كتب زكريا بطرس

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

كتب زكريا بطرس

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: كتب زكريا بطرس

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    339
    آخر نشاط
    16-03-2006
    على الساعة
    07:45 AM

    افتراضي كتب زكريا بطرس

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هذه بعض الردود على كتب زكريا بطرس
    الرد على كتاب " اللـه واحد في ثالوث " للقمص زكريا بطرس


    كتاب الله واحد فى ثالوث هو الكتاب الثانى من سلسلة الارضية المشتركة بين الاسلام والنصرانية و هو فى الاساس موجه للمسلمين فيما يسمى الحوار الاسلامى النصرانى وهو محاولة عبثية لاقناعنا بسخافات عقيدتهم الواهية بادلة من القرآن الكريم و يعتمد القمص فى هذا العمل على الاتى :

    يقطع سياق ايات القران المستخدمة فى الاستشهاد عن ما قبلها و عن ما بعدها حتى يمكن اقحام و زج معانى يريدها ليست لها و بهذا يستخدم ما هو حق فى اثبات ما هو زور و للتدليل على ما هو باطل ....بطريقة فجة سوقية تسمى بالعامية المصرية (شغل الثلاث ورقات ) و هيهات ان يجد القمص فى شغل الثلاث ورقات هذا ما يستر به عورته و خيبته فى اثبات الثالوث الوهمى الذى يحاول ان يقنع اتباعه به .

    و لا يتعرض القمص لخرافات و نصوص كتابه الموصوف بالقداسة لانه يعرف جيدا انها لا تقوى على مساعدته فى العملية العبثية التى يقوم بها و كلنا يعرف ان ذكر عدد او اكثر من كتابه يبطل كل ما يحاول قداسته ان يقنعنا به .

    و لا يتعرض كذلك و لا يذكر الايات القرانية الكريمة التى تقطع بفساد عقيدتهم الكفرية و تحريف كتابهم و يغض البصر عنها لدرجة العماء و اسلوبه هذا لا يندرج الا تحت اسلوب الغش و الخداع و النصب الذى يستلزم الحساب الدنيوى قبل الحساب فى الاخرة اى يجب اتهام هذا القمص بالنصب و الاحتيال و التغرير بالعامة و تقديمه الى محاكمة دنيوية عادلة تحكم عليه بما يستحق و النصارى لو انصفوا عليهم هم تشكيل هذه المحكمة لانهم هم الجانب الخاسر الرئيسى فى القضية و هم مسئولون كذلك لانهم يصدقون مثل هذا الهراء و مصيرهم فى الاخرة معلق بمعرفتهم الصحيحة للدين التى لا يمكن ان يكون هذا النصاب الملفق مصدر لها .

    قبل ان نبدأ لى ملاحظة اخرى اليهود و النصارى لا يعترفوا بالديانةالاسلامية و لا يؤمنوا بالقرآن و اذا اقام القمص البرهان على صحة عقيدة الثالوث باستخدام القرآن الذى لا يعترفوا به فلا يعنى هذا الا خطأ عقيدتهم ايضا و هذا بديهى لانه اذا وجد كتاب نعتبره كاذبا يشهد بالصدق لكتاب اخر اذن الكتاب الاخر كاذب ايضا .

    و انه اذا اعترف القمص بان القران الكريم ورد بما يعتقد انه حق فهذا دليل على ان القران الكريم حق فان الباطل لا يؤكد الحق ابدا و لا يؤكد الحق الا حق و هذا هو سبب اسلام كثير من النصارى عندما يهديهم الله لمعرفة الحق الظاهر الذى لا يصمد امامه باطل اقوال المدلسين الكفرة .

    و الان نبدأ مع الكتاب صفحة صفحة بل سطر سطر و نبدأ بمقدمة الكتاب نفسه :



    المقدمة


    يقول القمص " عندما يكون الانسان طفلا تعطى له الحقائق العويصة مبسطة مجملة" .

    و يضيف "البشرية عندما كانت فى مرحلة الطفولة الفكرية اعطاها الرب صورة مجملة عن ذاته ".

    و هذا اعتراف منه منذ البداية ان عقيدة الثالوث عقيدة عويصة غير قابلة للفهم ببساطة و هذا يبطلها لانه كما نعلم جميعا ان العقيدة يجب ان تكون مفهومة للكل بدون نظريات او تعقيدات و يجب ان يفهمها الكل بدون اى شروحات لنظريات عويصة كما يقول .

    اما حكاية الطفولة الفكرية فهى تعنى ان كل البشر من ادم حتى المسيح كانوا فى مرحلة عدم ادراك و هذا اتهام لليهود و لكل الانبياء و الصالحين فى جميع العصور ايضا انهم اطفال فكريا و لكل البشر كذلك .

    و القمص يقول" وعندما نمت عقلية المؤمنين بدأ الرب يعلن عن ذاته بطريقة دقيقة " و تحديد الوقت الذى نمت فيه عقلية المؤمنين صعب جدا لانه حتى المسيح نفسه لم يقل بحكاية الثالوث هذه و لم يعلن عن حقيقة الثالوث الا فى القرن الرابع فى مجمع نيقية هل هذا هو الوقت الذى نمت فيه عقلية المؤمنين ؟؟؟؟.

    و السؤال هنا كيف عرف القمص ان عقلية المؤمنين قد اكتمل نموها و كيف عرف ان هذا هو الكلام النهائى لماذا لا نعتبر عقلية المؤمنين اليوم عقلية اطفال بالنسبة للبشر بعد الف سنة من الان و قد يسبب نمو هذه العقلية فى تغيير جديد فى العقيدة ربما باضافة اله رابع مثلا او الغاء اله من الثلاثة ؟؟؟
    ام ان عقلية المؤمنين توقفت عن النمو و هل عنده دليل على كلامه و تحديد متى حدث هذا النمو النهائى الذى جعل الرب يكشف عن حقيقة ذاته العويصة !!!!!!!!!!!!!!!! و ما دليله كذلك على انه لا يوجد ما هو اعوص من عقيدة الثالوث و الرب ينتظر حتى تنمو عقليتنا حتى يكشف عنها !!!!!!!!!!!!.

    و حكاية الحقائق العويصة لا تتناقض فقط مع العقل و المنطق بمعنى انه كما قلت لا يجوز عقليا ان تكون حقائق العقيدة عويصة او مشوشة او تسبب ارتباك بل عندى دليل ايضا من كتاب القمص المقدس فى الاولى كورنثوس 14 : 33 يقول بولس : ( 33 لان الله ليس اله تشويش )

    و فى الطبعة العربية الجديدة يقول بولس فى نفس العدد : ( 33 فَلَيْسَ اللهُ إِلهَ فَوْضَى )

    و لن تجد فى العالم كله كتاب يسبب فوضوى عقلية و تشويش فكرى و ارتباك عقائدى اكثر من هذا الكتاب الموصوف بالمقدس و لكنه اى هذا الكتاب يتناقض مع ما يقوله القمص فى حكاية الحقائق العويصة لان الله فعلا لا يقدم معلومات عن ذاته تلخبط الناس و تؤدى الى ارتباكهم و تشوش على افكارهم هذه حجة الدجالين الذين يريدوا ان يقنعوا الجهلة بعقائد شيطانية تؤدى بهم فى النهاية الى التهلكة و بئس المصير .

    و القمص هنا يخترع مبدأ يسمى التدرج فى العقيدة و عليه ان يجهد نفسه قليلا لاثبات ذلك و يتصور ان كل من يخاطبهم بلهاء يصدقوا اى كلمة يقولها قداسته اين دليله على ان من سنن الله عز و جل التدرج فى ايصال العقيدة للناس ؟؟؟؟.



    الباب الاول :

    الفصل الاول :

    يتحدث عن وحدانية الله فى النصرانية و يقول القمص انها واضحة جدا فى الكتاب المقدس و قانون الايمان و يذكر امثلة على ذلك لا نختلف معه فيها كثيرا و كلها تثبت وحدانية الله و اللافت للنظر هنا ان ادلة القمص كلها من العهد الجديد ذكر قول للمسيح و قول لبولس و قول ليعقوب و كلها تدل على الوحدانية و السؤال هنا هل كانت عقليتهم ايام المسيح لا تزال لا تستوعب نظرية الثالوث العويصة ؟؟؟


    الفصل الثانى :

    يبدأ القمص فى شرح العقيدة العويصة بطريقة هزلية ركيكة لا تتفق مع خطورة الموضوع العويص كما يصفه و هى : ان الله موجود بذاته و يطلق عليه الاب و ناطق بكلمته و يطلق عليه الابن و حى بروحه و يطلق عليه الروح القدس .

    هكذا شرح القمص العبقرى عقيدة الثالوث و انتهى الامر و بصراحة من يصدق هذا الشرح هو الذى يعتبر طفلا ساذجا فعلا .

    و ابسط رد عليه هل نطق الاب بكلمة واحدة فقط ام له كلمات كثيرة و لماذا لا تعتبر كل كلمة اله هى ايضا .

    و ما راى القمص فى الاتى : الله موجود بذاته واحد و ناطق بكلمته اثنين و حى بروحه ثلاثة و قادر بقوته اربعة و محب برحمته خمسة و عالم بعلمه ستة و مريد بارادته سبعة

    لماذا تظل الالهة ثلاثة . لماذا لا تصبح سبعة و العياذ بالله !!!!!

    و الامر واضح لا يحتاج الى الاطالة و مناقشة هذا الكلام السخيف الشديد التهافت .

    و يبدا القمص فى سرد ادلته من الكتاب المقدس على التثليث من وجهة نظره .


    دليل القمص الاول : من رسالة يوحنا الاولى الاصحاح الخامس العدد 7 : فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد.

    و يقول ان مفهوم الثالوث واضح هنا بكل وضوح و ليس هناك اوضح من ذلك كما نرى النص واضح جدا الاب والكلمة والروح هؤلاء الثلاثة هم واحد و دليل ممكن ان يطمئن له النصارى و يناموا قريرى الاعين .

    المشكلة الوحيدة ان هذا النص مفبرك غير موجود فى الاصول اليونانية و لم يظهر الى الوجود الا فى عصور متأخرة و ليس قبل القرن السادس عشر بعد 1500 سنة من ميلاد المسيح عليه السلام حين ظهر هذا النص لاول مرة .

    والان نبدأ بملخص قصة هذا النص:

    هذا النص وجد فقط فى ثمانية مخطوطات سبعة منها تعود للقرن السادس عشر و هذه هى ارقام المخطوطات 61 و88 و429 و 629 و 636و318 و2318 و 221 . و المخطوطة الاخيرة رقم 221 هى من القرن العاشر اى بعد الف سنة موجود بها هذا النص على الهامش بخط مختلف و لا يعرف على وجة الدقة تاريخ كتابته . معنى ذلك لا يوجود اى دليل مؤكد على وجود هذا النص فى اى مخطوطة يونانية قبل عام 1500 حتى السبعة مخطوطات السابق ذكرها منهم اربعة النص مكتوب على الهامش .

    و اول مرة ظهرت هذه الكلمات كانت فى مخطوطة لاتينية فى القرن الرابع على الهامش ثم ترجمت الى اليونانية والقصة واضحة لفت نظر احد النساخ لفظ ثلاثة الموجود فى العدد الثامن 8" والذين يشهدون في الارض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد." فلم يجد مانع من ان يضيف على لسان يوحنا ثلاثة اخرى لتساعده فى اثبات عقيدة التثليث التى لا تجد لها اى نص صريح فى الكتاب المقدس و يقول بعض علمائهم أن النص اضيف باللغة اللاتينية اثناء احتدام النقاش مع اريوس الموحد واتباعه فكان لابد من اضافة تقوى مركزهم و تخدع السذج من اتباعهم ثم وجدت هذه الاضافة طريقا بعد ذلك حتى ظهرت لاول مرة فى الطبعة الثالثة من انجيل ايرازمس 1522 ميلادية بضغط على ايرازمس هذا الذى لم يضعها فى الطبعة الاولى عام 1516 و الثانية 1519 من كتابه وقد سئل عن سبب عدم وضعه هذا النص فاجاب الاجابة المنطقية الوحيدة انه لم يجدها فى اى نص يونانى قديم فتم وضع المخطوطة رقم 61 باليونانى و بها هذا النص هنا فقط اضافها ايرازمس الى الكتاب و بعد ضغط قوى من الكنيسة الكاثوليكية . والسؤال كيف يجادل احد و النص لم يظهر قبل القرن السادس عشر فى اى مخطوطة من الاف المخطوطات الموجودة باللغة اليونانية؟؟؟ .

    و الترجمة الالمانية تعتمد على الطبعة الثانية من كتاب ايرازمس هذا 1519 و لذلك الالمان ليس عندهم هذه الصيغة فى اى عصر من العصور فتامل .

    ونسخة الملك جيمس الشهيرة اعتمدت بصورة رئيسية على النسخة اليونانية للطبعة العاشرة لنسخة تيودور بيزا التى هى فى الاساس تعتمد على الطبعة الثالثة لنسخة ايرازمس السابق ذكرها و لذلك هذه الصيغة مشهورة عند الشعوب الناطقة بالانجليزية فقط اكثر من غيرهم .

    و لذلك عندما اجتمع 32 عالم نصرانى و مدعمون بخمسون محاضر مسيحى لعمل النسخة القياسية المراجعة حذف هذا النص بلا اى تردد .

    وهناك شهادة عالم كبير هو اسحاق نيوتن الذى يقول ان هذا المقطع ظهر اول مرة فى الطبعة الثالثة من انجيل ايرازمس للعهد الجديد و يضيف نيوتن ايضا نقطة قوية ان هذا النص لم يستخدم فى اى مجادلات لاهوتية حول الثالوث من وقت جيروم و حتى وقت طويل بعده ولم يذكر ابدا و لكن تسلل النص بطريقة شيطانية مستغلا غفلة اتباع الصليب الذين يقبلوا اى شىء الا التنازل عن الثالوث المفبرك كما راينا . وهذا هو الرابط

    http://cyberistan.org/islamic/newton1.html

    واليك ما قاله الكاتب جون جلكر ايست فى كتابه للرد على العلامة الشيخ احمد ديدات واسم الكتاب "نعم الكتاب المقدس كلمة الله" يعترف بكل ذلك و يلقى باللوم على نساخ الانجيل واليك نص كلامه من موقع كتابه على الانترنت .

    ( 3 المثل الثالث الذي أورده ديدات هو أحد العيوب التي صحَّحتها ترجمة RSV, وهذا ما نقرّ به. ففي 1يوحنا 5:7 في ترجمة KJV نجد آية تحدِّد الوحدة بين الآب والكلمة والروح القدس, بينما حُذفت هذه الآية في ترجمة RSV. ويظهر أنَّ هذه الآية قد وُضعت أولاً كتعليق هامشي في إحدى الترجمات الأولى, ثم وبطريق الخطأ اعتبرها نُسَّاخ الإنجيل في وقت لاحق جزءاً من النص الأصلي. وقد حُذفت هذه الآية من جميع الترجمات الحديثة, لأنَّ النصوص الأكثر قِدَماً لا تورد هذه الآية. صفحة 16.) .

    هذا من كلامهم ومن موقعهم للرد على هذه الفضيحة نعم فضيحة بكل المقاييس تخيل النص الوحيد الواضح و الذى يردده جميعهم مفبرك ليس له وجود باعترافهم و اليك اعتراف اخر من كتاب التفسير الحديث للكتاب المقدس بقلم جون ستون يقول بالحرف

    "هذا العدد باكمله يمكن اعتباره تعليقا او اضافة بريق و لمعان و يشبهها فى ذلك عبارة فى الارض فى العدد الثامن و يدعو بلمر هذه القراءة انها لا يمكن الدفاع عنها و يسجل ادلة فى عشرة صفحات على انها مفبركة ....فهذه الكلمات لا توجد فى اى مخطوطة يونانية قبل القرن الخامس عشر و قد ظهرت هذه الكلمات اول ما ظهرت فى مخطوطة لاتينية مغمورة تنتمى الى القرن الرابع ثم اخذت طريقها الى النسخة المعتمدة و ذلك بعد ان ضمها ايرازمس فى الطبعة الثالثة لنسخته بعد تردد . و لا شك ان كاتب تاثر بالشهادة المثلثة التى فى العدد الثامن و فكر فى الثالوث لذلك اقترح شهادة مثلثة فى السماء ايضا و الواقع ان تحشيته ليست موفقة فالانجيل لا يعلم ان الاب و الابن و الروح القدس يشهدون جميعا للابن و لكنه يعلم ان الاب يشهد للابن عن طريق الروح القدس " انتهى بالنص صفحة 141 .

    و هذا اعتراف كامل بل يتطرف و يقول ان واضع هذا النص كان من نوع (جاء يكحلها عماها) و ان تحشيته غير دقيقة بقيت نقطة اخيرة هل تعرفوا كيف يهرب النصارى من هذه المشكلة الان اخر ما لاحظته انهم يقولون ان الروح القدس الهمت الكاتب ان يضيف هذا النص !!!!!!

    هكذا قيل فعلا فى المنتديات بالانجليزية و الرد كان كيف يمكن ان تلهم الروح القدس شخص ان يقول كلام على لسان شخص اخر ( يوحنا هنا ) لماذا لم يقل هذا المزور انا الهمت النص الفلانى من الروح القدس و ساضعه فى المكان الفلانى و الا كان هذا اتهام للروح القدس بالتدليس و الكذب على الناس .

    والنص يختفى تماما من النسخة الامريكية القياسية والان لنرى صورة من النص فى الطبعة العربية الجديدة.

    و الامر اصبح فى منتهى الوضوح حتى ان الطبعة الجديدة العربية من الكتاب المقدس تضع هذه العبارة المفبركة بين قوسين كما نرى .



    لقد وضعت الجملة( فى السماء الاب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد) بين قوسين كما هو واضح فى الصورة . وما يوضع بين القوسين هو غير موجود بالاصل كما هو مذكور فى اول الكتاب فى تنبية وهذه صورة من هذا التنبية .



    وهذا اعتراف صريح من كتبة الاناجيل ان الابحاث المعروفة التى تقول ان هذا النص اضيف بعد القرن الخامس عشرالميلادى وغير موجود فى اى مخطوطة يونانية. اى ان صيغة التثليث هذه فقرة مزيفة من عمل كاتب مجهول.

    والسؤال الان كما يقول اللواء احمد عبد الوهاب فى كتابه اختلافات فى تراجم الكتاب المقدس

    من المسئول عن مصائر الملايين من النصارى الذين هلكوا ا و سيهلكون وهم يعتقدون ان عقيدة التثليث التى تعلموها تقوم على نص هو في حقيقة امره دخيل اقحمته يد كاتب مجهول؟؟

    و كيف يجد القمص الشجاعة ان يضع عدد مفبرك باعتراف الكل الان اقول كيف يجرؤ على ان يستشهد به فى اثبات عقيدته و ماذا يمكن ان نسمى ذلك ؟؟؟؟.

    و النص نفسه يناقض نفسه و اقول باختصار : "فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد "
    ألا يعني هذا أن كلاً منهم يساوي ثلث إله !

    " والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد "
    هل الروح والماء والدم متساوية ؟ هذه العبارة تفند ما سبقها

    اصبح لا مفر امامهم من التسليم و كل نصرانى يستخدم هذا العدد لاثبات التثليث بعد اليوم يطلق عليه لقب مدلس او جاهل مخدوع اذا كان حسن النية مثل ايرازمس و نصاب اذا كان سيء النية مثل القمص و قد اعترف جميع النصارى على مختلف مللهم بان هذا العدد مفبرك فى كل المناقشات حوله و نقول لهذا القمص المدلس حاول ان تكون منصفا و صادق و كفى دجلا و ضحك على العقول و خداع المساكين !!!!!!! و نقول له ايضا ما رايك الان و اول استشهاد لك يتضح انه مفبرك باعتراف كل اتباعك ؟؟؟؟؟؟.


    دليل القمص الثانى : متى 28 : 19 فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس .

    بعد اثبات ان النص فى رسالة يوحنا الاولى 5 : 7 مفبرك و مزور اصبح العبء كله على هذا العدد لاثبات عقيدة التثليث الباطلة فهل ستنجح فى ذلك لنرى سويا .؟؟؟؟

    وقد تم بحمد الله اثبات ان هذا النص مفبرك هو ايضا في موضوع " تفنيد نصوص التثليث " و لا ذكر له اطلاقا قبل بداية القرن الرابع الميلادى و هناك كما ذكرت مناقشات كثيرة فى هذا الموضوع لمن اراد مزيد من التفاصيل .

    و يواصل القمص تدليسه و خداعه و يقول فى صفحة 8 :

    قال السيد المسيح لتلاميذه " اذهبوا و تلمذوا جميع الامم و عمدوهم باسم الاب و الابن و الروح القدس "

    فالواحدانية واضحة من قوله عمدوهم باسم و لم يقل باسماء لاننا لا نؤمن بثلاثة الهة لها ثلاثة اسماء .

    انتهى كلام القمص و يقول النصارى كلهم نفس هذا القول و هذا هو الرد بعون الله .

    القمص و من ينخدع بكلامه يريد ان يقول ان ورود كلمة اسم بصيغة المفرد يثبت وحدانية الثالوث و نبحث فى الكتاب المقدس نجد ان كلام القمص لا يصمد امام هذه النصوص من كتابه المقدس

    النص الاول التكوين 48 : 6
    6وَأَمَّا أَوْلاَدُكَ \لَّذِينَ تَلِدُ بَعْدَهُمَا فَيَكُونُونَ لَكَ. عَلَى \سْمِ أَخَوَيْهِمْ يُسَمُّونَ فِي نَصِيبِهِمْ.
    لاحظ هنا اسم مفرد منسوبة الى اخوين هل معنى ذلك اى وحدة بين هذين الاخوين ؟؟؟؟

    النص الثانى التثنية 7 : 24
    24وَيَدْفَعُ مُلُوكَهُمْ إِلى يَدِكَ فَتَمْحُو \سْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ \لسَّمَاءِ. لا يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ حَتَّى تُفْنِيَهُمْ.
    لم يقل النص اسمائهم بل قال اسمهم بالمفرد هل معنى ذلك ان هؤلاء الملوك واحد لان النص يقول اسمهم طبعا كلا هذه اقوال مخادعين و لا يصدقهم الا مخدوعين سذج .

    النص الثالث التثنية 9 : 14
    . 14أُتْرُكْنِي فَأُبِيدَهُمْ وَأَمْحُوَ \سْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ \لسَّمَاءِ وَأَجْعَلكَ شَعْباً أَعْظَمَ وَأَكْثَرَ مِنْهُمْ.
    الحديث عن شعب كامل و لكن النص يذكر اسمهم بالمفرد و ليس اسمائهم هل معنى هذا ان الشعب واحد فى شعب و شعب فى واحد ؟؟؟؟؟

    النص الرابع يشوع 23 : 7
    . 7حَتَّى لاَ تَدْخُلُوا إِلَى هَؤُلاَءِ \لشُّعُوبِ أُولَئِكَ \لْبَاقِينَ مَعَكُمْ, وَلاَ تَذْكُرُوا \سْمَ آلِهَتِهِمْ وَلاَ تَحْلِفُوا بِهَا وَلاَ تَعْبُدُوهَا وَلاَ تَسْجُدُوا لَهَا.
    هنا الكارثة الكبرى آلهة كثيرة يعبدها كفار يذكر النص اسمهم بضيغة المفرد لو طبقنا قاعدة القمص فهذا النص دليل على وحدانية هذه الالهة النص يقول اسم الهتهم و ليس اسمائهم ؟؟؟؟.

    النصوص كثيرة لاثبات تهافت وسخف ما يقوله القمص الذى يجهد نفسه لاثبات التثليث الباطل و لكن يأبى كتابه المقدس الا ان يكذبه و يدحض زعمه.

    و اثناء بحثى فى هذا الموضوع وجدت النص التالى تكوين 5 : 2 " 2 ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُ وَبَارَكَهُ وَدَعَا \سْمَهُ آدَمَ يَوْمَ خُلِقَ. " هنا اسمه بالمفرد و تعود على ادم و هذا طبيعى لا خلاف عليه و لكن انظر النص من نسخة الملك جيمس

    2 Male and female created he them; and blessed them, and called their name Adam, in the day when they were created.

    و ترجمته من نفس الموقع تقول :

    2 male and female created He them, and blessed them, and called their name Adam, in the day when they were created.

    وهذا هو عنوان الموقع

    http://www.mechon-mamre.org/p/pt/pt0105.htm

    و هذا يرجح ان النسخة العربية هى التى ينقصها الدقة

    فى نسخة الملك جيمس يقول اسمهم او ربما يقصد اسميهما للمثنى لان الكلام يعود على ادم عليه السلام و حواء و بديهى ان احدى النسختين خطأ و لكن هذا خطأ غريب و اختلاف لا يمكن تبريره الا بان احد المترجمين مهمل و غير دقيق و يدل على قلة اعتناء بكتابهم المقدس و السؤال الذى اسأله دائما هل النص الموجود و المحفوظ على زعمهم به اسمه ام اسمهم ؟؟؟؟؟؟ و بالبحث وجدت ان النص العبرى يقول :



    و بهذا الكلام اكون قد اثبت بطلان الاستشهاد بهذا العدد من كل جوانبه و هو العدد الوحيد الباقى الذى كان يثبت التثليث فى الكتاب المقدس .

    و هناك مناقشات طويلة حول هذا الموضوع فى منتدى السنة و منتدى برسوم لم يستطع اى محاور معى ان يثبت اصالة هذا العدد فى انجيل متى رغم محاولاتهم المستميتة .

    ثم يجد هذا القمص المدلس الجراءة ان يقول بعد ان اورد الدليلين الفاشلين السابقين يقول بكل فخر "هذا هو الثالوث الاقدس فى الاله الواحد الذى نؤمن به "

    هل يجرؤ هذا القمص ان يرد على ما قلته و ما شعوره بعد ان اثبت له ان الاعداد التى يتمسك بها لا تصلح و باطلة و مفبركة .


    الفصل الثالث :

    و الفصل الثالث مكون من خمسة اسطر فقط يثبت فيها القمص " حتمية الثالوث فى الوحدانية" !!! و هذه هى اسبابه .....!!!!.

    "الله الواحد الذى اوجد الموجودات لابد ان له وجود ذاتى"
    "و مادام الانسان خلق ناطقا لابد ان يكون الله هو نفسه ناطق بالكلمة "
    "و الله خلق الحياة فلابد ان يكون حى بالروح "

    و يستنتج قداسته من الطرح السابق ان الله الواحد ثالوث اقدس !!!!!!

    و هذا الطرح لا يناقش لشدة تفاهته و لكن نرد باختصار :

    الله الواحد موجود و ناطق بالكلمة و حى هل هذا يثبت الثالوث هل الرب نطق بكلمة واحدة فقط ام كلمات كثيرة كما قلت سابقا و صفات مثل ناطق و حى تطلق على معظم الكائنات الحية .



    الباب الثانى :

    الفصل الاول :

    و هذا هو اهم فصل و يتحدث عن شهادة القران لايمان المسيحيين ؟؟؟؟.

    اول اية من القران الكريم هى الاية من سورة العنكبوت و اليك صورة من كتاب القمص نفسه لترى هذا المدلس ولا اعرف هل يحاول القمص ان يقنع المسلمين ام يحاول ان يطمئن النصارى اتباعه ؟؟؟؟ و لكن الاكيد انه يحاول ان يخدعنا ......... يحاول ان يخدعنا لاثبات عقيدته الوهمية من كتاب الله الكريم.




    كما ترى حذف قداسته الامين على النصوص جزء من الاية و الكل يعرف هذا الجزء المحذوف عن عمد طبعا و ليس للاختصار و هو "الا الذين ظلموا " اى الذين اشركوا لان الشرك ظلم عظيم هذا اول استشهاد له ......

    لان اى مسلم عادى يقرأ الاية كاملة لن يفهم ما فهمه القمص او ما يحاول ان يجعلنا نفهمه

    و الذين ظلموا منكم لا نجادلهم بالتى هى احسن و كونهم ظلموا يعنى انهم مشركين لا يعبدوا الله الواحد القهار.

    و الاستثناء فى كلمة " الا الذين ظلموا " تدل على ان هناك من اهل الكتاب من ظلموا انفسهم و اشركوا بالله وكونك حذفتها ايها القمص المخادع عن تعمد من الاية تدخل فى باب يكاد المريب ان يقول خذونى و بالعامية المصرية "على راسك بطحة " تحذف الجزء الذى يدينك و هذا فى حد ذاته يفقد كلامك اى مصداقية او اسلوب علمى تدعيه و اذا كان كتابك يعلمك عدم احترام النصوص و لى الحقائق لاثبات نظريات سخيفة ما انزل الله بها من سلطان فلا نسمح لك ان تطبق هذا السخف فى ديننا او فى القرآن الكريم .

    و هذا النص بعد ما حذفته انت كافى لاثبات انك مدلس و يؤخذ كلامك على انه بحث يقوله عالم يبحث عن الحق بل مخادع يحاول ان يخدع السذج من انباعه و كلامك لا ينطلى على اى مسلم موحد بالله يفهم الحد الادنى من تعاليم دينه و لن تؤثر فيه محاولاتك الفاشلة للتدليس .

    و يقول ابن تيمية عن نفس الاية ان الظالم باغ معتد فيجوز ان يقابل بما يستحقه و لا يجب الاقتصار معه على التى هى احسن بخلاف من لم يظلم , و الظالم يكون ظالما بترك ما تبين له من الحق و اتباع ما تبين انه باطل و الكلام بلا علم فاذا ظهر له الحق فعند عنه فكان ظالما .

    و الاية الثانية التى يستدل بها القمص على ان القرآن يشهد للمسيحيين هى الاية 113 من سورة آل عمران و اولها "من اهل الكتاب امة قائمة" و طبعا حرف الجر" من " للتبعيض اى ان بعض اهل الكتاب قائمين يتلون ايات الله اناء الليل و يسجدون و كل هذه افعال لا تنطبق على النصارى لان ليس عندهم سجود و هذا كافى لتصبح الاية الكريمة لا تنطبق عليهم و كذلك لم نسمع عن نصرانى واحد يقضى الليل يقرأ فى كتابه الموصوف بالمقدس الذى لا يعتبر لاى منصف اية من ايات الله ابدا و بذلك يخرج القمص و اتباعه من هذه الاية ايضا .

    و الاية الثالثة التى يستدل بها القمص الملفق هى من سورة المائدة " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ (83) .

    يفسرها بان النصارى خرجوا من دائرة الكفر و الشرك و الاية لا تثبت ذلك ابدا الاية تثبت انه يوجد ثلاث فئات مشركة هم اليهود و و الذين اشركوا و النصارى و لكن اقربهم مودة للذين امنوا هم النصارى و لا تامرنا الاية باى معاملة خاصة لهم هذا اولا .

    ثانيا الاية التى تليها مباشرة تثبت بما لا يدع مجال للشك ان هذا القمص اعمى البصيرة و هذا نصها " وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ "

    و الامر ببساطة من تفيض اعينه من الدمع اذا سمع ما انزل الى الرسول هو الذى تنطبق عليه الاية السابقة و على القمص ان يخبرنا عنهم لكى تنطبق عليهم الاية !!!!!!!

    الامر واضح جدا لا يحتاج الى اطالة الشرح و نذكر للفائدة ما قاله ابن تيمية فى الجواب الصحيح صفحة 64 الجزء الثانى : يقول ان عداوة المشركين و اليهود للمؤمنين اشد من عداوة النصارى و النصارى اقرب مودة لهم و هذا معروف من اخلاق اليهود فان اليهود فيهم من البغض و الحسد و العداوة ما ليس فى النصارى .

    و فى النصارى من الرحمة و المودة ما ليس فى اليهود و ليس فى هذا مدح للنصارى و لا وعد لهم بالنجاة من العذاب و استحقاق الثواب كل ما فيه انهم اقرب مودة و قوله تعالى "ذلك بأن منهم قسيسين و رهبانا و انهم لا يستكبرون " اى بسبب هؤلاء و سبب ترك الاستكبار يصير فيهم من المودة ما يصيرهم بذلك خيرا من المشركين و اقرب مودة من اليهود و المشركين .

    ثم قال تعالى " و اذا سمعوا ما انزل الله الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق " فهؤلاء الذين مدحهم بالايمان ووعدهم بثواب الاخرة و الضمير و ان عاد على المتقدمين فالمراد به جنس المتقدمين لا كل واحد منهم .

    اما وصف النصارى بالشرك فهم واضح تماما فى سورة التوبة " وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32)

    فنزه الله سبحانه و تعالى عن شركهم و ذلك ان اصل دينهم ليس فيه شرك فان الله انما بعث رسله بالتوحيد و النهى عن الشرك انتهى كلام ابن تيمية و انا اقول للقمص هل تجرؤ ان تضع الايات السابقة فى كتابك المتهافت ؟؟؟ هذا هو ما يقوله القران عنك و عن امثالك من المشركين .

    و الاية الرابعة التى يستدل بها هذا القمص المفضوح الان هى ال عمران 55 " إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "

    اول شىء لم يذكر القمص الاية كاملة و بقية الاية " ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُم ْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (56)

    و هى تدل على وجود خلاف يحكم فيه الله سبحانه و تعالى يوم القيامة .....

    و ذكر الايات كاملة يغنى عن اى نقاش ويكشف هذا القمص الملفق الذى يتلاعب و يتذاكى و اذا كانت حيله تنطلى على اتباعهاالسذج فهى لا تنطلى على اى مسلم يعرف الحد الادنى من دينه كما قلت سابقا و اليك الاية قى سياقها الذى يفسده القمص و امثاله :

    قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (48) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (49) وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (50) وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ (51) إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (52) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (53) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (54) وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (55) إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُم ْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (56) فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ (57) وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (58) ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (59) إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (60) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ (61)

    و لماذا لم يذكر القمص هنا او فى اى مكان من كتابه الاية التى تلى الاية التى ذكرها و هى توضح ان مثل عيسى عليه السلام عند الله كمثل ادم خلقه من تراب و قال له كن فكان بامر الله الواحد الاحد بكلمة منه سبحانه و تعالى و لعنة الله على الكاذبين المعروفين جيدا الان .

    و نزيد ايضا ان الذين اتبعوه ليسوا النصارى الذين اعتقدوا انه ابن الله بل متبعوه هم الحواريون و من تابعهم قبل ظهور القول بالتثليث و اولئك هم الذين رفعهم الله فى الدنيا و الاخرة و نحن منهم و هم منا (باذن الله ).



    الفصل الثاني :

    هذا الفصل قمة المهزلة من هذا المخادع و عنوانه " شهادة القرآن لثالوث المسيحية "

    و من العنوان نفسه لا داعى للرد أوالشرح و لكن حتى نثبت خداع هذا القمص حتى النهاية و نثبت ان كتابه هذا ليس به صفحة واحدة بل سطر واحد حقيقى بعيد عن الباطل.

    يستشهد القمص بالاية الكريمة من سورة النساء و هى

    " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (172)

    و كعادة القمص المخادع لا يذكر الاية كاملة بل يقطتعها من سياقها و يذكر هذا الجزء فقط :

    " إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ" .

    و اهمل الجزء الاول من الاية و الجزء الاخير كذلك و هو امر اهل الكتاب الا يغلوا فى دينهم و لا يقولوا على الله الا الحق و الا يقولوا ثلاثة و ان ينتهوا عن هذا الفساد و ان الله واحد سبحانه و تعالى ليس له ولد و كفى به وكيلا . و مجرد ذكر الاية كاملة يعتبر رد على هذا المخادع و لكن نستمر لعل هذا المقال يكون السبب فى هداية شخص واحد مخدوع الى الحق المبين .

    ثم يقول القمص ان القرآن فى هذا الجزء الذى اقتطعه بخبث من سياقه يذكر الثالوث تماما كما تؤمن به المسيحية !!!!! .

    يريد ان يقول ان الله و الكلمة و الروح المذكورة فى الاية الكريمة تثبث الثالوث الفاسد .

    و لايذكر دليل على كلامه الا تفسير ابو السعود و محى الدين ابن عربى ( و يسميه خطأ ابن العربى ) و شيخ اسمه محمد الحريرى البيومى و يصفه بانه العالم الفقيه !!!!!!

    و رغم ان الامر لا يستحق عناء الرد ساذكر لقداسته اقوال علماء المسلمين و نرى هل ما ذكره هذا النصاب المخادع يصمد امام اقوال هؤلاء العلماء و اتحداه ان يجد كلمة واحدة عن العلماء التالى ذكرهم تؤيد عقيدته الفاسدة , و نقول بعون الله :

    اولا عن الروح القدس :

    الطبرى جزء 1 صفحة 219 و ما بعدها :

    قيل الروح القدس هو جبريل عليه السلام ( و ذكر من قال ذلك ) و قال اخرون الروح القدس الانجيل مثل قوله تعالى عن القران فى سورة الشورى "و كذلك اوحينا اليك روحا من امرنا " ( و ذكر من قال ذلك ) لان جميع كتب الله التى اوحاها رسله روحا منه لانها تحيا بها القلوب. و يرجح ان المراد جبريل عليه السلام .

    القرطبى الجزء 2 صفحة 23 :

    الروح القدس هو جبريل عليه السلام او الاسم الذى كان عيسى عليه السلام يحيى به الموتى 0اسم الله الاعظم و قيل المراد الانجيل و يرجح ان المراد جبريل عليه السلام .

    ابن كثير الجزء 1 صفحة 122 :

    قيل الاسم الاعظم الذى كان يحيى به الموتى ثم ذكر اقوال القرطبى السابقة و ذكر ترجيحه لان المراد بها جبريل عليه السلام . ثم ذكر اقوال الطبرى كما سبق .

    الجلالان صفحة 17 :

    الروح القدس من اضافة الموصوف الى الصفة اى الروح المقدسة جبريل لطهارته يسير معه حيث سار .

    الشوكانى الجزء 1 صفحة 110 :

    الروح القدس قيل هو جبريل عليه السلام ايد الله به عيسى عليه السلام و انشد حسان ابن ثابت
    وجبريل امين الله فينا و روح القدس ليس به خفاء
    ثم يكرر اقوال الطبرى و القرطبى السابقة .

    الالوسى جزء 1 صفحة 316 :

    ايدناه بالروح القدس اى قويناه بجبريل و هذا شائع فقد قال الله سبحانه و تعالى "قل نزله روح القدس " سورة النحل 102 و قال صلى الله عليه و سلم لحسان ابن ثابت "اهجهم يا حسان و روح القدس معك " و قال له فى موقف اخر " و جبريل معك "

    الزمخشرى الجزء الثالث صفحة 175 :

    اختلفوا فى الروح على وجوه قيل جبريل اى الروح المقدسة جبريل او لانه يحيا به الدين كما يحيا البدن بالروح و قيل المراد بالروح الانجيل كما سبق و ترجيح ان المراد جبريل ايضا .

    الطبرسى جزء 1 صفحة 346 و هو تفسير شيعى :

    يقول نفس الكلام ان المراد جبريل و يذكر ثلاثة اسباب لتسميته بالروح القدس نفس ما ذكر سابقا و يضيف الطبرسى " اقوى الاقوال قول من قال هو جبريل و اذا قيل لم خص عيسى عليه السلام من بين الانبياء بانه مؤيد بجبريل و كل نبى مؤيد فالقول فيه انه انما خص بذلك لثبوت اختصاصه به من صغره الى كبره فكان يسير معه حيث سار و لما هم اليهود بقتله لم يفارقه حتى صعد به الى السماء .

    البيضاوى جزء 1 صفحة 168 :

    اراد بالروح القدس جبريل و قيل الانجيل او اسم الله الاعظم .... و تكرار لما سبق

    الخازن جزء 1 صفحة 80 :

    قيل المراد الروح الذى نفخ فيه و اضاف روح عيسى تشريفا و تكريما و تخصيصا كما تقول بد الله و ناقة الله و قيل الاسم الاعظم الذى كان يحيى به الموتى و قيل هو جبريل و الباقى تكرار .

