الإسلام يدين الإرهاب:دعوة إلى الحقيقة

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

لمسات بيانية الجديد 10 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على مقطع خالد بلكين : الوحي المكتوم المنهج و النظرية ج 29 (اشاعة حول النبي محمد) » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | قالوا : ماذا لو صافحت المرأة الرجل ؟ » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | () الزوجة الصالحة كنز الرجل () » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | مغني راب أميركي يعتنق الإسلام بكاليفورنيا » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الإعجاز في القول بطلوع الشمس من مغربها » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | لمسات بيانية الجديد 8 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنهما بعمر السادسة و دخوله عليها في التاسعة » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | المصلوب بذرة ( الله ) ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الإسلام يدين الإرهاب:دعوة إلى الحقيقة

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 31

الموضوع: الإسلام يدين الإرهاب:دعوة إلى الحقيقة

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-02-2024
    على الساعة
    09:13 AM

    افتراضي

    الوجه الحقيقي للإرهابيين الذين يتصرفون باسم الدين



    تكشف كل هذه الأمثلة أن أعمال العنف المنظمة ضد الأبرياء لا تتفق مع الإسلام أبدا وأنه من غير المعقول أن يرتكب أي مسلم مثل هذه الجرائم. وعلى العكس فالمسلمون مسؤولون عن منع هؤلاء المخربين وإزالة الشر من الأرض وإحلال السلام والأمن لكل الناس في كل مكان.
    وليس من اللائق أن نتحدث عن "الإرهاب المسيحي" أو "الإرهاب اليهودي" أو "الإرهاب الإسلامي" . فبالتأكيد إذا بحثنا في خلفية هؤلاء الإرهابيين سنجد أن الإرهاب ظاهرة اجتماعية وليست دينية.

    الصليبيون : بربر يدنسون دينهم
    تشوه أحيانا الرسالة الحقيقية لدين أو نظام عقائدي من قبل تابعيه أنفسهم. فالصليبيون ، الذين مثلوا حلقة مظلمة في التاريخ المسيحي ، مثال لهذا النوع من التشويه.
    الصليبيون هم مسيحيون أوروبيون بدءوا في نهاية القرن الحادي عشر في إرسال بعثات لاستعادة الأرض المقدسة من المسلمين (فلسطين وما حولها)، وادعوا أن حملتهم لهدف ديني، وبالرغم من ذلك فقد خربوا كل شبر من الأرض نزلوا به ونشروا الخوف أينما ذهبوا. اعتدوا على المدنيين الذين وجدوهم في طريقهموقتلوهم وسلبوا العديد من القرى والمدن، وأصبح دخولهم للقدس، حيث عاش المسلمون والمسيحيون واليهود في سلام تحت الحكم الإسلامي، مشهدا مروعا ومنظرا يثير الاشمئزاز، كما ذبحوا المسلمين واليهود في المدينة بلا رحمة.
    وقال احد المؤرخين واصفا ما حدث: "قتلوا كل من وجدوه من العرب والأتراك... رجالا ونساء"16

    يمدح أحد الصليبيين ويدعى "رايموند "هذه الأفعال قائلا : "رأينا مشاهد رائعة، فبعض رجالنا ( وكان هذا الأكثر رحمة) قطعوا رؤوس أعدائهم، والبعض الآخر ضربوهم بالسهام وهكذا أسقطوا من أبراجهم، وآخرون عذبوهم أكثر بإلقائهم في النار. وكنا نرى في شوارع المدينة أكوام الأشلاء والجثث الممزقة. ولكي تستطيع السير في أحد الطرقات كان لابد من السير فوق جثث الرجال والخيول. ولكن كل هذه الأمور لا تذكر إذا ما قورنت بما حدث في هيكل سليمان، حيث كانت تقام الشعائر الدينية، لقد غرق الناس في الدماء حتى غطت الأقدام وبلغت إلأى لُجُم الخيول .17
    وفي خلال يومين، قتل الجيش الصليبي حوالي أربعة آلاف مسلم بوحشية وبربرية لا مثيل لها. 18




    خلال الحملة الصليبية الرابعة زادت همجية الصليبيين حيث سلبوا القسطنطينية (استنبول حاليا) وهي مدينة مسيحية، وسرقوا الأشياء الذهبية من الكنائس .



    "في القدس وتحت الحكم الإسلامي عاش كل من المسلمين والمسيحيين واليهود في سلام كامل. وعندما احتل الصليبيون القدس قاموا بالعديد من المذابح المروعة. وكلما احتلوا المزيد من المدن، استمروا في قتل المدنيين أينما ذهبوا."

    " في الثاني عشر من سبتمبر عام 1204 دخل الصليبيون القسطنطينية، وكان يسكنها المسيحيون وطردوهم ونهبوا المدينة، وسرقوا الذهب الذي كان موجودا في الكنائس."
    بالطبع، كانت كل هذه الهمجية ضد الديانة المسيحية، فالمسيحية في الإنجيل هي "رسالة محبّة". وورد في إنجيل متّى أن عيسى عليه السلام قال لأتباعه : "احبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم " (متى، 42 :5)

    وجاء في إنجيل لوقا قال: عيسى عليه الإسلام "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خذك الأيسر " (لوقا ، 29 : 6)

    ولا يوجد في أي نص من الإنجيل إشارة إلى شرعية العنف. فمن المستحيل تصور قتل الأبرياء، ولا نجد هذه الكلمة في الإنجيل إلا في قصة الملك هيرودس الذي حاول قتل عيسي وهو رضيع.
    إذا كانت المسيحية دينا يرتكز على المحبة وليس العنف، فكيف للصليبيين المسيحيين أن يقوموا بأكثر الأعمال عنفا في التاريخ ؟ ربما يرجع السبب الرئيسي إلى خداع قادة الصليبيين للناس البسطاء الذين أحسن ما يوصفون به أنهم "الغوغاء" أو "الرعاع".هذه المجموعات التي ربما لم تعرف شيئا عن دينها، والتي من المحتمل أنها لم تقرأ أو حتى لم تر الإنجيل ولو مرة واحدة في حياتها. قادت تلك المجموعات هجمات تحت شعار "حرب الصليب" التي تمثل إرادة الله.
    هذا الاحتيال على الدين شجع الكثيرين على ارتكاب الجرائم التي حرمها الدين بشكل كامل.

    ومن الجدير بالذكر أنه في تلك الفترة، تمتع المسيحيون الشرقيون، كأهل بيزنطة على سبيل المثال بقيم أكثر إنسانية من المسيحيين الغربيين الذين كانوا بعيدين كل البعد عن ثقافتهم. فقد استطاع المسيحيون الأرثوذكس العيش مع المسلمين في سلام سواء قبل الغزوات الصليبية أو بعدها.
    يقول المعلق تيري جونيس في إذاعة الـ بي بي سي : "بانسحاب الصليبيين من الشرق الأوسط عادت الحياة الهادئة من جديد واستطاع أصحاب الديانات التوحيدية الثلاث التعايش معا في سلام . "19

    إن مثال الصليبيين دليل على ظاهرة عامة، فالأكثر اتباعا لأفكار غير متحضرة وجاهلة ثقافيا هم الأكثر ميلا للعنف. وهذا أيضا دليل آخر على أن الدين لا علاقة له بالعنف. فالحركات الشيوعية في كل مكان في العالم تميل إلى العنف. وما زال هناك أقوام آخرون يتميزون بالوحشية والعنف وسفك الدماء مثل الخمير الحمر في كمبوديا، وذلك لأنهم على درجة كبيرة من الجهل.

