السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من يريدها صوتي بصوت بن عثيمين

تحميل

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وأشهد أن لا الله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها النجاة يوم نلاقيه وأشهد أن محمد عبده ورسوله وخليله و أمينة على وحيه
صلي الله عليه وعلى أهله أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد

فيا عباد الله إنكم تستقبلون في هذه الأيام عشر ذي الحجة التي بينَّ النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم فضل العمل فيها بقوله
( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر قالوا
ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلَّا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)(1)
فالعمل الصالح في عشر ذي الحجة أفضل من العمل الصالح في عشر رمضان
الأخيرة بل أفضل من العمل الصالح في أي يوم من أيام السنة هكذا قال النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم ولكن كثيراً من
الناس يجهلون قدر هذه الأيام العشر فلا تكاد تجد أحدا يميزها عن غيرها بكثرة
العمل الصالح و لكني أقول إن من بلغته سنة النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم فإن الأولى به أن يكون متبعا لها وجوباً في
الواجبات واستحبابا في المندوبات إذاً فأكثروا من العمل الصالح في هذه
الأيام العشر أكثروا من الصلاة أكثروا من قراءة القرآن أكثروا من الذكر أكثروا من الصدقة صوموها فإن الصيام من أفضل
الأعمال الصالحة قال الله عز وجل في الحديث القدسي
(كل عمل بن آدم له الحسنة بعشرِ أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة إلَّا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)(2)
وفي هذه الأيام العشر احترموا أضحيتكم بحرماتها التي
جعلها النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم حيث قال
( إذا دخل العشر و أراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذن من شعره ولا من ظفره ولا من بشره أي من جلده شيئا )(3)
فمن أراد أن يضحي فلا يأخذن من ذلك شيئا إلى أن يضحي وذلك احتراماً للأضحية التي هي من شعائر الله قال الله عز وجل
﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ
* حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُةُ الطَّيْرُ أُوْ تَهْوِى بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ
* ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ ( الحج :30 - 32 ) وفي هذا دليل على أهمية الأضحية حيث جعل لها
النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم حرمات يحترمها الإنسان عند إرادت فعلها ولكن في أي مكان تكون
الأضحية تكون الأضحية في بلد الإنسان تكون الأضحية في بيته يقيم بذلك شعائر الله في بلاد الله عز وجل وليست الأضحية مجرد صدقة
حتى يتوخى الإنسان فيها أحوج بلاد المسلمين
ولكنها قربة خاصة يتقرب بها الإنسان إلى ربه ولو كانت مجرد صدقة لكانت جائزة قبل صلاة العيد بعدها ولكانت جائزة من بهيمة الأنعام
وغيرها ولكانت جائزة فيما بلغ السنة وما لم يبلغه
ولكنها عبادة موقت محددة بكيفيتها ووقتها وحين إذاً نعرف انه من الغلط أن يرسل الإنسان دراهمه إلى بلاد أخرى ليضحي بها هناك فان
هذا ليس من سنة الرسول صلي الله عليه وعلى آله
وسلم وإنما كان يبعث بالهدى من المدينة إلى مكة من أجل اختصاص المكان لا من أجل حاجة الناس أما الأضحية فإن النبي صلي الله عليه وسلم
كان يضحي في المدينة وإن إرسال الدراهم
ليضحي بها في مكان آخر تفوت به مصالح كثيرة يفوت به إظهار الشعيرة في البلاد فإن ذبح الأضاحي من شعائر الله فإذا أرسل الناس دراهمهم
إلى بلاد أخرى ليضحي بها بقيت البلاد بلا
شعيرة يفوت بها أن يذكر الإنسان ربه على هذه البهيمة التي ضحى بها والله تعالي يقول
﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَام ﴾ ( الحج : 34 )
يفوت بها اتباع سنة النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم حيث كان يضحي بنفسه ويذبح أضحيته ويذكر اسم الله عليها ويسأل الله قبولها
وإذا أرسلت الدراهم إلى هناك فمن الذي يتولى ذلك أليس
