صفاء فى النفس وطهر فى القلب فلماذا الخلاف والإختلاف؟

------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على سيدنا
محمد المبعوث رحمه للعالمين

يواجهنى سؤال :لماذا يشتعل الخلاف بين المسلمين على الوجه الذى نعيشه ونعانى منه الان ،؟ لماذا تنتشر اتهامات التكفير والفسق والالحاد بيننا حتى بتنا جميعافى النار؟
لمذا حرموا علينا عيشتنا وجففوا منابع الرحمه فى فتاواهم ؟ لماذا تركوا كبائر الحياه كالفاشيه والدكتاتوريه والانانيه وخراب الذمم وأصول الخلافه وراحوا يحرمون ماكينه الحلاقه؟
لقد نزل الاسلام فى بيئه بدويه فى مجتمع بدوى صحراوى متخلف متناحر موصوم بالرق والعبوديه لغير الله .... ويحتقر المرأه ويواريها التراب فكيف مع كل هذا تقبلوا الاسلام وفهموه وتعاملوا معه بسهوله ويسر بينما فشلنا نحن فى ذلك رغم كل مانملك من ثقافه وحضاره وقدره على بناء جسور التفاهم؟
ما الذى حول الرحمه فى ايدينا الى قسوه؟ ما الذى جعل قشرتنا الخارجيه حضاريه وتحتها جاهليه وبدويه؟ ان سهوله التعامل مع الاسلام فى مجتمعه الاول تعنى انه سهل فما الذى صعبه علينا؟
ما الذى عقده وجعله مثل كره من الصوف تشابكت اطرافها وتداخلت خيوطها
اتصور ان الاجابه الموضوعيه اننا نسينا قواعد الدين وأعمدته الاساسيه وأنشغلنا بطبقه الدهان الاخيره على الجدران تركنا الخرسانه المسلحه ورحنا نتجادل فى لون الطلاء انشغلنا بأوراق الشجر وتركنا الجذور التى تقوم عليها الشجره
وعندما تغيب الاسس والقواعد والاصول تغيب اللغه المشتركه تفلس العلاقات بين البشر
وتتكسر جسور الود والتفاهم.......ان كل تناقضات العالم هى فى اساسها تناقضات لغويه مثلا .......
نحن نسمى عمليات الفلسطينين فى الاراضى المحتله عمليات استشهاديه .... والعدو على الجانب الاخر يسميها عمليات ارهابيه
نحن ننظر الى علاقه امريكا انها علاقه صداقه وهى تنظر اليها على انها علاقه تبعيه
وعندما نقطف زهره ونشمها ونقدمها الى من نحب نتصور انفسنا رومانسيين بينما تنظر الينا الزهره على اننا قتله اغتصبنا حقها فى الحياة وحكمنا عليها بالاعدام
ولو قلنا كامه قرش لرجل فى بنك لاختلف مفهومها عند صياد السمك فهناك قرش اخر فى البحار ولو قلناها لمدمن حشيش لفهمها من جانبه بصوره مختلفه تماما
ومالم نتفق على معنى القرش الذى نقصده لوجدنا انفسنا فى حاله عشوائيه غاضبه ولو لم نتفق على معانى الكلمات وتركنا لكل منا يحددها كيف يشاء نكون كمن يحدد عرض قضبان القطار على هواه
اننا لا يمكن أن نفهم العالم دون لغه مشتركهبيننا وبينه......ولا يمكن أن نتفاهم نحن المسلمين بعضنا معا دون لغه دينيه واحده بيننا لغه تكون فيها القواعد واضحه والتعاريف ثابته والرحمه واسعه
ان عجز المسلمون بعضهم مع بعض سببه جسر اللغه والنقولات من كتب السابقين
وسأظل انادى بأن علم زمان لاهل زمان ناهيك عن الوضع فى كتبهم على مر الازمنه
فانا اقر انه يوجد فى كتب ابن عربى والحلاج وكل اسيادنا السابقين ما أدخل على كتبهم بعد انتقالهم فلا داعى للنقل منها ...مثلا قال الحلاج معبودكم تحت قدمى ...ولم يفهموا كلامه مع انهم لو بحثوا تحت قدمه لوجدوا الكنز المحتاجين اليه
هم فكروا انه يقصد الذات استغفر الله كان يقصد معبودهم المال
وعلى ذلك من الامثله الكثير سأفرد له موضوع فى وقت اخر
نعود الى موضوعنا
