الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ثم أما بعد : بعد تعدي البشر علي قضاء الله عز وجل والاعتراض علي ما قاله الله عز وجل في مسألة النقاب فقررت أن أبحث جيداً في هذا الأمر حتي أن ينتفع به الأخوة والأخوات حتي يعلموا فرض الله عز وجل عليهم
فسنحاول بمشيئة الله عزوجل أن نرد على هذا السؤال من الكتاب والسنة .
أولاً ما معني الحجاب : لغة هو الستر .. وشرعاً : اسم ما احتجب به ، وكل ما حال بين شيئين فهو حجاب . والحجاب : كل ما يستر المطلوب ويمنع من الوصول إليه كالستر والبواب والثوب ... ألخ .. والخمار من التخمير ،أى تغطية فالخمار هو ما يغطي الجسم بأكمله وليس جزءاً منه . والنقاب هو ما غطي الجسم بأكمله . أليس هذه التعاريف جميعاً هى واحد ؟ نعم كلها واحد فالمقصود منها تغطية جسم المرأة ووجهها لعدم أظهار العورات والمفاتن .
ثانياً الآيات الكريمة التى وردت فى فرض النقاب :



1 _ " وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ (أي عما حرم الله عليهن من النظر إلى غير أزواجهن ) وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ (أن الله تعالى أمر المؤمنات بحفظ فروجهن ، والأمر بحفظ الفرج أمرٌ بما يكون وسيلة إليه ، ولا يرتاب عاقل أن من وسائله تغطية الوجه لأن كشفه سبب للنظر إليها وتأمل محاسنها والتلذذ بذلك ، وبالتالي إلى الوصول والاتصال ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " العينان تزنيان وزناهما النظر .. ثم قال. والفرج يصدق ذلك أويكذبه " رواه البخاري (6612) .
) وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ( فالوجه زينة فلابد من تغطيته والجمال أمر نسبى فمن الممكن أن ينظر الرجل إلى أمرأة ليست جميلة فتعجبه فهذه مشروعية النقاب ) إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا (أي لا يظهرن شيئا من الزينة للأجانب إلا ما لا يمكن إخفاؤه قال ابن مسعود كالرداء والثياب يعني على ما كان يتعاناه نساء العرب من المقنعة التي تجلل ثيابها ومايبدو من أسافل الثياب فلا حرج عليها فيه لأن هذا لا يمكن إخفاؤه ) وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ (يعني المقانع يعمل لها صنفا تضاربات على صدورهن لتواري ما تحتها من صدرها وترائبها ليخالفن شعار نساء أهل الجاهلية فإنهن لم يكن يفعلن ذلك بل كانت المرأة منهن تمر بين الرجال مسفحة بصدرها لا يواريه شيء وربما أظهرت عنقها وذوائب شعرها وأقرطة آذانها فأمر الله المؤمنات أن يستترن في هيئاتهن وأحوالهن ) وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ (أي أزواجهن ) أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ (كل هؤلاء محارم للمرأة يجوز لها أن تظهر بزينتها ولكن من غير تبرج .. إلى آخر الآية ) " النور 31
، فإنه إذا وجب ستر النحر والصدر كان وجوب ستر الوجه من باب أولى لأنه موضع الجمال والفتنة .


