المعجزات النبوية

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

المعجزات النبوية

صفحة 1 من 3 1 2 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 23

الموضوع: المعجزات النبوية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,155
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    31-01-2014
    على الساعة
    01:17 PM

    افتراضي المعجزات النبوية

    المعجزة هي التي تدل على قدرة الله مع اقترانها بالهداية التي يريدها لخلقه بغية سعادتهم الدنيوية والأخروية , تلك السعادة التي تحتاج الى وقدة الروح حتى تنير لسلوكها السبيل القويم.
    أما التعجيز فهو الذي يطلب فيه عن خبث المستحيل الذي فيه تحد للقدرة الإلهية.

    هل للنبي صلى الله عليه وسلم معجزات غيرالقرآن الكريم؟
    يزعم العديد من كتاب السيرة النبوية ان النبي معجزته الوحيدة هي القران الكريم.
    وليس من شك أن القران المجيد فيه من البلاغة والتشريع , ما يدعو اليه من سلوك في الحياة سواء حياة الفرد ليكون كاملا بإنسايته أو حياة المجتمع , وفي اقامة العدل وفي صلات المسلمين مع غيرهم , ثم إن في القران من الأخبار الغيبية عن المستقبل ما قد وقع فعلا , يضاف الى ذلك أن القران ينهى عن كل عمل من شأنه ان يلحق الأذى بالآخرين أو يجرح شعورهم أو ينغص عليهم الحياة.
    غير انه كان الى جانب هذا الكتاب الكريم والمُسَلم بإعجازه , معجزات من النبي جعلت الذين شاهدوها كما جعلت الذين علموا انها نقلت بكل صدق وإخلاص يزداد بهم الإيمان .
    إن المعجزة تكون مسبوقة بدعوى النبوة وألنبياء إنما بعثوا الى الخلق ليصيروا دعاة للخلق من الكفر الى الإيمان.
    وأقول: ليس من المعقول أن النبي وقد ذكر للأنبياء الذين سبقوه معجزات وذكر في القران أيضا أن لهم معجزات أيدهم الله بها حتى يؤمن بأن ما جاؤوا به من دعوة للإيمان بالله , ثم يكون هو خاتم الأنبياء ولا يكون قد أوتي ما أوتوا من معجزات بزعم ان دعوته منطقية , كأن دعوة من سبقه غير منطقية , مع أن الدين واحد والدعوة لله واحده.
    والثابت أن الذين آمنوا بمن سبق من الأنبياء عليهم السلام محصور العدد , منهم من كان دون العشرة ومنهم من لا يتجاوز العشيرة أو البلدة التي كانوا فيها, بينما كان عدد الذين حجوا مع النبي وهم مؤمنون (130 ) الفا تجمعوا من أنحاء الجزيرة العربية جميعا , وكان بينهم ملوك شط العرب وملوك اليمن وحضرموت وعُمان , وما تمرد ابو لهب وابوجهل وابو سفيان رضي الله عنه قبل إسلامه , واستعدوه وحاربوه إلا لأنهم أصحاب زعامه ومكانة رفيعة ولهم مصالحهم وميولهم ,ولأنهم برروا ما شاهدوه من معجزات أنها عبارة عن سحر, ثم انهم ما كانوا يرون النبي إلا انه اليتيم الذي ربى في فقر فتأبت نفوسهم أن يكونوا بمنزلة التبع له , كما ان ذلك كان لأمر يريده الله , هو أن يجعل هذا الدين أبعد من ان يظهر به تواطؤ من عشيرة هي التي نصرته بقوتها مع انها حاربته , والذين انتصروا على تلك العشيرة من أهل مكه الذين حاربوه كانوا من آمن به في المدينة التي كانت فيها عشيرتان كان من المستحيل أن تتفقا على شيء بينهما وهو يمثل استحالة التآمر.
    واستحالة ان يكون شيء من ذلك إنما كان سببه عن تدبير إلهي رافقه ما كان من معجزات لما فوق ما يتصور حدوثه العقل.
    التعديل الأخير تم بواسطة mosaab1975 ; 02-02-2010 الساعة 07:37 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,155
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    31-01-2014
    على الساعة
    01:17 PM

    افتراضي هل القرآن معجزة عقليه؟

    هل القرآن معجزة عقليه؟جاء في تقريظ الشيخ المراغي لكتاب الأستاذ محمد حسين هيكل ( حياة محمد) , :( لم تكن معجزة محمد القاهرة الا في القرآن وهي معجزة عقليه),,( وما أبدع ما قاله البوصيري : لم يمتحنا بما تعيي العقول به حرصا علينا فلم نرتب ولم نهتم) أ.هـ
    اقول : لم يرد البوصيري أن يقول : ليس للنبي معجزات غير القرآن بل يريد بقوله هذا أن الإسلام لا يوجد فيه ما لايقبله العقل كما وجد في بعض الأديان المحرفه عن اصلها ( النصرانية مثلا) والدليل على ذلك انه ذكر في نفس القصيدة :
    جاءت لدعوته الأشجار ساجدة تمشي اليه على ساق بلا قدم
    أما القول بأن معجزة النبي القرآن وهي معجزة عقليه , فإنا مع تسليمنا بصحة ذلك نضيف اليه بأن العقول في الناس مختلفة, كما هي الحال باختلافهم في الأفكار والأرزاق والأحاسيس.
    وقد حاول مفكرون أن يوحدوا البشرية على معقول واحد فكان مسعاهم على ما وصفه الأعشى:
    كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأدمى قرنه الوعل.
    ان العملاق هوو قزم بنظر اناس كما ان القزم يكون عملاقا برأي آخرين.
    ولا يستطيع كل الناس أن يتعلموا اسرار الشريعة وشدة الحاجة اليها وهم لا يفقهون ان الرسالة النبوية هي حق في ذاتها , فكان لابد من وجود ما يقنعهم على مثل ما كانوا سمعوا أنه كان هو سبيل ايمان من سبقهم بمن كان من أنبياء, اي بوجود المعجزات المادية الحسية, لأن الهداية الربانية لم تأت لأصحاب العقول وحدهم بل جاءت للناس جميعا على اختلاف عقولهم , علما بان مجرد كون الشيء حقا لايضمن له القبول من الناس جميعا, كما ان الهداية الربانية لم تأتي للعرب وحدهم , والحق في اتم معانيه ينبغي أن يكون مشاعا بين الناس جميعا , قال تعالى:( (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (سبأ : 28 )
    إن القول بعدم عقلانية المعجزة وبأنها لا تتفق مع ما هو مسلم به من نواميس طبيعية فلذلك يجب ألا يؤمن بوجودها , فالجواب هو من ( ويليام استانلي جون) من كبار المنطقيين الإنجليز:(( القدرة التي خلقت العالم لا تعجز عن حذف شيء منه أو اضافة شيء اليه,,,,,)
    إن الله الذي أوجد سلسلة الأسباب والعلل قادر على تعطيل هذه السلسة فلا تكون تكون المعجزة خارقة للعادة بهذا الإعتبار ولا يختل قانون السببيه فسبب المعجزة إرادة الله سبحانه.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,155
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    31-01-2014
    على الساعة
    01:17 PM