لا يمكن ان يتفاهم المسلمون بعضهم مع بعض دون لغه دينيه واحده بينهم لغه تكون فيها القواعد واضحه والتعاريف ثابته والرحمه واسعه
ان عجز المسلمين عن التفاهم المشترك سببه سقوط جسر اللغه بينهم
لقد انكسرت اللغه بينهم فراح كل فريق منهم يتحدث على هواه ويفتى على هواه
فساد الكفر والقهر والفقر ....لقد ضاقت اللغه فضاق الاسلام ......فهو اكبر من الثوب الذى نضعه فيه ...لقد انقلبت الايه ....بدلا من أن نرتدىالثوب الذى فصله وحاكه لنا الاسلام....وضعنا الاسلام فى الثوب الذى فصله كل منا كما يشاء
ان هناك لغه مشتركه بين الموسيقيين يسهل قياس النغمه عليها
وهناك لغه مشتركه بين الاطباء يسهل قياس العلاج عليها
وهناك لغه مشتركه بين لاعبى الكره يسهل قياس الجزاءات عليها
لكن ,,,,..ليس هناك لغه مشتركه بين علماء المسلمين يسهل قياس الفتاوى عليها فكان أن اصاب الدين ماأصاب كل شىء فى حيتنا العشوائيات تاهوا وتهنا معهم ضاعوا وضيعونا معهم ....واتبع كل منهم هواه ووجدنا انفسنل فى التيه والشتات
لقد خلقنا الله شعوبا وقبائل لنتعارف ...ليكون أفضلنا هو أكثرنا تقوى
والتعارف وليس التقاذف ....هو اللغه المشتركه التى لو غابت لحق قول الله تعالى ....((اللذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون...ان اسس الدين موجوده فى القران على سبيل الاجمال.....ما فرطنا فى الكتاب من شئ
وموجوده فى السنه على سبيل التفصيل لكن غياب اللغه المشتركه يجعل كل شخص يتبع هواه....ثم يسعى جاهدا كى نسير وراءه باعتباره هو الصواب
هذا هو سبب التفرق والتشرذم والتعصب والتطرف وربما التخلف الذى نحن فيه ((ونجتر علم من سبقنا بأزمنه طويله ولا يفهمه الناس فى عصرنا ونجتره لانه ليس لنا حاضر من العلم )))هذة هى سبب الحاله التى أغرت القوى العظمى بأستساغه لحمنا وأستباحه ارضنا واسترقاق شعوبنا
هى حاله ((نحن منشغلون فيها بالصغائر ونعتبرها كبائر منشغلون بالمصافحه واللحيه وكيفيه دخول الحمام ومدى شرعيه ماكينه الحلاقه وهل التورته بدعه يكون نهايه من يأكلها النار؟))
نعم اقول ان كل ماذكرته سنن (اللحيه وكيفيه دخول الحمام ....الخ ولكن المفروض المسلم عارف ده كويس نشوف ما المطلوب منا ....ولا يكون ذلك مصدر خلاف الاولى فالاولى
لو عرفنا قواعد الدين كما نعرف السلم الموسيقى وكما نعرف جزاءات كره القدم لأختفى الادعياء ولاختفت الفهلوه أشهر أمراضنا الاجتماعيه
ان غياب القواعد فى الطب جعلت الممرض طبيبا
وغياب القواعد فى الهندسه جعلت عامل البناء مهندسا وغياب القواعد فى الدين جعلت الجاهل عالما وفقيها
فكان كل مانعانى منه من فوضى فى الفتوى وسهوله فى التكفير وتداخل فى خصائص البشر والحق الالاهى
اننا جميعا بشر نقف متهمين فىقفص الحياه فى انتظار سماع الحكم يوم القيامه
لكن الجنون قد يصل بنا الى حد ان نحكم على بعضناالبعض ونحن فى هذا القفص ....نقول لمتهم مثلنا براءه ستدخل الجنه ونقول لمتهم اخر مثلنا ادانه ومصيرك النار
كيف سولت لنا انفسنا ان نحكم على غيرنا ونحن متهمون مثلهم ...وقبل ان تاتى لحظه المحاكمه فى القضيه الكبرى التى سيحكم فيها الله...ان شاء عفى عنا وانشاء عذبنا وهو على كل شىء قدير فلا أحد من حقه أ، يفعل ذلك حتى ولو كان معه كل شهادات الجامعات والمساجد
من أخبره ان هذا مصيره النعيم وذاك مصيره الجحيم