    طبيعة البدو في القرآن
    منذ أيام الرسول صلى الله عليه وسلم كان البناء الاجتماعي في بلاد العرب يتكون من مجموعتين، سكان المدن والبدو (عرب الصحراء). و ساد تراث مركب ومتحضر في بلاد العرب. وقد ربطت العلاقات التجارية بين المدن والعالم الخارجي مما ساهم في تحسين سلوك عرب المدن، فقد اكتسبوا قيما جمالية رفيعة وتمتعوا بالحس الأدبي وخاصة الشعر. من ناحية أخرى عاش عرب الصحراء في قبائل بدوية منتشرين في البادية وغفلوا عن الفنون والآداب وتكونت لديهم شخصية غير متطورة.
    وظهر الإسلام وانتشر في مكة المكرمة، وهي أهم المدن في الجزيرة العربية. وبعدها انتشر إلى باقي شبه الجزيرة واعتنقته كل قبائل بلاد العرب .

    وكانت من بين هذه القبائل عرب الصحراء الذين تميزوا منطوين على انفسهم، فبيئتهم الفقيرة وبساطة تفكيرهم منعتهم من إدراك نبل روح الإسلام وعمقه، يقول الله تعالى عنهم:
    "الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (التوبة : 97)




    إن عرب الصحراء، تلك الفئة الاجتماعية التي كانت " الأسوأ في الجحود والنفاق" والأكثر عصيانا لأوامر الله، أصبحت جزء من العالم الإسلامي في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم . وأصبحت بعد ذلك مصدر المشاكل للدعوة الإسلامية . وأوضح مثال على ذلك طائفة (الخوارج) التي ظهرت من بين البدو.


    "في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان البدو قبائل متنقلة في الصحراء. وقد ورثتهم هذه الحياة الصعبة التي عاشوها نوعا من الثقافات الجافة والطباع القاسية".


    الهمجية والتعصب هي السمات التي تميز هذه الفئة المتطرفة التي سميت بـ"الخوارج" أو الثوار لأنهم ابتعدوا بشدة عن اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
    وهؤلاء الخوارج الذين كانت معرفتهم بالإسلام وفضائله وأخلاق القرآن معرفة منقوصة،شنوا حربا ضد جميع المسلمين الآخرين استنادا إلى بعض الآيات القرآنية التي فسروها تفسيرا خاطئا. وعلاوة على ذلك فقد ارتكبوا أبشع أعمال الإرهاب واغتالوا الإمام علي كرم الله وجهه أحد أقرب المقربين للرسول عليه الصلاة والسلام، وقد وصف بأنه بأنه "باب مدينة العلم".

    وظهرت فيما بعد طائفة أخرى سميت بـ "الشيعة"، وذلك نتيجة للجهل والتعصب وعدم الفهم المتعمق لجوهر الإسلام مما جعلهم أسهل تأثرا بالوعود والشعارات الداعية للحرب.
    بمعني آخر، كما حرف الصليبيون وأساؤوا فهم المسيحية وحولوها إلى تعاليم للعنف، كذلك ظهرت بعض الجماعات المنحرفة في العالم الإسلامي أساءت فهم الإسلام ولجأت إلى العنف. والصفة المشتركة بين الصليبيين وهذه الجماعات هي "الطبيعة البدوية". ولذلك فقد اتصفوا بالجهل وعدم النضج وعدم الفهم لجوهر الدين الحقيقي. ولذا فلجوؤهم للعنف ناتج عن جهلهم وعدم فهمهم لدينهم.

    هدف الإرهابي الوحيد أن يدمر بلا رحمة
    يُعرف كلٌّ من مايكل باكيونين وتلميذه نيتشايف (وهما من زعماء الثورة الروسية) الإرهابي الحقيقي بالقول:
    "الفعل الحقيقي للثوري ليس فقط بالكلمات ولكن بالأفعال، وشن الحرب على قوانين المجتمع الموجودة وكل ما يسمى بالعالم المتحضر بقوانينه وأخلاقياته وعاداته. والثوري شديد التمسك بمبادئه، وهو لا يعرف إلا شيئا واحد فقط وهو التدمير " نشر هذا المقال بصحيفة الإنذار، من كتاب باكيونين (أساس الثورة الاجتماعية) ، 26 ديسمبر 1885، ص.8.

    وكما نفهم من كلمات باكيونين ونيتشايف، فإن الإرهابيين هم أناس قطعوا علاقاتهم مع جميع الأعراف المادية والروحية وهم يرفضون كل القيم الأخلاقية، وينظرون إليها على أنها عائق أمام تحقيق أهدافهم.
    وقال باكيونين أيضا :"يكون الثوري مشغولا ليله ونهاره بالتفكير في شيء واحد وهو الدمار بدم بارد بلا رحمة أو هوادة. ولتحقيق هذا الهدف يجب أن يتوقع الثائر الموت في أية لحظة وأن يكون على أهبة الاستعداد لقتل أي إنسان يحاول إحباط أهدافه".
    ويصف ما يجب أن يكون عليه الإرهابي في كتابه "أساس الثورة الاجتماعية" :"يجب ان يكون الثوري صارما مع نفسه ومع الآخرين، ويجب أن يقمع كل مشاعر الضعف في علاقات الحب والصداقة والمودة وأن يولع فقط بالعمل الثوري".



    تعرف هذه الكلمات الوجه المظلم للإرهابي وتوضح مخالفته التامة للإسلام الذي يؤكد على قيم السلام والتسامح والمحبة. وفي هذه الآية، يوضح الله عز وجل أن الإسلام هو المنقذ الحقيقي للإنسانية وأن اتباع نزوات الحرب والنزاع هي اتباع لخطوات الشيطان:
    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اُدْخُلُوا فِي السِّلْم كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ" (البقرة : 208)

    "مايكل باكيونين"

    التأثير الجماعي للإرهاب
    ومما يميز الإرهابيين أيضا أنهم يتصرفون في شكل جماعات، وهذا ما يترتب عليه تجاهل الأفكار الفردية والاختيارات الشخصية للأفراد الذين يوجهون نحو هدف واحد. هؤلاء الذين يتصرفون في إطار الروح الجماعية، ربما يفعلون أشياء لا تقبلها عقولهم ويرتكبون أفعالا بغير إرادتهم ولا وعيهم. ففي العديد من بلدان العالم، تتكون جماعات الإرهاب من أشخاص جهلة أغبياء ينفعلون بهستريا الشعارات ونداءات الحرب التي تطلق في الاجتماعات الحاشدة حتى بدون أن يعرفوا ماذا يفعلون ولماذا يفعلونه، وهكذا وبالتدريج يشتركون مع مجموعات في ارتكاب أعمال وحشية.

    وفي لحظة واحدة يتحول هؤلاء الأشخاص إلى قتلة تلطخ أياديهم الدماء، وإلى إرهابيين قادرين على ارتكاب أفعال لا إنسانية. ربما يظهر على مثل هذا الشخص الهدوء والسكينة عندما يكون وحيدا، ولكن إذا ما انضم إلى أحد الجماعات الإرهابية يصبح قادرا على القتل وافتعال الحرائق دون سبب ظاهر.

    تظهر هذه الأعراض على الأشخاص الذين يرغبون في التخلص من حياتهم لسبب شخصي، وأغلب هؤلاء الذين يشاركون في أعمال العنف، تكون إرادتهم وضمائرهم ضعيفة، ويساقون كالأغنام تحت تأثير هذه المجموعات. وهكذا يستبدلون الإحساس والشعور الطيب بكراهية مفرطة وميل نحو العنف والعدوان.
    ومثل هؤلاء يمكن التأثير عليهم وإثارتهم بسهولة وهم لا يعترفون بأي قيود يضعها القانون.

