( فضائل ومحاسن الحجاب )
عرفنا فيما مضى ، بأن الحجاب فريضة شرعية ، بدلائل الكتاب والسنة والإجماع ، والآن- سوف نعرض- بإذن الله تبارك وتعالى – لبعض فضائل ومحاسن وفوائد وخير الحجاب، لنعرف من خلال هذه الفضائل والمحاسن والفوائد، بأن الحجاب إنما هو منحة ربانية، من الله- تبارك وتعالى- بها على هذه الأمة ، لندرك تمام الإدراك، على مبدإ ( بلى ولكي ليطمئن قلبي ) بأن من وراء شرعية الحجاب، حكم جليلة ، وأسرار عظيمة، وغايات مبرورة، ومصالح كبيرة، وفضائل محمودة .
كيف لا ، وإن المشرع للحجاب ، والفارض له، هو الله- جل وعلا-، الذى يعلم السر وأخفى ، وهو الخالق اللطيف بعباده. ،
وليس كما يزعم هؤلاء الزاعمون بأن الحجاب ( صناعة بشرية ) والعياذ بالله من هذا، وقد رددنا على هذه الشبهة فيما مضى . ، فمنطلق مناقشة قضية الحجاب ( الربانية ) ولا نقبل تنازلأ قيد أنملة تجاه هذا المنطلق ، لأن المعادلة تصبح- والحالة هذه- مسألة .. كفر أو إيمان .
ولكن هذا لا يمنع ، بل يعمق هذا المعنى ، أن نذكر بعض حكم وأسرار تشريع الحجاب، وبعض هذا يكون من خلال النصوص ، وبعضها من خلال الأستنباط العام أو الخاص .
ومن هذه الفوائد والفضائل والمحاسن للحجاب نذكر ما يلي:
1- الحجاب طاعة لله . عز وجل ، وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( انظر ( حوار مع المتبرجات ) 0ص: 81 ) ( عودة الحجاب (3/91) .
ذلك أعظم منة يمن الله تعالى بها على عبده ، هي طاعته ، فطاعة الله تعالى ، واتباع نبيه سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، تعد من أكبر مفاخر الإنسان ، كيف لا وفي طاعتهما ( رضى الله تعالى) وإذا حل رضى الله على إنسان سعد في الدنيا، وحالفه النجاح الله تبارك وتعالى، كما أنه في الآخرة ، وهي الأصل ، لأن الدنيا فانية، وما نحن فيها إلا ضيوف ، وكراكب استظل بظل شجرة، إذن سيكون هذا الطائع في الآخرة من أهل الجنة، ومن الفائزين بنعيمها، ومن الناجين من النار وويلاتها وكوارثها ومصائبها . نسأل الله تعالى الجنة ، ونعوذ بالله من النار .
من هنا بين ربنا – جل وعلا- خاصية المؤمن تجاه أمر الله وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وهذه الخاصية، هي خاصية السمع والطاعة لهما ، خاصية ( التلقي للتنفيذ) ، قال تعالى ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ) النور :51) ، وربط القرآن بين إيمان المؤمن ، والتسليم والتحكيم لأمر لله ورسوله، قال تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) النساء :65).
وحذرنا ربنا جل وعلا من المخالفة، وإن عاقبة ذلك الويل والثبور والعار والشنار، بأن تصيبهم فتنة ، أو يصيبهم عذاب أليم ، قال تعالى ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) النور 63).وعن العرباض بن سارية رضى الله عنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منه القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا ، قال ( أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرآ فعليكم سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليهم بالنوا، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة ) ، والحجاب من الأمور التي ثبث الأمر فيها من الله – جل وعلا- ورسوله صلى الله عليه وسلم فمن علائم طاعة الله ورسوله بالنسبة للمؤمن الالتزام بالحجاب وتطبيقه يستوي في مستوى الإيمان بوجوبه الرجال والنساء ، وإن كان فرضآ على النساء.
والســـــــــــــلام