    افتراضي

    أن القول بان من شأن المعجزة أنها تلزم مشاهدتها بالإيمان وفي ذلك معنى الإكراه وسلب الانسان حرية الاختيار والقران نفسه يقدس حرية الإعتقاد فقد جاء فيه ( لا إكراه في الدين) البقرة256, فلكي لا يكون هناك تناقض يفهم ان النبي :salla-s:لم يأت بمعجزات مادية, ويرد على ذلك بأن المعجزة انماهي بمنزلة الدليل على انه مبعوث الهي وفي معنى أن عبدي صدق فيما يدعو اليه باسمي وانما المعجزة هي ارادتي بقولي( كت), فكانت على يد من بعثته. وهذا ليس فيه من الإكراه على الإيمان بل معناه فيه معنى التعريف بان من ايدته بالمعجزات أنه حقا نبي.
    ان الدليل على ان المعجزة ليست اكراه على الإيمان ان فرعون واتباعه ما امنوا بموسى :salla-s: ونمرود وجماعته ما آمنوا بإبراهيم :salla-s:.
    ثم ان دعاة العلم المادي اي ( العلمانيون) يشيدون بالتمسك بالعلم وحده, وقد يكون لهذا ما يبرره في حق اللاهوتين الذين لهم كتب مقدسه غير القران, فيها ما يخالف ما وصلت اليه العقول من علوم في حين ان الإسلام جاء يصحح للذين يؤمنون بوجود الخالق العظيم كلهم ما أدخل على كتبهم من تحريف بفعل تقادم الزمن عليها. وأنه يوجب التعلم والتعليم والعمل بها, وأن يزداد الناس حكمة ويعملوا ليعيشوا على افضل حال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(طلب العلم فريضة على كل مسلم..) كما امر الإسلام بتحكيم العقل فيما يعرض للإنسان من أمور لذلك وردت آيات عدة فيها ذكرمثال ذلك :( أولوا الألباب) ,(لأولي النهى),,,, وقد قرن ملازمة العلم للعقل بقوله تعالى:(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) (الزمر : 9 )

    محاولة قريش التعجيز بطلب المعجزة:
    لقد ذكر القرآن نماذج من تعنت الكفار وضلالتهم باقتراحات فيها من التعجيز ما ينم على الإصرار على الكفر وذكر ما كان من معجزات أتى بها الأنبياء من قبله ولكن الذين شاهدوها من زعماء وعتاة وظلمه بقوا على كفرهم وغرورهم لذذلك قال تعالى:(وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً()أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً()أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً() أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً) (الإسراء :90 -93)
    وقد زعم من زعم أن الآية دليلا على ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يأت بمعجزة
    ,وان سبب النزول ما ذكره ابم كثير في تفسيره:(قال ابن جرير: حدثنا أبو كريب, حدثنا يونس بن بكير, حدثنا محمد بن إسحاق, حدثني شيخ من أهل مصر قدم منذ بضع وأربعين سنة عن عكرمة, عن ابن عباس أن عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا سفيان بن حرب ورجلاً من بني عبد الدار, وأبا البختري أخا بني أسد, والأسود بن المطلب بن أسد وزمعة بن الأسود, والوليد بن المغيرة وأبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية, وأمية بن خلف والعاص بن وائل ونبيهاً ومنبهاً ابني الحجاج السهميين, اجتمعوا أو من اجتمع منهم بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة, فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه, فبعثوا إليه أن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك, فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعاً وهو يظن أنه قد بدا لهم في أمره بداء, وكان عليهم حريصاً يحب رشدهم ويعز عليه عنتهم حتى جلس إليهم, فقالوا: يا محمد إنا قد بعثنا إليك لنعذر فيك, وإنا والله ما نعلم رجلاً من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك, لقد شتمت الاَباء وعبت الدين وسفهت الأحلام وشتمت الاَلهة وفرقت الجماعة, فما بقي من قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك, فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً, وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سودناك علينا, وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا, وإن كان هذا الذي يأتيك بما يأتيك رئياً تراه قد غلب عليك ـ وكانوا يسمون التابع من الجن الرئي ـ فربما كان ذلك بذلنا أموالنا في طلب الطب حتى نبرئك منه أو نعذر فيك, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بي ما تقولون, ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم, ولكن الله بعثني إليكم رسولاً وأنزل علي كتاباً وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً, فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والاَخرة, وإن تردوه عليّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم» أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليماً, فقالوا: يا محمد فإن كنت غير قابل منا ما عرضنا عليك فقد علمت أنه ليس أحد من الناس أضيق منا بلاداً ولا أقل مالاً, ولا أشد عيشاً منا, فاسأل لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به, فليسير عنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا, وليبسط لنا بلادنا وليفجر فيها أنهاراً كأنهار الشام والعراق, وليبعث لنا من مضى من آبائنا, وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصي بن كلاب, فإنه كان شيخاً صدوقاً, فنسألهم عما تقول حق هو أم باطل ؟ فإن صنعت ما سألناك وصدقوك صدقناك وعرفنا به منزلتك عند الله, وأنه بعثك رسولاً كما تقول. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بهذا بعثت, إنما جئتكم من عند الله بما بعثني به, فقد بلغتكم ما أرسلت به إليكم, فإن تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والاَخرة, وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم» قالوا: فإن لم تفعل لنا هذا فخذ لنفسك, فسل ربك أن يبعث ملكاً يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك, وتسأله فيجعل لك جنات وكنوزاً وقصوراً من ذهب وفضة, ويغنيك بها عما نراك تبتغي, فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمسه, حتى نعرف فضل منزلتك من ربك إن كنت رسولاً كما تزعم, فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنا بفاعل, ما أنا بالذي يسأل ربه هذا, وما بعثت إليكم بهذا, ولكن الله بعثني بشيراً ونذيراً, فإن تقبلوا ما جئتكم به, فهو حظكم في الدنيا والاَخرة, وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم»
    ان الفهم لقوله تعالى:(أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ ) اي اذا لم تفجر الأرض لنا عيونا ففجرها لك أنت لتكون كفؤا للمنزلة الرفيعة التي تطمح إليها أما وانت في هذا الفقر فعليم أن تنقاد انت لنا ’ أصحاب الجاه والزعامة والمال,هذا ما ذكره البيضاوي في تفسيره مختصرا.
    إن ما يفهم من سياق الآيات ومن التفسير الصحيح لها هو ان النبي له مهمة في الحياة هي ان يبلغ رسالة ربه مع معجزة يؤيده الله بها لا بما يكون من مطالب تدل على سفه وجهل وتعجيز كما طالبوه :salla-s: ان يحضر الملائكة لهم لتشهد بأنه نبي من عند الله (أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً) (الإسراء : 92 ).أي كفيلا بما تدعيه شاهدا على صحته وفق مقابلة تكون وجها لوجه.
    وكانوا هم أنفسهم اذا رأوا معجزة غير التي كانت من تعجيز منهم يقولون ما كان قيل لموسى :salla-s:((وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) (الأعراف : 132 )
    لذلك ختمت الآية بما كان قال النبي لهم عندما طالبوه بما هو من قدرة الله وبما فيه تعجيز ( قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً) اي انزهه تقدست أسماؤه من ان يأتي أو يشاركه أحد في القدرة إذ هو وحده الخالق القادر على كل شيء, وقوله تعالى(رسولا) : اي كسائر الرسل وكانوا لا يأتون قومهم الا بما يؤيدهم الله به.زلم يكن أمر الآيات لهم ولا هم يتحكمون على الله حتى تتخيروها علي.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,155
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    31-01-2014
    على الساعة
    01:17 PM

    افتراضي

    المعجزة هي التي تدل على قدرة الله مع اقترانها بالهداية التي يريدها لخلقه بغية سعادتهم الدنيوية والأخروية , تلك السعادة التي تحتاج الى وقدة الروح حتى تنير لسلوكها السبيل القويم.
    أما التعجيز فهو الذي يطلب فيه عن خبث المستحيل الذي فيه تحد للقدرة الإلهية.