    أشار القرآن الكريم إلى خطإ الوقوع في الانحراف الجماعي ووضح أنه يجب على الإنسان أن يتصرف طبقا لإرادته وبوعيه الكامل : "وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً" (الإسراء : 36)


    أحد أسباب الإرهاب : تعصب العالم الثالث

    تساعدنا مثل هذه الأمثلة من التاريخ على فهم أفضل لهذه الظاهرة الحالية، التي تسمى "الإرهاب الإسلامي" والتي تحتل الأولوية في الأجندة العالمية خلال هذه الأيام . وذلك لأن الذين ينفذون تلك الأعمال الإرهابية، يفعلونها باسم الدين، ومن يدعمونها يمثلون فئة قليلة في العالم الإسلامي. وكما ذكرنا في الحديث عن البدو سابقا فإن الإسلام في حد ذاته ليس هو السبب. فالذين يفشلون في فهم جوهر الدين الذي يدعو في الحقيقة إلى السلام والعدالة، يجعلونه أداة للعنف، والسبب في هذا وبكل بساطة هو الظروف الاجتماعية والتربية الثقافية. وأصل هذه البربرية التي تسمى "تعصب العالم الثالث" هو بعض التصرفات غير المسئولة لأشخاص يتجردون من حب البشر.

    وفي الحقيقة، تعرض المسلمون في خلال القرون القليلة الماضية وفي كل مكان من العالم للعنف من قبل الجهات الغربية وحلفائها . وقد دعمت الدول الأوربية الاستعمارية سياسة الاستعمار الظالم في الوطن العربي (مثل إسرائيل) والتي يعاني منها كل المسلمين . أما بالنسبة للمسلمين فإن عدم اللجوء للعنف كأسلوب للرد هو ما دعاهم الله إليه في القرآن الكريم :

    "وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"(فصلت : 34)
    ومما لا شك فيه أن للمسلمين الحق الشرعي في الرد على هذا العدوان. وعلى أية حال لا يجب أن تتحول ردود الفعل إلى كراهية عمياء أو عداوة ظالمة. ويحذر الله من ذلك قائلا :

    "وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (المائدة : 2)
    ولذلك فإن تنفيذ الأعمال الإرهابية ضد مدنيين أبرياء في دول أخرى بزعم أنها تمثل (البلاد الظالمة في العالم ) لا يتفق والإسلام في شيء.
    ومما يستحق الذكر أننا لا يمكن أن نحمل كل الدول والمجتمعات الغربية وزر العنف والظلم الذي يتعرض له المسلمون. وفي الحقيقة، إن الفلسفات والمعتقدات المادية الملحدة التي سادت بصفة رئيسية في القرن التاسع عشر هي المسئول الأول عن تلك الأعمال المحزنة. فالسياسة الاستعمارية الأوروبية لم تنشأ من المسيحية بل على العكس تماما فإن الحركات المعادية للدين التي تعارض القيم المسيحية هي التي إلى تلك السياسة الاستعمارية. وتعتبر أيدلوجية دارون الاجتماعية السبب الرئيسي للوحشية التي سادت في القرن التاسع عشر. وما زالت توجد في الغرب حتى اليوم القسوة ومحاربة القيم جنبا إلى جنب مع الثقافة التي تحكمها المسالمة والعدل التي تستمد جذورها من المسيحية. وفي واقع الأمر فالخلاف الرئيسي ليس بين الغرب والإسلام، بل على النقيض مما هو سائد، فالخلاف هو بين مسيحيي الغرب والمسلمين من ناحية والذين يعارضون الدين من ناحية أخرى مثل "الماديين ، والملحدين، والداروينيين ....".

    وهناك نقطة أخرى جديرة بالذكر وهي أن التعصب في العالم الثالث لا يرتبط بالإسلام، فحتى أوقات قريبة رأينا هذا التعصب مرتبطا بالأيدلوجية الشيوعية. وكما هو معروف فقد نفذت العديد من أعمال العنف المعادية للغرب في الأعوام ما بين 1960 و 1970 وقد دعمتها المنظمات الشيوعية السوفيتية. ونتيجة لانهيار الشيوعية في العديد من المجتمعات التي كانت تتبناها، حولت تلك المجتمعات اهتمامها إلى الإسلام. وهذا العنف الذي ارتكب باسم الدين والذي صاغت أدبياته االاتجاهات الشيوعية السابقة لتتفق بعض الشيء مع مفاهيم ونصوص الإسلام، هو في الحقيقة ضد قيم الدين وأخلاقه وجوهره.

    ملاحظة أخيرة يجب أن تذكر حول هذه القضية، وهي أن الإسلام لا يخص أمة معينة أو منطقة جغرافية محددة. بل على عكس ما يعتقده العالم الغربي المسيطر، فالإسلام ليس "ثقافة شرقية". الإسلام هو آخر الأديان أنزله الله للناس كافة ليهديهم إلى سواء السبيل. والمسلمون هم المسؤولون عن توضيح مفاهيم الدين الحقيقية لكل الناس في كل مكان ليكونوا أكثر فهما للإسلام.
    ولذلك، هناك حل واحد في نظر المجموعات التي تمارس العنف باسم الدين، وهو تحويل العالم إلى مكان مظلم بائس عن طريق نظم حكم ظالمة بدلا من أن يحوله إلى مكان جميل عن طريق تطبيق التعاليم والمفاهيم الحقيقية للإسلام كي يستطيع الناس فهمه والعيش في رحابه.

    التسبب في الخوف والألم للمجتمع هو نوع من أنواع الإرهاب
    واحدة من أهم خصائص الإرهاب هي أنه يختار أهدافه بشكل عشوائي. ومن أهم أسباب انتشار الخوف هي أن الإرهاب يتخذ قراره دون أن يميز أهدافه، حتى لا يشعر أحد بأنه آمن. إذا ما توقع الناس أنهم أهداف محتملة وبلا ذنب، فإن أحدا لن يشعر بالأمن أو البعد عن هؤلاء الإرهابيين. وهؤلاء الذين يعتبرن هدفا محتملا لا يستطيعون حماية أنفسهم، حيث أن الإرهابيين يتصرفون طبقا لمفاهيمهم الخاصة، ويختارون المكان والزمان بما يناسبهم. مثل هذه الأعمال تكون بشكل اعتباطي وغير متوقع في المجتمع.




    "تهاجم المنظمات الإرهابية أهدافها بشكل عشوائي مما يعني قتل الأبرياء وجرحهم. مثال على ذلك الهجوم بغاز الأعصاب في مترو طوكيو في 20 مارس 1995"
    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-02-2024
    على الساعة
    09:13 AM

    افتراضي

    خديعة الأصولية

    هناك ظاهرة أخرى ترتبط بالإرهاب يجب أن نناقشها وهي الأصولية.
    الأصولية أو "الراديكالية" تعني دعم التغيرات المخربة الثورية المفاجئة وتوفير السياسات العنيفة الصارمة التي تساعد على إنجازها. ويتميز الأصوليون بميلهم للتغيير الثوري والعنيف، ويتبنون أحيانا موقفا عدائيا.
    ومن هذا نرى أن هناك دليل للمسلم في القرآن عن كل مجال من مجالات الحياة. فعندما ننظر إلى الأصولية في ضوء القرآن، نجد أنها لا تتفق مع أخلاق المؤمنين التي أمرهم الله بها. يصف الله المؤمن في القرآن بأنه إنسان محب حسن الكلام، يتجنب النزاع والجدال ويتقرب إلى الناس، حتى الأكثر عداوة منهم ، بالدفء والود.
    وقد ضرب الله لنا مثلا بتلك الأخلاق في قصة موسى وهارون مع فرعون:
    "اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أوْ يَخْشى". (طـه: 43-44).

