بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .

هذا الموضوع يتناول بعض ما يلصقه بعض الكذبة والمدلسين من أهل الإلحاد وأعداء الإسلام بالإسلام وماهو من الإسلام .
وقد خرجت بنتيجة منذ زمن بعيد بأن لا أثق أبداً بما يأتي به أو يستدل به المعادين للإسلام من مصادر الإسلام إلا بعد أن أتأكد منه وأراجعه من مصدره . وذلك أنني عندما قرأت في بعض كتب التنصير في ذلك الزمن كنت أقرأ أمور غريبة ، لا تتوافق أبداً مع أساسيات إيمانية كالغيب وعصمة الرسل .. مما جعلني أتتبع المصادر المنسوب لها هذا الكلام . وبالفعل لم يكن صحيحاً ما يذكره هؤلاء المنصرون ، بل أنهم يزيفون فيما ينقلون كما سنرى .
وحديثاً ومن منتدى الزنادقة العرب تاكد لي ذلك الحدس ، لا تثق أبداً بما ينقلونه عن مصادر الإسلام ولا حتى تاريخ الإسلام إلا بعد أن تتحقق منه . إذ تم رصد عدد من حالات الكذب والتدليس الواضحة .

والموضوع هنا لا يتناول (من وجهة نظري) الأحاديث الضعيفة التي يستدل بها هؤلاء المدلسون (إلا أن كان المصدر الذي يستدل منه يوضح الضعف) ، وإنما اتناول ما يقولون أنه موجود في المصادر الإسلامية ولكنه غير موجود أو منقول بطريقة التدليس (إخفاء شيئ وإظهار شيئ) .

والمجال مفتوح للجميع لتوضيح الحالات التي يصادفونها من خلال المواقع أو الكتب التي تحاول الإساءة للإسلام وتقوم بما يلي :
1- تنسب مقولة لمصدر إسلامي (حديث - تفسير - حدث ) ولكن لا يحوي ذلك المصدر ما يقولونه .
2- تقوم بنقل جزء من كلام المصدر للاستدلال حول أمر ما مما يؤيده ، ولكن لا ينقل كامل الكلام الذي قد يعارضه فيما يريد الوصول إليه .
3- التلاعب في النقل ، كتغيير الكلمات أو الجمل .

وأبدأ بإذن الله اليوم أولى حلقات (كذب وتدليس) أعداء الإسلام ، وبالله التوفيق

عيسى عليه السلام يعرف موعد قيام الساعة

قرأت هذا الكتاب في 1990 وعنوانه (شخصيّة المسيح في الإنجيل والقرآن) ومؤلفه هو (القس إسكندر جديد) .
طبعاً الكتاب موجه للمسلمين ، والغرض منه أن يقول للمسلمين : انظروا القرآن يقول أن عيسى إله
وحاش لله ......

مكان الكذب في الكتاب :
في موضوع ميزات المسيح في القرآن يقول ما يلي عن المسيح :
علمه بالغيب جاء في سورة الزخرف 43 :57 و61 : وَلَمَّا ضُرِبَ ابنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ,,, وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ.
قال الجلالان في تفسير لعلم للساعة إنّه عيسى لعلم الساعة يعلم بنزولها. ومتى ذكرنا أنّ المعروف عند الناس أن الله ينفرد عن خلقه بأنه وحده عنده علم الساعة، ندرك الميزة التي أفردها القرآن للمسيح.


أي أن القس اسكندر جديد يقول أن تفسير الجلالين يقول أن عيسى عليه السلام يعلم موعد قيام الساعة .
وطبعاً من أحد أساسيات الإيمان عند المسلم أن موعد قيام الساعة لا يعلمه إلا الله .

