زوال الدولة العبرانية حقيقة قرآنية

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

زوال الدولة العبرانية حقيقة قرآنية

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 17

الموضوع: زوال الدولة العبرانية حقيقة قرآنية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,112
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    11:17 AM

    افتراضي زوال الدولة العبرانية حقيقة قرآنية

    هذه دراسة علمية حول حقيقة دولة إسرائيل وكيف أن القرأن الكريم قد تنبأ بزوالها، وكنت قد بعثت بأولى مشاركاتي مع الأخ العلامة متابوي بالتزامن مع دراسته حول هذا الموضوع ونزولاً على أمره واحتراماً له هائنذا أبعث بمشاركتي منفصلة وفي مكان واحد وذلك منعاً من التشتت والبحث ، أسأل الله العلي العظيم أن ينفع بها والله ولي التوفيق،،،
    أخوكم
    المهندس زهدي جمال الدين محمد
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    738
    آخر نشاط
    02-06-2008
    على الساعة
    01:12 AM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد
    مع الأخ العلامة متابوي بالتزامن مع دراسته حول هذا الموضوع ونزولاً على أمره واحتراماً له
    السلام عليكم أستاذي الفاضل
    بارك الله فيك وجعل هذه الأعمال في ميزان حسناتك
    لي رجاء اكرره لك مرة ثانية
    أرجوك أستاذي أنا لست أهلا لأن ألقب بهذا اللقب
    لأن هذا الثوب كبير علي جدا ً مما يعطيني مظهرا ًمضحكاً
    على كل حال أشكر لك هذه المحبة التي هي جزء بسيط
    مما اكنه لك من إحترام وتقدير
    التعديل الأخير تم بواسطة mataboy ; 17-11-2006 الساعة 08:43 PM

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,112
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    11:17 AM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mataboy
    السلام عليكم أستاذي الفاضل
    بارك الله فيك وجعل هذه الأعمال في ميزان حسناتك
    لي رجاء اكرره لك مرة ثانية
    أرجوك أستاذي أنا لست أهلا لأن ألقب بهذا اللقب
    لأن هذا الثوب كبير علي جدا ً مما يعطيني مظهرا ًمضحكاً
    على كل حال أشكر لك هذه المحبة التي هي جزء بسيط
    مما اكنه لك من إحترام وتقدير
    يا أخي الكريم أرجوك لا تحقر من شأنك بقولك (لأن هذا الثوب كبير علي جدا ً مما يعطيني مظهرا ًمضحكاً ) حيث أنك كنت قد كررت هذه اللفظة قبل ذلك فحاشاك أن تكون مدعاة للسخرية فأنت باحث متمكن ودارس عميق وفاهم للقضية التي تدافع عنها وفارس مغوار في ميدان النصرانية تصول وتجول بقدرة فائقة، وهذا حقك وليس مدحاً لك فالمدح في الإسلام مذموم ولكنك داعية تتسلح بكل مقومات الداعية من دماثة الخلق عند المحاورة وهذا الأمر ضروري لقوله تعالى [ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (النحل : 125 ) ]
    ويقول سبحانه وتعالى:[ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً (الإسراء : 53 )]
    وهذا على العموم وعند الخصوص حينما نجادل أهل الكتاب نجد أمر الله تعالى:[ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (العنكبوت : 46 )].. وهذه هي صفاتك أسأل الله العلي العظيم أن يكثر من أمثالك ، وأن يجعلك منارة في المنتدي يهتدي بها أهل الملة ألأخرى,,والله ولي التوفيق
    أخوكم
    زهدي جمال الدين محمد

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,112
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    11:17 AM

    افتراضي زوال الدولة العبرانية حقيقة قرآنية ـ 2

    أبعث إليكم بمشاركتي الثانية حول دراستي المعنونة بـ ( زوال الدولة العبرانية حقيقة قرآنية) أسأل الله العلي العظيم أن ينفع بها ، والله ولي التوفيق،،،.
    أخوكم
    المهندس زهدي جمال الدين محمد
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    05:55 PM

    افتراضي زوال (إسرائيل): حتميّةٌ قرآنيّة : للمراجعة والنقاش


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله بك أخي الفاضل زهدي على هذا البحث المميز
    واسمح لي اخي الكريم ان انقل لك البحث التالي حتى نثري الموضوع اكثر ومن كل الجوانب ولكم التعليق :