    كان فرعون من أكبر الكافرين العصاة القساة في زمنه، وكان الطاغية الذي أنكر وجود الله وعبد الأصنام، علاوة على ذلك فقد عرّض المؤمنين (الإسرائيليين في ذلك الوقت) للقتل والعذاب الرهيب. ومع ذلك فقد أمر الله أنبيائه بالذهاب لهذا الرجل والتحدث معه بلين ولطف .
    وستلاحظ أن الطريق الذي أوصى به الله هو طريق الحوار الودود ، ليس طرق النزاع بالكلمات الحادة والشعارات الغاضبة والاعتراضات الثورية .
    وهناك عدة أمثلة تبين للمسلمين كيفية التصرف في مثل هذه المواقف مثل ما حدث بين نبي الله شعيب والكافرين :

    " وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ * وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ * بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ * قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ * قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" (هود : 84-88)




    "إنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وِإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرا" (النساء : 58)


    نلاحظ أن شعيب دعا شعبه لتقوى الله والتزام الأخلاق السامية وذلك بكل ود ولطف، وهنا نوضح بعض المفاهيم والأسباب الكامنة خلف ما ورد في هذه الآيات:
    * عندما قال شعيب لقومه "ما أنا عليكم بحفيظ" لم يكن يريد أن يسيطر عليهم بل قصد فقط إخبارهم بالحقيقة التي وضحها الله.
    * " إنك لأنت الحليم الرشيد" هذه هي كلمات الكافرين لشعيب التي توضح مدى لطفه وأدبه، وهم بأنفسهم من أقروا بذلك.
    * " قال يا قوم أرأيتم إن كنتم على بينة" هذه الكلمات التي استعملها شعيب تدل على أنه يدعوا الكافرين لتحكيم عقولهم وضمائرهم. بمعني آخر فهو لم يضغط عليهم ولكنه ناقش عقولهم ودعاهم للتوصل للحقائق بناءا على ما تدلهم عليه أفكارهم وضمائرهم.
    * " وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه" وتحريم شعيب هنا ليس تحريما بمعني الكلمة ولكنه يوضح بعض الشرور ويدعو الناس لتركها. وقال أيضا "وما أريد أن أخالفكم" فغرضه ليس معارضة الناس وهو لا يريد أن يثيرهم أو يحرض على النزاع ولكنه يريد فقط أن يدعوهم للإيمان واعتناق الأخلاق والمبادئ السامية.

    إذا تدبرنا القرآن الكريم نجد أن جميع الأنبياء اتصفوا بالهدوء والسكينة والتسامح. يصف الله نبيه إبراهيم قائلا : "إِنَّ إِبْرًاهٍيم لأًوّاهٌ حَلِيمٌ" (التوبة : 114) .
    وفي آيات أخرى يصف أخلاق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قائلا:

    "فَبِمَا رَحْمَة مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلىَ اللهِ إِنَّ الله يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ" (آل عمران : 159) .
    الغضب والانفعال هو أهم ما يميز الأصولية. ترى هذه الصفة بوضوح في خطب وكتابات ومظاهرات الأصوليين. ،فالانفعال ليس من خصائص المسلمين، ويصف الله تعالى المؤمنين في القرآن قائلا:

    "الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِيْنَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبَّ المُحْسِنِينَ" (آل عمران : 134) .
    فليس هناك ما يستدعي غضب المسلم، فكل ما يريده من الآخرين هو الإيمان بالله والعيش بالأخلاق والمبادئ السامية، وهذا فقط من نعمة الله على الناس. ومهما نحاول أن نفعل أو نوضح الحقيقة للناس إلا أن قلوبهم وهدايتهم بأمر الله وحده . ويذكر الله للمسلمين هذه الحقيقة الهامة في الآية التالية :

    "أَفَلَمْ يَيْأَس الَّذِينَ آمنُوا أَنْ لَوْ يَشَاء اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا" (الرعد : 31).
    وتتضح هذه الحقيقة في آية أخرى : "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنينَ" (يونس : 99)
    إذا، فواجب المسلم هو أن يوضح الحقائق ويدعو الناس لقبولها. أما قبول الناس أو رفضهم للدعوة فيرجع فقط لإرادتهم الحرة . ويوضح الله هذه الحقيقة عندما يقول إنه لا إكراه في الدين :

    "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمن بِالله فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثقَى لاَ انْفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (البقرة : 256)



    "بالنسبة إلى الإرهابيين، يُعتبر قتل الأبرياء والتدمير والتخريب أسلوبا في الحياة. وهم يتعمدون إراقة الدماء. فهم يقتلون الأبرياء، ويفجرون الأطفال ويهدمون البيوت بلا رحمة."
    إذن، لا إكراه للناس لترك عقائدهم واعتناق الإسلام، ولا إجبار للمسلمين لأداء الصلوات واجتناب المعاصي، هناك فقط النصيحة.
    ويوضح الله لرسوله عليه الصلاة والسلام في بعض آياته أن المسلمين ليسوا طغاة:

    "نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالقُرآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ" (ق : 45)
    "قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ اهْتَدى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ" (يونس : 108)

    إنّ مسئولية المؤمنين هي شرح دينهم، دون إكراه أو ضغط على أحد، وقد أُمروا أن يدعوا بالحكمة حتى مع أكثر الكافرين قسوة. ومثل هؤلاء الدعاة لا يمكن أن يكونوا أصوليين، لأنّ الأصولية تنتهج عكس كل ما ذكرناه. والأكيد أن الأصولية ليست تيارا إسلاميا وإنّما نتجت عن فكر ووضع سياسي وفد إلى العالم الإسلامي من الخارج. وعندما ندرس تلك الظاهرة الاجتماعية المسماة بالأصولية ، نجد أنها تجمع الأساليب والأفكار التي تبناها الشيوعيون في الماضي. فتعبير "التعصب الأعمى" لا نجده في الإسلام:

    "إِذْ جَعَلَ الله الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمْ الحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الجَاهِليَّةِ فَأنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمُهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأهْلَهَا وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيءِ عَلِيمًا". (الفتح : 26)
    يجب على كلّ المسلمين رفض التعصب كليا، فالجدل والإصرار على الرأي يعارض ما جاء في القرآن الكريم، بل يجب على المسلم أن يتبنى موقفا هادئا متسامحا ورحيما. ويجب أن يكون المسلمون مثالا للعالم في حكمتهم وتسامحهم واعتدالهم وتواضعهم وسلمهم. وكذلك يجب أن يكونوا صورة نقية للإسلام ليس فقط بهذه الصفات ولكن أيضا بإنجازاتهم في ميادين العلم والتراث والفن وكل متطلبات المجتمع.
    ومن واجبات المسلم كذلك توضيح الأفكار الصحيحة للإسلام وحمايته من الفكر الدخيل. يوضح الله في هذه الآية ما يجب أن يكون عليه المسلمون تجاه الآخرين:

    "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِي أَحْسَنُُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (النحل : 125)


    نفسية الإرهابي وأساليبه
    في وقتنا الحاضر، اتسع معنى الإرهاب. فهو بوجه عام يشير إلى الصراع المسلح الذي تمارسه مجموعات الفكر الأصولي. بشكل عام، الإرهاب يعني التخويف. ويحيط هذا الخوف بحياة الناس التي تشعر بالتهديد المستمر من العنف والإرهاب. ويشمل الإرهاب الرعب والتخويف المنظم الذي يهدف إلى إجبار الناس على تبني طريقة تفكير وسلوك معينين، كما أن أي فعل عنيف ينتج عنه هذا الخوف. ولكن في كل الأحوال هدف الإرهاب المباشر وغير المباشر هم الناس أنفسهم.
    تلجا منظمات العنف للإرهاب لحشد المساندة. فهم يتعمدون التخويف اعتقادا منهم بأنه يزيد من قوتهم ويكسبهم مساندة بعض المواطنين .
    عموما عندما تذكر كلمة إرهاب فإن أول ما يفكر فيه الناس هو نوع من الإرهاب عرف باسم "الإرهاب اليساري"، وهناك نوع آخر من الإرهاب يوجد في دول العالم الثالث يتمثل في الممارسة الديكتاتورية للحكام. وفي الحقيقة لم يحدث شيء أكثر إرهابا من أساليب الإرهاب اليساري، حيث يستعمل الدكتاتور أو مجموعة القوة الحاكمة الظالمة قوتهم لمصالحهم الشخصية، لذلك يكون لديهم تجارب عديدة في مواجهة المعارضة الاجتماعية. في هذه الحالة يلجأ النظام الدكتاتوري إلى نفس الأسلوب الذي أثبت قوته وفاعليته أمام المعارضة، فيبدأون باستخدام العنف لدعم موقفهم وإخافة المواطنين.
    من ناحية أخرى تزعم المنظمات الإرهابية التي تعتنق مثل هذه المعتقدات أن هدفها هو القضاء على الحكم ومساوئه والذي يعتبرونه ظالما وغير شرعي، وهم يفعلون هذا للوصول إلى هدفهم في تحقيق طرق أكثر عدلا لحياة أكثر سعادة. وهذه المزاعم ليست حقيقية، ففي القرآن الكريم يخاطب الله الذين يفكرون بهذه الطريقة بقوله:

