سنتناول ذكر النحل في القرآن والعلم أولا, ثم ذكر سيدنا عيسى ابن مريم في القرآن الكريم ثانيا, وسنوضح الثوابت العلمية للربط بينهما, وكذلك من خلال الرقم (16) ومضاعفاته, كمؤشر وبرهان على صحة هذه الأمور الغيبية.

(النحل) في القرآن:

1. إن ترتيب سورة النحل في القرآن الكريم هو(16).

2. إن عدد آيات سورة النحل هو(128) وهذا العدد هو من مضاعفاته حيث إن: 16X 8=128

3. إن عدد أحرف الكلمات الأربع الأولى من الآيتين (68 و 69) اللتين ذكرتا النحل وبعض طبائعه وفوائده في سورتها هو 16 حرفا في قوله تعالى: (وأوحى ربك إلى النحل), وهذه الحروف والكلمات هي التي خاطب وأمر بها (النحل) هذه الحشرة العجيبة ذات الفائدة الكبيرة للإنسان من خلال ما تخرجه من بطونها من منتجات مفيدة جدا كالعسل وغيره فيه شفاء للناس, اكتشف العلماء حديثا قسما منها وبعضها من أسرار حياتها الدقيقة والنظامية جدا التي أذهلت المتخصصين في دراسة (امة النحل) والتي وافقت ما جاء في القرآن الكريم.

(النحل) في العلم:

1. إن عدد الكر وموسومات في النحل هو (16) زوجا.

2. إن الكر وموسومات في ذكر النحل وخلافا لبقية المخلوقات هو (16) فردا (أي نصف العدد أعلاه), والسبب في ذلك إن ذكر النحل ينتج من بيوض غير ملقحة بعملية تسمى التكاثر العذري (Parthenogenesis )وذلك بإحدى هاتين الطريقتين:

أولا:إن الملكة الواحدة (في كل خلية نحل توجد ملكة واحدة فقط كما هو معلوم) تضع حوالي 200 – 250 ألف بويضة في الموسم الواحد أو ما يقارب 1500 بويضة في اليوم معظمها ملقح, تنتج النحلات الشغالات المنتجة للعسل وغيره وعدد قليل منها غير ملقح, والتي من المفروض كما في بقية المخلوقات إن لا تنتج شيئا, ولكن في حالتها الخاصة فإنها بقدرة الله تعالى عز وجل تعطي ذكور النحل!! ويلاحظ انه بعد أربع سنوات من حياة الملكة تميل إلى وضع بيوض غير ملقحة, وذلك لقرب مخزونها من النطف المنوية بالنفاد وهذا الأمر يضعف خلية النحل علما أنها تلقح مرة واحدة وغالبا من قبل ذكر واحد وفي الجو (الهواء الطلق تحديدا) في رحلة التلقيح (التزاوج) والتي تستغرق عادة عشرين دقيقة.

ثانيا: عن طريق الملكة الكاذبة أو(الأم الكاذبة), حيث انه في حالة موت أو فقدان الملكة لأي سبب كان, تقوم الشغالات الفتية بتغذية إحداهن بالغذاء الملكي فتنمو مبايضها (التي هي ضامرة ومتوقفة عن العمل أصلا وغير قابلة للتلقيح ولا تنتج بيوضا), وتبدأ بوضع بيوضا غير ملقحة تعطي ذكورا فقط تحمل بالطبع 16 كروموسوما فرديا في تكاثر عذري غير جنسي فريد من نوعه بقدرته وأمره سبحانه وتعالى!

إن إنتاج ذكور النحل من بيوض غير ملقحة (سواء من الملكة الحقيقية أو الكاذبة) وذلك من أنثى دون تلقيح من ذكر, دلالة عظيمة على قدرته عز وجل كما ذكرنا, وهو ايضا مثال علمي واقعي جعله الله لنا نموذجا واضحا مقربا لمعجزة خلق سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام من أم عذراء دون أب (أي من بيضة غير ملقحة), قال تعالى على لسان السيدة مريم العذراء:

(قالت رب انى يكون لي غلام ولم يمسسني بشرولم اك بغيا قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله اية للناس ورحمة منا وكان امرا مقضيا )

3.إن المدة التي تستغرقها مبايض النحلة الشغالة (الأم أو الملكة الكاذبة) لوضع البيوض غير الملقحة المذكورة في الفقرة أعلاه هي ما بين 6 – 26 يوما, أي بمعدل (16) يوم بالضبط فتأمل! وكما ذكرنا سابقا فأن هذه البيوض غير الملقحة تنتج ذكورا فقط والتي تنحصر وظيفتها بالتزاوج مع الملكة وتلقيحها في رحلة التزاوج التي ذكرناها.

4. إن البيضة التي ستصبح ملكة تحتاج إلى (16) يوما بالضبط لتبلغ مرحلة الحشرة الناضجة مرورا بمراحل اليرقة والعذراء, بينما البيوض التي ستنتج الشغالات والذكور تحتاج لبلوغ هذه المرحلة إلى 21 و 24 يوما على التوالي, علما إن خلية النحل الواحدة تتألف من ملكة واحدة فقط كما هو مبين أعلاه وعشرات الألوف من الشغالات والمئات من الذكور. فتأمل خصوصية الملكة وأهميتها في (امة النحل) لذلك اختصها الله عز وجل (والله اعلم) بهذه الأيام المتناسقة مع معطيات كتابه بخصوص هذا الرقم وهو 16 يوما بالضبط لبلوغها دور الحشرة الكاملة.

(عيسى ابن مريم) في القرآن:

1. جاء ذكر سيدنا عيسى ابن مريم في القرآن الكريم 33 مرة, ولكن بصيغ مختلفة منها: ابن مريم, المسيح, عيسى, المسيح ابن مريم. وذلك بعدد سني عمره في الأرض والتي بلغت 33 عاما عليه السلام. وقد ذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذلك في الحديث الشريف قائلا: (رفع عيسى ابن مريم إلى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة) [2] .أما اسمه الكامل (عيسى ابن مريم) فقد ورد بهذه الصيغة في القرآن الكريم (16) مرة بالضبط [3] .فتأمل هذه الإشارة المباشرة والربط الدقيق بين هذا التكرار في ذكر اسمه عليه السلام مع عدد الكر وموسومات الفردية (16) في ذكر النحل وغيرها من المؤشرات التي لها علاقة بهذا العدد (16) الوارد أعلاه بخصوص النحل في القرآن والعلم كمثال تقريبي, على معجزة خلق سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام, قال تعالى: (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) العنكبوت: 43.

2. إن سورة مريم في القرآن الكريم تقع في الجزء (16) منه وقصة سيدنا عيسى مع والدته مريم العذراء تبدأ في الآية (16) من هذه السورة, وذلك بقوله تعالى: (واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا) مريم: 16.

فتأمل في هذا الربط الدقيق والرائع بينهما ....

والسلام عليكم .