    سلسلة قرأت لك : ( بداية الأفكار .. مناقشة وحوار ..) ـ 1ـ
    زوال (إسرائيل): حتميّةٌ قرآنيّة

    بقـلم الشيخ / أبو الوليد الأنصاري

    الحمد لله يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممّن يشاء ويُعزّ من يشاء ويُذلّ من يشاء، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير. لا مانع لما أعطى ولا مُعطي لما منع، ولا قاطع لما وصَلَ ولا واصِلَ لما قطع، القائل سبحانه {وتلك الأيّام ندوالها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء، والله لا يحبّ الظالمين} [آل عمران:

    140]. والصلاة والسلام على عبدالله ورسوله المبعوث رحمةً للعالمين، القائل فيما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث تميم الداريّ t قال: سمعت رسول الله e يقول: «ليَبلُغَنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيتَ مدَرٍ ولا وَبَرٍ إلا أدخله الله هذا الدين بعزّ عزيزٍ، أو بذلّ ذليلٍ، عِزّاً يُعزُّ به الإسلام، وذُلاًّ يُذلّ به الكفر». ورضي الله عن الصحابة الأعلام، نُجوم الليالي وشموسِ الأيّام، وجعلنا ممّن يقتفي أثرهم ويهتدي بهديهم بفضله ومنّه وكَرَمِه... آمين، أمّا بعد:

    ففي الوقت الذي عظمت فيه محنة أهل الإسلام، وكادت عُراه أن تَنتَقِضَ، ووشيه أن يندَرِس، بكيد أعداءِ هذا الدين، ومكر الليل والنّهار: حتّى اشتدَّ الخَطْب، وتداعَى الكرب، وصارَ الواحِدُ من المسلمين يجهد في إقناع نفسه بصوابِ المقلوبِ من الحقائق(1)، فصارَ الشركُ بالله تعالى توحيداً وديناً، والتزلُّف إلى أعداءِ الله حِنكةً ودهاءً، والقعودُ عن نصرةِ المستضعفينَ والذبِّ عن أعراض المسلمين حكمةً وعقلاً، وفي الجملة صار الحقّ باطلاً والباطل حقّاً.. أقولُ في هذا الوقت العصيب، والأمّةُ أحوجُ ما تكون إلى الصادق الأمين من أهل العلم وحملة الدين، الناصح لله ولرسوله ولعامّة المسلمين وخاصّتهم، قَعَدَ أدعياءُ العلم المُنتسِبون إليه عن بيانِ الحقّ ودعوة الناس إليه، بل راحوا يزيّنون الباطل، ويخلعونَ عليه أوصاف الديانة ويُسمّونه بِمَياسِم الشريعة، تبريراً لقعودهم مع الخوالف، ورضاً بالدّنيِّ من الحياة الدنيا، فاتّخذهم الجهلةُ الرعاعُ وصنائِعَهم حجّةً لترك الخروج وترك إعداد العُدّة له.

