الدكتور مصطفى محمود و " قراءة فى العهد القديم "

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الدكتور مصطفى محمود و " قراءة فى العهد القديم "

النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: الدكتور مصطفى محمود و " قراءة فى العهد القديم "

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي الدكتور مصطفى محمود و " قراءة فى العهد القديم "

    نشرت مجلة أكتوبر التى تصدر بالقاهرة بجمهورية مصر العربية مقالين كتبهما الدكتور مصطفى محمود بعنوان " قراءة فى العهد القديم " .. المقال الأول نُشر فى 13 يوليو 1997 ، والمقال الثانى فى 3 أغسطس 1997

    المقال الأول :


    قراءة فى العهد القديم

    مقال الدكتور مصطفى محمود بمجلة أكتوبر بعددها الصادر الأحد 13 يوليو 1997


    الصورة التى صورتها التوراة لله صورة مليئة بالتشويش والتناقض وسوء الفهم.. فهو فى معظم صفحات الكتاب إله ندمان، يفعل الفعل ثم ما يلبث أن يدرك أنه أخطأ ويندم عليه ويرجع عنه .. وهو إله مادي يفرح برائحة الشواء على المذابح ، ويدركه التعب إذا اشتغل بعض الوقت فيحتاج إلى الراحة .. وهو إله عنصري متحيز لا يعرف من مخلوقاته إلا بنى إسرائيل ، وهو يشرع الفضائل للتداول الداخلي بين أفراد هذه العشيرة الإسرائيلية .

    " للأجنبى تقرض بربا ولكن لأخيك لا تقرض بربا " (تثنية 23).

    " لا تأكلوا جثة ما.. تعطيها للغريب الذى فى أبوابك فيأكلها " (تثنية 14 الآية 21).

    " أبناء المستوطنين النازلين عندكم تستعبدونهم إلى الدهر.. وتتخذون منهم عبيداً وإماءً .. أخوتكم من بنى إسرائيل فلا يتسلط إنسان على أخيه بعنف" (لاويين).

    أهى عنصرية؟؟

    وإذا جاز لليهودى أن يفكر بطريقة عنصرية ويتصور الرب ربَاً له وحده ولجنسه من بنى إسرائيل ، والفضائل للتداول الداخلي فقط بين عائلته الإسرائيلية ، فكيف يجوز على الله رب العالمين ورب الإنس والجن والنمل والسمك والطير والنجوم و الأفلاك وملائكة العرش ورب ما نعلم وما لا نعلم .. كيف يجوز لهذا الرب أن يأمر بالفضيلة بطريقة عنصرية ، فاليهود وحدهم يتقارضون بدون ربنا.. ويأكلون اللحم .. أما الآخرون من الأمم فحلال سرقتهم واستغلالهم وإلقاء المزابل والجثث المنتنة المتعفنة إليهم ليأكلوها .

    هذه الآيات تحمل في ثناياها روح التلمود الذي كتبته الأقلام اليهودية فيما بعد...

    فالتلمود هو الكتاب الشرعي الذي أحل لليهود دم الأمم ومالها وكرامتها وعرضها .. ولا يمكن أن تكون تلك الآيات تنزيل الرب ا لرحيم . ولا يحتاج الله القادر على كل شيء إلى يوم راحة يلتقط فيه أنفاسه بعد خلق الدنيا.

    " في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض ، وفي اليوم السابع استراح وتنفس " (الخروج 31).

    ولا ينام الرب ليتيقظ . . وهو الذي تبرأت ذاته عن كل العوارض ..

    " اسكتوا يا كل البشر قدام الرب لأنه قد استيقظ من مسكن قدسه " ( زكريا الاصحاح 2).

    ولا يمكن قبول هذه اللغة على أنها نوع من الشعر والمجاز ، إنها تتضمن إهانة للذات المقدسة .