هو الذابح هذا إن أحسنا الظن به ووثقنا بمن نرسل الدراهم معه أما إذا كانت أضحيتك في بيتك فتولى ذبحها بنفسك إن كنت تحسنه أو تحضره
ويحصل بذلك تعظيم شعائر الله في البيت فإن أرسلها
إلى بلاد أخرى يفوت به هذه المصلحة العظيمة يفوت في إرسالها إلى بلاد أخرى أن يأكل الإنسان منها والله تعالي قد أمر بالأكل منها فقال
﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهٌِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرُفَاذْكُرُوا
اسْمَ اللَّهِ عليها صَوَافَّ فَإذا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ﴾ ( الحج : 36 ) ومن المعلوم أنه إذا كانت الأضحية
في غير بلدك فإنه لا يمكنك أن تمتثل أمر الله بالأكل
منها لأنها ليست عندك وحين إذاً تفوت أمر الله عز وجل فيها وقد قال بعض أهل العلم أن الأكل من الأضحية واجب وإن الإنسان إذا لم يأكل منها فهوا
آثم عاص لله ولاشك انه عاصٍ للأمر ولكن هل
يأثم لهذا العصيان أو لا يأثم هذا محل الخلاف بين العلماء وإنك إذا أرسلت الدراهم ليضحي بها في بلد أخر فلا تدري متى تكون الأضحية هل تكون
في اليوم الأول الذي هو أفضل من الأيام الثلاثة
بعده أو تكون قبل الصلاة أو تكون بعد أيام التشريق ثم تبقى معلقا أيضا بالنسبة لأخذ الشعر والظفر والبشرة وأنت إذا أرسلتها إلى بلد أخر فلا تدري
أيقوم المشتري بالإحتياط التام في تمام سنها
وخلوها من العيوب المانعة من الإجزاء وخلوها من العيوب التي تكره فيها كل هذا سيفوتك أيها الاخوة إن من الغلط أن يرسل الإنسان دراهمه إلى بلد آخر
ليضَُحي بها هناك لتفويت هذه المصالح التي
سمعتموها وإذا كان عند الإنسان فضل مال فإنى أحثه على أن يرسله إلى البلاد الفقيرة والمحتاجة للجهاد في سبيل الله والله سبحانه وتعالي ذو الفضل
العظيم وإن من السنة أن يضحي الرجل عنه وعن
أهل بيته بالأضحية وهذا لا شك أنه إذا اقتصر عليه فهو السنة الموافقة لسنة رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وسلم لأن النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم
وهو أكرم الخلق بلا شك وأحب
الخلق للخير بلا شك وهو صلي الله عليه وسلم أسبق الناس إلى فعل الخير بلا شك وهو صلي الله عليه وسلم المشرع لأمته بلا شك لم يضحِ عنه وعن
أهل بيته إلا بأضحية واحدة ومن المعلوم أن
نساءه تسع وكل أمرأة في بيت لم يضحِ بأكثر من ذلك وإن من خلاف السنة ما يفعله بعض الناس اليوم من الإسراف في الأضحية ولكن مع الأسف أن بعض الناس
عندنا يضحي بعشر ضحايا
لا حاجة إليها تجد الرجل يضحي عنه وعن أهل بيته كما قلت ثم تأتي البنت وتقول أريد أن أضحي عن جدي من قبل الأب وعن جدتي من قبل الأب و عن جدتي من قبل الأم
و عن جدي من قبل الأم
وهكذا تأتي الأخت وهكذا تأتي الزوجة حتى يصبح في البيت الواحد إلى عشر ضحايا لا حاجة إليها بل هي من الإسراف وإني أقول إن النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم
توفيت زوجته خديجة
وهي من أحب نسائه إليه وهي أم أكثر أولاده وهي التي لم يتزوج عليها حين وجودها ومع ذلك لم يضحي عنها توفي عمه حمزة بن عبد المطلب
أستشهد في أحد رضي الله عنه وهو أسد الله
وأسد رسوله ومع ذلك لم يضحي عنه النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم توفيت بناته الثلاث قبل أن يموت إلا أن فاطمة بقية بعده ولم يضحي عن
بناته فمن أين جاءنا أن يضحي عن الأموات؟
الوصايا تبقي بحالها ويضحي بها أما أن نضحي عن أمواتنا فمن كان عنده حرف واحد صحيح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه ضحي
عن أحد من أمواته أو أنه أمر أن يضحي أحد عن
أمواته فليسعفنا به فإنا له قابلون وله متبعون إن شاء الله أما أن نفعل عبادة نتقرب بها إلي الله لمجرد عواطف تكون في قلوبنا وصدورنا فليس
لنا ذلك إنما الشرع من عند الله ألم تعلموا أن بعض
العلماء يقول الأضحية عن الميت غير صحيحه لأنها لم ترد في السنة وقد قال النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )
(4) ألم تعلموا أن الذين
أجازوا الأضحية عن الميت إنما قاسوها عن الصدقة لأن الصدقة وردت بها السنة في حديث سعد بن عبادة حيث
( تصدق بمخرافة عن أمه بإذن النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم )(5)