الآن لننظر ما الذي قاله تفسير الجلالين بالنص :
يقول تفسير الجلالين
وقالوا أآلهتنا خير أم هو أي عيسى فنرضى أن تكون آلهتنا معه ما ضربوه أي المثل لك إلا جدلا خصومة بالباطل لعلمهم أن ما لغير العاقل فلا يتناول عيسى عليه السلام بل هم قوم خصمون شديدو الخصومة 59 إن ما هو عيسى إلا عبد أنعمنا عليه بالنبوة وجعلناه بوجوده من غير أب مثلا لبني إسرائيل أي كالمثل لغرابته يستدل به على قدرة الله تعالى على ما يشاء 60 ولو نشاء لجعلنا منكم بدلكم ملائكة في الأرض يخلفون بأن نهلككم 61 وإنه أي عيسى لعلم للساعة تعلم بنزوله فلا تمترن بها أي تشكن فيها حذف منه نون الرفع للجزم واو الضمير لالتقاء الساكنين و قل لهم اتبعون على التوحيد هذا الذي آمركم به صراط طريق مستقيم

دعنا نقارن الآن بين ما ينسبه القس اسكندر جديد إلى تفسير الجلالين ، وما قاله تفسير الجلالين :
من كتاب اسكندر جديد : قال الجلالان في تفسير لعلم للساعة إنّه عيسى لعلم الساعة يعلم بنزولها
من تفسير الجلاليــــن : وإنه أي عيسى لعلم للساعة تعلم بنزوله

القس اسكندر جديد حرف كلام تفسير الجلالين ليقول أن القرآن يقول بأن عيسى يعلم موعد قيام الساعة ، بينما في تفسير الجلالين نزول عيسى عليه السلام (آية) من آيات قيام الساعة .


الأحزاب في غزوة الخندق هم ... النصارى

اليوم سنرى طريقة أخرى من طرق الكذب عند أعداء الإسلام ، وهي تسمى (الحاجة أم الكذب) . يعني يأتي واحد منهم بآية من القرآن ويفسرها على كيفه ضارباً بكل ما قاله المفسرون بل وتاريخ الآية وسبب نزولها عرض الحائط ، فقط لكي يبرهن على صحة كلامه (وهو من الكذب أقرب) .

مصدرنا اليوم من كتاب (قس ونبي .. بحث في نشأة الإسلام) للمؤلف : أبو موسى الحريري

الكتاب هو واحد من عدة كتب نصرانية (بل وحالياً أصبحت أيضاً لادينية) ، تريد أن تثبت (بأي طريقة) أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان الرجل الثاني في مخطط لورقة بن نوفل ليجعل من (محمد) نبي . أي أنه لا وجود لنبوة أو وحي ، فقط الإسلام هو (صناعة بشرية) .
طبعاً هذه الكتب من السخافة لدرجة أن بعضها يصل إلى حد أن يقول أن كل النبوة من أولها لآخرها من تخطيط وتنظيم وتأليف زوجة النبي خديجة رضي الله عنها منذ أن كان النبي في الرابعة والعشرين من عمره !!! . ولا يستغرب القارئون إن عرفوا أن هذا الأمر من أكثر ما يوليه أعداء الإسلام (نصارى وملاحدة ويهود) أهمية . والغريب أن اللادينيون والملاحدة (وهم يكذبون بكل الأديان) يعتمدون على ما يكتبه المنصرين (وهم دينيون) في هذا الشأن . أي أن ملحد (لاديني) يعتمد على كلام نصراني (ديني) في التهجم على الإسلام (دين) . وكأن الملحد والمنصر النصراني أصبحوا في خندق واحد ضد الإسلام ، وصدق بذلك قوله تعالى (واللذين كفروا بعضهم أولياء بعض) .

