أسماتين: ستة آلاف أسلموا على يدي.. وابن باز كان يفرح بهداية غير المسلم !!

[نعيم الزايدي]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسماتين لـ الرسالة: ستة آلاف أسلموا على يدي.. وابن باز كان يفرح بهداية غير المسلم
الجمعة, 26 فبراير 2010
حوار - لطفي عبد اللطيف


على جواز سفره مدوّن اسمه “أسماتين”، والاسم الذي ارتضاه لنفسه هو “إسماعيل حاجي طه”، وهو يعد أول وأشهر داعية جاليات في المملكة العربية السعودية، أسلم على يديه أكثر من ستة آلاف شخص، ومع أسرهم وأولادهم يبلغ العدد أكثر من 20 ألفًا، معظمهم من الفلبينيين، وأكثرهم من النساء. بدأ “أسماتين” عمله في دعوة الجاليات قبل 31 سنة عندما جاء للعمل في شركة “إسلامك فورد”، كما عمل في ميناء جدة الإسلامي، وانتقل إلى الرياض في عام 1984م، للعمل في مستشفى قوى الأمن.

ويتميز “أسماتين” الذي تعلم اللغة العربية في جامعة الإمام، ودرس الفقه وعلوم الحديث والتفسير، بجاذبية خاصة، وأسلوب متميز في دعوة الجاليات، قد يكون متفردًا به، فلا تجده إلاّ مبتسمًا ودودًا، له برنامج حافل يبدأ من الثامنة صباحًا وقد لا ينتهي إلاّ في العاشرة مساءً، بين ندوات ومحاضرات في المستشفيات والمراكز الطبية، ووجوده في مكتب دعوة الجاليات بالندوة العالمية، ينظم الملفات الخاصة بالمسلمين الجدد، ويعمل على استخراج شهادة إسلام لمسلم أو مسلمة جديدة، أو يقوم بالتحضير لعمرة أو رحلة للمسلمين الجدد، أو لقاء الخميس والجمعة الذي يجمع فيه عددًا ممّن هداهم الله للإسلام لتدريسهم أمور دينهم وتصحيح عباداتهم، وغرس المعتقدات الصحيحة فيهم.

ولدى “أسماتين” قصص وحكايات كثيرة عن دعاة لم يكن يعرفون الإسلام، فنفع الله بهم وفتح عليهم في مجال الدعوة، ومواقف مع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، الذي كان قد وجَّه سكرتاريته ومعاونيه بالقول: “إذا جاء إسماعيل ومعه مسلم جديد يدخل عليّ فورًا ومن معه” تقديرًا من سماحة الشيخ رحمه الله للدور الذي يقوم به هذا الداعية الفلبيني، الذي فتح الله من خلاله قلوبًا لدين الله.

ولا تخلو مسيرة “أسماتين” من مصاعب ومشكلات، فمن يترك دينه ويدخل في الإسلام على يدي “أسماتين” قطعًا سيواجه مشكلات كثيرة، يعتبرها أشهر داعية للجاليات مشكلة شخصية، ويعمل على حله. كما يؤكد الحاجة إلى إعداد دعاة جدد في مجال دعوة الجاليات يتقنون التقنية الحديثة وكيفية التعامل مع الحاسوب والإنترنت، ليرتبط المسلمون الجدد بهم ويتواصلوا معهم، ويشير “أسماتين” إلى أهمية وجود دعاة من نفس جنسية الفئة المستهدفة.

“الرسالة” التقت بإسماعيل حاجي لتعرف منه مسيرته في دعوة الجاليات، وكيفية النهوض بهذه الدعوة، وفيما يلي نص الحوار:


بداية عفوية


كيف كانت البداية؟ وأين؟

البداية كانت في جدة عام 1979م، عندما جئت للعمل في شركة “إسلامك فورد”، ثم انتقلت للعمل في ميناء جدة البحري، وكانت بداية بسيطة من مسلم يريد أن يعرف الجاليات غير المسلمة بدين الإسلام، ولكن بأسلوب بسيط وغير منظم وغير مرتب، ويمكن القول إنه “عفوي” و“طبيعي”، ولكن البداية الحقيقية لعملي في دعوة غير المسلمين كانت في عام 1984م، عندما انتقلت للرياض، وعملت في مستشفى قوى الأمن بشارع الستين بحي الملز. ففي المستشفى عشرات الممرضين والفنيين والأطباء، إضافة إلى المراجعين من غير المسلمين، ومن هنا كانت البداية.