    هل للنبي صلى الله عليه وسلم معجزات غيرالقرآن الكريم؟
    يزعم العديد من كتاب السيرة النبوية ان النبي صلى الله عليه وسلم معجزته الوحيدة هي القران الكريم.
    وليس من شك أن القران المجيد فيه من البلاغة والتشريع , ما يدعو اليه من سلوك في الحياة سواء حياة الفرد ليكون كاملا بإنسايته أو حياة المجتمع , وفي اقامة العدل وفي صلات المسلمين مع غيرهم , ثم إن في القران من الأخبار الغيبية عن المستقبل ما قد وقع فعلا , يضاف الى ذلك أن القران ينهى عن كل عمل من شأنه ان يلحق الأذى بالآخرين أو يجرح شعورهم أو ينغص عليهم الحياة.
    غير انه كان الى جانب هذا الكتاب الكريم والمُسَلم بإعجازه , معجزات من النبي صلى الله عليه وسلم جعلت الذين شاهدوها كما جعلت الذين علموا انها نقلت بكل صدق وإخلاص يزداد بهم الإيمان .
    إن المعجزة تكون مسبوقة بدعوى النبوة وألنبياء إنما بعثوا الى الخلق ليصيروا دعاة للخلق من الكفر الى الإيمان.
    وأقول: ليس من المعقول أن النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر للأنبياء الذين سبقوه معجزات وذكر في القران أيضا أن لهم معجزات أيدهم الله بها حتى يؤمن بأن ما جاؤوا به من دعوة للإيمان بالله , ثم يكون هو عليه السلام خاتم الأنبياء ولا يكون قد أوتي ما أوتوا من معجزات بزعم ان دعوته منطقية , كأن دعوة من سبقه غير منطقية , مع أن الدين واحد والدعوة لله واحده.
    والثابت أن الذين آمنوا بمن سبق من الأنبياء عليهم السلام محصور العدد , منهم من كان دون العشرة ومنهم من لا يتجاوز العشيرة أو البلدة التي كانوا فيها, بينما كان عدد الذين حجوا مع النبي وهم مؤمنون (130 ) الفا تجمعوا من أنحاء الجزيرة العربية جميعا , وكان بينهم ملوك شط العرب وملوك اليمن وحضرموت وعُمان , وما تمرد ابو لهب وابوجهل وابو سفيان رضي الله عنه قبل إسلامه , واستعدوه وحاربوه إلا لأنهم أصحاب زعامه ومكانة رفيعة ولهم مصالحهم وميولهم ,ولأنهم برروا ما شاهدوه من معجزات أنها عبارة عن سحر, ثم انهم ما كانوا يرون النبي إلا انه اليتيم الذي ربى في فقر فتأبت نفوسهم أن يكونوا بمنزلة التبع له , كما ان ذلك كان لأمر يريده الله , هو أن يجعل هذا الدين أبعد من ان يظهر به تواطؤ من عشيرة هي التي نصرته بقوتها مع انها حاربته , والذين انتصروا على تلك العشيرة من أهل مكه الذين حاربوه كانوا من آمن به في المدينة التي كانت فيها عشيرتان كان من المستحيل أن تتفقا على شيء بينهما وهو يمثل استحالة التآمر.
    واستحالة ان يكون شيء من ذلك إنما كان سببه عن تدبير إلهي رافقه ما كان من معجزات لما فوق ما يتصور حدوثه العقل.


    هل القرآن معجزة عقليه؟
    جاء في تقريظ الشيخ المراغي لكتاب الأستاذ محمد حسين هيكل ( حياة محمد) , :( لم تكن معجزة محمد-صلى الله عليه وسلم - القاهرة الا في القرآن وهي معجزة عقليه),,( وما أبدع ما قاله البوصيري : لم يمتحنا بما تعيي العقول به حرصا علينا فلم نرتب ولم نهتم) أ.هـ
    اقول : لم يرد البوصيري أن يقول : ليس للنبي صلى الله عليه وسلم معجزات غير القرآن بل يريد بقوله هذا أن الإسلام لا يوجد فيه ما لايقبله العقل كما وجد في بعض الأديان المحرفه عن اصلها ( النصرانية مثلا) والدليل على ذلك انه ذكر في نفس القصيدة :
    جاءت لدعوته الأشجار ساجدة تمشي اليه على ساق بلا قدم
    أما القول بأن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم القرآن وهي معجزة عقليه , فإنا مع تسليمنا بصحة ذلك نضيف اليه بأن العقول في الناس مختلفة, كما هي الحال باختلافهم في الأفكار والأرزاق والأحاسيس.
    وقد حاول مفكرون أن يوحدوا البشرية على معقول واحد فكان مسعاهم على ما وصفه الأعشى:
    كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأدمى قرنه الوعل.
    ان العملاق هوو قزم بنظر اناس كما ان القزم يكون عملاقا برأي آخرين.
    ولا يستطيع كل الناس أن يتعلموا اسرار الشريعة وشدة الحاجة اليها وهم لا يفقهون ان الرسالة النبوية هي حق في ذاتها , فكان لابد من وجود ما يقنعهم على مثل ما كانوا سمعوا أنه كان هو سبيل ايمان من سبقهم بمن كان من أنبياء, اي بوجود المعجزات المادية الحسية, لأن الهداية الربانية لم تأت لأصحاب العقول وحدهم بل جاءت للناس جميعا على اختلاف عقولهم , علما بان مجرد كون الشيء حقا لايضمن له القبول من الناس جميعا, كما ان الهداية الربانية لم تأتي للعرب وحدهم , والحق في اتم معانيه ينبغي أن يكون مشاعا بين الناس جميعا , قال تعالى:( (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (سبأ : 28 )
    إن القول بعدم عقلانية المعجزة وبأنها لا تتفق مع ما هو مسلم به من نواميس طبيعية فلذلك يجب ألا يؤمن بوجودها , فالجواب هو من ( ويليام استانلي جون) من كبار المنطقيين الإنجليز:(( القدرة التي خلقت العالم لا تعجز عن حذف شيء منه أو اضافة شيء اليه,,,,,)
    إن الله الذي أوجد سلسلة الأسباب والعلل قادر على تعطيل هذه السلسة فلا تكون تكون المعجزة خارقة للعادة بهذا الإعتبار ولا يختل قانون السببيه فسبب المعجزة إرادة الله سبحانه.
    إن الدليل على عدم حاجة النبي صلى الله عليه وسلم الى المعجزات بالإستناد الى ما ورد في الحديث:( 152 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة )صحيح مسلم» كتاب الإيمان» باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته
    فكثرة الأتباع انما هي نتيجة ما في القران من هداية معقولة أثبتتها التجارب وما قام به المسلمون من حضارة إنسانية كان دافعها ما في الإسلام من تعاليم ومباديء .
    ثم ان القران الكريم وهو الكتاب السماوي الموحى به الذي لم يجرف هو في نفسه معجزه , فيه ذكر ما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم من معجزات , من ذلك انشقاق القمر والإسراء والمعراج على سبيل المثال.
    ثم ان في قول النبي عليه السلام :( وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله عز وجل الي) فذلك لأن القران الكريم هو الجوهر مما جاء في الإسلام وليست المعجزات إلا الدليل على قدرة الله وتأييده لمن بعثه أنه رسوله.
    لكن التدليل على عدم حاجة النبي صلى الله عليه وسلم الى المعجزات _ وهذا راي طرف ثاني- فهو بما جاء في سورة العنكبوت في قوله تعالى:(وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ) (العنكبوت : 50 ), فأقول ان ذلك حجة عليهم لا لهم ’ بأن المعنى أن الآيات بيد الله تعالى وأن ما ارسلت به هو الهداية حتى ينجيكم الله مما انتم عليه من جاهليه وليجعل عاقبة أموركم رشدا لذلك قال تعالى :(أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (العنكبوت : 51 ) اذا في التمعن في القران وفي تلاوته والعمل به طاعة لله هوالمقصود كغاية عظمى وغرض اسمى وقد جاء في القران الكريم نفسه ما يجعل الإيمان بحرارة تملأ القلب من ذكر آيات في الكون تبهر العقول كما فيه عدد من المعجزات الحسية التي أيد الله بها نبيه كانشقاق القمر والإسراء والمعراج والأخبار الغيبية التي جاء ذكرها و وقعت كما اخبر.