    "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلاَ إِنَّهُمْ هُم الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لاَ يَشْعُرُونَ" (البقرة : 11-12)

    قتل الأبرياء بالنسبة للإرهابيين طريقة حياة . فهم يقتلون الأبرياء ويفجرون الأطفال بلا رحمة. فإراقة الدماء بالنسبة إليهم تحقق السعادة، حتى أنهم لم يعودوا بشرا بل تحولوا إلى وحوش هائجة. وإذا وجد بينهم من يظهر بعض الشعور بالشفقة يحتقرونه ويعتبرونه جبانا أو خائنا. وغالبا ما يستخدمون الأسلحة ضد بعضهم البعض، ويقومون بما يسمى التطهير داخل منظماتهم.
    "يعمد الإرهابيون للتخريب النفسي والجسدي للوصول إلى أهدافهم. أما تعاليم الدين،
    والتي تعارض الإرهاب، فهي تدعو إلى نشر المحبة والخير والرحمة والسعادة والأمل في المجتمع."







    "يعلمنا القران أن قتل الأبرياء من أشد الأعمال قسوة. ويحرم الله الإرهاب ويدين من يرتكبونه".



    نلاحظ بوضوح أنه لاشيء أكثر شرا من إراقة الدماء. ومن يدعم هذه الهمجية فكأنه يحمي هذا الشر. ويجب أن لا ننخدع بالإرهابيين الذين يستخدمون لغة الدين ومفرداته. فهؤلاء الذين يلبسون عباءة الدين الباطلة ذنبهم مضاعف، إراقة الدماء والدعوة بما ليس في الدين بل بما يخالف الدين أيضا.
    فالإرهاب والدين يتعارضان تماما، حيث يتبنى الإرهاب طريق العدوان والقتل والصراع والظلم والبؤس. بينما ينهى القرآن عن كل هذا الظلم، ويدعو الله للسلام والود والتآلف والتراحم. ويحرم كل أنواع وأفعال الترهيب التي لا تشجع على السلام، ويدين أولئك الذين يرتكبون مثل هذه الأعمال:

    "وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنٍ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمْ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" (الرعد : 25) .
    ومن الصفات الأساسية للإرهابيين الذين يمارسونه أنهم بعيدون كل البعد عن حب الله ولا يعرفون حتى الخوف منه. فقد قست قلوبهم ومرضت أرواحهم. ويخبرنا الله عن هؤلاء في القرآن الكريم بقوله:

    "وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيٍم * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ" (القلم : 10-13)
    وقد حرم الله الثورة والاعتداء بلا سبب، ويحرم الإسلام ما نسميه الآن بأعمال الإرهاب والفوضى، حيث ذكر في القرآن :

    "قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِالله مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" (الأعراف : 33)



    "وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلوُنَ" (المائدة : 8)
    أعمال العنف : أحد أهم طرق الدعاية للمنظمات الإرهابية
    يعتبر الإرهابيون أعمال العنف دعاية لمنظماتهم. فبالنسبة لهم، أعمال مثل قتل الأبرياء وسرقة البنوك واغتيال الناس والخطف والتفجير، تقوم كلها بدور الدعاية لكفاحهم. بالنسبة للإرهاب الذي يميل إلأى الفوضى، فإن القيام بعمل عنف واحد يعمل من الدعاية في يوم ما لا تستطيع فعله الملايين من المنشورات.
    مثل هذه الأفكار غريبة تماما على كل المشاعر الإنسانية من الرحمة والعطف والتسامح، وهي منافية كذلك لكل تعاليم القرآن، وقد تؤثر فقط في المجتمعات التي تسيطر عليها أفكار ومعتقدات معادية للدين. لهذا السبب، فإن الحل الوحيد الذي يمكن أن ينقذ الإنسانية من مثل هذا التفكير الجاهل هو تطبيق تعاليم وأخلاقيات القرآن الكريم أسلوبا في الحياة.


    " يري الإرهابيون أفعالهم المخربة وسائل للدعاية، ويسعون لنشر الخوف عن طريق قتل الأبرياء وتدمير الممتلكات."


    "وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلى صِرَاطٍ
    مُسْتَقِيمٍ" (يونس : 25)



    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-02-2024
    على الساعة
    09:13 AM

    افتراضي

    نظرة الإسلام إلى أهل الكتاب

    العلاقة بين العالم الإسلامي والعالم الغربي أحد الموضوعات الهامة التي نوقشت بعد الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة. وكما هو معروف، فقد تنبأ بعض المثقفين في القرن التاسع عشر أن العالم على وشك صراع بين الغرب والإسلام. وكان هذا هو الموضوع الرئيسي لرسالة صموئيل هانتينجتون "صراع الحضارات". وقد سمى إدوارد دبليو هذا الصراع بـ "صراع الجهل" حيث قال : "يرجع هذا السيناريو الخيالي والمبالغ فيه إلى تأثير بعض العناصر المتطرفة والجاهلة والتي تتواجد في كلتا الحضارتين. وفي الحقيقة إنه لا يمكن أن يكون هناك صدام أو تعارض بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية، وذلك لأن المعتقدات المسيحية واليهودية التي تستند عليها الحضارة الغربية تنسجم تماما مع الإسلام.

    يسمى اليهود والمسيحيون في القرآن الكريم "أهل الكتاب"، وذك لأنهم يتبعون كتب مقدسة منزلة من عند الله تعالى. ونظرة الإسلام لأهل الكتاب عادلة جدا ورحيمة
    اتضح هذا الموقف نحو أهل الكتاب في خلال السنوات الأولى للدعوة الإسلامية. في ذلك الوقت كان المسلمون أقلية يجاهدون من أجل حماية إيمانهم ويعانون من الظلم والتعذيب الذي لاقوه من كفار مكة. وبسبب هذا الاضطهاد، قرر المسلمون الفرار من مكة واللجوء إلى بلد آمن يحكمه ملك عادل. وعندها أمرهم الرسول عليه الصلاة والسلام أن يتخذوا من الحبشة (أثيوبيا) مأوى لهم وكان ملكها مسيحيا. وقد وجد المسلمون فيه حاكما عادلا استقبلهم بالحب والاحترام. و رفض الملك طلب رسل المشركين إليه بتسليمهم المسلمين، بل أعلن أنه في إمكان المسلمين العيش بحرية في بلده
    يشير القرآن الكريم إلى هذا الموقف المسيحي المليء بالرحمة والعدل والرأفة حيث يقول :


    "وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ" (المائدة : 82)


    اشتراك المسلمين وأهل الكتاب في القيم والمعتقدات العامة

    هناك العديد من المظاهر المشتركة بين المعتقدات الإسلامية والمسيحية. وكذلك تشارك اليهودية الإسلام في العديد منها. ويوضح الله في القرآن الكريم أن المسلمين يشاركون أهل الكتاب العقيدة نفسها ويبين لهم كيفية مخاطبة أهل الكتاب:

    "وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" (العنكبوت : 46)
    إن جميع أتباع هذه الديانات الثلاثة العظيمة
    يؤمنون بأن الله هو خالق الكون من العدم وهو المسير له بقدرته المطلقة.