ومخرا فه هو البستان الذي يخرف وكذلك الرجل الذي قال يا رسول الله ( إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت لتصدقت أفأتصدق عنها قال نعم )(6)
ولكن هل قال
رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وسلم يوم من الأيام لأمته تصدقوا عن أمواتكم هل قال ضحوا عن أمواتكم هل ضحي عن أمواته هذا هو محل الحكم وهذا
مناط الحكم إذاً ما بالنا نجعل
في البيت الواحد عشر ضحايا أو اقل أو اكثر لأموات في سنة لم ترد عن رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وسلم إذا كان عند هؤلاءِ فضل مال فنقول
إن أضحية قِيمّ البيت كافية عن
الجميع فلا تتجاوزوا سنة رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وسلم أنتم خيرُ أم رسول الله أنتم أكرم أم رسول الله أنتم أحب في الطاعة من رسول الله
هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين
والله لسنا أكرم من رسول الله ولا أعلم بما يحب الله ولا أسبق لما يحب الله بل رسول الله صلي الله عليه وسلم أكرم الخلق على الإطلاق وأحب ما يكون للخير
فنقول يضحي الرجل عنه
وعن أهل بيته بشاة واحدة ومن عنده فضل مال فليسعف به إخوانه المسلمين في البوسنة والهرسك وغيرها من بلاد المسلمين هناك أناس فقراء لا يأكلون
إلا ورق الشجر إن تهيئ لهم هناك
أناس عراة لا يتقون برداً ولا حرا فما بالنا نحرم هؤلاءِ مما أعطانا الله ثم نسرف به وقد قال الله عز وجل ﴿ والله لا يحب المسرفين﴾ نقول لهؤلاءِ الذين
يحرصون على أن ينفعوا أمواتهم
ابذلوا هذه الأموال في غير الأضحية ابذلوها في الصدقة تصدقوا على إخوان لكم يموت من الجوع منهم عدد كثير أيها الاخوة أدعوكم ونفسي إلى اتباع السنة
لا إلى اتباع العاطفة أدعوكم
ونفسي إلى أن يترسم الخطى إمامنا وقدوتنا وأسوتنا محمد صلي الله عليه وسلم وألا نتجاوز ما فعل وألا نسرف فيما لا يحب الله الإسراف فيه إن بعض الناس
يعتمدون على حديث ضعيف
أن الأضحية في كل شعرة منها حسنة وهذا لا يصح عن النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم أهم شيء في الأضحية أن ينهر الدم ابتغاء وجه الله وتعظيما لله
عز وجل هذا وهو المهم قال
تعالى﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾ ( الحج : 37 ) هذا الذي يناله الله أن نتقي الله عز وجل في التقرب
إلى الله تعالي بذبحها وذكر اسم الله عليها
وان نتمتع بالأكل منها نحن وأولادنا وجيراننا وإخواننا وفقراءنا وأعظم من ذلك وأدهى أن من الناس من يرسل الوصايا التي في أوقاف أمواته
إلى بلاد أخرى يضحي بها فكيف يسوغ
ذلك لنفسه الوصي وكيل والوكيل لا يجوز أن يتصرف فيوكل إلا بإذن موكله والإذن هنا مستحيلاً ثم إن الأموات يظهر من قصدهم فيما أوصي
به من الضحايا يظهر من قصدهم أنهم أرادوا
أن يتمتع من خلفهم بهذه الأضحية يأكلون ويسمون على الأكل ويحمدون الله على الأكل ويدعون للأموات هذا هو القصد من وصية الموصين
لا أن تذبح من وراء البراري والبحار فيا عباد الله
لا تنسابوا وراء العاطفات عندكم العلماء اسألوهم فإن ما يبني على العلم والبرهان هو العبادة الصحيحة وأما ما يبني على الظن الوهم والعاطفة
التي لا مستند لها لا من كتاب الله ولا من سنة
رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وسلم ولا من سنة الخلفاء الراشدين أنها باطلة لقول النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم من عمل عملا ليس
عليه أمرنا فهو رد خلاصة قولي في هذه الخطبة
أنني أقول من كان عنده ضحايا فلا يرسلها لا إلى للبوسنة والهرسك ولا إلى غيرها من البلاد بل يضحي بها في بلده إظهاراً لشعائر الله وإتباعاً لسنة
رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وسلم
وحصولا للمصالح العظيمة التي ذكرنا أنه إذا أرسلها خارج البلاد فإن هذه المصالح تفوت هذه واحدة ثانياً الإسراف في الأضاحي لا داعي له
فالأضحية الواحدة تكون للرجل عنه وعن أهل بيته
كافية ومن كان عنده فضل مال وأراد أن ينفع أمواته فل يتصدق به على من كانوا في بلاد أخرى محتاجين للصدقة أكثر ممن كانوا في بلادنا ثالثاً
أقول ذكرنا أن الإنسان إذا أراد أن يضحي فإنه لا
يأخذ من شعره ولا ظفره ولا من بشرته شيء من حين أن يدخل شهر ذي الحجة إلى أن يضحي و أما من يضحي عنه فلا حرج فليأخذوا من
