السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الرحمن الرحيم القائل فى كتابه الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (91)" المائدة
فى هذه الآية الكريمة يدلنا الله تعالى على مُراد الشيطان من عباد الله المؤمنين وهو :-
1- إيقاع العداوة والبغضاء بين المؤمنين بعد أن ألف الله بين قلوبهم
2-الصد عن ذكر الله وعن الصلاة
وإذا نجح الشيطان فى تحقيق ذلك الهدف كنت أنت الخاسر
فإذا نجح فى تحقيق هدفه الأول
أصبحت تعادى أصدقائك وأقرب الناس إليك وفى هذه الحالة سينفض الجميع من حولك وتبقى فريسة للشيطان يستهويك كما يشاء
قال تعالى " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)" آل عمران
فمن رحمة الله بنبيه صلى الله عليه وسلم أن جعله لين القلب ليتقبل شدة الجاهل عليه
وعليك أن تقتدى به فلا تغضب لنفسك من أخ لكِ
حتى لا ينفض الجميع من حولك لشدتك عليهم
وأما إذا نجح فى تحقيق هدفه الثانى :-
كانت هذه عاقبة الله لك
قال تعالى "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125)قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126)" طه
الضنك : هو الضيق الشديد الذى تحاول أن تهرب منه هنا وهناك فلا تستطيع
ونعرض الآن لنقطة صد إبليس للمؤمنين عن ذكر الله وعن الصلاة بشىء دون التطويل:-
من مداخل إبليس لإفساد القلوب هو إظهار النصح للإنسان
قال تعالى " فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21)" الأعراف
وتحبيبه فى الأعمال الصالحة ليلهية عن أعمال أهم و أنفع .
ومن ذلك ما يقع فيه بعض الإخوة أن يُلهى بالجلوس أما جهازه يتصفح المواضيع الإسلامية ويناقش النصارى هنا وهناك مضيعاً صلاة الجماعة فى المسجد و مؤخرها عن وقتها
ظناً منه أن ما يفعله أهم إذ أنه يدعو إلى الله و إلى الإسلام وله المغفرة عند الله
ناسياً قول الرسول صلى الله عليه وسلم "عن عمرو بن أم مكتوم رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني رجل ضرير البصر شاسع الدار ولي قائد لا يلائمني فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي قال أتسمع الأذان قال نعم قال فأتها ولو حبوا " - حديث صحيح
هذه بالنسبة لوجوب الصلاة فى المسجد ، أما بالنسبة لمؤخر الصلاة عن وقتها
قال تعالى " فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً (103) " النساء
حدثنا الحسن بن يحيـى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: { إنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كانَتْ علىٰ ٱلمُؤْمِنِينَ كِتَـٰباً مَّوْقُوتاً } قال: قال ابن مسعود: إن للصلاة وقتاً كوقت الحجّ.
/ تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ)
- هذا فقط من باب التذكير للإخوة الكرام لا أكثر - ألن قلبك لإخوتك ولا تضيع صلاتك المفروضة .
حياكم الله جميعاً
المفضلات