الرد على شبهة القران يخالف العلم((العقل في القلب ام في الدماغ))

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الرد على شبهة القران يخالف العلم((العقل في القلب ام في الدماغ))

النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: الرد على شبهة القران يخالف العلم((العقل في القلب ام في الدماغ))

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    531
    آخر نشاط
    13-01-2015
    على الساعة
    07:13 PM

    افتراضي الرد على شبهة القران يخالف العلم((العقل في القلب ام في الدماغ))

    مسألة وجود العقل من الجسم مسألة متشعبة وفيها خلاف الى يومنا هذا بين الاطباء انفسهم وبين الفلاسفة وعلماء الاديان لذا في بحثي المتواضع والذي سقته من عدة مقالات من مواقع مختلفة محاولا الرد على شبهة ان الاسلام يناقض العلم وابين ان كل من الاسلام والعلم يسيران في مسار واحد

    الشبهة من قبل اللادينيين


    وسأبدأ بموضوع التفكير
    وأرجو أن يبقى حوارنا هادئا


    كثيرا ما كنت أقرأ آيات القرآن التي تعتبر أن الإنسان يفكر بقلبه لا بمخه فكنت أعتبرها من التعبيرات الشعرية ليس إلا،

    مثال ذلك الآيات التي تتحدث عن إلقاء الرعب في قلوب الكافرين أو عن أن الله قد ختم على قلوبهم فلا يعقلون

    إلا أنني وجدت الآيتين التاليتين تتحدثان صراحة أن مركز التفكير واتخاذ القرار في الإنسان هو القلب (وليس العقل أو المخ).

    الآية الأولى هي الآية 179 من سورة الأعراف:

    وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ


    الآية الثانية هي الآية 46 من سورة الحج:


    أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ


    فالآيتين تتحدثان عن أن الإنسان يفقه بعقله، تماما كما يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه.

    كذلك هناك الآية الأولى من سورة الشرح:


    أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ


    والآية عاليه ورد في تفسيرها القصة الشهيرة الواردة بالصحيحين عن جبريل الذي أخرج قلب الرسول وغسله بماء زمزم وملأه بالحكمة والأيمان

    وذلك قبل أن يسري به في ليلة الإسراء.

    نص الحديث من صحيح البخاري:
    ‏حدثنا ‏ ‏هدبة بن خالد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏همام بن يحيى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏قتادة ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏عن ‏ ‏مالك بن صعصعة ‏ ‏رضي الله عنهما ‏
    ‏أن نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حدثهم عن ليلة أسري به بينما أنا في ‏ ‏الحطيم ‏ ‏وربما قال في ‏ ‏الحجر ‏ ‏مضطجعا إذ أتاني آت فقد ‏ ‏قال ‏ ‏وسمعته يقول ‏
    ‏فشق ما بين هذه إلى هذه ‏ ‏فقلت ‏ ‏للجارود ‏ ‏وهو إلى جنبي ما ‏ ‏يعني به قال من ثغرة نحره إلى شعرته وسمعته يقول من قصه إلى شعرته فاستخرج قلبي ثم ‏
    ‏أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا فغسل قلبي ثم حشي ثم أعيد


    وكذلك نص الحديث من صحيح مسلم:

    ‏و حدثني ‏ ‏حرملة بن يحيى التجيبي ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏ابن وهب ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏قال ‏ ‏كان ‏ ‏أبو ذر ‏ ‏يحدث ‏
    ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏فرج سقف بيتي وأنا ‏ ‏بمكة ‏ ‏فنزل ‏ ‏جبريل ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ففرج صدري ثم غسله من ماء ‏ ‏زمزم ‏
    ‏ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه

    هل كان الاعتقاد الشائع أن الانسان يفكر بقلبه

    للرد على هذا السؤال دعونا نستعرض ماورد بموسوعة ويكيبيديا عن تاريخ تشريح المخ:



    For many millennia the function of the brain was unknown

    Ancient Egyptians threw the brain away prior to the process of
    mummification
    Ancient thinkers such as Aristotle imagined
    that mental activity took place in the heart


    وترجمة العبارة عاليه هي أنه لعدة قرون ظلت وظيفة مخ الإنسان غير معروفة حتى أن قدماء المصريين كانوا يستخرجونه من الجثة قبل تحنيطها ويلقون به بعيدا
    وقد اعتبر المفكرون القدماء أمثال أرسطو طاليس أن الوظائف العقلية تتم في القلب وليس في المخ.

    وتستطرد الموسوعة قائلة أنه بالرغم من أن جالين (129 – 200) كان من أوائل من اكتشفوا أن التفكير والعواطف مركزهم المخ وليس القلب،
    إلا أن نظريته تلك لم تر النور إلا على يد فيساليوس في عصر النهضة (القرن السادس عشر).

    هناك أيضا الكثير من المقالات الشائقة عن تاريخ تشريح المخ وكيف أن الناس حتى عصر النهضة (وحتى فيما بعد ذلك)
    كانوا يعتقدون أن التفكير والعواطف محلهم القلب وليس العقل. يمكنك قراءة ذلك في مقالة من جامعة استانفورد بالولايات المتحدة:
    http://www.stanford.edu/class/histor...iencelab/body/
    brainpages/brain.html
    التعديل الأخير تم بواسطة احمد العربى ; 14-12-2006 الساعة 10:10 PM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    531
    آخر نشاط
    13-01-2015
    على الساعة
    07:13 PM

    افتراضي

    رد احد الاخوة على هذة الشبهة
    الرياض: د. حسن محمد صندقجي نيويورك: هارييت براون
    لم يعد من العلمي الادعاء بأن الانسان يفكر برأسه فقط، بعدما تأكد العلماء، من وجود دماغ ثان، متمدد عبر طول أجزاء الجهاز الهضمي، وأنه مع تعمق الفهم لآليات عمله وبرامجه، ستتضح معالمه أكثر وأكثر، وعليه ربما لن يكون بعد اليوم، تهكماً قولنا إن فلاناً يفكر من بطنه. وبحسب العلماء، فإن الجهاز الهضمي يحتوي دماغاً قوياً وكبيراً، وعلى درجة عالية من البرمجة العصبية الوظيفية، وأيضاً على مستوى فريد من الاستقلالية في الأداء، لا يقل أهمية عن الدماغ، الذي يستقر في الرأس. وتزداد كل يوم معرفة الباحثين عن خفايا هذا الدماغ وسعته، ومجالات عمله وتشعب علاقاته بالأجهزة والأعضاء المختلفة في الجسم. ونجد اليوم ظلماً حينما سمى العلماء من مئات السنين، العصب الذي يغذي معظم أجزاء الجهاز الهضمي باسم العصب الحائر أو «فيغس نيرف»، وهو لا يغذي الجهاز الهضمي فقط، بل يمتد إلى القلب والرئتين وغيرهما من أحشاء الصدر والبطن، فالحيرة هي أبعد ما تكون عن صفاته. وعندما رأى علماء التشريح أنه عصب يخرج من قاع الجمجمة، وينزل إلى الصدر والبطن لتتفرع منه العشرات من الأفرع، ظنوا أنه حائر كالإنسان المنشغل بعدة وظائف، لا يتقن أياً منها، بيد أن الحال والواقع خلاف ذلك تماماً.
    ودخلت دراسات الخلايا الجذعية، على خط البحث حول وجود خلايا جذعية في أرجاء طبقات الأمعاء، وصولاً إلى تتبع أثر هذا الجهاز الغامض العملاق والمتشعب، من عالم دماغ الأمعاء على أمراض الجهاز الهضمي، بدءا من عيوب الولادة الخلقية لدى الأطفال، إلى أمراض الكبار، كقرحة المعدة والإمساك والقولون العصبي، الذي ربما ينطبق عليه وصف أطباء الجهاز الهضمي بالمثل القديم: «مالئ الدنيا وشاغل الناس». وربما ستكون قمة هذا العلم، دراسة تأثر وظائف الجهاز الهضمي وأمراضه في كل من حالة كبار السن، ممن تتأثر لديهم وظائف خلايا الجهاز العصبي بتقدم العمر، وحالة تأثير الأمراض السرطانية في الجهاز الهضمي على وظائف الأعصاب في

    المصدر جزيرة الشرق الأوسط ....
    http://www.aawsat.com/details.asp?se...818&issue=9768......

    أظن أن هذا الموضوع سيقرب وجهة نظرك أن هناك مصدر للتفكير داخل جوف الإنسان


    ب_اتحدااك يا حيران ان تأتي بآيه من ايات القران الصريحه تقول ان مركز التفكير في الانسان هو القلب .

    ج_ كل ما ورد عن القلب وتعلقه بدخول الكفار الى الاسلام , كان يأتي قبله او بعده لفظ يفقهووووووووون او يعقلووووون . .

    إن لفظ يفقه أو فقِه تعني : تعلم او علِم من شخص اخر او من مصدر غيره . وهذا لا يلزمه ان يتقيد بما تعلمه او علمه .


    وهذا ما يقصده القران , اي انهم فقهوا ما فكرت به عقولهم من خلال قلوبهم ولكنهم رفضوا , ففي الاخير يكون امر الاخراج للاوامر العقليه من القلب او احد الاعضاء . .

    والقران بإعجازه اللغوي والعلمي يذكر لناهذا. فينكر لهم اشياء مثبته من صفات كالنظر والسمع والفقه بالقلب لانهم لم ينتفعوا بها للحق واتباع الحقيقه . (( فما حاجتي من شي لا انتفع به وهو ملكي . فمن الافضل ان انكره عني حتى لا يحتج به غيري علي ))

    كم احب ان تناقض نفسك هكذا وتستشهد عليها .
    ===============================

    فقال (( في القلب مضغه لو صلحت صلح الجسد كله وذا فسدت فسد الجسد كله وهو القلب )) او كما قال .


    فلم يقل ان في الجسم مضغه اذا فكر بها المرء صلح الجسم . بل قال (( اذا صلحت )) لماذا؟!

    وبما اني احب ان اشهدك على نفسك اقول مجاوبا :

    لان القلب مركز الايمان ومركز النوايا التي تتكون بسبب التفكير الصحيح من العقل , فإذا صلح التفكير في العقل و وافقه القلب . تصلح النوايا وبالتالي يصلح سائر الجسد .

    يقول بعض العاميه (( خلي قلبك حجر )) ولا يقولون (( خلي عقلك حجر)) لان العقل اذا تحجر ذهب المرء بلا علم ولكن , فكر فكر بعقلك ولكن لا تجعل العواطف الصااااااااااااادره منه تؤثر على ما ينويه قلبك .

    وهذا ما كان عليه الكفار , فقد كانت قلوبهم اشد قسوه من الحجاره . .

    ===============================
    من بلاغة القران و ملامسته لجميع مستوياااااات عقول البشر , أتى الله بالقران بالموجز المختصر وايضا بجوامع الكلم . فمع العوام اتى القران مباشره الى القلب وهذا ما نراه من جميع البشر امثالك , ومع العلماء والمستكشفين وضع لهم لفظ (( يفقهون)) حتى يبحثوا في هذه الكلمه ويتدبرون معناها ويؤلفون
    منها كتبا ويستشهدون بالقران على استكشافاتهم بعدما يضنون انهم وصلوا لذلك قبل الكل ولا يعلمون ان القران وصل قبلهم وهذا مثل حال

    ولديك نماذج ممن كان في قلوبهم عكس ما كانت تملي عليه عقولهم من إشارات و اوامر لان القلب هو المحطه الاخيره للتصديق :

    1- ابو جهل الذي وصف القران خير وصف عندما قال (( إن عليه لطراوه .... الخ )) فكان هذا اللسان يتحدث بما يمليه عليه العقل والمخ من تفكير ولكن القلب رفض ما يمليه عليه العقل . فلذلك عقِل العقل وتوقف القلب.

    2- ابو طالب عم الرسول كان يقول للرسول (( أعلم انك على حق ولكن لاااااااااااااا استطيع ان اترك دين أبائي واجدادي )) إذا العقل قبل ولكن القلب رفض . .
    ===============================

    القران الكريم يتحدث بلغه موجزه وفيها جوامع الكلم . فهو لا يتطرق الى تشريح المخ و...و.... إلخ من هذا الكلام بل يأتي باللب للموضوع مباشره . فأاااااااااااااااانظر الى كلامي هذا وكله او يزيد عنه تجده في ايه واحده مكونه من بضع عشر كلامات

    الاستاذ حيران .. هل تعرف مايسمى بالناقلات الكيمائية؟! Chemical transmitters

    سأضرب لك مثلا بسيطا .. هل تعلم بأنك إذا رأيت منظرا مخيفا .. فإن هناك مايسمى بالهرمونات "الناقلات الكيمائية؟" .. هذه المادة تسري في الدم من بعض النسجة .. ثم تصل للقلب الذي يضخها بالتبعية إلى المخ .. وحسب كميتها ونوعيتها .. تتخذ قرارك إما بالفرار أم بالتصدي والمقاومة .. مرة ثانية المواد تصل للقلب أولا ثم القلب يوصلها للعقل وبناءا على ذلك تتخذ قرارك.

    - سأضرب لك مثلا بسيطا ثانيا .. هل تعلم بأنك إذا رأيت منظرا مثيرا .. فإن هناك مايسمى بالهرمونات الجنسية "الناقلات الكيمائية؟" .. هذه المادة تسري في الدم من الخصية والغدة الجار كلوية .. ثم تصل للقلب الذي يضخها بالتبعية إلى المخ .. وحسب كميتها ونوعيتها .. تتخذ قرارك إما بالرضوخ لشهوتك أو بالتصدي والمقاومة .. مرة ثانية المواد تصل للقلب أولا ثم القلب يوصلها للعقل وبناءا على ذلك تتخذ قرارك!

    فالقلب هنا هو رأس الأمر كله .. والعقل ليس إلا تابع .. ينفذ بناءا على اشارات القلب .. القلب أولا والعقل ثانيا
    الصدر.
    منتديات اتباع المرسلين
    التعديل الأخير تم بواسطة احمد العربى ; 14-12-2006 الساعة 10:10 PM

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    531
    آخر نشاط
    13-01-2015
    على الساعة
    07:13 PM

    افتراضي

    اولا القول بان العقل في الدماغ
    • الفص الوجدي
    والحب هو مجموعة من التصرفات الحسنة الطيبة ذات الطابع الجميل مع بعض الانفعالات الوجدانية مثل زيادة عدد ضربات القلب أو احمرار الوجه عندما يرى المحب محبوبته
    ويقطن الحب أساساً في المخ ككل، ولكن هناك بعض الأجزاء في مخ الإنسان هي التي يقع فيها الجزء الأكبر من التصرفات والذكريات حلوها ومرها، حيث إن الفص الوجدي من المخ هو لاختزان الذكريات جميعها وكذلك الانفعالات والوجدان سواء بالحب أو بالكره

    أما الفص الأمامي من المخ فهو المسؤول عن التفكير والمعرفة والتصرفات وأيضاً العقل والرصانة. ويستقبل المخ أساسا عن طريق العين التي منها توزع كل ما نراه إلى فصوص المخ خصوصا الفص الوجدي والفص الأمامي، وذلك بعد أن تمر على الفص الخلفي من المخ المسؤول عن إدراك وفهم هذه الصور وعندما ينفعل المخ بما رآه يبعث إشارات مختلفة إلى جميع أجزاء الجسم ولكن بدرجات متفاوتة فمثلا يرسل إشارات إلى العضلات أو اليد لتحية من يحب وإلى القلب

    ليزداد نبضه بقوة أو إلى الأوعية الدموية بالوجه ليقول لها إن هذا هو المحبوب وإشارات المخ المرسلة هذه إلى عضلات الجسم أغلبها يذهب أتوماتيكيا إلى القلب والغدد العرقية واللسان وباقي الأعضاء دون القدرة على التحكم الكامل في هذه الإشارات فيمكنني عندما أرى المحبوب ألا أمد يدي للتسليم عليه ولكن لا يمكنني أن أقلل من نبضات قلبي وهذا ما يستخدم في أجهزة الكشف عن الكذب بأن تعرض أمام المتهم بعض الصور أو الذكريات أو الكلام الذي حدث أثناء الواقعة، فقد ينكر المتهم الواقعة المنسوبة إليه ولكن زيادة نبضات قلبه وارتفاع ضغط دمه يفشي السر لأن المخ يرسل الإشارات إلى بعض الأعضاء مثل القلب دون مشورة الفص الأمامي للمخ الذي يسيطر على تصرفاتنا وعندما نصف أن هذا الشخص عاقل لا يبدو عليه مظاهر الحب فمعناه أن الفص الأمامي للمخ يسيطر على كل الإشارات الصادرة من المخ إلى الجسد عدا القلب.