    اليهود والإفساد في الأرض



    فأقول وبالله تعالى التوفيق: أمّا الكتاب فقال ربّنا سبحانه وتعالى:
    {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدنّ في الأرض مرّتين ولتعلنّ علوّاً كبيراً * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأسٍ شديدٍ فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً * ثمّ رددنا لكم الكرّة عليهم وأمددناكم بأموالٍ وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً * إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعْدُ الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أوّل مرّة وليتبّروا ما علو تتبيراً * عسى ربّكم أن يرحمكم وإن عدّتم عدنا وجعلنا جهنّم للكافرين حصيراً} [الإسراء: 4-8].
    فهذه الآيات قد ذكر فيها سبحانه وتعالى عصيان بني إسرائيل ومخالفتهم أمر الله تعالى وأنّهم يستكبرون استكباراً شديداً بعلوّهم وجراءتهم على الله تعالى.
    قلتُ / وقد أطال المفسّرون رحمهم الله تعالى في بيان المرّتين المشار إليهما وذِكْر من سُلِّطَ عليهم فيهما، وغالبهم ذكر أنّ المرّتين قد سبقتا، فأوّل المرّتين قتل زكريّا عليه السلام، والآخرة قتل يحيى بن زكريا. وأضاف الزمخشريّ في الثانية: «وقَصْد قتل عيسى بن مريم»، وكذا ذكره ابن جرير وابن عطيّة وابن حبّان الأندلسيّان والقرطبي وابن كثير وغيرهم رحمهم الله. وفي هذا الذي قالوه بحثٌ ونظر، فإنّ عمدتهم في ذلك كما قال العلاّمة الشنقيطي رحمه الله تعالى في «الأضواء» أخبارٌ إسرائيلية مشهورة في كتب التاريخ والتفسير، والعلم عند الله تعالى.(4) ومع ذلك فإنّ موضع الدلالة على ما سقناه لأجله لا إشكال فيه بحمد الله تعالى، وهو أنّ الله تعالى لمّا بيّن أنّ إفسادهم في الأرض وعلوّهم فيها سببٌ لبعثِ من يسومهم سوءَ العذاب توعّدهم تعالى بأنّهم كلّما عادوا إلى معصيته وخلاف أمره وقتل رسله وتكذيبهم عاد عليهم بالقتل والسبي وإحلال الذلّة والصغار بهم. وعن ابن عبّاس t قال: قال الله تبارك وتعالى بعد الأولى والآخرة: {عسى ربّكم أن يرحمكم وإن عدّتم عدنا} قال: فعادوا فسلّط الله عليهم المؤمنين. ونحوه رُوي عن قتادة رحمه الله. رواه عنهما ابن جرير(5) رحمه الله، قال العلاّمة الشنقيطي رحمه الله تعالى «قوله {وإن عدّتم عدنا} لمّا بيّن جلّ وعلا أنّ بني إسرائيل قضى إليهم في الكتاب أنّهم يفسدون في الأرض مرّتين، وأنّه إذا جاء وعد الأولى منهما: بعث عليهم عباداً له أولي بأسٍ شديد فاحتلّوا بلادهم وعذّبوهم. وأنّه إذا جاء وعد المرّة الآخرة: بعث عليهم قوماً ليسوءوا وجوههم، وليدخلوا المسجد كما دخلوه أوّل مرّة، وليتبّروا ما علوا تتبيراً، وبيّن أيضاً أنّهم إن عادوا للإفساد المرّة الثالثة فإنّه جل ّوعلا يعود للانتقام منهم بتسليط أعدائهم عليهم، وذلك في قوله {وإن عدّتم عدنا} ولم يبيّن هنا: هل عادوا للإفساد المرّة الثالثة أو لا..؟ ولكنّه أشار في آيات أخر إلى أنّهم عادوا للإفساد بتكذيب الرسول e، وكتم صفاته ونقض عهوده، ومظاهرة عدوّه عليه، إلى غير ذلك من أفعالهم القبيحة. فعادَ الله جلّ وعلا للانتقام منهم تصديقاً لقوله {وإن عدّتم عدنا} فسلّط عليهم نبيّه e والمسلمين، فجرى على بني قريظة والنضير وبني قينقاع وخيبر ما جرى من القتل والسبي والإجلاء، وضرب الجزية على من بقي منهم، وضرب الذلّة والمسكنة، فمن الآيات الدالّة على أنّهم عادوا للإفساد قوله تعالى {ولمّا جاءهم كتاب من عند الله مصدقٌ لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين * بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغياً أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضبٍ على غضب وللكافرين عذاب مهين} [البقرة: 89-90] وقوله {أوَكُلَّما عاهدوا عهداً نبذه فريقٌ منهم...} [البقرة: 100] الآية، وقوله {ولا تزال تطلع على خائنة منهم.. } [المائدة: 13] الآية ونحو ذلك من الآيات. ومن الآيات الدالّة على أنّه تعالى عاد للانتقام منهم قوله تعالى {هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأوّل الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنّوا أنّهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا. وقذف في قلوبهم الرعب يُخْربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار، ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذّبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النّار. ذلك بأنّهم شاقّوا الله ورسوله ومن يشاقّ الله فإنّ الله شديد العقاب} [البقرة: 59] وقوله تعالى {وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقاً تقتلون وتأسرون فريقا. وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضاً لم تطئوها...} [الأحزاب: 26] الآية وغير ذلك من الآيات.» إنتهى كلامه رحمه الله.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
    يتبع إن شاء الله .