    وكما لا يصح في لغة الشعر والمجاز أن نقول أن الله يخطيء ويجهل .. كذلك لا يصح أن نقول إن الله يندم أو يتعب وينام ... ولو ذكرت هذه الكلمات في شعر عن الله لوصفنا الشاعر بأنه سيئ الأدب أو ملحد أو وجودى متحرر من شروط الإيمان .. فكيف يكون الحال والعهد القديم المُسمى بالتوراة ينسب هذا الكلام لنبي يتكلم بوحي من الله وليس بهذيان الخاطر ..؟

    ولا ينفع الاعتذار القائل بأن كلمة يندم واردة بمعنى يغفر .. وهو اعتذار أفحش من التهمة .. فمعناه أن النبي لا يعرف أبجدية اللغة التي يخاطب بها أتباعه .. ومعناه أن الله لم يحفظ لسانه من التخليط والزلل .. ومعناه في الحالتين أن كتاب التوراة ليس كتابا محفوظا من الله . وإنما هو مجموعة عبارات ألقيت على عواهنها وقيلت كيفا اتفق بما فيها من ضلال الخاطر وسقطات اللسان وعجز التعبير .. والعهد القديم أي التوراة المزعزمة ذاتها تنفي هذه الصفة بما فيها من صفحات مضيئة بالغة الذروة في جمال التعبير وحلاوة اللغة . والتفسير المقبول أنها سطور دخيلة وعبارات محرفة وآيات دسها على التوراة الكتاب المتأخرون الذين حاولوا إعادة كتابة العهد القديم بعد أن أُحرق عدة مرات وضاعت أصوله أيام بختنصر وأيام تيتوس .

    ومما يدل على ذلك ما نجده في أسفار التوراة الأولى من عبارات تنفي عن الله هذا التخليط .

    " ليس الله إنسانا فيكذب ولا ابن انسان فيندم " ( العدد اصحاح 23 الآية 19) .

    وما نقرأ في سفر إشعياء من عبارات جميلة تنزه اله عن هذا العبث :

    " إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض لا يتعب ولا يعيا " ( إشعياء 40).

    " فبمن تشبهوني فأساويه ؟ يقول القدوس .. ارفعوا إلى العلاء عيونكم وانظروا ، من خلق هذه ؟ .. من الذي له الجنود بلا عدد .. ويدعو كل واحد باسمه" ( إشعياء 40).

    " أنتم شهودي يقول الرب .. تؤمنوا بي وتفهمون أني أنا هو . قبلى لم يصور إله وبعدي لا يكون .. أنا أنا الرب وليس غيري مخلص .. أنا الله ولا منقذ من يدي " ( إشعياء 43).

    " هكذا يقول الرب ملك إسرائيل أنا الأول والآخر ولا إله غيري " ( إشعياء 44) .

    " ويل للطين الذي يخاصم اليد التي تسويه ويقول لها ماذا صنعت " ( إشعياء 45).

    هنا تلمع درر التوراة ولآلئها بين أكوام الرديم والدشت.


    ومثل آخر للآيات المريبة التي يدعيها على الله العهد القديم المسمى بالتوراة ., ما قالته عن قوس قزح في سفر التكوين .

    وتزعم التوراة أن الله القدوس وضع قوس قزح في السحاب بعد طوفان نوح كعلامة ميثاق بينه وبين الأرض ليذكر نفسه حتى لا يعود فيغرق الأرض بطوفان آخر إلى قيام الساعة .

    " وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض فيكون متى أنشر سحابا على الأرض وتظهر القوس في السحاب . أني أذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حية في كل جسد فلا تكون المياه طوفانا لتهلك كل ذي جسد . . وقال الله لنوح هذه علامة الميثاق الذي أنا أقمته بيني وبين كل ذي جسد على الأرض " (التكوين اصحاح 9).

    ومعنى الآية أن ظاهرة قوس قزح لم تحدث في السماء إلا بعد طوفان نوح حينما وضع الله تلك القوس في السماء كعلامة ليتذكر بها العهد الذي قطعه للأرض ..

    وهو كلام مخالف لما يقوله العلم الثابت من أن قوس قزح ظاهرة طبيعية تحدث أينما التقى بخار الماء المعلق في الجو بأشعة الشمس ، فيؤدي انكسار الأشعة على ذرات الماء المعلقة إلى انحلال النور الأبيض إلى ألوان الطيف السبعة التي تظهر في قوس قزح.