    ابو حيان الاندلسى الجزء الاول صفحة 298 :

    هو اسم الله الاعظم الذى كان يحيى به عيسى عليه السلام الموتى او الانجيل كما سمى القران روحا او الروح التى نفخها الله تعالى فى عيسى عليه السلام او جبريل و يذكر الاقوال السابقة كلها .

    و هذه مجموعة اخرى من التفاسير لا تخرج عن ما سبق نذكرها بسرع للاختصار :

    القاسمى جزء 2 صفحة 185
    محمد عبده جزء اول صفحة 376
    تفسير الجوهرى جزء 1 صفحة 96
    المراغى جزء اول صفحة 163
    سيد قطب جزء 1 صفحة 88

    ما راى القمص الا يخجل من نفسه كل العلماء المفسرين السابقين حتى الشيعى منهم لم يذكر عنهم القمص اى كلمة و ذكر اسم واحد بصراحة لا اعرفه اسمه محمد الحريرى البيومى ( مش مكسوف من نفسه !!!!!! ) ثم ان هذا الحريرى البيومى قال و العهدة على القمص ان الروح القدس هو روح الله و انا واثق انها مقطوعة من السياق و لكنها حتى بهذا الوضع لا تثبت اى شىء من الذى يريد ان يثبته القمص .

    الى هنا ينتهى الجزء الاول من الرد على كتاب القمص " الله واحد فى ثالوث " و لى تعليق قبل ان اختم ان من يصدق هذا القمص من النصارى ( لانه بديهى لن يصدقه اقل المسلمين علما ) اقول من يصدقه يورد نفسه مورد التهلكة وهو لا يدرى و يجب ان يفيق قبل فوات الاوان .


    و الحمد لله رب العالمين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    339
    آخر نشاط
    16-03-2006
    على الساعة
    07:45 AM

    افتراضي

    كتاب الرد على كتاب " اعتراضات الشيخ ديدات والرد عليها " للقمص زكريا بطرس




    من هو زكريا بطرس اولا هو كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم والانبا ابرآم فى برايتون بانجلترا و كان موجود بمصر حتى عام 1978 حينما نقل الى استراليا ثم انجلترا .

    اول مرة سمعت عنه كان من كتاب الشيخ سلمان العودة فى تفريغ لمحاضرة صوتية له عن وسائل التنصيرالجديدة ذكر اسم زكريا بطرس هذا فى معرض كلامه عن وسائل المنصرين الجديدة و اساليب تدليسهم الخبيثة المستحدثة وهذا هونص ما قاله الشيخ سلمان العودة :

    " ونستعرض بعض هذه الأساليب الجديدة بعد أن ثبت لديهم أن بعض الأساليب القديمة لم تكن مجدية بما فيه الكفاية ، فهناك كتب كثيرة ألفت خصيصاً للمسلمين وراعت مشاعرهم وعواطفهم مثل كتاب (شهادة القرآن لتوحيد المسيحيين ) وهي نشرة وزعت في بلاد العالم .

    فمن وسائل النصارى الجديدة التي يستخدمونها : الطريقة الأولى التلبـــــيـــــس :-

    أولاً / مثال ذلك كتاب يسمى ( الله واحد في الثالوث القدوس ) لزكريا بطرس فهذا الكتاب يؤكد وجود نوع من التشابه بين عقيدة الإسلام والنصرانية " انتهى كلام الشيخ حفظه الله .

    وهذا موقع كتاب الشيخ سلمان العودة وعنوانه " وسائل المُنصرين" وهو كتاب قيم جدا .

    http://www.alsalafyoon.com/SalmanAldah/Tanseerzip.zip

    بحثت عن كتب زكريا بطرس هذا و حصلت على كل كتبه وهى 12 كتاب واكتشفت ان كل النصارى بلا استثناء تقريبا ينقلون منه سواء على الانترنت والبالتوك او فى الكتب و لكن لا يذكر احد منهم اسمه اطلاقا حتى موقع النصارى الذى يضع صورة لجزء من كتابه الذى سنرد عليه بعون الله فى هذا المقال وضع جزء من كتاب زكريا بطرس هذا بدون الاشارة له على الاطلاق و الكتب موجودة فى عدة مواقع على الانترنت و لاحظت انهم حذفوا اسمه من بعضها و غيروا اسمه فى اخرى الى سيرفنت 13 و يبدوا انه هو نفس الشخص الذى يحمل هذا الاسم على البالتوك و هناك سر فى حذف اسمه ربما نعرفه قريبا و لذلك اطلقت عليه لقب المخفى ....... و سنبدا بعون الله و توفيقه سلسلة للرد على كتبه هذه نبدا هنا باهم كتاب له وهو كتاب "اعتراضات الشيخ ديدات والرد عليها " وهو الكتاب السادس من سلسلة كتب تسمى " بين المسيحية و الاسلام ارضية مشتركة" و حكاية الارضية المشتركة هذه هى من الاساليب الجديدة التى يتبعها النصارى للتلبيس و التدليس على المسلمين و للاسف يقع فيها بعض المسلمين و فتوى اللجنة الدائمة الموجودة على هذا الرابط

    http://www.al- rayyan.org/barsoom/showthread.php?s=63c4d0dde9f03f52ab1a6e867 d12cfa8&threadid=177

    و كتاب الشيخ السابق الاشارة اليه فيهما الكفاية لمن يريد المزيد فى هذا الموضوع . و نبدا هنا مع القمص زكريا المخفى هذا .
    و سأضع النص من كتابه ثم التعليق عليه


    اولا : المدخل : صفحة 9 هذا نص كلام القمص وارجو ان تتأمل فيه لان هذه المقدمة توضح تماما طريقة تفكيرهم و الطريقة التى يريدون ان يتناقشوا بها مع المسلمين , و التى يجرى تنفيذها بدقة على البالتوك و فى اى مناقشة عموما .



    يقول بكل اسف ان الشيخ اختار اناس من امريكا و اوربا لا يعرفون شيئا عن الدين الاسلامى و لا عن حوار الاديان و لاافهم معنى ذلك هل اذا كنت فى مناظرة مع احدهم و قلت له كتابك محرف اكون ظلمته اذا كان يجهل الدين الاسلامى ما علاقة الاسلام بتحريف كتابه ؟ الا يوجد عنده ادلة تبرهن على صحة كتابه بدون الاستعانة بالاسلام ام ان المطلوب منه ان يبحث عن شبيه لما فى كتابه موجود فى الاسلام و يبرىء ذمته من الموضوع ؟؟ وهذا الكلام باطل من وجه اخرهو ان الشيخ ناظر انيس شروش وهو يفهم فى الاسلام اكثر من القمص نفسه و لغته الاصلية هى اللغة العربية و انتصر الشيخ عليه ايضا بفضل الله سبحانه و تعالى .

    وهذا الكلام اعتراف صريح من دون ان يدرى ان العلامة احمد ديدات انتصر فى مناظراته مع قساوسة امريكا واوربا و يشبهه بالمصارع المحترف الذى يتباهى بهزيمة البرىء يقول" لماذا لم يفكر ...." ومعنى هذا الكلام ان المطلوب من الذى يتصدى لمناقشة المسلمين ان يكون على علم بالدين الاسلامى لمحاولة الرد لان الرد من المصادر المسيحية ضعيف جدا و سهل التغلب عليه كما نعرف جميعا ..... وهذا ما يفعله كل النصارى تقول له عقيدة التثليث باطلة وكل نصوصها فى الانجيل مفبركة يثبتها لك من القران تقول له كتابك محرف يرد قائلا رسولكم محمد ( عليه الصلاة والسلام ) تزوج السيدة عائشة رضى الله عنها وهى فى التاسعة من عمرها !!!!!

    هذا هو ما يريده المخفى و سبب ذلك واضح افتقار دينه لاى ثوابت تصمد امام مناقشة جادة .... والمصارعة التى يذكرها دليل ضده ليس له و المفروض ان تناقش من دينك وكتبك وليس كتب الغير لان الموضوع لا يرد عليه بطريقة اذا كان عندنا فان عندكم مثله . وهناك مثل لهذا النوع من المناقشات فى المنتدى عندما طرحت موضوع الشتائم فى الكتاب المقدس فذكر النصرانى فى محاولة الرد حديث فى صحيح البخارى و بديهى ان كل احاديث صحيح البخارى لن تستطيع ان تنفى الفاظ السب الموجودة فى الكتاب المقدس و اقصى ما يمكن ان تبينه اذا صحت ان هناك فى الاسلام مثل الموجود عند النصارى ( وهذا باطل ايضا طبعا كما سنرى ) و هذا هو ما يفعله القمص ومن يتبع خطاه و سافند بأذن الله كل ما يقوله عن الاسلام بالتفصيل رغم ان المفروض ان يناقش من كتبه هو فقط وعلى كل نصرانى يحول الموضوع الى القرآن و الاسلام ان يعرف انه مفلس و يثبت التهم الموجهة له اكثر من نفيها .

    ثانيا : الرد على سفر حزقيال الاصحاح 23 :



    ويقول القمص هذا نص الايات و ليس نص الاعداد كما هو متعارف عليه وهو نوع اخر من التلبيس ليخدع به المسلمين لكن هيهات و لم يسأله احد هل بهذه السهولة تغير ما تعارف عليه النصارى لكى تستميل به المسلمين ؟؟؟ .

    طول عمركم تستعملون كلمة اعداد التى ترادف الاية عندنا ما الذى جعلك تغير الان جهل ام تعمد و هل تطلب الان من اتباعك ان يستعملوا كلمة اية بدلا من كلمة عدد ؟؟؟

    واليك نص كلامه للرد على سفر حزقيال :



    اول دفاع له ان هذا الكلام هو نهى عن المنكر و هذا ايضا تعبير اسلامى معروف يقوله ليجذب المسلمين لكلامه كما اصبح واضحا الان .


    وثانيا : ان هذا الكلام موجه للامة اليهودية والام التى لها بنتان هى الامة اليهودية والزنا ليس بمعناه الحرفى اى الصورة مجازية اى رمز ( رمز للمرة الالف الم يصيبهم الملل ) .

    و الكلام عن الرموز اصبح ممل و مبتذل يصيب المرء بالقرف و الرد معروف و لن نمل من تكراره و سنتكلم عنه فى الجزء الخاص بنشيد الانشاد .

    يقول ما معنى الزنا يقول هناك زنا روحى وهذه هى المشكلة عند النصارى اما رموز واما معانى روحية سامية لا يفهمها الجسدانيون !!!!! و لماذا لا نعتبر ان موضوع القيامة نفسه رمز خاصة انه لم يشاهده احد على الاطلاق و يكون تحطيم الحجر رمز والاكفان ا للاصقة رمز و الحنوط رمز وهكذا !!!

    وهنا يقول ان الموضوع ليس زنا امرأة بالمعنى المفهوم ولكن زنا امة !!!!!!!! و اذا سلمنا جدلا للحظات ان الموضوع رمز و ان الزنا روحى فلماذا نستعمل الفاظ جنسية نجسة حتى و ان كانت على سبيل الرمز ؟؟؟؟؟

    و الان لندرس قليلا هذه الالفاظ فى كتبهم الموصوفة بالمقدسة النص فى طبعة الكتاب المقدس التقليدية ينص على :
    17فَأَتَاهَا بَنُو بَابِلَ فِي مَضْجَعِ \لْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ, فَتَنَجَّسَتْ بِهِمْ وَجَفَتْهُمْ نَفْسُهَا. 18وَكَشَفَتْ زِنَاهَا وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا, فَجَفَتْهَا نَفْسِي كَمَا جَفَتْ نَفْسِي أُخْتَهَا. 19وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا \لَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ. 20وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ \لَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ \لْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ \لْخَيْلِ. 21وَ\فْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ \لْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ.

    و عبارة لحمهم كلحم الحمير المذكورة فى العد 21 هل تعرف ايها المخفى ماذا اصبحت هذه العبارة فى طبعة كتاب الحياة الحديثة و هى الطبعة المعتمدة من الكنيسة الرسمية فى مصر




    النص الاصلى يتحدث عن رجال لحمهم كلحم الحمير والكتبة الجدد حولوها الى عورتهم كعورة الحمير و عليك ان تبحث اولا ماذا يقول النص الاصلى قبل ان تدافع عنه ثم نكتشف ان هناك من غيره و كل دفاعك اصبح لا معنى له .

    و وجدت النص التالى على الموقع وهو من الطبعة الدولية الجديدة Ezekiel 23 :: New International Version (NIV)

    http://www.gospelcom.net/ibs/bibles

    20 There she lusted after her lovers, whose genitals were like those of donkeys and whose emission was like that of horses.

    وكما ترى النص يحدد بوضوح ان عورة او اعضاء الرجال التناسلية هى التى تشبة تلك التى للحمير و نحن الان عزيزى القارىء امام مذهبين مختلفين مذهب لحم الحمير واتباعه ممكن تسميتهم اللحميين وهو المذهب القديم اما المذهب الجديد مذهب العورة الصريحة واقترح تسميتهم بالعوراتيين ولا تنسى ان المذهبين فى النهاية يعودا للحمير سواء لحم او عورة وظهر النص الذى يحل المشكلة كلها هو الترجمة الحديثة
    Ezekiel 23 :: New Living Translation (NLT)

    20She lusted after lovers whose attentions were gross and bestial.

    وهنا تم الاستغناء عن العورة واللحم تماما واصبح الحديث شهوة بهيمية او وحشية ولم يعترض على هذا التعديل الا الحمير الذين تم حذفهم من النص الاخير تماما والامر واضح تحريف و نصوص بذيئة ايضا و التحريف مستمر و النصوص تزداد بذائة .

    وهل عندك الشجاعة ان تقول ان احدى النسختين خطأ وتطالب باحراقها و محاسبة من حرفها او حتى عندك الشجاعة ان تخبرنا كيف يوجد فى كتاب تصفه انه مقدس ان الرجال عورتهم كعورة الحمير ؟؟؟؟؟؟؟؟ حتى لو على سبيل الرمز و الزنا الروحى .

    و النسخة تباع فى كل المكتبات الاورثوذكسية علنا , و لم يعترض احد على هذا و لم يكذبنا احد كذلك .

    تخيل على رف واحد من المكتبة نسخة تقول لحمهم كلحم الحمير و نسخة تقول عورتهم كعورة الحميراين الامانة فى نقل النصوص . و بديهى هنا انه اذا عاد النص الجديد الى عورة الرجال والحمير فهذا هو النص الاصلى و الا ما معنى تحويل لحم الرجال الى عورة الرجال هل هى مؤامرة لتشويه الكتاب المقدس ؟ و لماذا لم يوضح احد معنى هذا التناقض حتى الان ليس لنا و لكن لاتباعه هل لم يلاحظ احد ام انه لا يوجد من يقرأ عندهم اصلا ؟؟؟ .

    و الان النقطة الاساسية هنا يقول " ان مثل هذه الالفاظ قد وردت فى القرآن الكريم و لاتعتبر غير لائقة او مستهجنة بل كما يقول المثل العربى " لا حياء فى الدين " انتهى كلامه .

    يقول كما فى المثل العربى لا حياء فى الدين و اقول لا يوجد شرعيا اى نص يقول لا حياء فى الدين سواء فى الكتاب او السنة و هذا المثل رغم شهرته لا اصل شرعى له و الاستشهاد به باطل وحديث أم سلمة أن أم سليم قالت : يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق ، فهل على المرأة غسل إذا احتلمت ؟ فقال لها صلى الله عليه وسلم: "نعم إذا رأت الماء" .

    يدل على ان لا حياء فى طلب العلم بل ان الحياء عندنا احد شعب الايمان و المفروض انك دارس كتب المسلمين و تلوم من يتصدى لهم بدون علم ثم تستشهد بمثل لا اصل له فى الدين يستغله اتباعك فى الهجوم على الاسلام و لا حياء فى طلب العلم تعنى ان هذه الالفاظ مسموح بها فى حدود الاسئلة و لا حرج فيها هذا معنى لا حياء فى طلب العلم وهذا هو الدين الحق يعلمنا كل شىء و لا حياء فى السؤال و اذا وجدت الفاظ معينة فى هذه المواضيع فهى فى حدود الاستفسار و السؤال و لكن كيف تفهم ذلك و انت مقتنع ان عورتهم كعورة الحمير ودغدغة الثدى تعبيرات روحانية و مع الاسف يصدقك بعض السذج من اتباعك .

    يقول المخفى" ان كلمة ترائب التى يلومونا عليها موجودة فى القرآن" وهذه احدى طرقهم فى المجادلات يخترع نقطة للمناقشة و يفرد لها صفحات تماما كما يفعل البابا شنودة حين يحاول ان يرد على تناقضات الكتاب المقدس تخيل انه فى موضوع نسب المسيح مثلا ترك عشرات التناقضات و ذكر ثلاثة فقط احدها لماذا يبدا متى من ابراهيم عليه السلام و ينزل و يبدا لوقا من يوسف و يصعد !!!!! ثم يفرد صفحة كاملة لشرح ذلك مع ان هذه النقطة ثانوية بالنسبة لبقية التناقضات التى لم يجب عليها حتى الان .

    نعود لموضوعنا بديهى ان احد من المسلمين لم يذكر كلمة الترائب ككلمة جنسية بذيئة لانها موجودة فى سورة الطارق و مع ذلك اشكره لان ذكره لهذه الكلمة فتح باب تناقض و تحريف جديد و على نفسها جنت براقش .

    نقول و بالله التوفيق كلمة ترائب فى الترجمة العربية هى الكلمة التى اختارها المترجم المدلس الذى يعتبر زكريا بطرس هذا تلميذ فى مدرسته المترجم نفسه الذى حول كلمة عورة الرجال الى لحم الرجال لتخفيف المعنى.

    و الكلمة فى اللغة الانجليزية فى طبعة الملك جيمس هى Teat

    Eze 23:3 And they committed whoredoms in Egypt; they committed whoredoms in their youth: there were their breast s pressed, and there they bruised the teat s of their virginity.

    Eze 23:8 Neither left she her whoredoms brought from Egypt: for in her youth they lay with her, and they bruised the breast s of her virginity, and poured their whoredom upon her.

    Eze 23:21 Thus thou calledst to remembrance the lewdness of thy youth, in bruising thy teat s by the Egyptians for the paps of thy youth.

    والان ما معنى كلمة " تيت " teat فى قاموس المورد المعنى هو حلمة الثدى و اليك الان اصح ترجمة من العبرية الى النجليزية :

    3 and they committed harlotries in Egypt; they committed harlotries in their youth; there were their bosoms pressed, and there their virgin breasts were bruised.

    8 Neither hath she left her harlotries brought from Egypt; for in her youth they lay with her, and they bruised her virgin breasts; and they poured out their lust upon her.

    21 Thus thou didst call to remembrance the lewdness of thy youth, when they from Egypt bruised thy breasts for the bosom of thy youth. {S}

    و الكلمة هنا هى ( بوسوم )

    bosom ومعناها ثدى و بخاصة ثدى المرأة كما فى نفس القاموس

    و الاصل العبرى للكلمة هو داد او شاد و كلاهما بنفس المعنى الثدى وهذا يعنى باختصار ان الكلمة يجب ان تترجم من النص العبرى بكلمة ثدى او حلمة الثدى اما الذكى المدلس الذى وضع كلمة ترائب بدلا منها فغرضه واضح هو تخفيف المعنى البذيئة الموجودة و تحسين الكلام بقدر الامكان و اعطاء هذه المعانى البذيئة بعض الاحترام وهذا المترجم له سوابق كثيرة فى هذا المجال ذكرنا بعضها فى مقالات سابقة .

    و الان معنى ترائب فى اللغة العربية هو :
    في الصحاح: والتربية: واحدة الترائب، وهي عظام الصدر؛ ما بين الترقوة والثندوة . وفى معلقة امرؤ القيس (الجاهلى طبعا)
    مهفهفة بيضاء غير مفاضة ترائبها مصقولة كالسجنجل
    الترائب: موضع القلادة من صدر المرأة.
    {الترائب} ما بين المنكبين والصدر
    الترائب: الصدر

    و النتيجة ان كلمة ترائب لا تصلح اطلاقا ان توضع هنا كترجمة لكلمة حلمة الثدى او حتى الثدى نفسه وهى كلمة نظيفة لا توضع فى امثال هذه البذاءات الجنسية لو كان المترجم امين على ما ينقله و عليه ان يضع الكلمة التى تناسب الدغدغة .