ذلك ما شأوا فأهل البيت مثلاً إذا كان قيم البيت يريد أن
يضحي عنهم لا حرج عليهم أن يأخذوا من شعورهم و أظفارهم لأن النبي صلي عليه وسلم إنما قال ( وأراد أحدكم أن يضحي )(7)
ولم يقل أن يضحي أو يضحي عنه ولأن
النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم لم ينقل عنه أنه قال لأهله وهو يريد أن يضحي عنهم لم ينقل عنه أنه قال لا تأخذوا من شعوركم
وأظفاركم وأبشاركم شيئاً والأصل براءة الذمة والأصل
الحِل حتى يقوم دليل على التحريم وعلى هذا فلا يشمل النهي أهل البيت وإنما يختص بقيّم البيت الذي هو يريد أن يضحي أيها الأخوة أعلموا أن
خير الحديث كتاب الله وخير الهدى
هدي محمد صلي الله عليه وعلى آله وسلم وأسأل الله تعالي أن يلزمني وإياكم هدي محمد صلي الله عليه وسلم إلى أن نلقاه وهو راضي عنا خير
الهدى هدي محمد صلي الله عليه وسلم
وشرُ الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة فإن يدي الله على الجماعة ومن شذ، شذ في النار
وأعلموا أن الله تعالي أمركم أن تصلوا وتسلموا
على نبيكم محمد صلي الله عليه وعلى آله وسلم فقال
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ ( الأحزاب : 56 )
إن صلاتكم وسلامكم على نبيكم محمد صلي الله عليه وعلى وآله وسلم إنها امتثال لا أمر الله عز وجل إنها قياما بحق الرسول صلي الله عليه وعلى آله وسلم
إنها أجرُ وغنيمة لكم
فقد ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم ( أن من صلي عليه مرة واحدة صلي الله عليه بها عشراً )(8)
فأكثروا أيها الأخوة من الصلاة والسلام على النبي صلي الله عليه
وعلى آله وسلم والأكثار من ذلك ليس أمراً شاقاً ولا أمر متعِباً لأنه قول اللسان وأسهل ما يكون حركة هو اللسان
أكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم محمد صلي الله عليه وعلى آله
وسلم واحتسبوا بذلك الأجر من الله احتسبوا أنكم إذا صليتم عليه مرة واحدة صلي الله عليكم بها عشراً اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك
ورسولك محمد اللهم أرزقنا محبته وإتباعه
ظاهراً وباطناً الله توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته الله أسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم أجمعنا به في جنات النعيم مع
الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين اللهم أحسن عواقبنا في الأمور كلها اللهم أحسن خاتمتا اللهم أجعل خير أعمارنا أخرها وخير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا
وأسعدها يوم نلقاك يا رب العالمين يا
ذا الجلال و الإكرام اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وأجعل بلدنا هذا آمنا وسائر بلاد المسلمين اللهم من
أراد بالمسلمين سوء فأجعل كيده في
نحره اللهم من أراد بالمسلمين سوء فأجعل كيده في نحره وأفسد عليه أمره وأجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين اللهم أنصر إخواننا المجاهدين
في سبيلك في كل مكان اللهم أنصرهم
في البوسنة والهرسك والشيشان اللهم أنا نسألك أن تنزل بالروس بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم
المجرمين اللهم فرق جمعوهم وأهزم
جنودهم وشتت كلمتهم يا رب العالمين اللهم أنزل بهم البلاء وألقي بينهم العداوة والبغضاء حتى يكون بعضهم يقتل بعضا ويسبي بعضهم بعضاً
يا رب العالمين إنك على كل شي قدير اللهم
وأفعل مثل ذلك في الصرب المعتدين الخائنين يا أرحم الراحمين يا ذا الجلال والإكرام اللهم أجمع كلمة المسلمين على الحق اللهم أجمع كلمة المسلمين
على الحق اللهم أصلح شبابهم وشيوخهم و
ذكورهم وإناثهم يا رب العالمين اللهم ألّف بين قلوبهم الله أهدهم سبل السلام اللهم يسرهم لليسرى وجنبهم العسرى أغفر لهم في الآخرة و الأولى يا
رب العالمين ﴿ رَبَّنَا أغْفِرْ لَنَا وَلِإخْوَانِنَا الَّذِينَ
سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفُ رَّحِيُم ﴾ ( الحشر : 10 ) اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون
أحسنه اللهم أرنا الحق حق و ارزقنا إتباعه
أرنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل
يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم وصلي الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