    القلب ليس له علاقة بالحب
    مما سبق نجد أن القلب ليس له علاقة بالحب كما يدعي العامة، ولكنه مظهر وأداة من المظاهر والأدوات التي يستخدمها المخ لإظهار الحب في الجسم وقد يقول العامة إن العين والأذن تعشقان قبل القلب أحياناً وهذا به جزء من الحقيقة فإن المخ الذي به موطن الحب يستقبل الإشارات الصوتية والمرئية عن طريق الأذن أو العين ثم ينفعل بها ثم يظهر تأثيرها على القلب أي أن العين هي المستقبل قبل القلب ولكن العين لا تحب، بل المخ هو الذي يحب.

    والحب باللغة العلمية النفسية " السيكولوجية " هو انعكاس شرطي، أي يتولد الحب بين شخصين إذا أحسن أحد الشخصين المعاملة وتقرب بلطف ومودة إلى الآخر بصفة مستمرة بدليل أن أجدادنا وآباءنا القدماء أحبوا زوجاتهم بعد الزواج بالعشرة نتيجة المعاملة الحسنة والمودة المستمرة.

    أما نظرة القلب، فإنه استجاب فورا ونبض واضطرب بسبب هذا الحب المتمركز في المخ دون أن يأخذ إذنا من الفص الأمامي من المخ المسيطر المتكبر المتغطرس على هذا الحب، ولذا كان الاعتدال والوسطية في الحب والتصرفات هو أسمى معاني الوجود
    التعديل الأخير تم بواسطة احمد العربى ; 14-12-2006 الساعة 10:09 PM

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    531
    آخر نشاط
    13-01-2015
    على الساعة
    07:13 PM

    افتراضي

    ثانيا القول بان العقل في القلب

    مقدمة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    حضرة صاحب المعالي أخي المكرم الشيخ محمد الأمين بن الشيخ محمد الخضر حفظه الله ووفقه السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته ، وبعد :
    فقد وصلنا خطابكم الكريم بتاريخ 23/ 4/1389هـ وفهمنا ماسألتم عنه والجواب ، حفظكم الله ووفقكم ، عن المسألة الأولى التي هي محل العقل هــو ما تراه ، ولا يخفى على معاليكم أن بحث العقل بحث فلسفي قديم ، وللفلاسفة فيه مائة طريق باعتبارات كثيرة مختلفة ، غالبها كله تخمين وكذب وتخبط في ظلام الجهل ، وهم يسمون الملائكة عقولاً ويكثرون البحث في العقول العشرة المعروفة عندهم ويزعمون أن المؤثر في العلم هو العقل الفياض وأن نوره ينعكس على العالم كما تنعكس الشمس على المرآة فتحصل تأثيراته بذلك الانعكاس ، ويبحثون في العقل البسيط الذي يمثل به المنطقيون للنوع البسيط ، إلى غير ذلك من بحوثهم الباطلة المتعلقة بالعقل من نواح شتى ، ومن تلك البحوث قول عامتهم إلا القليل منهم ، إن محل العقل الدماغ – وتبعهم في ذلك قليل من المسلمين ، ويذكر عن الإمام أحمد أنه جاءت عنه رواية بذلك . وعامة علماء المسلمين على أن محل العقل القلب ، وسنوضح إن شاء الله تعالى حجج الطرفين ونبين ما هو الصواب في ذلك.
    أعلم وفقنا الله وإياك ، إن العقل نور روحاني تدرك به النفس العلوم النظرية والضرورية ، وإن من خلقه وأبرزه من العدم إلى الوجود ، وزين به العقلاء وأكرمهم به أعلم بمكانه الذي جعله فيه من جهلة الفلاسفة الكفرة الخالية قلوبهم من نور سماوي وتعليم إلهي ، وليس أحد بعد الله أعلم بمكان العقل من النبي صلى الله علية وسلم الذي قال في حقه ( ماينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي ) وقال تعالى عن نفسه ( أأنتم أعلم أم الله ) والآيات القرآنية والأحاديث النبوية في كل منهما التصريح بكثرة أن محل العقل القلب ، وكثرة ذلك وتكراره في الوحيين لا يترك احتمالاً ولاشك في ذلك ، وكل نظر عقلي صحيح يستحيل أن يخالف الوحي الصريح ، ونذكر طرفاً من الآيات الكثيرة الدالة على ذلك وطرفاً من الأحاديث النبوية ، ثم نبين حجة من خالف الوحي من الفلاسفة ومن تبعهم ونوضح الصواب في ذلك إن شاء الله تعالى وأعلم أولاً أنه يغلب في الكتاب والسنة إطلاق القلب وإرادة العقل وذلك أسلوب عربي معروف لأن من أساليب اللغة العربية إطلاق المحل وإرادة الحال فيه كعكسه والقائلون بالمجاز يسمون ذلك الأسلوب العربي مجازاً مرسلاً ، ومن علاقات المجاز المرسل عندهم المحلية والحالية كإطلاق القلب وإرادة العقل لأن القلب محل العقل وكإطلاق النهر الذي هو الشق في الأرض على الماء الجاري فيه كما هو معلوم في محله .
    وهذه بعض نصوص الوحيين قال تعالى ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ) الآية ، فعابهم الله بأنهم لا يفقهون بقلوبهم ، والفقه الذي هو الفهم لا يكون إلا بالعقل ، فدل ذلك على أن القلب محل العقل ، ولو كان الأمر كما زعم الفلاسفة لقال لهم أدمغه لا يفقهون بها . وقال تعالي ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو أذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) ولم يقل فتكون لهم أدمغه يعقلون بها ، ولم يقل ولكن تعمى الأدمغه التي في الرؤوس كما ترى ، فقد صرح في آية الحج هذه بأن القلوب هي التي يعقل بها وما ذلك إلا لأنها محل العقل كما ترى ثم أكد ذلك تأكيداً لا يترك شبهة ولا لبساً فقال تعالى ( ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) فتأمل قوله التي في الصدور تفهم مافيه من التأكيد والإيضاح ومعناه أن القلوب التي في الصدور هي التي تعمى إذا سلب الله منها نور العقل فلا تميز بعد عماها بين الحق والباطل ولا بين الحسن والقبيح ولا بين النافع والضار وهو صريح بأن الذي يميز به كل ذلك وهو العقل ومحله في القلب وقال تعالى ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) ولم يقل بدماغ سليم وقال تعالى ( ختم الله على قلوبهم ) الآية ولم يقل على أدمغتهم وقال تعالى ( إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ) الآية ومفهوم مخالفة الآية أنه لو لم يجعل الأكنة على قلوبهم لفقهوه بقلوبهم وذلك لأن محل العقل القلب كما ترى ، ولم يقل أنا جعلنا على أدمغتهم أكنه أن يفقهوه . وقال تعالى ( إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب ) الآية ، ولم يقل لمن كان له دماغ وقال تعالى ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك ) الآية ، ولم يقل ثم قست أدمغتكم وكون القلب إذا قسا لم يطع صاحبه الله وإذا لان أطاع الله ، دليل على أن المميز الذي تراد به الطاعة والمعصية محله القلب كما ترى وهو العقل .
    وقال تعالى ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) الآية ، وقال تعالى ( فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ) الآية ، ولم يقل فويل للقاسية أدمغتهم ولم يقل فطال عليهم الأمد فقست أدمغتهم وقال تعالى ( أفرأيت من أتخذ ألهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه ) الآية ، ولم يقل وختم على سمعه ودماغه وقال تعالى ( وأعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) الآية ، ولم يقل ودماغه ، وقال تعالى ( يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ) الآية ولم يقل ما ليس في أدمغتهم وقال تعالى ( فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة ) الآية ولم يقل أدمغتهم منكرة وقال تعالى حتى إذا فزع عن قلوبهم ) الآية ولم يقل ، إذا فزع عن أدمغتهم وقال تعالى ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) الآية ولم يقل أم على أدمغه أقفالها وأنظر ما أصرح آية القتال هذه في أن التدبر وأدراك المعاني به إنما هو القلب ولو جعل على القلب قفل لم يحصل الإدراك فتبين أن الدماغ ليس هو محل الإدراك كما ترى ، وقال تعالى ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) ولم يقل أزاغ الله أدمغتهم وقال تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ولم يقل تطمئن الأدمغة - وقال تعالى ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) ولم يقل وجلت أدمغتهم ، والطمأنينة والخوف عند ذكر الله كلاهما إنما يحصل بالفهم والإدراك ، وقد صرحت الآيات المذكورة بأن محل ذلك القلب لا الدماغ وبين في آيات كثيرة أن الذي يدرك الخطر فيخاف منه هو القلب الذي هو محل العقل لا الدماغ ، كقوله تعالى ( وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ) الآية وقوله تعالى ( قلوب يومئذ واجفه الآية ، وإن كان الخوف تظهر آثاره على الإنسان ، وقال تعالى ( أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم ) ولم يقل ونطبع على أدمغتهم ، وقال تعالى ( وربطنا على قلوبهم إذ قاموا ) الآية وقال تعالى ( إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها ) والآيتان المذكورتان فيهما الدلالة على أن محل إدراك الخطر المسبب للخوف هو القلب كما ترى لا الدماغ والآيا ت الواردة في الطبع على القلوب متعددة كقوله تعالى ( ذلك بأنهم أمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم ) الآية ولم يقل فطبع على أدمغتهم ، وكقوله تعالى ( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف فطبع على قلوبهم ) الآية ولم يقل على أدمغتهم وقال تعالى ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) الآية والطمأنينة بالإيمان إنما تحصل بإدراك فضل الإيمان وحسن نتائجه وعواقبه وقد صرح في هذه الآية بإسناد ذلك اطمئناناً إلى القلب الذي هو محل العقل الذي هو أداة النفس في الإدراك ولم يقل ودماغه مطمئن بالإيمان .
    وقال تعالى ( قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) ولم يقل في أدمغتكم – وقال تعالى ( أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ) فقوله ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ، وقوله كتب في قلوبهم الإيمان ، صريح في أن المحل الذي يدخله الإيمان في المؤمن وينتفـــي عنه دخوله في الكافر إنما هو القلب لا الدماغ ، وأساس الإيمان إيمان القلب لأن الجوارح كلها تبع له كما قال صلى الله عليه وسلم ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب ) فظهر بذلك دلالة الآيتين المذكورتين على أن المصدر الأول للإيمان القلب فإذا آمن القلب آمنت الجوارح بفعل المأمورات وترك المنهيات لأن القلب أمير البدن ، وذلك يدل دلالة واضحة على أن القلب ما كان كذلك إلا لأنه محل العقل الذي به الإدراك والفهم كما ترى .
    وقال تعالى ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ) الآية ، فأسند الإثم بكتم الشهادة للقلب ولم يسنده للدماغ ، وذلك يدل على أن كتم الشهادة الذي هو سبب الإثم واقع عن عمد وأن محل ذلك العمد القلب وذلك لأنه محل العقل الذي يحصل به الإدراك وقصد الطاعة وقصد المعصية كما ترى . وقال تعالى في حفصة وعائشة رضي الله عنهما ( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ) أي مالت قلوبكما إلى أمر تعلمان أنه صلى الله عليه وسلم يكرهه ، سواء قلنا أنه تحريم شرب العسل الذي كانت تسقيه إياه إحدى نسائه ، أو قلنا أنه تحريمه جاريته ماريه ، فقوله صغت قلوبكما أي مالت يدل على أن الإدراك وقصد الميل المذكور محله القلب ، ولو كان الدماغ ، لقال فقد صغت أدمغتكما كما ترى ولما ذكر كل من اليهود والمشركين أن محل عقولهم هو قلوبهم قررهم الله على ذلك لأن كون القلب محل العقل حق ، وأبطل دعواهم من جهة أخرى وذلك يدل بإيضاح على أن محل العقل القلب أما اليهود لعنهم الله ، فقد ذكـر الله ذلك بمنعهم في قوله تعالى ( وقالوا قلوبنا غلف ) فقال تعالى ( بل طبع الله عليها بكفرهم ) فقولهم قلوبنا غلف بسكون اللام يعنون أن عليها غلافاً أي غشاءً
    يمنعها من فهم ما تقول ، فقررهم الله على أن قلوبهم هي محل الفهم والإدراك لأنها محل العقل ولكن كذبهم في ادعائهم أن عليها غلافاً مانعاً من الفهم ، فقال على سبيل المثال الإضراب الابطالي ( بل طبع الله عليها بكفرهم ) الآية أما على قراءة ابن عباس قلوبنا غلف بضمتين يعنون أن قلوبهم كأنها غلاف محشو بالعلوم والمعارف فلا حاجة لنا إلى ما تدعوننا إليه ، وذلك يدل على علمهم بأن محل العلم والفهم القلوب لا الأدمغة ... وأما المشركون فقد ذكر الله ذلك عنهم في قوله تعالى .. ( وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعون إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب ) الآية ، فكانوا عالمين بأن محل العقل القلب ولذا قالوا قلوبنا في أكنه مما تدعونا إليه ، ولم يقولوا أدمغتنا في أكنه مما تدعونا إليه ، والله لم يكذبهم في ذلك ولكنه وبخهم على كفرهم بقوله ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ) الآية . وهذه الآيات التي أطلق فيها القلب مراداً به العقل لأن القلب هو محله ، أوضح الله المراد منها بقوله ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها ) فصرح بأنهم يعقلون بالقلوب وهو يدل على أن محل العقل القلب دلالة لا مطعن فيها كما ترى – وقال تعالى ( إن يشأ الله يختم علـى قلبك ) ولم يقل يختم على دماغك – وقال تعالى ( قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به ) الآية ، ولم يقل وختم على أدمغتكم وقال تعالى في النحل ( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون ) الآية ، وقال تعالى ( أولئك الذين أمتحن الله قلوبهم للتقوى ) الآية ولم يقل أمتحن أدمغتهم . وقال تعالى ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم ) الآية والآيات بمثل هذا كثيرة ، ولنكتف منها بما ذكرنا خشية الإطالة المملة .
    وأما الأحاديث المطابقة للآيات التي ذكرنا الدالة على أن محل العقل القلب فهي كثيرة جداً كالحديث الصحيح الذي ذكر والذي فيه ألا وهى القلب ، ولم يقل فيه ألا وهى والدماغ وكقوله صلى الله عليه وسلـم ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) ولم يقل يا مقلب الأدمغة ثبت دماغي على دينك ، وكقوله صلى الله علية وسلم ( قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن ) وهو من أحاديث الصفات ولم يقل دماغ المؤمن إلخ . والأحاديث بمثل هذا كثيرة جداً فلا نطيل بها الكلام .
    وقد تبين مما ذكرنا أن خالق العقل وواهبه للإنسان بين في آيات قرآنية كثيرة أن محل العقل القلب ، وخالقه أعلم بمكانه من كفرة الفلاسفة ، وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم كما رأيت أما عامة الفلاسفة إلا القليل النادر منهم فإنهم يقولون أن محل العقل الدماغ وشذت طائفة من متأخريهم فزعموا أن العقل ليس له مركز مكاني في الإنسان أصلاً وإنما هو زماني محض لا ما كان له ، وقول هؤلاء أظهر سقوطاً من أن نشتغل بالكلام عليه . ومن أشهر الأدلة التي يستدل بها القائلون أن محل العقل الدماغ هو أن كل شيئ يؤثر في الدماغ يؤثر في العقل ، ونحن لا ننكر إن العقل قد يتأثر بتـأثير الدماغ ولكن نقول بموجبه ، فنقول سلمنا أن العقل قد يتأثر بتأثر الدماغ ولكن لا نسلم أن ذلك يستلزم أن محله الدماغ ، وكم من عضو من أعضاء الإنسان خارج عن الدماغ بلا نزاع وهو يتأثر بتأثر الدماغ كما هو معلوم ، وكم من شلل في بعض أعضاء الإنسان ناشئ عن اختلال واقع في الدماغ ، فالعقل خارج عن الدماغ ولكن سلامته مشروطة بسلامة الدماغ كالأعضاء التي تختل باختلال الدماغ فإنها خارجة عنه مع أن سلامتها مشروطة فيها سلامة الدماغ كما هو معروف . وإظهار حجة هؤلاء والرد عليها على الوجه المعروف في آداب البحث والمناظرة أن


