كتب محمد رشيد (المصريون): : بتاريخ 23 - 2 - 2007
وجه عدد من المثقفين الأقباط، انتقادات حادة إلى الكنيسة الأرثوذكسية بعد القرار بفصل الدكتور جورج حبيب بباوي عميد معهد الدراسات اللاهوتية بولاية إنديانا الأمريكية وأستاذ اللاهوت السابق بالكلية الإكليركية الأرثوذكسية، بعد اتهامه من قبل المجمع المقدس بالخروج عن تعاليم الكنيسة.
وعزوا القرار الذي اتخذه المجمع يوم الأربعاء الماضي إلى ما دعوه بغياب مناخ الديمقراطية والاعتراف بالآخر داخل الكنيسة، في ظل سيطرة حفنة من رجال الدين على مقاليد الأمور بها وانفراد البابا شنودة بالرأي، والمحاكمات الظالمة والقاسية التي يجريها الأنبا بيشوي رئيس لجنة المحاكمات الكنسية
واعتبر جمال أسعد عبد الملاك المفكر المعروف، أن القرار بفصل بباوي يعكس ما آلت إليه أحوال الكنيسة نتيجة لرفض الآخر وانعدام الحوار، وما نجم عن ذلك من أزمات وانشقاقات، كان آخرها أزمة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي الذي يواجه احتمال عزله وتجريده من رتبته وعودته للدير، يدلل على فشل الإدارة الكنسية في احتواء أبنائها في إطار من الأبوة والديمقراطية.
واتخذ المجمع قررًا بفصل بباوي من الكنيسة ومنعه من ممارسة جميع أسرارها هو وكل من يتبع تعاليمه "المنحرفة"، بحسب تعبير الأنبا بيشوي سكرتير المجمع في مؤتمر صحفي عقده عقب الاجتماع الطارئ للمجمع المقدس الأسبوع الماضي.
ورأى أسعد أنه كان يحب مناقشة الآراء والأطروحات التي طرحها جورج بباوي في إطار مجمع كنسي للوصول إلى نتيجة وتوضيح الحقائق ويكون هذا المجمع الكنسي شاملاً لكافة الكنائس الأرثوذكسية في مختلف دول العالم وليس في مصر فقط.
وشاطره الرأي عادل وليم الناشط القبطي، مؤكدًا أن غياب فكرة قبول الآخر لدى الكنيسة أهم عوامل التوتر على الساحة القبطية حاليًا، فضلاً عما وصفه بالدور "السلطوي" الذي تمارسه الكنيسة على الأقباط بشكل قد يؤدي إلى الانفجار.
وفيما لفت وليم إلى أن الانشقاقات لم تشهدها الكنيسة سوى في عهد البابا شنودة، انتقد دعوته مؤخرًا للأقباط بطاعة أولى الأمر وكأنهم كوتة أو كتلة واحدة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يخالف الواقع فهناك حالة من التنوع السياسي والثقافي والفكري بين الأقباط؛ فهناك الناصري والشيوعي والمنتمي إلى الحزب "الوطني" وغيره من أحزاب.
من جانبه، أكد كمال زاخر موسى المنسق العام لجبهة الإصلاح الكنسية أن الكنيسة بحاجة إلى إصلاح من الداخل في إطار من الديمقراطية والنقاش واستيعاب الآخر، وهذا ما تناوله مؤتمر العلمانيين في العام الماضي.
وقال إن الكنيسة اتخذت إجراءًا تصعيديًا مع الدكتور بباوي بشكل غير مسبوق بسبب أفكاره التي تراها الكنيسة منحرفة، مقترحًا عقد ندوة علمية للفصل في المسائل الفقهية الحساسة المطروحة حاليًا ولا ينفرد بها شخص لأنها لا تتعلق برؤية أو فكر شخصي.

http://www.almesryoon.com/ShowDetail...D=30802&Page=1