تختلف مشاعر الإنسان سلباً أو إيجاباً تجاه مناحي الحياة المختلفة، بحسب الحالة الذهنية، وذلك يؤثر تأثيراً مباشراً في التفكير والسلوك، وتعتبر فترة ما قبل الاختبارات وأثناءها فترة عصيبة، تُرى ما مشاعر الطلاب والطالبات في فترات المراجعة والاستذكار وفترة الأداء للاختبارات، لماذا يشعرون بالتوتر والقلق يتسلل إلى نفوسهم، هل هذا الشعور يعد طبيعياً أم هو نتيجة إغفال وإهمال للتحصيل العلمي للمواد الدراسية؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يمتد الشعور بهذه المشاعر إلى الطلاب المتفوقين ونشاهد ذلك جلياً في بعض قاعات الاختبارات مما يعيق أداءهم.

ما الأسباب وكيف الخلاص منها؟ وكيف نساعد الطلاب على اجتياز تلك الفترة بسلام؟

للاجابة عن هذه التساؤلات يقول الدكتور عبدالعزيز بن محمد الحسيني - في جامعة الملك سعود - كلية التربية - قسم علم النفس.

هناك عدد غير قليل من الطلاب والطالبات ينتابهم عادة إحساس بالتوتر المصحوب بمشاعر الخوف من الامتحانات، وهذا ما يطلق عليه المتخصصون بالتربية وعلم النفس اسم (قلق الامتحان) وهذا النوع من القلق يعد من أهم المعوقات التي تؤثر سلبا سواء كان في فترة الاستذكار التي تسبق الامتحان أو خلال الجلوس للامتحان، مما يترتب على ذلك انخفاض في أداء الطالب في الامتحان وتختلف درجة ضعف الأداء باختلاف مستوى حالة القلق لدى الطالب، فيمكن القول كلما زادت حالة القلق لدى الطالب زاد احتمال تردي مستوى أداء الطالب في الامتحان (أي حصوله على علامة ضعيفة). ولكن يجب هنا أن نأخذ في الاعتبار أن القلق كحالة انفعالية ليست بمجملها حالة ضارة، حيث إن وجود مستوى صحي من القلق لدى الطالب هو أمر ضروري لتحفيزه وشحذ همته ورغبته في المذاكرة وبذل المجهود للتهيؤ بشكلٍ مناسب للاختبار وبالتالي الحصول على أعلى الدرجات.

رهبة الامتحان

وأبان د. الحسيني موضحاً ومفسراً لنا لماذا يحدث الخوف والقلق حتى عند الطالب المتفوق دراسياً بقوله يتمثل قلق الامتحان (أو رهبة الامتحان في اللغة الدارجة) في حالة انفعالية يستثيرها موقف الامتحان، وتبرز كنتيجة، لإدراك الفرد لأي إجراء يهدف إلى تقويم أدائه أو سلوكه على أنه موقف مهدد للشخصية، وهذه الإدراكات تقود بدورها إلى استثارة مشاعر ضعف الثقة بالنفس وانخفاض الروح المعنوية إلى جانب التوتر المصحوب بضعف (مؤقت) في أداء بعض الوظائف الذهنية.

اختبر نفسك

وحول كيفية اكتساب الطالب لطريقة جديدة وحيدة للاستذكار أفاد موضحاً د. الحسيني أن هناك إرشادات عامة للاستذكار وهي:

1- قم بتنظيم أوقات الاستذكار، قم بإعداد جدول يشمل الأيام التي تسبق الامتحانات ثم قسم ساعات اليوم بحيث تخصص بين 4 - 5 ساعات للمذاكرة (بما فيها أوقات الصلاة والاستراحات القصيرة) ويُفضل أن يكون ذلك بدءاً من الساعة الرابعة عصراً.

3- اختبر نفسك في الموضوع الذي قرأته، للتأكد من مدى فهمك.

4- المواد التي تحتاج إلى حفظ اختر لها الأوقات المناسبة.

5- اعط وقتاً أكثر للدروس التي ترى أنها صعبة بالنسبة لك، واستعن بمن يستطيع مساعدتك عند الحاجة.

6- لا تذاكر المواد المتشابهة مع بعضها بل ضع فاصلاً بينها ولتكن مادة أخرى.

7- تعود النوم مبكراً وتذكر أن السهر الكثير متعب لك ولصحتك ويؤثر في مستوى الفهم والاستيعاب لديك.

8- عليك أن تؤجل ممارسة هواياتك أو أنشطتك المحببة إليك خلال فترة الامتحان، لأن عليك أن تنشغل بما هو أهم منها (الاستذكار).

9- لا تكثر من المشروبات المنبهة (عدم الإفراط في تناول الشاي والقهوة والمشروبات الغازية).

10- تناول الوجبات الخفيفة (مع الحفاظ على العناصر الغذائية الجيدة) وتجنب الوجبات الدسمة وتجنب ملء المعدة بالطعام.

قبل تسليم ورقة الإجابة .

وحول النصائح التي يجب أن ينتهجها الطلاب أثناء أداء الامتحان أبان د. عبدالعزيز أنه يجب اتباع عدة أمور أهمها:

- الحرص على إحضار أي أدوات مطلوبة للامتحان.

- عند استلام ورقة الأسئلة سم الله وادعو لنفسك ما شئت فإن ذلك من أسباب التوفيق وإبعاد مشاعر القلق عنك.

- اقرأ تعليمات الاختبار جيداً.

- ابدأ بالإجابة عن الأسئلة السهلة أولاً لأن هذا سيؤدي إلى استرخائك وزيادة ثقتك بنفسك إضافة إلى أنك ستضمن منذ البداية حصولك على درجات.

- لا تعط اهتماماً بمن حولك من الزملاء أو المراقبين على الامتحان وركز اهتمامك في ورقتي الأسئلة والإجابة فقط.

- لا تنزعج أو تتخوف إذا رأيت زملاءك يكتبون وأنت مازلت تفكر في الإجابة، بل وجه طاقتك نحو استحضار الإجابة الصائبة دون تفريط في الزمن المتاح للاختبار.

- لا تنزعج إذا رأيت زملاءك قد قاموا وسلموا أوراق الإجابة وأنت مازلت تكتب فكل له سرعته الخاصة في الإجابة، ومن ينتهِ بسرعة لا يعني بالضرورة أنه الأفضل.

- احرص على الجلوس بوضع مريح يساعد على الاسترخاء والتركيز.

- قبل تسليم ورقة الإجابة تفحص إجابتك بشكلٍ سريع وتأكد من أنك قد أجبت عن جميع الأسئلة، ولا تشغل نفسك في مراجعات غير ضرورية.


ويارب بالتوفيق لكل طلاب العلم...

منقووووول