أن الله نهى عن إبداء الزينة مطلقاً إلا ما ظهر منها وهي التي لابد أن تظهر كظاهر الثياب ولذلك قال " إلا ماظهر منها " لم يقل إلا ما أظهرن منها ـ وقد فسر بعض السلف : كابن مسعود، والحسن ، وابن سيرين ، وغيرهم قوله تعالى ( إلاماظهر منها ) بالرداء والثياب ، وما يبدو من أسافل الثياب (أي اطراف الأعضاء ) ـ . ثم نهى مرة أُخرى عن إبداء الزينة إلا لمن استثناهم فدل هذا على أنَّ الزينة الثانية غير الزينة الأُولى ، فالزينة الأُولى هي الزينة الظاهرة التي تظهر لكل أحد ولايُمكن إخفاؤها والزينة الثانية هي الزينة الباطنة ( ومنه الوجه ) ولو كانت هذه الزينة جائزة لكل أحد لم يكن للتعميم في الأُولى والاستثناء في الثانية فائدة معلومة ..
أن علة الحكم ومدارة على خوف الفتنة بالمرأة والتعلق بها ، ولاريب أن الوجه مجمع الحسن وموضع الفتنة فيكون ستره واجباً لئلا يفتتن به أُولو الإربة من الرجال .
قوله تعالى : ( ولا يضربن بأرجلهن ليُعلم ما يُخفين من زينتهن ) يعني لا تضرب المرأة برجلها ليُعلم ما تخفيه من الخلاخيل ونحوها مما تتحلى به للرِجْـل ، فإذا كانت المرأة منهية عن الضرب بالأرجل خوفاً من افتتان الرجل بما يسمع من صوت خلخالها ونحوه فكيف بكشف الوجه .؟
فأيما أعظم فتنة أن يسمع الرجل خلخالاً بقدم إمرأة لايدري ماهي وما جمالها ؟ ولايدري أشابة هي أم عجوز ؟ ولايدري أشوهاء هي أم حسناء ؟ أو ينظر إلى وجه جميل ممتلىء شباباً ونضارة وحسناً وجمالاً وتجميلاً بما يجلب الفتنة ويدعو إلى النظر إليها ؟
إن كل إنسان له إربة في النساء ليعلم أي الفتنتين أعظم وأحق بالستر والإخفاء ..
ويقول الشنقيقي رحمه الله أن الرأى الذى قال إلا ما ظهر منها انه يقصد بها الوجه والكفين هذا خاطىء هى أن الزينة فى لغة العرب هى ما تتزين به المرأة مما هو خارج عن أصل خلقتها كالحلل والحلي وتفسير الزينة ببعض بدن المرأة خلاف ظاهر ولا يجوز الحمل عليه إلا بدليل يجب الرجوع إليه وقد أظهر الله سبحانه وتعالى معنى الزينة وهى الزينة الموضوعة فى قوله : " يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " الأعراف31

2 _ قوله تعالى" يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا " الأحزاب 59
قال ابن عباس رضي الله عنهما : " أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة " .
وتفسير الصحابي حجة بل قال بعض العلماء : إنه في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
وقوله رضي الله عنه : ويبدين عيناً واحدة إنما رخص في ذلك لأجل الضرورة والحاجة إلى نظر الطريق فأما إذا لم يكن حاجة فلا موجب لكشف العين .. من كلام الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله من رسالة الحجاب بتصرف .
تفسير الجلالين فى هذه الآية الكريمة : " يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ" جمع جلباب وهى الملاءة التى تشمل بها المرأة , أى يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجنا لحاجتهن إلا عيناً واحدة " ذَلِكَ أَدْنَى" أقرب إلى " أَنْ يُعْرَفْنَ " بأنهن حرائر " فَلَا يُؤْذَيْنَ " بالتعرض لهن , بخلاف الإماء فلا يغطين وجههن فكان المنافقون يتعرضون لهن " وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا " لما سلف منهن من ترك الستر "رَحِيمًا " بهن إذ سترهن ..وسنتكلم عن هذه الآية بالتفسير فى الجزء القادم .
_ يقول الحق سبحانه وتعالى : " وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ " الآية 54 الأحزاب .... شرح الآية الكريمة كما فى تفسير ابن كثير وكما نهيتكم عن الدخول عليهن كذلك لا تنظروا إليهن بالكلية ولو كان لأحدكم حاجة يريد تناولها منهن فلا ينظر إليهن ولا يسألهن حاجة إلا من وراء حجاب عن عائشة قالت كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم حيسا في قعب فمر عمر فدعاه فأكل فأصابت أصبعه أصبعي فقال حس أو أوه لو أطاع فيكن ما رأتكن عين فنزل الحجاب ..

