سلسلة اهوال اليوم المعلوم (حلقه 9 )
بطشة اْلْمنتقم ألكبرى
سبحان من علم ألإنسان مالم يكن يعلم وقد تجلى فى آياته حتى نخشاه حق خشيته ونستعد بكل ما أوتينا من عمل صالح لنهرب من فظائع ومشاهد هذااليوم السرمدى الرهيب ، ووهب لنا من النعم مالايحصيه غيره سبحانه وتعالى فلايعلم قدره غيره ولايبلغ الواصفون صفته ،وليس كمثله شىء وهو السميع البصير ،فمن نعم الله على الإنسان (العين )فالعين ألبشريه ألمجرده فى أفضل حالات ألرؤيه ألممكنه وفى إضاءه جيده تستطيع تمييز نحو (000/000/10 )سطح مختلف الالوان علمابأن أدق فوتوميتر طيفى لايملك من الدقه إلا40 فى ألمائه من قدرة ألعين ألبشريه،فما بالك اخى بفضل ألنعم ألتى لاتحصى ،ونعود ياأخى إلى أحداث بداية ألحشر ،فالناس فى تماوج شديد وقد أذن ألله لرسوله ألكريم صلى الله عليه وسلم أن يتشفع ليقضى الله بين ألعباد ،وتقبل منه طلبه فى الفصل بين العباد ،وهنا يبدأ ألهول ألعظيم وزوال ألنعم ،ولتحل محلها نعم أخرى وعظيمه للمؤمنين ،ونقم وعذاب وجحيم للكافرين الغاوين ،وهنا كذلك شدة ألبطشة ألكبرى ،قال تعالى (يَوْمَ نَبْطِشُ اْلْبَطْشَةَ اْلْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُون ) سورة الدخان آيه16 ،ومن هنا كذلك تبدأصيحة ألجمع وألزجرة ألواحده وألتى يبرز فيها ألناس جميعا لله ألواحد القهار ويقفوا على أرض واحده صفوفا بعد وقفة الزحام والتماوج وإختلاط ألعالمين إختلاطا غير منظوم ولا منتظم وتطوى كذلك السموات جميعا والاراضين وكل ما فى هذا الكون ، فيجب علينا أن نسترهب أهوال هذا أليوم ونعلم علم اليقين أنه يوم آت ولاريب فيه ،فالمؤمن يشعر بضخامة سؤال الحواس والقلب ،فقد قال سبحانه وتعالى(وَلاتَقِفْ مَالَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْم إنَّ اْلْسَّمْعَ وَ اْلْبَصَرَ واْلْفُؤَاد كُلُ أُولَئك كَانَ عَنْهُ مَسْؤلا ) تخيَّل ياأخى براعة وقوة ألقدره حينما تسأل وأنت واقف ذليل أمام ألملك الذى لاشريك له جبار ألكون كله عن كل قطعة فى جسدك ..سمعك وبصرك وحتى جلدك وكيانك كله وألأفظع من ذلك ان كل عضو فيك سينطقه الله فيشهد لك أو عليك إنها قدرة لن يكون أمامها مستحيل اوشىء معجز بل كل شىء أمامها هين ويسير ،بل كل ذلك يكون وفى لمح كلمح ألبصر يقول سبحانه وتعالى للشىء (كن )فيكون فهل أخى اعددت ألزاد لهذا اليوم ؟ اوهل إرتعدت فرائصك وأقشعر جسدك وجثت جوارحك وأنت تقرأ فغابت عيناك عما حولك وأشتد بكائها ؟ام تحجرت مشاعرك ولم يهتز قلبك ولم تبالى فلو تعلم أن قطرة واحده مثل رأس الدبوس إنهمرت من عيناك لوجدتها كطوفانات أنهار تطفىء عنك نار جهنم يوم القيامه وتكون فى ظل عرش الرحمن والناس غارقين فى عرقهم تحت نار الشمس ،ولوتدبرت فظاعة طى الكون كله بسمواته وأراضيه وكل مافيه بيمين الجبار وقوة هذه ألطيَّه وشدتها ألرهيبه ولو كان تخيلنا يفوق كل شىء ذكاءا لما توصلنا إلى تعبير صحيح ولما توصلنا إلى مناظر ألهلع وألرعب ألذى يصاحب تلك ألطيه فمثلا التربه على الأرض بها رمل وزلط وحصى وصخور ناريه وبازلتيه ومتحوله وأشياء كثيره لن نتخيلها كم تحتاج إلى قوة حراريه حتى تذاب ؟