. وكررها مع بيلاطس بقوله أنت الذي تقول بصيغة المضارع.. أي أنت الذي تتدعي لا أنا:


-----------------------------------
- فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ». متى 27- 11
المشهد يتكرر أمام السلطة السياسية مع تغيير التهمة.. فلم يقل له بيلاطس الوالي أأنت ابن الله أبداً في أي من الأناجيل الأربعة..!!!!!!
نظراً لأن لغة الرومان غير لغة اليهود فقد قالوا له أنه يدًّعي أنه ملك.. وفي إنجيل يوحنا دافع المسيح عن نفسه عندما سأله بيلاطس إن كان هو ملك اليهود.....

"أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟» ح18-34

----------------------------------------------
حتى بيلاطس لم يجد فيه علة سياسية كما يدَّعون بل وأراد أن يطلق سراحه لولا اليهود وصياحهم وشغبهم وخوف بيلاطس من إتهامه بالتآمر ضد قيصر.. وهو يعلم أنهم إنما سلموه ظلماً وحسداً.

- مِنْ هَذَا الْوَقْتِ كَانَ بِيلاَطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ وَلَكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ: «إِنْ أَطْلَقْتَ هَذَا فَلَسْتَ مُحِبّاً لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكاً يُقَاوِمُ قَيْصَرَ».يوحنا 19 - 12

- «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» 18لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً.متى 27

------------------------------------------------------
والتهمة واضحة من البداية حتى المشهد الأخير وهي أنه قال أنه ملك اليهود .. ولم يرد أن اليهود اتهموه أمام الرومان أنه يقول أنه ابن الله إطلاقاً لا بالمعني الديني ولا السياسي .. وذلك لعلمهم أن الرومان لا يهتمون بالمعتقدات.. لكن بالدولة ونظام الحكم.. وكانت التهمة الباطلة صريحة وواضحة ( ملك اليهود ) رغم أن المسيح لم يقل أبداً أنه ملك.. حتى تلاميذه لم يناديه أبداً أحدهم بالملك..!!!

- 19وَكَتَبَ بِيلاَطُسُ عُنْوَاناً وَوَضَعَهُ عَلَى الصَّلِيبِ. وَكَانَ مَكْتُوباً: «يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ». 20فَقَرَأَ هَذَا الْعُنْوَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ لأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ يَسُوعُ كَانَ قَرِيباً مِنَ الْمَدِينَةِ. وَكَانَ مَكْتُوباً بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَالْيُونَانِيَّةِ وَاللَّاتِينِيَّةِ. 21فَقَالَ رُؤَسَاءُ كَهَنَةِ الْيَهُودِ لِبِيلاَطُسَ: «لاَ تَكْتُبْ: مَلِكُ الْيَهُودِ بَلْ: إِنَّ ذَاكَ قَالَ أَنَا مَلِكُ الْيَهُودِ». 22أَجَابَ بِيلاَطُسُ: «مَا كَتَبْتُ قَدْ كَتَبْتُ». يوحنا ح19

------------------------------------------------
والغريب أنني إذا سألت أي مسيحي ..ما هو سبب صلب المسيح..؟؟ سيقول ببلاهة أو ببساطة أو دون علم .. لأنه قال أنه ابن الله.. والحقيقة لأنه تم تلفيق تهمة له أنه ملك اليهود أمام الرومان.. وتلفيق تهمة أنه ابن فعلي لله أمام أنفسهم وأمام العامة والغوغاء.
وإذا سألت أي مسيحي .. من الذي صلب المسيح .. ؟؟ سيقول ببساطة أيضاً اليهود..رغم أن من صلبه كما ورد في الأناجيل هم الرومان..!!!!

واستغل رجال الدين المسيحي فيما بعد مسألة البنوة وتفويضهم لمغفرة الخطايا واخترعوا الديانة المسيحية ووضعوا لها قانوناً بعد أربعة قرون من رحيل المسيح..كما اخترعوا في العصور الوسطي حق الملوك الإلهي المقدس في الحكم "The divine" right kings" ..وهو الحق النابع من السلطة أو التسلط الديني.

لقد اخترع الكهنة الكذبة وصدقوها هم أولاً قبل أن يصدقها العامة بالتبعية.. وهذا يذكرني بكذبة أشعب..!!

وشخصية أشعب شخصية عربية أسطورية معروفة بالتطفل.. أي البحث عن الولائم.
ومن طرائفه أنه كان ذات يوم في أحد الأحياء .. فلما رآه الأطفال أخذوا يلحون عليه ويسألونه عن مكان الوليمة.. ولما تكاثروا عليه أشار لهم علي منزل ليصرفهم عنه .. فلما رأي أشعب الأطفال يهرولون ويقولون الوليمة الوليمة .. جري وراءهم حتى يدركها..!!! لقد كذب الكذبة وصدقها.
------------------------------------
أخيراً: طالما أن المسيح جاء ليتألم ويتعذب ويصلب نيابة عنا..وأننا لابد وأن نأكل جسده ونشرب دمه.. فلماذا لم يقل ذلك ويرد علي الاستجوابين صراحة أمام قيافا وبيلاطس أنه الله المتجسد .. وأن الصلب سوف يتم رغم أنوفهم ويبشرهم بالمغفرة ويوصيهم ألا يفوتهم حفل شرب دمه والحصول من جسده علي نصف كيلو لحم لكل منهم..؟؟؟؟

الإجابة المنطقية:
---------------
أنه بشر عادي ولا إله ولا يحزنون .. وأنه نبي حاول الدفاع عن نفسه أمام السلطتين الدينية والسياسية دون جدوي .. ورغم اقتناع بيلاطس ببراءته إلا أنه خضع لضغط وتهديد اليهود.

الإجابة المسيحية غير المنطقية:
----------------------------
أنه إله جاء ليصلب نيابة عنا .. ولم يصرح بذلك أمام الناس لا أثناء المحاكمة ولا أثناء الصلب لأنه كان ساعتها مسطولاً.