ودعونا الآن نرى واحدة فقط من مواطن (الكذب) في هذا الكتاب على طريقة (الحاجة أم الكذب) وفي صفحاته الأولى . يقول المؤلف في موضوع (أبيونية القس ورقة) :
عرف عن النصارى من بني اسرائيل الضاربين في مكة والحجاز انقسامهم فيما بينهم إلى شيع وفرق وأحزاب وأشار القرآن العربي بوضوح إلى هذه الخلافات ، وقال : اختلف الأحزاب من بينهم ، أي النصارى بحسب تفسير الجلالين للآية المذكورة وقال أيضاً : ومن الأحزاب من ينكر بعضه (13/36) ، ويصف أحوال كل منهم بأن كل حزب بما لديهم فرحون ولا يعجب أتباع النبي من كثرة الأحزاب هذه لأنهم حذروا منها مسبقاً وأعلموا بوجودها : ولما رأى المؤمنون (من أتباع محمد ) الأحزاب ( عند النصارى ) قالوا : هذا ما وعدنا الله ورسوله (23/22)

دعونا نفصل :
1- يقول المؤلف أن تفسير (ومن الأحزاب من ينكر بعضه) هم النصارى
2- يقول أن الأحزاب في غزوة الخندق هم (النصارى)

وبرغم أن المؤلف اعتمد على تفسير الجلالين في الآية الأولى (فاختلف الأحزاب من بينهم) الذي يقول بأنهم (النصارى) ، إلا أنه بعد ذلك لا يقترب من أي تفسير عند ذكره للآيات التالية . ففي تفسير الجلالين حول الآية (ومن الأحزاب من ينكر بعضه) : الأحزاب الذين تحزبوا عليك بالمعاداة من المشركين واليهود ، وليس النصارى . بل وفي جميع التفاسير الأحزاب في الآية (ومن الأحزاب من ينكر بعضه) هم اليهود اللذين عادوا الرسول ، وأحياناً كل أهل الكتاب المتحزبين على عداوة الرسول ، ويضاف عند بعض المفسرين المشركين ، وأحياناً يضاف المجوس ، وكل من تحزب على الرسول .
أما (أبو موسى الحريري) مؤلف الكتاب فيرى أنهم (النصارى) !!!!!! وكأنه أحد مفسري القرآن

أما الطامة الكبرى ، والكذبة الغبية فهو قوله أن الأحزاب في غزوة الخندق هم (النصارى) !!!!!

لماذا يفعل ذلك أبو موسى الحريري مؤلف الكتاب ؟
التعليل : هو يحاول في مقدمة الكتاب أن يثبت أن النصارى كانوا أحزاباً أي فرقاً في الحجاز أيام النبي . وهو يريد أن يثبت ذلك من خلال الآيات ، فتراه يأتي بأول آية في قوله تعالى (اختلف الأحزاب من بينهم) يكون فيها تفسير الأحزاب هم النصارى (عند بعض المفسرين والبعض يدخل فيهم اليهود لأنهم اختلفوا في عيسى أيضاً) . إلا أنه بعد ذلك يستمر في إيهام القارئ أن (الأحزاب) دائماً معناها (النصارى) . والسبب أنه يريد أن يقول أن من بين تلك الأحزاب (النصرانية) حزب أو فرقة تسمى الأبيونية هي التي يزعمون أن ورقة بن نوفل ينتمي لها .
باختصار : يريد أن يقول للقارئ أن النصارى كانوا فرقاً في الحجاز ولكن لكي يؤكد هذا الأمر يضطر إلى استخدام القرآن (لأنه كتاب المسلمين المقدس) فيستعمل كلمة (الأحزاب) التي في القرآن ليجعلها إثباتاً لوجود فرق النصارى في الحجاز .

وهل يحتاج ذلك لمثل هذا الكذب والتحريف ؟
طبعاً يحتاج ، وإلا كان وجد ما يريده صريحاً عياناً بياناً ... فلما لم يجد ، اضطر إلى الكذب ، والحاجة لديهم أم الكذب

القس اسكندر جديد يكذب ويدلس على تفسير الفخر الرازي

تنبيه : الفخر الرازي من الأشاعرة ، والموضوع هنا لا يتناول (المعتقد) بل يتناول (تدليس) المنصرين .