    التعديل الأخير تم بواسطة المهتدي بالله ; 19-11-2006 الساعة 09:16 PM
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    05:55 PM

    افتراضي

    عاقبة الإفساد في الأرض

    قلتُ / وهو مبنيّ على ما ذكره المفسّرون في شأنِ العُلُوَّيْن المذكورَيْن في الآيات، وأيَّا كان الأمر فإنّ وعْد الله تعالى قائم لعباده المؤمنين بأن يسلّط عليهم بسببِ فسادهم -كلّما عادوا إليه- من يسومهم سوء العذاب، وها هم اليوم قد علوا في الأرض فأهلكوا الحرث والنسل، وأفسدوا في البلاد، وإنّا لنسأله تعالى أن يعجّل لهم ما توعّدهم به وأن يجعل ذلك على أيدي الصالحين من عباده بمنّه وفضله سبحانه، فقد قال تعالى في كتابه الكريم {وإذ تأذّن ربّك ليبعثّنَّ عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوءَ العذاب إنَّ ربّك لسريع العقاب وإنّه لغفورٌ رحيم} [الأعراف: 167].

    قال مقيده عفا الله عنه، وهذه والله بشارة ثانية لأهل الإسلام، وقد قال العلاّمة ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيرها بعد أن ذكر ما قيلَ من أنّ موسى عليه السلام ضَرب عليهم الخراج، ثمّ قَهْرَ الملوك لهم من اليونانيين والكشدانيين وغيرهم، ثمّ قَهْرَ النصارى لهم وإذلالهم إيّاهم، ثمّ جاء الإسلام ومحمّد e فكانوا تحت قهره وذمّته يؤدّون الخراج والجزية، قال العوفي عن ابن عبّاس في تفسير هذه الآية قال: هي المسكنة وأخذ الجزية منهم، وقال عليّ بن أبي طلحة عنه: هي الجزية، والذي يسومهم سوءَ العذاب محمّد رسول الله e وأمّته إلى يوم القيامة، وكذا قال سعيد بن جبير وابن جريج والسدي وقتادة»(6).

    قُلت / ووعد الله تعالى قائمٌ بذلك لهذه الأمّة حتّى يقاتلهم المسلمون مع عيسى بن مريم عليه السلام وهم مع الدجّال لعنه الله كما بشّر به رسول الله e كما سأذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى.
    وإلى نحو ذلك أشار ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيرها فقال: «ثمّ آخر أمرهم أنّهم يخرجون أنصاراً للدجّال فيقتلهم المسلمون مع عيسى بن مريم عليه السلام، وذلك آخر الزمان»(7).

    وقال تعالى: {وقالت اليهود يدُ الله مغلولةٌ غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان يُنفِقُ كيف يشاء وليزيدنّ كثيراً منهم ما أُنزل إليك من ربّك طغياناً وكفراً وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحبّ المفسدين} [المائدة: 64].

    فبيَّن سبحانه ما هم عليه من الكفر والإعراض عن الدين والحسد العظيم الدافع لهم إلى الكيد بالمؤمنين، ثمّ بيّن سبحانه أنّه يدفع عن عباده المؤمنين ذلك ويردّ كيدهم بأمرين:

    الأوّل: أنّه سبحانه ألقى بينهم العداوة والبغضاء فلا تجتمع قلوبهم، بل العداوة واقعة بينهم دائماً، لا يجتمعون على حّقٍّ، ما داموا مخالفين مكذّبين لرسول الله e. قلت: ومثل هذه الآية قوله تعالى {تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتَّى} [الحشر: 14].

    الثاني: أنّه سبحانه توعّدهم بإطفاء كلّ نارٍ للحرب يوقدونها فكلّما عقدوا أسباباً يكيدون بها رسولَ الله e والمسلمين، وكلّما أبرموا أمراً يحاربون به دين الله تعالى، أبطله الله وردّ كيدهم عليهم وحاق مكرهم السيّئُ بهم.

