بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زكريا بطرس وأكذوبة وثيقة بحيره



محمود بكري الجمَّال



علماؤنا يطلون علينا كل ثانية في الفضائيات والصحف ليكلمونا عن الحج والعمرة والصيام والوضوء ويصمتون عن هذه الحرب الشعواء!! مرة أخرى أعود للحديث عن أكاذيب القمص زكريا بطرس. فبعد مقالتي الثانية المنشورة في هذه الصفحة بتاريخ 8/1/1431هـ تمهلت كثيراً انتظاراً لرد القمص عليها علماً بأنني أرسلتهما له على إميل البرنامج فور النشر أكثر من مرة ولكنه لم يرد مما حدا بي إلى مهاتفته أثناء إذاعة البرنامج على الهواء مباشرةً مساء الجمعة 21/2/1431 هـ وأخبرته أمام المشاهدين أنني أرسلت له أكثر من مرة مقالتين تثبت خطأ استنتاجه في سر الأحرف المقطعة ولكنه امتنع عن التعليق على المقالتين كما أنهم قطعوا اتصالي قبل أن أشرح فحوى المقالتين.

وهذا يؤكد إفلاسه وعدم قدرته على المواجهة.

والعجيب أن برنامجه يسمى حوار الحق فكيف يكون حواراً بين طرف يتكلم ساعة وطرف يتكلم دقيقة؟ وكيف يكون حقاً وهو يقطع الاتصال عن كل من يريد إظهار الحق؟
فهو لا يرغب في إظهار الحقيقة للمشاهدين ويستمر في الكذب والخداع.

فلقد ظهر في الحلقة رقم 11 من برنامج في الصميم المذاع في قناة الحياة (المسيحية) على القمر الأوربي (هوت برد) يروج لوثيقة مكذوبة وملفقة منسوبة للراهب المسيحي بحيره السرياني (والذي عاصر بعثة رسولنا الكريم وتوفي في السنة الثالثة للهجرة) مكتوبة بالقلم الحبر في 84 صفحة من الورق المسطر وموجودة على النت بعنوان (http:www.ar*************/books/bahira-legend.pdf) تحتوي على اعترافات للراهب بحيره عن لقاءاته بمحمد وكيف مهد له طريق ادعاء النبوة وأملى عليه بعض آيات القرآن. ولقد علمتنا الأيام أن اليهود والنصارى لهم السبق واليد الطولى في فن البروبجندا وهم أساتذة الكذب والتضليل ولقد بحثت عن هذه الوثيقة طويلا ولم أجدها ولكن الله وفق ابني من استخراجها من النت بعد جهد جهيد وبذلك تمكنت من الإطلاع عليها كاملة ووجدت بها العديد من التناقضات الواضحة الهادمة لأركانها وسأكتفي بالقليل منها كالأتي:

أولا : تُجمع كتب التراث المسيحي على أن الراهب بحيره (المنسوب إليه هذه الوثيقة) كان راهباً نسطورياً ينتمي إلى جماعة الهرطقة النسطورية التي تنكر إلوهية المسيح وبالتالي تنكر الثالوث المقدس وهذا الانتماء كان سبباً لطرده من الكنيسة. وكونه راهباً نسطورياً يتنافى مع ما جاء بالوثيقة في أكثر من صفحة. فنجدة في ص 11 يقول في حوار دار بينه وبين محمد وهو غلام في ثاني لقاء به بحسب الوثيقة (فقال لي فأنت لأي رب تعبد؟ فقلت له: الله الأزلي خالق السموات والأرض وما بينهما. فقال لي من هو هذا حتى نعرفه ونعترف به؟ فقلت له: الله الأزلي الحي الذي لا يموت الثالوث المقدس الأب والابن والروح القدس الإله الواحد الصاباووت)
وهذا الناقض وحده كافياً لهدم هذه الأكذوبة فيكيف يدعو للثالوث المقدس من لا يؤمن به