(1) وأخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في ك الجمعة ( 916 )
أخرجه الترمذي في كتاب الصوم ( 688 )
من حديث بن عباس رضى الله تعالى عنهما واللفظ له وأخرجه ابن ماجة في سننه في ك الصيام
( 1717 ) وأخرجه أبو داود في سننه في ك الصيام
( 2082 ) وأخرجه الإمام احمد في مسنده ( 1867 ) ( 7329 ) ت ط ع

(2) أخرجه الإمام احمد في باقي مسند المكثرين ( 10136 )
من حديث أبي هريرة رضى الله تعالى عنه وأخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في ك الصيام
( 1771 ) وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في ك الصيام ( 1945 )
وأخرجه أصحاب السننه في سننهم .

(3) أخرجه الإمام احمد رحمه الله تعالى في مسنده ( 25269 )
وأخرجه النسائي رحمه الله تعالى في سننه في ك الضحايا ( 4288 )
من حديث أم سلمة رضى الله تعالى عنها .

(4) أخرجه مسلم في كتاب الاقضية ( 3243 )
من حديث عائشه رضى الله عنها وأخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في ك الصلح ( 2499 )
من حديث عائشة رضى الله تعالى عنها .

(5) أخرجه الإمام البخاري في كتاب الوصايا ( 2551 )
من حديث سعد بن عباده رضى الله تعالى عنه .

(6) أخرجه الإمام البخاري في كتاب الوصايا ( 2554 )
من حديث عائشة رضى الله تعالى عنها وأخرجه مسلم في كتاب الزكاة ( 1672 )
وفي كتاب الوصية ( 3082 ، 3083 ) من حديث عائشة رضى الله تعالى عنها .ت ط ع

(7) أخرجه الإمام احمد في مسنده ( 25269 )
من حديث أم سلمه رضى الله تعالى عنها وأخرجه النسائي في كتاب الضحايا ( 4288 )
من حديث أم سلمه رضى الله تعالى عنها .

(8) أخرجه الإمام مسلم في كتاب الصلاة ( 577 )
من حديث عمرو بن العاصى رضى الله تعالى عنه . ت ط ع

المصدر هنا

لا تنسونا من حسن دعائكم