    وليس من شروط هذه الظاهرة العلمية أن يأتي نوح ويحدث الطوفان فتوضع القوس في السماء ميثاقا إلهيا بين الله والأرض .. بل هي وفقا لمعلوماتنا ظاهرة قديمة موجودة منذ أن وجدت الشمس في السماء ومنذ أن حدث التبخر والضباب والسحب وذرات الماء المعلقة .. وكلها أمور قديمة .. منذ آدم وقبل آدم منذ أن نزلت الأمطار على أول نبات في تاريخ ا لأرض القديم..

    وأي طالب ثانوي يستطيع بتجربة بسيطة في معمل الطبيعة أن يصنع قوس قزح صناعيا باستخدام مجموعة مناشير زجاجية يكسر بها الضوء بدلا من ذرات الماء .. ويحلله إلى قوس من الأطياف السبعة .

    ولا أحاول بهذا أن أنقض آية ربانية بالعلم الظاهر ، بل أحاول أن أشرحها .. وعلمنا الظاهر في النهاية أتفه من أن ينقض آية من آيات الله ..

    ولكنه مجرد سؤال :

    ثم لماذا يضع الله علامة في السماء ليتذكر ميثاقه مع الأرض ، ولماذا يحرص على تذكير نفسه وليس من صفاته أن ينسى أو أن له ذاكرة ضعيفة مثلنا سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ؟.

    ونحن نقول في القرآن :

    " وما كان ربك نسيا " ( مريم 64).

    " لا يغرف عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض " (سبأ 3).


    فإذا جئنا إلى سفر اللاويين فنحن نقرأ من صنوف الطقوس والكهانات عجبا .

    وكمثل واحد من عشرات نقرأ في الاصحاح 14 من سفر اللاويين هذه المكالمة العجيبة بين الرب وموسى ، التي يفرض فيها الرب طقوسا يؤديها الكاهن على من يشفى من البرص .

    " على الكاهن أن يأخذ عصفورين يذبح أحدهما في إناء خزفي على ماء حي أما العصفور الآخر فيأخذه مع قطع من خشب الأرز والقرمز والزوفا ويغمس الكل في دم العصفور المذبوح ثم ينضح من الدم على المريض الذي شفي من برصه سبع مرات فيطهره ثم يطلق العصفور الحي على وجه الصحراء .. ويغسل المتطهر ثيابه ويستحم ويقيم خارج خيمته سبعة أيام وفي اليوم السابع يحلق شعر رأسه ولحيته وحواجب عينيه ويغسل كل ثيابه ويستحم ، وفي اليوم الثامن يأخذ خروفين صحيحين ونعجة واحدة حولية صحيحة وثلاثة أعشار دقيق ملتوتة بزيت ويأخذ الكاهن خروفا ليقربه ذبيحة .. ويأخذ من دم الذبيحة ويضع على الأذن اليمني للمريض الذي شفي من البرص وعلى إبهام يده اليمنى وعلى إبهام رجله اليمني ( هل يذكرك هذا الكلام بالزار ).

    ثم يغمس الكاهن إصبعه اليمني في الزيت الذي على كفه اليسرى وينضح من الزيت بإصبعه سبع مرات أمام الرب ،ومما بقي في الزيت يضع على الأذن اليمني للمريض وعلى إبهام يده اليمنى وعلى إبهام رجله اليمنى .. ثم يعمل الكاهن ذبيحة خطية ويحرقها قربانا على المذبح.