    "يُعرَّف المسيحيون واليهود في القرآن الكريم بأهل الكتاب، وقد أمر المسلمون باحترامهم والرحمة بهم. فهم يشاركون المسلمين نفس القيم الأخلاقية"
    [LIST=1][*]يؤمنون بمعجزة الله في خلقه وأنه هو الذي وهب الروح والحياة للإنسان[*]يؤمنون بالبعث والجنة والجحيم والملائكة، وبأن حياتنا تسير بقدر الله تعالى. [*]يؤمنون بأنه إلى جانب عيس وموسى ومحمد عليهم السلام أرسل الله العديد من الرسل مثل نوح وإبراهيم واسحق على مر التاريخ، وهم يحبون جميع هؤلاء الأنبياء. [/LIST]ويوضح القرآن الكريم في إحدى آياته أن المسلمين لا يفرقون بين الأنبياء

    " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" (البقرة : 285).
    تتفق معتقدات أهل الكتاب مع معتقدات المسلمين ليس فقط في القضايا التي تتعلق بالإيمان، ولكن أيضا في القيم الأخلاقية. وفي وقتنا الحاضر انتشر الفساد في العالم كله مثل الزنا واللواط والإدمان والأنانية والغرور، بينما يشارك أهل الكتاب المسلمين نفس الفضائل مثل الشرف والعفة والتضحية بالنفس والتواضع والرحمة والرأفة والحب دون انتظار مقابل.

    أعداء المسلمين وأهل الكتاب
    من الحقائق الهامة أن الفلسفات الملحدة التي تنكر وجود الله والتي انتشرت في عالمنا اليوم، بدأت تغزو الديانات الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية معا.




    "ينشغل اليوم كل من المسلمين وأهل الكتاب بتوسيع دائرة كفاحهم ضد الفساد والإدمان والشذوذ الجنسي. وتتمسك الديانات الثلاثة بأعظم الفضائل كالعفة والأمانة ونكران الذات".
    من بين أكثر الفلسفات ضررا والمعروفة في عصرنا تلك التي تستند إلى المادية والشيوعية والفاشية والفوضوية والعرقية والإلحاد والوجودية . والعديد من الناس الذين آمنوا بهذه الفلسفات الباطلة في الكون والمجتمع والإنسان، فقدوا إيمانهم أو شكوا فيه. بل الأكثر من ذلك أن هذه المعتقدات ورطت الناس والمجتمعات والأمم في أزمات كبيرة ونزاعات وحروب. ولهذه المعتقدات النصيب الأكبر من المسئولية عن العذاب والمشاكل التي تعاني منها الإنسانية كلها في الوقت الحاضر.
    إنكار وجود الله وخلقه، هذا هو الإطار العام التي تستند عليه تلك الأيديولوجيات، وهو عبارة عن قاعدة علمية تسمى نظرية دارون للتطور. حيث أقامت هذه النظرية قاعدة فلسفة الإلحاد. وتدعي هذه النظرية أن الكائنات الحية تطورت صدفة كنتيجة لمحاولة التكيف مع الحياة. إذن فالدارونية ترسل هذه الرسالة الخادعة للناس:
    "أنت لست مسئولا عن الآخرين، فحياتك هي مجموعة من الصدف، وهي تحتاج إلى الكفاح، حتى وإن دعتك الضرورة لاضطهاد الآخرين لكي تنجح، إن هذا العالم هو مكان للصراع والمصالح الشخصية".
    وقد اخترقت العديد من المفاهيم الدارونية القيم الاجتماعية مثل "الاختيار الطبيعي" و "الصراع من أجل البقاء" و "البقاء للأقوى". وتنصح هذه المبادئ الناس بأن يكونوا قساة، ظالمين، نفعيين ، أنانيين. بل وتدمر الفضائل كالرحمة والرأفة والتضحية والتواضع، تلك القيم الأخلاقية التي تدعمها الأديان الثلاثة كضرورة لـ"قانون الحياة".
    وتتنافى الفلسفة الدارونية تماما مع معتقدات أهل الكتاب ورسالة القرآن الكريم. لذلك تمثل مبادؤها الأسس الذي يرتكز عليه العالم المعارض للأديان المقدسة الثلاثة.
    لهذا السبب، من الضروري أن يتحد المسلمون وأهل الكتاب طالما أنهم يؤمنون بالله ويقبلون كل ما أمرهم به. ويجب عليهم أن يوضحوا للعام زيف الدارونية ومغالطاتها، ويبينوا انه ليس لها أي أساس علمي، ويحاول بعض الناس الحفاظ عليها فقط لأنها فلسفة مادية . كما يجب على أتباع الأديان الثلاثة كذلك قيادة كفاح ثقافي ضد كل الأفكار الخادعة (لشيوعية ، الفاشية ، العرقية
    والتي تخدم الإلحاد . وإذا حدث هذا ، سوف يصبح العالم في وقت قصير جدا واحة للسلام والأمن والعدل.



    "جلبت المعتقدات الملحدة مثل الفاشية والشيوعية والعرقية والفوضوية الدمار للإنسانية وشجعت الكراهية في المجتمعات".



    "تقترح الدارونية مجتمعا يشجع النزاع والعنف كوسائل للتطور. لكن تكشف الدراسات الاجتماعية التأثير السلبي لتلك النظرية التي لم تجلب غير الألم والدمار للمجتمعات ".

    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-02-2024
    على الساعة
    09:13 AM

    افتراضي

    معاداة السامية عنصرية تخالف تعاليم الإسلام

    تهدد أفكار معاداة السامية في عصرنا الحالي السلام العالمي وتستهدف أمن وأمان الأبرياء. وهذه العنصرية والكراهية يظهرها البعض نحو اليهود
    في القرن العشرين، ارتكبت العديد من الكوارث الكبرى باسم معاداة السامية، ومن أكبر حوادث الترويع والقتل والظلم تلك التي ارتكبها النازيون ضد اليهود. بالإضافة إلى هذا فقد استهدف اليهود وتعرضوا للظلم في العديد من البلدان التي كان فيها الحكم ديكتاتوريا. وذاق اليهود سوء العذاب على أيدي المنظمات الفاشية.
    ولكن ما هو موقف المسلمين تجاه معاداة السامية ؟





    "اضطهاد اليهود على مر التاريخ كان أساسا نتيجة لمعاداة السامية. من حقنا أن نعارض وننتقد وحشية إسرائيل، ولكن لا يجب على المسلم أن يرد على هذا الظلم والقسوة بقتل الأبرياء من اليهود".
    الجواب واضح، يجب على المسلم أن يعارض معاداة السامية كما يعارض كل الآراء العنصرية الأخرى. وإذا كان من حق المسلمين إدانة سياسة الظلم والعدوان التي تمارسها إسرائيل إزاء بعض الشعوب، فإنه من غير المقبول أن يصبح جميع اليهود هدفا للإدانة وخاصة الأبرياء منهم : وإلا سيكون هذا معاداة للسامية. وعلى أية حال فإن انتقاد السياسة الصهيونية الرسمية لا يعني معاداة السامية، حيث أن الاعتراض على الصهيونية هو اعتراض على شكل من أشكال العنصرية. وهناك العديد من اليهود الذين ينتقدون عنصرية وسياسة الصهيونية، وسيكون من السخف وغير المعقول وصف هؤلاء بمعاداة السامية.
    والقرآن الكريم لا يقبل وضع جميع الناس في خانة واحدة واتخاذ الموقف نفسه إزاءهم جميعا، فهناك حاجة إلى أن نميز بين الحسن والسيء والخير والشرير وبين الظالم والبريء . بعد الإشارة إلى بعض اليهود والمسيحيين الذين انتهكوا أوامر الله ، ذكر الله كذلك من أظهر كمالا وتمسكا بالأخلاق منهم فقال:

    " لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ" (آل عمران : 113-115)

    معاداة السامية هي عقيدة ضد الدين الذي يستمد جذوره من الوثنية الجديدة. لذا فمن غير المعقول أن يقبل المسلمون معاداة السامية أو يشعروا حتي بالتعاطف مع هذه العقيدة. فالمعادون للسامية لا يحترمون أنبياء الله كإبراهيم وموسى وغيرهم ممن أرسلهم الله بالحق ليكونوا مثلا يحتذى للإنسانية.
    معاداة السامية وكل أنواع التعصب العرقي (مثل التعصب ضد السود) ليس لها مكان في الدين الحقيقي، بل هي نتاج أفكار ومعتقدات منحرفة.