مرحباً بالزملاء الأفاضل في حلقة جديدة من (المكذبون المدلسون المحرفون)

اليوم سنقف على طريقة أخرى من طرق الكذب المتبعة من قبل المنصرين (اللذين يقومون بالتنصير في بلاد المسلمين) . ولا يخفى عليكم أن (التنصير) في أرض المسلمين يشمل خطوات ، لأن التنصير بحد ذاته (خطة عمل) . وأهم تلك الخطوات تشكيك المسلمين في قرآنهم . طبعاً عرضنا سابقاً مثال من الكذب وهو من نوع (تزوير) . أما اليوم فسنتعرض لنوع آخر من الكذب وهو (التدليس) .

والتدليس في اللغة كتمان عيب السلعة في البيع وقد يقال إنه مشتق من الدلس وهو اختلاط الظلام واشتداده وجه التسمية به سمي به لاشتراكهما في الخفاء . والمقصود من التدليس : أن تقوم عند نقلك لكلام ما بإخفاء جزء منه مما ترى أنه سيضر بما تحاول أن توهم به الآخرين . وروي عَنْ شعبة أنه قال : (( التدليس أخو الكذب )) .

وما يفعله الكثير من هؤلاء المنصرين أو اللادينيين هو ما يلي : يأتي من كتب التفسير بتفسير آية وينقل جزء منه يوافق ما يريد أن (يوهمك به) ، ويترك الجزء الآخر من التفسير ولا ينقله وهو الجزء الذي ينافي وعاكس ما يريده .
وباختصار مثل واحد يصرخ (ويل للمصلين) ولا يكمل الآية (اللذين هم عن صلاته ساهون) .

لماذا يقومون بذلك ؟ لتشكيك المسلم بما يؤمن به من خلال ما يؤمن به (القرآن) . ولهم في ذلك طرق عديدة سنتناول بعضاً منها في حلقات قادمة .

أما الآن فدعونا نرى كذبة اليوم ، وهي من كتاب (الصليب في الإنجيل والقرآن) للقس اسكندر جديد .
وهذا الكتاب هو من جملة كتب موجهة (للمسلمين) لتشكيك المسلمين بقرآنهم .

ماذا يقول في كتابه ؟
جاء في الفقرة الثانية من كتابه وتحت موضوع بعنوان (الصليب في الإنجيل والقرآن) وعند حديثه عن الآية الكريمة : (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ ) ، والآية الثانية (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ)