    ما هذه الطقوس البهلوانية ..؟؟

    هل كلم الله عبده موسى بهذا الكلام حقا ! ؟

    صدق الله العظيم إذ يقول في القرآن عن حال اليهود أمام كلام التوراة الذي داخله الكثير من التحريف :

    " وإنهم لفي شك منه مريب " (هود 110).
    إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
    .
    والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
    وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى
    (ارميا 23:-40-34)
    وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
    .
    .
    الموسوعة المسيحية العربية *** من كتب هذه الأسفار *** موسوعة رد الشبهات ***

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    300
    آخر نشاط
    03-10-2012
    على الساعة
    04:11 PM

    افتراضي

    شكرا للأخ السيف البتار او مجاهد سني ( لا يهم الأسم المهم الفعل )
    وارجو من الله ان يغفر لنا و يرحمنا اجمعين وادعو ان يغفر الله للدكتور مصطفي محمود سقطاته و ان يكون عمله شفيعا له عند الله

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    97
    آخر نشاط
    25-08-2009
    على الساعة
    07:24 AM

    افتراضي

    اقتباس

    ان يغفر الله للدكتور مصطفي محمود سقطاته
    برجاء التوضيح يا أخى الفاضل

    فما هى سقطات الدكتور مصطفى محمود ؟؟

    قرآن كريم
    سورة: النِّسَاء
    آية: 146

    إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولـئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    110
    آخر نشاط
    15-08-2005
    على الساعة
    06:52 AM

    افتراضي

    اخي سيف جزاك الله خير
    اللهم اغفر لجميع المسلمين يارب العالمين

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    المشاركات
    188
    آخر نشاط
    20-08-2006
    على الساعة
    05:02 PM

    افتراضي

    اقتباس
    برجاء التوضيح يا أخى الفاضل

    فما هى سقطات الدكتور مصطفى محمود ؟؟



    أعتقد أن قد وقع في الإلحاد فترة وجيزة وهداه الله مرة أخرى .

    غفر الله له ولنا جميعاً

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي

    قراءة في العهد القديم – المقال الثاني


    مقال الدكتور مصطفى محمود بمجلة أكتوبر بعددها الصادر الأحد 3 أغسطس 1997.

    ونأتي إلى الملائكة فنجد أن التوراة جدفت عليهم كما جدفت على الله وأكثر ..

    نرى الملائكة الذين جاءوا يبشرون إبراهيم بميلاد إسحاق يأكلون العجل المشوي واللبن والزبد الذي قدم لضيافتهم .

    ومن صفات الملائكة الثابتة لنا أنهم لا يأكلون ولا يتزوجون . والتوراة في هذه الآية من سفر القضاة تؤكد ، أما ما جاء في سفر التكوين فهو مناقضة صريحة و تخليط.

    ولكنه أمر ليس بمستغرب .. فما دام الرب في التوراة ينام ويستيقظ ويتعب ويندم .. فالملائكة يأكلون . . فبهذا تكمل الصورة المادية للملأ الأعلى .

    أما الفرية الثانية على الملائكة فنجدها في سفر الملوك الأول اصحاح 22 حيث تدعى التوراة على الروح القدس أنه يمكن أن يقوم بوظيفة الشيطان فيرسله الله للتدليس على الأنبياء :

    " رأيت الرب جالسا على كرسيه وكل جند السماء وقوف لديه عن يمينه وعن يساره فقال الرب من يغوي آخاب فيصعد ويسقط في راموت جلعاد فقال هذا هكذا وقال ذاك هكذا ، ثم خرج الروح ووقف أمام الرب وقال : أنا أغويه وقال له الرب بماذا . فقال أخرج وأكون روح كذب في أفواه جميع أنبيائه .. فقال إنك تغويه وتقتدر فاخرج وافعل هكذا " .

    الروح القدس الذي وصفه الله بالروح الأمين .. يجعل من نفسه روح كذب ويجعل منه الله روح كذب يدلس على الأنبياء .. لماذا ؟ وأين إبليس .. وأين دوره .. وهو إمام الغواية .. أهناك أزمة في الشياطين والأرواح الشريرة والجن والمردة وهواتف الضلال ورسل الغواية ؟!

    ولو أراد الله أن يختم على الأبصار والقلوب لختم عليها دون الحاجة إلى هذا التزوير ودون حاجة إلى إنزال ملائكته العلين في زي الكذابين المدلسين .

    هذه مسألها يرفضها الذوق .

    ومن وصفه الله بالروح الأمين يلزم لنا أن ننزهه عن أن يكون روحا للكذب .

