بسم الله الرحمن الرحيم
*************************
تناقض بين أية عدم رجوع الموتى للحياة مرة أخرى (وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون) .[ الأنبياء : 95 ]. ,,,وبين إحياء الله لعزير وقتيل بنى إسرائيل وإحياء عيسى للميت

ما من نفس منفوسة إلاّ وكتب الله عليها الموت والفناء في الدنيا قال عزوجل: (كل نفس ذائقة الموت) .[ آل عمران : 185]. وقال تعالى : ( كل من عليها فانٍ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام). [ الرحمن: 26-27]. وقال تعالى : (قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروجٍ من سبيل ). [ غافر: 11]. فكان الخلق نطفاً لا حياة لهم في أصلاب آبائهم ثم أماتهم بعد أن صاروا أحياء في الدنيا . والمراد بالإحياءتين : أنه أحياهم الحياة الأولى في الدنيا ثم أحياهم عند البعث . ومن مات الموتة الثانية فإنه لا يرجع إلى الدنيا مرة أخرى ، فقد أخبر تعالى عن حال المحتضرين من المفرطين والكافرين وعن تمنيهم الرجعة إلى الدنيا بعد موتهم أنهم لا يرجعون إليها قال تعالى : (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون * لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون ). [المؤمنون :99 - 100]. وقال تعالى: ( وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون) .[ الأنبياء : 95 ]. وهذا حكم من الله تعالى على عباده وقضاء ومبرم منه ....... وقد استثنى الله تعالى من هذا الحكم وهو عدم الرجوع إلى الدنيا لمن مات الموتة الثانية ، استثنى بعض الأشخاص الذين قد ماتوا في الدنيا ثم عادوا إليها لحكمة بينها الله تعالى في كتابه وهي بيان قدرته تعالى على البعث بعد الموت . ومن هؤلاء القوم الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت - قال تعالى: (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ). [البقرة :243]. ومن هؤلاء أيضاً قتيل بني إسرائيل - قال تعالى: ( وإذ قتلتم نفساً فادّارأتم فيها والله مخرجٌ ما كنتم تكتمون * فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون ). [ البقرة :72-73]. ومنهم أيضاً الذين أحياهم المسيح ابن مريم عليه السلام وذلك معجزة من الله تعالى لقومه ليؤمنوا بقدرة الله تعالى وليتبعوا المسيح فيما يأمرهم به ، وعددهم أربعة كما جاء في كتب التفسير . ومنهم عزير وأصحاب الكهف آيات من الله تعالى إلى خلقه: (ولنجعلك آية للناس). [ البقرة : 259]. (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً ). [ الكهف : 9] . فهؤلاء سبق في علم الله تعالى - لحكمة عظيمة وهي بيان قدرته على البعث والنشور بعد الموت والفناء - أنهم يرجعون إلى الدنيا بعد موتتهم الثانية وأما عبد الله بن حرام رضي الله عنه فقضى الله تعالى عليه كما قضى على الناس أجمعين الاّ يعود إلى الدنيا : (ألا له الخلق والأمر) . [ الأعراف : 54] . والله تعالى أعلى وأعلم .