    ثم بيّن سبحانه أنّه لهم بالمرصاد لما جُبِلوا عليه من حُب الإفسادِ في الأرض حتّى صارَ صِفَةً لهم والله لا يحبّ مَنْ هذه صفته.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    يتبع إن شاء الله .
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    920
    آخر نشاط
    29-04-2009
    على الساعة
    12:36 AM

    افتراضي


    جزاكم الله خيرا .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,112
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    11:17 AM

    افتراضي زوال الدولة العبرانية حقيقة قرآنية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    شكر الله لك أخي الكريم على هذا النصح والإرشاد، ولكن لي تعليق بسيط أرجو أن يتسع لي صدرك عند تقبله، إذ أن هذه الدراسة (زوال الدولة العبرانية ـ إسرائيل ـ حقيقة قرآنية) والتي أزرعها على صفحات المنتدى كنت قد أعددتها وانتهيت منها فور تولي شارون لسدة الحكم،ونصح البعض بتغيير الاسم إلى عنوان ( نحن وإسرائيل) ووافقت على تغيير العنوان مع بقاء المضمون، خصوصاً إذا كان تغيير العنوان سيكون تصريح المرور للجهات المعنية بالدراسة،وانتهيت منها، وتفرغت لكتابة دراسة ( زوال أمريكا ـ الدولة الإنجيلية ـ حقيقة تاريخية) وأثناء توقفي حدثت تطورات كثيرة كنت قد تنبأت بها في دراستي في حينه، وهذا التنبؤ ليس رجماً بالغيب ـ حاشى لله رب العالمين ـ ولكنه استقراء للماضي أيده الواقع.
    ولما كانت هناك دراسات كثيرة تناولت هذا الموضوع ـ آنذاك ـ رأيت أن أشارك في نفس الموضوع ولكن بعد انتهاء (المظاهرة) أو (ظاهرة) الكتابة في هذا الموضوع حيث أنه ظهرت في الأسواق أكثر من خمسين دراسة بعنوان هرمجدون ، بالإضافة إلي بروز ظاهرة تناول الموضوع من خلال نبوءات نستراداموس أو من خلال النبوءات الحسابية، أو من خلال الدراسات القرآنية الجادة والتي أعددتها من حيث علاقة سورتي الإسراء والكهف من جهة وسورة يوسف عليه السلام من جهة أخرى وعلاقة هذه السور بعضهما البعض والخط الذي يربطهم جميعاً بزوال دولة إسرائيل مما يؤكد حقيقة الزوال لا حتميته.
    المهم في الأمر أن كل من تناول الموضوع تناوله من خلال (الحتمية) فقالوا ( زوال إسرائيل حتمية قرآنية )،( هرمجدون.. حتمية قرآنية)،، الخ الخ الخ.. فأرسلت لهم موضحا في حينه بقولي قولوا (حقيقة) ولا تقولوا( حتمية) ، إذ أن الحتمية مصطلح تخصصي ينادي به أصحاب نظرية (الدايالكتيك dialectics) والتي ثبت فشلها فكانوا ( دايالكتيكيون) في قوانينهم ونظرياتهم، ومن ثم فأنا حينما أتعامل مع القرآن الكريم أتعامل مع حقائق ـ وليس مع قوانين الحتمية الدايالكتيكية ـ، فالقرآن الكريم ليس نظرية تتعامل مع الفروض ولكنه منهج يتعامل مع الواقع، وأعني بكلمة (الواقع) والتي وردت في كلامي ، أي ( بالواقع الذي ينشئه القرآن الكريم وذلك طبقا لمنهجه هو) ونظراً لأن القرآن حق فأنا بدوري لا أتعامل مع نظريات أو قوانين قد يثبت عكسها إذا جانبها التوفيق عند التطبيق، لذلك قلت (زوال الدولة العبرانية ـ إسرائيل ـ حقيقة قرآنية)...
    ويبقى السؤال الآن على يد من ستزال الدولة والتي ضحك علينا أصحابها من خلال إطلاقهم على كتابهم والذي أضفوا عليه القدسية فقالوا ( العهد القديم) وكلكم تعرفون ماذا يعني هذا العهد في قيام دولة (ثيوقراطية) لذلك قلت معنوناً لدراستي ( الدولة العبرانية) ، نعم ، على يد من سيتحقق قول الله عز وجل[ وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً ](الإسراء: 104 ).
    خصوصا وأن عجز الآية الكريمة قد تحقق في حياتنا...
    هذا ما أردت توضيحه، وأرجو أن تتقبل توضيحي بصدر رحب بعيد عن الجدل والجدال..
    والله ولي التوفيق،،
    أخوكم
    زهدي جمال الدين محمد