    أما الانبياء فهم كبش الفداء في التوراة .. كلما اشتدت وطأة الاضطهاد على اليهود لم يجدوا أمامهم غير أنبيائهم ينزلون فيهم قتلا وتشريدا وتلطيخا وتحريفا وتزييفا .. لم ينج واحد من الأنبياء الأول الأكابر من التلطيخ ..

    فنوح يسكر حتى يفقد وعيه ، ولوط يضاجع بناته وهو سكران .. ويعقوب يسرق البركة والنبوة والأغنام والمواشي .. ويهوذا يزني بامرأة انبه .. وداود يشتهي زوجة الضابط أوريا فيزني بها ويرسل زوجها للقتل ليتخلص منه ..

    أما بيت داود النبي العظيم فهو أشبه ببيت سرى . . الأخ يغتصب الأخت .. والابن يضاجع زوجات أبيه في عين الشمس وأمام جميع إسرائيل .. أما سليمان فيختم حياته المجيدة بعبادة الأصنام .. وهارون يصنع العجل الذهب ويعبده .. حتى موسى تقول التوراة إنه خان ربه ولم يقدسه .. ولهذا يحرمه الرب من دخول الأرض الموعودة ويموت في سيناء هو وهارون .. ويقول الرب لهما في التوراة :

    "لأنكما خنتماني ولم تقدساني لن تدخلا الأرض التي تفيض لبنا وعسلا ويدخلهما عبدي يشوع بن نون " .

    حتى أيوب نقلوا عن لسانه أنه ينكر البعث والقيام من القبور . لم يسلم واحد من الأنبياء الأول العظام الذين بنوا صرح الدولة اليهودية من التلطيخ ..

    وكلها خطايا غليظة مما تستنكر على الرجل العادي فما بال النبي ! ويقول المدافعون عن التوراة : إن ما جاء في العهد القديم عن خطايا الأنبياء حقيقة لا تلطيخ فيها ولا مبالغة .. وأن الله كانت له حكمة وراء ما حدث . فقد أراد أنبياءه أفرادا عاديين يخطئون .. ليكونوا أمثلة لنعمة الله ورحمته ومغفرته.

    الله أراد أن يبعث إلى الخطائين خطائين مثلهم . والأنبياء كما هو معلوم ليسوا من طينة أخرى مختلفة عن طينة البشر بل هم مثلنا تماما.. وفيهم الضعف والغواية التي فينا .

    وحوار الله معنا كان دائما من خلال شخصيات بشرية متعثرة مثلنا .. وهذه أروع صورة لحرية إرادة الإنسان ولعظمة نعمة الله .

    إن الله أراد أن يقول لنا إن من يخطئ ويتوب ويستغفر .. سوف أكون أول من يتوب عليه ويقبل رجعته ويفرح به أكثر من فرحة الراعي بعودة خوفه الضال إلى القطيع .. وقد أعطانا من أنبيائه الخطائين أبلغ المثل على تلك المغفرة .

    وهذا هو أسلوب الله في تعامله مع شعب التوراة .. كان يطلبهم كما يطلب الراعي خرافه الضالة .. كان يريد خلاصهم .. وكان يدبر لهذا الخلاص بأدوات بشرية من وسطهم ليتم قصده في النعمة وفي حرية الإنسان بآن واحد .

    هذا هو كلام المدافعين ..

    وهو كلام مردود عليه ..

    فكيف نقود قطيعا من الخراف الضالة بكبش ضال مثلهم .. أليس طبيعيا أن يكون القائد قدوة طيبة ونموذجا حسنا؟ كيف يدعو الأنبياء إلىالوصايا العشر وفي أولها لا تقتل لا تسرق لا تزن .. ويكونون هم أول من يقتل ويسرق ويزني ؟!

    أنا لم أقل إن الأنبياء يجب أن يكونوا آلهة .. وإنما قلت إن من الطبيعي أن يكون النبي قدوة طيبة ونموذجا حسنا بحكم كونه المختار من ملايين .. وإلا سقطت عنه وظيفته – وأصبح تشريف الله في اختياره له دون الملايين غيره تشريفا له بلا معني ..