    المقال القادم ان شاء الله نتناول معجزات افضل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,155
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    31-01-2014
    على الساعة
    01:17 PM

    افتراضي

    من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم في الماء

    ومن معجزاته استسقاؤه – عليه السلام – ربه – عز وجل – لأمته حين تأخر المطر فأجابه إلى سؤاله سريعاً ، بحيث لم ينزل عن منبره إلا والمطر ينزل على لحيته.
    فعن أنس رضي الله عنه أن رجلاً دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان وجاه (معناها جهه ) المنبر ورسول اللهقائم يخطب ، فاستقبل رسول اللهقائماً فقال : يا رسول الله هلكت الأموال وتقطعت السبل ، فادعُ الله لنا يغيثنا ، قال : فرفع رسول الله يديه فقال : (( اللهم اسقنا ، اللهم اسقنا ، اللهم اسقنا )) . قال أنس : ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئاً ، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال : فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس ، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت .
    قال : والله ما رأينا الشمس ستاً ( ستة أيام ) ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ، ورسول الله قائما يخطب ، فاستقبله قائماً وقال : يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يمسكها ، قال : فرفع رسول الله يديه ثم قال : (( اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآكام والجبال والظراب ومنابت الشجر )) ، قال : فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس .
    صحيح : أخرجه البخاري رقم (1013-1014-1015-1016) ، ومسلم في صلاة الاستسقاء وابن ماجه رقم (1272)

    الماء ينبع من بين أصابع النبي
    منالمعجزات المتعلقة بالجماد : نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم.
    قال أنس بن مالك – رضي الله عنه - : (( رأيت رسول الله وحانت صلاة العصر ، والتمس الناس الوضوء فلم يجدوه ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء ، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ذلك الإناء فأمر الناس أن يتوضؤوا منه ، فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه ، فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند آخرهم ))
    صحيح : أخرجه البخاري في المناقب رقم (3573) ومسلم في الفضائل ، والنسائي في الطهارة ، والترمذي في المناقب
    . وفي رواية (( كانوا ثمانين )) . وفي رواية : (( كانوا ثلاثمائة )) . اخرجه البخاري
    ثلاثمائة يتوضأون من وضوء رجل واحد لا غير ، فإذا ما نظرنا إلى معجزة موسى عليه السلام . من نبع الماء من بين الحجر ، فإن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم أعلى وأكمل وأتم ، فإن نبع الماء من بين الأصابع أعجب من نبعه من الحجر .

    (1400) يشربون من بئر لا ماء فيها
    قال البراء بن عازب – رضي الله عنه - : كنا يوم الحديبية أربع عشر مائــة ( 1400) ، والحديبية بئر فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على شفير البئر ، فدعا بماء فمضمض ومج في البئر فمكثنا غير بعيد ثم استقينا حتى روينا وروت أو صدرت ركابنا.
    ]صحيح : اخرجه البخاري [.

    دلو الماء ينقلب نهراً يجري
    عن البراء بن عازب – رضي الله عنه – قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فأتينا على ركَيّ ذّمة ، يعني قليلة الماء ، قال : فنزل فيها ستة أناس أنا سادسهم ماحة ، فأدليت دلواًَ قال : ورسول الله صلى الله عليه وسلم على شفتي الرّكي ، فجعلنا فيها نصفها أو قرب ثلثيها ، فرفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال البراء : فكدت بإنائي هل أجد شيئاً أجعله في حلقي ؟ فما وجدت فرفعت الدلو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغمس يده فيها . فقال ما شاء الله أن يقول وأعيدت لنا الدلو بما فيها . قال : فلقد رأيت أحدنا أخرج بثوب خشية الغرق قال : ثم ساحت ، يعني جرت نهراً .
    ]قال ابن كثير في البداية ( 6/103،104) تفرد به أحمد وإسناده جيد قوي [

    بصق في عين الحديبية وهي فارغة ففارت عيوناً
    عن ناجية بن جندب أو جندب بن ناجية قال : لما كنا بالغميم لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر من قريش أنها بعثت خالد بن الوليد في جريدة خيل تتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكره رسول ا لله صلى الله عليه وسلم أن يلقاه وكان بهم رحيماً ، فقال : هل من رجل يعدل بنا عن الطريق ؟ قلت : أنا بأبي أنت وأمي ! فأخذ بهم في طريق قد كان مهجوراً ذا فدافد وعقاب ، فاستوت بنا الأرض حتى أنزله على الحديبية ، وهي نزح فألقى فيها سهماً أو سهمين من كنانته ثم بصق فيها ثم دعا ، ففارت عيوناً حتى أني لأقول أو نقول : لو شئنا لاغترفنا بأيدينا ، قال : فو الله ما زال يجيش لهم بالري ، حتى صدروا عنه . ]أخرجه ابونعيم في الدلائل ( ص 350) [

    البئر المالحة تصير عذبة
    عن همام بن نفيد السعدي – رضي الله عنه – قال : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، حفر لنا بئر فخرجت مالحة ، فدفع إلي إداوة فيها ماء فقــال : (( صّبه فيها )) فصببته فعذبت ، فهي أعذب ماء باليمن .

    - البركة في الماء بإلقاء حصيات فيه عركها النبي صلى الله عليه وسلم بيديه
    عن زياد بن الحارث الصدائي – رضي الله عنه – قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، فقال : (( أمعك ماء ؟ )) قلت : نعم ، قليل لا يكفيك ، قال : (( صبه في إناء ثم ائتني به )) فأتيته فوضع كفه فيه ، فرأيت بين كل أصبعين من اصابعه عيناً تفور ، فقال : (( لولا أني أستحي من ربي لسقينا واستقينا ، ناد في أصحابي : من كان يريد الماء فليغترف ما أحب ))
    قال زياد : وأتى وفد قومي بإسلامهم وطاعتهم ، فقال رجل من الوفد : يارسول الله : إن لنا بئراً إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها فاجتمعنا عليه ، وإذا كان الصيف قل ماؤها ، فتفرقنا على مياه حولنا ، وإنا لا نستطيع اليوم التفرق ، كل من حولنا عدو لنا ، فادع الله أن يسعنا ماؤها .
    فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع حصيات ، ففرقهن في يده ، ودعا ثم قال : (( إذا أتيتموها فألقوها واحدة واحدة ، واذكر اسم الله عليها )) فما استطاعوا أن ينظروا إلى قعرها بعدها .. كأن قعرها لا نهاية له ، وسبحان الملك القدير .
    ]أخرجه أبو داود كتاب الصلاة باب في الرجل يؤذن ويقيم آخر ، وسنن الترمذي كتاب الصلاة باب من جاء أن من أذن فهم يقيم رقم (199) وأحمد (4/169) ، والبيهقي في دلائل النبوة باب ذكر البيان أن خروج الماء من بين أصابع رسول الله كان غير مرة (4/127،125) وانظر البداية والنهاية (6/101) .[

    وضع يده في مزادتي الماء ففاض وشرب منه أربعون
    عن عمران بن حصين قال : كنت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم في مسير له فأدلجنا ( أي سرنا آخر الليل ) ليلتنا حتى إذا كان في وجه الصبح عرسنا فغلبتنا أعيننا حتى بزغت الشمس قال : فكان أول من استيقظ ثم استيقظ عمر . فقام عند نبي الله صلى الله عليه وسلم فجعل يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ رسول الله، فلما رفع رأسه ورأى الشمس قد بزغت قال : (( ارتحلوا )) فسار بنا حتى إذا ابيضت الشمس نزل فصلى بنا الغداة ، فاعتزل رجل من القوم لم يصل معنا فلما انصرف قال له رسول الله: (( يا فلان ما منعك أن تصلي معنا )) .
    قال : يا نبي الله أصابتني جنابة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فتيمم بالصعيد فصلى ثم عجلني في ركب بين يديه نطلب الماء وقد عطشنا عطشاً شديداً فبينما نحن نسير إذا نحن بامرأة سادلة ( أي المدنية المرسلة ) رجليها بين مزادتين (أي أكبر من القربة ) فقلنا لها : أين الماء ؟ قالت : أيهاه أيهاه ( أي هيهات هيهات ) لا ماء لكم . قلنا : فكم بين أهلك وبين الماء ، قالت : مسيرة يوم وليلة . قلنا. انطلقي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت : وما رسول الله ؟ فلم نملكها من أمرها شيئاً حتى انطلقنا بها فاستقبلنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم . فسألها فأخبرته مثل الذي أخبرتنا وأخبرته أنها مؤتمة ( أي ذات أيتام ) لها صبيان أيتام فأمر براويتها فأنيخت فمج في العزلاوين العلياوين ثم بعث براويتها فشربنا ونحن أربعون رجلاً عطاشاً حتى روينا وملأنا كل قربة معنا وإداوة وغسلنا صاحبنا غير أنا لم نسق بعيرنا وهي تكاد تنضرج ( أي تنشق ) من الماء – يعني المزادتين ، ثم قال : هاتوا ما كان عندكم ، فجمعنا لها من كسر وتمر وصر لها صرة فقال لها : اذهبي فأطعمي هذا عيالك واعلمي أنا لم نرزأ من مائك فلما أتت أهلها قالت : لقد لقيت أسحر البشر أو إنه نبي كما زعم كان أمره ذيت وذيت فهدى الله ذاك الصّرم ( أي أبيات مجتمعة ) بتلك المرأة فأسلمت وأسلمــوا . ]أخرجه مسلم كتاب المساجد باب قضاء الفائته واستحباب تعجيله .