وكذلك المعادن بجميعها ستختلط بشده وهى مذابه مع هذه الاحجار وكل ما على هذا الكوكب والارض بالنسبه لضخامة الكواكب الاخرى ماهى إلا عباره عن هباءه متناهيه فى الصغر بالنسبه لهذه الكواكب ،وهذه الكواكب أيضا ماهى إلا عباره عن هباءه كونيه بألنسبه إلى النجوم العملاقه وهكذا اخى يتبين أمامك أننا على هذه الارض والتى لن تعتبر بالنسبه لهذا الكون العظيم هباءه فنحن فيها وعليها كلنا وكل العالمين مجرد هباءه صغير يسقطنا على الارض ميكروب واحد ،ومع كل فنحن نعتبر لاشىء فلم الصلف والغرور والتعالى ؟وكل الكواكب والنجوم ستصير مزيجا منصهرا ومرعبا رعبا لوكان للموت وجود لمات الناس جميعا ثم بقوة الجبار تتم عملية السحق الرهيبه فيضغط الكون كله ومن شدة هذه الضغطه القاهرة العظيمه من جبار السموات حتى تصير كالفضة ألمذابه ليعود الكون كله كما كان جرم أولى واحد (عملية ألرتق ) ثم يعيد ألله بعد ذلك وبعد القضاء بين العباد خلق سموات جديده واراضين جديده (عملية الفتق )وكما بدأ أول خلق يعيده بقدرته وحكمته بميزان غاية فى الدقه والروعه ،والأعظم أن الله بقدرته ألعظيمه سيستخلص جميع المخلوقات ألتى تعيش فى كل مكان فى هذا ألكون وتفتح أبواب ألسموات وألأراضين جميعا قال تعالى (وَفُتِحَتِ اْلْسَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابَا ) سورة النبأ اية 19 ،وتزال مابينها من مسافات تقدَّر بالاف السنين الضوئيه ويقف ألعالمين على ارض واحده وهى(ألساهره )كماوضحنا من قبل فى صفتها ،فبعد طى ألسموات بيمين ألجبار وماصاحب هذا ألحدث الرهيب وألذى يفوق كل تخيل ورعب يطيش منه أقوى ألعقول ، وألخلائق قد ثبتهم ألله على هذه ألأرض (الساهره ) لتجنى كل نفس ثمرة ماعملت خيرا فخير وشرا فشر وتغير ألسموات وألأراضين سوف يراها ألناس بعيون رؤسهم وهى تدور منصهره فى منظر رهيب واصوات تكاد تخترق حواجز السمع والبصر ولكن هذه قدرة شديد البطش وشديد الرحمة والمغفرة على من تاب وآمن وعمل صالحا وأستعَّدَ لهذا اليوم بالزاد وقيام الليل فإنه شرفا عظيما للمؤمن يوم ألحساب ،فبينما ملائكة ألسماء محشورن على حافتها إذابهم ينحدروا إلى أرض ألحشر (أرض الساهره ) بعظم أجسادهم وأخطارهم وعلو أصواتهم نتقديس ألملك ألأعلى ألذى أنزلهم محشورين إلى أرض ألحشر بالذله وألمسكنه ولوتعلم ياأخى ضخامة حجمهم فقد قال صلى الله عليه وسلم يصف حجم ضخامة ميكائيل فقط :لوصبت بحار الدنيا على رأس ميكائيل مانزلت منها قطره (وذلك لضخامة جسده )فأين نحن ألضعفاء ألمهلهلين بالنسبه لأحجام هؤلاء وقوتهم ، نزلوا أزلاء بأمر المقتدر للعرض عليه وألحساب وألسؤال بين يديه منكسين رؤسهم خوفا وخجلا وهم لم يقترفوا ذنوبا كما أقترفنا ،ولم نخجل ولم نستحى وأمامنا هذه المواقف تنتظرنا ،بل ينتظرنا أشد وانكى إن لم نستحى ونرجع بأنفسنا إلى ألله عز وجل ونتقاتل على السعى إلى ألمحبة وألمودة والرجوع إلى الله وإلى هنا سوف اقف لنتدارس فيما عرض علينا كتذكرة لأصحاب ألعقول والأفهام حتى نستدرك انفسنا من مكامن خطر هذا أليوم العصيب وإلى ألحلقة ألقادمه إن كان لى فى ألعمر بقيه أستودعكم ألله فهو حسبى ونعم الوكيل.....ألذليل لربه ساديكو