    و الامر واضح سلسلة من الاكاذيب و التدليس مترجم يترجم على مزاجه لتخفيف المعانى البذيئة و قمص مخفى يستشهد بالكلمة التى لا يحق له ان يضعها اساسا فى كتابه و انا فى حيرة كيف ينام اى نصرانى مطمئن بعد ان يقرأ هذا الكلام .

    ثم يسرد بعض كلمات من القرأن على انها تعادل الكلمات البذيئة الموجودة فى كتابه و هى النكاح و الجماع و المنى و الفرج ونقول له رد عليك فى معنى هذه الكلمات اخوة كثيرون بالتفصيل و لكن ارد انا بسؤال لك ما الذى خدش حياء قداستك فى هذه الالفاظ على وجه التحديد وما الذى جعلك توافق على كلمات مثل الثدى و العورة ( للرجال و الحمير ) و الدغدغة و هل وجدت فى القران كله عبارة مثل دغدغت ثدييهما او عبارة عورتهم كعورة الحمير ؟؟؟؟ ارجوا ان يفيق النصارى قبل فوات الاوان و يكشفوا هذا النصاب الذى هو فى الحقيقة يخدعهم هم بتدليسه هذا .

    يستشهد المخفى باقوال من كتاب للكاتب محمد جلال كشك اسمه خواطر مسلم فى المسألة الجنسية و لنا عدة ملاحظات على ذلك اولا من عنوان الكتاب هذه خواطر مسلم عن مسألة معينة لا تلزم اى جماعة و اليك ما يقوله الكاتب بالنص صفحة 18 " مواصفات المجتهد معروفة و حاشا لله ان ادعى توافرها فينا فانا لا احسن اعراب اية فى القران فكيف اكون مجتهدا ؟ و لكنه غرور الشباب ونسال الله المغفرة و انا لا افرض على الاسلام ارائى و مفاهيمى فلست ازعم انها راى الاسلام فى المسألة الجنسية و لا انها اجتهادات فما انا مجتهد و لا هى مفاهيم اسلامية انما هى خواطر مسلم تفكير مسلم بصوت عال دعوة للتفكير مذكرات تحضيرية يستعين بها المجتهد ..... اعتبروها مجرد اسئلة مطروحة ....."

    هذا هو كلام الكاتب نفسه الذى يوضح تماما غرضه و نيته النقطة الثانية هذا جزء من نفس الكتاب اضعها امامك و انا سعيد لان الكتاب اخذ شهرة و لكن المفاجأة انه كتاب قيم لمهاجمة النصارى و لقد عاصرت فعلا مناقشة حية حول هذا الكتاب كنت اقول لشخص نصرانى هل تستشهد بجلال كشك حسنا خد عندك و اذكر له المقتطفات التالية من كتاب جلال كشك :

    ترى قديسا مثل توما الاكوينى الذى يعتبر فيلسوف الكنيسة و مجددها الفكرى يقر البغاء كوسيلة لمكافحة اللواط و يقول ان البغاء مثل المراحيض اذا الغيتها امتلأ المكان بالاقذار كذلك اذا الغيت البغاء انتشر اللواط و لذا شاركت الكنيسة فى مهنة البغاء ووضعت البنات المومسات تحت اشرافها "

    صفحة 53 من كتاب خواطر مسلم فى المسألة الجنسية . وهذا الكاتب ايضا له كتاب اسمه خواطر مسلم فى مسألة الاناجيل ارجو ان يقرأه النصارى طالما هم يستشهدون بهذا الكاتب وهذا ما حدث هم نشروا اسم جلال كشك وعليهم الان ان يردوا على كل ما كتبه و ليس جملة مبتورة من صفحة من كتابه و القمص زكريا يسميه من علماء المسلمين الافاضل حسنا يا ايها القمص هل لك ان ترد على كتابه خواطر مسلم حول الاناجيل .

    و فى نهاية النقطة نرد عليه بايجاز :

    1 - يقول هو نهى عن المنكر اين هذا النهى ؟؟؟؟؟؟ هل يقول عاقل واحد ان الغرض من القصة النهى عن المنكر و انا اقول ان واضع هذه القصة لم يضعها الا للتحريض على الفسق و الرذيلة و المساعدة على انتشارها .

    2- الزنا بالمعنى المجازى هل ضرورى ان اداعب حلمات الثدى ليصل المعنى .

    الف باء الاعلام ان طريقة وصف الشرور تكون بطريق تنفر الناس منها

    والمثل على ذلك افلام المخدرات و الجنس هل تستطيع ان تقول انها وصف لشرور لتجنبها ؟؟؟؟؟؟؟ الم تجد الاطفال فى انحاء العالم يقلدوا الافلام بما فيها من جنس و جريمة و مخدرات وهذه هى النتيجة انحرافات فى الكنائس و دعارة و لواط على المكشوف وماذا ستفعل الراهبة المكبوتة جنسيا حين تقرا هذا الكلام سواء هو رمزى او حقيقى هى لا يهمها الا الكبت الموجود عندها حتى لو كانت عورة الرجال رمز فهى ستتخيل عورة الرجل و تحلم و تخيل الباقى !!!!!!!!!

    3 - هذه الالفاظ وصف للشرور انت تنسى دائما ان المفروض ان هذا الكلام وحى و ان قائله هو الله سبحانه و تعالى على زعمكم و كلام الوحى لا يمكن ان يكون به مثل هذه الالفاظ الموضوعة بفعل زنادقة يريدون انتشار الفاحشة و انت بدافعك تساعدهم على ذلك .

    4 - التحجج بوجود مثل هذه الالفاظ فى القرآن تحجج باطل كما بينا و الالفاظ الحقيقية عندك افحش من المذكورة فى الترجمة العربية كما و ضحنا .


    ثالثا : الرد على دفاعه عن سفر نشيد الانشاد

    الاعتراض على انه من صور الغزل الفاضح و الشهوة البهيمية التى لايمكن ان تصدر عن رب العالمين .

    يقول انها تعبيرات مجازية مأخوذة من العلاقة الشرعية الحبية المقدسة التى تربط العريس بعروسه لتعبر عن محبة الله لشعبه و يقول هى تعبيرات حبية لا جنسية .!!!!

    انت ذكرت كلام جلال كشك و نذكر لك هنا كلام ول ديورانت فى كتابه المشهور قصة الحضارة ارجو ان تكون على علم به :

    "مهما يكن من امر هذه الكتابات الغرامية فان وجودها فى العهد القديم سر خفى .... ولسنا

    ندرى كيف غفل او تغافل رجال الدين عما فى هذه الاغانى من عواطف شهوانية واجازوا وضعها فى الكتاب المقدس" الجزء 3 صفحة 388 .
    و علماء النصارى فى محاولاتهم المستميتة للتوفيق بين نصوص هذا السفر ينقسموا الى نوعين :

    النوع الاول التفسير الحرفى كما فى كتاب التفسير التطبيقى للكتاب المقدس يقول بالحرف الواحد "نشيد الانشاد هو قصة علاقة حميمة بين رجل وامراة قصة الحب بينهما وتوددهما و زواجهما انه قصة درامية حية حوار محبة بين فتاة يهودية و حبيبها الملك سليمان ويصف السفر اشواقهم للالتقاء معا وطول الحوار نجد الجنس و الزواج فى موضعهما الصحيح كما قصدهما الله ....... " والخلاصة هنا ان كتبة التفسير التطبيقى يعترفوا ان الكلام جنسى ولكن فى حدود الزواج وكذلك يقول منيس عبد النور فى كتابه شبهات وهمية" السفر يصف المباهج الزوجية ولا خطأ فى الجنس الذى هو فى اطار الزواج " و نقول نحن الا ينبطبق ذلك على اى قصة او فيلم جنسى هل نقبله لانه يدور بين زوجين !!!! والبابا على اى حال لا يعترف بهذا التفسير و يصفه تفسير الجسدانيون .

    النوع الثانى التفسير الرمزى وهو باختصار ان الحبيب رمز الى الرب و الحبيبة رمز لشعبه المختار (و هذا تفسير اليهود القديم) او الحبيب رمز للمسيح و حبيبته الكنيسة او النفس البشرية الخاطئة فهذا السفر على زعمهم هنا يوضح دخول الرب و النفس البشرية فى شركة او ارتباط يشبه الارتباط الزوجى !!!! (علامات التعجب من عندى) واليك الان محاولة عملية لعمل مقابلة لفظية بين ما ورد بالسفر وبين ما يحاولوا ان يقنعوا السذج به تخيل هذا الحوار بين الرب والنفس البشرية تقول النفس البشرية بشوق و تلهف للرب :

    ليقبلنى بقبلات فمه لان حبك اطيب من الخمر........

    و اليك الرد من الرب بالنص :
    ما اجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم ... دوائر فخذيك مثل الحلى .. سرتك كاس .. ثدياك ............. و هكذا ما رايك الان ايها القارىء المنصف من الساذج الذى يصدق هذا التفسير؟

    واليك النص التالى لمزيد من الايضاح:
    قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد قلت اصعد الى النخلة و امسك بعذوقها وتكون ثدياك كعناقيد الكرم .....

    هل يستطيع اى عاقل لا يزال يستخدم عقله ان "يركب " هذا الحوار على الرب والنفس البشرية من الذى يصعد النخلة منهما لا يمكن ان يكون الرب اذن هى النفس فمن اذن الذى ثدياه كالعناقيد !!!!! وهناك امثلة كثيرة و لكن الصورة وضحت الان .

    و صاحب اول تفسير لاهوتى لهذا السفر هو اوريجين او اوريجانوس الذى اشتهر بانه خصى نفسه ثم سار على خطى هذا المخصى بلهاء المسيحة الاخرون و تخيل وقع هذا النشيد على راهبات الدير صاحبات الدم الفائر اللواتى من شدة تصوفهن يتصورن انفسهن عرائس للمسيح و مع اضافة اننا كلنا من الخطية وان الاعتراف يحل المشكلة ليس من الصعب الان تخيل ما يحدث فى الاديرة .

    و نقول ان هذا السفر لا يستحق ان يضم الى كتاب مقدس وذلك للاسباب الاتية :

    1 - لا يحتوى هذا السفر على اى حقائق دينية بالمرة

    2 - لا يرد فيه ذكر اسم الله و لا مرة واحدة

    3 - لا يعكس اى اهتمامات اخلاقية او حتى اجتماعية

    4 - لا صلة له بالعبادة ولا يعطى رؤية للدين

    5 - محاولة اضفاء اى بعد رمزى تنهار مباشرة لعدم الاستطاعة التوفيق بين النصوص كما قلنا اذا قلنا ان الحبيب رمز للرب فما معنى ان تقول له الحبيبة فى اخر عدد من النشيد " اهرب يا حبيبي و كن كالظبي او كغفر الايائل على جبال الاطياب " ومن يستطيع ان يفسر هذا الهروب ؟

    6 - تطلب الحبيبة من بنات اورشاليم و تستحلفهم بالظباء وبايائل الحقول الا يقظن الحبيب من النوم و الحبيب النائم لا يمكن ان يكون الرب ولا يمكن ايضا ان نحلف بالظباء و ايائل الحقول و هذا كفر صريح حتى عند النصارى الذين لا يحلفون اصلا الا اذا كان المسيح قد نسخ حكم الحلف بالظباء فى العهذ الجديد ونطلب تفسير لذلك ايضا.

    7 - وصف العلاقة بين الرب والنفس البشرية فى صورة زواج و حب وهى مع الاسف موجودة فى اكثر من موضع فى العهد القديم والجديد و ليست فى النشيد فقط بل ان النشيد ابعدها عن ذلك الوصف نقول هذا الوصف لا يصلح اطلاقا لما فى هذه العلاقة من توتر وهجر و وصل و رغبة واشتياق ....الخ وكلها لا تليق بالرب .

    8 - هناك اشارة غريبة لم اجد احد يلتفت اليها وهى فى النص التالى من الاصحاح الثامن :
    1 ليتك كاخ لي الراضع ثديي امي فاجدك في الخارج و اقبلك و لا يخزونني
    8: 2 و اقودك و ادخل بك بيت امي و هي تعلمني فاسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف رماني
    8: 3 شماله تحت راسي و يمينه تعانقني

    هى هنا تتمنى ان يكون الحبيب اخ لها لتقبله بدون خزى وتسقيه خمرا و يعانقها و هذا المقطع بفرده كافى لاثبات ان الذى يضع هذا النص فى كتاب مقدس هو زنديق ومن يفسره ويحاول ان يقنع به الجهلة هو محتال ومن يصدقهما هو متخلف عقليا .

    9 - الخمر تذكر فى هذا السفر 7 مرات كلها فى صيغة المدح .

    و الان هذه هى الكلمات الجنسية التى تغاضى عنها القمص الذى لم يذكر الا عبارة واحدة هى ليقبلنى بقبلات من فمه ولم يذكر اى عبارة اخرى يوضح المقصود منها ومن امثلة العبارات التى تعمد المخفى عدم ذكرها :
    16هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبِي وَحُلْوٌ وَسَرِيرُنَا أَخْضَرُ.
    1فِي \للَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي
    3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ \لْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ
    5ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ
    \شْرَبُوا وَ\سْكَرُوا أَيُّهَا \لأَحِبَّاءُ
    قَدْ غَسَلْتُ رِجْلَيَّ فَكَيْفَ أُوَسِّخُهُمَا؟
    10حَبِيبِي أَبْيَضُ وَأَحْمَرُ.
    مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ \لْكَرِيمِ
    دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ \لْحَلِيِّ
    2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ
    3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ.
    7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ.
    9وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ \لْخَمْرِ
    8لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لِأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟
    10أَنَا سُورٌ وَثَدْيَايَ كَبُرْجَيْنِ
    14اُهْرُبْ يَا حَبِيبِي وَكُنْ كَالظَّبْيِ

    تخيل كل هذا لم يلفت نظر المخفى و ذكر فقط عبارة ليقبلنى بقبلات و اغفل كل هذه العبارات و يقول ان المعنى الروحى وراء هذا التشبية المجازى هو توضيح الرباط الحبى المقدس الذى يربط المسيح بكنيسته التى هى شعبه ثم يقول بكل بجاحة هل فى هذا ابة غضاضة او ابتذال فاضح ؟؟

    و الان اليك الجديد الذى توصلنا اليه فى التفسير الحديث للكتاب المقدس الصادر عن دار الثقافة و مجلس التحرير يضم القس منيس عبد النور و القس مكرم نجيب و القس باقى صدقة و رقم الايداع بدار الكتب 98-16832 ISBN 977-213-461-6

    اولا اليك النص صفحة 101 من الكتاب المذكور :

    يقول هذا الكتاب المعتمد عندكم طبعا كما وضحت ان الكلمة سرتك يجب ترجمتها الفتحة التناسلية للمرأة وهذا ايضا غش من المترجم الذى اصبح موضع شك كبير الان لانه يترجم على مزاجه لتخفيف المعانى البذيئة و حتى السرة التى هى تعبير مبتذل فى حد ذاته اتضح انها مخففة عن كلمة اخرى !!!!!!!!!

    و هذا النص ايضا من نفس الكتاب :



    و هذا النص ايضا من نفس الكتاب :

    و الان هنا يقول المقصود الاجزاء المستديرة السفلى ذات البشرة القمحية اللامعة و المطلوب منهم ان يعتبروا كل هذه االفاظ الفاظ روحية و رايى الذى كررته كثيرا زنديق وضع النص و محتال يفسره ومتخلف عقليا يصدقهما .





    وحكاية التناقض فى عدد شعب اسرائيل ؟؟؟

    قبل ان ندخل فى مناقشة التناقض فى عدد شعب اسرائيل نريد ان نسال المخفى من الذى طلب من داودد عليه السلام ان يحصى شعب اسرائيل اليك النصوص

    اَلأَصْحَاحُ \لرَّابِعُ وَ\لْعِشْرُونَ :
    1وَعَادَ فَحَمِيَ غَضَبُ \لرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ قَائِلاً: «\مْضِ وَأَحْصِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا».

    اَلأَصْحَاحُ \لْحَادِي وَالْعِشْرُون :
    1وَوَقَفَ \لشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ وَأَغْوَى دَاوُدَ لِيُحْصِيَ إِسْرَائِيلَ. 2فَقَالَ دَاوُدُ لِيُوآبَ وَلِرُؤَسَاءِ \لشَّعْبِ: «اذْهَبُوا عُدُّوا إِسْرَائِيلَ مِنْ بِئْرَِ سَبْعٍَ إِلَى دَانَ, وَأْتُوا إِلَيَّ فَأَعْلَمَ عَدَدَهُمْ».

    هل لاحظت قداستك الشيطان مرة امرهم و مرة الرب بنفس الفعل اليس هذه تناقض واضح اهملته الى مسألة العدد التى لا تقنع احد ولن اناقش فى الحسابات التى تختمها بقولك وهو المطلوب اثباته !!!!!

    بدل ان تجهد نفسك بالعد و اثبات النظريات فسر كيف يترادف اسم الرب مع اسم الشيطان فى امر واحد .

    والان اليك بعض الاختلافات فى نفس الاصحاحين :

    اولا : فى 2 صمويل 24 : 24 اشترى داود (عليه السلام ) البيدر و البقر بخمسين شيكل من الفضة و لكن فى ا اخبار 21 : 25 الثمن ست مائة شيكل ذهب !!!!!

    ثانيا : فى 2 صمويل 23 : 8 يوشيب بشبث التحكمونى تحول الى يشبعام ابن حكمونى فى ا اخبار 11 : 11

    ثالثا : فى 2 صمويل 23 : 8 المذكور فى العدد السابق قتل ثمانمائة دفعة واحدة انخفض عددهم فى 1 اخبار 21 : 25 الى ثلاثمائة فقط !!!!

    رابعا : فى 2 صمويل 17 : 25 ان عماس ابن يثرا الاسرائيلى و لكن فى ا اخبار 2 : 17 يقول ان يثرا اسماعيلى وهذا خطأ عرقى فادح .

    خامسا : فى 2 صمويل 14 : 27 يقول انه ولد لأبشالوم ثلاثة بنين و بنت واحدة اسمها ثامار و لكن فى 2 صمويل نفسه 18 : 18 نسى الكاتب ذلك وقال ان ابشالوم ليس له ابن اتذكير اسمه .

    سادسا : فى 2 صمويل 11 : 3 اسم ام سليمان عليه السلام بثشبع بنت اليعام و فى 1 اخبار 3 : 5 اسمها بثشوع بنت عميئيل .!!!

    وهناك الكثير نكتفى بهذا القدر و نقول للقمص اذا استطعت ان تفلت باى حيلة كلامية من واحدة من التناقضات السابقة فكيف بالباقى و لاحظ ان هذه تناقضات فى سفر واحد فقط .

    واذا افترضنا ان شخص ما استطاع ببعض التبريرات المتهافتة ان يبرر كل ما سبق الا يكون الكتاب الذى به هذا العدد من التناقضات موضع شك بل اكيد ( فيه حاجة غلط ) و ما ذنب النصارى البسطاء الا يكفيهم التعقيد فى العقيدة و الثالوث و الصلب و الفداء الا يستحقوا فى النهاية كتاب سليم خالى من التناقضات و التى يضطر علمائهم الى تبريرها و تفسيرها بمجموعة اخرى من التناقضات كما نوضح دائما .

    لاحظ ان فشلك فى تبرير تناقض واحد من الاف التناقضات يقضى على كتابك كله

    وهل بعد ذلك تجرؤ على القول بصحة الكتاب المقدس و انه وحى من عند الله !!!!!!!

    و اذا تكلم احد من النصارى بعد ما ذكرت عن القرآن الكريم لن ينفع معه الا القول

    إن عادت العقرب عُدنا لها وكانت النعل لها حاضرة
    قد علمت العقرب واستقينــت أن لالها دنيا ولا آخــــرة

    فى الحقيقة احيانا اعتقد ان النعل هو الحل الوحيد مع امثال هؤلاء.