    وتحول من قدوة حسنة إلى مثل سيء وأصبح مضللا بدلا من أن يكون هاديا .

    ولم يكن الأنبياء أبدا مضللين بل كانوا هداة .. كانوا خير قدوة .. ولكن حرص اليهود على تخريب كل شيء ( وهم أبناء الأفاعي وقتلة الأنبياء ) جعلهم يقتلون حتى ذكرى هؤلاء الأنبياء ويشوهون سيرتهم ويتابعون أعمالهم وأقوالهم بالتحريف .

    ويعود المدافعون المتحمسون للتوراة فيذكرونا بالواقع بأن الإنسان ابن النقص والتردي والخطيئة .. وأن رفض الواقع لمجرد أنه لا يعجبنا هو نقص فينا وليس في الواقع .. وأن أجمل ما في التوراة هو صدقها في هذه النقطة .. في رواية الواقع كل الواقع عن الأنبياء ولوكان في كربها .. ألم يقل داود : " إن الكل زاغوا وفسدوا .. وليس من صالح ولا واحد " .

    ألم يقل النبي محمد عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف :

    " كل بتي آدم خطاؤون وأفضل الخطائين عند الله التوابون" .

    ونحن نقول هذا فعلا .. ولكن أي خطايا يمكن أن يقع فيها الأنبياء إذا أخطأوا ؟

    إن كل واحد يخطيء على مستواه ..

    وخطايا الأنبياء ليست الخطايا الغليظة التي يرتكبها المجرمون العاديون كالسرقة والقتل والزنا ... وإنما خطاياهم هي من نوع الحسنات في عرفنا .

    إنك إذا تصدقت بنصف مالك تقول إنك أحسنت .

    ولكن النبي إذا فعلها فهي في عينه خطيئة لأن الصدقة عند النبي هي أن يعطي كل ماله ولا يبقي إلا خبزه كفافه .. فإذا احتفظ لنفسه ببضعة دراهم اعتبرها سقطة توجب الندم والحزن .

    إن ما نسميه فضيلة الادخار عندنا إذا قارفها النبي فهي خطيئة ، لأن النبي يراها خطيئة أن يدخر لنفسه ، فهولا يفكر في نفسه ولا يرى نفسه ، وإنما هو دائما مشغول بالله متوكل عليه .. فإذا شُغل بنفسه في لحظة عابرة فإنه يستغفر ويتوب ويخر ساجدا باكيا مبتهلا ..ومثل هذه اللحظات هي خطايا الأنبياء .

    أما السرقة والقتل والزنا فهي خطايا المتشردين والمجرمين وأراذل الناس ولا يصح أن يوصم بها الأنبياء مطلقا .

    ولنتخذ من النبي داود مثلا .. ونحاول أن نتأمل شخصيته على ضوء التوراة ذاتها.

    لنحاول أن نفهمه من خلال كلماته وأفعاله كما ترسمها لنا التوراة .. ولنقف وقفة تأمل أمام تلك الحادثة الفريدة التي ترويها التوراة عن داود المحاصر في مغارة عدلام وهو يتأوه من العطش ويهتف مستنجدا .. من يسقيني شربة ماء من بئر بيت لحم التي عند الباب .

    تقول التوراة في سفر صموئيل الثاني اصحاح 23 " فشق الأبطال الثلاثة جيش الفلسطينيين واستقوا ماء من بئر بيت لحم وحملوه وأتوا به إلى داود فلم يشأ أن يشربه بل سكبه للرب وقال حاشا يا رب أن أفعل ذلك .. هذا دم الرجال الذين خاطروا بأنفسهم .. فلم يشأ أن يشربه."

    إلى هذا المدي الخارق بلغت قدرة داود على ضبط شهوته..

    فهل هذا الرجل هو الذي يرى امرأة عارية على السطوح فيهتاج وينحط في شهوته إلى حضيض السوائم والدواب فيتآمر علىقتل أنبل ضباطه ليفوز بالمرأة لنفسه .. وعنده بدل الزوجة الواحدة سبع زوجات وما لا يحصى من السراري برواية التوراة ذاتها.. فهو ليس المراهق المحروم الذي يمكن أن يسيل لعابه لامرأة في نافذة .