    - بئر قباء الفارغة تمتلئ
    عن يحيى بن سعيد أن أنس بن مالك أتاهم بقباء فسألهم عن بئر هناك ، قال : فدلـلته عليها فقال : لقد كانت هذه ، وإن الرجل لينضح على حماره فينزح فنستخرجها له ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بذنوب ( أي الدلو) فسقى فإما أن يكون توضأ منه أو تفل فيه ثم أمر به فأعيد في البئر ، قال : فما نزحت بعد ، قال : فما برحته فرأيته بال ، ثم جاءه فتوضأ ومسح على خفيه ، ثم صلى . ]أخرجه البيهقي في الدلائل (ج6/ص136) .

    - العيون تنبع من بين أصابع الرسول
    عن جابر بن عبدالله – رضي الله عنهما – قال : اشتكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه العطش ، قال : فدعا بعس ( أي حق اللبن ) فصب فيه شيء من الماء ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يده وقال : استقوا ، فاستقى الناس ، قال : فكنت أرى العيون تنبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    ]أخرجه البيهقي في الدلائل (6/311) وذكر له شاهداً مُرسلاًَ ونقله السيوطي في الخصائص الكبرى (2/103) .

    - يفور بين كل أصبعين عين ، عين البئر تفيض ماء ولا يدرك قعرها
    قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد صداء ، وذلك أنه لما انصرف من الجعرانة بعث بعوثاً ، وهيأ بعثاً ، استعمل عليه قيس بن سعد بن عبادة ، وعقد له لواء أبيض . ودفع إليه راية سوداء ، وعسكر بناحية قناة في أربعمائة من المسلمين . وأمره أن يطأ ناحية من اليمن كان فيها صداء .
    فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل منهم ، وعلم بالجيش ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! جئتك وافداً على من ورائي فاردد الجيش ، وأنا لك بقومي ، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم قيس بن سعد من صدر قناة ، وخرج الصدائي إلى قومه فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر رجلاً منهم .
    فقال سعد بن عبادة : يارسول الله ! ادعهم ينزلوا عليّ ، فنزلوا عليه ، فحياهم وأكرمهم وكساهم ، ثم راح بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبايعوه على الإسلام ، فقالوا : نحن لك على من وراءنا من قومنا ، فرجعوا إلى قومهم ، ففشنا فيهم الإسلام ، فوافى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم مائة رجل في حجة الوداع . ذكر هذا الواقدي عن بعض بني المصطلق .
    وذكر من حديث الحارث بن زياد الصدائي ، أنه الذي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : اردد الجيش وأنا لك بقومي ، فردهم ، قال : قدم وفد قومي عليه ، فقالي لـي : يا أخا صداء ، إنك لمطاع في قومك ؟ قال : قلت : بل يا رسول الله من الله عز وجل ومن رسوله ، وكان زياد هذا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، قال : فاعتشى رسول الله صلى الله عليه وسلم أي سار ليلاً ، واعتشينا معه ، وكنت رجلاً قويّاً ، قال : فجعل أصحابة يتفرقون عنه ، ولزمت غرزه ، فلما كان في السحر ، قال : (( ادن يا أخا صداء )) فأذنت على راحلتي ، ثم سرنا حتى ذهبنا ، فنزل لحاجته ، ثم رجع .
    فقال : (( يا أخا صداء هل معك ماء ؟ )) قلت : معي شيء في إداوتي ، فقال : (( هاته )) فجئت به ، فقال : (( صب )) ، فصببت ما في الإداوة في القعب ، فجعل أصحابه يتلاحقون ، ثم وضع كفه على الإناء ، فرأيت بين كل أصبعين من أصابعه عيناً تفور ثم قال : (( يا أخا صداء لولا أني أستحي من ربي عز وجل لسقينا واستقينا )) ، ثم توضأ ، وقال : (( أذن في أصحابي ، من كان له حاجة بالوضوء فليرد )) قال : فوردوا من آخرهم ، ثم جاء بلال يقيم فقال : (( إن أخا صداء أذن ، ومن أذن فهو يقيم )) ، فأقمت ثم تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا وكنت سألته قبل أن يؤمرني على قومي ، ويكتب لي بذلك كتاباً ، ففعل ، فلما فرغ من صلاته قام رجل يشتكي من عامله .
    فقال : يا رسول الله إنه أخذنا بدخول كانت بيننا وبينه في الجاهلية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا خير في الإمارة لرجل مسلم )) ثم قام آخر ، فقال : يا رسول الله ! أعطني من الصدقة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله لم يكل فسمتها إلى ملك مقرب ولا نبي مرسل حتى جزأها ثمانية أجزاء ، فإن كنت جزءاً منها أعطيتك ، وإن كنت غنياً عنها ، فإنما هي صداع في الرأس ، وداء في البطن )) .
    فقلت في نفسي : هاتان خصلتان حين سألت الإمارة ، وأنا رجل مسلم وسألته من الصدقة وأنا غني عنها ، فقلت : يا رسول الله هذان كتاباك فاقبلهما ، فقال رسول الله: صلى الله عليه وسلم (( ولم ؟ )) فقلت : إني سمعتك تقول : (( لا خير في الإمارة لرجل مسلم )) وأنا مسلم وسمعتك تقول (( من سأل من الصدقة )) وهو غني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أما إن الذي قلت كما قلت )) فقبلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لي : دلني على رجل من قومك أستعمله ، فدللته على رجل منهم ، فاستعمله .
    قلت : يا رسول الله ! إن لنا بئراً إذا كان الشتاء ، كفانا ماؤها ، وإذا كان الصيف ، قل علينا فتفرقنا على المياه ، والإسلام اليوم فينا قليل ، ونحن نخاف فادع الله – عز وجل – في بئرنا فقال رسول الله : (( ناولني سبع حصيات )) فناولته فعركهن بيده ثم دفعهن إليّ ، وقال : (( إذا انتهيت إليها ، فألق فيها حصاة حصاة ، وسم الله )) قال : ففعلت فما أدركنا لها قعراً حتى الساعة .

    الماء نبع من بين الأصابع وتوضأ منه ثلاثمائة
    عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالزوراء قال : (( والزوراء بالمدينة عند السوق والمسجد فيها ثمة ، دعا بقدح فيه ماء فوضع كفه فيه فجعل ينبع من بين أصابعه فتوضأ جميع أصحابه ، قال : قلت : كم كانوا يا أبا حمزة ؟ قال : كانوا زُهاء ثلاثمائة )) . ] أخرجه مسلم في كتاب الفضائل باب معجزات النبي[

    - شرب العسكر أجمعون وتوضئوا من إناء ماء
    عن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال : أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وليس في العسكر ماء ، فأتاه رجل ، فقال : يا رسول الله ، ليس في العسكر مــاء ، قال : (( هل عندك شيء ؟ )) قال : نعم ، قال : (( فأتني )) ، قال : فأتاه بإناء فيه شيء من ماء قليل ، قال : فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه في فم الإناء وفتح أصابعه ، قال : فانفجرت من بين أصابعه عيون وأمر بلالاً ، فقال : ناد في الناس الوضوء المبارك .
    ]أخرجه أحمد والطبراني وانظر البداية (6/100) .[

    - يشرب في إناء واحد بعد أن كان يشرب في سبعة
    عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضافه ضيف كافر ، فأمر له بشاة فُحلبت فشرب حلابها ، ثم أخرى فشرب حلابها ، ثم أخرى فشرب حلابها حتى شرب حلاب سبع شياه ، ثم إنه أصبح فأسلم ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمر له بشاة فُحلبت فشرب حلابها . ثم أمر له بأخرى فلم يستتمها ، فقال رسول الله: (( إن المسلم يشرب في معيّ واحد ، والكافر يشرب في سبعة أمعاء )) ...
    ]الحديث صحيح : أخرجه مسلم .

