خاطرة حول القدر

بقلم : علي جلال

شابٌ في مقتبل العمر ذهب لصلاة الظهر ، فصلى و ذهب إلى الإمام ، فألقى عليه السلام ، و كان مشغول البال ، لذا طرح السؤال : لم أمر الله البشر بعد أن كتب القدر؟

فأجابه الشيخ على الفور : اذهب و ائتني بعد العصر ، لعلي أن أتدبر الأمر

.. فذهب و عاد في الموعد المختار ، فأعطاه الشيخ ورقة و دار هذا الحوار..

- قال الشيخ :هل تحب الله؟
- قال الشاب : نعم و كيف لا ؟!
- قال الشيخ : ائتني بهذا الإناء
- قال الشاب : لبيك .. ها هو الماء
- قال الشيخ : اقرأ فاتحة الكتاب
.. فقرأ الشاب .. يرجو الثواب
- قال الشيخ : ابصق في وجهي و لا تبالي
- قال الشاب : فداك شيخنا نفسي و مالي

.....قال الشيخ : افتح الورقة و تدبر ، و افتح قلبك و تفكر.

ففتح الشاب الورقة فإذا اسمه بعاليها ، فقرأ الورقة بدقة و وجد مكتوبٌ فيها :( أخبر بأنه أحب الإله ، و سقاني من عذب المياه ، و قرأ فاتحة الكتاب ، فأمرت ببصقة فما أجاب ).

- قال الشيخ : هل أكرهتك على شىء مما هو مكتوب؟
-قال الشاب : ماذا تقصد من هذا غفر الله لك الذنوب؟

... قال الشيخ : هكذا يا بني القدر .. كتب الله ما سيكون بعلمه و ما أكره على ذلك أحداً من البشر ، و قد أحاط الله بكل شىءٍ علماً ، و علم الله لا يخطىء لذا فلن يخالف أحد ما قد كُتِبَ ، رُفعت الأقلام و جفت الصحف.

و الله أعلم..