    انتهى الجزء الاول
    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    _eeww2000 اخوكم


    و الحمد لله رب العالمين

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    339
    آخر نشاط
    16-03-2006
    على الساعة
    07:45 AM

    افتراضي

    الأناجيل الأربعة ورسائل بولس ويوحنا تنفي ألوهية المسيح كما ينفيها القرآن

    بقـلم :

    سـعــد رســتـم



    ماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة البنجاب (لاهور) ـــ ماجستير في التفسير و الحديث من الجامعة الإسلامية العالمية ـ ماجستير فلسفة في الدراسات الإسلامية من جامعة العلامة إقبال المفتوحة (إسلام آباد / باكستان)

    إسلام آباد / باكستان: 1417 هـ. ــــ 1997 م.


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة و لا ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له ولي من الذل و كبِّره تكبيرا، نحمده تعالى أن هدانا إلى دينه القويم و صراطه المستقيم، دين الإسلام و صراط التوحيد، و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و المرسلين، حبيبنا و شفيعنا أبي القاسم محمد بن عبد الله الصادق الأمين، و على آله الطيبين الطاهرين و صحبه الأبرار الميامين أجمعين.

    و بعد فمن المعلوم أن أحد أهم العقائد التي ترتكز عليها الديانة النصرانية، العقيدة بإلـهية السيد المسيح (على نبينا و عليه الصلاة و السلام)، و هذه العقيدة تشكل في الواقع أحد الاختلافات الأساسية بين النصرانية و الإسلام. فكما نعلم، يعلمنا الإسلام أن المسيح لم يكن إلا عبداً مخلوقاً لله عز و جل و رسولا نبيا كسائر الأنبياء من قبله، في حين تقرر العقيدة النصرانية أن المسيح هو الله تعالى نفسه، و بتعبير أكثر تفصيلا: هو شخص الابن من الذات الإلـهية: " الواحدة المؤلفة من ثلاثة أشخاص "! الذي تجسد و صار بشراً و جاء إلى هذا العالم بصورة إنسان مثلنا لكي يعيش بيننا ثم يتألم و يصلب حتى تكون آلامه و دمه المسكوب على الصليب و موته وسيلة لتكفير خطيئة البشر الأصلية التي ورثوها جميعا بالولادة عن أبيهم آدم، و يؤكد النصارى أن لا نجاة لأحد من الخلق إلا إذا آمن بإلـهية المسيح و بكونه الله المتجسد و اعتقد بأنه صلب و مات تكفيرا عن خطايانا.

    و قد كنت أظن ـ مثل ما يظن أغلب المسلمين ـ أن الذي دعا و يدعو إخواننا النصارى إلى الإيمان بهذه العقيدة التي يصعب على العقل أن يستسيغها، لا بد أن يكون نصوصا صريحة من الأقوال و الأحوال التي تنسبها الأناجيل الرسمية للسيد المسيح عليه السلام، نصوص يبين المسيح لهم فيها أنه إلـههم و ربهم و معبودهم الذي جاء بنفسه إلى هذا العالم لتخليصهم، و أن الله تعالى ثلاث آلهة و أن لا نجاة إلا بالتسليم بألوهية المسيح و بعبادته. إلى أن وقع بيدي لأول مرة الإنجيل أو بتعبير أدق العهد الجديد و ذلك في فرنسا عام 1979، عندما أهداه لي أحد الشباب الذي يقوم بالتبشير، فبدأت أقرأ منه و أتأمل بشكل خاص أقوال سيدنا المسيح عليه السلام، فإذا بي أفاجأ بنصوص يؤكد فيها المسيح بكل صراحة بشريته و إنسانيته، كالتي يقول فيها عن نفسه مرارا أنه ابن الإنسان أو أنه إنسان و رجل مرسل من الله، و نصوص تفيد عبادة المسيح لله عز و جل و صلاته له و دعائه إياه، و نص يرفض فيه المسيح أن يسميه تلميذه بالمعلم الصالح و يقول له: " لماذا تدعوني صالحا؟ ليس أحد صالحا إلا واحدٌ و هو الله "، و نصوص تذكر أن المسيح جاع و عطش و تعب و نام أو أن الشيطان يمتحنه … و غير ذلك مما يتنافى تماما مع القول بألوهية المسيح و أنه الله المتجسد، علاوة على أنه لفت نظري أيضا أن المسيح إن سمى نفسه ابن الله فإنه اعتبر أيضا ـ في مواضع عديدة من الإنجيل ـ كل بارٍّ متَّقٍ لله، ابناً لله. و هو كذلك إن سمَّى الله تعالى أباه فإنه اعتبره أبانا جميعا أيضا في كثير من مواضع كلامه.....، و كانت قمة الاندهاش عندما طالعت قول المسيح ـ في أواخر إنجيل يوحنا ـ: " اذهبي إلى أخوتي و قولي لهم: إني أصعد إلى أبي و أبيكم و إلـهي و إلـهكم! "مصرحا بأن الله تعالى إلـهه.

    فدفعني هذا إلى أن أبدأ من جديد قراءة متمعنة للأناجيل، و قد أعياني البحث عبثا أن أجد عبارة واحدة صريحة لسيدنا المسيح عليه السلام نفسه يدعو فيها أتباعه للإيمان بألوهيته و بلزوم عبادته، أو يصرِّح فيها لهم بأنه رب العالمين و إلـه الخلائق أجمعين المتجسد الذي انقلب بشرا، أو يصرح لهم فيها بعقيدة التثليث التي هي الركيزة الأساسية للنصرانية، فلم أجد شيئا من ذلك، بل كل ما وجدته كان نصوصا تعاكس ذلك تماما، أي تؤكد عبودية المسيح لله عز و جل و أنه لا يعدو كونه نبيا خادما لله و رسولا لله تعالى متِّبعا أمره، منفِّذا مشيئته و مبلِّغا رسالاته.

    نعم لما وصلت للإنجيل الرابع قرأتُ في افتتاحيته ـ التي هي بالطبع ليوحنا و ليست من كلام المسيح عليه السلام ـ عبارة توحي بتأليه المسيح، و ذلك حين قال: " و كان الكلمة الله " و يقصد بالكلمة المسيح، لأنه قال فيما بعد: " و الكلمة صار جسدا " فالنتيجة أن الله تعالى صار جسدا، تعالى الله عن ذلك.

    و كذلك لدى مطالعتي لرسائل بولس الملحقة بالأناجيل وقفت على ثلاث أو أربع عبارات يبدو فيها لأول وهلة أنه يرفع المسيح لمصاف الإلـه، أو يصفه بأوصاف ملكوتية إلـهية....

    فقلت في نفسي لا بد أن هذه العبارات هي البذرة و الأساس لفكرة تأليه المسيح في النصرانية، لكني تساءلت في نفسي مستغربا: كيف لا يتفكر إخواننا النصارى الذي يطالعون الأناجيل، فيسألون أنفسهم: هل من المعقول أن يسكت نبيهم و معلمهم الأول المسيح عليه السلام عن بيان ما هو أساس الدين و ركنه الركين و شرط النجاة فيه، الذي هو ـ حسب اعتقادهم ـ الإيمان بألوهية المسيح و بأنه الله المتجسد و بالتثليث، و تركَ بيان هذه الحقائق الخطيرة لمن بعده؟! و متى كان من الجائز بالعقل و المنطق أن يكتم النبي أو الرسول أساس الدين و الهدف الذي لأجله بعث و يترك بيان ذلك لمن جاؤوا بعده؟! أفلا يدل عدم دعوة المسيح عليه السلام نفسه لتلك العقائد أنها ليست من رسالته بل هي تفسيرات بعدية دخيلة؟ و على أي حال، فإن فكرة تأليف كتاب يجمع أقوال المسيح عليه السلام التي تنص على بشرية المسيح و عبوديته لله عز و جل ـ في الأناجيل الحالية ـ بدأت تراودني منذ ذلك الوقت و لكن صوارف الزمان حالت بيني و بين ذلك، و مضت الأعوام إلى أن وقفت منذ أربع سنوات أثناء دراستي بالجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد (في باكستان) على كتاب جليل لحجة الإسلام الإمام أبي حامد الغزالي (رحمه الله) عنوانه: "الرد الجميل لإلـهية عيسى بصريح الإنجيل" يطرح نفس الفكرة التي كنت توصلت إليها من قبل، و لكن بلغة قديمة و أسلوب فلسفي معقَّد نوعا ما بالنسبة للقارئ المعاصر، فتجدَّدَت لديّ الرغبة في تأليف كتاب جامع في هذا الموضوع، ساعد على ذلك ما اطلعت عليه أكثر في هذا الباب من كتاب " إظهار الحق " للعلامة رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي الكيرانوي العثماني (رحمه الله) و من كتاب " التوحيد و التثليث " للشــيخ محمود جـواد البـلاغي (رحمه الله) و كذلك من أشرطة و كتيبات الداعية الجنوب أفريقي الشهير أحمد ديدات (حفظه الله)، فبدأت أدون فعلا كلما تيسر لي من المواد في هذا الباب، و اجتمعت لدي نصوص كثيرة من الأناجيل و من رسائل العهد الجديد تنادي بأعلى صوتها بالتوحيد الخالص، و أن المسيح عبد الله و رسوله، و بشرٌ نبيٌّ، و تنفي عنه الألوهية بنفيها لمستلزماتها بكل وضوح و صراحة، و نصوص أخرى كذلك تفيد في إبطال ما يتمسك به المسيحيون من الأدلة من الأناجيل على تأليه المسيح، و خرج من كل ذلك هذا الكتاب الجامع الذي تجده أخي القارئ بين يديك، و الذي يتألف من تمهيد و ثلاثة فصول: أما التمهيد فيتضمن شرح عقيدة تأليه المسيح لدى مختلف الفرق النصرانية و تطورها عبر التاريخ، و أما الفصل الأول فيتضمن ذكر النصوص الإنجيلية النافية لإلـهية عيسى و المثبتة لعبوديته، في حين يتضمن الفصل الثاني إبطال الشبهات التي يستند إليها المؤلهون لعيسى من الأناجيل و ذلك بواسطة نصوص الأناجيل نفسها، و الفصل الثالث أضفته لاحقا و عرضت فيه دراسة تحقيقية لأقوال القديسين بولس و يوحنا حول طبيعة المسيح و حقيقة علاقته بالله، حيث بيَّنت فيه أنهما، خلافا لما يظنه الكثيرون، ما كانا يعتقدان و لا يعلمان أبدا أن المسيح هو الله ذاته، بل على العكس، تطفح رسائلهما بعبارات تؤكد مخلوقية المسيح و عبوديته لله الآب و أن الله تعالى إله المسيح و سيده و أن الآب متفرد لوحده بالألوهية و أن المسيح عبد الله و رسوله الخاضع لأمره التابع لحكمه، أما تلك العبارات الثلاث أو الأربع لبولس التي يبدو منها تأليه المسيح، فبينت أن الأمر لا يعدو ترجمة عربية خاطئة و غير دقيقة للأصل اليوناني، تبدل فيه موضع النقطة و الفاصلة أو العطف، و هو ما أشارت إليه الترجمات المراجعة و الدقيقة الفرنسية أو الإنجليزية الحديثة، كما بينت بشهادة قرائن عديدة أن عبارة " الربّ " التي يطلقها بولس و سائر مؤلفي الرسائل القانونية على المسيح لا يقصد بها الله الخالق الرازق، بل هي تعبير مجازي يقصد بها السيد المُطاع و المعلم المرشد، كذلك فنَّدت الاستدلال بافتتاحية إنجيل يوحنا على تأليه المسيح و بينت مقصود يوحنا الحقيقي من عباراته.

    و كـنت أرغب أن ألحق الفصـول الثـلاثة بفصل رابع أبين فيه الـعـوامل و الأسباب التي أدت إلى دخول و انتشار فكرة التثليث و إلـهية المسيح في الكنيسة المسيحية، و المصادر الحقيقية لعقيدة التجسد هذه (أي تجسد الله و ظهوره بشكل إنسان) و لكنني وجدت أن هذا يحتاج لكتاب مستقل، و فعلا شرحت ذلك على أتم تفصيل في كتابي الآخر الذي سميته: " أساطير التجسد في الشرق الأدنى القديم و أثرها في المسيحية " و هو ترجمة لفصلين من كتاب لبروفسور أمريكي حول هذا الموضوع، فمن أراد أن تكتمل معرفته بالموضوع فعليه مطالعة ذلك الكتاب.

    هذا ما أردت توضيحه في هذه المقدمة، أسأل الله التوفيق و أن ينفع بهذا العمل و أن يجعله خالصا لوجهه، و ليس قصدي من الكتاب التهجُّم على إخواننا النصارى، الذين تربطنا بهم رابطة الوطن الواحد و البلد الواحد و المصير الواحد، بل تربطني ببعض منهم صداقةُ طفولةٍ و زمالة دراسةٍ و جيرة حيّ و ذكريات عزيزة، أو إثارة الفتنة بالطعن في دينهم، حاشا و كلا، كيف و دينهم في عقيدتنا دين سماوي من عند الله تعالى ربنا و ربهم، فيه أسمى و أرفع التعاليم، و إنما الكتاب حوار هادئ أدعوهم فيه للعودة لأناجيلهم نفسها ليروا فيها عبودية المسيح لله تعالى، فيتركوا الغلو بالمسيح، الذي قام به بعض أسلافهم في ماضي الزمن، و يعودوا لوحدانية الله النقية الخالصة و إفراد ذاته بالإلـهية دون مشاركة أي ذات أو شخص آخر له فيها، ذلك التوحيد الذي كان عين و لب دعوة سيدنا المسيح عليه السلام و ذلك عملا بقوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم أن لا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنَّا مسلمون}، هذا من جهة، و من الجهة الأخرى، الكتاب موجه أيضا للقارئ المسلم، خاصة أولئك الذين هم عرضة لدعايات و تأثير المبشرين، ليزدادوا يقينا بصحة ما أخبر به القرآن الكريم عن المسيح و رسالته بأنه عبدٌ رسولٌ أمرَ الناس بعبادة الله ربه و ربهم، لا أكثر. إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب، و الحمد لله رب العالمين.

    سـعد رسـتم

    حلب ـ محرم الحرام ـ 1414 هـ.ق.


    ملاحظة : من المعلوم أن للكتاب المقدس BIBLE ترجمات مختلفة إلى اللغة العربية و قد يجد القارئ اختلافا بين ألفاظ الشواهد التي ذكرتها و ما يقابلها في النسخة التي عنده، و السبب هو اختلاف الترجمات، لذلك ينبغي التنويه هنا بأن الأصل في الشواهد التي أنقلها من الكتاب المقدس سواء من العهد القديم Old Testament أو العهد الجديد New Testament منه، أنها منقولة عن الترجمة العربية البروتستانتية، نشر دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط (بيروت 1984)، و قد اخترتها نظرا لكونها أكثر الترجمات العربية انتشارا و تداولا، رغم أنها لا تخلو أحيانا من ركاكة في اللفظ بسبب الترجمة الحرفية عن الأصل اليوناني، فإذا نقلت من أي ترجمة أخرى لغرض ما كالمقارنة أو عدم وضوح الترجمة العربية البروتستانتية، فإني أشير للترجمة المنقول عنها في الحاشية، و عادة ما أنقل في مثل هذه الحالات الاستثنائية عن الترجمة العربية الكاثوليكية الحديثة للكتاب المقدس التي قامت بها الرهبانية اليسوعية، و نشرتها دار المشرق (بيروت 1989) و هي تتميز بفصاحة التعبير و سلاسته و قربه من اللغة العربية الحديثة بالإضافة لحواشيها المفيدة و كونها ترجمة أدق و أنقى من الترجمة البروتستانتية، لكنها غير متداولة كثيرا، أو أنقل عن الترجمتين الحديثتين المراجعتين الفرنسية أو الإنجليزية للكتاب المقدس.

    ______________________



    تمهيد : عقيدة إلـهية المسيح لدى فرق النصارى المختلفة و تطورها عبر التاريخ



    الفصل الأول : النصوص الإنجيلية النافية لإلــهية عيسـى و المثبتة لعبوديته



    الفصل الثاني : شبهات المؤلهين لعيسى من الأناجيل و الرد عليها بواسطة الأناجيل نفسها




    الفصل الثالث : نفي ألوهية المسـيح في رسائل القديسين بولـس و يوحـنا



    عودة

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    339
    آخر نشاط
    16-03-2006
    على الساعة
    07:45 AM

    افتراضي

    الروح القدس في محكمة التاريخ
    للمؤلف روبرت كيل تسلر


    يقول عمـانويل ســفيدنبرج في كتابه : " المســيحية الحقة " صفحة 633 : " إنطلاقاً مما يســمى بالمجامع المســكونية [ العالمية ] إزداد الإقتناع العقلي بوجود ثلاثة آلهة ، لذلك لم يسـتطع أية معتقد آخر أن يظهر غير الذي كان مطبقاً على هؤلاء الثلاثة [ آلهة ] في ذلك النظام الذي يقضي بالتقرب إلى الإله الأب والتضرع إليه والذي يُعزَى إليه إنصاف إبنه والذي ترفّق من أجل آلامه على الصليب وأرســل الروح القدس لكي يبرز لنا قدســية أعماله الأخيرة وجلالها من خلال ما قام به .

    وهـذا هــو منبع تــلك . . . . الإعتقادات ، ومع ذلك إذا ما حاول المرء فـتح لفـائفه ، فلن يخرج منها للوهلة الأولى إعــتقاداً واحداً بل ثـلاثة - مندمجـين مثل العناق ثم ما يلبث أن ينفصــلوا بدقة وعناية . إذ من المســلم به أن الجوهر يربط ثلاثة أشخاص آلهة ببعضهم ولكنه يُفرق بينهم في الوظائف الممـيزة أي في الخلق والخلاص ، والأثر أو قُل : التخصيص ، والقضاء الملحق به ، والنتيجة ، وهنا يكمن الســبب في جعل الثلاثة آلهة إلهاً واحداً ولم يجعلوا الثلاثة أشــخاص أبداً شــخصاً واحداً ، ولم يريدوا بالطبع أن يُطمــس تخيل الثلاثة ألهة ، فلطالما يُعتبر كل شــخص على حدة إلهاً قائماً بذاته ، كما تقول شهادة العقيدة ، فلا بد إذن أن ينهار الكل تماماً مثل المنزل المشيد على ثلاثة أعمدة في كومة من التراب . ونفس الشيء تقوله عندما يصبح الثلاثة أشخاص شخصاً واحداً في صورة منطبقة " .

    روح القدس العجيبة

    وضعت المجامع الســكونية الخـمـس الأولى نيقيــة (325) والقـســطـنطـينية [ الأولى ] (381) وأفسس ( 431 ) وخلقدنيا ( 451 ) والقســطـنطـينية [ الثاني ] ( 553 ) الأسـس العقائدية* المسيحية الحالية وثبتتها ( وهي التي اعتدت أنا [ المؤلف ] أن أطلق عليها البولسية** [ نسبة إلى بولس ] ) .

