لماذا يتخذ الله ولد

ــــــــــــــــ

كذب النصارى على الله حينما قالوا ان المسيح ابن الله وكذب اليهود حينما قالوا ان يهوذا ابن الله وانهم ابناء الله واحبابه( ماكان لله ان يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى امرا فإنما يقول له كن فيكون) سورة مريم الايه34 فتعالوا نستعرض الاسباب التى من اجلها يتخذ الانسان له ولد :

1*- يتخذ الانسان له ولد فى الحياه ليساعده ويشد من ازره فهل الله فى حاجه الى من يساعده ويشد من ازره وهل تعب الله من الملك او كبر عليه والعياذ بالله حتى يتخذ ولد او اضطرب الكون منه ولم يعد يستطع ضبطه بمفرده

2* يتخذ الانسان ولد حتى يرثه : وهل يموت الله وهو حى لايموت حتى يبحث على من يرثه او خاف على ملكه ان يرثه من لايستحقه ان الله حى لايموت .

3*- يتخذ الانسان ولد لانه فى حاجه الى التباهى : وهل الله فى حاجه الى التباهى وهو له ملك السموات والارض وعلى من يتباهى به على عباد هو خلقهم من تراب لاوجه للمقارنه بين العبد وربه.

4*- يتخذ الانسان له ولد : لانه فى حاجه الى ان يؤدى رساله فهل الله لايجد رساله يؤديها حتى يتخذ له ولد.

5*- يتخذ الانسان له ولد لان الله اراد له كذلك وحتى يضع فى قلبه الرحمه والتراحم حينما يجعله مسئولا عن طفل صغير ضعيف ليجعله رحيما بالضعفاء ولايفترى عليهم الظلم فهل جفت رحمة الله حتى يتخذ الله له ولد يذكره برحمته .

6*- يتخذ الانسان له ولد لانه فى حاجه الى ان يسكن مع غيره ويكون اسره ولانه يشعر بالنقص والله ربنا منزه عن كل نقص .


7*-الانسان يتخذ له ولدا حتى يجد من يمرضه فى مرضه ويرحمه فى شيبته ويقضى له حاجته فهل الله ربنا يمرض او يشيخ تعالى الله وتنزه عن كل سوء.

8*- ان الانجاب من خصائص البشر حتى تكثر الذريه ويكثر البشر لان هذا من طبيعتهم لانهم خلقوا ناقصين وفى حاجه الى ان يكملوا بعضهم البعض فلاتجد انسانا فقيه فى الدين والقانون والطب والهندسه والرياضه والفلسفه واللغات والسياسه والحكم بل تجده اما فقيهافى الدين اولقانون او الهندسه او الطب اما جامع شامل فمن رابع بل عاشر المستحيلات فهل علم الله نقص وهو الذى علم الانسان مالم يعلم فهل تجد فى الكون من تفاوت.

9*- ليست كل الصفات مشتركه بين العبد وربه فالله سبحانه وتعالى لايتخذ له ولدا وهو العلى العظيم ولا يتزوج وليست له سوءات ولا يقضى حاجته كالانسان فهو سبحانه وتعالى منزه عن كل سوء او نقص او عيب ، حتى الصفات المشتركه بين العبد وربه لاتتوافر بنفس القدر والكم فى الاثنين فرحمة العبد ليست كرحمة الله وقوة العبد ليست كقوة الله فالاولى ضعيفه جدا والثانيه قويه جدا بلغت منتهاها بل ليس لها حدا تنتهى عنده فرحمته وسعت كل شىء .

10*- لو اتخذ الله ولدا لكان ذلك حجه للناس عليه ولا حجة للناس على الله العزيز الجبار فلوا اتخذ الله ولدا لشك الناس فى عدله وقالوا ان الله ظلمهم لانه يستمع لولده وانه اسند بعض مهامه لولده وان هناك تاثير على حكم وملك الله وماكان احدليؤثر على ملك الله وماكان للانسان حجه على ربه ولن يكون .

11*- اذا كان لله ولد فهو يطعم لانكم بذلك تصفون الله فى صفة البشر فاذاكان له ولد فانه ياكل الطعام وتكون للناس حجة على الله انه اجاعهم لانه طمع فى طعاهم وماكان الله كذلك لانه منزه عن كل نقص والحاجة نقص .

12*- اذا اتخذ الله ولد فانه فى هذه الحاله سيكون لعباده حجة عليه فانه سيكون ظلمهم فلماذا لم يتخذهم هم الاخرين ابنائه لهذا كان الكل عباد الله فالملائكة عباد الله والجن عباد الله والبشر عباد الله وماكان ربك بظلام للعبيد.

13*- اما ادعاء البعض ان الكل ابناء فهذا قول فاحش إذ لو كنا كلنا ابناء الله فلماذا سيجعنا درجات فوق بعضنا البعض من المعروف ان الاب لايحابى بعض ابنائه على البعض الاخر ولماذا لانسكن معه الان 0

وفى النهايه هذا مدخل شيطانى سلكه الشيطان للانسان ليصغر له ربه ويجعله فى صورة البشر مثله يتخذ الولدان ويجعله مثله فى كل صفاته لكن الشيطان لم يصغر الا نفسه و الذى صدقه يقول الله فى كتابه العزيز(ماكان لله ان يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى امرا فإنما يقول له كن فيكون(35) وإن الله ربى وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم (36) فاختلف الاحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم(37) )

وقيل فى تفسير الايه (فاختلف الاحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم(37) )

اختلف اهل الكتاب فى عيسى بعد بيان امره ووضوح حاله وانه عبده ورسوله وكلمته القاها الى روح مريم وروح منه فصممت منهم وهم جمهور اليهود عليهم لعائن الله على انه ولد زنيه وقالوا كلامه هذا سحر وقال طائفة اخرى انه تكلم الله وقالت اخرى انه ابن الله وقال اخرون ثالث ثلاثه وقال اخرون هو عبد الله ورسوله وهذا هو قول الحق الذى ارشد الله ايه المؤمنين وقد ذكر غير واحد من علماء التاريخ من اهل الكتاب وغيرهم ان قسطنطين جمعهم فى محفل كبير من مجامعهم الثلاثه المشهوره عندهم فكان جماعة الاساقفه منهم الفين ومائه وسبعين اسقفا فاختلفوا فى سيدنا عيسى عليه السلام اختلافا متباينا جدا فقالت كل شرذمه فيه قولا ولم يجتمع على مقالة واحده اكثر من ثلثمائه وثمانية منهم اتفقوا على قول وصمموا عليه فمال اليهم الملك وكان فيلسوفا فقدهم ونصرهم وطرد من عداهم فوضعوا كتب القوانين وشرعوا له اشياء وابتدعوا بدعا كثيرا وحرفوا دين المسيح وغيروه فابتنى حينئذ لهم الكنائس المبرى فى مملكته كلها بلاد الشام والجزيره والروم فكان مبلغ الكنائس فى ايامه ما يقارب اثنى عشر الف كنيسه وفى النهايه ما كتبت هذا نكاية او مجادلة للاخوه المسيحيين لكن حبا فيهم واختتم بقولى بالاية الكريمه ( إن مثل عيسى عند الله كمثل أدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون)