أشهد الله أننا مسلمون ولسنا أصوليون

بما أن هذاالمصطلح أصبح متداولا كثيرا ويستعمله أعداء المسلمين فى كل مكان فى العالم سواء فى مؤتمرات أو ندوات

لمحاربه الإسلام والمسلمين كما يستعمله كثير من المسلمين سواء من المخدوعين بالأفكار الغربيه أو حتى من المسلمين

المخلصين الذين نسبوا هذاالمصطلح إلى أصول الدين أو أصول الفقه والحقيقه أن هذا الإستعمال أو التفسير لهذاالمصطلح

خطأ لأنه بعيدا جدا عن معناه الذى وضع من أجله ولذلك لابد أن نقف عند هذا المضطلح متى وأين ولماذا وضع لنعلم

حقيقته ولنعلم لماذا يرمون به المسلمون

فمصطلح الأصوليه Fundamentalism أول ظهور له كان فى أواخر القرن التاسع عشر ليدل على موقف الكنيسه من

العلوم والفلسفه الحديثه وعلى الإلتزام التام بمبادئ النصرانيه وقد وضعت حركه البروتستنت مبادئ الأصوليه فى مؤتمر نياجرا

الإنجيلى سنه 1878 وفى المؤتمر العام البروسبتيرى سنه 1910 حيث تبلورت الأفكار الأساسيه التى تقوم عليها الأصوليه

فهى تقوم على أسس عقائديه نصرانيه تعارص التقدم العلمى الناجم عن الرأسماليه التى تفصل الدين عن الحياه

ومع أن هذه الحركات قد تلاشت مع الحرب العالميه الثانيه إلا أنه إستقر فى أذهان الأوروبيين أن الأصوليه هى عدوه التقدم

والعلم وهى تخلف عقلى لايليق بعصر النهضه ويجب أن تحارب حتى تزول جميع آثارها من المجتمع والحياه

هذاهو أصل وتاريخ وأسباب نشأتها فما السبب فى رمى المسلمين بها ؟

السبب واضح الآن وهو أنهم يريدوا أن يربطوا بين الأسلام وحركه البروتستنت التى تكرهها شعوبهم ليبينوا لهم أن الأسلام

عدو التقدم ويجب أن يحارب وهو دين تخلف والمسلمون متخلفون وعاجزون عن تقديم حلول عمليه لجميع المشاكل اليوميه

كما أنهم عاجزون عن التقدم ومن هنا أصبح كل من ينادى بعوده الأسلام وبتطبيق الشريعه الإسلاميه أو حتى مقاومه الإحتلال

فى بلاد المسلمين سواء كانت حركات أسلاميه أو علماء مسلمون أو حتى الجمعيات الخيريه التى تقوم بجمع التبرعات فلأنها

تهتم بأمور معينه للمسلميين فأصبحت أصوليه ويجب أن يحاربوا جميعا فهل الإسلام كما يدعون دين تخلف؟

والحقيقه أن الإسلام هو الدين الوحيدالمميز ويختلف عن الأديان السماويه من حيث كونه آخرها وقد نسخ جميع الأديان وقد

تولى الله حفظه إلى يوم القيامه وهو القادر على حل جميع المشاكل لأن فيه تبيان لكل صغيره وكبيره قال تعالى (ونزلنا عليك

الكتاب تبيانا لكل شئ )ولم يكن تقدم المسلمين فى السابق إلا بسبب تمسكهم بالإسلام وأن الفقدم العلمى والصناعى الذى يشهده

العالم اليوم مدين لعلماء المسلمين الذين وضعوا نظرياته وقوانينه الأساسيه ولم يكن تخلف المسلمين الآن إلابسبب بعدهم عن

الإسلام فنسأل الله أن يحييه فى قلوبنا وأن يعيده ألى واقعنا مره أخرى أنه على كل شئ قدير