    وفي هذه المجاميع تم بحث التعاليم*** المسيحية بصورة مستفيضة من كل جوانبها ونوقشت بشكل سُــفســطائي ، ولإيضاح هذه المفاهيم نذكر العقيدة الأثناســيوســية [ نسبة لأثناسيوس راعي الكنيسة اليوناني الذي نادى بألوهية المسيح التي يتم استخدامها لليوم كطقس من الطقوس في مناسبات محددة في الكنيسة الكاثوليكية والتي نورد منها هنا للتوضيح :

    تتمركز العــقيدة المســيحية الصـحيحة في عبادة إلهاً واحداً في ثـلاثـة أشخاص وثلاثة أشــخاص في إله واحد على ألا نخـلط الأشــخاص الثلاثة ولا نفصل الطبيعة الإلهية قلا نقول إذن أن :

    الأب شخص بمفرده ، والإبن شخص بمفرده والروح القدس شخص بمفرده
    ولكن ألوهية الأب والإبن والروح القدس هي نفس الألوهية ونفس العظمة ونفس الجلال الأبدي ، فالأب مثل الإبن ، والإبن مثل الروح القدس .
    فالأب ليس مخلوقاً والإبن ليس مخلوقاً والروح القدس ليس مخلوقاً .
    والأب أزلي والإبن أزلي والروح القدس أزلي
    والأب خالد والإبن خالد والروح القدس خالد
    وكذلك أيضاً فإن الأب على كل شيء قدير والإبن على كل شيء قدير والروح القدس على كل شيء قدير .
    وبالرغم من ذلك فهم ليسوا ثلاثة قادرين على كل شيء بل واحد فقط هو القادر على كل شيء.
    وبالمثل فإن الأب إله والإبن إله والروح القدس إله
    وبالرغم من ذلك فهم ليسوا ثلاثة آلهة بل هم واحد فقط
    والأب رب [ ســيّد ] والإبن رب [ ســيّد ] والروح القدس رب [ ســيّد ]
    ولكنهم ليسوا ثلاثة أرباب ولكنهم واحد فقط .
    وبنفس الطريقة فالحقيقة المسيحية تُحتِّم علينا أن نعترف بكل شخص على حدة كإله ورب ولكن يمنعنا إيماننا أن نذكرهم كثلاثة ألهة أو ثلاثة أرباب .
    فالأب ليس مصنوعاً أو مخلوقاً أو مولوداً ، والإبن ليس بمصنوع أو مخلوق من الأب ولكنه مولود منه ، والروح القدس ليس مصنوعاً أو مخلوقاً أو مولودا من الأب أو الإبن ولكنه منبثق منهما.
    ولكنه [رغم كل ذلك] أب واحد فقط وليس ثلاثة آباء
    وإبن واحد فقط وليس ثلاثة أبناء
    وكذلك روح قدس واحد وليس ثلاثة أرواح قدس
    وبين هؤلاء الأشخاص لا يوجد الأول أو الاخر ولا الأصغر أو الأعظم وإنما الأزلية والعظمة للثلاثة مجتمعين . . . .
    فالمسيح إله من جوهر الأب ، ولد قبل الزمن ، وإنسان من جوهر الأم ولد عندما جاء الوقت ، وإله كامل ، وإنسان كامل ، يتكون من الروح الحكيمة واللحم الادمي .
    وهو يساوي الأب في ألوهيته إلا أنه يصغره نسبة لآدميته .
    وعلى الرغم من كونه إلهاً وإنساناً إلا أنهما ليسا بإثنين بل هما المسيح . . . "

    ومن ناحية أخرى أصاب ما يطلق عليها المسيحية تغييرات صحبتها لزمن يقرب من الألفي عام :

    فقد جاءت فكرة الخطيئة الأزلية التي لا تمت للمسيح [ عليه الســلام ] بأية صلة على الإطلاق بكل ما تحمله من نتائج لعينة بعد إدانة البلاجيوســية [ نســبة إلى بلاجوس الراهب الأيرلندي ( 400 م ) الذي رفض فكرة الخطيئة الأزلية المتوارثة من عهد آدم لأنه أكل من الشجرة ، ونادى بأن الإنسان مخير له مطلق الإرادة على النقيض من إعتقاد" أوجو ستينوس " الذي نادى بمذهب الرحمة ]

    وتقضي نظرية الخطيئة الأزلية بأن كل إنسان منذ ولادته إبن للشيطان ، وأن كل إنسان شرير وفاسد كلّيةً ولم يكن في مقدور الله أن يرضى إلا [ بسفك ] دم إبنه .

    وكذلك أيضاً تكوَّن أساس المريمية ( تنادي بأن مريم العذراء هي التي ولدت الإله وكانت تعلن آنذاك في صورة إحتفالية ) .

    أو تعاليم التعميد والإقرار بالذنب التي توجب الغفران [ وهو ما يتم بين المذنب والقسيس ، ويقوم القسيس بإعطائه الغفران على ذلك ] أو المبدأ القائل إن الكنيسة فقط هي التي تقوم بالمباركة.

    وأولاً وقبل كل شيء التعصب العقائدي شىء غير مبارك حيث ينادى بأن عقائد الكنيسة إجبارية وملزمة لكل إنسان وأن قبولها هو الذي يجلب البركة
    ومن هنا كان التعميد بالإكراه وتعقب المارقين [ من تعاليم الكنيسة ] ومحاكم التفتيش والإكراه الديني بشكله البربري " من منطلق الحب لأخيك الإنسان " ليس فقط من الأشياء التي تنتجها الكنيسة بل هي من الواجبات الحتمية على المؤمنين بها ( ! )

    وحتى عبادة الأنصاب التذكارية تم إستحسانها حيث لم يسمح ببناء كنيسة دون إقامة نصب تذكاري ( ! )

    والجدير بالذكر أن خَلْق تلك المؤسسة غير المرضي عنها [ غير المباركة ] لوظائف كنيسة الدولة الرسمية ( كان ذا شكل جد متطرف ) حيث أصبح من الضرورة بمكان تولي الأساقفة أيضاً مناصب الدولة العليا ( فيا لها من ردّة عن روح المسيح ! )

    وقام المصلحون بتخطية* أسس العقيدة هذه بصورة مستفيضة ( قارن أ . فولفر** ، مسيحية اليوم ، A . Volfer , Das Christentum von morgan إصدار عام 1949 صفحة 65 ) .

    وتعد قرارات تلك المجامع - وبالطبع أيضاًً كل قرارات المجامع المسكونية الأخرى - إجبارية على الإطلاق حيث تُعدها الكنيسة عقيدة أوحي بها الروح القدس ، كما يفترض التعليم الكنسي أن كل قرارات الكنيسة الرسمية التي تتعلق بالدين قد أوحي بها الروح القدس الذي يصل تأثيره في المجامع السكونية على الأخص إلى درجة الكمال .

    لذلك يُعزى إليها أيضــاً - تبعاً لتعــاليم الكنيسـة - ســلطة عليا وإلتزام كبير ، والســبب في هذا واضــح : ففي أحـد هذه المجامع يجتمع كل معلمي الكنيســة 0 وهو ما يحدث اليوم مع البابا ) بصورة أســاســية ، وبما أن كل أســقف يعزى إليه التعليم الكنسي ويكون مزوداً [ بحق ] منح العفو [ الإلهي ] ، فلا بد إذن من التخمين أن مجمــوع كل حقوق العفـو الكنســية العـليــا تكون مؤثرة في هـذه المجامع .لأن كل أســقف لديه الروح القدـس بصــورة خاصة تبعاً للإعتقــاد الكنســيّ ( قارن الرســالة الأولى إلى أهل كورنثوس 7 : 40 ) [لاتمت هذه الفقرة بصلة ما إلى الموضوع الذى هو قيد المناقشة ، وأعتقد أنه يعنى (6:2-3) من نفس الكتاب: "ألستم تعلمون أن القديسين سيدينون العالم. فإنكات العالم يدان بكم أفأنتم غير مستأهلين للمحاكم الصغرى . ألستم تعلمون أنناسندين ملائكة فبالأولى أمور هذه الحياة"] وعندمــا نســتحضر كل ذلك في أذهـننا نقترب من أعطــاء قرارات المجمع ســلطة كـافيــة لأن الروح القدس فيها كان هو المؤثر [ صاحب القرار ] بصورة أساسية - وهو ما ينبغي علينا ألا نقبله .

    ولسوف يُدهش ما سبق كل كاثوليكي وكل بروتستانتي ( يؤمن بقرارات تلك المجامع الأولى ، حيث يعتقد أنها تمت بالوحي المطلق للروح القدس ) إذا ما وَعى حقيقة وواقع تكوين قراءات هذه المجامع ، فهي تنبثق أساساً :

    1 - من القياصرة الرومان ، أي هم الذين أوحوا بها [ وليس الروح القدس ] .

    2 - وعلى الأخص قرارات المجمع الأول التي إتخذها قيصر لم يكن مسيحياً معمّداً بل كان بعيداً كل البعد عن الإيمان [ والعقيدة ] المسيحية .

    3 - وبصفة عامة من قياصرة ( وزوجاتهم ) لا ترى في حياتهم الأخلاقية والأدبية أية إنطباع يدل على أنهم أشخاص يتمتعون بقدسية خاصة تجعلهم يقومون بتمثيل صوت الروح القدس .

    إضافة إلى رقم ( 1 ) : كان القيصر الروماني في بداية القرن الرابع أيضاً رئيس قساوسة ديانة الدولة الرومانية والقس الأعلى ( وهو نفس اللقب الذي إتخذه البابا عنه ) .

    وبذلك ترأس القيصر ديانة الدولة وأصبحت لديه الســلطة العليا لإتخاذ القرارات في أمور الدين والعقيدة وتنظيم " الكنيســة " . وعندما أصدرا قســطنطين وليتشينيوس مرسوم التسامح واعتنق قســطنطين نفسه الديانة المســيحية حيث عبد المسيح بعد ذلك ، إمتدت سلطته كرئيس للكهنة والرأس العليا لديانة الدولة بحرية تصرف كبيرة لتشمل الديانة المسيحية أيضاً ، فقد اعتبر قســطنطين حكومة الكنيســة المسيحية شأناً من شؤون الدولة والمجمع ضرباً من ضروب برلماناتها التي يشترك فيها ممثلوا الكنيســة والدين* ، من أجل ذلك كانت الحكومة هي التي تقرر ( بكل تعسف ) من تدعوهم من الأساقفة لهذه المجامع وكان على الأساقفة بالطبع الإنصياع والحضور ، وعند الضرورة إستعملت العنف في إحضارهم ، وكان من البديهي في نظر قســطنطين كأكبر موظفي الدولة أن يُعَيّن من يقود هذه المؤتمرات وكذلك لم يكن لافتاً للنظر آنذاك أن يكون بإمكان القيصر التأثير على المؤتمر في قراراته أو أن يفرض إرادته على التجمعات الكنسية حتى في مسائل العقيدة . إلا أن هذا ما كان يحدث غالباً .

    ولهذه الأسباب كان القياصرة الرومان هم القادة القانونيون والفعليون للمجامع الرومانية الأولى ( فلم يكن يوجد في ذلك الوقت بابا معترف به : كوخ صفحة 37 ) .

    أما من ناحية القيصر ومفهوم الديانة المسيحية فلم يكن هناك ما يلفت الأنظار ، وما يثير الدهشة هو سكوت الكنيسة المسيحية منذ البدء ورضاها بهذا الوضع المهين ، على الرغم من أنها قبل ذلك بقليل كانت تعتبر الإمبراطورية والإمبراطور كعالم الحيوانات الخارج من العالم الآخر .

    أما تفصيلياً فيتراءى الموضوع كالآتي :

    أ - مجمع نيقيــة : نادى بإنعقاده القيصر قســطنطين الأكــبر بمبادرة شــخصية منه ( وهذا ما يســري أيضــاً على المـجــامع الأربعة الأخـرى ، شفارتز : " ما قبل التاريخ " صفحة 238 ) ، لأنه كان يعلق أهمية كبــيرة على تحــقيق الســلام وتكوين كنيســة واحدة بقدر الإمكـان في إمبراطــورية واحــدة .

    لــذلك فقــد كان يـنـتـقي الأســاقفة المــنـوط بـهم الإشتراك في المجمــع** ، حـتى أنه كان يلقي دائمــاً خطبة إفتتــاح المجمــع ( شــفارتز : " قسطنطين " (صفحة 126) - ويمارس البابا اليوم هذه الوظــيفة في المذهب الكــاثوليكي ) . ومن الثابت أن قســطنطين قد أدار المؤتمر بصــورة واقعية ( كوخ صفحة 37 ) فقد كان يشــعر بل ويتصــرف " كرئيس للمجمع " فكان يأمر الأســاقفة بما يجب عمله وما يجب تركه (أوســتروجرسكي صــفحة 39 وكوخ صــفحة 37 وما بعدها) ، وقد أعلن في مناســبة أخرى مؤكداً : " إني أرغب في قانون كنســي " ( كوخ صفحة 38 ) وقد قبلت الكنيســـة كل هذا صاغرة ، لـذلك أصبح القيصــر أســقفها العــام (الدولي) المعــترف به ( كوخ صــفحة 37 ) . ولم يكن غير قســطنطين الذي أدخــل ما تعارف عليه بصــيغة " هومسيوس "*** الشهيرة في قرارات مجمع نيقية وفرضها على الأساقفة المعارضين بإستعمال سطوته ( شفارتز : " أثناسيوس " ( صفحة 210 ) وليتسمان ( صفحة 274 ) . وبالمناسبة فهو لم يكن له تأثير فعّال وغير مباشر فقط على تكوين العقيدة بل كان أيضاً يصوت معهم ( دوريس صفحة 135 ) .

    يقول شيفارتز : " أخطــر ما قام به قســطنطين هو إخضــاع كنيســة الدولة لتعليمات نيقية " ( أثناسيوس صفحة 263 ) .

    وكما كانت الكنيسة إحدى مؤسسات الدولة أصبحت أيضاً قرارات المجامع وعلى الأخص البنود التي تخص العقيدة والتي رفعها قسطنطين إلى مرتبة القوانين التي تصدرها الدولة ، وبالتالي أصبح لها نفس الصورة الإلزامية للمفهوم القانوني العام ( فأصبحت بعد ذلك ملزمة لكل الرعية ، أما نظراً لتسامح قسطنطين فقد إقتصرت على شعب الكنيسة فقط ) .

    وكذلك تحولت قرارات المجامع الأربعة المسكونية الأخرى بهذه الطريقة إلى قوانين عامة (إرجع إلى شفارتز : " ما قبل التاريخ " صفحة 238 ) .

    ب - مجمع القسطنطينية [ الأول ] عام ( 381 ) : وفيه تم إعلان المسيحية ديناً رسمياً للدولة ، ونادى بتشكيله تيودوسيوس الأول ( الأكبر ) ( شتاين صفحة 305 ) .

    وعلى أية حال يجب أن نطلق على هذا المجمع " مجمع هيكلي " أكثر من مجمع نيقية فلم يشترك فيه أحد من الغرب مطلقاً وبالإضافة إلى ذلك فقد تم دعوة عدد قليل نسبياً من الأساقفة ( شتاين 305 ) ويحكى عنه شفارتز قائلاً : إن تيودوسيوس فرض إرادته في هذا المؤتمر دون مبالاة ( المجامع صفحة 17 ) .

    جـ - مجمع إفسس عام ( 431 ) : حيث حكم على نسطور بالإرتداد - تم عقده تحت لواء الحكومة وإفتتحاه تيودوسيوس وقالنتيان ( وثائق : هوفمان صفحات 3 ، 7 ) . وقد أدار المناقشات فيه كبار رجال الدولة ، ويبدو أن القيصر الروماني الشرقي وأوجوستا بولشيريا - وسيجيء الحديث عنها بعد ذلك - لم يشتركا في المحادثات إلا مرة واحدة ( إرجع أيضاً إلى شفارتز : " بولشيريا صفحة 211 ) إلا أنهما على الرغم من ذلك قد لعبا دوريهما كاملا ، على النقيض من المجامع السكونية الأربعة الأخرى حيث تكونت في هذا المجمع تحزُّبات بقيادة الأساقفة بسبب الظروف* الخاصة التي كانت تمر بها الدولة ، وقد كان هذا هو الوضع القائم إلى حد كبير .

    وأخيراً تمكنت الحكومة هذه المرة من فرض قراراتها ، ومما لا شك فيه أن بولشيريا كان لها في المقام الأول الكلمة الحاسمة في مفاهيم مسائل العقيدة التي طرحت للمناقشة في هذا المجمع سواء أكانت بصورة مباشرة أم من خلال أصحاب الحظوة لديها .

    د - مجمع خلقدنيا ( 451 ) : وقد دعا لعقده رسمياً القيصر مارتيانوس ، ومن الواضح أن وراء هذا العمل زوجة بولشيريا ، وكانت الإدارة القوية هنا أيضاً يسيطر عليها كبار موظفي الدولة ( شتاين صفحة 467 ) الذين قاموا بإدارة النظام بإحكام ، كما يقول شفارتز ( المجامع صفحة 17 ) .

    وتمكنوا من فرض قواعد العقيدة [ المسيحية ] ضد رغبة الأساقفة الضعيفة بكل تعسف (راجع شفارتز صفحة 170 ) ويضيف شتاين أنه : " تحت ضغط الحكومة " تم التوصل إلى حل وسط ( صفحة 468 ) ، ويجب أن يفهم كلمة " الحكومة " هذه تعني في المقام الأول بولشيريا ، لأن مارفيانوس ترك هذه المسائل تماماً لزوجة ( شفارتز : " بولشيريا " صفحة 206 ) وقد أثبت شفارتز أن بولشيريا كانت تحكم قبضتها على لجام هذا المجمع ، بل إنه إستنتج أنها قد نادت بالعمل ضد رغبة الكنائس المختلفة بل ونفذتها ( شفارتز صفحات 206 و 211 ) .

    هـ - مجمع القسطنطينية [ الثاني ] ( 553 ) : ويعد المجمع الخامس من نوعه وقد تم عقده تحت لواء القيصر جوستينيان الأول ( الأكبر ) ، ولم يكن هذا المجمع إلا للهتاف ، إذا أردنا أن نطلق عليه هذا الإسم ، وفيه أصدر القيصر جوستينيان - الذي كان يعد أهم رجال اللاهوت آنذاك وأكثر الحكام غشماً على الإطلاق - العقائد والتعليمات التي تخص المؤتمر قبل إنعقاده بزمن في صورة مراسيم وقوانين . ولم يعقد هذا المجمع إلا لأخذ موافقة الكنيسة فقط ( راجع في ذلك على سبيل المثال : ألفيزاتوس باسيم ، حيث تذكر القوانين العقائدية المختلفة لهذا القيصر والتي أمر فيها جوستينيان ، كما يؤكد ألفيزاتوس ، بما يجب الإيمان به من وجهة نظر عقائد الإمبراطورية ( صفحة 28 ) ، وكان عماد هذا المجمع هو مرسوم لجوستينيان تم التصديق عليه وسري كقانون على الرغم من تردد بعض الأساقفة الغربيين ( الفيزاتوس صفحة 28 وما بعدها ) . ويقول هارناك في هذا المجمع : " ولتدشين مراسم ( القيصر ) هذه ثم عقد المجمع السكوني الخامس . . . في مايو [ عام ] 533 في القسطنطينية . . . . وعقد المجمع فقط لإعطاء المراسيم القيصرية الشرف [ المجد أو المباركة ] الكنسي ( منقولة عن ألفيزاتوس صفحة 29 ) .

    إضافة إلى النقطة ( 2 ) : بالنظر إلى الإفتراض رقم ( 2 ) : يُعد من الثوابت أن قسطنطين الأكبر قد تم تعميده قبل موته وبعد ( 15 ) عاماً من مجمع نيقية ( على أيدي أحد أتباع آريوس ) وهذا يعني أنه لم يكن قد تنصر بعد وقت إنعقاد مجمع نيقية ، كما كان لعدة سنوات متتالية طالباً للتعميد وبذلك كان محروماً من العشاء الأخير .

    وما زال يُعد من أحد أسباب الجدل [ التي لم يتوصل فيها إلى حل حاسم ] ، عما إذا كان قسطنطين قد عرف أساساً العقيدة المسيحية واعتنقها ، إلا أنه من المؤكد أنه كان مرتبطاً بشدة بجانب ذلك على الأقل بعبادة الشمس وميترا .

    ويدل على ذلك عملاتُه المعدنية التي كان يطبع عليها إلى وقت طويل من العصر المسيحي (الشمس التي لا تهزم ) ( دوريس صفحة 42 ) . وعند تدشين القسطنطينية شيّد عموداً ضخماً صُــوِّرت عليه صورته مع شــعار الشــمــس التي لا تهزم ( شــفارتز : " قســطنطين " صفحة 85 وليتســمان صفحة 276 ) : بل رضي للكنيســة أن تقف أمام هذا النُصُــب وتعظم القيصــر في مواكب من الشــموع وأدخنة البخور ( شــفارتز : " قســطنطين " صفحة 85 ) كما أمر عند تدشــين القســطنطينية بأن يحملوا شعار مذهب الصــدفية [ وهو مذهب فلســفي ينادي بأن العالم تحكمه الصــدفة وتســيطر عليه ] ( شفارتز صفحة 85 وأيضاً ليتسمان صفحة 276 ) كذلك من الثابت أنه سمح بين أعوام 333 و 337 لأحد المدن بتشييد معبد لعبادة قبيلته ( شفارتز " قسطنطين " صفحة 89 ، وليتسمان صفحة 268 وإينسلين صفحة 66 ، ويوضح تشريعه على سبيل المثال أيضاً مقدار بعده من الروح المسيحية ، حيث لم يلغ العبودية بل على النقيض من ذلك قد أقرها ، كما هدد زوجته الحرة التي كانت على علاقة بأحد العبيد بأقصى العقوبات بل هددها بالموت نفسه ( دوريس صفحة 71 ) .