يقول القس اسكندر جديد في كتابه ما يلي :
*********************************************************
ولا مراء في أنّ هذا التباين في الروايات، نجم عن عدم وجود نصّ صريح في القرآن، حول نهاية أيّام جسد المسيح على الأرض. وهذا التباين فتح باب الإشكال والتضارب في الآراء. ولهذا لم يكن بدّ لعالمٍ نزيه كالإمام العلاّمة فخر الدين الرازي، أن يفنّد قصّة الشبه تفنيداً محكماً. ففي تفسيره العدد 55 من سورة آل عمران يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ عالج مسألة الشبه بكلّ موضوعيّة إذ قال :
من مباحث هذه الآية موضع مشكل، وهو أنّ نصّ القرآن دلّ على أنّه تعالى حين رفعه ألقى شبهه على غيره، على ما قال وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبّه لهم والأخبار أيضاً واردة بذلك، إلاّ أنّ الروايات اختلفت. فتارة يروي أنّ الله تعالى ألقى شبهه على بعض الأعداء الذين دلّوا اليهود على مكانه حتّى قتلوه وصلبوه، وتارة يروي أنّه رغب بعض خواصّ أصحابه في أن يلقي شبهه حتّى يُقتل مكانه. وبالجملة فكيفما كان، ففي إلقاء شبهه على الغير إشكالات :
الإشكال الأول أنّا لو جوّزنا إلقاء شبه إنسان على إنسان آخر، لزم السفسطة. فإنّي إذا رأيت ولدي، ثمّ رأيته ثانياً فحينئذٍ أجوز أن يكون هذا الذي رأيته ثانياً، ليس بولدي، بل هو إنسان أُلقي شبهه عليه. وحينئذٍ يرتفع الأمان على المحسوسات. وأيضاً فالصحابة الذين رأوا محمّداً، يأمرهم وينهاهم، وجب أن لا يعرفوا أنّه محمّد، لاحتمال أنّه ألقى شبهه على غيره. وذلك يفضي إلى سقوط الشرائع. وأيضاً فمدار الأمر في الأخبار المتواترة، على أن يكون المخبر الأّول، إنّما أخبر عن المحسوس. فإذا جاز وقوع الغلط في المبصرات، كان سقوط خبر التواتر أولى. وبالجملة ففتح هذا الباب، أوّله سفسطة، وآخره أبطال النبّوات بالكلّيّة.
الإشكال الثاني هو أنّ الله تعالى كان قد أمر جبريل عليه السلام، بأَن يكون معه في أكثر الأحوال. هكذا قال المفسّرون في تفسير قوله إذ أيّدتُك بروح القدس ثمّ أنّ طرف جناح واحد من أجنحة جبريل، كان يكفي العالم من البشر. فكيف لم يكفِ في منع أولئك اليهودِ عنه؟ وأيضاً المسيح لمّا كان قادراً على إحياء الموتى، وإبراء الأكمة والأبرص فكيف لم يقدر على إماتة أولئك اليهود، الذين قصدوه بالسوء، وعلى إسقامهم، وإلقاء الزمانة والفلج عليهم حتّى يصيروا عاجزين عن التعرّض له؟
الإشكال الثالث أنّه تعالى كان قادراً على تخليصه من أولئك الأعداء بأن يرفعه إلى السماء. فما الفائدة في إلقاء شبهه على غيره، إلاّ إلقاء مسكين في القتل، من غير فائدة إليه؟
الإشكال الرابع أنّه ألقى شبهه على غيره، ثمّ أنّه رُفِعَ بعد ذلك إلى السماء فالقوم اعتقدوا فيه أنّه عيسى، مع أنّه ما كان عيسى. فهذا كان إلقاء لهم في الجهل والتلبيس، وهذا لا يليق بحكمة الله.
الإشكال الخامس أنّ النصارى على كثرتهم في مشارق الأرض ومغاربها وشدّة محبّتهم للمسيح وغلّوهم في أمره. أخبروا أنّهم شاهدوه مقتولاً ومصلوباً. فلو أنكرنا ذلك، كان طعناً في التواتر. والطعن في التواتر يوجب الطعن في نبوّة محمّد، ونبوّة عيسى، بل في وجودهما، ووجود سائر الأنبياء، وكلّ ذلك باطل.
الإشكال السادس أنّه ثبت بالتواتر أنّ المصلوب بقي حيّاً زماناً طويلاً. فلو لم يكن ذلك عيسى، بل كان غيره، لأظهر الجزع، ولَقال : إنّي لست بعيسى بل إنّما أنا غيره. ولبالغ في تعريف هذا المعنى. ولو ذُكِر ذلك، لاشتهر عند الخلق هذا المعنى. فلمّالم يوجد شيء من هذا، علمنا أنّ الأمر ليس على ما ذكرتم.التفسير الكبير 7 :70-71.
*********************************************************
انتهى كلام القس اسكندر جديد .

طبعاً أي مسلم سيقرأ هذا الكلام سيظن أن (أمر وقوع شبه عيسى عليه السلام على شخص آخر) كما حكاه القرآن أمر لم يحدث وسيحتار !!!. وهذا ما يريده القس اسكندر جديد .
ولكن السؤال المهم هل كتب الفخر الرازي في تفسيره (تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير) هذا الكلام ؟
الجواب : نعم .. كتبه .
:(:: :(:: :(:: :(:: :(::
ولكن صبراً أخي المسلم ... فلم ننته بعد :39: :39: :39:
الفخر الرازي (يوقن تماماً) وبدون أي شك بوقوع (أمر شبه عيسى عليه السلام على إنسان آخر) ، تماماً كما يؤمن كل المسلمين .