    جمعية القلب السعودية المصدر

    http://www.sha.org.sa/arabic/patient...expression.htm
    التعديل الأخير تم بواسطة احمد العربى ; 14-12-2006 الساعة 10:08 PM

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    531
    آخر نشاط
    13-01-2015
    على الساعة
    07:13 PM

    افتراضي

    العقل ليس في المخ

    مفهوم العقل في القرآن الكريم

    لم يذكر لفظ " العقل " في القرآن الكريم كمصدر، و إنما ذكر الفعل " يعقل و يعقلون "؛ و جاء ذلك على مستوى تسع و أربعين آية من أصل ثلاثين سورة قرآنية ، تحمل معاني مشتركة لابد فيها من مراعاة السياق القرآني. و مجمل تلك المعاني تدور حول العقل بمعنى القوة " المتهيئة " لقبول العلوم كما في قوله تعالى: ( و ما يعقلها إلا العالمون ) ، و هذه القوة هي التي يحصل بها التميز بين الحسن و القبيح، و كذلك يكون بها العلم بصفات الأشياء من حيث الكمال و النقصان . و يسمى العقل قلبا كما يسمى القلب عقلا، قال الحق سبحانه : ( و طبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ) ، و قول الرسول: ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ) قال الفراء " أي عقل " . و قد ورد في أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يؤكد هذا المعنى ( واعقل عقل قلبك ) ، ( وليعقل قلبك ) ، ( قد أفلح من جعل قلبه واعيا ) ، و ذكر الفراء أيضا أنه « جائز في العربية أن تقول: ما لك قلب، وما قلبك معك؛ تقول ما عقلك معك، و أين ذهب قلبك؟ أين ذهب عقلك؟ » .
    و من معاني العقل أيضا التثبت في الأمور ، يقول الرسول: ( نزل به الروح الأمين على قلبك ) ، جاء في معناه « نزل به جبريل عليه السلام، عليك فوعاه قلبك، و ثبت فلا تنساه أبدا» . و هناك معاني أخرى تفيد أن العقل و النفس واحد ؛ و أنه أيضا هو التمييز الذي « به يتميز الإنسان من سائر الحيوان » . أما الأصل في معنى العقل من حيث اللغة فهو « الإمساك، والاستمساك كعقل البعير بالعقال.. و عقلت المرأة شعرها » ، و حين يضاف العقل إلى الإنسان بمعاني العلم، و الفهم، و التثبت، فإنه يسمى آنذاك عقل « لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك أي يحبسه » .
    إذن فمميزات الاشتراك بين النفس، والروح، و القلب، و العقل تمكن في تلك القوة الإدراكية، و الواعية بتدبير شؤون الإنسان.
    و في الإصلاح الصوفي، العقل أيضا مشارك للألفاظ السابقة في المعاني الإدراكية؛ لأنه هو الآخر تكون عنه المعرفة .
    و الصوفية لا يستطيعون وصف " العقل " في ذاته بغير آثاره القلبية، لأنه عبارة عن فاعلية معرفية بعيدة عن مفهوم العقل " العضو "؛ كذلك الباحث في القرآن الكريم لا يجد لفظ " العقل " كمصدر، و إنما يجد الفعل " يعقل، و يعقلون " كقول الرسول الكريم ( و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ) ، و قوله: ( أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) ؛ لأنه لو جاء التعبير بلفظ " العقل " لفهمنا أنه عضو كباقي الأعضاء البدنية، في حين نجد مختلف اشتقاقات فعل العقل تشير إلى أنه وظيفة من الوظائف القلبية، كما في وصفه تعالى: ( لهم قلوب لا يفقهون بها ) و قوله: ( وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ) .
    و إذا كان الإمام الغزالي ( ت 505 هـ ) يشير إلى تعدد معاني العقل التي منها قوة تحصيل العلوم، و الصفة الباطنة التي تميز الإنسان عن الحيوان، و أن من العقل ما هو غريزي، و منه ما هو مكتسب إلى غير ذلك من التقسيمات، إلا أن أهم معاني العقل عنده ترتبط بمفهوم " التحصيل القلبي "؛ و ذلك على معنيين:
    أحدهما: يراد به العلم بحقائق الأمور، فيكون عبارة عن صفة العلم الذي محله العقل.
    الثاني: يراد به المدرك للعلوم فيكون هو القلب أي تلك اللطيفة .
    فقد يراد بالعقل صفة العلم الحالة في القلب، كما يراد به الموصوف الذي هو محل الإدراك و هو القلب، و هذا الأخير يطلق و يراد به " النفس " أيضا، لذلك أضاف الإمام الغزالي ( ت 505 هـ ) معنيين أخريين للعقل لتأكيد هذا الترادف، فأشار بذلك إلى أن العقل:
    - يراد به النفس الإنسانية.
    - و يراد به صفة النفس .
    و مسألة العقل يشار إليها في الفكر الصوفي على أساس أنها " آلة القلب " في الإدراك، كما تعني في الوقت ذاته " إدراك النفس " ، و إحاطتها بالأمور، و تمييزها بين الأشياء. و نتيجة هذا التحديد الصوفي الذي رأيناه من خلال تتبع هذه الألفاظ تؤكد أن العقل، و القلب، و النفس، شيء واحد؛ كما أن الروح، و النفس يشتركان في المعنى الإدراكي، و المعنى المتعلق بتدبير و تسيير الإنسان في جملته.
    ومن نتائج هذا التحليل أيضا أن العقل ليس بعضو بقدر ما هو صفة للنشاط الباطني للإنسان؛ وهذا التحديد الأخير يوازي طبيعة النفس، و القلب، و الروح من حيث المفارقة لمفهوم المادة.
    و قد كان هناك اختلاف حول " محل " العقل عند المسلمين؛ هل هو في القلب، أو في الدماغ، أو مشترك بينهما؟ حيث ذهب الإمام أبو حنيفة ( ت 150 هـ ) و « جماعة من الأطباء إلى أن محل العقل الدماغ. وذهب الشافعي ( ت 204 هـ )، و أكثر المتكلمين إلى أن محله القلب؛ و هو مستعد لأن تنجلي فيه حقيقة الأشياء كلها » . و قيل أيضا هو مشترك بينهما .
    و رغم هذا الاختلاف الحاصل حول محل العقل إلا أنه كان ينظر إليه عند المسلمين نظرة بعيدة عن مفهوم العضو المادي، و كان غالبا ما يشار إليه بمعاني " النور الروحاني "، أو " قوة التمييز "، أو " القوة المتهيئة لقبول العلم " ، أو « نور في بدن الآدمي يضيء به طريقا يبتدأ من حيث ينتهي إليه درك الحواس، فيبدو به المطلوب للقلب بتوفيق الله » ؛ أو " نور معنوي في باطن الإنسان "، أو " صفة غريزية "، أو " ملكة الاستنباط " . و هذا التركيز البعيد عن مفهوم المادة راجع إلى « مذهب أهل السنة [في] أن العقل، والروح من الأعيان و ليسا بعرضين كما ظننته المعتزلة و غيرهم » .
    و من معطيات العلم لحديث ما يؤكد هذه المعاني البعيدة عن مفهوم المادة، أو العضوية للعقل؛ فقد توصل عالم الأعصاب.. جون إكليس J. ECCLES إلى « أن العقل، و الإدارة ( و الروح طبعا ) حقيقتان غير ماديتين » . و بعد مجهودات طويلة من البحث في هذا المجال خلص أحد علماء هذا التخصص « إلى أن الذي يدرك حقيقة ليس هو هذه المادة التي في الرأس، و إنما هناك شيء آخر سمه العقل، أو الروح، أو النفس، أو ما شئت هو الذي يستعمل هذا الدماغ » .
    و من التجارب البارزة في هذا المجال ما قام به عالم الأعصاب ( بنفليد ) من أبحاث نشرها في كتابه " لغز العقل " THE MYSTERY OF MIND حيث سجل ملاحظاته من خلال تجربته على دماغ الإنسان بواسطة التنبيه الكهربائي، فقرر أنه « ليس في قشرة الدماغ أي مكان يستطيع التنبه الكهربائي فيه أن يجعل المريض يعتقد، أو يقرر شيئا.
    فالإلكترون ( الكهربائي ) يستطيع أن يجعل جزءا من الجسم يتحرك لكنه لا يستطيع أن يجعل الإنسان يريد أن يحرك هذا الجزء من جسمـه » . و مع أن ( بنفليد ) من خلال تجاربه « استطاع أن يرسم خريطــة كاملة بين مناطق الدماغ المسؤولة عن النطق، و الحركة، و جميع الحواس الداخلية، و الخارجيــة غير أنه لم يكن في المستطاع تحديد موقع العقل، أو الإرادة في أي جزء من الدماغ هو مقر الإحساس، و الذاكرة، و العواطـف، و القدرة على الحركــة لكنه فيما يبدو ليس مقر العقل، و الإرادة » .
    -------------------
    المصدر موقع عشاق الله
    http://www.ushaaqallah.com/category/137
    التعديل الأخير تم بواسطة احمد العربى ; 14-12-2006 الساعة 10:08 PM

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    531
    آخر نشاط
    13-01-2015
    على الساعة
    07:13 PM

    افتراضي

    دراسة حول العقل الانساني
    العقل والدين.. دوائر التوحيد والوجودية في التصور الإسلامي
    02/08/2003 د/ فوزي خليل