    - ظهور الماء المنهمر من عين تبوك قليلة الماء
    - عمران منطقة تبوك بالجنان والعمران
    - معرفة كذب الكذاب

    عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك فكان يجمع الصلاة فصلى الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً حتى إذا كان يوماً أخر الصلاة ، ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعاً ثم دخل ، ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعا ً ثم قال : (( إنكم ســتأتون غداً إن شاء الله عين تبوك ، وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي )) ، فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء . قال : فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم هل مسستما من مائها ؟ قالا : نعم ، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول ، قال : ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلاً قليلاً حتى اجتمع في شيء . قال : وغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يديه ووجهه . ثم أعاده فيها فجرت العين بماء منهمر أو قال : غزير . . حتى استقى الناس ثم قال : (( يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ههنا حتى ملئ جناناً )) . [ أخرجه مسلم كتاب الفضائل باب معجزات النبي]
    وهذه من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم فقد سكنت هذه المنطقة وامتلأت بالمساكن والعمران والبساتين من عهد الصديق – رضي الله عنه – وفيه معجزة أخرى وهي كثرة الماء وفيه معجزة ثالثة وهي معرفة كذب الرجلين.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    الصورة الرمزية المشتاقة للقاء الله
    المشتاقة للقاء الله غير متواجد حالياً اللهم ارحمها واغفر لها وارزقها الفردوس الأعلى من الجنة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    209
    آخر نشاط
    25-03-2010
    على الساعة
    05:15 PM

    افتراضي



    الله يعطيك العافية

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,155
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    31-01-2014
    على الساعة
    01:17 PM

    افتراضي

    رد الشبهة عن ايات تنفي المعجزة عن النبي صلى الله عليه وسلم
    من الآيات التي يستشهد بها على نفي المعجزات عن النبي صلى الله عليه وسلم :
    (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) (الرعد : 7 )
    (وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ) (العنكبوت : 50 )
    (وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) (الأنعام : 37 )
    (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ) (الرعد : 27 )
    (بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ) (الأنبياء : 5 )

    أولا يجب ان يعلم ان الإسلام في جوهره الدعوة للإيمان بالله ,وبما أنزل من هداية في القرآن الكريم الذي أوحي به الى النبي صلى الله عليه وسلم الذي من مهمته تبيين ما جاء فيه , والذي في سيرته وسلوكه وطاعته لربه وعبوديته وعبادته القدوة , حتى تمون حياة الإنسان وسلوكه في الإطار الذي يريده الإسلام .
    ومن ثم فليست المعجزات التي أتى بها النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما يوضح بأن القادر على كل شيء هو الذي أجراها على يده ليعرف أنه رسول الله .إن المعجزة هذا هو شأنها, وليس كما زُعم بأن من شأن من يكون نبيا ان يتصرف بقدرته , يعمل ذلك بمشيئته كما ذكر كاتبوا الإنجيل , الذين زعموا أن ما أتى به سيدنا عيسى عليه السلام من معجزات إنما هو من تصرفه وأن المسيح يقدر على التصرف في الكائنات ومن ثم ألهوه , فجاء القرآن يوضح بأن التصرف في الكائنات والقدرة المطلقة في خلق سنن الكون وفي خرق تلك السنن إنما هي من قدرة الله وحده الخالق القادر الفعال لما يريد .
    وعندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحزن لأن قومه لم يؤمنوا قال سبحانه:((فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف : 6 ) وقال تعالى:(لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) (آل عمران : 128 ),,, ثم حدد مهمته كما هي مهمة كل رسول, فقال تعالى:(وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) (العنكبوت : 18 )
    إن المعجزات ليس محلها أن تكون لدى طلب كل متهوس وكل عاث ظالم شرير يطلب ما يلهو به أو ليتعجب من مشاهدته, ثم يجعل هناك صله بين عجبه هذا وعجبه مما يعمل ما يظنه سحرا, لذلك أمر سبحانه نبيه عليه السلام بقول ما يحدد به الصفة لكل نبي:(قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (الأعراف : 188 )
    فالله وحده الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ولايشرك في حكمه أحدا وهو القاهر فوق عباده جميعا .
    وعلى هذا فما جاء فيما ذكر من آيات يشعر بأن إنزال الآيات وإظهار المعجزات من اختصاص الله سبحانه وهو يعلم ما في نفوس ذلك النفر من الناس الذين كانوا لايريدون الهداية لما في القرآن من أحكام وما ينير السبيل للاستقامه على حياة وضاءه بنور الإيمان بل يطلبون المعجزات والخبث قطعة من روحهم , كما أن العنت شطر من نفوسهم لا يهتمون ليحل العدل مكان الظلم .
    على أن القرآن فيه العديد من الأيات التي تدل على أن لنبينا صلى الله عليه وسلم معجزات غير القرآن الكريم, و من ذلك قوله تعالى:(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ) (القمر : 1 ) .ورغم ان قريش رأت المعجزة بعينها الا ان قريش قالوا: سحرنا محمد , لذلك جاء في القرآن قوله تعالى:(وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ) (القمر : 3 )
    ومن ذلك قوله تعالى :(وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ()وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ) (الصافات : 15 -14 )أي يبالغون بالسخرية و يقولون كلما رأوا آيه باهرة أو معجزة تدل على صدقه يقولون هذا سحر ولا شك.
    يعني حتى عندما شاهدوا المعجزات طلبوها هم , بقوا على كفرهم .ومع هذا فالمهم لا الوسيلة للتصديق بالنبي بل المهم الغاية من إرساله , وهي الإيمان بما جاء من دعوه تصلح عليها حال الفرد والمجتمع, قال تعالى:(قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (القصص : 49
    )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,155
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    31-01-2014
    على الساعة
    01:17 PM

    افتراضي

    شواهد النبوة من عالم الجماد والحيوان

    نطق الحجر، وانقاد الشجر، وسبّح الطعام، وحنّ الجذع، واشتكى الجمل "، كلّها عباراتٌ ليست من قبيل المجاز اللغويّ، ولكنّها آياتٌ كريمة ومعجزاتٌ عظيمة سخّرها الله تعالى لتشهد بصدق النبي – صلى الله عليه وسلم – في دعوته، وتبيّن حقيقة تأثّر الحيوان والجماد فضلاً عن بني البشر بالقرب منه عليه الصلاة والسلام والاستماع إليه، في أخبار ثابتةٍ بالنصوص الصحيحة التي لا مجال للشكّ فيها .

    الجمادات التي أنطقها الله عز وجل

    فمن الجمادات التي أنطقها الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم الطعام، وذلك في رحلةٍ سافر فيها النبي – صلى الله عليه وسلم - مع بعض أصحابه،

    قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فقلّ الماء فقال : ( اطلبوا فضلة من ماء ) ، فجاؤوا بإناء فيه ماء قليل، فأدخل يده في الإناء، فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل "
    . رواه البخاري .

    تسليم الحجر والشجر

    وجاءت عددٌ من نصوص السنة لتثبت تسليم الحجر والشجر وغيرهما من الجمادات على النبي – صلى الله عليه وسلم – بصوتٍ يسمعه من كان حاضراً،

    فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، فخرجنا في بعض نواحيها، فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول : السلام عليك يا رسول الله "
    رواه الترمذي ،

    وفي حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال : ( إني لأعرف حجراً بمكة، كان يُسلِّم عليّ قبل أن أُبعث، إني لأعرفه الآن )

    رواه مسلم .


    وعندما حاول اليهود أن يقتلوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالشاة المسمومة التي قدّموها له، أنطقها الله تعالى بقدرته، لتخبره عليه الصلاة والسلام بأنها مسمومة،

    رواه أبوداود .