يقول البعض أن هذه الآية خاصة بزوجات النبى صلى الله عليه وسلم فقط ونرد عليه ونقول أنه قال الإجماع أن هذه الآية خاصة يقصد بها العوام وهم نساء المؤمنين . لأسباب هى أن العبرة لا لأسباب النزول بل بعموم اللفظ أى إذا كان من العفة التستر بالحجاب فأيضاً ليس فقط أمهات المؤمنين بل ونساء المؤمنين أيضاً يريدون العفة والتستر .. وإذا كان زوجات النبي صلى الله عليه وسلم المطهرات من السفاح المحرمات علينا بالنكاح الموصوفات بأنهن أمهات المؤمنين قد أمرن بالحجاب والتستر طهارة لقلوبهن وقلوب أبنائهن بل محرم علينا نكاحهن فما نقول فى غيرهن المحللات لنا بالنكاح المتطلع لهن أهل السفاح هل يجوز لهن أن يكن غير منتقبات غير محشمات
يقول الشيخ أبو بكر الجزائرى فى كتابه فصل الخطاب فى المرآة والحجاب صفحة رقم 34 , 35 يقول " ومن عجيب القول أن يقال أن هذه الآية نزلت فى نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقط فهذا خطأ إذ لو كان الأمر كما قيل لما حجب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نسائهم ولما كان لإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر الخاطب إلى وجه المخطوبة معني أبداً ..
ثالثاً : الأحاديث النبوية التى تفرض النقاب :
1 _ قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا خطب أحدكم إمرأة فلا جناح عليه أن ينظر منها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبة وإن كانت لاتعلم " رواه أحمد . قال صاحب مجمع الزوائد : رجاله رجال الصحيح
_ أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى الجناح وهو الإثم عن الخاطب خاصة بشرط أن يكون نظره للخطبة ، فدل هذا على أن غير الخاطب آثم بالنظر إلى الأجنبية بكل حال ، وكذلك الخاطب إذا نظر لغير الخطبة مثل أن يكون غرضه بالنظر التلذذ والتمتع ونحو ذلك ..
_ أن كل أحد يعلم أن مقصود الخاطب المريد للجمال إنما هو جمال الوجه ، وما سواه تبع لا يُقصد غالباً فالخاطب إنما ينظر إلى الوجه لأنه المقصود بالذات لمريد الجمال بلا ريب .. من كتاب ابن عثيمين رحمه الله .
2_ قَالَتْ السيدة عائشة " كُنَّ نِسَاءُ الْمُؤْمِنَاتِ يَشْهَدْنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْفَجْرِ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ إِلَى بُيُوتِهِنَّ حِينَ يَقْضِينَ الصَّلَاةَ لَا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ مِنْ الْغَلَسِ " صحيح البخارى 511 ..
ولو نظرنا إلى كلمة لا يعرفهن أحد فنسألكم بالله عليكم إذا كانوا الصحابيات الجليلات لا يعرفهن أحد فماذا بنا نحن ؟ وبزمننا هذا ؟ فهذه دلالة على أن الصحابيات كانوا يرتدون نقاباً يستر وجوههم جيداً ..