هل استمر عملك قاصرًا على المستشفى فقط، أم كان هناك أطراف مساعدة؟

بدأنا في فتح قسم لدعوة الجاليات في رابطة العالم الإسلامي في حي الروضة بالرياض، وخصصنا يومي الخميس والجمعة للالتقاء بالجاليات ومَن هداهم الله للإسلام. كذلك قمنا بعمل جدول محاضرات لمن دخلوا في الإسلام، ولقاءات مفتوحة لمن يريدون معرفة معلومات أكثر، وأحضرنا الكتب التي تعرِّف بالإسلام وترد على الشبهات، وأشرطة مناظرات للرد على القساوسة، ووفرنا ما يحتاجه المسلم الجديد من كتب، وكذلك جمعنا الشبهات التي تثار في عقول غير المسلمين عن الإسلام.


تفرغ تام


متى تفرغت لدعوة الجاليات؟

في البداية لم أتفرغ. كنتُ أقوم بعملي الوظيفي في المستشفى، وفي نهاية الدوام أعمل في مجال الدعوة وكذلك في أيام الإجازات. كان ذلك يتم في مكتب الرابطة، بعد ثلاث سنوات تفرغتُ تمامًا لعملي كداعية للجاليات، ومازلتُ متفرغًا لهذا العمل، وأسأل الله القبول.


كيف كان يتم تسجيل من يريدون الدخول للإسلام؟

بعد أن ندعوهم للإسلام، ونتأكد من رغبة الشخص في الدخول للإسلام ومعرفة ما يترتب على ذلك من التزامات، كنت آخذه من يده، وأذهب به إلى دار الإفتاء، حيث يتم تلقينه الشهادتين، وتعريفه بالإسلام.


مساهمات ابن باز


في ذلك الوقت كان الشيخ ابن باز -رحمه الله- مفتيًا عامًّا للمملكة، فكيف كان يستقبل المسلمين الجدد؟

كان الشيخ -رحمه الله- يفرح بأي مسلم جديد ويلقنه الشهادتين، ويدعو له بالثبات على الدين، وأذكر أن الشيخ رحمه الله كان يوجه العاملين معه بأنني إذا حضرت ومعي مسلم جديد أدخل عليه، وهكذا كان يعمل العاملون معه.


لا بد أن النساء كن يدخلن على الشيخ بعد أن يرتدين الحجاب؟

نعم هذا ضروري جدًّا، وهن يرتدين الحجاب بعد الاقتناع بأن هذا هو الزي الشرعي. الشيخ -رحمه الله- كانت لديه كلمة مسموعة من الجميع، وكان أصحاب المستوصفات والمستشفيات يلبون توجيهاته، فكانوا يسهلون أي إجراءات خاصة بالمسلمين الجدد من محاضرات وندوات وتنظيم لقاءات لهم، وكنا نجد كل استجابة منهم.


هل كان الشيخ ابن باز يمنح مَن يعلن إسلامه أي مبالغ مالية؟

كان يعطي المسلم الجديد هدية رمزية عبارة عن كتب أو سجادة صلاة، كما كانت رابطة العالم الإسلامي تمنح المرأة عباءة هدية.


كم يبلغ عدد الأشخاص الذين أسلموا على يديك خلال 31 سنة؟

الحمد لله العدد يتجاوز الستة آلاف شخص، وإذا أضفنا لهم زوجاتهم وأولادهم يصل العدد إلى 20 ألفًا، وهذا من فضل الله، وهو الذي يفتح قلوب هؤلاء للإسلام، وما نحن إلاّ وسيلة سخّرها الله لتعريفهم بالإسلام.
النساء قبل الرجال!


ما هي الجنسيات الأكثر إقبالاً على الإسلام، وهل الرجال أكثر أم النساء؟

الفلبينيون أكثر الجنسيات دخولاً للإسلام، لأن الفلبين قبل الاستعمار الإسباني كانت مملكة مسلمة، فقبل ثلاثة قرون كل الفلبينيين كانوا مسلمين، لذلك تجد أسماء أجدادهم إسلامية، وعندما جاء المستعمر الإسباني تم تنصير الفلبين.