    انقياد الشجر له

    ومن معجزات النبي – صلى الله عليه وسلم – انقياد الشجر له،

    فقد روى جابر رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نزل واديا في إحدى أسفاره،
    فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضى حاجته، وتبعه جابر ليعطيه الماء، ولم يجد النبي – صلى الله عليه وسلم – شيئاً يستتر به سوى شجرتين متباعدتين، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها فقال : ( انقادي علي بإذن الله ) ، فانقادت معه حتى وصل إلى الشجرة الأخرى، فأخذ بغصن من أغصانها وقال : ( انقادي علي بإذن الله ) فانقادت معه كذلك، ثم أمرهما النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يلتئما بإذن الله، فلما قضى حاجته وانصرف عادت كل شجرةٍ إلى موضعها،

    وتفاصيل القصّة مذكورة في صحيح مسلم .


    وقد ورد ما يفيد تكرار تلك المعجزة في حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنه

    أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فأقبل عليهم أعرابي، فعرض عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – الإسلام، فقال الأعرابي : " ومن يشهد على ما تقول؟ " فقال : ( هذه السمرة ) ، فدعاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي بطرف الوادي فأقبلت تشقّ طريقها حتى وقفت بين يديه، فشهدت بصدق نبوّته، ثم عادت إلى موضعها، فأسلم الأعرابي وعاد إلى قومه داعيا لهم،

    رواه الدارمي



    ولا تقف المعجزات النبويّة عند حدود النطق والكلام والحركة من الجماد،
    بل امتدّت لتشمل المشاعر والأحاسيس،

    فجاءت النصوص لتثبت مدى محبّة جبل أحد للنبي – صلى الله عليه وسلم –، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : ( هذا جبل يحبنا ونحبه )
    رواه البخاري ،

    وحين صعد - صلى الله عليه وسلم - الجبل بصحبة أبي بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم رجف بهم الجبل، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( اثبت أحد ؛ فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ) .



    شوق الجمادات إلى النبيبل جاء في السنّة ما يشير إلى شوق الجمادات إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - وجزعها من فراقه،

    فقد روى الإمام البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب الجمعة إلى جذع نخلة، فقال أحدهم : " يا رسول الله، ألا نجعل لك منبرا؟"، فقال : ( إن شئتم ) ،
    فجعلوا له منبرا، وفي الجمعة التالية وقف على المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي،
    ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمها إليه حتى سكنت،
    وفي رواية ابن ماجة قال عليه الصلاة والسلام : ( لو لم أحتضنه لحنّ إلى يوم القيامة )
    .قال ابن حجر: "إن حنين الجذع وانشقاق القمر نُقل كلٌ منهما نقلاً مستفيضاً، يفيد القطع عند من يطَّلع على طرق ذلك من أئمة الحديث ".[فتح الباري (6/698)...


    قال الشافعي: ما أعطى الله نبياً ما أعطى محمداً , فقال له عمرو بن سواد: أعطى عيسى إحياء الموتى! قال: أعطى محمداً حنينَ الجِذعِ حتى سمع صوته , فهذا أكبر من ذلك".[فتح الباري (6/698).
    ]
    قال ابن كثير: "وإنما قال: فهذا أكبر منه؛ لأن الجذع ليس محلاً للحياة، ومع هذا حصل له شعور ووجد لما تحوّل عنه إلى المنبر، فأَنَّ وحنَّ حنين العِشار [أي الناقة الحامل]، حتى نزل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاحتضنه.. ".[انظر: البداية والنهاية (6/276).]




    أما نطق الحيوان


    أما نطق الحيوان، فتلك معجزةٌ أخرى لنبيّنا عليه الصلاة والسلام،

    فقد اشتكى إليه جملٌ من ظلم صاحبه له، وذلك عندما دخل عليه الصلاة والسلام بستاناً لأحد الأنصار كان فيه جملٌ له، فإذا بالجمل تدمع عيناه عند رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - ويرفع صوته، ولم يتوقّف عن ذلك حتى مسح النبي - صلى الله عليه وسلم - على ظهره، وعاتب عليه الصلاة والسلام صاحب الجمل فقال له : ( أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملّكك الله إياها ؟، فإنه شكا إليّ أنك تجيعه وتُدئبه – أي تتعبه - )

    رواه أبو داود .



    إخبار الذئب بنبوّته

    والأعجب من ذلك إخبار الذئب بنبوّته – صلى الله عليه وسلم -،

    فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن راعياً رأى ذئباً يريد أن يعتدي على غنمه، فلما منعه من ذلك أنطق الله الذئب فقال : " يا عبد الله، تحول بيني وبين رزق ساقه الله إلي ؟ "، فوقف الرجل مذهولاً مما سمعه، فقال الذئب : " ألا أخبرك بأعجب مني ؟، رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الحرتين – أي في المدينة - يخبر الناس بأنباء ما قد سبق "، فانطلق الرجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وأخبره بما حصل له، فقال عليه الصلاة والسلام : ( صدق والذي نفسي بيده )

    رواه الحاكم .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,155
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    31-01-2014
    على الساعة
    01:17 PM

    افتراضي نبوءات الرسول صلى الله عليه وسلم

    نبوءات الرسول صلى الله عليه وسلم
    تعتبر دلائل النبوة نوعا هاما من انواع الحديث الشريف وذلك لأنها تدل على عظمة مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم , وصدق رسالته, وهي نوعين:
    معنوية : ومن أعظمها القران الكريم و ايضا من ضمن هذه الدلائل النبوءات .
    والنوع الثاني: الحسية ومنها ما يتعلق بالإنسان كإبراء المريض وإجابة الدعاء وتكثير الطعام .
    ومن أهم المؤلفات التي افردت لدلائل النبوة:
    1- دلائل النبوة للإمام أبي بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفرياني المتوفي سنة 301هـ
    2- دلائل النبوة للإمام أبي نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني المتوفي 430هـ
    3- أعلام النبوة للإمام أبي الحسن علي بن محمد الماوردي المتوفي 450هـ
    4- دلائل النبوة للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البهقي المتوفي 458هـ
    5- الخصائص الكبرى للحافظ جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفي 911هـ.

    أهمية النبوءات في دلائل النبوة:
    تعتبر النبؤات وهي إخباره صلى الله عليه وسلم عما يقع قبل أن يقع جزءا هاما من دلائل النبوة وأهميتها تتجلى في أنها تتضمن تحديا لعقول البشر جميعا , حيث إنها من الأشياء التي لا تدرك بالعقل ولا تعرف بالنجوم , وإنما تعرف بإعلام من الله تعالى و وحيه . قال تعالى:((عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً() إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) (الجن : 27 - 26 )
    وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أمته عن كل ما يحدث , فعن حذيفه رضي الله عنه أنه قال: لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما ترك فيها شيئا الى قيام الساعة إلا ذكره علمه من علمه وجهله من جهله, إن كنت لأرى الشيء قد نسيته فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه.( رواه البخاري في كتاب القدر, ومسلم في كتاب الفتن وابو داوود في سننه كتاب الفتن والملاحم .