    إن هذا السلوك الرفيع وهذه الشخصية التي رسمتها التوراة لنبيها العظيم داود تنقض التهمة تماما . وتبطل أكذوبة المرأة العارية على السطوح . . وإذا قبلنا هذه القصة فيجب أن نرفض تماما حكاية السقوط المقزز مع امرأة السطوح.

    وسليمان الحكيم على حق إذ يقول في سفر الأمثال:

    " شهوة الأبرار خير فقط " ( الأمثال 11) . فشهوة الرجل البار لا يمكن أن تتجه إلى امرأة عارية على سطوح . . وإنما البار شهوته هي للخير فقط..

    وقد كان داود نعم الرجل البار.

    وما كان يمكن لداود وهو القائد العسكري النبيل أن يفتك بضابطه الأمين أوريا الحثي .. وأي صورة ترسمها التوراة لأوريا الحثي !؟ إنها ترسم له صورة ملاك ..

    إنه يرفض أن يتنعم بإجازة وبلحظات سعيدة مع امرأته الجميلة ، وزملاؤه في الجيش يحاربون في الصحراء وتابوت الرب راقد في الخيام . اقرأ هذه السطور التي تذكرها التوراة عن أوريا :

    " وحبلت المرأة ( من الزنا مع داود ) فأرسلت وأخبرت داود وقالت إني حبلى .. فأرسل داود في طلب أوريا ( ليمنحه اجازة يقضيها مع امرأته في محاولة لستر هذا الحمل السفاح ) وقال داود لأوريا انزل إلى بيتك واغسل رجليك .. فخرج أوريا من بيت الملك مع جميع عبيد سيده ولم ينزل إلى بيته بل نام على باب بيت الملك فأخبروا داود قائلين لم ينزل أوريا إلى بيته فقال داود لأوريا : أما جئت من السفر فلماذا لا تنزل إلى بيتك؟ فقال أوريا لداود إن تابوت العهد وإسرائيل ويهوذا ساكنون في الخيام وسيدي يوآب (قائد الجيش ) وعبيده نازلون على وجه الصحراء .. وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب وأضطجع مع امرأتي وحياتك وحياة نفسك لا أفعل هذا الأمر " .

    هو البطل النبيل والخادم المخلص للدين والمبدأ إلى آخر لحظة ..

    هل يمكن أن يرسل داود مثل هذا الرجل إلى الموت ليأخذ امرأته غنيمة .. إلا أن يكون داود وغدا زنيما..

    ومن أجل ماذا تلك الشناعة؟؟

    من أجل لحظة نزوة مع امرأة رآها ذات مساء على السطوح.

    جريمة سوقية محال أن تقع لنبي..

    ومن هو ذلك النبي .. داود .. الذي صورته التوراة مع أعدائه الذين انقلبوا عليه مثل شاول وأبشالوم فإذا هو مثال النبل والشهامة .

    داود الذي وصفته التوراة بأنه شاعر وموسيقار وعابد ومتبتل .. حاله حال الساجدين الخاشعين الذين يبكون خوفا ورهبا وفناء
    التعديل الأخير تم بواسطة السيف البتار ; 03-07-2005 الساعة 03:00 PM

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    300
    آخر نشاط
    03-10-2012
    على الساعة
    04:11 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Lion_Hamza


    أعتقد أن قد وقع في الإلحاد فترة وجيزة وهداه الله مرة أخرى .