3 _ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَكَيْفَ يَصْنَعْنَ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ قَالَ يُرْخِينَ شِبْرًا فَقَالَتْ إِذًا تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ قَالَ فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا لا يَزِدْنَ عَلَيْه " رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
ففي هذا الحديث دليل على وجوب ستر قدم المرأة وأنه أمرٌ معلوم عند نساء الصحابة رضي الله عنهم ، والقدم أقل فتنة من الوجه والكفين بلا ريب . فالتنبيه بالأدنى تنبيه على ما فوقه وما هو أولى منه بالحكم وحكمة الشرع تأبى أن يجب ستر ما هو أقل فتنة ويرخص في كشف ما هو أعظم منه فتنة ، فإن هذا من التناقض المستحيل على حكمة الله وشرعه . من كتاب شيخ الإسلام ابن عثيمين .
4 _ عن ابن عمر أنه كان يقول: لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القُفَّازين وقال ابن المنذر: أجمعوا على أن المرأة تلبس المخيط كلَّه والخفاف، وأنّ لها أن تُغطِّى رأسها وتسترَ شعرها إلا الوجه فتسدل عليها الثوب سدلاً خفيفاً تستتر به عن أعين الرجال ولا تخمّر لما ورد عن عائشة: كنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا مرَّ بنا الركب سدلنا الثوب على وجوهنا ونحن محرمات، فإذا جاوزنا رفعناه، أخرجه أبو داود وابن ماجه. وبه قال عطاء ومالك والثورى والشافعى وإسحاق ومحمد بن الحسن، ولا نعلم فيه خلافا أى لا تلبس النقاب وهو ما يستر الوجه من البرد ونحوه، وهو يحتمل أن يكون نفياً أو نهياً إلا إذا جافتْ بينه وبين وجهها
والشاهد إذا كانت المرأة قد قد نهاها الله أن تُحرم وهى بالنقاب ولاكن تُحرم عليها الثوب سدلاً خفيفاً تستتر به عن أعين الرجال فإذا بالمرأة الغير محرمة فهو واجب ..
5 _ وفى الحديث ما أخرجه مالك عن هشام بن عروة عن زوجته فاطمة بنت المنذر أنها قالت: كنا نخمّر وجوهنا ونحن محرمات، ونحن مع أسماء بنت أبى بكر الصِّديق، كذا فى "شرح الزرقانى".
قال فى المغنى 3/326. فأما إذا احتاجت إلى ستر وجهها لمرور الرجال قريباً منها فإنها تسدل الثوب من فوق رأسها على وجهها، رُوى ذلك عن عثمان وعائشة، وبه قال عطاء ومالك والثورى والشافعى وإسحاق ومحمد بن الحسن، ولا نعلم فيه خلافاً.هذا فى ستر المرأة وجهها فى المحرم .. وهى محرمة .
رابعاً : أراء العلماء والتابعين فى تفسير الآية الكريمة {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59
التفسير الميسر : " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يرخين على رؤوسهن ووجوههن من أرديتهن وملاحفهن؛ لستر وجوههن وصدورهن ورؤوسهن; ذلك أقرب أن يميَّزن بالستر والصيانة, فلا يُتعَرَّض لهن بمكروه أو أذى.
يقول الإمام ابن القيم أن النقاب واجب كما فى إعلام الموقعين عن رب العالمين الجزء الثاني فى فصل الفرق بين النظر إلى الحرة والأمة ...
يقول الإمام القرطبي فى تفسير الآية 59 سورة الأحزاب يقول " ويدخل فى ذلك أى فى عموم الحجاب جميع البدن جميع النساء بالمعني فبما تضمنته أصول الشريعة أن المرأة كلها عورة "

يقول الشيخ ابن باز فى كتاب ثلاث رسائل فى الحجاب صفحة رقم 7 " أمر الله سبحانه جميع نساء المؤمنين بإدناء جلبابهن على محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك حتى يعرفن بالعفة حتى آخر كلامه حفظه الله " .

يقول الشيخ المودودي صفحة 152 .. أن هذه الآية نزلت خاصة فى ستر الوجه ثم يقول ومعني الآية أن يرخين جانبا من خمرهن أو ثيابهن على أنفسهن وهذا هو المفهوم من ضرب الخمار على الوجه والمقصود به ستر الوجه وإخفاؤه سواء كان بضرب الخمار أو بلبس النقاب أو بطريقة أخرى غيره . ثم يقول أيضاً الشيخ المودودى رحمه الله فى صفحة 930 " وإن الوجه هو المظهر الأكبر للجمال الخلقي والطبيعي فى الإنسان فهو أكثر المفاتن فى الجمال الإنساني جذباً للأنظار واستهواء للنزعات ثم هو العامل الأقوي للجاذبية الجنسية بين الصنفين " ..