    معنى العقل ومفهومه:
    من دلالات مادة "عقل" في اللغة كما في لسان العرب: الجامع لأمره، مأخوذ من عقلت البعير إذا جمعت قوائمه، وقيل "العاقل" الذي يحبس نفسه ويردها عن هواها، أُخذ من قولهم قد اعتقل لسانه إذا حُبس ومنع الكلام. والمعقول: ما تعقله بقلبك. والعقل: التثبت في الأمور. والعقل: القلب، والقلب العقل. وسُمي العقل عقلا؛ لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك، وبهذا يتميز الإنسان من سائر الحيوان، ويقال: لفلان قلب عقول، ولسان سئول، وقلب عقول: فهم. وعقل الشيء يعقله عقلا أي فهمه.
    ويمكن القول إن لمقصود بالعقل في التصور الإسلامي أمران:
    أ- الأداة الغريزية في الإنسان التي يدرك بها الأشياء على ما هي عليه من حقائق المعنى، ويسميها بعضهم "العقل الغريزي" فهو الطاقة الإدراكية في الإنسان.
    ب- ما توفره هذه الأداة الغريزية وتلك الطاقة الإدراكية من حصيلة معرفية وخبرة وفكرة ويسميها بعضهم العقل المكتسب فهو نتيجة للعقل الغريزي، وهو ينمو أن استعمل وينقص أن أهمل، وهو ما ذهب إليه الماوردي في الفكر الإسلامي، ويشبه مذهب كانط في الفلسفة الألمانية والذي يتحدث عن العقل المحض (الفطري)، والعقل التجريبي (العملي).
    وينصرف معنى العقل أيضاً إلى "العقل الجمعى" لا عقل الإنسان الفرد فقط، فيكون معناه مجموع الطاقات الإدراكية للأمة والتي يدور حولها فكر الأمة وعلومها وخبرتها، حيث يعتد الإسلام بالقيمة الذاتية للفكر الإنساني باعتباره ناتج عقول الأمة وأهل النهى وأولي الألباب فيها. والتي ترسم مسار الفقه وحركته في التاريخ بين تواصل مع الأصول واجتهاد السابقين من ناحية، وتجديد واجتهاد من ناحية أخرى بما يحقق التراكم الفكري، ويستهدف تطوير حكمة الرؤية المقاصدية والفقهية بل والثقافية الحضارية التي تميز الأمة.
    ضرورة العقل وأهميته في الشرع:
    لقد عُنِيَ الإسلام بالعقل عناية لم يسبقه إليها دين آخر من الأديان السماوية، فتقرأ قاموس الكتاب المقدس، فلا تجد فيه كلمة "العقل"، ولا ما في معناها من أسماء هذه الخاصية البشرية المتفردة التي فُضل الإنسان بها على جميع المخلوقات، لا لأن هذه المادة لم تذكر في كتب العهدين مطلقا، بل لأنها لم يعتد بها فيهما أساساً لفهم الدين ودلائله، والاعتبار به، فلم تتطور علوم حول النص كما تطورت في ظل الفقه والفكر الإسلامي، فلا الخطاب بالدين موجه إليه كما في الإسلام، أو قائم به وعليه، مثلما كان في هدي القرآن التفكر والتدبر والنظر في العالم من أعظم وظائف العقل. ومداخل العقيدة والإيمان.
    أما ذكر العقل باسمه وأفعاله في القرآن الكريم فقد جاء زهاء 50 مرة، وأما ذكر أولي الألباب، أي العقول ففي بضع عشرة مرة، وأما كلمة أولي النهى (جمع نُهية- بالضم- أي العقول)، فقد جاءت مرة واحدة في آخر سورة طه. وهذا دليل على اعتبار العقل ومنزلته في الرؤية الإسلامية، كما نهى الشرع عن الاستدلال بالاعتماد على الظنون؛ لأن الظنون لا تغني من الحق شيئاً، ونهى عن اتباع الهوى وتحكيمه في الاستدلال بالنصوص.
    وترجع أهمية العقل إلى الآتي:
    1- بالعقل ميز الله الإنسان؛ لأنه منشأ الفكر الذي جعله مبدأ كمال الإنسان ونهاية شرفه وفضله على الكائنات، وميزه بالإرادة وقدرة التصرف والتسخير للكون والحياة، بما وهبه من العقل وما أودعه فيه من فطرة للإدراك والتدبر وتصريف الحياة والمقدرات وفق ما علمه من نواميسها وأسبابها ومسبباتها، فيعلو ويحسن طواعية والتزاما بالحق، وينحط ويطغى ويفسد باجتناب الحق واتباع الهوى... فالعقل الإنساني أداة الإدراك والفهم والنظر والتلقي والتمييز والموازنة بين الخير والنفع والضرر، وهو وسيلة الإنسان لأداء مسئولية الوجود والفعل في عالم الشهادة والحياة. والعقل بما أُودع من فطرة إلى جانب أنه الوسيلة الأساسية للإدراك فإنه يحوي في ذاته بديهيات المعاني والعلاقات بين الإنسان والحياة والوجود والكائنات، ويبني عليها منطقه ومفاهيمه الأساسية في هذا الوجود؛ ولأنه مناط تشريف وتكليف فهو مناط حساب ومسئولية.
    2- العقل الإنساني وقدرته على الإدراك والتمييز والتمحيص هو وسيلة الإنسان إلى إدراك فحوى الوحي ووضعه موضع الإرشاد والتوجيه لعمل الإنسان وبناء الحياة ونظمها وإنجازاتها بما يحقق غاية الوحي ومقاصده. فبغيره لا يتم تنزيل النص على الواقع، والعقل ابتداء يميز بين الوحي الصحيح، وبين الدجل والخرافة والكهانة الكاذبة. فكما أنه وسيلة الإنسان إلى الفكر الصحيح والعلم النافع فهو وسيلته قبل ذلك إلى الهداية وإلى الإيمان بالوحي ورسالات السماء.
    3- كذلك فإن العقل بما يملك من طاقات إدراكية أودعها الله فيه ذات دور مهم في الاجتهاد والتجديد إلى يوم القيامة؛ وذلك بالنظر إلى انقطاع الوحي، فالعقل له دور في استـقراء الجزئيات والأدلة التفصيلية التي يجمعها مفهوم معنوي عام، باعتباره مبنى من مباني العدل، وهى الأصول الكلية، والقواعد العامة التي تستـشرف مقاصد ومصالح إنسانية مادية ومعنوية يعبر عنها بالحاجات والمطالب، والعقل يرد الفروع والجزئيات التي تنزل في الواقع، وليس لها نص إلى الأصول والكليات المنصوصة من خلال ما عُرف بالقياس وغيره. والعقل يقيم النظم والمؤسسات التي يتذرع بها لتحقيق هذه الكليات والأصول والقواعد العامة في الواقع المتغير، وإلا فإن هذه الكليات والأصول من حيث ذاتها لا تحقق لها في الخارج إلا عن طريق تلك النظم التي يؤسسها النظر العقلي. ومن ثم كان العقل أداة وصل الدين بقضايا الواقع.
    4- العقل مناط التكليف بخطاب الشارع طلباً أو كفًّا أو تخييراً أو وضعاً؛ لأن التكليف خطاب، وخطاب من لا عقل له ولا فهم محال، فالمجنون، والصبي الذي لا يميز، يتعذر تكليفه؛ لأن المقصود من التكليف كما يتوقف على فهم أصل الخطاب، فهو يتوقف على فهم تفاصيله. إذن فعماد التكليف العقل؛ لأن التكليف خطاب من الله ولا يَـتلقى ذلك الخطاب إلا من يعقل ويدرك معناه.
    وهكذا تبدو ضرورة العقل وأهميته المصلحية بوصفه أصلاً من أصول المصالح التي بدونها لا مجال لوجود الإنسان ولا لحياته الاجتماعية من بقاء، كذلك بدون العقل لا يوجد مجال للتلقي عن رسالة الوحي بوصفها مصدراً للمعرفة والعلم والتوجيه، ولا مجال لمسئولية الخلافة الإنسانية وإعمار الكون دون وجود العقل وإعمال دوره ووظيفته في الفهم والإدراك والتمييز بين المصالح والمفاسد، ومن هنا كفلت الشريعة أحكام حفظه باعتباره كياناً وجودياًً في الإنسان، وضابطا لدوره ووظيفته في الكون.
    قواعد الشريعة في حفظ العقل:
    ومن هذا المنطلق يأتي منظور الشريعة في حفظ العقل، سواء من جانب الوجود ابتداء بتحصيل منفعته أو من ناحية درء المفاسد عنه أو المضار اللاحقة به.
    فأحكام حفظ العقل من ناحية الوجود، هي الأحكام التي تقيم أركانه وتثبت قواعده بحيث تثمر منفعته فكراً مستقيماً وعلوماً نافعة ومعارف صالحة تمكن الأمة من تحقيق مفهوم "الاستخلاف" في الأرض وعمارة الكون والحياة. ومن هنا شرع طلب العلم والتفكر والنظر والتدبر، وليس هناك دليل أسطع من افتتاح الله كتابه الكريم وابتدائه الوحي بهذه الآيات التي تأمر مرتين بالقراءة على الإطلاق دون تقييد بمقروء مخصوص، وتذكر مادة العلم على إطلاقه أيضاً ثلاث مرات، قال تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ".
    وآيات القرآن التي تحث على العلم والنظر في آيات الله في الكون، والتفكر فيها بما يعمق الإيمان بالله أكثر من أن يتسع لها السياق هنا.
    إن الإنسان يزداد عقلاً وتهذيباً وصقلاً بازدياد المعارف والعلوم. فيشير ابن خلدون إلى أن النفس الناطقة للإنسان إنما توجد فيه بالقوة، وأن خروجها من القوة إلى الفعل، إنما هو بتجدد العلوم والإدراكات عن المحسوسات أولا، ثم ما يكتسب بعدها بالقوة النظرية إلى أن يصير إدراكاً بالفعل، وعقلاً محصناً، فتكون ذاتا روحانية وتستكمل حينئذ وجودها، فوجب لذلك أن يكون كل نوع من العلم والنظر يفيدها عقلاً فريداً، والصنائع أبداً يحصل عنها وعن ملكتها قانون علمي مستفاد من تلك الملكة، فلذلك كانت الحنكة في التجربة تفيد عقلاً، والملكات الصناعية تفيد عقلاً، والحضارة الكاملة تفيد عقلاً، ومعاشرة أبناء الجنس، وتحصيل الآداب في مخالطتهم، ثم القيام بأمور الدين واعتبار آدابها وشرائطها، وهذه كلها قوانين تنتظم علوماً، فيحصل منها زيادة عقل.
    وهكذا فإن مفهوم العلم -في الرؤية الإسلامية- الذي يفيد زيادة عقل، مفهوم شامل يتغيا معرفة الله والتقرب إليه، بما يحقق مهمة الخلافة في الأرض، وعمارة الكون والحياة، سواء كانت هذه العلوم نابعة من كتاب الله المقروء ممثلاً في القرآن الكريم أو نابعة من قراءة كتابه المنظور ممثلاً في الكون وسننه الطبيعية.
    أما تدابير حفظ عقول الأمة من ناحية ما يدرأ عنها الخلل الواقع أو المتوقع فيتمثل في موقف الإسلام من صور الغلو والانحراف الفكري. والفكر قد يكون مجرد رأي وصل إليه العقل بطريقة أو بأخرى، وقد يكون عقيدة عند الاقتناع به وتحرك الوجدان نحوه، وانفعال النفس به انفعالا يظهر أثره في القلب والسلوك، ومن الانحراف في الرأي التعصب لحكم اجتهادي ليس له دليل قاطع في ثبوته أو دلالته. ومن الانحراف في العقيدة إنكار وجود الإله الخالق، وكذلك الغلو في الإيمان بوجوده، غلوا يتنافى مع ما يجب له من الجلال والجمال.
    فأخطر أنواع الانحراف هو انحراف الفكر والبعد به عن القصد إفراطاً أو تفريطاً، ذلك أن السلوك نابع منه ومتأثر به، ولهذا كانت العناية بتقويم الفكر وتصحيح الاعتقاد هي أول نقطة في أي برنامج من برامج الإصلاح التي جاء بها الأنبياء، ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب". والقلب أحد معاني العقل كما سبق.
    والانحراف الفكري ينتج عن خلل في البناء الفكري، وهذا الخلل قد يعود إلى الأمور الآتية أو إلى أحدها:
    1-الجهل بأصول التشريع: الكتاب، السنة، الإجماع، القياس، أو الإعراض عن الأخذ بهذه الأصول أو إحداها، مثل من سموا أنفسهم بالقرآنيين الذين لا يرون في غير القرآن حجة، وينكرون حجية السنة.
    2-الجهل بمناهج التعامل مع هذه الأصول، كالجهل بمآخذ الأدلة وأدوات الاستنباط أو الجهل باللغة العربية -لغة الوحي- وأساليبها، وإجمالاً بمنهج تحليل نصوص الوحي واستنباط الحكم منها.
    3-وجماع الأمرين السابقين صدور الاجتهاد من غير أهله مع الجهل بمقاصد الشريعة والمصالح المعتبرة شرعاً.
    والانحراف الفكري والعقائدي كانت له آثار سياسية خطيرة في الممارسة السياسية في التاريخ الإسلامي ارتبطت بالموقف من النظام السياسي والقيادة السياسية، وعرفت فقهاً بقضية الخروج على الحكام، وتكفير المجتمع، وكانت قضية الإمامة هي المركز الذي استقطب أصحاب هذا الفكر في أول خلاف سياسي في تاريخ الإسلام ممثلاً في فكر الخوارج والشيعة. وظاهرة الانحراف والغلو الفكري لبعض تيارات لصحوة الإسلامية تعود في بعض أسبابها إلى الخلل في البناء الفكري والمنهجي، الذي أدى إلى كثير من السلبيات والمواقف التي تـتـناقض مع المقاصد والمصالح الشرعية العامة للأمة.
    درء تعارض العقل والنقل:
    بين حفظ الدين وحفظ العقل في التصور الإسلامي ارتباط وثيق، لما لهما من أهمية عظمى في حياة الأمة وكيانها العقيدي والفكري والسياسي. وإذا كانت الفلسفة الغربية قد وضعت الفكر الوجودي الذي يبحث في جوهر الإنسان وغاياته وتحققه في هذا الوجود كمنهج عقلي "تحرري" في مواجهة الدين فإن رؤية التوحيد الإسلامية والتي ينبثق عنها مفهوم الاستخلاف تربط بين التوحيد والوجود، وبين العقل والتقل، وبين الإنسان والكون في علاقة مركبة لا تناقض فيها ولا تعارض مع خالقه، بل تتكامل المفاهيم وتتضافر من أجل "تحرير" الإنسان من عبودية الطبيعة أو ألوهية الهوى والمنفعة المادية الضيقة التصارعية بسبيل أفق رحب يجعل الإنسان سيد في الكون وخليفة لرب هذا الكون، ويجعل العلاقات بين البشر أصلها التعارف، والتدافع الخلاق، هذا الرب الذي يبين النص القرآني أنه علم آدم الأسماء كلها وعلَّمه ما لم يكن يعلم، في مقابل تصورات الإله في التراث الغربي القديم التي يصارع الرب فيها الإنسان، ويحتكر المعرفة، ويسعى لمنع الإنسان من الحصول على شعلتها المقدسة، أو تصورات الرب في العهد القديم التي يخشى الرب فيها من اتحاد البشر وقوتهم فينزل ليبلبل عليهم ألسنتهم (من هنا اسم مدينة بابل في رأي بعض المؤرخين)، أو تحتكر المؤسسة الدينية أسراراً، مثل سر العقيدة، أو سر طقوس العبادة، أو سر عقد الزواج -بوكالة عن الله- فلا تتاح تلك الأسرار للإنسان المؤمن بل يستأثر بتلك المعرفة سلك رجال الدين كوسيط بين الله والبشر.
    وما بين الدين والعقل علاقة ارتباط وثيقة العرى وهي علاقة وظيفية متبادلة تتعلق بدور العقل في فهم وتطبيق الوحي، ودور الوحي في توسيع مدارك ومدارات العقل ومصادر معرفته، وإساءة فهم هذه العلاقة أو القصور في فهم أبعاد ودور كل منهما ونطاقه يولّد انحرافا في التفكير والاعتقاد والسلوك.
    فلو تخيلنا دائرة مركزها الإنسان، ونهايتها ملكوت السماوات والغيب، فإننا نجد ثلاث دوائر لوسائل العلم والمعرفة )بعد دائرة الوجدانيات والحدس).
    الأولى: دائرة الحواس، وهذه تختص بإدراك الأعراض الحسية في عالم المشاهدة والمادة.
    الثانية: دائرة العقل التي تبدأ من حيث تنتهي دائرة الحواس، حيث يقوم العقل بعملية الربط بين الجزئيات بعد تلمس العلل والأسباب، ويأخذ من تلك الجزئيات كليات مجردة عن المادة، وبهذا تكون الدائرة الأولى مقدمة للدائرة الثانية.
    الثالثة: دائرة الوحي وهي المحيط الذي لا شاطئ له ولا يعلم مداه إلا الله، ولا يستطيع العقل أن يجاريه في الغيب المجهول، ولكن يكون مسترشداً به ومتبعا لهدايته وإشاراته في إدراك الحقائق الغيبية؛ لأن العقل محدود، وله مدى لا يتعداه، وبالتوازي مع ذلك فإن العقل من جهة أخرى وسيلة إدراك خطاب الوحي، وأساس الإلزام بتكاليف الشريعة وأحكامها ولذلك فإن عدم العقل يسقط التكليف والمخاطبة بالوحي، كما أننا نجد كثيراً من جزئيات الوحي يقوم العقل بربطها بكليات عامة عن طريق الإلحاق والقياس. ولكن الوحي حاكم، والعقل محكوم في مجال التشريع واعتبار المصالح؛ لأن العقل لا يستقل وحده بإدراك أحكام أو تقدير المصالح والمفاسد أو معرفة الحسن والقبيح دون هدي من وحي أو إرشاد من سنة النبي، أو اجتهاد ينبني على فقه عميق بهما.
    يقول الإمام الشاطبي: "إذا تعاضد النقل والعقل على المسائل الشرعية فعلى شرط أن يتقدم النقل فيكـون متبوعـا، ويتأخر العقل فيكون تابعا، فلا يسرح العقل في مجال النظر إلا بقدر ما يسرحه النقل".
    ومن هنا فإن الاعتداد بالوحي ظاهراً دون إعمال العقل، أو الاعتداد بالعقل وتقديسه وتقديمه على الوحي أوقع كثيرا من الفرق الإسلامية في الصراع والنزاع، سواء كان ذلك بين أهل السنة والاعتزال أو بين أهل الشريعة وأهل الفلسفة، أو بين أهل التصوف وغيرهم، أو بين أهل الرأي وأهل الحديث... الخ، ويمكن اعتبار تصور العلاقة بينهما أحد محاور تصنيف مدارس الفكر والفقه والتأريخ لها في مسيرة العقل المسلم منذ عهد الصحابة وحتى اليوم.
    ويلاحظ القارئ لكتاب الله كثرة ورود وذكر الوظائف العقلية في القرآن من التدبر والتفكر والنظر والتعقل، وأهل هذه العمليات العقلية الذين هم أولو النهى وأولو الألباب، والحث على النظر في خلق السماوات والأرض وما فيهن من آيات الله الدالة على حكمته وقدرته وأن تعطيل هذه الوظائف وإهمالها سبب عذاب الآخرة، يقول تعالى على لسان هؤلاء: "وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ" (سورة الملك:10)0
    فالدين والعقل أصلان من أصول العقيدة، وبهما تُقاس مصالح العباد، ويعرف ما ينفع الناس، ويتعلقان بالكيان الحضاري للأمة، ومنطق فكرها ورؤيتها للكون والحياة بين الأمم والملل، وقد وضعت الشريعة أحكام المحافظة عليهما، كما كفلت الشريعة حفظ الحواس باعتبارها من مصادر العلم والمعرفة التي ذكرها القرآن الكريم، ورتب الشرع مسائل وأحكام حفظ الأنفس، وحفظ الجسد، واحترامه واعتبار حاجاته وغرائزه وتنظيمها، فلا ازدواج أو تعارض بين عقل ووحي، ولا بين جسد وروح، ولا بين عقيدة ومنافع الناس، ولا بين حقوق الفرد وحق الجماعة، ولا بين الخصوصية ومسئولية التضامن الجماعي، ولا بين دين ودنيا، ولا بين دنيا وآخرة.
    تصورات الديـن وتصورات العقل:
    ربما كان الحديث في منزلة العقل في الإسلام ينبغي أن يبدأ بتعريف الدين في التصور الإسلامي، فليس الدين محض شعائر روحية، ولا هو أساطير موروثة وخرافات مروية، ولا هو قيد على العقل يسلم الإنسان لمؤسسات وكهنوت وسلطة مؤسسية، ليس الدين هذا ولا ذاك كي يوضع في مواجهة العقل فتصبح "العقلانية اللادينية" شرط التنوير والنهضة والتقدم، بل الدين في الرؤية الإسلامية يطلق على رؤية الوجود والمعرفة والذات والمآل التي تنتظم في تصور أيًّا كان هذا التصور، فلا يستغني مجتمع عن تلك المنظومة لإدارة شئونه، ولا ينفك إنسان عن تصور ما لهذه الأبعاد، سواء أكان دينا اتبعه أو تصورا وضعيا اعتنقه.
    ومن اللافت أن القرآن أسمى الكفر ديناً، أي أن الدين هو وصف لرؤى الحياة والعالم التي يتبناها فرد أو جماعة أيًّا كان المصدر، وبغض النظر عن ملامح ومضمون هذه المنظومة. ففي سورة الكافرون – الآية 6 يقول تعالى: "لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ". وقال تعالى في سورة آل عمران-الآية 85: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ".
    وفي الختام فإن من حكمة الله أن جعل هدف رسالات الأنبياء كلها هي تبليغ الحق والدعوة إلى "الإسلام"، وهي تسمية بمصدر أسلم إذا أذعن ولم يعاند، والإذعان اعتراف بحق لا عن عجز بل تسليم بعد بحث ونظر وتعقل، ثم هو إرادة حرة في القبول مصداقاً لقوله: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، ومصداقاً لدعاء الرسول الذي يجعل العقيدة والإيمان متأسساً على "الرضا" بالله ربًّا وبالإسلام ديناً، وفي المقابل يصف القرآن الإصرار على الكفر رغم البينات ورغم "عقلانية" الرسالة وقابليتها للفهم والتدبر بأنه كبر واستعلاء يورث صاحبه الذلة والخسران يوم القيامة.

    http://www.islamonline.net/arabic/ma...rticle02.shtml
    دراسة من كتاب حول مفهوم العقل والقلب في القران والسنة
    التعديل الأخير تم بواسطة احمد العربى ; 14-12-2006 الساعة 10:07 PM

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    531
    آخر نشاط
    13-01-2015
    على الساعة
    07:13 PM

    افتراضي

    دراسة حول العقل الانساني
    العقل والدين.. دوائر التوحيد والوجودية في التصور الإسلامي
    02/08/2003 د/ فوزي خليل



    معنى العقل ومفهومه:
    من دلالات مادة "عقل" في اللغة كما في لسان العرب: الجامع لأمره، مأخوذ من عقلت البعير إذا جمعت قوائمه، وقيل "العاقل" الذي يحبس نفسه ويردها عن هواها، أُخذ من قولهم قد اعتقل لسانه إذا حُبس ومنع الكلام. والمعقول: ما تعقله بقلبك. والعقل: التثبت في الأمور. والعقل: القلب، والقلب العقل. وسُمي العقل عقلا؛ لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك، وبهذا يتميز الإنسان من سائر الحيوان، ويقال: لفلان قلب عقول، ولسان سئول، وقلب عقول: فهم. وعقل الشيء يعقله عقلا أي فهمه.
    ويمكن القول إن لمقصود بالعقل في التصور الإسلامي أمران:
    أ- الأداة الغريزية في الإنسان التي يدرك بها الأشياء على ما هي عليه من حقائق المعنى، ويسميها بعضهم "العقل الغريزي" فهو الطاقة الإدراكية في الإنسان.
    ب- ما توفره هذه الأداة الغريزية وتلك الطاقة الإدراكية من حصيلة معرفية وخبرة وفكرة ويسميها بعضهم العقل المكتسب فهو نتيجة للعقل الغريزي، وهو ينمو أن استعمل وينقص أن أهمل، وهو ما ذهب إليه الماوردي في الفكر الإسلامي، ويشبه مذهب كانط في الفلسفة الألمانية والذي يتحدث عن العقل المحض (الفطري)، والعقل التجريبي (العملي).
    وينصرف معنى العقل أيضاً إلى "العقل الجمعى" لا عقل الإنسان الفرد فقط، فيكون معناه مجموع الطاقات الإدراكية للأمة والتي يدور حولها فكر الأمة وعلومها وخبرتها، حيث يعتد الإسلام بالقيمة الذاتية للفكر الإنساني باعتباره ناتج عقول الأمة وأهل النهى وأولي الألباب فيها. والتي ترسم مسار الفقه وحركته في التاريخ بين تواصل مع الأصول واجتهاد السابقين من ناحية، وتجديد واجتهاد من ناحية أخرى بما يحقق التراكم الفكري، ويستهدف تطوير حكمة الرؤية المقاصدية والفقهية بل والثقافية الحضارية التي تميز الأمة.
    ضرورة العقل وأهميته في الشرع:
    لقد عُنِيَ الإسلام بالعقل عناية لم يسبقه إليها دين آخر من الأديان السماوية، فتقرأ قاموس الكتاب المقدس، فلا تجد فيه كلمة "العقل"، ولا ما في معناها من أسماء هذه الخاصية البشرية المتفردة التي فُضل الإنسان بها على جميع المخلوقات، لا لأن هذه المادة لم تذكر في كتب العهدين مطلقا، بل لأنها لم يعتد بها فيهما أساساً لفهم الدين ودلائله، والاعتبار به، فلم تتطور علوم حول النص كما تطورت في ظل الفقه والفكر الإسلامي، فلا الخطاب بالدين موجه إليه كما في الإسلام، أو قائم به وعليه، مثلما كان في هدي القرآن التفكر والتدبر والنظر في العالم من أعظم وظائف العقل. ومداخل العقيدة والإيمان.
    أما ذكر العقل باسمه وأفعاله في القرآن الكريم فقد جاء زهاء 50 مرة، وأما ذكر أولي الألباب، أي العقول ففي بضع عشرة مرة، وأما كلمة أولي النهى (جمع نُهية- بالضم- أي العقول)، فقد جاءت مرة واحدة في آخر سورة طه. وهذا دليل على اعتبار العقل ومنزلته في الرؤية الإسلامية، كما نهى الشرع عن الاستدلال بالاعتماد على الظنون؛ لأن الظنون لا تغني من الحق شيئاً، ونهى عن اتباع الهوى وتحكيمه في الاستدلال بالنصوص.
    وترجع أهمية العقل إلى الآتي:
    1- بالعقل ميز الله الإنسان؛ لأنه منشأ الفكر الذي جعله مبدأ كمال الإنسان ونهاية شرفه وفضله على الكائنات، وميزه بالإرادة وقدرة التصرف والتسخير للكون والحياة، بما وهبه من العقل وما أودعه فيه من فطرة للإدراك والتدبر وتصريف الحياة والمقدرات وفق ما علمه من نواميسها وأسبابها ومسبباتها، فيعلو ويحسن طواعية والتزاما بالحق، وينحط ويطغى ويفسد باجتناب الحق واتباع الهوى... فالعقل الإنساني أداة الإدراك والفهم والنظر والتلقي والتمييز والموازنة بين الخير والنفع والضرر، وهو وسيلة الإنسان لأداء مسئولية الوجود والفعل في عالم الشهادة والحياة. والعقل بما أُودع من فطرة إلى جانب أنه الوسيلة الأساسية للإدراك فإنه يحوي في ذاته بديهيات المعاني والعلاقات بين الإنسان والحياة والوجود والكائنات، ويبني عليها منطقه ومفاهيمه الأساسية في هذا الوجود؛ ولأنه مناط تشريف وتكليف فهو مناط حساب ومسئولية.
    2- العقل الإنساني وقدرته على الإدراك والتمييز والتمحيص هو وسيلة الإنسان إلى إدراك فحوى الوحي ووضعه موضع الإرشاد والتوجيه لعمل الإنسان وبناء الحياة ونظمها وإنجازاتها بما يحقق غاية الوحي ومقاصده. فبغيره لا يتم تنزيل النص على الواقع، والعقل ابتداء يميز بين الوحي الصحيح، وبين الدجل والخرافة والكهانة الكاذبة. فكما أنه وسيلة الإنسان إلى الفكر الصحيح والعلم النافع فهو وسيلته قبل ذلك إلى الهداية وإلى الإيمان بالوحي ورسالات السماء.
    3- كذلك فإن العقل بما يملك من طاقات إدراكية أودعها الله فيه ذات دور مهم في الاجتهاد والتجديد إلى يوم القيامة؛ وذلك بالنظر إلى انقطاع الوحي، فالعقل له دور في استـقراء الجزئيات والأدلة التفصيلية التي يجمعها مفهوم معنوي عام، باعتباره مبنى من مباني العدل، وهى الأصول الكلية، والقواعد العامة التي تستـشرف مقاصد ومصالح إنسانية مادية ومعنوية يعبر عنها بالحاجات والمطالب، والعقل يرد الفروع والجزئيات التي تنزل في الواقع، وليس لها نص إلى الأصول والكليات المنصوصة من خلال ما عُرف بالقياس وغيره. والعقل يقيم النظم والمؤسسات التي يتذرع بها لتحقيق هذه الكليات والأصول والقواعد العامة في الواقع المتغير، وإلا فإن هذه الكليات والأصول من حيث ذاتها لا تحقق لها في الخارج إلا عن طريق تلك النظم التي يؤسسها النظر العقلي. ومن ثم كان العقل أداة وصل الدين بقضايا الواقع.
    4- العقل مناط التكليف بخطاب الشارع طلباً أو كفًّا أو تخييراً أو وضعاً؛ لأن التكليف خطاب، وخطاب من لا عقل له ولا فهم محال، فالمجنون، والصبي الذي لا يميز، يتعذر تكليفه؛ لأن المقصود من التكليف كما يتوقف على فهم أصل الخطاب، فهو يتوقف على فهم تفاصيله. إذن فعماد التكليف العقل؛ لأن التكليف خطاب من الله ولا يَـتلقى ذلك الخطاب إلا من يعقل ويدرك معناه.
    وهكذا تبدو ضرورة العقل وأهميته المصلحية بوصفه أصلاً من أصول المصالح التي بدونها لا مجال لوجود الإنسان ولا لحياته الاجتماعية من بقاء، كذلك بدون العقل لا يوجد مجال للتلقي عن رسالة الوحي بوصفها مصدراً للمعرفة والعلم والتوجيه، ولا مجال لمسئولية الخلافة الإنسانية وإعمار الكون دون وجود العقل وإعمال دوره ووظيفته في الفهم والإدراك والتمييز بين المصالح والمفاسد، ومن هنا كفلت الشريعة أحكام حفظه باعتباره كياناً وجودياًً في الإنسان، وضابطا لدوره ووظيفته في الكون.
    قواعد الشريعة في حفظ العقل:
    ومن هذا المنطلق يأتي منظور الشريعة في حفظ العقل، سواء من جانب الوجود ابتداء بتحصيل منفعته أو من ناحية درء المفاسد عنه أو المضار اللاحقة به.
    فأحكام حفظ العقل من ناحية الوجود، هي الأحكام التي تقيم أركانه وتثبت قواعده بحيث تثمر منفعته فكراً مستقيماً وعلوماً نافعة ومعارف صالحة تمكن الأمة من تحقيق مفهوم "الاستخلاف" في الأرض وعمارة الكون والحياة. ومن هنا شرع طلب العلم والتفكر والنظر والتدبر، وليس هناك دليل أسطع من افتتاح الله كتابه الكريم وابتدائه الوحي بهذه الآيات التي تأمر مرتين بالقراءة على الإطلاق دون تقييد بمقروء مخصوص، وتذكر مادة العلم على إطلاقه أيضاً ثلاث مرات، قال تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ".
    وآيات القرآن التي تحث على العلم والنظر في آيات الله في الكون، والتفكر فيها بما يعمق الإيمان بالله أكثر من أن يتسع لها السياق هنا.
    إن الإنسان يزداد عقلاً وتهذيباً وصقلاً بازدياد المعارف والعلوم. فيشير ابن خلدون إلى أن النفس الناطقة للإنسان إنما توجد فيه بالقوة، وأن خروجها من القوة إلى الفعل، إنما هو بتجدد العلوم والإدراكات عن المحسوسات أولا، ثم ما يكتسب بعدها بالقوة النظرية إلى أن يصير إدراكاً بالفعل، وعقلاً محصناً، فتكون ذاتا روحانية وتستكمل حينئذ وجودها، فوجب لذلك أن يكون كل نوع من العلم والنظر يفيدها عقلاً فريداً، والصنائع أبداً يحصل عنها وعن ملكتها قانون علمي مستفاد من تلك الملكة، فلذلك كانت الحنكة في التجربة تفيد عقلاً، والملكات الصناعية تفيد عقلاً، والحضارة الكاملة تفيد عقلاً، ومعاشرة أبناء الجنس، وتحصيل الآداب في مخالطتهم، ثم القيام بأمور الدين واعتبار آدابها وشرائطها، وهذه كلها قوانين تنتظم علوماً، فيحصل منها زيادة عقل.
    وهكذا فإن مفهوم العلم -في الرؤية الإسلامية- الذي يفيد زيادة عقل، مفهوم شامل يتغيا معرفة الله والتقرب إليه، بما يحقق مهمة الخلافة في الأرض، وعمارة الكون والحياة، سواء كانت هذه العلوم نابعة من كتاب الله المقروء ممثلاً في القرآن الكريم أو نابعة من قراءة كتابه المنظور ممثلاً في الكون وسننه الطبيعية.
    أما تدابير حفظ عقول الأمة من ناحية ما يدرأ عنها الخلل الواقع أو المتوقع فيتمثل في موقف الإسلام من صور الغلو والانحراف الفكري. والفكر قد يكون مجرد رأي وصل إليه العقل بطريقة أو بأخرى، وقد يكون عقيدة عند الاقتناع به وتحرك الوجدان نحوه، وانفعال النفس به انفعالا يظهر أثره في القلب والسلوك، ومن الانحراف في الرأي التعصب لحكم اجتهادي ليس له دليل قاطع في ثبوته أو دلالته. ومن الانحراف في العقيدة إنكار وجود الإله الخالق، وكذلك الغلو في الإيمان بوجوده، غلوا يتنافى مع ما يجب له من الجلال والجمال.
    فأخطر أنواع الانحراف هو انحراف الفكر والبعد به عن القصد إفراطاً أو تفريطاً، ذلك أن السلوك نابع منه ومتأثر به، ولهذا كانت العناية بتقويم الفكر وتصحيح الاعتقاد هي أول نقطة في أي برنامج من برامج الإصلاح التي جاء بها الأنبياء، ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب". والقلب أحد معاني العقل كما سبق.
    والانحراف الفكري ينتج عن خلل في البناء الفكري، وهذا الخلل قد يعود إلى الأمور الآتية أو إلى أحدها:
    1-الجهل بأصول التشريع: الكتاب، السنة، الإجماع، القياس، أو الإعراض عن الأخذ بهذه الأصول أو إحداها، مثل من سموا أنفسهم بالقرآنيين الذين لا يرون في غير القرآن حجة، وينكرون حجية السنة.
    2-الجهل بمناهج التعامل مع هذه الأصول، كالجهل بمآخذ الأدلة وأدوات الاستنباط أو الجهل باللغة العربية -لغة الوحي- وأساليبها، وإجمالاً بمنهج تحليل نصوص الوحي واستنباط الحكم منها.
    3-وجماع الأمرين السابقين صدور الاجتهاد من غير أهله مع الجهل بمقاصد الشريعة والمصالح المعتبرة شرعاً.
    والانحراف الفكري والعقائدي كانت له آثار سياسية خطيرة في الممارسة السياسية في التاريخ الإسلامي ارتبطت بالموقف من النظام السياسي والقيادة السياسية، وعرفت فقهاً بقضية الخروج على الحكام، وتكفير المجتمع، وكانت قضية الإمامة هي المركز الذي استقطب أصحاب هذا الفكر في أول خلاف سياسي في تاريخ الإسلام ممثلاً في فكر الخوارج والشيعة. وظاهرة الانحراف والغلو الفكري لبعض تيارات لصحوة الإسلامية تعود في بعض أسبابها إلى الخلل في البناء الفكري والمنهجي، الذي أدى إلى كثير من السلبيات والمواقف التي تـتـناقض مع المقاصد والمصالح الشرعية العامة للأمة.
    درء تعارض العقل والنقل:
    بين حفظ الدين وحفظ العقل في التصور الإسلامي ارتباط وثيق، لما لهما من أهمية عظمى في حياة الأمة وكيانها العقيدي والفكري والسياسي. وإذا كانت الفلسفة الغربية قد وضعت الفكر الوجودي الذي يبحث في جوهر الإنسان وغاياته وتحققه في هذا الوجود كمنهج عقلي "تحرري" في مواجهة الدين فإن رؤية التوحيد الإسلامية والتي ينبثق عنها مفهوم الاستخلاف تربط بين التوحيد والوجود، وبين العقل والتقل، وبين الإنسان والكون في علاقة مركبة لا تناقض فيها ولا تعارض مع خالقه، بل تتكامل المفاهيم وتتضافر من أجل "تحرير" الإنسان من عبودية الطبيعة أو ألوهية الهوى والمنفعة المادية الضيقة التصارعية بسبيل أفق رحب يجعل الإنسان سيد في الكون وخليفة لرب هذا الكون، ويجعل العلاقات بين البشر أصلها التعارف، والتدافع الخلاق، هذا الرب الذي يبين النص القرآني أنه علم آدم الأسماء كلها وعلَّمه ما لم يكن يعلم، في مقابل تصورات الإله في التراث الغربي القديم التي يصارع الرب فيها الإنسان، ويحتكر المعرفة، ويسعى لمنع الإنسان من الحصول على شعلتها المقدسة، أو تصورات الرب في العهد القديم التي يخشى الرب فيها من اتحاد البشر وقوتهم فينزل ليبلبل عليهم ألسنتهم (من هنا اسم مدينة بابل في رأي بعض المؤرخين)، أو تحتكر المؤسسة الدينية أسراراً، مثل سر العقيدة، أو سر طقوس العبادة، أو سر عقد الزواج -بوكالة عن الله- فلا تتاح تلك الأسرار للإنسان المؤمن بل يستأثر بتلك المعرفة سلك رجال الدين كوسيط بين الله والبشر.
    وما بين الدين والعقل علاقة ارتباط وثيقة العرى وهي علاقة وظيفية متبادلة تتعلق بدور العقل في فهم وتطبيق الوحي، ودور الوحي في توسيع مدارك ومدارات العقل ومصادر معرفته، وإساءة فهم هذه العلاقة أو القصور في فهم أبعاد ودور كل منهما ونطاقه يولّد انحرافا في التفكير والاعتقاد والسلوك.
    فلو تخيلنا دائرة مركزها الإنسان، ونهايتها ملكوت السماوات والغيب، فإننا نجد ثلاث دوائر لوسائل العلم والمعرفة )بعد دائرة الوجدانيات والحدس).
    الأولى: دائرة الحواس، وهذه تختص بإدراك الأعراض الحسية في عالم المشاهدة والمادة.
    الثانية: دائرة العقل التي تبدأ من حيث تنتهي دائرة الحواس، حيث يقوم العقل بعملية الربط بين الجزئيات بعد تلمس العلل والأسباب، ويأخذ من تلك الجزئيات كليات مجردة عن المادة، وبهذا تكون الدائرة الأولى مقدمة للدائرة الثانية.
    الثالثة: دائرة الوحي وهي المحيط الذي لا شاطئ له ولا يعلم مداه إلا الله، ولا يستطيع العقل أن يجاريه في الغيب المجهول، ولكن يكون مسترشداً به ومتبعا لهدايته وإشاراته في إدراك الحقائق الغيبية؛ لأن العقل محدود، وله مدى لا يتعداه، وبالتوازي مع ذلك فإن العقل من جهة أخرى وسيلة إدراك خطاب الوحي، وأساس الإلزام بتكاليف الشريعة وأحكامها ولذلك فإن عدم العقل يسقط التكليف والمخاطبة بالوحي، كما أننا نجد كثيراً من جزئيات الوحي يقوم العقل بربطها بكليات عامة عن طريق الإلحاق والقياس. ولكن الوحي حاكم، والعقل محكوم في مجال التشريع واعتبار المصالح؛ لأن العقل لا يستقل وحده بإدراك أحكام أو تقدير المصالح والمفاسد أو معرفة الحسن والقبيح دون هدي من وحي أو إرشاد من سنة النبي، أو اجتهاد ينبني على فقه عميق بهما.
    يقول الإمام الشاطبي: "إذا تعاضد النقل والعقل على المسائل الشرعية فعلى شرط أن يتقدم النقل فيكـون متبوعـا، ويتأخر العقل فيكون تابعا، فلا يسرح العقل في مجال النظر إلا بقدر ما يسرحه النقل".
    ومن هنا فإن الاعتداد بالوحي ظاهراً دون إعمال العقل، أو الاعتداد بالعقل وتقديسه وتقديمه على الوحي أوقع كثيرا من الفرق الإسلامية في الصراع والنزاع، سواء كان ذلك بين أهل السنة والاعتزال أو بين أهل الشريعة وأهل الفلسفة، أو بين أهل التصوف وغيرهم، أو بين أهل الرأي وأهل الحديث... الخ، ويمكن اعتبار تصور العلاقة بينهما أحد محاور تصنيف مدارس الفكر والفقه والتأريخ لها في مسيرة العقل المسلم منذ عهد الصحابة وحتى اليوم.
    ويلاحظ القارئ لكتاب الله كثرة ورود وذكر الوظائف العقلية في القرآن من التدبر والتفكر والنظر والتعقل، وأهل هذه العمليات العقلية الذين هم أولو النهى وأولو الألباب، والحث على النظر في خلق السماوات والأرض وما فيهن من آيات الله الدالة على حكمته وقدرته وأن تعطيل هذه الوظائف وإهمالها سبب عذاب الآخرة، يقول تعالى على لسان هؤلاء: "وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ" (سورة الملك:10)0
    فالدين والعقل أصلان من أصول العقيدة، وبهما تُقاس مصالح العباد، ويعرف ما ينفع الناس، ويتعلقان بالكيان الحضاري للأمة، ومنطق فكرها ورؤيتها للكون والحياة بين الأمم والملل، وقد وضعت الشريعة أحكام المحافظة عليهما، كما كفلت الشريعة حفظ الحواس باعتبارها من مصادر العلم والمعرفة التي ذكرها القرآن الكريم، ورتب الشرع مسائل وأحكام حفظ الأنفس، وحفظ الجسد، واحترامه واعتبار حاجاته وغرائزه وتنظيمها، فلا ازدواج أو تعارض بين عقل ووحي، ولا بين جسد وروح، ولا بين عقيدة ومنافع الناس، ولا بين حقوق الفرد وحق الجماعة، ولا بين الخصوصية ومسئولية التضامن الجماعي، ولا بين دين ودنيا، ولا بين دنيا وآخرة.
    تصورات الديـن وتصورات العقل:
    ربما كان الحديث في منزلة العقل في الإسلام ينبغي أن يبدأ بتعريف الدين في التصور الإسلامي، فليس الدين محض شعائر روحية، ولا هو أساطير موروثة وخرافات مروية، ولا هو قيد على العقل يسلم الإنسان لمؤسسات وكهنوت وسلطة مؤسسية، ليس الدين هذا ولا ذاك كي يوضع في مواجهة العقل فتصبح "العقلانية اللادينية" شرط التنوير والنهضة والتقدم، بل الدين في الرؤية الإسلامية يطلق على رؤية الوجود والمعرفة والذات والمآل التي تنتظم في تصور أيًّا كان هذا التصور، فلا يستغني مجتمع عن تلك المنظومة لإدارة شئونه، ولا ينفك إنسان عن تصور ما لهذه الأبعاد، سواء أكان دينا اتبعه أو تصورا وضعيا اعتنقه.
    ومن اللافت أن القرآن أسمى الكفر ديناً، أي أن الدين هو وصف لرؤى الحياة والعالم التي يتبناها فرد أو جماعة أيًّا كان المصدر، وبغض النظر عن ملامح ومضمون هذه المنظومة. ففي سورة الكافرون – الآية 6 يقول تعالى: "لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ". وقال تعالى في سورة آل عمران-الآية 85: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ".
    وفي الختام فإن من حكمة الله أن جعل هدف رسالات الأنبياء كلها هي تبليغ الحق والدعوة إلى "الإسلام"، وهي تسمية بمصدر أسلم إذا أذعن ولم يعاند، والإذعان اعتراف بحق لا عن عجز بل تسليم بعد بحث ونظر وتعقل، ثم هو إرادة حرة في القبول مصداقاً لقوله: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، ومصداقاً لدعاء الرسول الذي يجعل العقيدة والإيمان متأسساً على "الرضا" بالله ربًّا وبالإسلام ديناً، وفي المقابل يصف القرآن الإصرار على الكفر رغم البينات ورغم "عقلانية" الرسالة وقابليتها للفهم والتدبر بأنه كبر واستعلاء يورث صاحبه الذلة والخسران يوم القيامة.