    غفر الله له ولنا جميعاً
    يا عزيزي أنا لم اقصد فتره الألحاد
    ولكن الم تقرأ و تتابع منذ حوالي ست او سبع سنوات مقاله و العاصفه التي قامت عليه عندما انكر الشفاعة لرسول الله
    أنا عن نفسي قرأتها و تابعت ما دار و حواراته مع بعض الشيوخ و اتذكر رد الشيخ سيد طنطاوي ( اعتقد انه كان المفتي وقتها علي الدكتور مصطفي محمود )
    واتذكر انني عندما قرأت المقاله و الأستشهادات الوارده فيها وجدته ينفي ما ارد تاكيده حيث ان كل الأيات تؤكد علي انه الله هو الذي سيعطي الحق في الشفاعة لأي أحد مع عباده (و علي ذلك فالرسول احق بذلك من اي مخلوق ) ، و ايضا كان بها تلميحات لبعض الشكوك حول السنة النبوية.
    بالصراحه انا اعتبرت ذلك نتيجة تقدم السن به و الله أعلم به و بنا لهذا دعوت الله ان يغفر له ما ذل فيه .
    أيضا الدكتور مصطفي محمود بطبيعته الفلسفيه الجدلية يميل للصوفية وانا لدي تحفظات في قبول الصوفية و التصوف (فأني لا اتقبل مخالفتها لصريح الكتاب و السنة )
    والله اعلم به و بينا
    يغفر الله لنا اجمعيين

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    1,951
    آخر نشاط
    08-09-2011
    على الساعة
    01:40 PM

    افتراضي

    والله مقالة للدكتور مصطفى محمود من طراز ( حارق خارق ) بارك الله في اهل العلم والعلماء .

    ولا يمكن قبول هذه اللغة على أنها نوع من الشعر والمجاز ، إنها تتضمن إهانة للذات المقدسة .

    اقتباس
    وكما لا يصح في لغة الشعر والمجاز أن نقول أن الله يخطيء ويجهل .. كذلك لا يصح أن نقول إن الله يندم أو يتعب وينام ... ولو ذكرت هذه الكلمات في شعر عن الله لوصفنا الشاعر بأنه سيئ الأدب أو ملحد أو وجودى متحرر من شروط الإيمان .. فكيف يكون الحال والعهد القديم المُسمى بالتوراة ينسب هذا الكلام لنبي يتكلم بوحي من الله وليس بهذيان الخاطر ..
    ؟

    اقتباس
    ولكنه أمر ليس بمستغرب .. فما دام الرب في التوراة ينام ويستيقظ ويتعب ويندم .. فالملائكة يأكلون . . فبهذا تكمل الصورة المادية للملأ الأعلى
    .

    مقالة يجب اقتباسها وتكرارها كقصيدة شعرية ..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    423
    آخر نشاط
    29-09-2023
    على الساعة
    02:14 AM

    افتراضي

    الدكتور مصطفى محمود كبير
    والكبير كبير
    والله أكبر من الكل

    لكن الدكتور مصطفى محمود لم يلحد وقد قال هو ذلك
    الموضوع أنه قد اختلف مع الشيوخ فى موضوع واتضح أنه مخطئ وكان نتيجة اختلافه اتهام البعض له بالإلحاد
    وأذكر كلمة له
    ( أنا إيمانى عميق جدا بالله وهذا الإيمان نابع من أبى )
    وهو يقصد أباه الذى أنجبه
    لاتقولوا انه تنصر واللا بتاع


    والاستاذ السيف البتار دائما كتاباته ونقله فى الصميم
    ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله * وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,741
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    17-04-2024
    على الساعة
    12:49 AM

    افتراضي

    للرفع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

الدكتور مصطفى محمود و " قراءة فى العهد القديم "

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على "موضة" النصارى الجديدة عن عدم إتباع العهد القديم
    بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 15-06-2014, 02:16 AM
  2. سلسلة .. "خمسون بشارة .. بالنبي محمد .. في العهد القديم .. والجديد"
    بواسطة Habeebabdelmalek في المنتدى البشارات بالرسول صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 211
    آخر مشاركة: 24-06-2013, 08:47 AM
  3. سلسلة إعرف دينك "1" "العهد والبركة والختان"
    بواسطة ali9 في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-06-2013, 08:46 AM
  4. قراءة في نقد نصوص العهد القديم عند ابن حزم
    بواسطة محارب الروافض في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-03-2008, 12:47 PM
  5. مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 23-10-2006, 04:48 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الدكتور مصطفى محمود و " قراءة فى العهد القديم "

الدكتور مصطفى محمود  و " قراءة فى العهد القديم "