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    05:55 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد
    بسم الله الرحمن الرحيم
    شكر الله لك أخي الكريم على هذا النصح والإرشاد، ولكن لي تعليق بسيط أرجو أن يتسع لي صدرك عند تقبله، إذ أن هذه الدراسة (زوال الدولة العبرانية ـ إسرائيل ـ حقيقة قرآنية) والتي أزرعها على صفحات المنتدى كنت قد أعددتها وانتهيت منها فور تولي شارون لسدة الحكم،ونصح البعض بتغيير الاسم إلى عنوان ( نحن وإسرائيل) ووافقت على تغيير العنوان مع بقاء المضمون، خصوصاً إذا كان تغيير العنوان سيكون تصريح المرور للجهات المعنية بالدراسة،وانتهيت منها، وتفرغت لكتابة دراسة ( زوال أمريكا ـ الدولة الإنجيلية ـ حقيقة تاريخية) وأثناء توقفي حدثت تطورات كثيرة كنت قد تنبأت بها في دراستي في حينه، وهذا التنبؤ ليس رجماً بالغيب ـ حاشى لله رب العالمين ـ ولكنه استقراء للماضي أيده الواقع.
    ولما كانت هناك دراسات كثيرة تناولت هذا الموضوع ـ آنذاك ـ رأيت أن أشارك في نفس الموضوع ولكن بعد انتهاء (المظاهرة) أو (ظاهرة) الكتابة في هذا الموضوع حيث أنه ظهرت في الأسواق أكثر من خمسين دراسة بعنوان هرمجدون ، بالإضافة إلي بروز ظاهرة تناول الموضوع من خلال نبوءات نستراداموس أو من خلال النبوءات الحسابية، أو من خلال الدراسات القرآنية الجادة والتي أعددتها من حيث علاقة سورتي الإسراء والكهف من جهة وسورة يوسف عليه السلام من جهة أخرى وعلاقة هذه السور بعضهما البعض والخط الذي يربطهم جميعاً بزوال دولة إسرائيل مما يؤكد حقيقة الزوال لا حتميته.
    المهم في الأمر أن كل من تناول الموضوع تناوله من خلال (الحتمية) فقالوا ( زوال إسرائيل حتمية قرآنية )،( هرمجدون.. حتمية قرآنية)،، الخ الخ الخ.. فأرسلت لهم موضحا في حينه بقولي قولوا (حقيقة) ولا تقولوا( حتمية) ، إذ أن الحتمية مصطلح تخصصي ينادي به أصحاب نظرية (الدايالكتيك dialectics) والتي ثبت فشلها فكانوا ( دايالكتيكيون) في قوانينهم ونظرياتهم، ومن ثم فأنا حينما أتعامل مع القرآن الكريم أتعامل مع حقائق ـ وليس مع قوانين الحتمية الدايالكتيكية ـ، فالقرآن الكريم ليس نظرية تتعامل مع الفروض ولكنه منهج يتعامل مع الواقع، وأعني بكلمة (الواقع) والتي وردت في كلامي ، أي ( بالواقع الذي ينشئه القرآن الكريم وذلك طبقا لمنهجه هو) ونظراً لأن القرآن حق فأنا بدوري لا أتعامل مع نظريات أو قوانين قد يثبت عكسها إذا جانبها التوفيق عند التطبيق، لذلك قلت (زوال الدولة العبرانية ـ إسرائيل ـ حقيقة قرآنية)...
    ويبقى السؤال الآن على يد من ستزال الدولة والتي ضحك علينا أصحابها من خلال إطلاقهم على كتابهم والذي أضفوا عليه القدسية فقالوا ( العهد القديم) وكلكم تعرفون ماذا يعني هذا العهد في قيام دولة (ثيوقراطية) لذلك قلت معنوناً لدراستي ( الدولة العبرانية) ، نعم ، على يد من سيتحقق قول الله عز وجل[ وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً ](الإسراء: 104 ).
    خصوصا وأن عجز الآية الكريمة قد تحقق في حياتنا...
    هذا ما أردت توضيحه، وأرجو أن تتقبل توضيحي بصدر رحب بعيد عن الجدل والجدال..
    والله ولي التوفيق،،
    أخوكم
    زهدي جمال الدين محمد
    أحسنت اخي الحبيب زهدي على توضيحك للامر وكل ما تقول به انا ايضا اقول به ولي نظرة حول سؤالك الاخير على يد من سيكون زوالها واليك الرابط
    http://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...CD%C7%CF%ED%CB

    والله المستعان
    التعديل الأخير تم بواسطة المهتدي بالله ; 23-11-2006 الساعة 12:05 AM
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    05:55 PM