    بالإضافة إلى كل هذا، عندما ندرس معادة السامية وكل أشكال العرقية الأخرى، نرى بوضوح أنها تدعو إلى أفكار ونماذج مجتمعات تتنافى تماما مع تعاليم القرآن وأخلاقياته، فعلى سبيل المثال ترتبط معاداة السامية بالكذب والعنف والظلم. وتكمن قسوة معاداة السامية في مساندتها لقتل اليهود الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال والمسنين والتغاضي عما يتعرضون له من عذاب. ومهما يكن من أمر، فالمغزى الحقيقي لتعاليم القرآن الكريم هو التوجيه للحب والرحمة مع جميع الناس. والقرآن يأمر المسلمين بالعدل والمغفرة حتى مع أعدائهم.


    من ناحية أخرى، تتعايش جميع أنواع العنصرية معا في سلام بين أناس مختلفي الأجناس والمذاهب. فعلى سبيل المثال، يتعايش العنصريون الألمان (النازيون) مع العنصريين اليهود، مع أن كلا منهم يعارض هذا الوضع لأن كل جانب يرى أن الجنس الآخر جنسا متدنيا. وفي القرآن، لا يوجد هذا التمييز بين الأجناس، فالقرآن يدعو الناس من مختلف العقائد إلى التعايش معا في نفس المجتمع بود وسلام.




    "يود المسلمون العيش مع المسيحيين واليهود في سلام ومحبة، وأن يعامل كل منهم الآخر برحمة وتسامح واحترام".
    وفقا للقرآن، يجب على المسلمين والمسيحيين
    واليهود أن يعيشوا متحابين
    يتضح في القرآن ذلك الخلاف الحاد بين أهل الكتاب والملحدين الذين لا يؤمنون بالله تعالى. مما يؤكد خاصة اهتمام القرآن بالحياة الاجتماعية. وكمثال، يقول القرآن الكريم قاصدا هؤلاء الملحدين:

    "يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمْ الله مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (التوبة : 28)
    هؤلاء الملحدون ليس لديهم قانون مقدس ولا أي مبادئ أو أخلاقيات، بل هم يرتكبون جميع أنواع الانحراف بدون تردد. أما أهل الكتاب، الذين أرسلت كتبهم بوحي من عند الله، فلديهم أخلاقيات ومبادئ ويحترمون القيم الإنسانية. ولهذا فقد أعطى للمسلمين رخصة بالزواج من نساء أهل الكتاب:

    " الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (المائدة : 5)

    توضح هذه التوجيهات أنه من الممكن تكوين روابط نسب وقرابة كنتيجة لزواج المسلم من امرأة من أهل الكتاب، ويجب على طرفي هذا الرباط الاهتمام بالآخر. وتتضمن مثل هذه القواعد تأسيس علاقات إنسانية منصفة وحياة اجتماعية سعيدة. وحيث أن القرآن يوجه لمثل هذا الموقف العادل المتسامح، فإنه من غير المعقول أن يكون للمسلم وجهة نظر أخرى أو موقف معارض.
    يمثل العدل والتسامح الذي أظهره رسول الله صلى الله عليه وسلم تجاه أهل الكتاب مثالا رائعا يحتذي به المسلمون. ويعرض الرسول عليه الصلاة والسلام نموذجا من أفضل أمثلة هذا العدل والتسامح في العقد الذي أبرمه مع مسيحيي نجران، الذين عاشوا في جنوب الجزيرة العربية، حيث تضمن العقد البنود التالية:

    إن حياة أهل نجران والأراضي المحيطة بهم، ودينهم وأرضهم وأملاكهم وماشيتهم، من كان منهم حاضرا أو غائبا، رسلهم ودور عبادتهم كلها تحت حماية الله ووصاية نبيه صلى الله عليه وسلم .20
    أمن الرسول عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الاتفاقيات حياة اجتماعية تتسم بالأمن والأمان للمسلمين وأهل الكتاب على حد سواء، ويتضح هذا تماما في الآية التالية:

    " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" (البقرة : 62)
    إن دستور المدينة هو أكثر العقود أهمية، وقد ضمن تحقيق العدل والتسامح بين المسيحيين واليهود والمشركين.
    أعد دستور المدينة بتوجيه من الرسول صلى الله عليه وسلم منذ 1400 عام ، أي في عام 622 ميلادية، وذلك ليلبي احتياجات جميع الناس من مختلف العقائد، وتم تطبيقه كعقد قانوني مكتوب. وقد أصبح الكثير من الجماعات التي تختلف في الدين والجنس والتي أضمرت لبعضها البعض عداوة خافية راسخة لمدة 120 عاما أصبحت أطرافا في هذا العقد القانوني. وقد أظهر الرسول عليه الصلاة والسلام بواسطة هذا العقد أنه يمكنه إنهاء النزاعات الكامنة بين هذه المجتمعات بل وبإمكانهم ان يعيشوا مع بعضهم البعض، بينما كانوا قبل ذلك أعداء وعجزوا تماما عن التوصل لأي شكل من أشكال التسوية.



    "في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام مارس المسلمون سياسة العدل والتسامح تجاه أهل الكتاب".
    طبقا لدستور المدينة، كان كل إنسان حر في التمسك بأي عقيدة أو دين واختيار أي سياسة أو فلسفة. ويمكن للأفراد الذين يشتركون في نفس الأفكار التجمع وتشكيل جماعة. وكان كل شخص حر في ممارسة نظام العدل الخاص به. وبطبيعة الحال لن يحمي الآخرون أي شخص يرتكب جريمة. وانشغلت كل الأحزاب المشتركة في العقد بالتعاون ومساندة بعضها البعض، وبقيت كلها تحت حماية الرسول صلى الله عليه وسلم. وكانت النزاعات بين الأحزاب تعرض على الرسول عليه الصلاة والسلام للحكم فيها .
    عمل بهذا العقد منذ 622 م وحتى 632 م . خلال هذا العقد، ألغيت التجمعات القبلية التي استندت إلى الأصل والنسب، وتجمع أناس من مشارب عرقية وثقافية وجغرافية مختلفة معا وشكلوا وحدة اجتماعية. وضمن دستور المدينة الحرية الدينية المطلقة.
    يتعيّن احترام الأديرة والكنائس ومعابد اليهود

    حقيقة أخرى نتعلمها من القرآن الكريموهي أنه يجب على المسلمين احترام أماكن العبادة اليهودية والمسيحية. وإن الكنائس والمعابد والأديرة قد حماها الله تعالى:

    " الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (الحج : 40)

    توضح هذه الآية للمسلمين ضرورة احترام وحماية الأماكن المقدسة الخاصة بأهل الكتاب.
    وفي الحقيقة فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أبرم مثل هذه العقود مع الوثنيين أيضا. وقد عومل الوثنيون دائما بالعدل، وقد لبى النبي عليه الصلاة والسلام كل طلباتهم عندما خضعوا لحمايته. يعني هذا أن تلك الجماعات قد طلبت حماية الرسول ضد أي هجوم أو اتهام ظالم. وخلال حياته عليه الصلاة والسلام طلب العديد من المسلمين والوثنين حمايته، وقد أخذهم تحت حمايته وضمن لهم أمنهم. وينصح الله المؤمنين في سورة التوبة بقبول طلب الوثنيين لحمايتهم قائلا:
    "وَإْن أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْلَمُونَ" (التوبة : 6)
    بسبب الاشتراك في العديد من الخصائص، فإن المسيحيين واليهود أقرب إلى المسلمين من أولئك الذين لا يؤمنون بالله. فكل منهم لديه كتابه الذي يتبعه وأنزل من عند الله تعالى. وطبقا لكتبهم المقدسة، فإنهم يعرفون الحق من الباطل ويفرقون بين الحلال والحرام ويوقرون الأنبياء والرسل الذين أرسلوا إليهم. وهم جميعا يؤمنون بالآخرة وبحساب الله على أعمالهم. لذا فهناك جوامع مشتركة يمكننا أن نتحد على أساسها.