    أولا نبوءات تتعلق بالصحابة رضوان الله عليهم
    1- نبوءته عن غلبة الروم على الفرس:أخرج الترمذي في سننه في كتاب تفير القرآن , باب ومن سورة الروم:
    ‏حدثنا ‏ ‏الحسين بن حريث ‏ ‏حدثنا ‏ ‏معاوية بن عمرو ‏ ‏عن ‏ ‏أبي إسحق الفزاري ‏ ‏عن ‏ ‏سفيان الثوري ‏ ‏عن ‏ ‏حبيب بن أبي عمرة ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏
    ‏في قول الله تعالى ‏
    ‏الم غلبت ‏ ‏الروم ‏ ‏في أدنى الأرض ‏‏قال غلبت وغلبت كان المشركون يحبون أن يظهر أهل ‏ ‏فارس ‏ ‏على ‏ ‏الروم ‏ ‏لأنهم وإياهم أهل الأوثان وكان المسلمون يحبون أن يظهر ‏ ‏الروم ‏ ‏على ‏ ‏فارس ‏ ‏لأنهم ‏ ‏أهل الكتاب ‏ ‏فذكروه ‏ ‏لأبي بكر ‏ ‏فذكره ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏لرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏أما إنهم سيغلبون فذكره ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏لهم فقالوا اجعل بيننا وبينك أجلا فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا فجعل أجلا خمس سنين فلم يظهروا فذكروا ذلك للنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ألا جعلته إلى دون قال أراه العشر ‏ ‏قال ‏ ‏أبو سعيد ‏ ‏والبضع ما دون العشر ‏ ‏قال ثم ظهرت ‏ ‏الروم ‏ ‏بعد قال فذلك قوله تعالى ‏
    ‏الم غلبت ‏ ‏الروم ‏ ‏إلى قوله ‏ ‏ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء ‏‏قال ‏ ‏سفيان ‏ ‏سمعت أنهم ظهروا عليهم يوم ‏ ‏بدر ‏
    ‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح غريب ‏ ‏إنما نعرفه من حديث ‏ ‏سفيان الثوري ‏ ‏عن ‏ ‏حبيب بن أبي عمرة ‏ وأخرجه احمد في مسنده والطبري في تفسيره والطبراني في معجمه الكبير والحاكم في المستدرك , والحديث : صححه الترمذي والحاكم والذهبي
    وقد تحققت البنوءة كما اخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم , حيث غلبت الروم وانتصروا على الفرس في السنة الثانية للهجرة , بعد تسع سنوات من نبؤته صلى الله عليه وسلم , وقد جاء انتصار الروم هذا خلافا لكل القرائن والدلالات الظاهرة وعكسا لكل القياسات والتقديرات . وذلك لأن دولة الروم في تلك الأيام كانت تمر بمرحلة خطيرة من الضعف والاانحلال والأنهيار بعد أن اصيبت بهزيمة ساحقة نكراء على يد الفرس .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,155
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    31-01-2014
    على الساعة
    01:17 PM

    افتراضي

    2- نبؤته صلى الله عليه وسلم عن مصرع جبابرة قريش في غزوة بدر:
    أخرج أبو يعلى في مسنده فقال: حدثنا هدبه ثنا حماد عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ورد بدرا أوما بيده الى ألرض فقال :( هذا مصرع فلان) فوالله ما ماط ( اي تنحى وبعد ) أحد عن مصرعه.
    درجة الحديث:
    صحيح , أخرجه مسلم في صحيحه في حديث طويل عن أنس رضي الله عنه في كتاب الجهاد والسير باب غزوة بدر, ورواية مسلم ايضا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها , باب عرض الميت من الجنة أو النار .... واخرجه ايضا ابو داوود فس سننه , كتاب الجهاد وأخرجه احمد وابن ابي شيبه والبخاري في صحيحه كتاب المناقب , باب علامات النبوة في الإسلام.

    تحقيق النبوءة:
    صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد تحققت كلتا النبوءتين اللتين يتضمنهما هذا الحديث الشريف , إحداهما قتل الجبابرة من قريش يوم بدر , وثانيهما مكان قتلهم , حيث قتلوا في الأمكنة التي حددها لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم , فما زاغوا منها قيد أنمله , وكانت غزوة بدر الكبرى في السابع عشر من شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة .


    3- نبوءته صلى الله عليه وسلم عن مقتل أمية بن خلف:
    روى البخاري في كتاب المناقب باب علامات النبوة في الإسلام: ‏حدثني ‏ ‏أحمد بن إسحاق ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبيد الله بن موسى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إسرائيل ‏ ‏عن ‏ ‏أبي إسحاق ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو بن ميمون ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن مسعود ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
    ‏انطلق ‏ ‏سعد بن معاذ ‏ ‏معتمرا قال فنزل على ‏ ‏أمية بن خلف أبي صفوان ‏ ‏وكان ‏ ‏أمية ‏ ‏إذا انطلق إلى ‏ ‏الشأم ‏ ‏فمر ‏ ‏بالمدينة ‏ ‏نزل على ‏ ‏سعد ‏ ‏فقال ‏ ‏أمية ‏ ‏لسعد ‏ ‏انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت فبينا ‏ ‏سعد ‏ ‏يطوف إذا ‏ ‏أبو جهل ‏ ‏فقال من هذا الذي يطوف ‏ ‏بالكعبة ‏ ‏فقال ‏ ‏سعد ‏ ‏أنا ‏ ‏سعد ‏ ‏فقال ‏ ‏أبو جهل ‏ ‏تطوف ‏ ‏بالكعبة ‏ ‏آمنا وقد آويتم ‏ ‏محمدا ‏ ‏وأصحابه فقال نعم ‏ ‏فتلاحيا ‏ ‏بينهما فقال ‏ ‏أمية ‏ ‏لسعد ‏ ‏لا ترفع صوتك على ‏ ‏أبي الحكم ‏ ‏فإنه سيد أهل الوادي ثم قال ‏ ‏سعد ‏ ‏والله لئن منعتني أن أطوف ‏ ‏بالبيت ‏ ‏لأقطعن متجرك ‏ ‏بالشام ‏ ‏قال فجعل ‏ ‏أمية ‏ ‏يقول ‏ ‏لسعد ‏ ‏لا ترفع صوتك وجعل يمسكه فغضب ‏ ‏سعد ‏ ‏فقال دعنا عنك فإني سمعت ‏ ‏محمدا ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يزعم أنه قاتلك قال إياي قال نعم قال ‏ ‏والله ما يكذب ‏ ‏محمد ‏ ‏إذا حدث فرجع إلى ‏ ‏امرأته ‏ ‏فقال أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي قالت وما قال قال زعم أنه سمع ‏ ‏محمدا ‏ ‏يزعم أنه قاتلي قالت فوالله ما يكذب ‏ ‏محمد ‏ ‏قال فلما خرجوا إلى ‏ ‏بدر ‏ ‏وجاء الصريخ قالت له امرأته أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي قال فأراد أن لا يخرج فقال له ‏ ‏أبو جهل ‏ ‏إنك من أشراف الوادي فسر يوما أو يومين فسار معهم فقتله الله ‏

    تحقق النبوءة:
    صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقد قتل المسلمون أمية بن خلف يوم بدر سنة اثنين من الهجرة , ذكر ابن كثير في البداية والنهاية , فصل قتل امية بن خلف :( وهكذا رواه البخاري في (صحيحه) قريبا من هذا السياق فقال في (الوكالة): حدثنا عبد العزيز - هو ابن عبد الله - حدثنا يوسف - هو ابن الماجشون - عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن بن عوف.
    قال: كاتبت أمية بن خلف كتابا بأن يحفظني في صاغيتي بمكة وأحفظه في صاغيته بالمدينة، فلما ذكرت الرحمن قال: لا أعرف الرحمن، كاتبني باسمك الذي كان في الجاهلية فكاتبته عبد عمرو، فلما كان يوم بدر خرجت إلى جبل لأحرزه حين نام الناس فأبصره بلال فخرج حتى وقف على مجلس من الأنصار فقال: أمية بن خلف؟! لا نجوت إن نجا أمية بن خلف.
    فخرج معه فريق من الأنصار في آثارنا، فلما خشيت أن يلحقونا خلفت لهم ابنه لأشغلهم فقتلوه، ثم أتوا حتى تبعونا وكان رجلا ثقيلا، فلما أدركونا قلت له: أبرك فبرك، فألقيت عليه نفسي لأمنعه فتخللوه بالسيوف من تحتي حتى قتلوه، وأصاب أحدهم رجلي بسيفه فكان عبد الرحمن بن عوف يرينا ذلك في ظهر قدمه، سمع يوسف صالحا وإبراهيم أباه.)



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 3 1 2 ... الأخيرةالأخيرة

المعجزات النبوية

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. هل المعجزات مقياس الألوهية
    بواسطة mdt_سفيان صدوقي في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 25-01-2014, 07:11 PM
  2. المعجزات فى الكتب الهندوسية؟!!!
    بواسطة MOHAMMEDHAMDY في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 27-12-2012, 10:58 PM
  3. أسطوانة السيرة النبوية للأطفال ..السيرة النبوية
    بواسطة مريم في المنتدى قسم الأطفال
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-07-2010, 02:00 AM
  4. وتتوالى المعجزات
    بواسطة فاطمة 2 في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-03-2010, 05:25 PM
  5. المعجزات الحسية - عربي
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-02-2010, 01:00 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

المعجزات النبوية

المعجزات النبوية