    أما عن عقيدة قسطنطين فقد إختلفت فيه الأراء إختلافاً بيناً ، فبناءً على الوثائق التي لدينا يجب علينا التسليم بأنه كانت لديه نظرة دينية بدائية جداً نظراً لكونه رجلاً عسكرياً وبطلاً حربياً وصحيح أن الأحجبة ( ؟ ) كانت عنده على درجة كبيرة من الأهمية حيث اعتقد أنها تساعده على النصر والنجاح وإن كانت عنده كثيرة ومتعددة حيث توضع بجانب بعضها البعض ، ومن المؤكد أن قسطنطين كان يؤمن أن إله النصارى قد ساعده في النصر غير المتوقع الذي أحرزه على ماكسنتيوس وهذا ما يجعلنا نستوعب سبب عبادته له بعد ذلك وقد عمل كل شيء حتى لا يغضب عليه ، أما عن المسيحية الحقة فلم تكن لديه في الحقيقة معرفة كبيرة بها ، ولكنه قد علم بعد ذلك بسنوات كيفية حل مشكلة الثالوث والمسائل المسيحية ( ! ) وفي النهاية فقد كان الدين والكنيسة بالنسبة لقسطنطين إلى حد كبير وسيلة لتحقيق غرضه ، أما هدفه الرئيسي فقد كان فرض سيطرته التواقة المتوهجة على العالم وتأمينها .
    وفي الحقيقة فإن مسائل الخلاف عند أهل اللاهوت المسيحي لم تجذب إهتمامه إلا قليلاً وربما قد تضاحك عليها ، ومع أنه هو الذي قرر هذه المسائل العقائدية في مجمع نيقية إلا أن هذا لم يحدث بناءً على إقتناعه الشخصي بالدين ومن الواضح أنه قررها فقط لمسايرة الأغلبية ، حيث إنه قد إكتسب بخروجه من المحادثات الإنطباع أن الميول تسير في هذا الإتجاه ولأنه اعتقد أن هذا الحل سيكون أكثرها سلاماً بين محبي الصراع اللاهوتي حيث كان الموضوع يهمه بمفرده ، ونستنتج هذا دون أدنى شك من الكتابات الرقيقة المثيرة للإعجاب إلى إسكندر وأريوس ، والتي حاول فيها أن ينهي الخلاف قبل إنعقاد المجمع في صورة ودية ونقرأ فيها عتابه الموجه للإثنين بكلمات قال فيها : إنهما لن يستفيدا من إثارة المعارك الخطيرة وغير المفهومة لرجال اللاهوت وطالبهما بالتصالح والإحتفاظ لنفسيهما بالخلافات العقائدية ( ! ) التي لن تستفيد الأمة منها بشيء ( شفارتز : " قسطنطين " صفحة 123 ) .

    ويتضح من هذا القدر الضئيل لإهتمام هذا الروح " القدس " رئيس مجمع نيقية بالموضوعات [ العقائدية ] الفاصلة . ويرى شفارتز أنه " كان من الأفضل لو كان قد ذلّل كل النظريات ( اللاهوتية) " ( أثناسيوس صفحة 264 ) .

    ومثل هذه الحقـائق الثــابتة يجـب أن تمنع الكنائـس المســيحية أن تتكيف مع هـذه القرارات الأســاســية ، فكيف يتثنى تبعاً لقانون الكنيســة أن يكون لدى رجل غير معمد الروح القدس إذا كان المســيحيون العاديون بل والقســاوسـة التقليديون غير مؤهلين للإشتراك في أحد هذه المجامع [ ولماذا لم يوحد الروح القدس كلمته في قلوبهم حتى يومنا هذا ليتحدوا في مذهب واحد ؟ ] وهنا نؤكد مرة أخرى أن قســطنطين قد أعطى الكلمة النهائية المؤثرة في أهم الموضوعات التي ظهرت آنذاك .

    وإضافة نقطة ( 3 ) : من الأصعب على عقل الإنسان السليم تقبل الواقع الذي يجعل القياصرة الرومان أناساً يثار حول أخلاقياتهم الشكوك إلى حد ما بل ويجعلهم أناساً يثار حولهم الكثير من علامات الإستفهام التي لا يمكن تخيل مقدارها .

    أ ) يثار الكثير من الجدل حول شخص قسطنطين الأكبر عند المؤرخين ، ومما لا شك فيه أنه كان يتمتع بملامح حسنة توحي بالتسامح العام الحقيقي ، وفيما عدا ذلك كان يلجأ إلى القوة مثل أي حاكم غاشم ، أما بالنسبة للناحية الأخلاقية فهي أكثر من صعبة حيث يتراءى لنا تناسخ حقيقي للروح القدس يبدو كما لو كان قد استقل بتقرير المسائل العقائدية للكرة الأرضية .

    ويقول المؤرخ شفارتز ( في كتابه " قسطنطين صفحة 64 ) عن قسطنطين الأكبر الذي كان أحد مغتصبي [ العرش ] ( فوجت صفحة 145 وما بعدها ) : " لا يجب أن نتجادل بشأن الأخلاق الشخصية للقيصر الأول الذي لم يكن مسيحياً ولكنه مات على الأقل كمسيحي مُعّمداً ، فلم تكن أرفع بكثير من أخلاقيات سلاطين الشرق " كما قال عنه القيصر جوليان إبن إبن أخيه [ أو أخته ] بعد ذلك : " إنه إعتنق المسيحية فقط لكي يكفّر عن آثامه وجرائمه " ( تعليق ذكر عند شفارتز في " قسطنطين " صفحة 64 ) .

    لقد أظهر قسطنطين خُلُقاً وحشيةً جداً ، وهذا يتضح على سبيل المثال من سماحه للأهل ببيع أولادهم على الأقل في الأوقات الحرجة ( دوريس صفحة 65 ) كما قرر سكب الرصاص الساخن في فم العبد الذي يشارك في اختطاف سيده ( دوريس صفحة 64 ) .

    أما من يقتل أباه فيحبس في جوال مليء بالثعابين تتم خياطــته ثم يُغرق ( دوريس صفحة 64) وإذا ما عمــقنا النظــر فســيفاجئنا الواقع أنه اقترف في عام 326 - أي بعد [ المفروض : قبل ] زمن من إعتناق المسيحية وبعد عام واحد من إنعقاد مجمع نيقية - سلسلة من جرائم قتل أقرباءه ، فلم يكتف بقتل حماه ماكسيميان وزوج أخته باسيانوس بل قتل أيضاً أبناءه لوســيانوس وكريسبوس ، حتى زوجته فاوستا لم تسلم من يديه فقد قام بإغراقها في ميــاه تغلي ( إرجع إلى دوريس صفحة 55 وكوخ صــفحة 22 وفرانتس جورز [ تمت ] " قتل أقرباء قســطنطين في " مجلة اللاهــوت العلمية " الجزء ( 30 ) لسنة 1887 صــفحة 343 - 377 وكذلك الجزء ( 33 ) لسنة 1890 صــفحة 320 وما بعدها ، وكذلك أيضاً بورشــارت في " زمن قســطنطين " صفحة 335 ، وفيكتور شــولتس بعنوان " قتل أقرباء قسطنطين في " المجلة اللاهوتية " لسنة 1899 وأخيراً أوتوزيك في " مجلة اللاهوت العلمية " الجزء ( 30 ) لسنة 1890 صفحة 63 وما بعدها وأيضاً هون صفحة 130 ) .

    وعلى الرغم من كل أســباب التخــفيف التي يحاول البعض التماســها له إلا أنها في النهــاية حــالات قتــل .

    أما الوثنيون فقد وصفوا قسطنطين بأنه لص ( كوخ صفحة 22 ) ، وبعد انتصاره على ماكسنتيوس أمر قسطنطين بخنقه هو وأتباعه المقربين وكان ذلك قبل إنعقاد المجمع بســنة ( فوجت صفحة 163 ) ، وكذلك يلقي الضوء أيضاً على الجانب الأخلاقي لقسطنطين قسمه الذي أداه لماكسنتيوس أن يبقيه حياً !

    وبناءً على هذه الوقائع فقد قرر شتاين أن قسطنطين قد اقترف جرائم قتل لتنفيذ أغراضه (صفحة 297 ) ، ومن المسلم به أيضاً أن قسطنطين كان مجنوناً بالسلطة ومولعاً بالعظمة ، ويقال عنه أيضاً أنه كان ينظر لنفسه في المرآة يومياً عدة مرات ( فوجت صفحة 138 ) وهذه هي الروح غير المقدسة التي أوحت بقرارات مجمع نيقية ، كما تراءى هذا المفهــوم أيضاً لشــفارتز عندما قال : " لــذلك قرر شــفارتز أنـه لم يكــن له ( لقسطنطين ) الحق أن ينادي بعقد مجامع كنسية من تلقاء نفسه أو إصدار القرارات التي فرضها على المجامع [ الكنسية ] كما تدعي الكنيسة التي تنادي بأن الروح القدس هو الذي أوحى بهذه القرارات " ( "قسطنطين" صفحة 74 ) ، ويؤكد كوخ أيضاً أن مسيحية قسطنطين الشخصية والعملية كانت منحرفة (صفحة 23) ، ويرى بورشارت أن قسطنطين لم يكن متديناً مطلقاً حتى ولو أوهم نفسه بوقوفه وسط أمة الكنيسة فقد كان مجنوناً بشهوة السيطرة على العالم ، لذلك فقد جعلته أحلامه ينزلق على أمواج دماء الجيوش التي ذبحها ( إقتباس لكوخ صفحة 17 9 ، أما عن سمعته السيئة بسبب جرائم السلب التي إقترفها في حق الشعب البسيط فيقول هون : اعتاد المرء سماع البكاء والعويل في كل مدينة يتم فيها تحصيل الضرائب ، حيث كانت تجمع النقود باستخدام الكرابيج والتعذيب والتعسف حتى أن الأمهات كانت تبيع أطفالها ويدفع الآباء بناتهم للدعارة حتى يمكنهم دفع الضرائب ( هون صفحة 136 وما بعدها ) .ويتضح أيضاً من أحد الخطابات التي أرسلها قسطنطين بعد مجمع نيقية إلى الجمعيات المسيحية بُعد روحه هذا عن الروح القدس بمقدار عرض السماء ، حيث أعلن فيه بصورة صادقة أن إتفاق الــ ( 300 ) أسقف لا يُعد أكثر من قرار [ إرادة ] الله (فوجت صفحة 307) ، ولا يعد هذا من مختلف الجوانب إلا كذباً متعمداً .

    ب ) أمّا تيودوســيوس الأول ( الأكبر ) فيســمو من الناحية الخُلُقية عن قســطنطين الأكبر بقليل وهذا يرجع أســاســاً إلى أنه لم يكن متســامحاً إلى أكبر درجة ، على النقيض تماماً من قســطنطين ، إلا أنه أصبح بعد ذلك النموذج الحي لجوســتنيان الأكــبر أو قــل أيضاً لمحاكم التفتيــش ، ويتضــح هذا من أمره الصــريح الحازم لكل رعاياه بإعتناق عقائد مجمع نيقية (شتاين صفحة 304 ) .

    فقد حرم كل الأديان الأخرى وهدد أن التمسك بتعاليم أخرى سيؤدى إلى عقوبات صارمة ، أرحمها عقوبة الموت ، فكان فكان يعاقب أنصار ماني فقط من أجل أنهم أنصاره [ وهي ديانة أسسها ماني الفارسي في القرن الثالث الميلادي وتعتمد على الغنوصية ] فقط لأنهم أتباعه ( شتاين صفحة 308 ) .

    وقد اســتعمل الســلاح في تنفــيذ هذا الأمر الذي يقضي بعدم ممارسة أية طقوس أخرى ( شتاين 305 ) ، وتحكي كتب التاريخ عنه إجمالياً أنه كان متوحشاً [ لا يرحم ] مع أصحاب العقائد الأخرى ( إنظر سيكلوم الثاني صفحة 166 ) ، ويتضح كذلك بعده عن الروح القدس في تعذيبه لفقراء الشعب عند جمعه للضرائب حيث فرض على الشعب أعباء لا يمكن تحملها وحصل عليها بأشد الوسائل وحشية وتعسفاً ، ومن أكثر الصور تعبيراً عن قسوة طباع هذا الحاكم على المسيحيين هو إصداره لقرارات يمنع فيها إيواء الفقراء المشردين ، وفرض على ذلك عقوبة صارمة لمن يقوم بإخفائهم من تعذيب جامعي الضرائب ( شتاين صفحة 303 ) !

    ويقول شتاين ( صفحة 297 ) إن تيودوسيوس الكبير إقترف مظالم كثيرة ، فقد قام بعمل مذبحة دموية مريعة في سَــــالونيك عام 390 ، حيث قتل فيها 7000 فرد من المدينة دفعة واحدة ( أيضاً كارول في " المسيحي الأول الأثري " جزء 152 صفحة 2265 وما بعدها ) ولا يختلف في الواقع تيودوسيوس الكبير عن الكثير من الحكام الآخرين الذين اشتهروا أيضاً بمثل هذه الأعمال ، لذلك لا يمكن القول هنا إنه كان يتمتع بروح مقدسة ، وياليت العدالة كانت هي الصفة التي تميز قراراته العقائدية ومراسيمه الكنسية مثل التي أصدارها في المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية .

    جـ ) أما عن تيودوسيوس الثاني فقد كان حاكماً ضعيفاً فقط ولم يكن بالتأكيد شريراً على الرغم من أنه اقترف جرائم قتل ، بالإضافة طبعاً إلى حروبه ، وقد إتجه إلى غرامياته بدلاً من [التفرغ] للحكم ، وكان يتميز بلاطه بالمؤامرات التي يمكنها أن تملأ الروايات بموضوعات خصبة ، وقد إقترف هو نفسه عدة جرائم قتل في أسرته ( ارجع مثلاً إلى : شتاين صفحة 445 ، وبخصوص مقتل باولينوس ارجع إلى جولدنبننج صفحة 324 وبخصوص مقتل سيفرين ويوحنا صفحة 325 من نفس المرجع ) ، وهناك إحتمال كبير أنه كان ضحية مؤامرات بولشيريا التقية التي لم تستطع أن تتحمل أن يصبح مركز زوجة قيصر التي اختارتها بنفسها [ بوليستريا ] في مثل هذه القوة ( شتاين صفحة 426 ) لذلك لم تتورع أن تكيد لزوجة القيصر ( شتاين صفحة 444 ) حتى شك تيودوسيوس في وفاء زوجته ، ومن المسلم به أن بولشيريا قد تولت الحكم أكثر من أخيها ، فقد تولت زمام الحكم أولاً كحاكمة ، حتى إنها بعد ( 15 ) سنة قُدمت لأوجوستا تحت لقب " سيدة أوجوستا " ( جودلدنبننج صفحة 2180 ؛ ولكن بعد ذلك أصبحت شريكة في الحكم حتى موت أخيها وشاركها في ذلك زوجته وبعض أصحاب النفوذ وكريسافوس أيضاً ، وفي الحقيقة فإن روح بوليشيريا هو الذي حرك مجمع أفسوس ولكن هذا الروح كان تقياً ظاهرياً فقط ، أما مدى عدم قدسيته فيظهر بصورة أوضح فى الوقائع الثابتة التي أقسمت فيها الأيمان الكاذبة بسبب تفاحة لإرتباطها بمســألة غرامية ( جولدنبننج صفحة 324 ) ، وقد وصفها شتاين بأنها كانت تتراءى بالإيمان ، كما كانت مريضة بحب السيطرة ( صفحة 417 ) . كما ادعت مؤكدة أنها مازالت عذراء ( إرجع أيضاً إلى إسهابات ماركيان في ذلك ) . ويشكك شتاين في بقائها دائماً هكذا [ أي عذراء ] ( صفحة 465 ) ، وكانت مدبرة مكائد لا يرقى لها مثيل ( ف فيجاند ، تاسيم ) ، وكما قلنا لم يهدأ لها بال حتى صدق تيودوسيوس أن زوجته تخونه ولكي تؤكد أن زوجته بولشيريا لم يكن لديها الروح القدس بأي حال من الأحوال فيكفينا أنها أمرت بقتل منافسها على السلطة كريسافيوس بعد وفاة أخيها تيودوسيوس الثاني مباشرة ( شتاين صفحة 447 و 466 ) .

    وما نعرفه أكثر من ذلك عن تيودوسيوس الثاني هو إسرافه من ناحية وظلمه لرعاياه في فرض الضرائب وتحصيلها من ناحية أخرى ( شتاين 46 ) .

    د - وبالمثل لم يكن القيصر مارقيانوس أيضاً من القديسين ، فقد كان في المرتبة الأولى رجلاً عسكرياً ، بل كان رجل حرب غاشم .

    ولا يمكنه أيضاً أن يزعم أنه كان بوقاً الروح القدس ، ويمكن أن نوفر على أنفسنا تعظيم الجانب الأخلاقي لماركيانوس بين وجهات النظر المطروحة هنا فقد رأينا بالفعل أن مجمع خلقدنيا* لم يكن من أعماله بل كان من أعمال زوجته العذراء بولشيريا ، على الرغم من أن التاريخ قد سجله رسمياً بإسمه .

    وقد عرفنا أيضاً إبنة آية روح كانت يولشيريا .

    هـ - والأسوأ من ذلك لا نزال نلمسه من ناجية الأخلاق الشخصية لجوستينيان الأول فقوانينه الوحشية الملحدة تتكلم أكثر من لغة** بوضوح وسوف نعود إليها فيما بعد فقد قيل إن جوســتينيان قد أصــدر هذه القوانين الملحــدة حتى تزداد حســابات خزائنه متعددة الجيوب [الأخطبوطية ] ويملأها دائماً أبداً ، أما عن أخلاقه الشخصية أو قل سوء أخلاقه فلدينا تصوير واضح في كتاب المؤرخ المعاصر له بروكوبيوس الذي سجل بجانب التاريخ الرسمي لعصر قيصر أيضاً التاريخ السري لحياة قيصر وزوجته تيودورا سيئة السمعة .

    وأنا أعتمد هنا أولاً على رأي ( أوتو فيه ) المسجل في فهرس المراجع بنهاية الكتاب ، فقد كان بروكوبيوس هذا من كبار موظفي الدولة وعلى علم كبير جداً بالعلاقات الغرامية وكان جوستينيان من الحكام الغاشمين البربريين حتى إنه لم يجرؤ أي مؤرخ شجاع على كتابة أي مساويء عن الحكومة .

    وبعد كل ما رآه بروكوبيوس كان من البديهي أن يروم تنفساً على الأقل في كتاباته السرية التي لم تنشر قبل القرن ( 16 ) ، وقد صوره في هذا التاريخ السّري كوغد من الأوغاد ، إلا أنه قد تم محاولة عرض نوادر بروكوبيوس في صورة لا يمكن تصديقها، إلا أنها تظل مع ذلك دائماً ذات شكل بشع - إذا ما حذفنا بعض الأشياء - وتجديفه على الله إلا أنها لا تُخّوِل هذا الرجل ( على الأخص ) الروح القدس للديانة المسيحية ، أما يوحنا بول راينهارد ، الذي أجتهد وترجم هذا التاريخ السري ، فقد أعلن في مقدمته ، أنه قد اتضح من المؤرخين الآخرين المعاصرين في ذلك الوقت ، أن جوستينيان الأول كان منافقاً ومتكبراً بصورة بشعة ، وكان ضعيف الإيمان ، حقوداً ، غدّاراً ، ظالماً ، متوحشاً ، مستغلاً ، مشته لثروات الآخرين ، مبذراً وعبداً لزوجته البخيلة المحبة للإنتقام ، المتعطشة للدماء ، المتكبرة تيودورا ( صفحة 3 ) .