يقول ابن عثيمين حفظه الله فى رسائل توجيهات للمؤمنة حول التبرج والسخور فى صفحة 17 , 18 يقول الشيخ : " وقد تمت الأدلة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والنظر الصحيح على أنه يجب على المرأة أن تستر وجهها عن الرجال الأجانب الذين ليسوا من محارمها ... وإذا تأمل العاقل المؤمن هذه الشريعة وحكمها وأصرارها تبين أنه لا يمكن أن تلزم أى شريعة المرأة بستر الشعر والعنق والساق والقدم ثم تبيح للمرآة أن تخرج كفيها ووجهها المملوء جمالاً فإن ذلك خلاف الحكمة إلى أخر كلامه حفظه الله "

ويقول العلامة الشيخ الشنقيقي رحمه الله فى آية الحجاب يقول " وفى الآية الكريمة قرينة واضحة على أن قوله تعالى " يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ " يدخل فى معناه ستر وجوههن بإدناء جلاببهن عليها والقرينة المذكورة فى قوله تعالى " قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ " ووجوب إحتجاب أزواجهن وسترهن وجوههن لا نزاع فيه بين المسلمين فذكر الله تعالى الأزواج مع البنات مع نساء المؤمنين فى آية واحدة وفى حكم واحد يدل على وجوب ستر الوجوه بإدناء الجلابيب فكيف تكون الخصوصية والله سبحانه وتعالى يقول ونساء المؤمنين "
فهذا الحكم ليس لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقط بل للنساء جميعاً .

ويقول الشيخ عبد العزيز بن خلف حفظه الله فى كتابه نمرات فى حجاب المرأة المسلمة فى صفحة 48 فى الهامش يقول " لو لم يكن من الأدلة الشرعية على منع كشف الوجه إلا هذا النص من الله تعالى لكفي به حكماً موجباً لأن الوجه هو العنوان من المرأة لمعرفتها من الناحية الشخصية ومن الناحية التى تثير الفتنة وهذا الأمر يقتضى الوجوب إلى آخر كلامه حفظه الله "
ويقول شيخ المفسرين الطبرى رحمه الله فى تفسير آية الأدناء قال ما صح عن ابن سيرين قال سألت عبيدة السلماني (1) عن قوله تعالى " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ " فقال بثوبه فغطي رأسه ووجهه وأبرز ثوبه عن أحدي عنيه "
فهذه صورة عملية واقعية لنساء المؤمنين من تابعي جليل عاش فى زمن عمر وهو يوضح فعل الصحابيات وما كن عليه رضى الله عنهن ... فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .
ويقول الأمام الرازى فى آية الحجاب أيضاً " وفى هذه الآية دلالة على أن المرآة الشابة مأمورة بستر وجهها عن الأجنبين وعد إظهار الصدر ويلتزموا بالعفاف عند الخروج لآلا يطمع أهل الريب فيهم ...

فقد قالوا كثيراً من العلماء والصحابة وأهل العلم بوجوب النقاب الذي يستنكره بعض الناس الآن وأيضاً من العلماء الذين قالوا بوجوب النقاب الأمام القرطبي فى الجامع لأحكام القرآن الكريم فى تفسير الآية الكريمة 59 فى سورة الأحزاب .ومنهم الأمام البغوي فى تفسيره لهذه الآية أنه واجب ومنهم الأمام الذمخشري فى الكشاف فى تفسيره لهذه الآية أنه واجب . ومنهم الإمام البيضاوي فى أنوار التنزيل وأسرار التأويل فى تفسير سورة الأحزاب الآية 59 أن ستر الوجه واجب .
وقد قال الحافظ ابن كثير فى تفسير سورة الأحزاب الآية 59 " عن أم سلمة قالت لما نزلت هذه الآية « يدنين عليهن من جلابيبهن » خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها " .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية فى تفسير سورة النور وغيرها فى وجوب ستر الوجه .. وقد قال الإمام ابن حزم فى المحلي فى الجزء الثالث بتحقيق الشيخ أحمد شاكر رحمهم الله أنه يجب ستر الوجه ..