    افتراضي

    الأدلّة من القرآن الكريم
    وقال القرطبيّ رحمه الله في قوله تعالى {كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله} «كلّما» ظرف، أي كلّما جَمَّعوا وأعدّوا شتّت الله جمعهم». ثمّ ذكر في الآية قولاً آخر وهو أنّ المعنى «كلّما أوقدوا نار الغضب في نفوسهم وتجمّعوا بأبدانهم وقوّة النفوس منهم باحتدام نار الغضب أطفأها حتّى يضعفوا، وذلك بما جعله من الرعب نصرة بين يدي نبيّه ».
    قُلتُ: والصواب إن شاء الله تعالى أنّ هذه الخاصّية -وهي النصر بالرعب- باقيةٌ في الأمّة متى استقامت على دين الله تعالى وشريعته تكْرِمَةً لنبيّه ولهذه الأمّة التي جعلها خير أمّة أُخرِجَت للناس، وبَسْطُ الدليل على هذا الموضع في غير هذا المحلّ والله أعلم. ثمّ -إعلم- أرشدك الله تعالى- أنّ الله عزّ وجلّ قد ذكر من أوصافِ اليهود في كتابه ما هو من مقوّمات زوالهم وذلّتهم وخذلانهم ما تضيق عنه هذه الورقات إلاّ أنّنا نذكر هنا بَعضَه:

    - فمن ذلك أنّ الله تعالى قد لعنهم وغضب عليهم، وقد اتّفق أئمّة التفسير رحمهم الله تعالى على أنّ المراد بقوله عزّ وجلّ {غير المغضوب عليهم} هم اليهود، ويؤيّد هذا قوله تعالى: {قل هل أنبِّئكم بشرٍّ من ذلك مثوبة عند الله، مَن لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شرٌّ مكاناً وأضلّ عن سواء السبيل} [المائدة: 60].

    ومن ذلك أنّ الله تعالى جعلهم أهل ذلّة ومسكنة وصغار كما قال سبحانه {ضُرِبَت عليهم الذلَّةُ أين ما ثُقِفوا إلاّ بحبلٍ من اللهِ وحبلٍ من الناس وباءوا بغَضبٍ من الله وضُرِبَت عليهمُ المسكَنَةُ ذلك بأنّهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتُلُون الأنبياء بغير حقّ ذلك بما عَصَوا وكانوا يعتَدُونَ} [آل عمران: 112].

    وقوله تعالى هنا {أين ما ثقفوا} شرطيّة، وما زائدة، وثقفوا في موضع جزم، وجواب الشرط محذوف يدلّ عليه ما قبله، ومن أجاز تقديم جواب الشرط قال: ضُربت هو الجواب، ويلزم على هذا أن يكون ضرب الذلّة مستقبلاً، وعلى الوجه الأوّل هو ماضٍ يدلّ على المستقبل، أي ضُربَت عليهم الذلّة، وحيثما ظُفِر بهم ووُجدوا تُضرَب عليهم، وهذا المعنى يؤيّد قولَ من جعل الاستثناء في قوله {إلاّ بحبلٍ من الله وحبلٍ من الناس} منقطعاً، لأنّ الذلة لا تفارقهم أينما كانوا، وهو معنى أين ما ثقفوا، فإنّه عام في الأمكنة. ونقل ابن حبّان القول بذلك -أعني بانقطاع الاستثناء عن الفراء والزجاج- قال: وهو اختيار ابن عطيّة الأندلسي(8)، وقيلَ: بل هو متّصل والمعنى ضُربَت عليهم الذلّة في عامة الأحوال إلاّ في حال اعتصامهم بحبل الله وحبل الناس. كذا ذكره الزمخشريّ(9). وقد قال ابن عبّاس رحمه الله تعالى ورضي عنه: {إلا بحبل من الله وحبل من الناس} أي بعهد من الله وعهد من الناس. ونحوه عن مجاهد وعكرمة والضحّاك وعطاء وقتادة والحسن والسدي والربيع بن أنس، كما رواه عنهم ابن جرير رحمه الله تعالى. قُلتُ: والظاهر من الآية أنّ الخلاف في أمر الاستثناء وارد على الذلّة، أمّا المسكنة وهي كما قال ابن عطيّة رحمه الله(10) «...التذلّل والضَّعَة، وهي حالة الطواف للمتلمّس للّقمة واللقمتين المضارع المفارق لحالة التعفّف والتعزّز به، فليس أحد من اليهود -وإن كان غنيّاً- إلاّ وهو بهذه الحالة». فالظاهر أنها لازمة لهم في جميع الأحوال، قال ابن كثير رحمه الله {وضربت عليهم المسكنة} أي أُلزموها قدراً وشرعاً(11)، والله أعلم.