ولو كان هناك من أطمأن انه فى النارفلماذا يفعل الخير ويتوب؟؟ ولو كان هناك من اطمان أنه فى الجنه فلماذا يواصل ماهو فيه؟
ان الذين يوزعون صكوك الغفران واحكام الادانه بالشرك والكفر والفسق والالحاد يعطون لانفسهم صفه الله((استغفر الله))
جاء اعرابى لرسول الله(ص) وطلب عطاء فأعطاه الرسول وكان جالسا بين الصحابه
وساله الرسول أأحسنت اليك؟ فقال الرجل ..لا أحسنت ولا اجملت فأغتاظ الصحابه لكن الرسول أخذ الرجل ودخل به داره وزادة فى عطائه حتى رضى ...ثم سأله أأحسنت اليك؟.....فقال الرجل أحسنت واجملت والتفت الرسول الى صحابته قائلا ان مثلى ومثل هذا الرجل كمثل رجل شردت دابته فتبعها الناس فزادوها نفورا فقال الرجل ((صاحب الدابه))خلوا بينى وبين دابتى فأوهمها بالطعام فأتت اليه فأناخها وامتطاها
فلو كان مطلوبا منا ان نخلى بين الرجل ودابته ونخلى بين العرابى ورسول الله(ص)؟...الا نخلى بين الله وعباده....ان من يصدر حكما على أحد لابد ان يملك القدره على تنفيذه
فلو منحك احد شهاده النار عليه اان يضعك فيها ولو منحك شهاده الجنه عليه ان ينفذ ذلك
لقد خلع هؤلاء ملابس العباد وارتدوا حله الله خلعوا ملابس المتهمين وارتدوا ملابس القضاه
لقد سبقت رحمه الله غضبه والرسول يدعوا ان نيسر ولا نعسر أن نبشر ولا ننفر واذا كان الرسول هو المثل الاعلى فلماذا نتخذ من أنفسنا امثالا غيره؟؟
وصفات الاسلام هى صفات الرسول(ص)...العدل..السماحه ..الرحمه ...الكرم......الخ
فالرسول كان قرانا يمشى ...فلماذا نقسوا على من كان الرسول يرحمه لماذا نحرم ما كان الرسول يحلله؟....لو خلقتموهم لرحمتموهم
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم((تقبل توبه العبد مالم يغرغر)) أى ما لم يكون فى النفس الاخير ..والله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ...لاحظ كلمه لمن يشاء حسب المشيئه
ان الشرك هو الجريمه الكبرى فكيف تجرأ عليها كل من هب ودب ؟
كيف نرمى بعض بهذه التهمه ورحنا نفرط فيها .. وفى غمره ذلك نسينا ان الدين هو رأى الله وليس رأى العباد فى غمره ذلك استهلكتنا التفاصيل مع ان الحقيقه واضحه
اننا نعرف ماهو المال ؟ فلا يجوز ان نورط انفسنا بالسؤال عن انواعه اهو الدولار ام الليره ام الذهب ام.....الخ
ونحن نعرف الطعام فلماذا نتسائل هل السمك المدخن طعام هل التورته طعام ؟
لو عدنا لاصول الدين ما وجدنا أنفسنا فى حاجه لكل ما يسبب جدلا وشقاق
أن كل ماله اصل لا يسبب مشكله واصل الدين علاقه بين العبد وربه فلماذا نباعد بينهما بما نقول ونفتى ؟
انها دعوه للمصالحه بالحكمه والموعظه الحسنه بين الانسان وربه ...بين الانسان والانسان ليس فيها مصادره لرأى او تحقير لفكر ولا هجوم على أهل تخصص ولا يزال هناك ما أفاض الله به على مشايخنا من علم ويستحق القول والدعوه بالحكمه والموعظه الحسنه
ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الامر فاذا عزمت فتوكل على الله صدق الله العظيم
وصدق الله اذ يقول (((ادع الى سبيل ربك بالحكمه والموعظه الحسنه وجادلهم بالتى هى أحسن فأذا الذى بينك وبينه عداوه كأنه ولى حميم صدق الله العظيم
اقول ذلك لاخوانى لكى لا تأسوا على ما فاتكم وأن الدين سهل جدا ليس صعبا علينا فهمه إذا أخهذناه من مصدره الاول صلى الله عليه وسلم