إذن كيف يكتب الفخر الرازي هذا الكلام في كتابه وكأنه يشكك في كلام الله ؟
الجواب : لأن الفخر الرازي كان ينقل شبهات المعارضين وتكذيبهم (من نصارى وغيرهم) لكلام القرآن عن قوله تعالى (شبه لهم) . والرازي جاء بتلك الأقوال وسردها (كما كتبها القس اسكندر جديد أعلاه) ، ثم قام الفخر الرازي بالرد عليها كما يلي :
أنظر ما رد به الفخر الرازي على الشبهات أعلاه مباشرة بعد ذكره لتلك الشبهات :
*********************************************************
فهذا جملة ما في الموضع من السؤالات:
والجواب عن الأول: أن كل من أثبت القادر المختار، سلم أنه تعالى قادر على أن يخلق إنساناً آخر على صورة زيد مثلاً، ثم إن هذا التصوير لا يوجب الشك المذكور، فكذا القول فيما ذكرتم:

والجواب عن الثاني: أن جبريل عليه السلام لو دفع الأعداء عنه أو أقدر الله تعالى عيسى عليه السلام على دفع الأعداء عن نفسه لبلغت معجزته إلى حد الإلجاء، وذلك غير جائز.

وهذا هو الجواب عن الإشكال الثالث: فإنه تعالى لو رفعه إلى السماء وما ألقي شبهه على الغير لبلغت تلك المعجزة إلى حد الإلجاء.

والجواب عن الرابع: أن تلامذة عيسى كانوا حاضرين، وكانوا عالمين بكيفية الواقعة، وهم كانوا يزيلون ذلك التلبيس.

والجواب عن الخامس: أن الحاضرين في ذلك الوقت كانوا قليلين ودخول الشبهة على الجمع القليل جائز والتواتر إذا انتهى في آخر الأمر إلى الجمع القليل لم يكن مفيداً للعلم.

والجواب عن السادس: إن بتقدير أن يكون الذي ألقي شبه عيسى عليه السلام عليه كان مسلماً وقبل ذلك عن عيسى جائز أن يسكت عن تعريف حقيقة الحال في تلك الواقعة، وبالجملة فالأسئلة التي ذكروها أمور تتطرق الاحتمالات إليها من بعض الوجوه، ولما ثبت بالمعجز القاطع صدق محمد صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر عنه امتنع صيرورة هذه الأسئلة المحتملة معارضة للنص القاطع، والله ولي الهداية.
*********************************************************
انتهى كلام الفخر الرازي .

أرأيتم .............
القس اسكندر جديد قام بنقل (تساؤلات وتشككات) أوردها الرازي في تفسيره ليجيب عليها ، ولكن القس اسكندر جديد قال أنها (اعتراضات الرازي نفسه وتفنيداته) لمسألة الشبه بقوله في أول كلامه : (ولهذا لم يكن بدّ لعالمٍ نزيه كالإمام العلاّمة فخر الدين الرازي، أن يفنّد قصّة الشبه تفنيداً محكماً. ففي تفسيره العدد 55 من سورة آل عمران يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ عالج مسألة الشبه بكلّ موضوعيّة)

أي أن الخبيث القس اسكندر جديد نقل تساؤلات المشككين ونسبها للرازي ولم ينقل جواب وردود الفخر الرازي عليها التي جاء بها مباشرة بعد تلك الشكوك ، ولم ينقل قول الرازي (ولما ثبت بالمعجز القاطع صدق محمد صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر عنه امتنع صيرورة هذه الأسئلة المحتملة معارضة للنص القاطع) .

وهذا تدليس وكذب يقصد به تشكيك المسلمين بقرآنهم ، ولكن عبثاً يحاولون

كتبه ابو المثني