سبحان العظيم الأعظم فى قوله الحق إذ قال سبحانه
ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ(118) هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(119) إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ(120)آل عمران
إنها صورة كاملة السمات ، ناطقة بدخائل النفوس ، وشواهد الملامح ، تسجل المشاعر الباطنة ، والانفعالات الظاهرة ، والحركة الذاهبة الآيبة . وتسجل بذلك كله نموذجا بشريا مكرورا في كل زمان وكل مكان .
ونستعرضها اليوم وغدا فيمن حول الجماعة المسلمة من أعداء . يتظاهرون للمسلمين – في ساعة قوة المسلمين وغلبتهم – بالمودة . فتكذبهم كل خالجة وكل جارحة . وينخدع المسلمون بهم فيمنحونهم الود والثقة ، وهم لا يريدون للمسلمين إلا الاضطراب والخبال ، ولا يقصرون في إعنات المسلمين ونثر الشوك في طريقهم ، والكيد لهم والدس ، ما واتتهم الفرصة في ليل ونهار .
ولاشك أن هذه الآيات الشريفة ترسم صورة قوية للغيظ الكظيم الذي يضمرونه للإسلام والمسلمين ، والشر المبيت ، وللنوايا السيئة التي تجيش في صدورهم ، فجاء هذا التنوير ، وهذا التحذير ، يبصر الجماعة المسلمة بحقيقة الأمر ، ويوعيها لكيد أعدائها الطبيعيين ، الذين لا يخلصون لها أبدا ، ولا تغسل أحقادهم مودة من المسلمين وصحبة . ولم يجيء هذا التنوير وهذا التحذير ليكون مقصورا على فترة تاريخية معينة ، فهو حقيقة دائمة ، تواجه واقعا دائما ... كما نرى مصداق هذا فيما بين أيدينا من حاضر مكشوف مشهود !!..
ومن ضمن هذا الحاضر المشهود أنهم من إفلاسهم وخيبة آمالهم فى كتبهم التي أشار الحق جل وعلى إلى تحريفها وأبلغ عنه به رسول الله الكريم الصادق الأمين , ذهبوا إلى إستشهادهم بالقرآن الكريم لإثبات باطلهم متجاهلين ماجاء به من شواهد وآيآت تفضح أمرهم وتؤكد تحريف كتبهم وتقر بكفرهم قاتلهم الله أنا يؤفكون... ومن ضمن باطلهم هذا أنه جاء فى موقع من مواقع كفرهم ويدعى (النور)وماهو إلا ظلمة وظلمات ومعقل للكفر والشرك والإفتراءآت أنهم قد استشهدوا بآية من القرآن الكريم على باطلهم فى إثبات عدم تحريف الإنجيل وهى الآية 37 من سورة يونس وهى ( وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الّذي بَيْنَ يَدَيْهِ (سورة يونس 10: 37).
وهذا إقتباس من موقعهم حول الموضوع
===============================
الفصل الثاني: سلامة الكتاب من التحريف
(أ) جاء القرآن مصدقاً لما في الكتاب المقدس، وفي هذا شهادة ضمنية بسلامة الكتاب من التحريف. قال:
وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الّذي بَيْنَ يَدَيْهِ (سورة يونس 10: 37).
============================إنتهى الإقتباس.
فى الرد على هذا الإفتراء فى الإستشهاد بالقرآن الكريم لإثبات عدم تحريف الكتاب اللامقدس نقول وعلى الله التكلان
هل لو ذهبت إلى قس من القساوسة العرب وقلت له لماذا لم تؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم والذي أرسله الله جل وعلى للناس بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله؟
ماذا سيكون الرد أو الإجابة من هذا القس؟؟؟
الإجابة إما ستكون إبتسامة صفراء من وراء القلب يتبعها إستهزاء لشخصي كمسلم وكثيراً ما يحدث ذلك!!
وإما ستكون الإجابة أتوماتيكياً وهذا مايحدث فى الغالب أيضاً كثيراً , سيقول هذا القس لكم دينكم ولي دين مستشهداً بالقرآن على حرية الإعتقاد فى الإسلام فيرغمك على السكوت والكف عنه وعن دعوته لأن دين أمه – ودين أبوه فى نظره هو الدين الصحيح وبمعنى واضح هو لزوم أكل العيش أقصد أكل أموال الناس بالباطل وإذا ترك دين أمه ودين ابوه وترك عمله كرجل زير قصدي دين سوف ينال عقاب الرؤس الكبيرة فى الصليبية وهذا مايخشاه على نفسه ولم يخشى الله الخالق لأن الخالق فى إعتقاده وإعتقاد كل من هو كافر ليس معه مسدس فيقضي على حياته برصاصة ثمنها تعريفة!! أو يقود سيارة بدون لوحات معدنية ويصدمه بطريقة أو بأخرى وبعد ذلك تقيض القضية ضد مجهول !!! ونسى هذا الغلبان أن الله الخالق سبحانه وتعالى ينصر من ينصر دينه وسوف يجزيه ماهو أهل له فى الدنيا والآخرة !! ولن أخوض فى الحديث أكثر من ذلك كي لاأحيد عن الهدف الرئيسي وأعود إلى قضيتنا الأساسية وهو رد فعل القس عند دعوته إلى الدين الإسلامي.
ذكرت لكم حقيقة واقعية مئة بالمئة وهى أن هذا القس يريد بأي شكل من الأشكال الإحتفاظ بلقمة العيش ولذلك سوف يفعل كل ماهو لديه من جهد كي يردك عن دعوته وتركه فى خصوصيات الباطل لديه ولو لزم الأمرالإستشهاد بآيات قرآنية من كتاب الله الحق الذي هو وآل الصليب جميعهم منكروه ولم يؤمنوا بحرف واحد منه وبمن أنزل عليه صلى الله عليه وسلم.!!