    - ومنها أنّهم أهل جبن وهلع وخور كما قال تعالى {لا يقاتلونكم جميعاً إلاّ في قرىً محصّنة أو من وراء جدر، بأسهم بينهم شديد} [الحشر: 14] وقال عنهم: {وإن يقاتلوكم يولّوكم الأدبار ثمّ لا يُنصَرون} [آل عمران: 111].
    - ومنها وهو كالسبب لما قبله حرصهم على الحياة ولو كانت حياة خِسَّة ومهانة كما قال تعالى عنهم {ولتجدنّهم أحرص الناس على حياة...} [البقرة: 96]. قُلت: لفظ «حياة» هنا نكرة في سياقِ الإثبات، وهي ربّما أفادت العموم بمجرّد دلالة السياق كما في قوله تعالى {علمَتْ نفسٌ ما قدَّمَتْ وأخّرت} [المائدة: 82]، وكما في قول القائل(12):

    يَوْماً تَرى مرضعةً خَلُوجاً
    وكُلُّ أنثى حَمَلَت خَدُوجا
    وكُلَّ صاحٍ ثَمِلاً مَرُوجا

    فإنّه أراد كُلَّ مرضعة بدليل ما بعده، وكذا قوله تعالى هنا على «حياة» فإنّها نكرة لإفادة معنى حرصهم على أيّ مرتبة من مراتب الحياة الدنيا وإن كانت حياة الذلّة والهوان، قاتلهم الله أنّى يُؤفكون.
    - ومنها ما ذكره سبحانه عنهم من الفرقة والخلاف وشدّة العداوة والبغضاء كما دلّ عليه قوله تعالى {وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة} [المائدة: 64] وقوله تعالى: {تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى}... وفي هذا من النفع العظيم لأهل الإسلام بتفريق صفوفهم وتمزيق جموعهم وضرب بعضهم ببعض الشيء الكثير ممّا هو من مكائد الحرب والقتال والحمد لله، وقد سبق الكلام على الآيتين بما يغني عن الإعادة ولله الحمد.

    - وأنت لو تتبّعت ما قصَّه تبارك وتعالى عنهم في كتابه كما في سورة البقرة والأعراف وغيرهما لرأيت من أحوالهم مع أنبيائهم وتكذيبهم لهم وصدّهم عن سبيل الله عَجَباً، ولذلك لم تُلعن أمّة في كتاب الله تعالى كما لعن اليهود؛ ولم يسخط الله عزّ وجلّ ويغضب على أمّة ما سخط وغضب عليهم نعوذ بالله تعالى من ذلك، فقل لي بربّك ماذا بقي لهم بعد ذلك كلّه من مقوّمات الحياة والبقاء إلاّ ما يسخّره الله تعالى لهم من أسباب يُديل لهم بها دولة يعلونَ بها مفْسدين في الأرض، ثمّ يبعث عليهم من عباده من يزيل ملكهم ويسلبهم ما هم فيه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
    يتبع إن شاء الله .

    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

زوال الدولة العبرانية حقيقة قرآنية

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. 1.67مليون فقير في اسرائيل وهذا من مؤشرات زوال هذة الدولة الكرتونية
    بواسطة المهتدي بالله في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-02-2008, 03:20 PM
  2. مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 20-11-2007, 06:49 AM
  3. زوال أميركا وإسرائيل حقيقة تاريخية - كتابين للمهندس زهدي
    بواسطة مجاهد في الله في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-07-2007, 05:58 PM
  4. زوال الدولة الإنجيلية حقيقة تاريخية
    بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 15-12-2006, 11:01 PM
  5. هذه حقيقة الفاتيكان --- و حقيقة حوارات تقارب ألأديان المزعومه
    بواسطة ابنة الزهراء في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 26-05-2005, 10:17 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

زوال الدولة العبرانية حقيقة قرآنية

زوال الدولة العبرانية حقيقة قرآنية