ولكن كيف تخرج الممرضات والخادمات لحضور المحاضرات؟ هل هناك ضوابط؟

نعم. نستلم هؤلاء من المستشفيات أو المراكز الصحية إذا كانت المحاضرة في مكان خارج المستشفى، ونتعهد بإعادتهن إلى المستشفى أو المركز.


مشكلات شرعية


هناك مشكلات تواجه النساء اللاتي يدخلن الإسلام، ويبقى أزواجهن غير مسلمين.. كيف تحلّون هذه الإشكاليات؟

قطعًا هذه مشكلة كبيرة، ونحن نحرص عندما نجد إحداهن مقبلة على الإسلام على دعوة زوجها معها، ولكن عندما تكون المرأة هنا وزوجها في بلدها الأصلي تكون المشكلة صعبة، ونطلب منها أن تعطيه فرصة من ثلاثة إلى ستة شهور لدخول الإسلام، وإذا لم يسلم تُطلّق منه.


هل واجهتم حالات من هذا النوع؟

نعم.. سجّلنا حالات بهذا الشكل. فالزوجة أسلمت ورفض الزوج وأصر على دينه، فتم طلاقهما، وبعد سنة أو أكثر اعتنق الزوج الإسلام فتم زواجهما مرة أخرى.
استمرار التواصل


كيف اتصالك بالمسلمين الجدد؟

رقم جوالي معهم، وهم يتصلون بي في أي وقت، ويعرضون عليّ مشكلاتهم أو استشاراتهم خلال الأسبوع، وأحاول حلها بالهاتف أو الذهاب إليهم في مقر العمل، واستمع لهم، وأجد الحلول الممكنة لأي مشكلة.


هل تجد تعاون من أصحاب ومديري المستشفيات في دعوة العاملين لديهم؟

بصفة عامة أجد كل الاستجابة، بل إن مديري المستشفيات والمراكز الصحية يكونون سعداء جدًا باتّصالنا بالعاملين لديهم، ويشعرون بتحسن أداء الممرضة، أو العامل بعد إسلامهم، ويجدون روحًا جديدة في العمل.


هل سجلتم حالات ارتداد عن الإسلام من المسلمين الجدد؟ وهل هي ظاهرة؟

نعم.. هناك مَن يرتدّون عن الإسلام من المسلمين الجدد، وإن كان العدد لا يمكن حصره وغير معلوم، لكني أحصيت عشر حالات ارتداد عن الإسلام في الرياض.


وهل يتّخذ ضده إجراء؟

لا نتّخذ أي إجراء، لأنهم لا يعلنون ذلك رسميًّا، وقد عاد الذين ارتدوا إلى بلادهم.
تغيير الأسماء


هل من الضروري أن يقوم المسلم الجديد بتغيير اسمه القديم؟

غير ملزم، بل لا يكون بصفة رسمية، فيظل المسلم الجديد يحمل اسمه الأصلي في جواز السفر والإقامة، فالسفارات ترفض تغيير الأسماء، والذي يتم تغييره يكون في “شهادة إعلان الإسلام” التي يتم استخراجها للمسلم الجديد.

هل تفضلون أن تتزوج المسلمة الجديدة مسلمًا جديدًا؟

هذا مهم جدًّا، ويعدُّ زواجًا ناجحًا بكل المقاييس. لكن أن تتزوج المسلمة الجديدة من غير جنسيتها، فتتزوج الفلبينية مصريًّا أو سودانيًّا، للأسف هذا زواج محكوم عليه بالفشل، وفي مراحله الأولى، لاختلاف الجنسيات والطباع والأمزجة والثقافات.
وهل تتابعون المسلم الجديد عندما يعود نهائيًّا إلى بلده؟

نعم.. لدينا برنامج ونطلب من المسلم الجديد عنوانه ومحل إقامته، ونرسله لأقرب مركز أو جمعية إسلامية.

صحيفة المدينة السعودية - ملحق الرسالة - الجمعة, 26 فبراير 2010 - حوار: لطفي عبد اللطيف

[عبير نجد]

ماشاءالله

اللهم زد وبارك

[عزمى حسين]

ماشاءالله

اللهم زد وبارك