    http://www.islamonline.net/arabic/ma...rticle02.shtml


    دراسة من كتاب حول مفهوم العقل والقلب في القران والسنة

    تأليف: الدكتور الشيخ محمد علي الجوز
    الناشر: دار العلم للملايين، بيروت 1980م، 304 صفحة.
    د. محمود الذوادي




    ظهر كتاب "مفهوم العقل والقلب في القرآن والسنة" في المكتبات العربية منذ 1980. ولعله حظي بنشر أكثر من مراجعة وتقويم لأفكاره في المجلات العربية. ومع ذلك يبقى محتوى الكتاب مرشحاً لمراجعات جديدة في الأمد القريب على الأقل. فمن جهة، إن مقولة الكتاب الأساسية لها علاقة وثيقة بموضوعات الساعة في ميادين البحث العلمي. فالبحوث في طبيعة العقل ونشاطاته والغوص في آليات الذكاءين الإنساني والاصطناعي وتتصدر اليوم أحدث قائمة البحوث التي يقوم بها العلماء المختصون في المجتمعات المتقدمة1. هل للحاسوب Computer أو الإنسان الآلي Robot عقل مفكر مثل الإنسان؟ هل سوف يبقى عقل بني البشر متفوقاً على برمجة الآلات الحديثة ذات الذكاء الاصطناعي في ميادين استعمال الرموز الثقافية مثل اللغة والعلم والفكر والقيم والمعايير الثقافية...؟ هذه التساؤلات ما هي إلا نزر جد قليل من الأسئلة المشاهدة التي تطرحها علوم الدماغ/العقل وبحوث الذكاءين الإنساني والاصطناعي. هناك إجماع اليوم بين الباحثين على أن الذكاء الاصطناعي يتصف بالبدائية والبساطة وذلك مقارنة بالذكاء الإنساني الذي يتميز بمستوى رفيع ومعقد من القدرة الذكائية.
    ومن جهة أخرى فالكاتب يعرض رؤية مختلفة عما هو متعارف عليه اليوم في البحوث حول ظاهرتي التفكير والذكاء. فبينما يرجع العلم الحديث هاتين الظاهرتين إلى بنية المخ/العقل، يرى القرآن أن عمليات الذكاء والتفكير والعقلانية هي حصيلة التفاعل وتعاون بين العقل والقلب.
    إنّ الخلاصات التي توّصل إليها مؤلف هذا الكتاب حول العلاقة بين القلب والعقل ذات أهمية خاصة بالنسبة للعلماء المسلمين وغير المسلمين المعاصرين على حد سواء. فمن ناحية يرى الجوزو أن لفظة القلب ليست مرادفة تماما لمفردة العقل كما ذهب إلى ذلك الفقهاء والعلماء المسلمون الأوائل. ففي نظره، لو كان الأمر كذلك لكان العكس أيضاً صحيحا، أي أن العقل هو القلب. ومن هذه الرؤية يصبح العقل مصدرا للمشاعر والأحاسيس والعواطف البشرية. إن في مثل هذا الاعتقاد كثيرا من الخلط في نظر الكاتب؛ فالقرآن والسنة يؤكدان أن هناك تشابها بين العقل والقلب على مستوى ما يمكن أن نسميه بجبهة التفكير. إذ أن القلب يشارك العقل في عمليات التفكير. وفضلاً عن ذلك تظل المشاعر والعواطف من سمات القلب المميزة له.
    ومن ناحية أخرى، يميل العلم الحديث إلى القول بالقطيعة بين القلب والعقل. فوظيفة القلب، بالنسبة للعلم، تنحصر أساساً في دوره في ضخ الدم في جسم الإنسان، فأدبيات العلم الحديث لا تكاد تذكر أي شيء عن المقدرات المعرفية والإدراكية للقلب، فالمخ البشري الذي هو وعاء العقل2 صاحب سلطة شاملة في نظر العلم الحديث. ففي المخ يكاد يوجد كل شيء من أفكار ومشاعر وعواطف وإحساسات بشرية، كلها تخضع لتأثير المخ المهيمن.
    وهكذا يتضح أن موقف العلم الحديث من علاقة القلب والعقل لا ينسجم مع رؤية القرآن والسنة لهذه العلاقة. فبينما ينحو العلم الحديث إلى الفصل بينهما، يؤكد القرآن والسنة على وجود وحدة وتميز بينهما في الوقت نفسه. ومن ثم يصعب التوفيق بين هاتين الرؤيتين إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه.
    في القرآن يمثل القلب والعقل كينونتين. ففعل عقل يرد تسعاً أربعين مرة في القرآن بصيغ مختلفة. أما مفردة القلب (أو قلب) فيأتي ذكره مائة واثنين وعشرين مرة. ورغم ذلك فالقرآن لا يرى ضرورة القطعية بينهما. بل يؤكد واقع الالتقاء بين العقل والقلب. ولعل أكثر آيات القرآن تعبيراً عن ذلك الآية السادسة والأربعون من سورة الحج: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ (الحج:46). يمثل القلب هنا تلك القوة التي تقف وراء العقل ولا نستطيع تحديدها تحديدا مادياً. إنها البصيرة. فالقلب هنا يرى الوجود بعين البصيرة لا بعين البصر ويدرك الحقيقة إدراكاً من الداخل لا من الخارج أو الظاهر. وبتعبير العلم الحديث فكسب رهان الحقيقة ويتطلب رؤية مركبة ومعقدة للأشياء. فالإمساك بإيمان مطمئن لا يكفي فيه التوكل على سلطان العقل وحده بل يحتاج فيه المتعطش إلى نور اليقين إلى هدي القلب. فبصيرة القلب وعقلانية العقل مستويان ضروريان للمجتمع باليقين. ومن ثم لا يمكن للرؤية القرآنية إلا أن تدعو إلى التواصل والتعاون بين العقل والقلب في مثل هذا النوع الرفيع المستوى في دنيا المعرفة الإنسانية.
    وللمرء أن يتساءل هنا: هل من سبيل إلى تقريب الرؤية العلمية من الرؤية القرآنية/السنية بخصوص العلاقة الرابطة بين القلب والعقل؟
    نحن نرى أن القيام بذلك مسألة ممكنة وكل ما يتطلبه الأمر من العلوم الحديثة هو أن تتبنى بجدية دراسة مدى تأثير القلب على الأنشطة المعرفية والذهنية والعقلانية والعاطفية.. التي ترى الرؤية العلمية التقليدية أن أحداثها تجري داخل حدود الدماغ/العقل لا غير. إن ما ينبغي استقصاؤه هو درجة التأثير التي يمكن أن تكون للقلب فيما يجري داخل المخ البشري الذي يفترض أن يكون تأثيره تأثيراً شموليا مهيمنا.
    فلو أمكن التأكد علميا من وجود التواصل والتبادل والتعاون بين القلب والعقل، فان أمر تجاوز الاختلاف بين موقف القرآن/السنة والعلم الحديث لا يصبح واردا فحسب، وإنما ستصبح فرص التعاون بين الطرفين قوية بحيث يتعزز رصيد المعرفة في هذا الميدان الذي لا يزال مهملاً إلى حد كبير في مجال البحوث في الدماغ/ العقل والذكاءين الإنساني والاصطناعي.
    إن تكامل القلب والعقل والتقاءهما في رؤية القرآن والسنة يمكن إبرازهما في النقاط التالي: فالعقل يسمح للفرد بالتفكر في الطبيعة والحياة والإنسان، ومن ذلك يستنتج أدلته على وجود الخالق. فيسعى إلى كسب رهان العقيدة واليقين. أما القلب فيقوم أساسا بالشيء نفسه لكن بأسلوب تفكير مختلف، فهو يستند إلى الوجدان العميق والبصيرة النفاذة. إن هناك اختلافا في الأدوار بين الإثنين. فالعقل يجمع المعلومات وينظمها ويستنتج منها ما يمكن أن يساعده على تحسين رصيد معرفته. أما القلب فهو يدرك هذه المعلومات إدراكاً باطنياً ووجدانياً قد يكون العقل عاملا مساعدا فيها أو قد يكون جزءاَ لا يتجزأ من القلب، يندرج تحته ويكون العقل في خدمته، لأن المعرفة الحقيقة هي معرفة القلب" (275).
    وبعبارة أخرى، فالعقل تأمل وإدراك والقلب إحساس ويقين وفهم عميق. فالقلب يختلف إذن، في القرآن والسنة، اختلافاً بينا عن العقل. إن القلب هو عبارة ملهم، إنه عقل مبصر. فلعله أهم حواس الإنسان جميعا؛ فبصلاحه يصلح الإنسان.
    فالقلب إذن بمثابة (الرادار)؛ فهو الذي يراقب سلوك الإنسان ويرسم له الخطي التي ينبغي عليه إتباعها. وعندما يتعرض هذا (الرادار) إلى عطب، فإن وقع الإنسان في مطبات الانحراف والغي يصبح أمرا يسيرا. فالقلب ليس بالعقل الآلي (الميكانيكي) الذي يتلقى المعلومات من العالم الخارجي وينظمها ويصوغ نتائجها في معادلات حسابية جافة.
    ويخلص صاحب الكتاب من تحليله لعلاقة القلب بالعقل في القرآن والسنة إلى هذه الملاحظات: "لذلك يبدو العقل في القرآن فذا فريدا في نوعه، عندما يستخدم التعبير بالقلب إلى جانب فعل العقل، ليؤكد أن الإنسان ليس عقلاً جامداً فقط، بل هو عقل وقلب أو هو قلب يعقل، يحس، يشعر، يتأثر ويدرك. إن هذا المزج بين التعبيرين يشكل ظاهره فريدة تختلف عن غيرها كل الاختلاف، وتعطي للعقل في القرآن بعدا جديدا يجمع بين العقل الظاهر والعقل الباطن وبين التفكير والشعور الوجداني" (ص 279).
    إن إعطاء القرآن قدرة التعقل للقلب يسحب بساط الهيمنة من تحت أقدام العقل الذي أسند إليه العلم الحديث سلطة التعقل كاملة لا يشترك فيها معه أي عضو آخر من كينونة الإنسان. فالرؤية القرآنية تقلل بهذا الاعتبار من وزن احتكار المقدرة التعقلية عند عقل الإنسان. فالقرآن يقوم بتوزيع جديد للطاقة التعلقية بين القلب والعلق، ويتحيز القرآن في نهاية الأمر لصالح القلب وذلك لانفراده بالعمل التأليفي بين شيء من الشعور وشيء من التعقل في الوقت نفسه. فالقلب في نهاية المطاف هو عقل متوازن. وهذا ما يمثل أكبر تحد للقائلين بالذكاء الاصطناعي حاضراً ومستقبلاً3.
    http://eiiit.org/article_read.asp?articleID=285