ثانياً: جاء في ص 9 بالوثيقة في كلام بحيره لبني إسماعيل من العرب قبل معرفته بمحمد ولقائه بحسب الوثيقة (ثم خبرتهم بما قد رأيته وسيقيم الله رجلا منهم كبير الحال وعزيزا وملوكا يخرجون من عصبه ويكثرون على الأرض جداً ويكون اسمه بحرمايسين وتعبيره احمد محمد ويكون ذكره في أقطار الأرض كلها) كما جاء في ص 10 بالوثيقة في كلام بحيره لمحمد عندما رآه لأول مرة وهو غلام (أنت صاحب الملك والسلطان وأسمك هو المذكور في أقطار الأرض وفي قبايل الشعوب وخبرك منتشر في جميع الدنيا) فمن أين جاء بحيره بهذه العلامات المستقبلية مالم تكن مذكورة في كتبهم؟ فإن صحت الوثيقة يجب على النصارى إتباع محمداً لأنه مذكورُ في كتبهم. ولكن زكريا بطرس لم يتعرض لهذا الحوار لأنه يدينه ولا يخدم أهواءه المريضة والمضللة.

ثالثا: أن وثيقة عمرها من فجر الإسلام مكتوبة بالحبر على ورق مسطر فهل عرف ذلك العهد هذه الأدوات للتدوين؟

إنني أتوجه بسؤال لكل من يهمه أمر الإسلام. إلى متى نصمت على هذه البذاءات والافتراءات؟ هل الدعاء عليهم رد كافٍ؟ علماؤنا يطلون علينا كل ثانية في الفضائيات والصحف ليكلمونا عن الحج والعمرة والصيام والوضوء ويصمتون عن هذه الحرب الشعواء التي يتعرض لها الإسلام.

وإذا فكر أحدهم في مواجهتها يُصعق بالتيار الكهربائي ودليل ذلك ما نشرته هذه الجريدة بتاريخ 8/1/1431هـ عن مصادرة كتاب تقرير علمي للدكتور محمد عمارة بعد أن تقدم المحامي نجيب جبرائيل ببلاغ للنائب العام المصري ضد هذا الكتاب الذي كشف مواضع التحريف في الأناجيل والتوراة مستنداً في ذلك إلى ما جاء في موسوعة المعارف البريطانية كجهة توثيق علمي لكافة الباحثين. ولكني أسأل الدكتور عمارة وأقول له (ألم تكن أرض الله واسعة لتهاجر بكتابك إليها؟) كان يجب على الدكتور عمارة أن يعيد نشر كتابه في أي دولة إسلامية أخرى. إنني اشعر بإحباط شديد لما أرى وأسمع.

فالحقيقة أنني لم أجد منبراً واحداً لنشر مقالاتي إلا هذه الجريدة وفي هذا الملحق تحديدا فلقد خاطبت جميع الصحف دون جدوى. وقابلت محرر الصفحة الدينية في إحدى الصحف ورحب بالفكرة وطلب مني أن أكتبها في أقل من 1200 كلمة دون جدوى وتحدثت مع مدير أحدى التلفزيونات وأرسلت له المقالات بعد نشرها بالفاكس كطلبه ولكن دون جدوى وأرسلتها بالفاكس لقناة فضائية دون جدوى. فهل بعد ذلك نطلب نصر الله؟ كدت أمتنع عن مواجهة هذا القمص الكاذب لولا رسائل التثبيت التي وصلتني من الاخوة السعوديين.

فبعد المقالة الأولى تلقيت العديد من الرسائل من إخوة لم يسبق لي الشرف بمعرفتهم منها من يطلب إيضاح ومنها من يثني ويشكر وكان من ضمنها رسالة الأخ أحمد عبد الله بابريش يعمل بالهيئة العامة للإعجاز العلمي للكتاب والسنة يقول فيها (تلقينا مقالتك وسنتولى نشرها في جميع أنحاء العالم).

نصر الله لن يأتي بالدعاء والتمني بل يأتي مع الصدق والإخلاص فعندما أخلص السلف نصرهم الله ونشروا الإسلام في جميع أنحاء المعمورة وحكموا العالم. ولكن اليوم نرى حملات التنصير جلية في وضح النهار كالشمس في كبد السماء وأهدافها معروفة للجميع ويجب علينا جميعاً أن نبحث عن وسائل التصدي لها ومنع شرها

•عضو اتحاد كُتَّاب مصر
الجمعة, 26 فبراير 2010
ملحق الرسالة بصحيفة المدينة السعودية