وإني أتعجب من هؤلاء الخلق كثيراً وفى أشياء ليس لها حصر لكني فى هذا الأمر أتعجب وبقوة ليس لها نهاية فى التعجب حينما أرى خلق لايؤمنون بشئ ومع ذلك يستشهدون به لإثبات باطلهم مختارين منه مايوافق أهوائهم ويتجاهلون مالايناسبهم ويناسب أهوائهم محاولين بذلك تكرار مافعله آبائهم من قبل مبرهنين به على قمة فجورهم و خستهم!!
وإما يقول لك ولماذا لم تؤمن أنت بالكتاب المقدس (الإنجيل) وعندئذٍ ومن الطبيعي سوف تقول له لأن كتابكم قد حرف وحينها سترى قمة الإحمرار من الغضب فى عينيه دون أن يرفع يده عليك كي يضربك وهذا طبعاً لأنهم تحت إمرة الحكم الإسلامي ولو كان العكس لما بقوا على مسلم واحد فى هذه الأرض, هذا رقم واحد !!
وإما يقول لك كما قال السفهاء منهم أن القرآن يثبت عدم تحريف الكتاب فتقول له وما دليلك فيأتي من القرآن ماوافق هواه تاركاً من بقي من الآيات ليفيد المعنى وإكمال الرواية كعادتهم مثل الموقع الذي يدعى الظلمة أقصد النور وهو موقع للتبشير والتنصير للعلم !!
والذي لو قرأ مابه أحد العامة الذين هم من الغثاء سوف يقول أن هؤلاء الخلق على حق, طبعاً فهو لم يتفقه فى دينه ولم يعرف منه إلا إسمه !! وهذا هو الفريسة بالنسبة لهم.
يقول هؤلاء الكذبة السفهاء:.... (جاء القرآن مصدقاً لما في الكتاب المقدس، وفي هذا شهادة ضمنية بسلامة الكتاب من التحريف. فقال: َمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الّذي بَيْنَ يَدَيْهِ (سورة يونس 10: 37).
والرد بإذن الله هو ,أن هذه الآية هى تقرير حقيقة مصدر القرآن وذم الكافرين له يأخذ بهم السياق في جولة جديدة حول القرآن تبدأ بنفي التصور لإمكان أن يكون القرآن مفترى من دون الله , وتحديهم أن يأتوا بسورة مثله . وتثني بوصمهم بالتسرع في الحكم على ما لم يعلموه يقينا أو يحققوه . وتثلث بإثبات حالتهم في مواجهة هذا القرآن , وتثبيت الرسول صلى الله عليه وسلم على خطته أيا كانت استجابتهم أو عدم استجابتهم له , وتنتهي بالتيئيس من الفريق الضال والإيماء إلى مصيرهم الذي لا يظلمهم الله فيه ; وإنما يستحقونه بما هم فيه من ضلال:
وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ; ولكن تصديق الذي بين يديه , وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون:افتراه ? قل:فأتوا بسورة مثله , وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين . بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله . كذلك كذب الذين من قبلهم , فانظر كيف كان عاقبة الظالمين . ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به , وربك أعلم بالمفسدين . وإن كذبوك فقل:لي عملي ولكم عملكم , أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون . ومنهم من يستمعون إليك , أفانت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون ? ومنهم من ينظر إليك , أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون ? إن الله لا يظلم الناس شيئا . ولكن الناس أنفسهم يظلمون . .
(وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله). .
فهو بخصائصه , الموضوعية والتعبيرية . بهذا الكمال في تناسقه ; وبهذا الكمال في العقيدة التي جاء بها ,
وفي النظام الإنساني الذي يتضمن قواعده ; وبهذا الكمال في تصوير حقيقة الألوهية , وفي تصوير طبيعة البشر , وطبيعة الحياة , وطبيعة الكون . . لا يمكن أن يكون مفترى من دون الله , لأن قدرة واحدة هي التي تملك الإتيان به هي قدرة الله . القدرة التي تحيط بالأوائل والأواخر , وبالظواهر والسرائر , وتضع المنهج المبرأ من القصور والنقص ومن آثار الجهل والعجز . .
(وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله). .
ما كان من شأنه أصلا أن يفترى . فليس الافتراء هو المنفي , ولكن جواز وجوده هو المنفي . وهو أبلغ في النفي وأبعد .
(ولكن تصديق الذي بين يديه). .
من الكتب التي سبق بها الرسل . تصديقها في أصل العقيدة , وفي الدعوة إلى الخير .
(وتفصيل الكتاب). . الواحد الذي جاء به الرسل جميعا من عند الله , تتفق أصوله وتختلف تفصيلاته . . وهذا القرآن يفصل كتاب الله ويبين وسائل الخير الذي جاء به , ووسائل تحقيقه وصيانته . فالعقيدة في الله واحدة , والدعوة إلى الخير واحدة . ولكن صورة هذا الخير فيها تفصيل , والتشريع الذي يحققه فيه تفصيل , يناسب نمو البشرية وقتها , وتطورات البشرية بعدها , بعد أن بلغت سن الرشد فخوطبت بالقرآن خطاب الراشدين , ولم تخاطب بالخوارق المادية التي لا سبيل فيها للعقل والتفكير .
(لا ريب فيه , من رب العالمين). .
تقرير وتوكيد لنفي جواز افترائه عن طريق إثبات مصدره: (من رب العالمين). .
يتبع إن شاء الله
المفضلات