    اثبات ان للقلب علاقة بالعقل
    كلمات حول العقل ومكان وجوده وهل له حقيقة ؟؟؟؟


    لقد كنت أتصفح أرشيفي هذا الصباح وأفهرس المضامين فمماوجدت في أرشيفي هذا الموضوع
    فأحببت طرحه على الإخوة والأخوات منتظرا إجابة المختصين والمهتمين

    لا مكان للعقل..هكذا قال لي أحد الإخوة الباحثين بعد طول بحث

    وقال آخر بل مكانه الدماغ
    وقال آخر بل القلب
    وذلك بعد مقدمة قلتها في إحدى دوراتي وهي : لا تسألوا أحبتي عن مكان العقل الواعي ولا عن مكان العقل اللاواعي

    ويبقى السؤال
    فيا ترى العقل.. ما هو, وأين يوجـد..؟!
    هل نملك تعريفا صريحا للعقل..؟
    وهل يمكننا نعرف مكانه بدقة (إذا كان له مكان ثابت)..؟!
    أيمكن أن يكون هناك تعريفا للعقل، وهو مما لا يمكن إدراكه....

    فهو عند اليونانيين: [مقياس لذاته, وهو سند يقينه, فلا حاجة للتدليل على صـدق قضاياه إلى أدلة خارجة عن دائرة ذاته, وهو وحده كاف لتحصيل العلوم والمعارف في شتى أشكالها وضروبها].
    هو شئ لا مادة له..

    يقول أحدهم: [العقل ليس شيئا قائما في البدن له كيانه المستقل وطبيعته المتميزة, وإنما هو مجموعة من الاستعدادات للسلوك إذا توافرت ظروف معينة].
    *
    وهناك مَـن يقول: [العقل هو أحد أعضاء الجسم التي يستعملها الإنسان للسير في موكب الحياة, وليس هو الذي يدبر أمورهم ويحكم تصرفاتهم].
    أكان يعني المخ..
    ولكن
    [العقل ليس هو المخ, العقل شئ آخر لا مادة له].
    *
    اختلفوا في معرفة ماهيته، وعلى الرغم من ذلك حاولوا تحديد مكان له..
    كيف، لا أعلم..
    قالت طائفة من الفلاسفة: [إن العقل محله الدماغ, لأنه محل الحس],

    وقالت طائفة أخرى:[إن العقل محله القلب, لأن القلب معـدن الحياة ومادة الحواس]


    هل الدماغ والقلب هما فقط الأماكن المحتملة للعقل..؟!

    علي بن أبي طالب "رضي الله عنه" قال في صفيـن: [العقل في القلب],

    وقال"أبو الليث" في قوله تعالى:{لمن كان له قلب}: [أي عقل يتدبر به, فكنى بالقلب على العقل لأنه موضعه, [أنه في القلب],
    وقال بعضهم: [القلب محل النفس والعقل والعلم والفهم والعزم]

    وذكر أهل التفسير: القلب في القرآن على ثلاثة أوجه: أحدها:القلب: الذي هو محل النفس. {ولكن تعمى القلوب التي في الصـدور}. والثاني: الرأي. {تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى}. والثالث: العقل. {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب}.
    *
    [جاء العلم الحـديث ليقول بأن العقل في القلب. وذلك أن المكان الذي تذهب إليه كل خبرة أو تجربة هو القلب لا المخ, ففي التسعينات اكتشف علماء علم القلب العصبي عقلا في القلب يتكون من 400.000 خلية عصبية من مختلف الأنواع إضافة إلى شبكة معقـدة من المرسلات العصبية والبروتينات والخلايا المساعـدة, وتؤدي هذه الشبكة عملا مستقلا عن الـدماغ وشبكة الاستقبال في القلب هي جهاز عصبي مستقل ولها اتجاهين يوصلها بالمخ ومع كل خفقـة للقلب يتدفق شلال عصبي يطـلق خلايا عصبيـة من القلب لترسل فورا إلى المخ عبر العصب الشوكي. إن الإشارات العصبيـة على مواقع الإدراك والانفعال ومناطق العاطفـة(وصـدق من أشار إلى شخص ما لم يستسغه يقول: لم يرتح له قلبي). فالقلب له تأثير على قبول هذا الشخص أو ذاك من خلال تلك الإشارات المتجهــة إلى العقل ويتصل القلب بالمخ من خلال رسول كيميائي في النظام الهرموني للجسـد وبرمز له بهرمون التوازن. والجهاز العصبي يتحكم إلى حـد كبير في سرعة ضربات القلب زيادة أو نقصانا وفي قوتها وشـدتها أو اتئادها وخفوتها)].
    ربما لأجل هذا قال أبو القاسم الشابي:

    أراك فتخفق أعصاب قلبي ********* فتهتز مثل اهتزاز الوتر

    يقول العلم الحديث: بأن المكان الذي تذهب إليه كل خبرة أو تجربة هو القلب لا المخ..
    فهل يعني هذا أنه بعد عملية زراعة قلب أحدهم في صدر شخص آخر ستنتقل كل خبرة ذلك الشخص إليه وتمحى جميع خبرته..؟!


    هل سيحب الأشخاص والأماكن الذين أحبهم الشخص صاحب القلب الذي تمت زراعته..؟!

    لم أقتنع تماما بأن العقل في القلب..

    قال أحد العلماء: (أن العقل ليس في القلب ولا في الدماغ، العقل في مكان أقرب ما يكون إلى القلب ويتصل بالقلب والعقل بروابط من نوع ما)
    ربما يكون هذا القول أقرب إلى الصحة لو أننا تذكرنا قصة تلك الفتاة التي زرع في صدرها قلب طفلة تعرضت للاغتصاب من قِبل شخص لم يتم القبض عليه لعدم معرفة مواصفاته من تلك الطفلة المغتصبة.. وحين زرع القلب في صدر الفتاة أصبحت تزورها كوابيس بصفات ذلك المجرم ومن خلال المواصفات التي أعطيت للشرطة تم القبض عليه وكان هو مغتصب الطفلة
    (نقلا بتصرف من إحدى مقالات فهد عامر الأحمدي – جريدة الرياض)
    قد تعني هذه القصة أن الفتاة لم تلغى خبراتها وتكتسب خبرات الطفلة
    لكنها استطاعت التعرف على بعضا من ملامح تجربة عاشتها تلك الطفلة
    ألأنهم أثناء الزراعة أخذوا ذلك الجزء القريب من القلب والمرتبط به (الذي يقال أنه العقل) ولأنهم لم يأخذوا ذلك الجزء المرتبط بالدماغ لم تفهم الفتاة القصة كاملة، بل فهمت جزءا منها؛ لأنها أخذن جزءا من الروابط ولم تأخذ الروابط كلها..!!
    ربما..
    *
    ذكر أحدهم قبل قليل أن: [العقل ليس هو المخ, العقل شئ آخر لا مادة له].
    وذكر العلم الحديث أن قشرة المخ هي الجزء المختص بعمليات التفكير والاستنتاج, وهناك من قال: [إن العقل ما هو إلا ملكة الإدارة والإدراك والاستنتاج والحافظـة والذاكرة].
    أيعني هذا أن العقل قد يكون موجودا في قشرة المخ؟!
    قرأت ذات مرة: [إن عقول الكائنات الحية, ومنها عقل الإنسان تتصل بعالم الواقع عن طريق العقـد العصبية المتصل أولها بالعقل والتي مركزها أبسط حيز في الدماغ والمنتهي آخرها في البشرة ذات الاتصال بالواقع].
    أبسط حيز في الدماغ هل تعني قشرة المخ..؟!
    وهناك إشارة إلى عقول الكائنات الحية الأخرى، غير الإنسان..
    إذن حين نقول: إن الله ميزنا عن بقية المخلوقات بالعقل
    فهذا القول ليس دقيقا بما يكفي
    لأن بقية الحيوانات – تلك – تملك عقلا
    لكن تميزنا عنها قد يكون باختلاف هذا العقل
    واختلافه قد يرجع إلى أن العقل ما هو إلا: [ ملكة الإرادة والإدراك والاستنتاج والحافظـة والذاكرة].
    إذن، الاختلاف الذي بين عقل الإنسان وبقية الحيوانات راجع لاختلاف تلك الملكات
    فالحيوان يملك إرادة، إدراك، استنتاج، حافظة وذاكرة
    لكن كل تلك الملكات لديه تختلف بدرجات معينة عن الإنسان
    لذا كان عقل الحيوان مختلفا عن عقل الإنسان
    وربما تلك الملكات هي السبب في اختلاف عقول الناس
    فنحن دوما نقول: (فلان عقله كبير، ... )
    فهل نعني أن إرادته أكبر من غيره..
    أم إدراكه أو استنتاجه
    أو حفظه وذاكرته
    أم أننا نعنيها جميعا
    أم أننا لا نستطيع التمييز أيها أكبر..؟!
    *
    يقولون أيضا: (دماغ الرجل يختلف عن دماغ المرأة، وقلب الرجل يختلف عن المرأة)
    تحدثت عن الدماغ والقلب على اعتبار أنهما المكانين الذين رجحهما العلماء والفلاسفة أن واحد منهما مكانا للعقل – كما ذكر سابقا-
    إذن، يعني هذا أن هناك اختلاف بين عقل الرجل وعقل المرأة..
    وهذا الاختلاف ما نوعه..؟!
    نوعه كما نسمع ونردد دائما: نقص عقل المرأة
    أيرجح هذا كمال عقل الرجل
    أم أنه إشارة إلى أن عقل المرأة مهما كان أقل من عقل الرجل
    لن أخوض كثيرا هنا
    أعرف فقط أنه ورد في الأثر: (النساء ناقصات عقل ودين)
    لذا فالشارع اعتبر شهادة امرأتين مقابل شهادة رجل واحـد, والقرآن يوضح ذلك بقوله تعالى: {أن تضل إحـداهما فتذكر إحـداهما الأخـرى}.
    هل يعني هذا أن نقص العقل لدى المرأة راجع لنقص ملكة الذاكرة على خلاف الرجل..؟!
    *
    قال بعضهم: [فالعقل عبارة عن مجموعة من القـدرات, قـدرة على طلب المعرفة(أي العقل قدرة على السؤال, العقل هو إشارة الاستفهام بمعنى من المعاني, هناك عقل حيث هناك سؤال, فالسؤال سمة من السمات الخاصة بالعقل), والعقل قدرة على المعرفة (أي أن العقل عندما يسأل فإنه لا يقنع بالجواب أي جواب, وعندما يعرض على العقل عـدة أجوبة لسؤال واحد,فله القدرة على اختيار لا إرادي لجواب سؤال يعتقد أنه الصواب), والعقل قـدرة على العمل على ضوء المعرفة, ولكنه ليس هو الذي يعمل و إنما يعمل آخر سواه بأمر منه].