    وهذا يكفي لإثبات نظريتنا على الرغم من أنه قد يغرينا بالإشارة إلى الكثير من التفاصيل التي نقلها لنا بروكوبيوس . فأعماله السيئة تكاد لا تعد ولا تحصى ، لذلك فهو يُعد من غرائب ومتناقضات تاريخ الكنيسة تماماً مثل قسطنطين وتيودوسيوس الأول .

    أما أن تترك الكنيسة المسيحية تأثير هؤلاء القياصرة الرومان في هذه المجامع [المسكونية] طواعية، وهم الذين رأتهم قبل ذلك الكنيسة، التي نجت من الإستشهاد و الدموي، كحيوانات أتوا من العالم الآخر ، وعبدتهم قبل ذلك بقليل ، الأمر الذي يُعد من أشد التناقض لدينهم أنفسهم ، [ وأكرر : أما أن تترك الكنيسة المسيحية تأثير هؤلاء القياصرة الرومان في المجامع السكونية ] فيبدو هذا بالنسبة لكل المؤرخين عملاً غير مفهوم نهائياً ، وعلى الأخص أيضاً إذا تذكرنا أنه لم يوجد آنذاك رئيس للكنيسة معترف به .

    ولشرح هذا الواقع العجيب بصورة أفضل ، يجب أن نشير إلى المواقف التاريخية الآتية : لم يبدو لمعظم السكان القدماء [ آنذاك ] تأثير هؤلاء القياصرة على قرارات المجامع كأنه غريب لافت للنظر ، فقد اعتاد الشعب اعتبار القيصر :

    أ - هو عمـاد الدين على الإطــلاق وبذلك أصـبح أيضاً - عماد الدين المسيحي المعترف به .

    ب - كما كان يعتقد أن القيصر بصفة عامة هو ما يلي الإله مباشرةً وكأنه تَقلَّدَ مقاليد الحكم لإعطاء الكلمة المناسبة في الشؤون الدينية .

    إضافة لنقطة ( أ ) : اتخذ القياصرة الرومان بسرعة كبيرة منصب رئيس الكهنة ، أي تولوا وظيفة الكاهن الأعلى جوبيتر ، واحتفظوا بهذا المنصب الذي تحول فيما بعد دون ملاحظة إلى رئيس الكهنة [ البابا فيما بعد ] للديانة المسيحية ، وكان لا يزال قائماً في القرن السادس الميلادي في عهد جوستينيان ، وتبعاً لهذه الوظيفة فقد نادى القياصرة بعقد المجامع المسكونية وأداروها كما حددوا المدعوين من الأساقفة وكانوا أصحاب الكلمة النهايئة في تقرير المســائل والتعاليم العقائدية . وتبعاً لهذه المــكانة فقد قاموا بتعيين الأساقفة وعزلهم كيفما أرادوا وأصدروا إليهم الأوامر وأعلنوا الحرمان على الأساقفة غير المرغوب فيهم ، أما ما يثير الإنتباه هو " الطاعة العمياء " لهم من جانب الكنيسة ( ليتسمان صفحة 274 ) ، وهو نفس حال قسطنطين الأكبر ، على الرغم من أنه لم يكن مسيحياً مطلقاً ولكنه كان طالباً ( متوجاً ) للتعميد إلا أنه قد اعتبر نفسه الكاهن الأعلى للديانة المسيحية ( فوجت صفحة 178 ) ، كما سجل في أحد خطاباته أنه سوف يدمر الأخطاء العقائدية التي قام بها الدوناتيســت [ المتبرعون ( ؟ ) ] على الرغم من أنه لم يكن لديه أدنى فكــرة عن هذه الموضــوعات ( فــوجت صفحة 182 ) . . وبصفة عامة فقد حدد القياصرة العقائد التي يجب أن تدخل الكنائس ( شيفارتز في " قسطنطين " صفحة 75 ) ، وإذا ما أراد أحد الأساقفة الإمتناع عن حضور أحد المجامع ، كان يُساق إليها قسراً ( مثلاً شيفارتز في " قسطنطين "صفحة 15 وما بعدها ) .

    ويلاحظ كذلك أن قسطنطين كان له الحق في تقرير العقائد الكنسية بل والحياة الكنسية في صورة بلغت من العنف درجة لم يفوقه فيها إلا قسطنطين الأكبر ، لأنه تبعاً لما تم الإجماع عليه كان لا يزال متأصلاً بصورة عميقة في العقائد الرومانية ، لذلك يرى (على سبيل المثال) دوريس أنه في مجمع نيقية الذي تم فيه تقرير العقائد المسيحية قد لعب " روح آخر " " روح غريب " دوراً مؤثراً مع قسطنطين (صفحة 152 وما بعدها).

    وإضافة لنقطة ( ب ) : فإن شرعية تولى قيادة الكنائس قد استنبطه القياصرة من الإعتقاد الذي كان لديهم أنهم فوق البشر العادي وأنهم نوع من الآلهة ، فلا يجب إذن أن أطلقوا على أرواحهم آلهة الأمر الذي كان يحدث في أغلب الأحيان - وهو تداع الروح القدس المتطفل عليهم - كما يشير إلى ذلك ( إنسلين صفحات 61 وما بعدها و76 وما بعدها ) . لذلك تحدث تيودوسيوس الأول ( الأكبر ) عن " ألوهيتنا " ( إنسلين صفحات 69 و 76 ) ، فقد أطلق القياصرة الرومان وأيضاً المسيحيون منهم على أنفسهم لفظ الألوهية بل ادعوا كونهم أكثر من آلهة ، كما دُعوا أيضاً في مراسيمهم على سبيل المثال : " السيد الإله " ( شيفارتز في " بولشيريا " صفحة 207 ) وكانوا ينادون أيضاً بهذه الألقاب : " إلهيّ " ، " الإله الموجود في كل مكان " ، " السيد المقدس " ، " إلهنا المعبود " ، وما شابهه ( أنسلين صفحات 66 وما بعدها و 69 و 75 و 7 ) .

    وحتى كلمة " خلودنا " قد اتخذوها أيضاً للتعبير عن أنفسهم ( أنسلين صفحات 7 وما بعدها ) ، فقد قال تيودوسيوس الأول مثلاً من نفسه إن الرعية قد جاءت " تتعبد لخلودنا " ( أنسلين صفحة 75 ومدونة تيودوسيوس العاشر صفحات 22 ، 30 ) . كذلك ربما أحسن الشعب من تسمياتهم " بالأكثر تقوة " و " الأكثر تقرباً لله " بتواضع كبير منهم ( أنسلين صفحة 63 ) ، وما يثير التعجب تحت هذه الظروف هو تقديم القرابين لصورة قسطنطين الأكبر عند أعمدة السَماق حتى من جانب الشعب المسيحي الذي قدس أيضاً صورته وأنار لها الشموع وحرق لها البخور وأقام عندها الصلوات تماماً كما يفعلون أمام المعبود ( فيلوستورجيوس تبعاً لأنسلين صفحة 70 ) ، وتبعاً لهذا التخيل فقد تم تأليه كل شيء يتعلق بالقيصر أو بقصره وأضفيت عليه القداسة التى يتمتع بها الإله المعبود ، لذلك كانت حجرة نومه إلهية أو مقدســة و طــاولة ( طعامه ) إلهية وخطاباته مقدسة أو إلهية وأوامره وقوانينه إلهية حتى أن بيت قيصر كان يطلق عليه البيت الإلهى ( أنسلين صفحة 71 وما بعدها ) .

    ونفس هذه العبارات استخدمها أيضاً البابا في خطابات للقيصر . ، ومن هذا يبدو أن الملك أعطى لنفسه الحق في الدعوة لإقامة المجامع وقيادتها واتخاذ قراراتها في نهاية الأمر التي تحدد على سبيل المثال الحقيقية المســيحية ، أما عند تدقيق النظــر يظهر عكــس الشــرعية تماماً ، فيظهر صــورة يقال عنها أي شيء إلا أنها مســيحية وهو ما كان يجب على الكنيسة أن تمنع القيصر عن إقرار مثل هذه القوانين بغض النظر عن عواقب هذه المقاومة ، ويتعلق الأمر بمثل هذه الظاهرة في الكنيسة ببساطة ووضوح بما يسمى " بخطيئة المسيحية الأولى " ( ارجع إلى كتاب " خطيئة المسيحية الأولى " لمؤلفه ج. ج هيرنج ) .

    وبغض النظر عن هذا فيبدو أن التدهور الذي كان حادثاً في الكنيسة في عصر قانون التسامح لاح وكأنه أتعب الكنيسة من الإضطهاد ، فقد أضعفها، أما مدى سقوطها وبعدها عن العقيدة الحقيقية فيتضح لنا على سبيل المثال في اشتراكها نفسها في عبادة القيصر ، وبغض النظر عما ذكرناه سالفاً في هذا الشأن فقد قبلت الكنيسة رسمياً وتصريحياً بعبادة وتقديس ما يخص القيصر عن طريق التعبد له* (أنسلين صفحة 68 وما بعدها) ولجعل الشعب يستسيغ هذه العبادة حتى يستطيع أداؤها توصلوا إلى فكرة تقول بدق أحد المسامير التي استخدمت في صلب عيسى [عليه السلام] في تاج القيصر ......
    ويتضح سقوط الكنيسة العقيدة الحقيقية حيث إنه سمح في مجمع " أرليس " الدخول في الخدمة العسكرية للذين أقسموا الإيمان المسيحي على الرغم من اتباع النقيض تماماً قبل ذلك بوقت قصير ( ارجع إلى فوجت صفحة 181 وألفيزاتوس صفحة 32 ) وهو عدم دخول المسيحي نهائياً الجيش ، بل أكثر من ذلك - الأمر الذي يُسر له مناهضي الخدمة العسكرية - ومن كان يمتنع عن تأدية الخدمة العسكرية ، كان يتم استبعاده من العشاء الرباني !
    وحتى قبل ذلك الوقت كان الأمر مختلفاً : فمن إمتنع عن تأدية الخدمة العسكرية كان يترك بصفة خاصة لحضور العشاء الرباني .

    ولا يمكن الشك مطلقاً في النتائج التي تم التوصل إليها فيما سلف من الأحداث والعلاقات التي عرضناها وأن قواعد العقيدة ، التي أقرتها المجامع المذكورة والتي تعد في الواقع أساس ديانة الكنيسة التي يطلق عليها المسيحية ( قل : البولسية ) لا يمكن بأية حال من الأحوال أن تكون من وحي الروح القدس . ولم تنجح تعاليم العقيدة من إثبات جدارتها ، الأمر الذي تحاول الكنائس الكبيرة اليوم أن يحققه لوقف الهروب التدريجي للشعب من الكنيسة لذلك تهتم الكنيسة إهتماماً لا مثيل له بإيجاد نموذج ديني جديد يحتذى ، ولكن ليس لديها للأسف الشجاعة أن تَنْفُذ إلى الإصلاحات حتى جذورها ونتيجة ذلك يجب عليها أن تعلن أن قرارات المجامع الأولى غير سارية بالمرة وعلى الأخص ما يتعلق بمسائل تألية المسيح [ عليه السلام ] والفداء ، كما يجب أساساً أن تعيد مناقشة وصياغة الموضوعات التي عالجتها هذه المجامع في قراراتها وتختبرها في صورة نزيهة بعيدة عن التحيز وأن تبدي رأيها في الأريوســية [ ظهرت على يد أريوس بطريرك الأســكندرية في القرن الرابع حرقه قســطنطين واضطــهد أتباعه حتى إنقرضــت ، وكان ينادي بأن لا إله إلا اللــه وأن عيســى نبي الله ورســوله ] التي اســتمرت ديانة الدولة الرســمية ما لا يقل عن ( 50 ) عاماً .

    وعلى الكنائس أن تبتعد تماماً وبمنتهى الوضوح عن قرارات تلك المجامع وعلى الأخص تلك المجامع الأولى ، إذا أرادت أن تجدد إيمان الشعب بها مرة أخرى ، وعليها أن لا تبتعَد فقط عن قواعد العقيدة التي فرضتها عليها المراسيم والقوانين آنذاك ، أو قوانين الكنيسة ، بل أيضاً عليها أن تتبرأ من هذا الشيطان الكائن في هذه القوانين والذي استطاع بسريان هذه القوانين أن يعيث في الأرض فساداً منذ ( 1600 ) عاماً ، فهو روح الإستعباد وعدم التسامح ، وروح محاكم التفتيش والتسلط ، روح التزمت والتعصب الديني ، وهو أساساً روح دنيوى ليس له أن يتحد وروح يســوع .

    لذلك تظهر قرارات المجامع والمؤتمرات المسيحية الأولى بعيداً عن هذا التأثير المثير للتساؤل الذي ذكرناه لهؤلاء القياصرة وزوجاتهم من الناحية الأخلاقية في صورة مريبة إلى أعلى الدرجات* من ناحية روح الله ، وذلك لأن الأساقفة الذين شاركوا في ذلك قد أظهروا بتصرفاتهم هذه عدم إصطفائهم ، وبغض النظر عن الحقيقة القائلة إنهم أظهروا إنقيادهم عن طواعية للروح الدنيوية الممسوحة بالنصرانية للقياصرة الرومان ، كما يراهنوا على أن الروح القدس لم يكن يهيمن على تصرفاتهم : لذلك يدرس في تاريخ الكنيسة أنه في مجمع نيقية تم نزع شهادة الإيمان من الأسقف الآريوسّى أويزبيوس من نيكوميدين عندما أراد المغالطة في قرائتها ؛ أما في مجمع خلقدنيا فقد تشاتم الآباء القديسين وتبادلوا إتهام بعضهم البعض بإقتراف جريمة القتل ، وأكثر المجامع رسوخاً في الأذهان ذلك المجمع الذي يطــلق عليه مؤتمر اللصــوص** ( مجمع أفسس عام 449 ) ، وفي هــذا المجمــع الدي رأســه البطــريرك المتوحــش ديوسكورس ( كمــا يصفه كوخ ) تم تعذيب وإهانــة أحد الأســاقفة لدرجــة أنه مــات بعدها بقليل إثر هذا التعــذيب ، حتى ديوســكورس نفســه تلقــى في المناوشــات التي حدثت لكمــة أفقدتــه إثنين من ضروســه ( كوخ صــفحة 32 وما بعدها ) .

    وللوقوف على حقائق قرارات هذا " المجمع المقدس بإفسس "*** - الذي إستخدمت فيه الرشاوي الضخمة وإرهاب الهرّاوات - ننصح بقراءة ( شتاين صفحة 452 وما بعدها ) ، ومن يعرف شيئاً عن هذه الوقائع فسيجد أنه من المثير للسخرية أن تنسب هذه القرارات بعد ذلك للروح القدس ( ليمان صفحة 159 وما بعدها ) ، بل أكثر من ذلك يقول كاميلوت (صفحة 62 ) إن أبناء الشرق الذين جاءوا بعد ذلك قد حكوا أنهم وقفوا أمام باب مغلق ، وعندما أرادوا أداء الصلاة في كنيسة القديس يوحنا طردهم خدام الأسقف باستخدام الضرب بالعصى وقذف الحجارة ؛ ونقرأ أيضاً في وثائق لــ هوفمان ( صفحة 119 ) أنه من بين أشياء أخرى تم ضرب أحد القساوسة بسبب وجهة نظره العقائدية وإجباره كمذنب على كتابة إعتراف بإرتداده ويؤكد أستروجرسكي في تاريخ الإمبراطورية الرومانية الشرقية أن أية محاولة للمعارضة في مجمع اللصوص ( أفسس ) هذا " كان يتم القضاء عليها بصورة وحشية " (صفحة 49 ) .

    ترجمة الأستاذ علاء أبو بكر

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي

    اقتباس
    فان الباطل لا يؤكد الحق ابدا و لا يؤكد الحق الا حق و هذا هو سبب اسلام كثير من النصارى

    اقتباس
    القمص هنا يخترع مبدأ يسمى التدرج فى العقيدة
    هذا يظهر بأن جميع الأمم التي سبقت السيد المسيح كانت تعبد رب لم يكشف عن نفسه كلياً ، وبهذا كان أنبياء الله داود وسليمان ..... إلى قبل مجيء السيد المسيح يجهلوا من هو الله الحقيقي .

    فهناك إحتمالين :

    أحدهما : أن الله ضلهم عنه ... فلم يعبد حق العبادة
    ثانيها : أن الأنبياء نقلوا كتابات عن رب وهمي ... وهذا يبطل العهد القديم

    فكيف آمنوا هؤلاء الأنبياء برب لم يكشف عن هويته .؟

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    20
    آخر نشاط
    16-01-2007
    على الساعة
    05:28 PM

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاك الله خير جزاء وجعله فى ميزان حسناتك.

    سبحان الله. كلما قرأت مقال جيد ورأيت مجهود وافر لأى فرد من الأخوة هنا، احسست بضآلة نفسى. وتذكرت قول عمربن الخطاب رضى الله تعالي عنة
    "كل الناس أعلم منك ياعمر"

    الله أرزقنى حبك وحب من أحبك وقربنى اليك بعمل تحبة دون ضراء مضرة ولا فتنة مذلة.

    أننى أحبكم فى الله أخوتى المدافعين عن الأسلام فى المنتدى.

  7. #7
    الصورة الرمزية احمد العربى
    احمد العربى غير متواجد حالياً اللهم اغفر له وارحمه وارزقه الفردوس الأعلى من الجنة
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    2,327
    آخر نشاط
    15-03-2009
    على الساعة
    07:07 PM
    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيف البتار
    هذا يظهر بأن جميع الأمم التي سبقت السيد المسيح كانت تعبد رب لم يكشف عن نفسه كلياً ، وبهذا كان أنبياء الله داود وسليمان ..... إلى قبل مجيء السيد المسيح يجهلوا من هو الله الحقيقي .
    فهناك إحتمالين :
    أحدهما : أن الله ضلهم عنه ... فلم يعبد حق العبادة
    ثانيها : أن الأنبياء نقلوا كتابات عن رب وهمي ... وهذا يبطل العهد القديم
    فكيف آمنوا هؤلاء الأنبياء برب لم يكشف عن هويته .؟
    أضف على ذلك أخي الحبيب قانون الإيمان المسيحي وما يتواجد فيه من تضارب , ومنه على سبيل المثال, نؤمن باله واحد، الاب الضابط الكل، وخالق كل ما يُرى ولايُرى ، وبرب واحد ، يسوع المسيح ، ابن الله الوحيد ، بكر كل الكائنات ،المولود من الاب قبل كل الدهور وغير مخلوق ، اله حق من اله حق ، مساو للاب في الجوهر ، الذي على يده ابدع العالمين وخلق كل شئ. الذي من اجلنا نحن البشر ومن اجل خلاصنا ، نزل من السماء ، وتجسد من الروح القدس ، وصار انسانا ، وحُبِلَ به ووُلِدَ من مريم العذراء!!!
    فكيف بالله أن يكون مولود من الله وحاشا لله وغير مخلوق فى نفس الوقت؟؟
    وأي إله فى الإثنين يؤمنون به وكيف يكون غير مخلوق ويحبل به ويولد من مريم العذراء!!!
    وكيف خلق كل مايُرى وهو لايُرى وفى نفس الوقت صار إنسان أو تجسد فى صورة إنسان فكان مرئياً
    قال الله تعالى ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿23﴾ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿24﴾ الأحزاب

    إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين.. .الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله ، لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ، ولا في ماله.. لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله.


    دار الإفتاء المصرية ترد على شبهات وأباطيل أهل الباطل
    ( هنا دار الإفتاء)

كتب زكريا بطرس

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 26-02-2009, 08:36 PM
  2. قصتي مع زكريا بطرس
    بواسطة ghannam في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 17-04-2008, 11:59 PM
  3. من هو زكريا بطرس ؟؟
    بواسطة SaheelNjed في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 14-04-2008, 02:44 AM
  4. هذا هو زكريا بطرس !!
    بواسطة golder في المنتدى منتدى غرف البال توك
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-07-2007, 07:57 AM
  5. رسالة الى زكريا بطرس
    بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-04-2006, 08:47 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

كتب زكريا بطرس

كتب زكريا بطرس