    "الجوامع والكنائس والمعابد أماكن مقدسة يرفع فيها اسم الله . ويذكر الله في القرآن الكريم أننا يجب أن نحمي تلك الأماكن المقدسة ونحترمها "
    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-02-2024
    على الساعة
    09:13 AM

    افتراضي

    الاجتماع على كلمة واحدة
    اهتماما بأهل الكتاب، أمر الله المسلمين في القرآن بالاجتماع على كلمة سواء:

    " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" (آل عمران : 64)
    إن هذا نداء للمسيحيين واليهود، باعتبارهم يؤمنون بالله ويتبعون أوامره، دعونا نتفق على كلمة واحدة وهي "الإيمان" . دعونا نحب الله خالقنا ونتبع أوامره. ولنصل لله داعين أن يدلنا على الطريق الصحيح.
    عندما يتفق المسلمون والمسيحيون واليهود على كلمة سواء، وعندما يدركون أنهم أصدقاء وليسوا أعداء، وعندما يرون أن العدو الحقيقي هو من ينكر وجود الله، يصبح العالم بيئة مختلفة تماما. سوف تنتهي الحروب والعداوات والرعب والهجمات الإرهابية في العديد من بلدان العالم، وستُؤسس حضارة جديدة تستند على الحب والاحترام وعلى تلك "الكلمة السواء".


    "سينتهي الشر في العالم عندما يتحد المسلمون والمسيحيون واليهود ويتفقون على الإيمان بالله والتسامح".



    "يجب أن يتحد المؤمنون ويصلي كل منهم للآخر"


    "تلى السيد / موزاميل سيديكوي، رئيس الطائفة المسلمة في أمريكا الشمالية، آيات من
    القرآن الكريم في كاتدرائية واشنطن الوطنية في ذكري أحداث 11 سبتمبر.




    "صلى الرئيس بوش إلى جانب إمام المسلمين في الكاتدرائية الوطنية خلال مراسم التأبين"
    "زيارة بوش للمركز الإسلامي في واشنطن"
    "بعد هجمات 11 سبتمبر، صلى كثير من الناس من أجناس وديانات مختلفة تعاطفا وتضامنا مع الضحايا"

    هناك العديد من الحقائق المهمة لدى المسلمين والتي لا يمكن التغافل عنها. وما يأمرنا به الله تعالى تجاه الناس الآخرين ذوي المذاهب المختلفة واضح في القرآن الكريم: [LIST=1][*]تحرم تعاليم القرآن كل أنواع العرقية . [*][*][*][*][*]
    وقد أمرنا الله في القرآن بأن نظهر الود والتسامح تجاه أصحاب الأديان الأخرى طالما أنهم لا يهاجمون الإسلام والمسلمين.[/LIST]
    "مظاهر الاحترام: البابا في زيارة لحائط المبكى في القدس، مفوض الاتحاد الأوربي و رومانو برودي يلقي خطابا في المركز الإسلامي في بروكسل

    من المعروف أن اليهود قد ارتكبوا العديد من الأخطاء التي أشار إليها القرآن الكريم وانتقدها ونهي عنها. وقد ارتكبت إسرائيل جرائم مروعة ضد الإنسانية في وقتنا الحاضر يعرفها العالم كله، ولكن لا يجب أن يكون هذا ذريعة للمسلمين لكراهية جميع اليهود. وهناك أيضا آيات في القرآن الكريم تمنعنا من أن نحكم على الناس طبقا للجنس أو البلد أو الدين. ففي كل جماعة يوجد الخيرون والأشرار. ويلفت القرآن الانتباه إلى هذا الاختلاف. وعلى سبيل المثال، ميز القرآن الكريم بين فريقين من أهل الكتاب فقال في الفريق من أهل الحق:

    "لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ" (آل عمران : 113-115)

    وفي آية أخرى قال تعالى : "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ" (النحل : 36)
    أوحى الله إلى رسله أنه هو الواحد لا شريك له وهو سبحانه المعبود المطاع من قبل عباده. تلك الرسالة المقدسة التي أرسلها الله للناس من خلال رسله، بلغت لهم منذ الخلق الأول. بعض المجتمعات تقبلت الرسالة ووالتزمت بها والبعض الآخر أنكرها وقام لها بالمرصاد. ونحن نرى هذه الحقيقة في وقتنا الحاضر أيضا، فبعض الناس يسلكون الطريق المستقيم والبعض الآخر ينغمسون في الشرور. وهذه إرادة الله تعالى. وعلى المؤمنين أن يعتقدوا بأن من بين معتنقي الأديان الأخرى بعض المخلصين الذين يخافون الله تعالى.



    وأملنا أن تعيش شعوب العالم معا في سلام، دون النظر للجنس أو الدين، وأن ننبذ كل أنواع التعصب والتفرقة ونحترم حقوق كل الناس ونعمل على حمايتها، فينحصر الصراع ضد كل ما هو معاد للدين والإيمان. يقول الله تعالى في القرآن الكريم
    "فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ" (هود : 116)
    "مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ"
    (النمل : 89)

    يتبع ان شاء الله


    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    388
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    27-02-2011
    على الساعة
    10:57 AM

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا ونفع بكم الاسلام والمسلمين
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-02-2024
    على الساعة
    09:13 AM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيف الحتف مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا ونفع بكم الاسلام والمسلمين
    حياك الله أخي شرفني مرورك الطيب
    تحيتي
    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    113
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    31-12-2010
    على الساعة
    06:13 AM

    افتراضي

    جزاك الله خيراً أختي الحبيبة
    جعله الله في ميزان حسناتك
    وإخوان حسبتهم دروعا ×××× فكانوها ولكن للأعادي
    وخلتهم سهاما صائبات ×××× فكانوها ولكن في فؤادي
    وقالوا قد صفت منا قلوب ×××× لقد صدقوا ولكن من ودادي

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    8
    آخر نشاط
    17-11-2010
    على الساعة
    07:43 PM

    افتراضي

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-02-2024
    على الساعة
    09:13 AM

    افتراضي

    شرفني مروركم الطيب اخواتي
    تحيتي لكم
    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة

الإسلام يدين الإرهاب:دعوة إلى الحقيقة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الإرهاب.. فى الإسلام أم المسيحية - الدكتور منقذ السقار
    بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-01-2017, 02:30 AM
  2. الرد على شبهة العنف و الإرهاب في الإسلام
    بواسطة شعشاعي في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-02-2012, 02:41 AM
  3. كبير مفتشي مكافحة الإرهاب البريطانية: 3 آيات من القرآن الكريم أدخلتني الإسلام
    بواسطة نعيم الزايدي في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 27-09-2010, 03:51 PM
  4. حل ذبيحة كل من يدين بدين الإسلام
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 29-05-2010, 03:00 AM
  5. الإرهاب والتطرف وتحدي الإسلام
    بواسطة جمال البليدي في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-07-2007, 01:37 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الإسلام يدين الإرهاب:دعوة إلى الحقيقة

الإسلام يدين الإرهاب:دعوة إلى الحقيقة