    • المراجع:
    • أبو الهيجاء، يوسف ........... مشكلة العقل والحقيقة.
    • البار، محمد علي .............. موت القلب أو موت الدماغ.
    • الجوزو، محمد علي........... مفهوم العقل والقلب في القرآن والسنة.
    • الجوزي، عبد الرحمن........ نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر.
    • الجوزية، ابن القيم............. الروح.
    • زيدان، محمود فهمي.......... في النفس والجسد.
    • زيدان، محمود فهمي.......... مناهج البحث الفلسفي.
    • العريفي، فهد صالح........... مقال مجلة اليمامة بعنوان (المخ قبل القلب أحيانا) العدد1607
    • فيرت، تشارلز................. الدماغ والفكر.
    • المحاسبي، الحارث بن أسد.. العقل وفهم القرآن.
    • الوائلي، عبد الجبار............ العقل والنفس والروح.

    _________________
    http://www.bafree.net/forum/archive/-33994.htm
    التعديل الأخير تم بواسطة احمد العربى ; 14-12-2006 الساعة 10:06 PM

  8. #8
    الصورة الرمزية احمد العربى
    احمد العربى غير متواجد حالياً اللهم اغفر له وارحمه وارزقه الفردوس الأعلى من الجنة
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    2,327
    آخر نشاط
    15-03-2009
    على الساعة
    07:07 PM

    افتراضي



    قال الله تعالى ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿23﴾ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿24﴾ الأحزاب

    إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين.. .الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله ، لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ، ولا في ماله.. لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله.


    دار الإفتاء المصرية ترد على شبهات وأباطيل أهل الباطل
    ( هنا دار الإفتاء)

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2013
    المشاركات
    5
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    19-05-2013
    على الساعة
    09:14 PM

    افتراضي

    السلام عليكم هذا الرابط يوكد ان القلب له عقل مستقل به علميا

    Special Reports
    Follow Your Heart

    "...our hearts may actually be the
    'intelligent force' behind the intuitive
    thoughts and feelings we all experience."
    Throughout the ages, the heart has been referred to as a source of not only virtue and love, but also of intelligence. One of the most prevalent themes in ancient traditions and inspirational writing is the heart as a flowing spring of intelligence.

    Many ancient cultures, including the Mesopotamian, Egyptian, Babylonian, and Greek, assert that the heart is the primary organ responsible for influencing and directing our emotions and our decision-making ability. Similar perspectives of the heart as a source of intelligence are found in Hebrew, Christian, Chinese, Hindu, and Islamic traditions. For example, the Old Testament saying in Proverbs 23:7, "For as a man thinketh in his heart, so is he," is further developed in the New Testament in Luke 5:22, "What reason ye in your hearts?"

    The characteristic of balance and the attainment of bodily equilibrium are also recognized as the essence of Yoga traditions, which identifies the heart as the seat of individual consciousness and the center of life. In traditional Chinese medicine, the heart is seen as the connection between the mind and the body, forming a bridge between the two.

    Even with all these traditions and colorful heart metaphors, most of us have been taught that the heart is just a ten-ounce muscle that pumps blood and maintains circulation until we die. Medical science asserts that the brain rules all of the body's organs, including the heart. However, it is interesting to note that the heart starts beating in the unborn fetus even before the brain has been formed.

    Neuroscientists have recently discovered exciting new information about the heart that makes us realize it's far more complex than we'd ever imagined. Instead of simply pumping blood, it may actually direct and align many systems in the body so that they can function in harmony with one another.

    These scientists have found that the heart has its own independent nervous system – a complex system referred to as "the brain in the heart." There are at least forty thousand neurons (nerve cells) in the heart – as many as are found in various subcortical centers of the brain.

    The heart communicates with the brain and the rest of the body in three ways documented by solid scientific evidence: neurologically (through transmissions of nerve impulses), biochemically (through hormones and neurotransmitters), and biophysically (through pressure waves). In addition, growing scientific evidence suggests that the heart may communicate with the brain and body in a fourth way – energetically (through electromagnetic field interactions). Through these biological communication systems, the heart has a significant influence on the function of our brains and all our Systems.

    This new scientific evidence shows that the heart uses these methods to send our brain extensive emotional and intuitive signals. Along with this understanding that the heart is in constant communication with the brain, scientists are discovering that our hearts may actually be the "intelligent force" behind the intuitive thoughts and feelings we all experience.

    Thanks to the discovery of heart intelligence, with its premise of the heart as a primary source of emotions, we have a new paradigm for understanding our emotions. With the strong scientific tie established between our wellness factor through emotional management. The more we learn to listen to and follow our heart intelligence, the more educated, balanced, and coherent our emotions become. And it naturally follows that the more balanced and coherent our emotions become, the less likely we will be to experience sickness and disease.

    Because of the ever growing scientific research on heart intelligence, it may be time we developed a new personal attitude about following our hearts."

    Tips for learning to recognize our heart's intelligence:

    Think positive thoughts throughout the day to increase your personal energy.
    Our internal power, or the amount of physical, mental, and emotional energy we have, is a determining factor in the quality of our lives. Internal power translates into vitality and resiliency. Positive thoughts and feelings add energy to our system. Negative thoughts and feelings deplete our personal energy.

    Encourage your deepest heart feelings.
    There are many positive heart feelings including love, compassion, nonjudgment, courage, patience, sincerity, forgiveness, appreciation, gratitude, and care. Experiencing these feelings increases synchronization and coherence in our heart's rhythmic patterns. Each of these heart feelings has a powerful, beneficial effect on how we relate to life.

    Reduce your stress.
    The less stress we feel, the less internal confusion we will experience, and the easier it will be to hear our heart's intelligence. When we are relaxed, we don't need to strain our body to stay focused and productive.

    Focus on recognizing your heart's intelligence and realize the importance of listening to it before making choices.
    The brain operates in a linear, logical manner that works great for many problems but can limit us in others. Often we need more than logic to solve a problem, especially if it is an emotional one.

    Heart intelligence provides us with an intuitive awareness that is expanded beyond linear, logical thinking. As a result, our perspective usually becomes more flexible, creative, and comprehensive.

    Use meditation or calm, quiet moments to reflect on your heart's intelligence and listen for intuitive thoughts.
    Make time each day to sit quietly and focus on your heart. Imagine you are breathing through your heart. Calm your mind. Try to not think of anything but breathing through your heart. When your mind is clear, you will begin to receive impressions and ideas. These are coming from your heart. Pay attention.

    Use therapeutic-grade essential oils.
    Experiment with essential oil blends such as:

    Aroma Life (#3306)
    Awaken (#3312)
    Clarity (#3321)
    Envision (#3337)
    Harmony (#3351)
    Inspiration (#3366)
    Joy (#3372)
    Magnify Your Purpose (#3377)
    Peace and Calming (#3393)
    Present Time (#3396)
    White Angelica (#3432)
    Reprinted from Young Living Essential News, February, 2002.

    To learn more, read:
    About The Cardiovascular System
    Doing What It Takes For Heart Health

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2013
    المشاركات
    5
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    19-05-2013
    على الساعة
    09:14 PM

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، المضحك ان النصاري يحاولوا قدر الإمكان التشكيك في الاسلام او القران الكريم وهذه الشبه العقل في القلب مخالف للعلم أضحكتني كثيرا ، فعندما وجدت الرابط بالانجليزي الذي يثبت ان العقل مركزه القلب استدل الباحث بآيتين من الإنجيل وهما (the Old Testament saying in Proverbs 23:7, "For as a man thinketh in his heart, so is he," is further developed in the New Testament in Luke 5:22, "What reason ye in your hearts?"

    يعني النصاري أثاروا تلك الشبه والإنجيل بتاعهم يقول *نفس الشبه بالله عليكم في اكثر من هيك تخلف وضياع ، يتهمون القران بشبه موجوده اصلا في كتابهم ولكن والحمد لله اثبتت علميا ان القلب له عقل*

    عندما تحاورت مع احد الأخوة النصاري من اصل عراقي ، ويستخدم اسم عبدالله عبدالعزيز ، طبعا يدعي انه كان مسلما ، وهذه يا إخواني الاسلوب الوضيع اللذي يستخدمونه عندنا في امريكا ، اوروبا واستراليا ، يشاركوا في صفحات النت علي انهم مسلمين مرتدين ، حتي يعطوا انطباع ان المسلمين يتركون الاسلام أفواجا أفواجا ،*

    علي اي حال عند محاورتي له قال لي اثبت لي من القران ان الإنجيل محرف ولو أية ، فقلت له طيب أنا مستعد بس ممكن ان تقول لي اي واحد فيهم ؟؟ وضحكت ،*

    عندها ثار غضبه وقال لي انتم المسلمون لا تعلمون شي،*
    وذكر لي هذ المثل المتهاوي عن الأناجيل الاربعة ، اسمعوا

    لو كانت هناك مباراة وكان هناك اربعة معلقين بالطبع كل معلق سوف يعلق علي المباراة باسلوبه الخاص ولكن في النهاية الكل راح يفهم تفاصيل المباراة وفرح كثير علي هالمثل ،*
    قلت: نعم هذا لو المعلقين الاربعة حضروا المباراة مش خطر علي بالهم يعلقوا علي المباراة بعد مئات السنين وخاصة عمرهم ما حضروها ........ لا تعليق بعدها *

    إخواني في الله أنا *اشكركم علي هذا المجهود الرائع في صفحة ابن مريم*

    الاسلوب الوضيع الذي يتبعه النصاري الصهيونيين هو
    1- التشكيك في الاسلام بدمج احاديث موضوعة مع صحيحة وبناء القصة علي الحديث او الاثر الموضوع مثل قصة ولادة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم*
    2- الإدعاء بانهم كانوا مسلمين واستخدام *أسماء اسلامية في ال screen name
    3- اعادة نفس الشبهات الكاذبة علي اكثر من موقع محارب للإسلام *ً
    4- تاكيد الشبهات عن طريق الاعلام خاصة في الغرب و صياغتها بطريقة خبيثه جدا عن طريق إجراء المقابلات مع شخصيات وضيعة تدعي انها كانت مسلمة سابقا ويؤكدون ان الاسلام دين ارهاب وما هم الا عملاء للصهيونية امثال وليد *شوبات ، وفاء سلطان ، نوني درويش ، *ومن غير المسلمين واكثرهم شهرة روبرت سبنسر وغيرهم كثير
    5- تدريب كوادر ودفع رواتب لهم لنشر نفس الشبهات علي الانترنت وخاصة اليوتوب تحت ال comments section والله يا إخواني في اليوتوب لديهم المئات او الآلاف من الكوادر اللتي تكتب نفس الكذب والشبهات حتي يقوموا بغسل عقول البسطاء من المسيحيين في الغرب ويصبحون أداة لنشر الكراهية والحقد علي المسلمين *
    واكثر هؤلاء الكوادر لديهم اكثر من screen name ، تارة يدعوا انهم ex muslim، وتارة يدعوا انهم مسلمون ويجادلوا المسيحيين علي انهم يكرهونهم ويريدون قتلهم ورفع راية الجهاد ضدهم لان الله يدعوهم لذلك *، و فرض الشريعة والإسلام عليهم او الموت ، وما اكثر هذا النوع من الدعاية القذرة *

    تلك الكوادر الصليبية الصهيونية الخبيثة تعمل ليل نهار لنشر الكراهية ضد المسلمين بهذه الطريقة الخبيثة الوضيعة وللأسف الكثير من الغرب وقع في الفخ وصدقوهم، أنا احببت فقط ان الفت انتباهكم لهذه اللعبة الخطيرة وهي نفس اللعبة اللتي لعبها المستشرقيين قبل الاستعمار الاوروبي لنشر الكراهية في قلوب الأوروبيين*

    بالله عليكم لو ان امكن ان تنشروا مقالي هذا بين الأخوة والأخوات المسلمين خاصة الطلاب واذا امكن ان يختار الواحد 5 مقاطع في اليوتوب اللتي تتهجم علي الاسلام ويستمر بالمشاركة في الرد علي *كذبهم في ال comment section, بهذه الطريقة يستطيع الغرب ان يطلعوا علي الرد المناسب لتلك الأكاذيب ، ولعل وعسي ان يفتح صدرهم للإسلام اذا وجدوا في اجوبتنا ضالتهم*

    والله يا إخواني الصهيونية المسيحية وضعت جل قوتها علي *كليبات اليوتوب المناهضة للإسلام والأعضاء الذين يعلقوا تحت تلك الكليبات يتصيدون البسطاء *، هم يأخذوا رواتب للمحاربة الاسلام *ولكن نحن نفعلها لله عز وجل

    الحمد لله نحن بمئات الملايين ونستطيع ان نفضح خططهم ان شاء الله*

    شئ اخر ال memri tv هي مجموعة صهيونيه مسيحية تقوم باخذ الكليبات والمناضرات بين مسلم وغير مسلم او بين مسلم و علماني *او حتي قصة او فتوي لشيخ فضيل في القنوات العربية وتقوم. بقصقصتها وترجمتها حتي يصير المسلم مهزوم في الكليب أو الشيخ يدعوا لشئ سيئ *ويقومون بنشره . تلك المجموعة تتعمد اضهار الشيوخ خاصة والمسلمين عامة بمنظر الرجعي الارهابي بقصقصة المحاضره او الحوار*

    في الغرب استطاعوا ان يقنعوا العوام ان شيوخ المسلمين هم الراعيين للارهاب وحتي نفضح خططهم اذا امكن أن نقوم باخذ محاضرات لشيوخنا الأجلاء وترجمة اقوالهم في المواضيع *الحساسة التي اثاروها ضدهم وضد الاسلام وهي :*

    حقوق المرأة في الاسلام*
    ذكر أخلاق النبي كلها لانهم يقولون انه كان رجل حرب ودم لكسب الاموال والسلطة*
    سماحة الاسلام مع غير المسلمين*
    وضع النصاري واليهود في ظل الدولة الاسلامية
    الجزية *مزاياها وتفاصيلها لانهم يدعون انها كانت ظالمة لأهل الكتاب*
    الحضارة الاسلامية واثرها علي العالم*
    احترام الأديان*
    نقض شبهة ان الاسلام انتشر بالسيف بذكر وضع الغير مسلمين في الدولة الاسلامية*
    **شهادة يهود السمراء بنبوة سيدنا محمد في عصره*
    سماحة الاسلام مع النصاري واليهود في فلسطين ومصر والاستشهاد مع الأدلة*

    اذا استطعنا ان نجد محاضرات فيها أقوال شيوخ الاسلام في هذه المواضيع وترجمتها عندها سوف تكون هذه قاصمة الظهر لهؤلاء الصهاينة الخبثاء وعندها نستطيع نشرها تحت اكثر من اسم حتي تصل الرسالة لغير المسلمين من افواه شيوخنا الاعزاء ويا ما ناس اسلمت عن طريق اليوتوب .

    اذا كان لديكم أخوة او اخوات يستطيعوا الكتابة بالانجليزي الرجاء المشاركة علي اليوتوب او وضع كليبات علي اليوتوب لنصرة الاسلام*

    وجزاكم الله خير*

الرد على شبهة القران يخالف العلم((العقل في القلب ام في الدماغ))

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شبهة القلب مركز التفكير
    بواسطة ffmpeg في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-06-2008, 01:08 AM
  2. العقل أو القلب...من منهم أساس التفكير (حوار مع مسيحي )
    بواسطة SaheelNjed في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 12-04-2008, 11:10 PM
  3. الرد على شبهة ( القران مصدره الشياطين )
    بواسطة صقر قريش في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-12-2006, 05:48 PM
  4. عندى تساؤلات كثيرة .. أطلب الرد من أهل العلم
    بواسطة ____عبد الله___ في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 42
    آخر مشاركة: 22-04-2006, 12:44 PM
  5. شبهة : تناقض النقل - القرآن - مع العقل
    بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 23-04-2005, 11:53 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد على شبهة القران يخالف العلم((العقل في القلب ام في الدماغ))

الرد على شبهة القران يخالف العلم((العقل في القلب ام في الدماغ))