وقد قال العلامة الشوكاني فى فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدواية فى علم التفسير أنه واجب ستر الوجه .. وقد ذهب للوجوب العلامة الآلوسى فى روح المعاني فى تفسير القرآن العظيم فى تفسير سورة الأحزاب وجوب ستر الوجه .. وذهب للوجوب العلامة هشام محمد جمال الدين القاسم فى محاسن التأويل فى تفسير سورة الأحزاب أن ستر الوجه واجب . وذهب للوجوب الدكتور محمد محمود حجازي فى التفسير الواضح فى تفسير سورة الأحزاب أن ستر الوجه واجب . وذهب للوجوب الشيخ أبو بكر الجزائرى فى أيسر التفاسير لكلام العلى الكبير فى تفسيره لسورة الأحزاب أن ستر الوجه واجب . وهناك والله الكثير من التفاسير مع كل هذا أيها الأخوات الفضليات أن الآية الكريمة واضحة وضوع الشمس فى كبد النهار ...

أدعوكم أيها الأخوات الكريمات العفيفات المتطهرات أن ترتدوا هذا الزى العفافي وتغطوا وجوهكن إبتغاء وجه الله العلى العظيم .


سنقرأ الآن كلام الشيخ ابن عثيمين حول النقاب وتغطية الوجه
وإذا تأملنا السفور وكشف المرأة وجهها للرجال الأجانب وجدناه يشتمل على مفاسد كثيرة ، وإن قدر أن فيه مصلحة فهي يسيرة منغمرة في جانب المفاسد . فمن مفاسده :
* الفتنة ، فإن المرأة تفتن نفسها بفعل ما يجمل وجهها ويُبهيه ويظهره بالمظهر الفاتن . وهذا من أكبر دواعي الشر والفساد .
* زوال الحياء عن المرأة الذي هو من الإيمان ومن مقتضيات فطرتها . فقد كانت المرأة مضرب المثل في الحياء فيقال ( أشد حياءً من العذراء في خدرها ) وزوال الحياء عن المرأة نقص في إيمانها وخروج عن الفطرة التي خلقت عليها .
* افتتان الرجال بها لاسيما إذا كانت جميلة وحصل منها تملق وضحك ومداعبة كما يحصل من كثير من السافرات ، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم .

* اختلاط النساء بالرجال فإن المرأة إذا رأت نفسها مساوية للرجل في كشف الوجه والتجول سافرة لم يحصل منها حياءٌ ولا خجل من مزاحمة الرجال ، وفي ذلك فتنة كبيرة وفساد عريض ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنِّسَاءِ اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ ، عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ . فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ " أخرجه الترمذي (5272) وحسنه الألباني في صحيح الجامع ( 929)
انتهى من كلام الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله من رسالة الحجاب بتصرف .

شبـــهة ورد :
قال تعالى " قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ " النور30 يقول البعض كيف يغضض المؤمنين أبصارهم والنساء منتقبات . أقول لكم أيها الأخوة والأخوات الكريمات أننا الآن نرى المتبرجات الذين لا يستمعون إلى أوامر الله عزوجل فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بغض البصر عن هذه الفتن . وأقول لكم أيضاً أننا نعيش فى بلاد يوجد بها نصارى ويوجد بها كفرة فماذا نفعل عندما نراهم هل نغض البصر أم ماذا ؟فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بغض البصر عن هذه الفتن أليس هذا مستدل الآية أم أننا نعيش فى وسط منتقبات فقط؟ وقد قال الله سبحانه وتعالى " وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى " الأحزاب33 فهذا دليل واقع على أنه يوجد تبرج وفسق من أهل الجاهلية والآن يوجد تبرج وفسق من النصارى والكفرة فإننا لا ننظر إليهم فقد حرم الله علينا .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين اللهم تقبل منا عملنا القليل . اللهم تقبل منا صالح أعمالنا وأجلها اللهم فى ميزان أعمالنا اللهم أهدنا وأجعلنا سبباً لمن أهتدى ووفقنا لما فيه الرضا والخير اللهم آمين